"كان فولتير يقول: «إني قلما أتعمق، ولكني واضح الفكرة على الدوام» وهذه كلمة أستطيع أن أقولها أنا أيضًا"
وأنا أصدّق على هذا الكلام من سلامة موسى عن نفسه،
"كان فولتير يقول: «إني قلما أتعمق، ولكني واضح الفكرة على الدوام» وهذه كلمة أستطيع أن أقولها أنا أيضًا"
وأنا أصدّق على هذا الكلام من سلامة موسى عن نفسه، فشروحاته دائما بسيطة ومفهومة بشكل مهول، يصعب معها تصديق أنها كتابات مصرية منذ أكثر من نصف قرن مضى، "إن الأجيال القادمة سوف تشك في أن إنسانا مثل هذا سعى بقدميه على أرضنا"
"السيد سلامة موسى، مؤلف الكتاب، وأحد أعلام مصر الملكية" [image]
وفي سنته السادسة بعد الستين، وبعد عمر طويل في الترجمة والتأليف، لإيصال الثقافة التنويرية للمصريين، يقرر سلامة موسى أن يحتفل بأكثر الشخصيات التي أثرت في حياته، بين دفتي كتاب. وعرض لأهمية كتابة هذا الكتاب في مقدمة طويلة بعنوان "المؤلفون يغيرون الدنيا"، وأقتبس منها هذه الحجج:
"وهناك من الأذكياء من حظوا بمركبات نفسية تبعثهم على الاستطلاع، فيجدون فيها الإيحاء والتوجيه دون الحاجة إلى من يرشدهم. ولكن معظم القراء يحتاجون إلى المؤلف الذي يثير الاستطلاع ويبعث إليهم بالخسائر ويوجه ويرشد، إما لأنهم ليسوا على درجة عالية من الذكاء المتسائل، وإما لأنهم قد خلوا من تلك المركبات النفسية التي صادفت غيرهم لاختبارات أو كوارث وقعت بهم فكانت المنبه والمحرك لنشاطهم الذهني."
"المؤلف الذي نحبه ليس فقط صديقاً نأتنس بآرائه ونستفيد بأفكاره، إنما هو أكثر من ذلك. هو بهذه الآراء والأفكار. يتسلل إلى قلوبنا وعقولنا فيؤثر في شخصيتنا أو يغيرها، وهو بهذه المثابة، نفسي فسيولوجي له دورة حيوية في وجودنا، ولكن المؤلف العظيم، ليس هو الذي يجعلنا نرى الدنيا بعينيه ونشهد على الناس والأشياء بضميره، وإنما هو الذي يعلمنا الاستقلال رائين ومشاهدين معاً، وإن لم يكن في رؤيته وشهادته قد فتح بصيرتنا."
وقد قسم معلموه إلى ثلاثة طرز، وهم كالآتي:
"فأما الطراز الأول فهو أولئك الذين تتسم حياتهم أو مؤلفاتهم بغلواء حين يحيون أو يفكرون على القمة والذروة، فهم نيتشه في جنونه المقدس، يحيل حياته إلى مغامرة فلسفية، ويدعونا إلى أن ننسلخ من رواسب الخرافات الماضية ونتولى بأنفسنا مصير مستقبلنا، وهم دستوفسكي في غلواء الحب الغامر للبشر، والإحساس الديني الذي تتذبذب به أوتار نفسه، وهم غاندي الذي يكافح إمبراطورية سوداء بكلمات عذبة من الطهر والشرف فيخجل منه العالم ويسلم باستقلال الهند. وأما الطراز الثاني فهو أولئك الذين أعطوني منهجًا للحياة، فهم جيته الذي عاش طالبًا مدى حياته يزيد وجدانه بالتوسع في الثقافة والزيادة من الاختبارات، ويشتغل بالسياسة والأدب والعلم والفنون، وهم برنارد شو يجعل من أدبه كفاحًا للظلم والاستبداد والدناءة والقبح وهم «ه. ج. ولز» يرفع الصحافة إلى مقام الفلسفة، فيدرس شئون العالم إلى تدين بشري جديد كأنه إحساس يغمر قلبه وعقله. وأما الطراز الثالث فهم أولئك الذين أعطوني المعارف الخصبة أو الأفكار الحوامل، مثل فكرة التطور التي أحدثت لي مركبات ثقافية، كأنها العقدة النفسية في المريض تدأب في تفرع، ولكن مع التسلل والتستر، ولقد استطاعت هذه الفكرة الداروينية أن تجعل حياتي جميعها استطلاعًا دائمًا، وهم فرويد الذي حملني على دراسة العشرات من الكتب، وهم «أليوت سيميث» الذي فتح لي من أبواب التاريخ البشري ما لا أزال أنفذ منه إلى ميادين فسيحة من الفهم والعلم.
هؤلاء علموني … أكسبوني، بالحياة الغالية التي عاشوها على القمم إيحاءات كأنها صلوات بالقلب، أو أعطوني منهجًا أعيش به عيش الخدمة والكرامة والشرف مع الرضى بالتضحية"
***
ولحرص موسى كمربي للقراء، ركز على نصائح محددة من حيوات شخصيات كتابه، ومنها:
- الشخصية هي التحفة الأولى للإنسان المثقف الذي يحيا حياة الوجدان والعقل، حيث يجب أن نؤلف شخصيتنا قبل أن نؤلف أي شيء آخر فليس هناك ما هو أهم منها عندنا، وذلك بأن نطلب الاختبارات، ولو كان الخطر فيها. شاعر أوروبا العظيم جوته كان يهتم بتطوير شخصيته على حساب تطوير أدبه وشعره إلى الحد الذي سبب له سخط النقاد، ومع ذلك بقيت الأولية عنده لتطوير شخصه
- الرجل الناضج هو الرجل المتفائل، وتفاؤله يحمله على كفاح ما لمصلحة البشر، والرجل الناضج متدين، يحترم الحياة، وكي نحترم الحياة يجب أن نعمل لرقيها وتطورها إلى أعلى
والنصيحة السابقة توضح منهج سلامة موسى كمصلح، وبالتالي منهج معلموه، والذين يتناولهم موسى في الكتاب، فهم متحمسون للعطاء المجتمعي وللتضحية كثيرا، وهو شيء لا أحبذ أن أقوم به لأصلح شيئا
***
"سعاد حسني تقرأ كتاب هؤلاء علموني" [image]
نصيحة للمبتدئين، الكتاب ليس مرجع علمي لما مر على كتابته من زمن طويل ظهرت فيه الكثير من الأبحاث التي حسمت الكثير من الأمور التي كانت معلقة آنذاك، وما قاله موسى عن أثر التنشئة والتطور لا قيمه له الآن، كما وقد تم عمل تجارب معيارية على تجارب بافلوف، كان من نتائجها تحجيم تطبيقات تجارب بافلوف كثيرا
الرأسمالية التي يقصدها موسى في الكتاب غير الرأسمالية الحالية، فالرأسمالية تطورت لدرجة لا يمكن مقارنتها بما كانت عليه في ذاك الوقت، كما أن الاشتراكية كانت تبدو منطقية إلى حد كبير في مواجهة نظام الإقطاع الراسخ، ولكن لا إقطاع اليوم
وضعت فقرة المبتدئين هذه لأني لا أستطيع أن أتخيل أن يقرأ الكتاب غيرهم، فأنا لم أستسغ التناول الغير متعمق للشخصيات التي تبحرت في القراءة عنها، أما الشخصيات الجديدة علي، فكانت فصولها. ولكني أعرف معظم الشخصيات الواردة بحكم شهرتها النافذة.
كمبتدأ يجب أن تضع في اعتبارك أن ما ستقرؤه هنا هو ما نقاط التلاقي بين شخص سلامة موسى وشخصيات المعلمين، بمعنى أن صفات انطباع الأولي عن هؤلاء المؤلفين ليس فيهم بقدر ما هو في موسى نفسه. كما وتدخل موسى في كل تفاصيل الكتاب بعقائده، وكان هذا مزعج قليلا، ولكن متعة متابعة الكتاب تفوق كل هذه التذمرات البادرة مني
***
سلامة موسى مربي عظيم ورائد حقيقي، وطوال الكتاب يعرض لمنهج ملهم بحق
"التجربة في كل شيء؛ في الفلسفة، وفي الأدب، وفي الموسيقى، وفي الأغاني، وفي الاجتماع. ولم لا؟ أذكر أنه عندما عمدت إحدى الوزارات الماضية إلى إلغاء البغاء بالأحكام العرفية أني طلبت التجربة، فقلت: إننا نستطيع أن نلغي البغاء الرسمي في القاهرة، وندعه في الإسكندرية مدة عام، ثم نقوم بتحقيقات بشأن الصحة الجسمية والنفسية بين فريقين مختلفين من الشبان آخر هذا العام، فإذا ثبت لنا أن الإلغاء في القاهرة قد نقص من الأمراض الزهرية، ولم يؤد إلى تفشي الأمراض النفسية، وتفشي الشدودات التي تنشأ من التوترات الجنسية، فإننا نعمم الإلغاء في القطر كله، أما إذا ثبت العكس فإننا نعيد البغاء الرسمي"
"إلى حين أجد مؤلفًا يبغض التعصب الديني ويكافح الغيبيات ويدعو إلى مذهب العقليين، ويقول بضرورة الاشتراكية، أسأل: هل هو فرد في طائفة من طوائف الأقليات تعاني ضغطًا اقتصاديًّا أو اجتماعيًّا بحيث يحب هذه المبادئ وينقلها إلى الوجدان الفني؟ أليست علة ذلك أنه قد أحس أن الغيبيات تفصل بين البشر، وأنه لذلك بشرى العقيدة اشتراكي المذهب؟ واعتقادي أنه إذا كان رجل السياسة مكلفًا أن يجيب عن سؤالنا: «من أين لك هذا؟» بتقديم الحساب المفصل عن ممتلكاته، فإنه يجب على الأديب أن يجيب عن مثل هذا السؤال بأن يكتب تاريخ حياته حتى نفطن إلى البواعث ونتعمق الأسرار ونتربى ونستبصر بكوارثه"
***
وعلى الهامش، فإن موسى يردد بحماس ما يقوله معلموه بأن الاستغناء يسبب السعادة، فهو الحل من بؤس سباق التملك الذي تفرضه الحياة الحالية، وأنا أتساءل بمنتهى البراءة، إذا كان الاستغناء يسبب السعادة، فلماذا يريد للفقراء المزيد من الاقتناء؟ ولماذا لا ينصح الفقراء بالزهد والتقشف كما ينصح به الأغنياء؟
وعلى الهامش، فقد ذكرنا موسى بقيام الشيخ محمد عبده بإرهاب فرح أنطون وطرده من مصر، بعد نقل أنطون عن ارنست رينان اضطهاد الحكومات الإسلامية للأحرار، وكان رد محمد عبده بأن اضطهاد الحكومات المسيحية كان أكبر وأقسى. ورد عبده كأن ترد على زميلك الذي وصف والدتك بالرقاصة، فترد عليه بأنه أمه رقاصة هي الأخرى، وتعتقد بأنك رددت الشبهة وأسلمت الشرف. والعبرة هنا بأنه لا أمان لرجل دين مهما ادعى التسامح والمدنية
***
اخترت الكتاب بشكل أساسي لأنه يتوافر بصيغة الكيندل ومحتواه خفيف، أي أنه مناسب للاحتفال بعودة الابن- الكيندل- الضال، ولقد كان احتفالاً رائعا
الحقائق المائة هي إعادة سرد لتاريخ المصريين القدماء وأهم مزاراتهم السياحية, ملوكهم, مدنهم, حياتهم, صناعاتهم وأديانهم, في مائة فصل للنشء, وكل فصل يتكونالحقائق المائة هي إعادة سرد لتاريخ المصريين القدماء وأهم مزاراتهم السياحية, ملوكهم, مدنهم, حياتهم, صناعاتهم وأديانهم, في مائة فصل للنشء, وكل فصل يتكون من صفحة واحدة نصفها عبارة عن صور تتعلق بموضوع الفصل.
