What do you think?
Rate this book
أزهار وأساطير
- GenresPoetry
Paperback
First published January 1, 1963
About the author
بدر شاكر السياب
39 books844 followersاتسم شعره في الفترة الأولى بالرومانسية وبدا تأثره بجيل علي محمود طه من خلال تشكيل القصيد العمودي وتنويع القافية ومنذ 1947 انساق وراء السياسة وبدا ذلك واضحا في ديوانه أعاصير الذي حافظ فيه السياب على الشكل العمودي وبدأ فيه اهتمامه بقضايا الانسانية وقد تواصل هذا النفس مع مزجه يثقافته الإنجليزية متأثرا بإليوت في أزهار وأساطير وظهرت محاولاته الأولى في الشعر الحر وقد ذهبت فئة من النقاد إلى أن قصيدته "هل كان حبا" هي أول نص في الشكل الجديد للشعر العربي ومازال الجدل قائما حتى الآن في خصوص الريادة بينه وبين نازك الملائكة.وفي أول الخمسينات كرس السياب كل شعره لهذا النمط الجديد واتخذ المطولات الشعرية وسيلة للكتابة فكانت "الأسلحة والأطفال" و"المومس العمياء" و"حفار القبور" وفيها تلتقي القضايا الاجتماعية بالشعر الذاتي. مع بداية الستينات نشر السياب ديوانه "أنشودة المطر" الذي انتزع به الاعتراف نهائيا للشعر الحر من القراء وصار هو الشكل الأكثر ملائمة لشعراء الأجيال الصاعدة وأخذ السيات موقع الريادة بفضل تدفقه الشعري وتمكنه من جميع الأغراض وكذلك للنفس الأسطوري الذي أدخله على الشعر العربي بإيقاظ أساطير بابل واليونان القديمة كما صنع رموزا خاصة بشعره مثل المطر، تموز، عشتار، جيكور قريته التي خلدها. وتخللت سنوات الشهرة صراعات السياب مع المرض ولكن لم تنقص مردوديته الشعرية وبدأت ملامح جديدة تظهر في شعره وتغيرت رموزه من تموز والمطر في "أنشودة المطر" إلى السراب والمراثي في مجموعته "المعبد الغريق" ولاحقا توغل السياب في ذكرياته الخاصة وصار شعره ملتصقا بسيرته الذاتية في "منزل الأقنان" و"شناشيل ابنة الجلبي" . سافر السياب في هذه الفترة الأخيرة من حياته كثيرا للتداوي وكذلك لحضور بعض المؤتمرات الأدبية وكتب في رحلاته هذه بوفرة ربما لاحساسه الدفين باقتراب النهاية. توفي عام 1964م بالمستشفى الأميري في الكويت، عن 38 عام ونقل جثمانه إلى البصرة و دفن في مقبرة الحسن البصري في الزبير.
دواوينه
أزهار ذابلة 1947م.
أعاصير 1948
أزهار وأساطير 1950م.
فجر السلام 1951
حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
أسمعه يبكي
أنشودة المطر 1960.
المعبد الغريق 1962م.
منزل الأقنان 1963م.
شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
دواوينه
أزهار ذابلة 1947م.
أعاصير 1948
أزهار وأساطير 1950م.
فجر السلام 1951
حفار القبور 1952م. قصيدة مطولة
المومس العمياء 1954م. قصيدة مطولة
الأسلحة والأطفال 1955م. قصيدة مطولة
أسمعه يبكي
أنشودة المطر 1960.
المعبد الغريق 1962م.
منزل الأقنان 1963م.
شناشيل ابنة الجلبي 1964م.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 25 of 25 reviews
Read
April 15, 2021قد انتصف الليل فاطوِ الكتاب … عن الريح والشمعة الخابية
فعيناكَ لا تقرآن السطور … ولكنها العلة الواهية
فأنتَ ترى مُقلتيها هناك … وذكرى من الليلة الماضية
فتطوِي على رُكبتيك الكتاب … وترنو إلى الأنجُم النائية
-------------------
وأيقنتُ أن الحياة, الحياة … بغيرِ الهوى قصةٌ فاترة
وأني بغير التي ألهبَت … خيالي بأنفاسها العاطرة
شريدٌ يَشُق ازدحام الرجال … وتخنقه الأعيُن الساخرة
فعيناكَ لا تقرآن السطور … ولكنها العلة الواهية
فأنتَ ترى مُقلتيها هناك … وذكرى من الليلة الماضية
فتطوِي على رُكبتيك الكتاب … وترنو إلى الأنجُم النائية
-------------------
وأيقنتُ أن الحياة, الحياة … بغيرِ الهوى قصةٌ فاترة
وأني بغير التي ألهبَت … خيالي بأنفاسها العاطرة
شريدٌ يَشُق ازدحام الرجال … وتخنقه الأعيُن الساخرة
June 29, 2023
- القصائد بغالبيتها رومانسة وعاطفية، سلسة اللغة، عميقة الصور. الشعر الحرّ كان افضل بكثير من الشعر الكلاسيكي خصوصاً القصيدة الجميلة "هل كان حباً" التي تنافست طويلاً مع قصيدة نازك الملائكة "الكوليرا" حول الأسبقية في ميدان هذا النوع من الشعر. لم تبنى القصائد بإسلوب واحد بل تنوعت وهذا ما اغنى الديوان بالإضافة الى تعدد الشجون والأحاسيس والمواضيع المطروقة.
"خفقت ذوائبها على شفتي --- وسنى فأسكر عطرها نفسي"
"أنا أيها النائي القريب،
لك أنت وحدك، غير أني لن أكون
لك أنت أسمعها، وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعناتَ أمي وهي تبكي. أيها الرجل الغريب
إني لغيرك … بَيْدَ أنك سوف تبقى، لن تسير!
قدماكَ سُمِّرَتَا فما تتحركان، ومُقلتاك
لا تُبصران سوى طريقي، أيُّها العبدُ الأسير؟!"
"أمس جاء الموعدُ الخاوي … وراحا
يطرق الباب على الماضي… على اليأسِ … عليَّا!
كنتُ وحدي … أرقب الساعةَ تقتاتُ الصباحَا
وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليَّا"
"خفقت ذوائبها على شفتي --- وسنى فأسكر عطرها نفسي"
"أنا أيها النائي القريب،
لك أنت وحدك، غير أني لن أكون
لك أنت أسمعها، وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعناتَ أمي وهي تبكي. أيها الرجل الغريب
إني لغيرك … بَيْدَ أنك سوف تبقى، لن تسير!
قدماكَ سُمِّرَتَا فما تتحركان، ومُقلتاك
لا تُبصران سوى طريقي، أيُّها العبدُ الأسير؟!"
"أمس جاء الموعدُ الخاوي … وراحا
يطرق الباب على الماضي… على اليأسِ … عليَّا!
