Ahmad Ebaid's Reviews > 100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة

100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة by زاهي حواس
Rate this book
Clear rating

by
16783645
's review

it was ok
bookshelves: تاريخ, أديان

الحقائق المائة هي إعادة سرد لتاريخ المصريين القدماء وأهم مزاراتهم السياحية, ملوكهم, مدنهم, حياتهم, صناعاتهم وأديانهم, في مائة فصل للنشء, وكل فصل يتكون من صفحة واحدة نصفها عبارة عن صور تتعلق بموضوع الفصل.

شعور كريه كان محصلة قراءة هذا الكتاب الذي نشره سنة 2010 ما يفترض أن يكون عالم آثار مصري كبير, ووزير الدولة لشئون الآثار سابقاً.. وهذه أسباب انزعاجي من أسلوب الكتاب, أسوقها لكم مرتبة حسب الأهمية النسبية لكل إشكالية

1- حضارة مرسومة بلا ملامح؛ فمعظم الفصول تعاني من نقص التفاصيل المميزة التي أستطيع بها التفرقة بين حضارة وأخرى, فكانت المحصلة النهائية ذاكرة لا فائدة منها, أستطيع تلخيصها كالآتي: " كان يعيش المصريين في منازل ويستخدمون الأدوات المنزلية, ولهم معابد يعبدون فيها الآلهة, وكانوا يخوضون المعارك, ويبنون المدن, وكانوا ناس مية المية* في جميع المستويات".

2- التململ الشديد من الكتاب, نتيجة للمشكلة السابقة, فكتاب لا تستطيع الإلمام بالكثير منه, ستعتبره غالبا كتاب صعب, وهو ما يؤدي للملل والإرهاق في حالة إجبار نفسك على إكمال الكتاب.

3- لم يراعى تبسيط اللغة رغم أنه للنشء, فوصْف المعالم يبدو وكأنه منزوع من المراجع نزعاً, دون بذل أي محاولة لإعادة صياغة... قرأت أجزاء كبيرة من الكتاب مع أختي المراهقة, وكانت تشكو لي الكثير من الألفاظ الغامضة, ولم أكن أستطع إجابة شكوتها سوى بتخمين المعنى من سياق الجملة, رغم أن حصيلتي اللغوية لا يمكن تسميتها بالسيئة بأي حال من الأحوال....

4- لا جديد في الكتاب.. إذا كان الكتاب لفئة النشء, فيجب تحرّي ظروفه�� ومعرفتهم المبدئية عن الموضوع, وهي في حالتنا معرفة كبيرة بحكم المناهج الدراسية. إذاً ما الفائدة من قراءته بالنسبة لهم؟ وأيضاً, ألا يعتبر هذا تجهيل للشعب عن طريق تضييع أوقاتهم في ما لا ينفع؟

وإجمالاً, لم يقدم للنشء سوى مناداتهم بـ"يا أحبائي الصغار" مرتان طوال الكتاب.


الجيد في الكتاب, يعبر ضمنيا عن سوء بالغ؛ حيث أن مستوى الكتاب تحسن قليلاً في الثلث الأخير منه, أي عند بداية الفصول التي يستطيع الكاتب أن يذكر فيها ما يعرفه عن بعثات اكتشاف الآثار, وهو يعرف الكثير عن ذلك بحكم تخصصه السابق. وهذه النقطة توضح كم الاستهتار, حيث أن الكاتب لم يشغل نفسه بقراءة جدية لمراجع عن الفصول الأولى, فخرجت لنا في هذه الصورة السيئة.

وأخيراً فهناك هوّة عميقة بين مستوى هذا العمل ومستوى الكثير من الكتب الجيدة المخصصة للنشء تحت سن الـ15, وأنا مجبر على المقارنة بين مستوياتهم جميعا, فينتقل التقييم غالباً على مقياس "من 1 إلى عالم صوفي (5)", والنتيجة بهذه الطريقة هي أقل تقييم ممكن, فضلاً عن احتمال الامتناع عن إكمال قراءة الكتاب.

هذه الصفحات الموجزة عن الحضارة أقل من أن توضع بجانب المعالم نفسها بداخل متاحفها….