شعور كريه كان محصلة قراءة هذا الكتاب الذي نشره سنة 2010 ما يفترض أن يكون عالم آثار مصري كبير, ووزير الدولة لشئون الآثار سابقاً.. وهذه أسباب انزعاجي من أسلوب الكتاب, أسوقها لكم مرتبة حسب الأهمية النسبية لكل إشكالية
1- حضارة مرسومة بلا ملامح؛ فمعظم الفصول تعاني من نقص التفاصيل المميزة التي أستطيع بها التفرقة بين حضارة وأخرى, فكانت المحصلة النهائية ذاكرة لا فائدة منها, أستطيع تلخيصها كالآتي: " كان يعيش المصريين في منازل ويستخدمون الأدوات المنزلية, ولهم معابد يعبدون فيها الآلهة, وكانوا يخوضون المعارك, ويبنون المدن, وكانوا ناس مية المية* في جميع المستويات".
2- التململ الشديد من الكتاب, نتيجة للمشكلة السابقة, فكتاب لا تستطيع الإلمام بالكثير منه, ستعتبره غالبا كتاب صعب, وهو ما يؤدي للملل والإرهاق في حالة إجبار نفسك على إكمال الكتاب.
3- لم يراعى تبسيط اللغة رغم أنه للنشء, فوصْف المعالم يبدو وكأنه منزوع من المراجع نزعاً, دون بذل أي محاولة لإعادة صياغة... قرأت أجزاء كبيرة من الكتاب مع أختي المراهقة, وكانت تشكو لي الكثير من الألفاظ الغامضة, ولم أكن أستطع إجابة شكوتها سوى بتخمين المعنى من سياق الجملة, رغم أن حصيلتي اللغوية لا يمكن تسميتها بالسيئة بأي حال من الأحوال....
4- لا جديد في الكتاب.. إذا كان الكتاب لفئة النشء, فيجب تحرّي ظروفهم ومعرفتهم المبدئية عن الموضوع, وهي في حالتنا معرفة كبيرة بحكم المناهج الدراسية. إذاً ما الفائدة من قراءته بالنسبة لهم؟ وأيضاً, ألا يعتبر هذا تجهيل للشعب عن طريق تضييع أوقاتهم في ما لا ينفع؟
وإجمالاً, لم يقدم للنشء سوى مناداتهم بـ"يا أحبائي الصغار" مرتان طوال الكتاب.
الجيد في الكتاب, يعبر ضمنيا عن سوء بالغ؛ حيث أن مستوى الكتاب تحسن قليلاً في الثلث الأخير منه, أي عند بداية الفصول التي يستطيع الكاتب أن يذكر فيها ما يعرفه عن بعثات اكتشاف الآثار, وهو يعرف الكثير عن ذلك بحكم تخصصه السابق. وهذه النقطة توضح كم الاستهتار, حيث أن الكاتب لم يشغل نفسه بقراءة جدية لمراجع عن الفصول الأولى, فخرجت لنا في هذه الصورة السيئة.
وأخيراً فهناك هوّة عميقة بين مستوى هذا العمل ومستوى الكثير من الكتب الجيدة المخصصة للنشء تحت سن الـ15, وأنا مجبر على المقارنة بين مستوياتهم جميعا, فينتقل التقييم غالباً على مقياس "من 1 إلى عالم صوفي (5)", والنتيجة بهذه الطريقة هي أقل تقييم ممكن, فضلاً عن احتمال الامتناع عن إكمال قراءة الكتاب.
هذه الصفحات الموجزة عن الحضارة أقل من أن توضع بجانب المعالم نفسها بداخل متاحفها….
***
أشياء أخرى عن الكتاب أسوقها لكم فرادى
- بداية فصل المرأة جاءت هكذا: "للمرأة دور ومكانة كبيرة في حضارة أجدادنا الفراعنة, فهي الأم والزوجة والأخت والخادمة والآلهة…..", وهذه عينة من اللغو الذي يملأ الكتاب, فهذه السمات لدي معظم الحضارات... باقي الفصل عن أمثلة شاذة يتعامل معها وكأنها هي القاعدة, كما ويلوي الأحداث ليظهر المرأة كذات أهمية, وهو ما لم يكن, فمثلاً, نجد في الفصل التالي له أن التعليم كان للذكور فقط, أما المرأة فجاهلة.
- وضع الخرافات على قدم المساواة مع تفسيرات علماء الآثار الجدية, هذا وإن لم يقم بتهميش آراء العلماء لصالح الخرافات المثيرة, فمثلاً صـ57, قام بتنحية تفسيرهم لسبب اختيار المصريون القدماء لرمز الهرم لمقابرهم, وهو أنه عندما تشرق الشمس فإن أشعتها تظهر كما لو كانت أهراماً هائلة تربط بين السماء والأرض وبالتالي يصاحب الشمس في رحلتي الليل والنهار. قام بتنحيته كسبب هامشي, وتقديم سبب زائف عن الإعجاز العلمي في اختيار الأهرام, وهو" أن الشكل الهرمي هو أكثر الأشكال الهندسية لحفظ الأشياء الداخلية وإذا قمنا بوضع ثمرة فاكهة بداخل الشكل المربع أو المستطيل أو الهرمي ونتركهم لمدة نلاحظ أن أطول فترة لبقاء الثمرة في حالة جيدة دون أن تفسد تكو�� بداخل الشكل الهرمي." وهذه مجرد خرافة, قام "عبد المحسن صالح" بإثبات زيفها عن طريق القيام بتجارب ضابطة, وقد أورد قصة هذه التجارب في كتابه "الإنسان الحائر بين العلم والخرافة".
- مقابر العمال بناة الأهرام, والتي تثبت بشكل قاطع بناء المصريين للأهرامات وليس اليهود, تم اكتشافها بعد ان اصطدم قدم حصان كان يحمل سائحة أجنبية بـ"جدار الطوب اللبن", فبدء التنقيب في المكان.. وهنا أتساءل عما سيجول بخاطر مواطن مصري تعثر حصاني بنتوء في الأرض؟ وأتساءل أيضاً عن رد الحكومة عن شكه في وجود آثار مدفونة!.
- نلاحظ أنه في بداية الدولة الوسطى التي جاءت بعد فترة تدهور امتدت 120 عاماً يسودها تمرد الحكام المحليون ومحاولات انفصالهم, كانت تنحت تماثيل الملوك بملامح وجه عليها علامات الإرهاق والإجهاد تحت عيونهم, كتعبير عن اهتمامهم بشعبهم في سيبل راحتهم وتوفير الأمن لهم, كما نحتت الآذان كبيرة للدلالة على أن الملك ينصت إلى كل ما يقول له الشعب محاولاً تلبية مطالبهم.. وأنا أميل للإعتقاد بأن سبب هذا التصرف الغريب للملوك هو خوفهم من أن ينضم الشعب للحكام المتمردون, على أن أعتقد بظهور سلالة ملوك ملائكية من العدم مرة واحدة.
"نماذج لتماثيل ملوك من الدولة الوسطى تبدو عليهم علامات الإجهاد والإنصات" [image]
- يحسب للكاتب ذكره صراحة لما فعله "اخناتون" من ارهاب ديني وتهجير أصحاب الديانات الأخرى وتدمير معابدهم, ولم يسترد المصريون حرية اختيار الإله الخاص بهم سوى بمقتل "اخناتون".
***
بعد انقطاع دام شهرين تقريباً عن القراءة, كان هذا أول ما أكمله. وهذه التجربة ترسخ في ذهني فكرة أن عدد الصفحات ليس بالمعيار الصالح لتحديد ما إذا كان الكتاب خفيفاً أو دسماً, فذلك شأن يتحدد بموضوع الكتاب. كما أن فصل من كتاب جيد كبير الحجم هو خير بما لا يقارن بكتاب سيء صغير الحجم.
----- *"% لفظة عامية مصرية, وتعني مائة في المائة "100
"الرجل التَعِب من لندن, هو تعب من الحياة." د.صموئيل جونسون
[image]
رحلة سياحية صغيرة للندن. بدأت بعرض جغرافي للمدينةالممتدة حول ضفتي نهر التيميز, ثم عرض
"الرجل التَعِب من لندن, هو تعب من الحياة." د.صموئيل جونسون
[image]
رحلة سياحية صغيرة للندن. بدأت بعرض جغرافي للمدينةالممتدة حول ضفتي نهر التيميز, ثم عرض تاريخي لأصولها وتاريخها الممتد حيث بدأت كبلد قوي بعد دخول يوليوس قيصر, وكان سكانها يتنوعون ما بين مواطنين أصليين عاشوا من قبل وجود القيصر, وقبائل الساكسون الجرمانية التي انتقلت لاحقاً لداخل أسوار لندن. ثم التعريف بأشهر المباني المعمارية وتشمل ساقية الملاهي الكبيرة المسماة "عين لندن", تياترو "شكسبير", كاتدرائية "القديس بول", و"كنيسة ويستنمستر" عرّف الكباري النهرية والتي كانت سبباً في انتقال السكان للعيش على ضفتي النهر بدلا من ضفة واحدة. ويوجد الآن 34 كوبري, إلى جانب 11000 مطعم, وأربع مطارات, وتشكيلة ضخمة من المتاحف ومحلات الملابس. المتحف البريطاني ذكر أهم 5 قطع فيه, منهم 3 استولت عليهم بريطانيا, و2 من الـ3 من مصر لوحدها, بس أنا مطمئن للآثار هناك, هم هيحافظوا عليها.
ذكر أشهر الكتاب البريطانيين. عرفتهم جميعاً وتذكرت أعمالهم, عدا المعاصرين منهم, في مقابل وللأسف معرفة محدودة لي بالأدباء المصريين والعرب.