كنتُ وحدي … أرقب الساعةَ تقتاتُ الصباحَا
وهي ترنو مثل عين القاتل القاسي إليَّا"
December 17, 2019
يطول انتظاري لعلّي أراك
ل��لّي ألاقيك بين البشر
سألقاك، لا بد لي أن أراك
و إن كان بالناظر المحتضر
لقائي الأول مع السياب كان مشحوناً بالعاطفة و الشجن ، و طوال قراءتي كان يحضرني قول جبران : الشعر كمٌ من الفرح والألم والعجَب ، مع نزرٍ مما ورد في المعجم ، وجدتُ كلامه على مقاس هذا الديوان تماماً .
و ارفعي عني ذراعيك فما جدوى العناق
إن كان لا يبعث الأشواق فيّا؟..
*
و هيهات إن الهوى لن يموت
و لكن بعض الهوى يأفلُ ..
*
كالشاطئ المهجور قلبي
لا وميض ولا شراع
*
و طال انتظاري كأنّ الزمان
تلاشى ولم يبقى غير انتطار
*
لا تنظري ..
في مقلتيك سحابتان من الجليد
*
(سأهواك)
.. ما أكذب العاشقين
(سأهوا...)
.. نعم .. تصدُقين
*
أأظل أذكرها و تنساني؟
وأبيت في شبه احتضارٍ و هي تنعم بالرقاد؟
شعّتْ عيون حبيبها الثاني ..
في ناظريها المُسبلين على الرؤى ، أما فؤادي ..
فيظلّ يهمس في ضلوعي ..
باسم التي خانتْ هواي ..
يظلّ يهمس في خشوعِ ..
*
فيم انتظاري كالفراغ؟
وفيم يأسي كالرماد؟
لن يسمع الدرب الملول
-وإن أصاخ- سوى فؤادي
أما فؤادك، ويح نفسي
أين أنت؟ و من أنادي !
August 29, 2023
الديوان عبارة عن مزيج بين ديوانيّ (أزهار ذابلة) و (أساطير)، ولأنّي قرأت الأول مُسبقًا تخطّيت أغلب القصائد، وحاولت ألّا أقتبس منه الكثير.
..
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء،
حتّى أتت هي والضياء!
ما كان لي منها سوى أنّا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثمّ ارتخت عني يداها وهي تهمس - والظلام
يحبو، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق -:
أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير؛ والأشباح تعترض السبيل، بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد، من بعيد
أنا سوف أمضي باحثاً عنها، سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت - ورجّع ما تبوح به الصدى: أنا من تريد!
أنا من تريد، فأين تمضي؟ فيمَ تضرب في القفار
مثل الشريد؟ أنا الحبيبة كنت منك على انتظار.
أنا من تريد.. وقبّلتني ثمّ قالت - والدموع
في مقلتيها - غير أنّك لن ترى حلم الشباب:
بيتًا على التلّ البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني، وهي تعلو نصف وسنى، والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء؛ في ارتخاء!
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل:
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل،
لا يأس فيه ولا رجاء
أنا أيها النائي القريب،
لك أنت وحدك؛ غير أنّي لن أكون
لك أنت - أسمعها؛ وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أُمي وهي تبكي. أيها الرجل الغريب
إني لغيرك... بيد أنك سوف تبقى، لن تسير!
قدماك سُمِّرتا فما تتحركان؛ ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي، أيّها العبد الأسير؟!
..
ليلٌ، ونافذة تُضاء
تغشى رؤاي، وأنتِ فيها... ثمّ ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلّك من بعيد وهو يومئ بالوداع،
وأظلّ وحدي في الطريق!
..
يطول انتظاري، لعلّي أراك
لعلّي: ألاقيكِ بين البَشَرْ
سألقاكِ . لا بدّ لي أن أراك
وإن كان بالناظر المحتضر
فديْتُ الّتي صوّرتها مناي
وظلُّ الكرى في هجير السَّهرْ
أطلّي على من حباكِ الحياة
فأصبحت حسناء ملء النظرْ!
..
وكان الهوى، ثمّ كان اللقاء
لقاء الحبيبَين في ناحية
فما قال: أهواكِ، حتّى ترامى
عياءً على ضفة الساقية
..
وهيهات، إنّ الهوى لن يموت
ولكنّ بعض الهوى يأفلُ
كما تأفل الأنجمُ الساهرات،
كما يغرب الناظِرُ المُسبَلُ،
كما تستجمُّ البحارُ الفساح
مليّاً، كما يرقد الجدول
كنَوْمِ اللظى، كانطواء الجناحِ
كما يصمتُ النايُ والشمألُ!
..
مشى العُمرُ ما بيننا فاصلاً
فمن لي بأن أسبق الموْعدا؟
ولكنه الحبُّ منه الزمانُ
ثوان، ومما احتواهُ المدى
أراها فأنفض عنها السنين
كما تَنْفِضُ الريحُ بَردَ الندى
فتغدو وعمري أخو عُمرها
ويستوقفُ المولِدُ الموْلدا
وهل تسمع الشعرَ إنْ قُلته
وفي مسمعيها ضجيجُ السنين
أطلّت على السبعِ من قبل عشرين
عاماً، وما كنت إلّا جنين؟
وأمسى - ولم تدرِ أنت الغرام -
هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبَّأوها بهذا الهوى
فقالت: وما أكثر العاشقين؟!
...
تعالَيْ فما زالَ لون السحاب
حزينًا ... يُذكِّرني بالرحيل
رحيل؟!
تعالَي، تعالَي ... نُذيب الزمان،
وساعاته، في عناقٍ طويل،
ونصبغ بالأرجوان
شراعًا وراء المدى،
وننسى الغدا
على صدركِ الدافئِ العاطر
كتهويمة الشاعرِ .
تعالَيْ؛ فملء الفضاء
صدًى هامسٌ باللقاء،
يوسوسُ دون انتهاء
..
حدِّثِي، حدِّثيه عن ذلك الكوخِ
وراء النخيل بين الروابي
حُلم أيامه الطِّوَالِ الكئيباتِ
فلا تحرميه حُلم الشبابِ
أوهِمِيه بأنه سوف يلقاكِ
على النَّهرِ تحت سِتر الضبابِ
وأضيئي الشموع في ذلك الكُوخِ
وإن كان كله من سرابِ
..
سوف أمضي كما جئتُ وا حسرتاه!
سوف أمضي ... وما زال تحت السماء
مُستَبِدُّونَ يستنزفون الدماء،
سوف أمضي وتبقى عيون الطُّغاة
تستمدُّ البريق
من جذى كل بيتٍ حريق
والتماعُ الحراب
في الصحارَى، ومن أعين الجائعين،
سوف أمضي ... وتبقَي، فيا للعذاب!
سوف تحيَين بعدي، وتستمتعِين
بالهوى من جديد،
سوف أنسى و تَنسَين، إلَّا صدًى
من نشيد
في شفاهِ الضحايا، وإلَّا الردى.
..
كالشّاطئ المهجور قلْبِي، لا وميضَ ولا شِراعْ
في ليلةٍ ظلماءَ بلَّ فضاءَها المطرُ الثقيلْ
لا صرخةَ اللُّقْيَا تُطيفُ بهِ ولا صمتُ الرَّحيلْ
يُمناكَ والنّورُ الضّئيلُ أكانَ ذاك هو الوداعْ؟!
