يعد حنا مينه أحد أهم أعلام الأدب السوري،تجول رواياته ما بين قرى الاسكندرون و اللاذقية وصولا لللاذقية المدينة بأحيائها الغنية والفقيرة،نزولا للبحر الأبيعد حنا مينه أحد أهم أعلام الأدب السوري،تجول رواياته ما بين قرى الاسكندرون و اللاذقية وصولا لللاذقية المدينة بأحيائها الغنية والفقيرة،نزولا للبحر الأبيض المتوسط في هدوئه و عواصفه و هيجاناته و اعاصيره،صعودا للجبال و الجرود الساحلية، و تفوح منها روائح البحر و الأسماك و العرق و النبيذ البلدي و التبغ اللاذقاني تصنف هذه الرواية كواحدة من أهم 100 رواية عربية حسب اتحاد الكتاب العرب،و و على ما أظن أن ذلك يعود إلى أنها أول رواية عربية مطعمة بملوحة البحر و معمدة بأمواجه، كما أنها أول رواية تبلور فيها أسلوب حنا مينه الفذ ،و الذي ميزه عن غيره،فكان مقدمة لعدد كبير من الأعمال المميزة ك الياطر ،و ثلاثية البحر،و في هذا العمل يتحدث حنا عن الطروسي ،ذلك البحار العتيد من اختار البحر صديقا له أيام الصيف و عدوا في الشتاء و موطنا في كل الأوقات.. والذي تمكن منه في إحدى الرحلات فأغرق سفينته ،مما اضطره لانزال مركب النجاة ،و الهروب مع طاقم السفينة ،و تاركا سفينته "المنصورة" تغوص إلى الأعماق ، مستسلما لذلك القدر المرير الذي أسكنه البر مضطرا ، بسبب الضائقة المالية التي مر بها، ولمدة 10 أعوام مما أجبره على العمل كصاحب مقهى صغير على الشاطئ بعيدا عن الميناء و لو بمسافة ليست بالبعيدة ، في فترة كانت فيها البلاد رازخة تحت الاحتلال الفرنسي ،و مشكلة تقسيم البلاد التي حاولت فرنسا ترويجها و دعمها عن طريق "المرشد" ما زالت تلوح في الأفق، و في وقت كانت فيه الحركة الاقتصادية و الأعمال التجارية تحت سيطرة العائلات البرجوازية ، فكانت حركة الموانئ يهيمن عليه "أبو رشيد"،و هو ابن عائلة من مناصري الكتلة الوطنية الحاكمة ،و نديم مظهر متسلم زمام الأمور في منطقة الشيخ ضاهر قلب المدينة،و عائلته من مناصري الكتلة الشعبية المعارضة للوطنية،و إن كانتا كلاهما وجهان لعملة واحدة. البحارة الكبار من أمثال الطروسي البر مثل السجن لهم ، والبحر عشيق أزلي ،و منظر السفن هوالعذاب ، فلا يستطيع الطروسي الابتعاد عن الميناء، والسكوت عن الاجحاف بحق البحارة، مما اضطره للتورط في مشكلة مع "أبو رشيد"،و الدخول في التنافس ما بين أبو رشيد و نديم مظهر الذي حاول استمالته و الاستفادة من بسبب جرأته و هيبته بين البحارة. يتنبه الطروسي إلى ذلك فيحاول البقاء بعيدا عن المشاكل. تتوالى أحداث الرواية، راسمة خطوطا كثيرة في صفحة حياته،ومغيرة من طباعه ،محولة اياه من بحار لاهي عابث ،البحر نديمه و العشيقات في كل مدينة فيها ميناء ملجأه بعد كل رحلة، إلى شخص آخر ذو حكمة. ينخرط في الحياة السياسية ولو بشكل بسيط، لنتيجة لنشوب الحرب العالمية الثانية ،و يتنبه لأهمية العمل الوطني ،و يساهم فيه. و في النهاية ينجح بالعودة إلى البحار ك ريّس سفينة يملكها، ولكن هذه المرة كشخص خمسيني ناضج،و مع زوجة تنتظره بعد كل رحلة،و تسكن فؤاده دوما. جمالية هذا العمل و روعته الأدبية تتجلى في الفصل الثاني منه،و التي أبدع فيها حنا في رسم معالم العاصفة التي ضربت الساحل آنذاك ،و توصيف مغامرة الطروسي لانقاذ أحد البحارة الذين تاهوا في عرض البحر بسبب أمواج العاصفة العاتية و أعاصيرها. الرواية جميلة جدا ،و فيها ما يستحق الاطلاع عليه .....more