كانت تجربة مسلية ليا, خصوصاً إني أول مرة أقرأ عن لندن....more
بعد أول معرفة لك عن التطور بالانتخاب الطبي��ي, ستجد أن العلماء ضمن هيكل تطور البشر, يقولون بأن أجداد الإنسان كانوا ضمن القردة العليا يوماً, والقردة العبعد أول معرفة لك عن التطور بالانتخاب الطبيعي, ستجد أن العلماء ضمن هيكل تطور البشر, يقولون بأن أجداد الإنسان كانوا ضمن القردة العليا يوماً, والقردة العليا كان أجدادها حيوان ثدي أشبه بالفأر, والفأر أجداده حيوان زاحف, والزاحف ينحدر من سمكة. سمكة!!! لقد كان انطباعي الأولي هو الدهشة الممزوجة بالفضول الشديد. الدهشة من أننا انحدرنا من شيء يبدو لي مختلف عنا تماماً, والفضول للتعرف على الأسباب التي أوصلتهم لهذه الاستنتاجات, فكان من الواضح لي أنه بالتأكيد لديهم من الأدلة القوية لدعم زعمهم هذا, وبالتأكيد فأدلتهم هذه ستملأ فجوة كبيرة في نظرتي للحياة.
[image]
التقيت بهذا الكتاب من خلال الوثائقي المتميز الخاص به والذي صدر عام 2014, وترجمه لنا "مشروع الترجمة العراقي" كان الوثائقي مركز ومترابط, ومقدمه نيل شوبين شخص مرح. فكان لابد لي من أن أقرأ الكتاب لأعرف المزيد من التفاصيل. ولم تكن تجربة الكتاب مطابقة لتوقعاتي, فأفكار شوبين ليست مرتبة في اتجاه واحد متسلسل. كما أنه يسرف في طرح الأسئلة التي يقوم بالإجابة عليها والإكثار من التقديم لكل معلومة, وذلك تبسيط مفرط ويقطع تركيزي عن المحتوى نفسه. والأكثر إزعاجاً أن الوثائقي كان يحتوي الكثير من المواضيع التي لم يتطرق لها الكتاب. لقد جاء الوثائقي بعنوان رئيس هو"السمكة بداخلك", ويضم ثلاث حلقات بعناوين فرعية هي: "السمكة بداخلك", الزاحف بداخلك", و"القرد بداخلك" على الترتيب. والكتاب يشمل الحلقة الأولى فقط.
ولكن هذا لا ينقص من تقييم الكتاب, فهو قطعاً من فئة الخمس نجوم.
يبدأ شوبين الكتاب بسرد قصة اكتشافه الكبير, فلقد اكتشف العلماء من قبله حفريات لبرمائيات في صخور تعود لـ365 مليون سنة مضت, وحفريات لأسماك تعود لـ385 مليون سنة. ولكن لم يكن قد اكتشف بعد أحفورة للكائن الانتقالي الذي تتنبأ به نظرية التطور, والذي يكون حلقة الوصل بين الحفريتان السابق ذكرهما, حفرية لنصف سمكة ونصف حيوان يابسة. فحدد شوبين مع فريق صخور بعمر 375 مليون سنة, وهي متوسط بين الحفريتان السابقتان, وبعد الكثير من الجهود السنوية المتكررة توصلوا للحفرية المطلوبة, سمكة "التيكتاليك" وبعدها يحكي لنا الكثير من التفاصيل عن طبيعة عملهم كصائدي مستحاثات/حفريات. ثم يأتي لموضوع السمكة الداخلية, فالبشر مازالوا يحتفظون بالكثير من السمكة بداخلهم. ويتبعها بدراسة تطور الكثير من الأعضاء البشرية من كائنات بدائية أكثر من السمك. بدأ بالسمكة فقط وانتهى بحديقة حيوانات بداخلنا.
ويختم الكتاب بذكر الأمراض التي تسببها السمكة الداخلية للإنسان.
ستتعرّف في الكتاب على طريقة كشف متعاطي الكحول عن طريق التلويح أماه بورقة من فئة الـ200 دولار مثلاً. والكثير من الأشياء المثيرة التي لا يتسع لي المكان هنا للحديث عنها. ويمكنني أن أجزم بأنك بعد هذا الكتاب لن تنظر لجسدك مرة أخرى مثلما كنت تفعل قبل قراءته.
*** لاحظت أن معظم القراء الخليجيين عندهم تعلق كبير بالكتب الورقية, وهذا يفوّت عليهم الكثير من الكتب النادرة التي لا تتوفر إلا بصورة الكترونية. وإني أتساءل إذا ما كانوا سيقرؤون هذا الكتاب ويعجبون به إذا لم يكن يتوفر ورقياً لديهم.
"إن الحرية المتاحة في عالمنا العربي كله لا تكفي كاتباً ولا مبدعاً واحداً" يوسف إدريس
"إن قتل المرتد واجب ولي الأمر فإن لم يقم به ونفذه أحد من المسلمين
"إن الحرية المتاحة في عالمنا العربي كله لا تكفي كاتباً ولا مبدعاً واحداً" يوسف إدريس
"إن قتل المرتد واجب ولي الأمر فإن لم يقم به ونفذه أحد من المسلمين فلا ضير عليه, هو فقط يكون قد افتأت على حق ولي الأمر, أي يكون قد مارس مخالفة إدارية فقط" الشيخ محمد الغزالي في محاكمة قتلة فرج فودة
يستهل الكاتب بأن المبدع مهدد دائماً بأنه يهدم ثوابت المجتمع وقيمه, أو أنه يمس الذات الإلهية والمعايير الدينية بما لا يليق وأن هذه كلها اعتبارات نسبية ومطاطة حتى أنه هنالك مثل هذه القضايا مرفوعة ضد محمد عبد الوهاب, وعادل إمام الذي قد حكم عليه بثلاثة شهور سجن فعلاً
بعد المقدمة, باب عن أصول نظام الحسبة, وليوضح لنا ماهية القانون الذي انتهى لأن يفرّق بين المفكر "نصر حامد أبو زيد" وبين زوجته بحكم المحكمة سرد لنا كيف أُسّس هذا القانون على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيف تطور من قانون اقتصادي حيث يقوم المحتسب بمراقبة التجار إلى أداة للتضييق على المفكرين
لقد أسبغ المؤلف "حلمي النمنم" لفظ المحتسبون على كل التيارات الأصولية التي تريد مصادرة ومعاقبة كل من يرونه ينتج كتابات غير حلال, وهو يعترف بأنه لفظ لا يقبله بعضهم كتوصيف لهم
ثم ولنهاية الكتاب يستعرض في دراسة موضوعية, وبأسلوب سلسل وبأفكار مرتبة أنيقة, ما قام به المحتسبون في خلال فترة القرن العشرين , بدءً بما حدث للمؤلف الموسوعي في التاريخ الإسلامي "جورج�� زيدان", وحتى الوقت الحالي
كان الكتاب مسلياً لاعتماده على سرد حكايات تاريخية مشوقة عن أفراد مازالوا مشاهير حتى عصرنا هذا
ولمن يريد الاستزادة عن المحتسبون, فهناك كتاب "اليسار الإسلامي" للدكتور نصر حامد أبو زيد. وهو كتاب يغطي النقص الحادث في هذا الكتاب عما قام به المحتسبون قبل القرن العشرين, وما قاموا به في مختلف الدول العربية خارج بوتقة مصر, فيما يمر سريعاً على أحداث القرن العشرين التي تناوله النمنم في كتابه بشيء ��ن التفصيل مركزاً -أي النمنم- على أحداث بعينها كمحطات تاريخية...more
"ذلك أن البربرية تحيط على الدوام بالحضارة, وتستقر في وسطها ومن تحتها, متحفزة لأن تهاجمها بقوة السلاح, أو بالهجرة الجماعية, أو بالتوالد غير المحدود"
لقد
"ذلك أن البربرية تحيط على الدوام بالحضارة, وتستقر في وسطها ومن تحتها, متحفزة لأن تهاجمها بقوة السلاح, أو بالهجرة الجماعية, أو بالتوالد غير المحدود"
لقد كان الكاتب يعتبر الهمجية العدوة الأولى للحضارة, فدائماً عندما كانت تتهاون إحدى البلاد في تجهيز جيوشها لتتفرغ للعلوم والعمارة, يهاجمها الهمج مستغلين الفرصة. ومن سخرية القدر أن الإقتباس السابق من معرض حديثه عن الأشوريين الذين كان تقع حضارتهم في "نينوي", وهي الآن أحد ولايات داعش. كما أن الآشوريين هم أيضاً الوحيدين الذين قاموا بقطع الرؤوس وعرضها على الشعوب لفرض سيطرتهم!!
يمتاز الكتاب كباقي سلسلة قصة الحضارة بعرض التاريخ البشري ككل مترابط, كل مرحلة تقتبس من السابقة وتضيف عليها, فيشير دائما إلى الاقتباسات الحضارية, فمثلاً عشتار إله الحب والجنس, قد بدأها السومريين, لكنها انتقلت لكل حضارات الشرق الأدنى واليونان ولكن تحت أسماء مختلفة.
**
الجزء الثاني من المجلد الأول من قصة الحضارة, عن الشرق الأوسط القديم, يروي لنا عن مصر والعراق وما حولهم
يبدأ بالحديث عن اختلاف المؤرخين عن أي الحضارتين أسبق, مصر أم العراق؟ لا يوجد جواب محدد, لكنه يرجح العراق
العراق كان بها حضارات السومريين والبابليين والآشوريين, وهي كما ذكرت "حضارات" وليست حضارة واحدة,
فالسومريين, هي الحضارة الأقدم 4500 قبل الميلاد, وتقع أسفل العراق كما بالخريطة, ويرجح الكاتب أيضا أنها سبقت مصر في اختراع الكتابة, سومر هي منشأ قصة موسى/سرجون, وقصة الطوفان العظيم, وفاكهة الشجرة المحرمة, وأن الحياة الحالية هي نتيجة خطيئة الإنسان. أول من استبدل لحم الحيوانات بالأضحيات البشرية, الخدمة الجنسية للكاهن والإله بتاعه كانت واحد, وكان فخر لوالد الفتاة التي تخدم شهوات الآلهة.
البابليين, تليها في القدم 2100 ق.م, في وسط العراق, تميزت بالفلك, وبشريعة حمورابي المدنية رغم أنها تبدأ باسم الإله, لديهم أخلاقهم غريبة بمنظورنا وخصوصاً في الجنس, يحدثنا عنها الكاتب.
الأشوريين 1300 ق.م, في الأعلى, المحاربين الهمج, سقطت سريعا.
وفي كل مرحلة, كان أحد هذه الأمم الثلاث يجبر الأمم المجاورة له على دفع الجزية.
[image]
وزد في مباهجك أكثر من ذي قبل ، ولا تترك قلبك يذبل ، وسر وراء رغباتك وما فيه الخير لك ، وهيئ أمورك على ظهر الأرض حسبما يأمر به قلبك أنت ، واحتفل بيوم السرور ولا تمل منه.
حضارة مصر, وتقع تحت أسفل يسار الخريطة السابقة, وهؤلاء مشهورون بالمعمار الضخم: الأهرامات وأبو الهول, والمسلات الضخمة, والمعابد. في بدايتها كانت السلطة للزوجة, ثم تدريجيا نتقلت السلطة للرجل, أقدم نسخة من سندريلا, والسندباد البحري اكتشفت هناك, قامت بتطوير خطط لخداع الآلهة, فبدلاً من دفن زوجة الرجل وعبيده, استبدلتهم برسم صورهم. استخدمت الحيوانات وأُنّست القرود ودربت على قطف الثمار من الأشجار. كانوا يؤمنون بالأبراج. والزواج من الأخوات هو الأكثر شيوعاً. طوروا الحروف الأبجدية الحديثة, واخترعوا ورق البردي. انتهت الحضارة المصرية القديمة بعد أن اغتصب الكاهن الأكبر الحكم, بعد أن تعاظمت سلطته, وتداعت الدولة من بعدها إثر القوانين التي كانت باسم الرب.