بابٌ و ظِلُّ يدين تفْتَرِقانِ ثم هوى الستارْ
ووقفتُ أنظرُ، في الظلامِ، و سِرتِ أنتِ إلى النهار!
..
قد لا أَؤوبُ إليكِ إلَّا في الخيال، وقد أَؤوبْ
لا أمسِ في قلبي، ولا في مُقلتَيَّ هوًى قديمْ
كفَّانِ ترتجفانِ حَوْلَ الموقِد الخابي و كُوبْ
تتراقصُ الأشباحُ فيهِ وتنظُرِين إلى النجومْ
حَذرَ البُكاءِ و "كيف أنتِ؟" تهزُّ قلبَكِ في ارتخاءْ
عاد الشتاء، فتهمِسِينَ: "وسوفَ يرجع في الشتاء!".
..
عاف كل الحياة إلا هواها
ليته خان ودها أو جفاها
أين ما تدعي؟؟ أجنت كما
جنّ اشتياقًا وذاب آهًا فآها؟
..
والفن أثمر واستحالَ إلى سواعدَ لا تلين
غضبى، تموجُ لتستقر على رقاب الظالمين،
هو دمعة الثكلى، وقفقفة العراة الجائعين
و تَمُّرغُ المكلومِ في دمه، وأحلام السجين
وهو ابتساماتُ الضحايا، وانتفاض الثائرين
فلتنبتِ الأرضُ الخرابُ على سنا النجم الحزين
صبَّارَها.. إنا سنملأ عالَمَ الغدِ ياسمين
ولتَلْظَ أحداقُ الطغاة فسوف تطْفَأ بعد حين
إن رنّحْتَها، حيثما اتقدتْ، سواعدُ لا تلين
غضبى، تموج لتستقرّ على رقاب الظالمين
..
ما زال قلبي في المغيب
ما زال قلبي في المغيب فلا أصيل ولا مساء،
حتّى أتت هي والضياء!
ما كان لي منها سوى أنّا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثمّ ارتخت عني يداها وهي تهمس - والظلام
يحبو، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق -:
أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير؛ والأشباح تعترض السبيل، بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد، من بعيد
أنا سوف أمضي باحثاً عنها، سألقاها هناك
عند السراب وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت - ورجّع ما تبوح به الصدى: أنا من تريد!
أنا من تريد، فأين تمضي؟ فيمَ تضرب في القفار
مثل الشريد؟ أنا الحبيبة كنت منك على انتظار.
أنا من تريد.. وقبّلتني ثمّ قالت - والدموع
في مقلتيها - غير أنّك لن ترى حلم الشباب:
بيتًا على التلّ البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني، وهي تعلو نصف وسنى، والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء؛ في ارتخاء!
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل:
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل،
لا يأس فيه ولا رجاء
أنا أيها النائي القريب،
لك أنت وحدك؛ غير أنّي لن أكون
لك أنت - أسمعها؛ وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أُمي وهي تبكي. أيها الرجل الغريب
إني لغيرك... بيد أنك سوف تبقى، لن تسير!
قدماك سُمِّرتا فما تتحركان؛ ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي، أيّها العبد الأسير؟!
..
ليلٌ، ونافذة تُضاء
تغشى رؤاي، وأنتِ فيها... ثمّ ينحل الشعاع
في ظلمة الليل العميق
ويلوح ظلّك من بعيد وهو يومئ بالوداع،
وأظلّ وحدي في الطريق!
..
يطول انتظاري، لعلّي أراك
لعلّي: ألاقيكِ بين البَشَرْ
سألقاكِ . لا بدّ لي أن أراك
وإن كان بالناظر المحتضر
فديْتُ الّتي صوّرتها مناي
وظلُّ الكرى في هجير السَّهرْ
أطلّي على من حباكِ الحياة
فأصبحت حسناء ملء النظرْ!
..
وكان الهوى، ثمّ كان اللقاء
لقاء الحبيبَين في ناحية
فما قال: أهواكِ، حتّى ترامى
عياءً على ضفة الساقية
..
وهيهات، إنّ الهوى لن يموت
ولكنّ بعض الهوى يأفلُ
كما تأفل الأنجمُ الساهرات،
كما يغرب الناظِرُ المُسبَلُ،
كما تستجمُّ البحارُ الفساح
مليّاً، كما يرقد الجدول
كنَوْمِ اللظى، كانطواء الجناحِ
كما يصمتُ النايُ والشمألُ!
..
مشى العُمرُ ما بيننا فاصلاً
فمن لي بأن أسبق الموْعدا؟
ولكنه الحبُّ منه الزمانُ
ثوان، ومما احتواهُ المدى
أراها فأنفض عنها السنين
كما تَنْفِضُ الريحُ بَردَ الندى
فتغدو وعمري أخو عُمرها
ويستوقفُ المولِدُ الموْلدا
وهل تسمع الشعرَ إنْ قُلته
وفي مسمعيها ضجيجُ السنين
أطلّت على السبعِ من قبل عشرين
عاماً، وما كنت إلّا جنين؟
وأمسى - ولم تدرِ أنت الغرام -
هواها حديث الورى أجمعين
لقد نبَّأوها بهذا الهوى
فقالت: وما أكثر العاشقين؟!
...
تعالَيْ فما زالَ لون السحاب
حزينًا ... يُذكِّرني بالرحيل
رحيل؟!
تعالَي، تعالَي ... نُذيب الزمان،
وساعاته، في عناقٍ طويل،
ونصبغ بالأرجوان
شراعًا وراء المدى،
وننسى الغدا
على صدركِ الدافئِ العاطر
كتهويمة الشاعرِ .
تعالَيْ؛ فملء الفضاء
صدًى هامسٌ باللقاء،
يوسوسُ دون انتهاء
..
حدِّثِي، حدِّثيه عن ذلك الكوخِ
وراء النخيل بين الروابي
حُلم أيامه الطِّوَالِ الكئيباتِ
فلا تحرميه حُلم الشبابِ
أوهِمِيه بأنه سوف يلقاكِ
على النَّهرِ تحت سِتر الضبابِ
وأضيئي الشموع في ذلك الكُوخِ
وإن كان كله من سرابِ
..
سوف أمضي كما جئتُ وا حسرتاه!
سوف أمضي ... وما زال تحت السماء
مُستَبِدُّونَ يستنزفون الدماء،
سوف أمضي وتبقى عيون الطُّغاة
تستمدُّ البريق
من جذى كل بيتٍ حريق
والتماعُ الحراب
في الصحارَى، ومن أعين الجائعين،
سوف أمضي ... وتبقَي، فيا للعذاب!
سوف تحيَين بعدي، وتستمتعِين
بالهوى من جديد،
سوف أنسى و تَنسَين، إلَّا صدًى
من نشيد
في شفاهِ الضحايا، وإلَّا الردى.
..