***

أشياء أخرى عن الكتاب أسوقها لكم فرادى

- بداية فصل المرأة جا��ت هكذا: "للمرأة دور ومكانة كبيرة في حضارة أجدادنا الفراعنة, فهي الأم والزوجة والأخت والخادمة والآلهة…..", وهذه عينة من اللغو الذي يملأ الكتاب, فهذه السمات لدي معظم الحضارات... باقي الفصل عن أمثلة شاذة يتعامل معها وكأنها هي القاعدة, كما ويلوي الأحداث ليظهر المرأة كذات أهمية, وهو ما لم يكن, فمثلاً, نجد في الفصل التالي له أن التعليم كان للذكور فقط, أما المرأة فجاهلة.

- وضع الخرافات على قدم المساواة مع تفسيرات علماء الآثار الجدية, هذا وإن لم يقم بتهميش آراء العلماء لصالح الخرافات المثيرة, فمثلاً صـ57, قام بتنحية تفسيرهم لسبب اختيار المصريون القدماء لرمز الهرم لمقابرهم, وهو أنه عندما تشرق الشمس فإن أشعتها تظهر كما لو كانت أهراماً هائلة تربط بين السماء والأرض وبالتالي يصاحب الشمس في رحلتي الليل والنهار. قام بتنحيته كسبب هامشي, وتقديم سبب زائف عن الإعجاز العلمي في اختيار الأهرام, وهو" أن الشكل الهرمي هو أكثر الأشكال الهندسية لحفظ الأشياء الداخلية وإذا قمنا بوضع ثمرة فاكهة بداخل الشكل المربع أو المستطيل أو الهرمي ونتركهم لمدة نلاحظ أن أطول فترة لبقاء الثمرة في حالة جيدة دون أن تفسد تكون بداخل الشكل الهرمي."
وهذه مجرد خرافة, قام "عبد المحسن صالح" بإثبات زيفها عن طريق القيام بتجارب ضابطة, وقد أورد قصة هذه التجارب في كتابه "الإنسان الحائر بين العلم والخرافة".

- مقابر العمال بناة الأهرام, والتي تثبت بشكل قاطع بناء المصريين للأهرامات وليس اليهود, تم اكتشافها بعد ان اصطدم قدم حصان كان يحمل سائحة أجنبية بـ"جدار الطوب اللبن", فبدء التنقيب في المكان.. وهنا أتساءل عما سيجول بخاطر مواطن مصري تعثر حصاني بنتوء في الأرض؟ وأتساءل أيضاً عن رد الحكومة عن شكه في وجود آثار مدفونة!.

- نلاحظ أنه في بداية الدولة الوسطى التي جاءت بعد فترة تدهور امتدت 120 عاماً يسودها تمرد الحكام المحليون ومحاولات انفصالهم, كانت تنحت تماثيل الملوك بملامح وجه عليها علامات الإرهاق والإجهاد تحت عيونهم, كتعبير عن اهتمامهم بشعبهم في سيبل راحتهم وتوفير الأمن لهم, كما نحتت الآذان كبيرة للدلالة على أن الملك ينصت إلى كل ما يقول له الشعب محاولاً تلبية مطالبهم.. وأنا أميل للإعتقاد بأن سبب هذا التصرف الغريب للملوك هو خوفهم من أن ينضم الشعب للحكام المتمردون, على أن أعتقد بظهور سلالة ملوك ملائكية من العدم مرة واحدة.

"نماذج لتماثيل ملوك من الدولة الوسطى تبدو عليهم علامات الإجهاد والإنصات"
description


- يحسب للكاتب ذكره صراحة لما فعله "اخناتون" من ارهاب ديني وتهجير أصحاب الديانات الأخرى وتدمير معابدهم, ولم يسترد المصريون حرية اختيار الإله الخاص بهم سوى بمقتل "اخناتون".


***

بعد انقطاع دام شهرين تقريباً عن القراءة, كان هذا أول ما أكمله. وهذه التجربة ترسخ في ذهني فكرة أن عدد الصفحات ليس بالمعيار الصالح لتحديد ما إذا كان الكتاب خفيفاً أو دسماً, فذلك شأن يتحدد بموضوع الكتاب. كما أن فصل من كتاب جيد كبير الحجم هو خير بما لا يقارن بكتاب سيء صغير الحجم.

-----
*"% لفظة عامية مصرية, وتعني مائة في المائة "100

==========
محتويات الكتاب
(view spoiler)
43 likes · flag

Sign into Goodreads to see if any of your friends have read 100 حقيقة مثيرة في حياة الفراعنة.
Sign In »

Reading Progress

January 10, 2016 – Started Reading
January 17, 2016 – Shelved
January 17, 2016 – Shelved as: تاريخ
January 17, 2016 – Shelved as: أديان
January 20, 2016 – Finished Reading

No comments have been added yet.