ثم يتحدث سريعاً عن بعض الأمم الصغيرة, التي "بتتقمص" لعدم تخصيص المؤلف العدد الكافي من الصفحات لهم, متسلحين دائما باتهامات العنصرية,
الفينيقيين, حضارة في بلاد لبنان, أمة من التجار, فقط وفقط التجارة, أعظم تجار في التاريخ القديم, نقلوا الحروف الهجائية من مصر مع ورق البردي إلى اليونان ومنها إلى باقي أوروبا, ويمكنني أن أتخيل كيف استطاعوا نقل الكتابة التي كان الكهنة في مصر يمنعونها عن الشعب, ويتعمدون تصعيبها عليهم وإضافة المزيد والمزيد من الرموز دائماً, على الأرجح لقد دفعوا لأحد الكهنة مبلغ طائل كرشوة.
أما في سوريا, فكان هناك الإله الذي قد قام من بين الأموات, كل ليلة يقوم من بين الأموات.
اليهود, كان الفصل الخاص بهم أحد النصوص العربية النادرة التي تسرد تاريخهم بموضوعية, فالكثيرون يتحاشون الحديث عنها نظراً لحساسية الموضوع لتعارضه مع دين الأغلبية. فالديانة اليهودية لم تبدأ توحيدية تماماً كما الآن, لقد كان لهم آلهة عديدة, وكان إله موسى ويسمى "يهوه" هو نسخة من إله الحرب الكنعاني, وقد كان ذو صفات إنسانية ويتذمر ويشكو لأن اليهود يعبدون غيره رغم أنه أفضل من جميع الآلهة الأخرى, وهو اعتراف واضح بوجود آلهة أخرى. لقد يهوه دمويا كأي إله حرب آخر, ولم يجري تحويله لإله ذو نزعة رحمة سوى بعد المسيح. لم يكن لموسى سوى إسهام بسيط في الديانة اليهودية التي كتبها وطورها الكهنة من بعده.
الفارسيين, رومان عصر ما قبل قيصر والمسيح, بدأوا كمحاربين وحشيون, شرّعوا البيروقراطية للسيطرة على البلاد التي يسيطرون عليها, والتي كانت أكبر مملكة في التاريخ كلها حينها, كانوا يعظّمون الحرب والزراعة فقط, ويمقتون التجارة, التي يقترنون سيرتها دائماً بالكذب والخداع. الكتابة عندهم رفاهية للنساء, أما الفنون والأدب فكانوا يستأجرون صناعها من بابل. أما التزين والتعطر والتكحل فكانت أولوياتهم بجانب الصيد. ترعرعت فيها الزرادشتية, وهي المحاولة الأولى الناجحة لديانة توحيدية, بعد تجربة إخناتون الفاشلة في مصر. ونشرت الزرادشتية مفهوم الإله الطيب ضد الشيطان الشرير, والصراط الذي لن يجتازه سوى الأخيار ليصلون للجنة, أما الأشرار فسيقعون في النار المقسمة إلى أماكن حسب درجة الشر التي كان عليها الشخص, وهي أفكار كانت جديدة وقوبلت بالهجوم من المجوسية القديمة بشدة. انتهت السيطرة الفارسية بعد 200 عام نهاية مذلة على يد الإسكندر الأكبر المقدوني.
والجدير بالذكر عن الإسكندر أنه قد خرج سكان مدينة بابل على بكرة أبيهم, كما خرج أهل بيت المقدس من قبل, للترحيب به, وقدموا له مدينتهم وما فيها من ذهب. وهو ما تكرر كثير لاحقا مع تلك البلاد.
وهنا ينتهي هذا الفصل من قصة الحضارة التي تعتبر أحد أهم أركان ثقافة من يريد أن يكون من المثقفين....more
إلى أتباع مذهب «دعنا وشأننا، فنحن نشاهد التلفاز». واللي في حالتنا تصير كالتالي « دعنا وشأننا, فنحن نقرأ الروايات », فالكتاب هو أنسب حاجة لكم كمبتدئين إلى أتباع مذهب «دعنا وشأننا، فنحن نشاهد التلفاز». واللي في حالتنا تصير كالتالي « دعنا وشأننا, فنحن نقرأ الروايات », فالكتاب هو أنسب حاجة لكم كمبتدئين عن سيرة داروين, أو سيرة داروين كمقدمة للقراءة عن التطور, الكتاب في غاية السلاسة, وهو أقرب لسيرة ذاتية مطعّمة بحُلِي من العلم, إنها فرصتكم لتبدؤوا في اكتساب العلم!!
الكتاب ممتع بطريقة مدهشة, حتى أن الكاتب صاغ الأجزاء المعروفة جدا عن داروين والتطور بطريقة جذابة وشيقة, واللي في المؤلفات الروتينية كانت ستصيبك بالملل.
"صورة روشة لداروين" [image]
رأيت الكتاب أول مرة عندما كنت أتصفح جديد كتب مؤسسة هنداوي, ولم أعره انتباهاً, فماذا عساه يفيدني؟ مجرد كتاب آخر عن حياة داروين.
وبعد فترة رأيت اقتباسا بسيط من الكتاب غير نظرتي له تماماً, ففي سطور قليلة رأيت أسلوب أدبي عن الجانب الإنساني يجلب الإمتاع كرواية مثيرة عن حياة رمز لأحد أبرز التغييرات في نظرتنا للحياة, فكما يقول الناشر: لو طبع العلماء ورقة نقدية خاصة بهم، لظهر وجه داروين عليها.
وصاحب الأسلوب الأدبي "ديفيد كوامن" هو أحد الصحفيين العلميين, تعلّم كل ما يعرفه عن البيولوجيا التطورية ذاتياً بالقراءة وبالأسئلة المزعجة الموجهة للخبراء. رافق البيولوجيين الميدانيين فانبهر لجمعهم كلا من القوة الجسدية والذهنية كما أنهم شغوفون ودودون للغاية, فهم يُعدون, إجمالًا، طائفة من الأشخاص الاستثنائيين, ويمتهنون أعظم مهنة إطلاقاً.
ويطالعنا في هذا الكتاب عن أحد هؤلاء البيولوجيين الميدانيين, تشارلز دارون. وكما يوضح العنوان الفرعي فالكتاب هو "نظرة مقربة لتشارلز داروين وكيف وضع نظريته عن التطور", وقد قرر الكاتب من أجل الاختصار أن يحكي لنا حياة داروين الشخصية من بعد رحلته على متن سفينة البيجل, فقد تناولتها بكل تفصيلاتها العديد من الكتب السابقة عن حياة داروين, رشح لنا منها مؤلَّف "جانيت براون" الجليل ذي الجزأين « تشارلز داروين » ويتميز بعرض الوسط الاجتماعي الذي عاش فيه داروين، إلى جانب العمل الجماعي لكل من "أدريان ديزموند" و"جيمس مور" في كتابهما المميز ذي الثمانمائة صفحة « داروين : حياة تطوري معذب » و يعرض على نحو قوي للسياق السياسي الذي أحاط بداروين وأفكاره.
يعدنا الكاتب بأن نرى داروين الذي بات الناس يخلطون بينه وبين التطور كعلم كامل, لكنهم لا يعرفون الكثير عن داروين مربي الحمام, الذي يميل إلى العزلة والهدوء, والذي كان يعاني من القيء المتكرر بسبب مرض مجهول. داروين الذي كان يميل لحساب كل شيء بالورقة والقلم, بما في ذلك مميزات وعيوب الزواج, الذي فضله في النهاية على أن يقضي بقية حياته مع كلب.
لقد عاد داروين من رحلته حول العالم, بعد 5 سنوات تقريباً, وقد بدا عليه التغيير كثيراً, حتى لقد قال والده مازحاً أمام أخواته أنه قد عاد برأس أخرى!!
وبعدما قام بتعويض ما عاناه طوال رحلته من حرمان من الاجتماع بالناس والأكل الجيد عن طريق الحفلات التي كان يدعوه إليها أخيه الأكبر, اتجه ليتابع العينات التي كان قد أرسلها بحراً إلى المختصين ليصنفوها, كما أنه قام بتخصيص مفكرتين للجيب ليخفي فيهما ملاحظاته عن سره الصغير الذي عاد به, والذي كان يسميه في ذلك الوقت بكثير من الاعتزاز "نظريتي". الأولى منهما حملت رقم "أ" عن الجيولوجيا, والثانية ذات غلاف بني على صفحتها الأولى رقم "ب" وعَنْوَنَها باسم "فسيولوجيا الحيوان", وهو نفس عنوان كتاب جده إرازموس والذي اقترح فيه أن « الحيوانات حارة الدماء نشأت كلها عن خيط حي واحد ».
لقد أراد تشارلز داروين أن يفسر لغز الألغاز بالنسبة له, والذي لاحظه عندما كان في الرحلة والذي يبدأ من سؤاله لماذا كان هناك العديد من الطيور التي تختلف مع بعضها في شكل المنقار فحسب, بينما تشبه تلك التي توجد على الجزر المجاورة؟ فهناك « ثلاثة عشر » نوعًا من الحسون وثلاثة أنواع متمايزة من الطير المحاكي!. لماذا يملك الرجال حلمات أثداء؟ يريد داروين ذلك الباحث القَلِقْ أن يعرف السبب. لماذا يملك بعض أنواع الخنافس, خاصة في الجزر العاصفة, أجنحة مثبتة جيدًا لا فائدة لها تحت جنيحات غمدية مدمجة (تلك الأغطية الصدفية للأجنحة) لا يمكن لها أبدًا أن تنفتح؟ لماذا يُخلق شيء لا لزوم له كهذا؟. كان يتعجب أيضًا من الطيور التي لا تطير, بما لديها من أجنحة ضئيلة ناتئة, كالنعام والبطريق والريّة, التي رآها في باتاجونيا, وطيور الأبتركس (الكيوي) في نيوزيلندا.
لكنه, لم يكن يميل إلى التطورية اللاماركية, فهو يعتبرها هراء, كما أنه إذا صرح بما يفكر فيه الآن لعُد منهم, وهم الذين يُحاجون بالتطور في صراعهم السياسي لإثبات فكرة صراع الطبقات الاجتماعية, وهذا سيسبب له المزيد من المشاكل في ظل الجو المشحون بسبب حالة الكساد التي كانت تمر بها بريطانيا, واحتجاجات العمال المدعومين من اللاماركيين.