كالشّاطئ المهجور قلْبِي، لا وميضَ ولا شِراعْ
في ليلةٍ ظلماءَ بلَّ فضاءَها المطرُ الثقيلْ
لا صرخةَ اللُّقْيَا تُطيفُ بهِ ولا صمتُ الرَّحيلْ
يُمناكَ والنّورُ الضّئيلُ أكانَ ذاك هو الوداعْ؟!
بابٌ و ظِلُّ يدين تفْتَرِقانِ ثم هوى الستارْ
ووقفتُ أنظرُ، في الظلامِ، و سِرتِ أنتِ إلى النهار!
..
قد لا أَؤوبُ إليكِ إلَّا في الخيال، وقد أَؤوبْ
لا أمسِ في قلبي، ولا في مُقلتَيَّ هوًى قديمْ
كفَّانِ ترتجفانِ حَوْلَ الموقِد الخابي و كُوبْ
تتراقصُ الأشباحُ فيهِ وتنظُرِين إلى النجومْ
حَذرَ البُكاءِ و "كيف أنتِ؟" تهزُّ قلبَكِ في ارتخاءْ
عاد الشتاء، فتهمِسِينَ: "وسوفَ يرجع في الشتاء!".
..
عاف كل الحياة إلا هواها
ليته خان ودها أو جفاها
أين ما تدعي؟؟ أجنت كما
جنّ اشتياقًا وذاب آهًا فآها؟
..
والفن أثمر واستحالَ إلى سواعدَ لا تلين
غضبى، تموجُ لتستقر على رقاب الظالمين،
هو دمعة الثكلى، وقفقفة العراة الجائعين
و تَمُّرغُ المكلومِ في دمه، وأحلام السجين
وهو ابتساماتُ الضحايا، وانتفاض الثائرين
فلتنبتِ الأرضُ الخرابُ على سنا النجم الحزين
صبَّارَها.. إنا سنملأ عالَمَ الغدِ ياسمين
ولتَلْظَ أحداقُ الطغاة فسوف تطْفَأ بعد حين
إن رنّحْتَها، حيثما اتقدتْ، سواعدُ لا تلين
غضبى، تموج لتستقرّ على رقاب الظالمين
December 25, 2016
ديوان أكثر من جميل .
غني بالصور، غني بالأحاسيس ، غني بالموسيقى .
صفحات من السحر الصرف.
غني بالصور، غني بالأحاسيس ، غني بالموسيقى .
صفحات من السحر الصرف.
October 25, 2019
قراءة سريعة ، وأول تجربة في قراءة شعر السياب ، حقيقة لا يطربني مثل هذا اللون الشعري ، أن من أنصار القديم وكلاسي الهوى..
لكن ثم قصائد في هذا الديوان ترقى إلى شعر حي..
لكن ثم قصائد في هذا الديوان ترقى إلى شعر حي..
February 23, 2014
الديوان الاول للشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب ....
ديوان حلو كتير ..جمع ما بين شعر الشطرين و الشعر الحديث ..
و أهمية الديوان بأنو بيحوي على بدايات الشعر الحديث ...و بالأخص قصيدة "هل كان حبا" الي يعتقد بأنا أول قصيدة كتبت بنمط الشعر الحديث ...طبعا بالاضافة لقصيدة الكوليرا ل نازك الملائكة ....
من أجمل قصائد الديوان ..."هل كان حبا" ..."أساطير"..."وداع"..."عبير" ..."عينان زرقاوان" ..."ستار".."ذكرى لقاء"..."نهاية " ..."لا تزيديه لوعة " ..
------------------------------------
قصيدة هل كان حبا
هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟
أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي
عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟
جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما
* * *
العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي
دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ
هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا
تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا
في خفوقٍ والتهابِ
وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
* * *
كم تَمَنَّى قلْبِيَ المكلومُ لو لم تستجيبي
من بعيدٍ للهوى ، أو من قريبِ
آهِ لو لم تعرفي ، قبل التلاقي ، من حبيبِ!
أيُّ ثغرٍ مَسَّ هاتيك الشفاها
ساكباً شكواهُ آهاً … ثم آها ؟
غير أنّي جاهلٌ معنى سؤالي عن هواها ؛
أهو شيءٌ من هواها … يا هواها ؟
* * *
أَحْسدُ الضوءَ الطروبا
مُوشكاً ، مما يلاقي ، أن يذوبا
في رباطٍ أوسع الشَّعرَ التثاما ،
السماء البكرُ من ألوانه آناً ، وآنا
لا يُنِيلُ الطَّرْفَ إلاّ أرجوانا
ليتَ قلبي لمحةٌ من ذلك الضوءِ السجينِ ؛
أهو حُبٌّ كلُّ هذا ؟! خبّريني
ديوان حلو كتير ..جمع ما بين شعر الشطرين و الشعر الحديث ..
و أهمية الديوان بأنو بيحوي على بدايات الشعر الحديث ...و بالأخص قصيدة "هل كان حبا" الي يعتقد بأنا أول قصيدة كتبت بنمط الشعر الحديث ...طبعا بالاضافة لقصيدة الكوليرا ل نازك الملائكة ....
من أجمل قصائد الديوان ..."هل كان حبا" ..."أساطير"..."وداع"..."عبير" ..."عينان زرقاوان" ..."ستار".."ذكرى لقاء"..."نهاية " ..."لا تزيديه لوعة " ..
------------------------------------
قصيدة هل كان حبا
هَلْ تُسمّينَ الذي ألقى هياما ؟
أَمْ جنوناً بالأماني ؟ أم غراما ؟
ما يكون الحبُّ ؟ نَوْحاً وابتساما ؟
أم خُفوقَ الأضلعِ الحَرَّى ، إذا حانَ التلاقي
بين عَينينا ، فأطرقتُ ، فراراً باشتياقي
عن سماءٍ ليس تسقيني ، إذا ما ؟
جئتُها مستسقياً ، إلاّ أواما
* * *
العيون الحور ، لو أصبحنَ ظِلاً في شرابي
جفّتِ الأقداحُ في أيدي صِحَابي
دون أن يَحْضَينَ حتى بالحبابِ
هيئي ، يا كأسُ ، من حافاتكِ السَّكْرَى ، مكانا
تتلاقى فيه ، يوماً ، شَفتانا
في خفوقٍ والتهابِ
وابتعادٍ شاعَ في آفاقهِ ظلُّ اقترابِ
* * *
كم تَمَنَّى قلْبِيَ المكلومُ لو لم تستجيبي
من بعيدٍ للهوى ، أو من قريبِ
آهِ لو لم تعرفي ، قبل التلاقي ، من حبيبِ!