كما أنه لم يكن قد صاغ أي أدلة, أو حتى قد حدد ماهيه نظريته التي تفسر ملاحظاته, فكتم ما كان يفكر فيه, وعاش حياة غريبة مزدوجة, كجاسوس في دهاليز المؤسسة العلمية البريطانية, التي كانت وقتذاك تتناغم تناغمًا وثيقًا مع الفكر الأنجليكاني التقليدي وتحتل مكانة راسخة في تراث التاريخ الطبيعي اللاهوتي الذي يقر بثبات الأنواع التي انبثقت في لحظة ما, بالشكل التي هي عليه الآن.
لقد بدأ رحلته كمؤمن قد أعد نفسه ودرس ليرسّم كقس لأحد البلدان في مكان هادئ, ليس لورعه وإنما هرباً من دراسة الطب الصعبة. ولكنه أيضاً لم يكن كوالده وجده المتشككان الماديان. لقد كان قبل أن تخطر له فكرة التطور شابًّا متمسكًا بالإيمان التقليدي. وعندما كان مبحرًا على السفينة « بيجل » كان عرضة للسخرية لتدينه واستشهاده بالكتاب المقدس. ومع بداية بحثه عن حل اللغز, ودراسته لقوانين الطبيعة الثابتة, بدأ يميل للمادية, وتآكل تصديقه للمعجزات, فرفع يد الإله عن التدخل في نشوء الأنواع, ويعلل لنفسه بأنه قد حدث هذا أيضا مع قوانين حركة الكواكب رغم كل الاعتراضات الدينية. بل لعل الرأي القائل بتدخل الإله بنفسه حتى فيه تجديف. ألا يتعالى الرب ساميًا كل السمو عما نسميه الآن الإدارة التفصيلية؟ فالعالم ليس خيراً مثالياً ليكون قد صنع كما هو هكذا, من قِبَل إله خير كلي القدرة, فلماذا مثلًا يصمم إله خيِّر دبابير النمس التي تضع بيضها داخل حشرات اليسروع الحية, بحيث تلتهم يرقات الدبور بعد فقسها عائليها من الداخل للخارج؟ لماذا تُصمَّم قطط تعذب الفئران من باب التسلية؟ لماذا يولد طفل بتلف في المخ, ليواجه حياة من البلاهة؟ لكن الأمر لم ينته بداروين عند هذا الحد فكلما كان يزيد في بحثه كانت تزيد شكوكه اللاهوتية, حتى لقد حذره والده، من أن الرجل الذي لديه شكوك لاهوتية ينبغي أن يحجبها عن زوجته, وهو التحذير الذي لم يستجب له.
وهكذا، تسلل عدم الإيمان في بطء ، لكنه في النهاية صار كاملًا, وانتهي به الأمر في الفترة بين وفاة ابنته الصغيرة ووفاة زوجته, إلى أنه وكما قال في أحد رسائله لصديقه المقرب بات يعتقد بأن المسيحية ليس عليها الدليل وليست وحي إلهي. أما وضع الإله المحرك الأول للكون فاتخذ منه موقف اللاأدري, كما ذكر في سيرته الذاتية التي أعدها لتكون إرث خاص بالعائلة.
لقد كان له أصدقاء مخلصين قاموا بدعمه وحثه على نشره كتابه, الذي ظل مترددا في كتابته أصلاً, حتى أنه استغرق أكثر من عشرين سنة ليبدأ بتجميعه من ملاحظاته العديدة, ولم يكن لينجزه سنة 1859 لولا المصادفة التي خلّفت معضلة بينه وبين ألفريد والاس الذي قد هم بنشر أطروحته التي تعبر عن أفكار داروين أيضا بعد أن توصل لها بصفه مستقلة, وقد قام أصدقاءه المخلصين, والذين يعدون من أبرز العلماء في مجالاتهم في شتى أنحاء بريطانيا, بحل هذه الأزمة, ومساعدته على الترويج للكتاب رغم أنهم لم يقتنعوا بكل ما يقوله في الكتاب !!
وبعد أن نصل لنشر كتاب "أصل الأنواع" يستعرض المؤلف كيف قام داروين بالتمهيد لرأيه عبر الفصول, وكيف كانت التغييرات التي قام بها داروين في الطبعات الست المختلفة التي نشرت في حياته, وماهي نقاط الضعف والأفكار الخاطئة التي وجدت في أفكاره التي وردت في الكتاب.
وينهي بفصل عن التطور ما بعد داروين, فلم تكن الثورة الداروينية حملة سريعة نسبيًّا دار القتال فيها وتم الفوز بها في أواخر القرن التاسع عشر. لم يكن الأمر هكذا. لقد ظلت المعركة دائرة عقودًا, يتعاقب فيها الانتصار والهزيمة. جرى الصراع حول سؤالين رئيسيين, على نحو شبه مستقل, هما : (1) هل وقع التطور؟ و (2) هل الانتخاب الطبيعي هو الآلية الأساسية المسببة له؟
ووسط صيحات الرعب العنيفة التي أطلقها الزعماء الدينيون والعلماء الأتقياء من ناحية, واستهجان البيولوجيين التطوريين من ناحية أخرى, قام حلفاء داروين بتأسيس مجلة « نيتشر Nature» في عام 1869 للدفاع عن الانتخاب الطبيعي, الذي تم استهدفه من الجميع. واستوجب الأمر مرور أكثر من سبعين سنة حتى يمكن لمزيج من فهم الوراثة المندلية والانتخاب الدارويني أن يؤدي إلى « إثبات فرضه عن الانتخاب الطبيعي هذا بالكامل ».
[image]
**
الترجمة مفيش عليها غبار, للمترجم "مصطفى إبراهيم فهمي" وهو أشهر من نار على علم بين محبين البيولوجي, ومن مراجعة عضو مؤسسة هنداوي حالياً "محمد فتحي خضر", والذي قدّم مع زملاؤه تحت صرح "مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة" الفترة الماضية, ترجمات ممتازة, فقد بات لدينا الآن دار نشر مصرية نستطيع أن نشير إليها بكل ثقة على أنها صاحبة ترجمات ممتازة تنافس دار المدى العراقية, فضلاً عن أنها ترجمات أمينة أيضاً في مجالات لدينا نقص خطير فيها....more
الكتاب ليس للمصريين فقط؛ فتاريخ الاقتصاد المصري هو مجرد نموذج يشرح "جلال أمين" من خلاله معاملة القوى العظمي لنقود الدول الصغيرة كما يراه. الكتاب ليس لالكتاب ليس للمصريين فقط؛ فتاريخ الاقتصاد المصري هو مجرد نموذج يشرح "جلال أمين" من خلاله معاملة القوى العظمي لنقود الدول الصغيرة كما يراه. الكتاب ليس للمتخصصين في الاقتصاد أو الملمين به فقط؛ فالكتاب أشبه بتأريخ سياسي لسياسات الإقراض, بأسلوب مبسط وبسرد ممتع لغير الملمين بالاقتصاد. الكتاب في المقام الأول للمهتمين بالسياسة.
*** عن خرافة أن إقراض مصر لبريطانيا في العهد الملكي دليل على قوة مركزها الاقتصادي
"الجنيه المصري من العهد الملكي" [image]
قصة النملة المصرية والتي كانت أغلب الوقت كذلك
فعندما بدأ التقدم الاقتصادي فأنه يرجع إلى عدم اهتمام الدول الكبرى بتصدير رأس مالها وإقراضه بسبب انشغالها داخليا وحينما انتهى انشغالها عنا, قامت بتحطيم كل آمال محمد علي التوسعية وتحجيمه داخل مصر فقط, بعد اقتطاع السودان وسوريا منه. ثم فرضت عليه إلغاء احتكار الدولة وقيود الحماية الجمركية !! فلم تكن فترة الازدهار المؤقتة في عهده ترجع فقط إلى ذكاءه بل وإلى الظروف المواتية.
وبالمثل فسياسات الغرب وتوفر رؤوس أموالهم ورغبتهم في استثمارها في الإقراض, فرض علينا الآتي: مقتل خليفة محمد علي: "عباس حلمي الأول" في ظروف غامضة بعد أن رفض الاقتراض حتى يأتي للحكم خليفته سعيد باشا الغير ممانع للاقتراض على أن يكون له نسبة, فعاش حتى مات موته طبيعية, فأقحموا من بعده الخديوي إسماعيل رغم أن الملك لم يكن من حقه.
أما بعد الحرب العالمية فانقلب الوضع تماماً. لقد كانت الدول العظمى خربة, وتريد المال للاستثمار في إصلاح بلادها. ففُرض على الدول الصغيرة كمصر أن تقرض أموالها التي كانت تحتاجها بشدة للإصلاح بعد أن أجبرتها الدول العظمى على الاشتراك في الحرب العالمية. وهكذا يحق لي إعادة صياغة الحادث من "مصر أقرضت بريطانيا" إلى "بريطانيا استولت على أموال مصر"
ومثل محمد علي كانت بداية جمال عبد الناصر في السيادة المصرية نتيجة عدم تفرغ الدولتان العظمتان -المنهكتان من الحرب العالمية الثانية- له ولنظرائه من القوميين في بقاع الأرض, حتى جاء عام 1963 الذي بدأت فيها أمريكا بإطاحة القوميين فبحلول 1965 كان تم الإطاحة بمعظمهم, وبدأت الإطاحة بجمال, حتى انتهى به الحال في نكسة 67
ثم فرض الانفتاح على السادات كشرط لإعطائه العون بعدما فرضت أمريكا على الدول العربية حد أقصى لمساعدة مصر, حتى اضطر إلى قبول السلام مع إسرائيل فأخذها العرب حجة لقطع المعونات واتهام السادات بالخيانة رغم أنهم من دفعوه لذلك, فقد كانوا يرفضون إقراض السادات الذي كان يضطر إلى الاقتراض قصير الأجل بمعدل فائدة 15% رغم أن الخليج كان يقرض بنصف المعدل لأمريكا وبنسبة مخاطر أكبر بكثير من التي كانت في مصر. إنها الهيمنة الأمريكية.
ولم يستمر هذا الخصام المفتعل كثيراً, فببداية حرب الخليج, دفعوا لمصر المعونات لضم قوتها للقوات الأمريكية لردع صدام حسين.
لقد فرض على قادة مصر دائما الإجراءات التي تفيد الغرب بغض النظر عما إذا كانت تفيد الشعب المصري أم لا.
وهنا وفي هذا الكتاب يروي جلال أمين القصة كاملة للاقتصاد المصري الذي كان محوره دائماً استعدادات الغرب, وعيش نملة تاكل سكر....more
إيه المميز في "ليالي قريش" كسيرة نبوية بين السّير لتقراها؟ المقدمة تحكي عن المشروع [image]
"هي خطوة مؤجلة, بس أوانها آن طول الوقت عندي اعتقاد إن فيه ضرو
إيه المميز في "ليالي قريش" كسيرة نبوية بين السّير لتقراها؟ المقدمة تحكي عن المشروع [image]
"هي خطوة مؤجلة, بس أوانها آن طول الوقت عندي اعتقاد إن فيه ضرورة لـ كتابة التاريخ الإسلامي, بلغة معاصرة, وطريقة واضحة ينفع يقراها أي حد في أي وقت. إحنا بنعاني كتير من انتشار أفكار جذرها أحداث تاريخية, دخلت بالغلط أحيانا, وبتعمد غالبا, في دايرة المقدسات, لدرجة إنك لو حبيت تناقش فكرة زي "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل" أو تعمل معاها تناص, ممكن يطلع واحد, ويقول لك: يا أخي متسخرش من الأحاديث!"
بمعنى أنه إعادة سرد للسيرة النبوية بالعامية المصرية, الجزء الأول الذي بين يدينا عن تاريخ قريش قبل محمد, وينتهي في عام مولده
الشرح مبسّط قدر الإمكان والمحمدي شرح تفاصيل التفاصيل والمعاني وكان مهتم بتذكيرنا بتاريخ الشخصية عند تكرار ورودها في كل مرة
يحاول دائما أن يلطف الجو بينه وبين القارئ, فيداعبنا بأمره لنا بـ "اقلب الصفحة"
كما أن المحمدي أثبت تمكنه في الكتاب كمؤرخ جيد
ورغم أنني أنظر دائما بعين الريبة للكتابة بالعامية المصرية, لكن تجربتي مع الكتاب دا مختلفة تماما, مؤمن المحمدي نجح في مهمته, قراءة محايدة لتاريخ مبسط للجميع
الكتاب قرأته كله في وقت بسيط بدون أي إحساس بالوقت كأي رواية مسلية, أتمنى التجربة دي توصل للجميع...more
"تاريخ هذا العلم نفسه هو تاريخ تخليص الأفكار الاقتصادية من العناصر غير العلمية"
* كل ما افتكر اسم "الببلاوي" لازم أضحك أو على الأقل أحس ببهجة, بسبب استخ
"تاريخ هذا العلم نفسه هو تاريخ تخليص الأفكار الاقتصادية من العناصر غير العلمية"
* كل ما افتكر اسم "الببلاوي" لازم أضحك أو على الأقل أحس ببهجة, بسبب استخدام محمد هنيدي للاسم في فيلم الخالة نوسة الاسم لوحده له نجمة زيادة لولا إني قيمته قبلها بالفعل بخمس نجوم
* الكتاب عبارة عن محاضرات عن تاريخ الفكر الاقتصادي ألقاها الكاتب على طلبة كلية الحقوق جامعة الإسكندرية قبل 20 سنة من نشره للعامة في النسخة اللي بين أيدينا, بعد إضافة فصلين جدد
* الكتاب كُتب في الوقت اللي كلية الحقوق كانت تدّرس عن الاقتصاد أكتر من كلية التجارة
* الكتاب يعتبر مُكمل لكتاب ثاني صدر قبله بسنتين بعنوان "دليل الرجل العادي إلى التعبير الاقتصادي" واللي على كلام الكاتب لا يغني أحدهما عن الآخر
* كتاب لا يخشى العوام, بمعنى أنه وضع الأصل الإنجليزي -غالبا- للمصطلحات الاقتصادية كأي كتاب أكاديمي محترم
* غلاف الكتاب كاريكاتير ظريف
* محتوى مميز جداً, لم أدرس شيء مشابهة له حتى في كلية تجارة بنها
* استعرض التاريخ الفكري في هيئة مدارس وأهم روادها بتتابع زمني, وتتابع فكري
* تذبذب أسلوب الببلاوي عند الانتقال من شخصية لشخصية ثانية واضح, ورخم في بعض الشخصيات. أعتقد أنه بسبب عدم توفر الأعمال الخاصة بهم لتحليلها بنفسه وإنما نقل عن مراجع تعتبرهم شخصيات هامشية, لكن في شخصيات أخرى أكثر إلماما بها استطاع الببلاوي أن يعطي تحليلات ممتازة ونظرة -لا مؤاخذة- ثاقبة
* عند الاقتباس من ابن خلدون الكاتب يُلحق بالاقتباس المراد عبارات ابن خلدون الدينية كـ "الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء"صـ29, و "الله مالك الأمور وبيده ملكوت كل شيء" صـ26 وهذا شيء غير مقبول في كتاب اقتصادي أشهد بنفسي أنه كان موضوعي في كل كلمة فيه مهما كان الموضوع أو الشخصية مخالفة لعقيدة الكاتب. وعموما هذا هو التجاوز الوحيد من نوعه في الكتاب, هذا إذا اعتبرنا أنه يجوز اعتباره تجاوزاً.
* عرض الكاتب لابن خلدون كان مميز, وأفكار ابن خلدون أيضا كانت مميزة, ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تحذيره من قيام السلطان بالتجارة, وحديثه عن ميل الأمم المغلوبة لتقليد الأمم الغالبة
* الكتاب ككل ممتاز, ولا ينصح للمبتدئين بقراءته قبل قراءة شيء عن الاقتصاد كفكر حالي...more
لمن لا يعرف الاسكتلندي آدم سميث فهو مؤسس الاقتصاد الحديث في الوقت الذي ك"مقطع عرضي لوجه آدم سيمث يلبس على رأسه الباروكة المميزة للعصر الباروكي" [image]
لمن لا يعرف الاسكتلندي آدم سميث فهو مؤسس الاقتصاد الحديث في الوقت الذي كان فيه الاقتصاد جزء من الفلسفة ففي كتابه "مبحث في طبيعة و ثروة الأمم 1976" يقدم منهجه الشامل عن أهمية السوق الحر وينتقد البيروقراطية التي تجبر الفقراء على بقائهم فقراء
"فليس هناك من مجتمعٍ يمكن أن يكون مزدهرًا وسعيدًا ، بينما يرزح معظم أبنائه تحت طائلة الفقر والبؤس"
حتى أتى كارل ماركس ليضع متهكما مصطلح "الرأسمالية" ليشهّر به, وبنظام السوق الحر
** غيَّر سميث أفكارنا أيَّما تغيير، حتى أصبح من الصعب وصف المنظومة الاقتصادية التي كانت سائدة في أيامه؛ وهذه المنظومة هي المركَنتيلية التي كانت تقيس الثروة الوطنية بحسب ما تحتويه خزائن الدولة من ذهب وفضة. فشدد سميث على أن ثروة الأمة ليست مقدارَ ما تحتويه خزائنها من ذهب وفضة، وإنما هي إجمالي الإنتاج والتجارة، أي ما ندعوه في أيامنا هذه إجمالي الناتج المحلي. كانت هذه الفكرة جديدة على الأذهان، لكنها كانت قوية وأدت إلى إحداث اختراق فكري كبير في الجدران التجارية التي أُقِيمت حول المدن الأوروبية منذ القرن السادس عشر.
كما استخدم سميث مثال مصنع الدبابيس ليبيِّن أن « تقسيم العمل » — أي التخصص في العمل — يؤدي إلى زيادات هائلة في المخرَجات . وتبدو صناعة الدبابيس « صناعة تافهة » ، لكنها في الحقيقة صناعة شديدة التعقيد ؛ إذ يجب سحب السلك ، وجعله مستقيمًا ، وقَطْعه ، وتدبيبه ، ويجب أن تكون قمة الدبوس مسطَّحة ؛ ولذا تُصنَّع بشكل مستقِلٍّ ثم تُثبَّت به لاحقًا ، ويلي ذلك تبييض الدبابيس ولفها في أوراق . ففي الحقيقة ، هناك قرابة ١٨ عملية مختلفة تدخل في صناعة الدبابيس . ويرى سميث أن العامل الواحد إذا أنجز كل هذه العمليات بمفرده ، فربما لن يتمكن من صناعة أكثر من عشرين دبوسًا في اليوم ( وإذا كان عمله يتضمن أيضًا التنقيب عن الحديد وصهره ، فربما لن يتمكن من إنتاج حتى دبوس واحد كل عام ) . أما في المصنع ، فيُقسَّم العمل بين أشخاص مختلفين ، يقتصر عمل كلٍّ منهم على واحدة أو اثنتين من العمليات المنفصلة ، وهكذا فإن فريقًا من عشرة أشخاص أقوياء يمكنه صناعة ٤٨٠٠٠ دبوس في اليوم ، أي ما يعادل ٤٨٠٠ دبوس لكل عامل ، وهذا يساوي ٢٤٠ ضعف ما ينجزه العامل الذي يصنع الدبابيس بمفرده يوميًّا .
[image]
كتاب « ثروة الأمم » لم يكن مجرد دراسة لعلم الاقتصاد بحسب مفهومه المعاصر الذي نفهمه ، وإنما كان بحثًا ابتكاريًّا في علم النفس الاجتماعي الإنساني ، يتطرق إلى الحياة ورفاهيتها ، والمؤسسات السياسية ، والقانون ، والأخلاق؛ فغرائزنا الطبيعية تقدِّم دليلًا أفضل من أي منطق متعجرف ؛ فإذا أقدمنا على مجرد إزالة « كافة منظومات التفضيل أو التقييد » والاستناد إلى « الحرية الطبيعية » ، فعندها سنجد أنفسنا مستقرين ، عن غير عمد لكن بكل ثقة ، في ظل نظام اجتماعي متناغم وسلمي وفعَّال إن سميث على دراية بالغة بأن الإنسان جُبِل على التمركُّز حول الذات والحسد والغرور والشعور بالاستياء والغضب ، وأنه عندما تزيد هذه الميول الطبيعية عن الحد ، تصبح مدمرة ، لكنها ذات أهمية حاسمة عندما تكون معتدلة . إن المصلحة الشخصية تدفعنا إلى القيام بصفقات تؤدي إلى تحقيق المنفعة للآخرين على نحوٍ غير مقصود . وحسد الغني يلهم المرء ببذل جهود عظيمة يتصادف أنها تحقق في الآنِ عينِه التقدمَ في الصناعة والعلم وحتى الفنون . ولأن المرء يحب تقدير الناس له ، فإن الغرور يدفعه إلى عمل الخير ، وبما أن استياء الآخرين وغضبهم منا يصيبنا بالتعاسة ، فإننا نتجنب إلحاق الضرر بهم . ولهذا — ومن الغريب — تتصف منظومة سميث الأخلاقية بأنها تتمركز حول الذات ، شأنها في ذلك شأن منظومته الاقتصادية ؛ فنحن ننفع الآخرين كناتج ثانوي لطموحنا ، ونمتنع عن التسبب بإلحاق الضرر لهم تفاديًا لما ينتج عن ازدرائهم لنا من شعور بالتعاسة
إن أساس هذا النظام الاجتماعي النافع يكمن في تعلُّمنا كيفية العيش بعضنا مع بعض ؛ فجميعنا يرغب في تلبية رغباته الخاصة به ، لكن هذه الرغبات كثيرًا ما تتضارب مع رغبات الآخرين ، فبالتدريج نتعلم الأفعال التي يتحملها الآخرون ولا تؤدي إلى عنف مدمر ؛ ولذلك ، وبالمشاركة الوجدانية الطبيعية فيما بيننا ، نعمل على صياغة قواعد العدل التي يمكننا من خلالها السعي نحو تحقيق مصالحنا الخاصة دون الإضرار بالآخرين . كما نتعلم أيضًا كيف نتعاون بعضنا مع بعض — على الصعيد الاقتصادي والتفاعلات الاجتماعية الأخرى بالمثل — بأساليب تعود علينا جميعًا بالمنفعة ، حتى وإن لم يكن ذلك مقصودًا من جانبنا على الإطلاق .