أيُّ ثغرٍ مَسَّ هاتيك الشفاها
ساكباً شكواهُ آهاً … ثم آها ؟
غير أنّي جاهلٌ معنى سؤالي عن هواها ؛
أهو شيءٌ من هواها … يا هواها ؟
* * *
أَحْسدُ الضوءَ الطروبا
مُوشكاً ، مما يلاقي ، أن يذوبا
في رباطٍ أوسع الشَّعرَ التثاما ،
السماء البكرُ من ألوانه آناً ، وآنا
لا يُنِيلُ الطَّرْفَ إلاّ أرجوانا
ليتَ قلبي لمحةٌ من ذلك الضوءِ السجينِ ؛
أهو حُبٌّ كلُّ هذا ؟! خبّريني
January 26, 2020
أزهار وأساطير
بدر شاكر السياب
.....................
أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير والأشباح تعترض السبيل، بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد،
من بعيد: أنا سوف أمضي باحثا عنها، سألقاها هناك
عند السراب، وسوف أبني مخدعين لنا هناك.
قالت ورجع ما تبوح به الصدي:
"أنا من تريد."
.......................
هذا هو اليوم الأخير، فليته دون انتهاء!
ليت الكواكب لا تسير.
والساعة العجلي تنام علي الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلي السراب بلا رفيق.
................
شـع الهـوي فـي نـاظـريـ ***ـها فاحتواني واحتواها
وارتاح صدري وهو يخـ***ـفق باللحون علي شذاها
فغــفوت أسترق الــرؤي*** والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعـ***ـطر كالغمامة في نداها
...................
أختاه لذ علي الهوي ألمي*** فاستمتعـي بهـــواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه*** ما كــان حبـــك أول الحمــم
ما زلت محترقا تلقـــفني*** نــار مــن الأوهــام كـالظــلم
سوداء لا نور يضيء بها*** كــرقـاد حمي دونمــا حلـــم
هي ومضة القي الوجود بها*** جذلان يرقص عاري القدم
هاتـي لهيـبك إن فيــه سـنا*** يهدي خطاي ولو إلي العدم
......................
سأبقي وراء الجدار البغيض*** وعيناي لا تبرحان الطريق
أعد الليالي خلال الكـــــري*** وأرعي نجوم الظلام العميق
فلا تيأسي أن تمر السنــون*** ويطفين في وجنتيك البريق
سأبقي وراء الجدار القديــم*** وعيناي لا تبرحان الطريق
.................
وأيقنــت أن الحيـاة؛ الحياة***_ بغير الهوي_ قصة فاترة
وإني بغير التــي ألهبــــت*** خيالــي بأنفاسها العاطــــرة
شريد يشق ازدحام الرجال***وتخنـقه الأعيـــن الساخــرة.
..................
فــر النـهار مـــن البيـــو***ت النائيات، إلي السحاب
من شـرفة زرقـــاء تحــ***لم بالكــواكب والضــباب
من مقلتين علي الطريـ***ـق، ومقلتين علي كتــاب.
..............
بدر شاكر السياب
.....................
أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير والأشباح تعترض السبيل، بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوي من بعيد،
من بعيد: أنا سوف أمضي باحثا عنها، سألقاها هناك
عند السراب، وسوف أبني مخدعين لنا هناك.
قالت ورجع ما تبوح به الصدي:
"أنا من تريد."
.......................
هذا هو اليوم الأخير، فليته دون انتهاء!
ليت الكواكب لا تسير.
والساعة العجلي تنام علي الزمان فلا تفيق!
خلفتني وحدي أسير إلي السراب بلا رفيق.
................
شـع الهـوي فـي نـاظـريـ ***ـها فاحتواني واحتواها
وارتاح صدري وهو يخـ***ـفق باللحون علي شذاها
فغــفوت أسترق الــرؤي*** والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعـ***ـطر كالغمامة في نداها
...................
أختاه لذ علي الهوي ألمي*** فاستمتعـي بهـــواك وابتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه*** ما كــان حبـــك أول الحمــم
ما زلت محترقا تلقـــفني*** نــار مــن الأوهــام كـالظــلم
سوداء لا نور يضيء بها*** كــرقـاد حمي دونمــا حلـــم
هي ومضة القي الوجود بها*** جذلان يرقص عاري القدم
هاتـي لهيـبك إن فيــه سـنا*** يهدي خطاي ولو إلي العدم
......................
سأبقي وراء الجدار البغيض*** وعيناي لا تبرحان الطريق
أعد الليالي خلال الكـــــري*** وأرعي نجوم الظلام العميق
فلا تيأسي أن تمر السنــون*** ويطفين في وجنتيك البريق
سأبقي وراء الجدار القديــم*** وعيناي لا تبرحان الطريق
.................
وأيقنــت أن الحيـاة؛ الحياة***_ بغير الهوي_ قصة فاترة
وإني بغير التــي ألهبــــت*** خيالــي بأنفاسها العاطــــرة
شريد يشق ازدحام الرجال***وتخنـقه الأعيـــن الساخــرة.
..................
فــر النـهار مـــن البيـــو***ت النائيات، إلي السحاب
من شـرفة زرقـــاء تحــ***لم بالكــواكب والضــباب
من مقلتين علي الطريـ***ـق، ومقلتين علي كتــاب.
..............
July 20, 2019
اول ديوان للسياب واكثر واحد حبيته بيهم -حتى الان-
"كالشاطئ المهجور قلبي لا وميض ولا شراع
في ليلة ظلماء بل فضاءها المطر الثقيل -
لا صرخة اللقيا تطيف به ولا صمت الرحيل
يمناك والنور الضئيل أكان ذاك هو الوداع ؟!
باب وظل يدين تفترقان- ثم هوى الستار
ووقفت أنظر في الظلام وسرت أنت إلى النهار"
"كالشاطئ المهجور قلبي لا وميض ولا شراع
في ليلة ظلماء بل فضاءها المطر الثقيل -
لا صرخة اللقيا تطيف به ولا صمت الرحيل
يمناك والنور الضئيل أكان ذاك هو الوداع ؟!
باب وظل يدين تفترقان- ثم هوى الستار
ووقفت أنظر في الظلام وسرت أنت إلى النهار"
November 8, 2019
ألطف تجربة مع السياب حتى الآن .. ممتع جدًا في هذا الديوان
May 27, 2020
منذ مدة لم أقرأ مثل هذا الشِعر العذب.
أول قراءة للسياب 💗
أول قراءة للسياب 💗
March 26, 2016
ما كان لي منها سوى أنا التقينا منذ عام
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
يحبو ، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق
- أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها ، سألقاها هناك
عند السراب
وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجّع ما تبوح به الصدى "أنا من تريد"
"أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار ..
أنا من تريد"
وقبلتني ثم قالت والدموع في مقلتيها
"غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني، وهي تعلو نصف وسنى، والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء; في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه ولا رجاء
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت، أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام .. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أمي وهي تبكي ، أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى .. لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد الأسير.