*** الكتاب سرد الأطروحات الثورية اللي أتى بيها آدم سميث ولكنه لم يشرحها جيدا, فإذا كنت مبتدئ في الاقتصاد فسيصعب عليك فهمه. أما إذا لم تكن مبتدئ في الاقتصاد فلن تستطيع فصل ما قاله سميث عن السوق الحرة وما أضافه اللاحقون بسبب طبيعة ترتيب الكتاب, كما انه سيكون مملاً جدا قراءة ما تعرفه مسبقا بطريقة الشرح المتبعة فيه
"كان هناك سيدة اسمها شوء تسبق في سيرها الضوء خرجت تقضي حاجة لها بالأمس نالها في الطريق من النسبية مس فعادت إلى بيتها أول أمس"
*من سخرية العوام م[image]
"كان هناك سيدة اسمها شوء تسبق في سيرها الضوء خرجت تقضي حاجة لها بالأمس نالها في الطريق من النسبية مس فعادت إلى بيتها أول أمس"
*من سخرية العوام من شرح النظرية النسبية للزمن
[image]
الزمان في الفلسفة والعلم, في ميزان من توقفوا لحظات ليتأملوا الكون المبهم
الكتاب كان بحث منشور في "مجلة ألف"، الجامعة الأمريكية بالقاهرة العدد التاسع، ١٩٨٩، ص 8 لـ70 ,
"يمنى" واحدة مش واحد زي ما أنا افتكرت في الأول
لو أنك غير مهتم بالفلسفة نفسها فلا تقرأ الكتاب لأنك لن تستفيد منه أي شيء, أو ستعتبره شيء غير مفيد صعب تكملته. ليس لأن موضوع الكتاب يحتاج خلفية قبل البدء في القراءة, قدر ما هو بسبب طبيعة الفلسفة نفسها
وإذا نويت أن تبدأ في الفلسفة فلا أنصح بأن تكون بداي��ك هنا, فليس لأن الكتاب 80 صفحة فقط ستستطيع قراءته وهضمه, ليس بالكم أبداً, وغالبا سيأتي بنتيجة عكسية وستكره الفلسفة
ولو تريد البدء في الفلسفة, فأرشّح لك "عالم صوفي" لجوستاين جاردر, وبعدها بالترتيب "تعلم الحياة" للوك فيري
[image]
الكتاب كان ممكن يبقى أسهل من كدا بكثير
يعني مثلا مفهوم "الإنتروبيا" والذي كتبته بالفرانكو كدا: "إنتروبي", تم نقل شرحه من المراجع زي ما هو بالضبط بدون إعادة صياغة أو محاولة تبسيط, التعريفات مضبوطة وشاملة بس كان لازم يتم تبسيطه بما انه بحث في مجلة كلية هيوصل لشريحة كبيرة ودا يلخبط جدا للي معندوش علم مسبق بيه, الشرح الي موجود في ويكيبيديا أسهل بكثير.
ولا أستطيع تحديد إن كان هذا التعريف صعب أم أنني متعوّد على الشرح السابق, فأرى الشرح الجديد دون المستوى, أم السبب هو الفرق الزمني الكبير, فهذا البحث من عام 89
ويقودنا هذا الجدال عادة بوضع فزّاعة أن الكتاب ولا مؤاخذه "أكاديمي" وهذه الحجة دائما ما يسوقها ضعيفي الشرح كتبرير لقدرات الكاتب المتواضعة في التبسيط وتوصيل المعلومات فمجرّد بحث يرَّص فيه الكلام المقتبس الذي جمعه الكاتب, يخلق نص دون روح, نص يحتاج من القارئ إعادة قراءة كل هذه النصوص بشروحاتها كل على حدى وهذا في حد ذاته مناقض لهدف الكتاب, وهو تجميع مادة علمية مركزة على موضوع للتسهيل على الطالب بمعني أنه لا يجوز أن أكون مُطَالَبَاً بقراءة تاريخ الفلسفة كاملاً, لكي أستسيغ قراءة ملخص لتأثير الزمن في تاريخ الفلسفة.
البيضة الأول ولا الفرخة؟ هنفضل كدا كتير يعني؟
فكرة إني أجمع أراء ناس عن حاجة معينة زي ما هي كدا في بحث لم يعد إنجاز حالياً, في ظل وجود جوجل والكتب النصية التي يسهل البحث فيها بالكلمة
البحث مش مجرد تركيب puzzle
البحث من 1989, يعني من بعد حركة تبسيط العلوم اللي ازدهرت في السبعينيات
ويمكن إذا عرف السبب بطل العجب, فالكاتبة أستاذة في آداب فلسفة جامعة القاهرة, وهو مكان ليست مطالبة فيه بتفهيم الطلاب الذين تدرس لهم أصلاً!.
كلامي ممكن يكون مبالغة شوية بما إن الكتاب أول حاجة "أكاديمية" أقراها من قترة, فلازم أخرج كل طاقاتي السلبية عن الموضوع دا, الكتاب مستواه ممتاز حتى وإن كان بعض النقاط تم التراخي في تعريفها وتنسيقها.
[image]
"لا شيء البتة يهيمن على وعي الإنسان وعلى أحاسيسه، على عقله وعلى مشاعره معًا مثل الزمان، وهذا منذ عصور الأساطير الألفية؛ حيث تترى أحداث الأسطورة عبر آلاف الأعوام الذهبية، حتى عصرنا هذا
تبدأ الرحلة ببدايات الفلسفة اليونانية مرورًا بالعصور الوسطى والتصورات الإسلامية والمسيحية على السواء، فيكون لقاء مع تيارات صوفية ثم حدسية ورومانتيكية ووجودية … وبالطبع يستوقفنا بتفصيل أكثر من سواه الزمان العقلاني المقاس أو المقيس، منذ أرسطو وشارحه الأعظم ابن رشد حتى زمان نيوتن المطلق؛ لينتهي بنا المطاف مع مضامين لزمان آينشتاين النسبي"
وسترى في الكتاب, كيف كان اللاعقلانيين -كعادة- كلامهم عن الزمان كلام مرسل على قدر المستطاع, ليكن غامض غير قابل للفهم, وبالتالي غير قابل للنقد. فمثلاَ:
"يؤكد تيليش من جانبه على الطابع اللاعقلاني للزمان، والذي يجعله مستغلقًا في وجه العقل التصوري، فيقول إن أعظم العقول لن تستطيع استكناه سوى جانب واحد من الزمان، بينما أبسط العقول تعي سره"
وقد يعني أيضا أبسط العقول التي تقبل ما نقوله له بلا جدال, شرط أن تكون أول من يحكي له عن الموضوع
ونرى أيضا كيف استطاع ابن سينا بذكاء فتح الثغرات في الشريعة ليتمكن من ممارسة الفلسفة بحرية
** يوجد تعقيب غبي على اقتباس من برتراند راسل قال فيه أن الناس نوعان, وبينهما نوعاً وسطاً وكان رد الدكتورة أن راسل مخطئاً, حيث أن هنالك نوعاً آخر غير النوعين الطرفيين ونوع وسط بينهما
** الجزء المقتبس من مقال "ما هي الرومانتيكية؟" مستواه كويس وواضح جداً أنه ليس كباقي الحديث في هذا البحث. حيث أن رتم الكلام مختلف تماماً ومستوى شرحه ومضمونه أعلى, وهذا يؤيد نظرتي الأولى عن تراخي الدكتورة في بذل مجهود في الكتاب بما أنه كان مجرد بحث في مجلة الكلية لن يهتم به سوى المتخصصين غالباً
**
"ولكن الفلسفة هي المنشأ وهي المآل، منها البدء وإليها العود، بها الإرهاص وفيها رجع الصدى. وبعد أن تمهد للعلم سرعان ما تبلور خطاه الجوهرية نحو الحقيقة بآيات التفلسف. وكما وَجَد زمانُ نيوتن المطلق مَنْ يفلسفونه ويقيمون عليه وله مذاهب فلسفية من الأبنية الشوامخ، أهمها مذهب كانط النقدي الذي جعل الزمان والمكان المطلقين صورتين قبليتين في العقل ليتلقى على أساسهما الخبرة، وَجَد زمانُ آينشتاين النسبي أيضًا من يقيمون له أبنية فلسفية أكثر شموخًا وأكثر عمقًا، بطبيعة الحال الذي يفرضه التقدم المجبول في بنية العلم."
"أحب أن أعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية إلى المدنية" ڤولتير
نشأة الحضارة هو الجزء الأول من أصل خمسة من المجلد الأول لقصة الحضارة
بع
"أحب أن أعلم الخطوات التي سارها الإنسان في طريقه من الهمجية إلى المدنية" ڤولتير
نشأة الحضارة هو الجزء الأول من أصل خمسة من المجلد الأول لقصة الحضارة
بعد المقدمات الكثيرة, بدأ الكتاب بالحديث عن أصول المدنية, بربط جيد للأحداث
ونحص بالذكر منها باب الزواج فهو مهم جدا لأنه يمس الواقع الحالي لأي شخص يعيش في الشرق الأوسط, فإذا كنت تقرأ هذه المراجعة الآن, يا ريت تقرأ هذا الباب حتى وإن لم تقرأ باقي الكتاب, حجمه كمثل مقالتين تقريبا, وأفيد بكثير جدا. ودا مقتطع منه:
"فلما زادت الثروة بات أيسر على الخطيب أن يدفع لوالد العروس هدية ثمينة -أو مبلغ من المال- ثمناً لابنته، من أن يخدم عشيرةً غير أهله للحصول عليها، أو يخاطر بما عسى أن يترتب على اغتصابها من قتال وإراقة للدماء؛ ونتيجة ذلك أن أصبح الزواج بالشراء تحت أشراف الوالدين، هو القاعدة السائدة"
وبعد أصول المدنية, فصول عن نشأة الأجناس البشرية وهذه الفصول عليها الزمن والمعلومات الواردة فيها تغيرت كلها حالياً
أما باقي الكتاب فمعلوماته جيدة جدا ومترابطة لحد كبير
الكتاب يوضح لنا قد إيه الماضي هو مرايه للحاضر وإن البشر متغيرتش غرائزهم كتير, يعني مثلا تيار ما بعد الحداثة ومهاجمته للعلم له أخوات فراعنة
"ولا شك أن اختراع الكتابة قد صادف معارضة طويلة من قبل رجال الدين، على اعتبار أنها في الأرجح ستؤدي إلى هدم الأخلاق وتدهور الإنسان، فتروي أسطورة مصرية إنه لما كشف الإله تحوت للملك تحاموس عن فن الكتابة، أبى الملك الطيب أن يتلقى هذا الفن لأنه يهدم المدنية هدماً؛ وقال في ذلك: "إن الأطفال والشبان الذين كانوا حتى الآن يُرغَمون على بذل جهدهم كله في حفظ ما يتعلمونه ووعيه، لن يبذلوا مثل هذا الجهد إذا ما دخلت الكتابة ولن يروا أنفسهم في حاجة إلى تدريب ذاكراتهم"
كما أن رجال الدين, كانوا ومازالوا يهددون الناس لإجبارهم تنفيذ سخافاتهم,:
"حتى لقد ذهب سكان " جبِسلندة " Gippsland إلى أن من يموت بغير قرط في أنفه سيلاقي في الآخرة عذاباً أليماً"
الكتاب دا كمقدمة للسلسلة بيوضح مدى عظمة الأجزاء التالية منه, وأكيد مش محتاج تأكد على أهمية دراسة التاريخ.
** كمستخدم كيندل فضلت القراءة من نسخة المكتبة الشاملة بعد تحويلها من epub إلى azw3, مع مطابقتها بصفة دورية بنسخة البي دي اف المنقول عنها نسخة الشاملة, ...more
يُصنّف دائماً الكسندر دوما كواحد من أعظم الحكّائين التاريخيين, إذا لم يكن أعظمهم إطلاقاً. فقد كان له القدرة على تحويل الأحداث التاريخية لروايات مغامرايُصنّف دائماً الكسندر دوما كواحد من أعظم الحكّائين التاريخيين, إذا لم يكن أعظمهم إطلاقاً. فقد كان له القدرة على تحويل الأحداث التاريخية لروايات مغامرات ممتعة.
وهذا الكتاب "ضحايا العفاف", هو أحد رواياته التاريخية
وزي ما العنوان واضح فهي قضايا متعلقة بضحايا العفاف, قصص حقيقية, وأحداث غاية في العجب عن ثمن الدفاع عن العفاف ورفض الخيانة الزوجية.
مؤسسة هنداوي مترجمة قصتين فقط من أصل 9 قصص تقريبا,
** من الملاحظ من القصة أنه في روما كان التعذيب في التحقيقات شيء عادي جدا في ذاك الوقت. والبابا كان يصدر الأحكام على مزاجه تقريباً, وعلى مزاج الرعية. كما أن الأب كان له حقوق قتل الابن في 13 حالة-منها الخروج عن الملة- وكأنه عبد اشتراه وليس روح مستقلة, فكويس يعني اننا خرجنا من العصور دي. ...more
أول شيء لفت نظري هو أن "عبد الباري عطوان" من الأسماء اللي ذكرها رمزي ابن شيبه -مخطط أحداث 11 سبتمبر- ليسري فودة لعمل حوار معه وليضمه لحلقات سري جدا الأول شيء لفت نظري هو أن "عبد الباري عطوان" من الأسماء اللي ذكرها رمزي ابن شيبه -مخطط أحداث 11 سبتمبر- ليسري فودة لعمل حوار معه وليضمه لحلقات سري جدا التي موضوعها أحداث سبتمبر وضيف شرفها رمزي ابن شيبة.
ثاني شيء لفت نظري, هو تنسيق الكتاب, ووجود فهرس لأماكن ورود الأعلام والبلاد في الكتاب, ودا شيء جميل ولا يتكرر كثيراً في بلادنا .
مقدمة واضح منها أن الكتاب مبذول فيه مجهود,
يسرد ويحلل تاريخ الجماعات الإسلامية التي أوصلتنا لـ"لدولة الإسلامية في العراق والشام", والظروف المحيطة بها, وكيف أن صدّام والغرب دعموا انتشار الإسلام الجهادي في الشرق الأوسط, وهذا الجزء كان مستواه جيد جداً ومترابط, وكما أن الأمور التي يراها مهمة كررها أكتر من مرة بأكثر من وسيلة في أماكن متعددة,
الكلام كان عن داعش سياسيا وتاريخيا, و لم يتكلم عن عقيدتهم الدينية غير في الأساسيات التي تغيرت تاريخياً,
وبسبب هذا عندما تكلّم عن توحشهم واقتبس من كتاب "إدارة التوحش" دوافعهم, كان مجرد اقتباس, و لم يزد من عنده وكما أكرر مرار بأن عدم تنصيب الكاتب كحاكم أخلاقي, وكشخص محايد شيء جيد يجب تشجيعه
عموما الكتاب مهم جداً لو عايز تعرف عن داعش وتاريخها وشوية حاجات أساسية عنها, وليه هي ومش أي جماعة تانية قدرت تتوسع بالقدر دا!!...more
-وصفه لنفسه على حد تعبيره من الكتاب- "لديه ما يكفي من شهرة و شعبية و نفوذ و ما تيسر من مال و أصدقاء في مواقع مؤثرة حول العالم ,ومؤسسة كبرى تقف وراءه "-وصفه لنفسه على حد تعبيره من الكتاب- "لديه ما يكفي من شهرة و شعبية و نفوذ و ما تيسر من مال و أصدقاء في مواقع مؤثرة حول العالم ,ومؤسسة كبرى تقف وراءه " ,و بعد كل ذلك مع عداء بسيط مع النظام اللي قدر يقعده في بيته ,و كل معارفه لم يستطيعوا أن يفيدوه بعمل لدرجة أنه قرر بفتح ملف قديم يشتغل فيه ,ألا و هو حصر مغامراته السابقة اللي تم تقديمها في صورة حلقات متلفزة ,في كتاب عليه صورته ,
و يكتب عنوان جانبي يوحي إنه هيتكلم عن داعش و أسرارها بما إنها حديث الساعة و دا هيعمل شوو و جذب حلو ,
مع إن الكتاب بيتكلم عن أحداث قديمة , بعيدة جدا عن داعش , و مش هتستفيد منه بأي معلومات عن داعش دلوقتي و لا حتى بأي معلومة إطلاقا ,
لإن الكتاب كالآتي , النص الأول بيتكلم عن مغامرته في برنامج سري للغاية وتصريح قيادات القاعدة لإول مرة بارتكاب أحداث 11 سبتمبر و دي حاجة معروفة دلوقتي , و النص التاني عن محاولته تسجيل حوار مع أمير تاني أكبر جماعة جهادية مقاومة للغزو الأمريكي في العراق ,الجزء الأول كان مثير أكتر من التاني , التاني كان ممل أكتر :3 , الكاتب كان بيركز عن مغامرته كموضوع أساسي للكتاب مش الأحداث و دا المحبط شوية , و عن مغامرة الجماعات الإسلامية لجلب الإعلام ,بسبب فرض الحصار الإعلامي عليهم , و بكدا أقدر أقول إن مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب في داعش ,و أهم أدواته
المفروض إن أحط نجمتين بمعنى it was ok ,بس أنا هقيم ب3 I liked it لإني مقريتش قبل كدا عن أحداث 11 سبتمبر للأسف فكان الكتاب نوعا ما مسلي بالنسبة لي
تحديث : بعد قراية مقدمة كتاب الدولة الإسلامية لـ عبد الباري عطوان اضطريت خجلا إني أقلل تقيم الكتاب دا كمان نجمة ...more
بدأ بعرض ميراثنا الجميل من غباء الحكام, مباشرة بعد أن أوضح من وضع لفظ "الغباء السياسي", وهذا كان الجزء الأكثر تسلية, سترى منه أن ما علقنا فيه ليس بجديبدأ بعرض ميراثنا الجميل من غباء الحكام, مباشرة بعد أن أوضح من وضع لفظ "الغباء السياسي", وهذا كان الجزء الأكثر تسلية, سترى منه أن ما علقنا فيه ليس بجديد,
من غباء حكام الفراعنة للخلفاء لأسرة محمد علي للحكم العسكري الأخير, وكيف تدرج بنا الحال من حاكم ذكي يحيطه الأغبياء, لحاكم متغابي, لحاكم غبي مولع بالطالع الذي جعله لم يعين له نائب طوال حكمه بسبب نبوءة من فرنسية أخبرته أنه سيموت يوم أن يعين نائباً, ويختم بدراسة بسيطة, عن لماذا يكون الغبي طاغية, الكتاب بأسلوب التحقيق الصحفي, السرد سهل, الأحداث ممتعة, عمل متكامل. ...more
صـ147 "افترض ان الحضارة نفسها لم تكن ممكنة إلا بكبت الدافع الجنسي على مستوى لا شعوري, وهي وجهة نظر فوضت السعي الفلسفي وراء عقلانية موضوعية"
أين هو باقي
صـ147 "افترض ان الحضارة نفسها لم تكن ممكنة إلا بكبت الدافع الجنسي على مستوى لا شعوري, وهي وجهة نظر فوضت السعي الفلسفي وراء عقلانية موضوعية"
أين هو باقي شرح هذه الجملة؟ الكتاب اه مختصر, لكن ليس لدرجة أن يترك جمل مبهمة في كتاب المفروض أنه للمبتدئين
** أنا مدرك أن مقارنته بعالم صوفي -أخر كتاب قرأته عن الفلسفة- غير موضوعية بسبب عدد الصفحات والخلفية الثقافية والوقت المتاح والجمهور والأهداف,
لكن فيه نقط تعتبر موضوعية فعلا, وتنفع للمقارنة,
يعني مثلا:
- مختصر بشكل غير مترابط بين الشخصيات عكس الكتاب الأول, هو حاول يربط التسلسل بين الفلسفات تاريخيا, ومن جهة تانية موضوعيا, بس بالمقارنة بالربط في عالم صوفي فهو فاشل تماما.
- الكاتب هنا ركز على الحقبة الحديثة, أو بمعنى أصح القضايا اللي لسه موجودة ومازالت تمس واقعنا, فهي مقدمة لفهم موضوعات الفلسفة من حولنا, عكس عالم صوفي الذي كان يريد سرد التاريخ بمراحله المهمة بغض النظر عن تطبيقاته العملية. أي أن الكتاب لسرد الفلسفة وليس لسرد تاريخ الفلسفة, لذلك فالكتاب معظمه عن الفلسفة الحديثة.
- ركز على الفلاسفة الأمريكان, عكس جوستين جاردر اللي ركز على الفلسفة الأوروبية, أو يمكن إن جاردر لم يصل للمرحلة التاريخية التي كان الأمريكان فيها مؤثرين,
- أو يمكن الجزء الخاص بالفلاسفة الأمريكان غير معني به الكتاب لأنها فترة أصعب في الفلسفة, والكتاب كان موجه للأطفال, أو المبتدئين عموما, عكس كتاب "أقدم لك الفلسفة " فهو قدم الفلسفة الحالية بدون مراعاة أن الكتاب مبسط بصور لزيادة التبسيط للمبتدئين,
ونتج عن كل هذا أن المحتوى لم يهضم جيداً في بعض الأحيان, هذا غير الإرهاق الناتج, على قصر الكتاب,
لكن يظل الكتاب تبسيط, أو مرجع بسيط للفلسفة, وخصوصا أن الكاتب وضع ملخص أعمال الشخصيات ضمن الموضوعات الرئيسية للكتاب كله في 3 صفح بس,
من قراءة أعمال المترجم " إمام عبد الفتاح إمام " فهو متخصص حقيقي في الفلسفة, دي حاجة نادرة في مصر,
على العموم, الذي يريد قراءة هذا الكتاب, ليؤجله لبعد قراءة رواية "عالم صوفي" وليس قبله أبداً, وأتمنى قراءة ممتعة للكل, لأن تجربتي مع هذا الكتاب كانت مجهدة جدا, وغير ممتعه في أجزاء كثيرة منه....more