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني وهي تهمس
-لن تسير
عند المساء، وطوقتني تحت أضواء الطريق
ثم ارتخت عني يداها وهي تهمس والظلام
يحبو ، وتنطفئ المصابيح الحزانى والطريق
- أتسير وحدك في الظلام؟
أتسير والأشباح تعترض السبيل بلا رفيق؟
فأجبتها والذئب يعوى من بعيد
أنا سوف أمضي باحثا عنها ، سألقاها هناك
عند السراب
وسوف أبني مخدعين لنا هناك
قالت ورجّع ما تبوح به الصدى "أنا من تريد"
"أنا من تريد فأين تمضي ؟ فيم تضرب في القفار
مثل الشريد أنا الحبيبة كنت منك على انتظار ..
أنا من تريد"
وقبلتني ثم قالت والدموع في مقلتيها
"غير أنك لن ترى حلم الشباب
بيتا على التل البعيد يكاد يخفيه الضباب
لولا الأغاني، وهي تعلو نصف وسنى، والشموع
تلقى الضياء من النوافذ في ارتخاء; في ارتخاء
أنا من تريد وسوف تبقى لا ثواء ولا رحيل
حب إذا أعطى الكثير فسوف يبخل بالقليل
لا يأس فيه ولا رجاء
أنا أيها النائي القريب
لك أنت وحدك غير أنى لن أكون
لك أنت، أسمعها وأسمعهم ورائي يلعنون
هذا الغرام .. أكاد أسمع أيها الحلم الحبيب
لعنات أمي وهي تبكي ، أيها الرجل الغريب
إني لغيرك بيد أنك سوف تبقى .. لن تسير
قدماك سمرتا فما تتحركان ومقلتاك
لا تبصران سوى طريقي أيها العبد الأسير.
أنا سوف أمضي فاتركيني : سوف ألقاها هناك
عند السراب
فطوقتني وهي تهمس
-لن تسير
May 3, 2012
لا شيء يشبة السياب ......
December 31, 2015
هو من أهم دواوين السياب
وبالمناسبة يحتوي قصيدة (هل كان حبا) التي أثارت لغط وجلبة بسبب بحث النقاد
عن صاحب الريادة بينه وبين زميلته الشاعرة الكبيرة
نازك الملائكة
وبالمناسبة يحتوي قصيدة (هل كان حبا) التي أثارت لغط وجلبة بسبب بحث النقاد
عن صاحب الريادة بينه وبين زميلته الشاعرة الكبيرة
نازك الملائكة
January 7, 2020
وإذا ابتسمت اليوم من فرحٍ ". فلتعبسَّن ملامح الأبد
ما كان عمري قبل موعدنا " إلا السنين تدب في جسد
بيتان استوقفاني في الديوان.. صور رائعة بل مذهلة
August 24, 2020
هيهات إن الهوى لن يموت
و لكن بعض الهوى يأفلُ ..
أعام مضي والهوى ما يزال كما كان، لا يعتريه الفتور؟
أهذا هو الصيف يُوفي علينا فنلقاه ثانيةً، كالزهور؟
و لكن بعض الهوى يأفلُ ..
أعام مضي والهوى ما يزال كما كان، لا يعتريه الفتور؟
أهذا هو الصيف يُوفي علينا فنلقاه ثانيةً، كالزهور؟
November 19, 2019
لو كان لهذا اليوم أسم سيكون يوم السلام
أشعر بالرضاء بالفخر بالسعادة بالامتنان
إقتباسات:
لعينيكِ للكوكبين اللذين يصبان في ناظري الضياء
لنبعين كالدهر لا ينضبان ولا يسقيان الحيارى الظماء
لعينيك ينثال بالأغنيات فؤاد أطال أنثيال الدماء
يود إذا ما دعاك اللسان على البعد لو ذاب فيه النداء
كأن إبتسامتها والربيع شقيقان لولا ذبول الزهر
أآذار ينثر تلك الورود على ثغرها أم شعاع القمر
ففي ثغرها أفتر كل الزمان وما عمر آذار إلا شهر
وبالروح فديت تلك الشفاه وإن أذكرتني بكأس القدر
أطلّي على طرفي الدامع خيالاً من الكوكب الساطع
وظلاً من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطولي أناشيد في خاطري يناغين من حبي الضائع
يفجرن في قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع
تعالي فما زال نجم المساء يذيب السنا في النهار الغريق
ويغشى سكون الطريق بلونين من ومضة وانطفاء
وهمس الهواء الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب
يذكرني بالرحيل:
شراع خلال التحايا يذوب وكف تلوح ياللعذاب!
تعالي فما زال لون السحاب حزيناً يذكرني بالرحيل
رحيل؟
تعالي تعالي نذيب الزمان وساعاته في عناق طويل
ونصبغ بالارجوان شراعاً وراء المدى وننسى الغدا،
على صدرك الدافىء العاطر كتهويمة الشاعر
تعالي فملء الفضاء صدى هامس باللقاء يوسوس دون انتهاء.
واليوم حببت الحياة إليّ وأبتسم الزمان
في ثغرها وطفا على أهدابها الغد والحنان
سمراء تلتفت النخيل الساهمات الى الرمال
في لونها وتفر ورقاء ويأرج أقحوان
شع الهوى في ناظري فاحتواني واحتواها
وارتاح صدري وهو يخفق باللحون على شذاها
فغفوت استرق الرؤى والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعطر كالغمامة في نداها.
سوف أمضي حولي عينيك لا تريني إليا
إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيراً
إن شيء فيهما يستوقف القلب كسيراً
وارفعي عني ذراعيك فما جدوى العناق؟
ان يكن لا يبعث الأشواق فينا؟
أختاه لذت على الهوى ألمي فأستمتعي بهواك وأبتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقاً تلقفني ناراً من الأوهام كالظلم..
ستنسين هذا الجبين الحزين كما انحلت الغيمة الش��رده
وغابت كحلم وراء التلال بعيداً سوى قطرة جامدة
ستنثرها الريح عما قليل وتشربها التربة البارده..
لا تزيدينه لوعة فهو يلقاكِ لينسى لديك بعض أكتئابه
قربي مقلتيك من وجهه الذاوي تري في الشحوب سر أنتحابه
وانظري في غصونه صرخة اليأس أشباح غابرٍ من شبابه
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه وحلم يموت في أهدابه.
أني احس الذكريات يلفها ظل ابتهال
في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال
وغفى الزمان فلا صباح ولا مساء ولا زوال
أني أضيع مع الضباب سوى بقايا من سؤال
عيناك ام غاب ينام على وسائد من ظلال؟
في ليالي الخريف الحزين
حين يطغى علي الحنين كالضباب الثقيل
في زوايا الطريق.. في زوايا الطريق الطويل
حين أخلو وهذا السكوت العميق
تُوقد الذكريات بابتساماتك الشاحبات
كل أضواء ذلك الطريق البعيد حيث كان اللقاء.
في المقهى المزدحم النائي في ذات مساء
وعيوني تنظر في تعب
في الاوجه والايدي والارجل والخشب
والساعة تهزأ بالصخبِ وتدق سمعت ظلال غناء
أشباح غناء
تتنهد في ألحاني وتدور كإعصار
بال مصدور يتنفس في كهف هار
في الظلمة منذ عصور!
وطال انتظاري كأن الزمان تلاشى فلم يبقى إلا انتظار!
وعيناي ملء الشمال البعيد فيا ليتني أستطيع الفرار
وأنتِ التقاء الثرى بالسماء على الآل في نائيات القفار
وطال انتظاري كأن الزمان تلاشى فلم يبقى لي إلا انتظار
ظلام وتحت الظلام المخيف ذراعان تسبقان الفضاء
أبعد أصفرار الخريف تريدين ألا يجيء الشتاء؟
لقاء وأين الهوى يا لقاء؟
عويل من القرية النائيه
وشيح ينادي فتاة الغريق
بهذا الطريق وذاك الطريق
ويمشي إلى الضفة الخاليه
يُسائل عنه المياه
ويصرخ بالنهر يدعو فتاه
ومصباحه الشاحب يغني سدى زيته الناضب محالٌ يراه
ويحنو ع��ى الصفحة القاتمة يحدق في لهفة عارمه
فما صادفت مقلتاه سوى وجهه المكفهر الحزين
ترجرجه رعشةٌ في المياه تغمغم لا لن تراه!
أجسد الضوء الطروبا موشكاً مما يلاقي أن يذوبا
في رباط أوسع الشعر ألتثاما
السماء البكر من ألوانه آنا وآنا
لا ينيل الطرف الا ارجوانا
ليت قلبي لمحة من ذلك الضوء السجين
أهو حب كل هذا خبريني؟
إن أوقد الليل العميق نجومه في جانبيكِ
لماحة الأضواء تغمر بالأشعة ضفتيكِ.
أشعر بالرضاء بالفخر بالسعادة بالامتنان
إقتباسات:
لعينيكِ للكوكبين اللذين يصبان في ناظري الضياء
لنبعين كالدهر لا ينضبان ولا يسقيان الحيارى الظماء
لعينيك ينثال بالأغنيات فؤاد أطال أنثيال الدماء
يود إذا ما دعاك اللسان على البعد لو ذاب فيه النداء
كأن إبتسامتها والربيع شقيقان لولا ذبول الزهر
أآذار ينثر تلك الورود على ثغرها أم شعاع القمر
ففي ثغرها أفتر كل الزمان وما عمر آذار إلا شهر
وبالروح فديت تلك الشفاه وإن أذكرتني بكأس القدر
أطلّي على طرفي الدامع خيالاً من الكوكب الساطع
وظلاً من الأغصن الحالمات على ضفة الجدول الوادع
وطولي أناشيد في خاطري يناغين من حبي الضائع
يفجرن في قلبي المستفيض ويقطرن في قلبي السامع
تعالي فما زال نجم المساء يذيب السنا في النهار الغريق
ويغشى سكون الطريق بلونين من ومضة وانطفاء
وهمس الهواء الثقيل
بدفء الشذى واكتئاب الغروب
يذكرني بالرحيل:
شراع خلال التحايا يذوب وكف تلوح ياللعذاب!
تعالي فما زال لون السحاب حزيناً يذكرني بالرحيل
رحيل؟
تعالي تعالي نذيب الزمان وساعاته في عناق طويل
ونصبغ بالارجوان شراعاً وراء المدى وننسى الغدا،
على صدرك الدافىء العاطر كتهويمة الشاعر
تعالي فملء الفضاء صدى هامس باللقاء يوسوس دون انتهاء.
واليوم حببت الحياة إليّ وأبتسم الزمان
في ثغرها وطفا على أهدابها الغد والحنان
سمراء تلتفت النخيل الساهمات الى الرمال
في لونها وتفر ورقاء ويأرج أقحوان
شع الهوى في ناظري فاحتواني واحتواها
وارتاح صدري وهو يخفق باللحون على شذاها
فغفوت استرق الرؤى والشاعرية من رؤاها
وأغيب في الدفء المعطر كالغمامة في نداها.
سوف أمضي حولي عينيك لا تريني إليا
إن سحراً فيهما يأبى على رجلي مسيراً
إن شيء فيهما يستوقف القلب كسيراً
وارفعي عني ذراعيك فما جدوى العناق؟
ان يكن لا يبعث الأشواق فينا؟
أختاه لذت على الهوى ألمي فأستمتعي بهواك وأبتسمي
هاتي اللهيب فلست أرهبه ما كان حبك أول الحمم
ما زلت محترقاً تلقفني ناراً من الأوهام كالظلم..
ستنسين هذا الجبين الحزين كما انحلت الغيمة الش��رده
وغابت كحلم وراء التلال بعيداً سوى قطرة جامدة
ستنثرها الريح عما قليل وتشربها التربة البارده..
لا تزيدينه لوعة فهو يلقاكِ لينسى لديك بعض أكتئابه
قربي مقلتيك من وجهه الذاوي تري في الشحوب سر أنتحابه
وانظري في غصونه صرخة اليأس أشباح غابرٍ من شبابه
لهفة تسرق الخطى بين جفنيه وحلم يموت في أهدابه.
أني احس الذكريات يلفها ظل ابتهال
في مقلتيك مدى تذوب عليه أحلام طوال
وغفى الزمان فلا صباح ولا مساء ولا زوال
أني أضيع مع الضباب سوى بقايا من سؤال
عيناك ام غاب ينام على وسائد من ظلال؟
في ليالي الخريف الحزين
حين يطغى علي الحنين كالضباب الثقيل
في زوايا الطريق.. في زوايا الطريق الطويل
حين أخلو وهذا السكوت العميق
تُوقد الذكريات بابتساماتك الشاحبات
كل أضواء ذلك الطريق البعيد حيث كان اللقاء.
في المقهى المزدحم النائي في ذات مساء
وعيوني تنظر في تعب
في الاوجه والايدي والارجل والخشب
والساعة تهزأ بالصخبِ وتدق سمعت ظلال غناء
أشباح غناء
تتنهد في ألحاني وتدور كإعصار
بال مصدور يتنفس في كهف هار
في الظلمة منذ عصور!
وطال انتظاري كأن الزمان تلاشى فلم يبقى إلا انتظار!
وعيناي ملء الشمال البعيد فيا ليتني أستطيع الفرار
وأنتِ التقاء الثرى بالسماء على الآل في نائيات القفار
وطال انتظاري كأن الزمان تلاشى فلم يبقى لي إلا انتظار
ظلام وتحت الظلام المخيف ذراعان تسبقان الفضاء
أبعد أصفرار الخريف تريدين ألا يجيء الشتاء؟
لقاء وأين الهوى يا لقاء؟
عويل من القرية النائيه
وشيح ينادي فتاة الغريق
بهذا الطريق وذاك الطريق
ويمشي إلى الضفة الخاليه
يُسائل عنه المياه
ويصرخ بالنهر يدعو فتاه
ومصباحه الشاحب يغني سدى زيته الناضب محالٌ يراه
ويحنو ع��ى الصفحة القاتمة يحدق في لهفة عارمه
فما صادفت مقلتاه سوى وجهه المكفهر الحزين
ترجرجه رعشةٌ في المياه تغمغم لا لن تراه!
أجسد الضوء الطروبا موشكاً مما يلاقي أن يذوبا
في رباط أوسع الشعر ألتثاما
السماء البكر من ألوانه آنا وآنا
لا ينيل الطرف الا ارجوانا
ليت قلبي لمحة من ذلك الضوء السجين
أهو حب كل هذا خبريني؟
إن أوقد الليل العميق نجومه في جانبيكِ
لماحة الأضواء تغمر بالأشعة ضفتيكِ.
April 11, 2023
صرفتني الصوارف عن كتابة المراجعة حتى مر ما يقارب الأسبوع عن قراءتي له، لكن ما يزال الشعور الذي تثير أشعاره حيّة كأني ما فارقتها. أذكر أيام قراءتي للديوان هذا، قرأت معه عدة مقالات عن حياة السياب وشعره. وأجود مقالة قرأتها كانت بعنوان بدر شاكر السياب وعقدة النساء
فيها:
"ويرى الناقد إحسان عباس إن السياب «انفق حياته القصيرة منذ أن أدرك الحلم الى أن مات، وهو يبحث عن القلب الذي يخفق بحبه، دون أن يجده. كان في قرارة نفسه واعياً بأن الحب في كل مرة كان من جانب واحد»" وأيضا "من هنا يمكننا وصف السياب بأنه جسد محنط يشتعل برغبات حول نساء مستحيلات."
ومدار المقالة حول أمل السياب بامرأة، وفيه كلام عن أن بعض من كُتب لهن الشعر ليس غير أَضغاث أحلام جادت بهن قريحته.
ومن شعره في هذا الديوان:
يا ليتني أصبحتُ ديواني \\ لأفِرَّ من صدرٍ إلى ثانِي
قد بتُّ مِنْ حَسَدٍ أقول له: \\ يا ليتَ من تهواكَ تهواني
ألكَ الكئوسُ ولي ثُمالتُها \\ ولكَ الخلودُ، وإنَّنِي فانِ؟
قراءة السياب قراءة للألم، للانعزال، للرغبة. وفي شعره أكثر ما يحرّكني التصويرات التي يأتي بها ومشاهده. فوصفه جميل ليّن. خذ مثالا:
الكوكب الوسنان يُطفئ ناره خلف التلال \ والجدول الهدَّار يُسبره الظلام \ إلَّا وميضًا، لا يزال \ يطفو ويرسب مثل عينٍ لا تنام، \ ألقَى به النجم البعيد
وانظر دمج هذه الصور في وصف الشعور:
وتنسابُ مثل الشراعِ الكئيب \\ وراء الدُّجَى رُوحك الشاردة
ترى وجهها كالتماعِ النجوم \\ وتطويه عنك اليد الماردة
إلى أن يذوب الضبابُ الثقيل \\ وتنهارَ ألوانُه الجامدة
فها أنتَ ذا تستعيد اللقاء \\ كما عادَت الجُثَّة الباردة
فيها:
"ويرى الناقد إحسان عباس إن السياب «انفق حياته القصيرة منذ أن أدرك الحلم الى أن مات، وهو يبحث عن القلب الذي يخفق بحبه، دون أن يجده. كان في قرارة نفسه واعياً بأن الحب في كل مرة كان من جانب واحد»" وأيضا "من هنا يمكننا وصف السياب بأنه جسد محنط يشتعل برغبات حول نساء مستحيلات."
ومدار المقالة حول أمل السياب بامرأة، وفيه كلام عن أن بعض من كُتب لهن الشعر ليس غير أَضغاث أحلام جادت بهن قريحته.
ومن شعره في هذا الديوان:
يا ليتني أصبحتُ ديواني \\ لأفِرَّ من صدرٍ إلى ثانِي
قد بتُّ مِنْ حَسَدٍ أقول له: \\ يا ليتَ من تهواكَ تهواني
ألكَ الكئوسُ ولي ثُمالتُها \\ ولكَ الخلودُ، وإنَّنِي فانِ؟
قراءة السياب قراءة للألم، للانعزال، للرغبة. وفي شعره أكثر ما يحرّكني التصويرات التي يأتي بها ومشاهده. فوصفه جميل ليّن. خذ مثالا:
الكوكب الوسنان يُطفئ ناره خلف التلال \ والجدول الهدَّار يُسبره الظلام \ إلَّا وميضًا، لا يزال \ يطفو ويرسب مثل عينٍ لا تنام، \ ألقَى به النجم البعيد
وانظر دمج هذه الصور في وصف الشعور:
وتنسابُ مثل الشراعِ الكئيب \\ وراء الدُّجَى رُوحك الشاردة
ترى وجهها كالتماعِ النجوم \\ وتطويه عنك اليد الماردة
إلى أن يذوب الضبابُ الثقيل \\ وتنهارَ ألوانُه الجامدة
فها أنتَ ذا تستعيد اللقاء \\ كما عادَت الجُثَّة الباردة
March 30, 2022
أحقا نسيت اللقاء الأخير
أحقا نسيت اللقاء
أكان الهوى حلم صيف قصير
خبا في جليد الشتاء
خبا في جليد
وظل الصدى في خيالي يعيد
خبا في جليد خبا في جليد
ويا رب حلم يهيل الزمان
عليه الرؤى والسنين الثقال
فتمضي ويبقى شحوب الهلال
يلون بالأرجوان
شحوب النجوم وصمت القمر
ويومض في كل حلم جديد
شحوب الهلال وظل الشجر
وطيف الشراع البعيد
أحقا نسيت اللقاء
أكان الهوى حلم صيف قصير
خبا في جليد الشتاء
خبا في جليد
وظل الصدى في خيالي يعيد
خبا في جليد خبا في جليد
ويا رب حلم يهيل الزمان
عليه الرؤى والسنين الثقال
فتمضي ويبقى شحوب الهلال
يلون بالأرجوان
شحوب النجوم وصمت القمر
ويومض في كل حلم جديد
شحوب الهلال وظل الشجر
وطيف الشراع البعيد
September 13, 2020
لاتزيديه لوعة، فهو يلقاك لينسى لديك بعض إكتائبه
April 16, 2021
بدر شاكر السياب يكتب بفؤاده , و اللغة تطاوعه كأنها تدري ان بادر لا يكذب ..
August 26, 2023
سأبقى وراء الجدار البغيض
وعيناي لا تبرحان الطريق
أعدُّ الليالي خلال الكوى
وأرعى نجوم الظلام العميق
فلا تيأسي أن تمر السنون
ويطفين في وجنتيكِ البريق
سأبقى وراء الجدار البغيض
وعيناي لا تبرحان الطريق.
وعيناي لا تبرحان الطريق
أعدُّ الليالي خلال الكوى
وأرعى نجوم الظلام العميق
فلا تيأسي أن تمر السنون
ويطفين في وجنتيكِ البريق
سأبقى وراء الجدار البغيض
وعيناي لا تبرحان الطريق.
October 21, 2014
بدر شاكر السياب كل كتبه اساطير لا يمكن ان يعاد تقليدها تماما ك القباني ودرويش !!
Displaying 1 - 25 of 25 reviews