في صغرنا دائما ما كانت تشدنا المناطق الأثرية،و تغرينا بزيارتها ك تدمر و أوغاريت و عمريت و إبلا و ماري و غيرها من المناطق((بغض النظر عن الفترات التاريخفي صغرنا دائما ما كانت تشدنا المناطق الأثرية،و تغرينا بزيارتها ك تدمر و أوغاريت و عمريت و إبلا و ماري و غيرها من المناطق((بغض النظر عن الفترات التاريخية المتباعدة التي تنتمي إليها كل منطقة و التي أشيدت فيها)..و دون أن ننظر بعين الانتباه إلى ثقافة أو فكر من أنشأها .. و دائما ما نسمع مقولة (سوريا مهد الحضارات) ،أو ما يقاربها من عبارات، و كلها بمعنى أن بلاد الشام و بلاد الرافدين أصل أقدم الحضارات ،دون ان نعرف شيء مفصل عنها ،سوى ما ذكر في كتب التاريخ في المدرسة، و الذي لا يتجاوز ذكر للأسماء. هذا ما دفعني شخصيا لقراءة هذا الكتاب ،الذي دائما ما سمعت عنه أنه حجر أساس لكل ما يتعلق بالكتب العربية التي تتحدث عن علم الميثيولوجيا في منطقتنا. يتناول الكتاب تعريفا و دراسة لتلك الأساطير ،عن طريق إجراء مقارنات في عدة مواضيع، يبين من خلالها الكاتب نقطاط الاتفاق و الاختلاف بين ما وصلنا من الحضارات السومرية والبابلية والكنعانية، بوساطة الرقم الأثرية التي اكتشفت و فكت رموزها في نهاية القرن التاسع عشر ،و بدايات القرن العشرين، و ما يقابلها من نصوص توراتية . أما المواضيع فجاءت في سبعة أقسام (سبعة أسفار)كالتالي: السفر الأول يتحدث عن بداية العالم، و نشوء الكون ،وضمن القسم الخاص بالنصوص البابلية أورد الكاتب الترجمة الكاملة للرقم السبعة، التي تروي الملحمة البابللية الشهيرة (الانيوما ايليش)، و التي تشكل بالاضافة ل ملحمة جلجامش (و للكاتب كتاب مفصل و دراسة موسعة عنها) أعظم ملحمتين في المنطقة. السفر الثاني يتناول موضوع الطوفان العظيم، أو طوفان نوح كما هو متعارف عليه في الأدبيات اليهودية والمسيحية والاسلامية. الفصل الثالت أو السفر الثالث يتناول قصة قابيل و هابيل، و ما شابها في الأساطير. السفر الرابع يتناول قصص التنانين و الوحوش المخيفةو الضخمة. السفر الخامس يتناول موضوع الفردوس أو الجنة أو معنى الخلود. السفر السادس يتحدث عن العالم السفلي أو عالم ألموتى ،ويمكن إلى حد ما تقريبه إلى مفهوم الجحيم. السفر الاخير فيتحدث و يبحث بموضوع نزول الآلهة إلى العالم السفلي ،و انبعاثها من جديد ،و ما يحمله ذلك من معنى و ما يقابل ذلك في القصة المسيحية، و مفهوم الإله المخلص. في النهاية يمكن القول أن هذا الكتاب يعتبر من الكتب الثقافية الرائعة جدا، و التي تسد فراغات كبيرة في ذهن القارئ،و تسلط الضوء على أشياء كثيرة لم نفكر فيها من قبل، و تؤسس لقراءات أخرى في هذا المجال،و تعين القارئ على تفهم موضوع الحضارات و الأساطير بوعي أكبر و بذهن متفتح أكثر، بالاضافة إلى تعريفه بأهم القصص التاريخة الأسطورية،و أسماء الآلهة الشهيرة،و القصد وراء عدة تسميات (كأزهار شقائق النعمان و الزراعة البعل و ....)ذ ملاحظة :على ضوء ما فهمت حتى الآن،يجب على القارئ الذي يرغب بفهم الأفكار كاملة قراءة مؤلفات الدكتور فراس السواح التي تتعلق بحضارات هذه المنطقة و هي: 1-مغامرة العقل الأولى 2-ملحمة جلجامش 3-لغز عشتار 4-الحدث التوراتي 5-آرام دمشق و اسرائيل...more
يحاول هاني الراهب في روايته "شرخ في تاريخ طويل " عرض متطفات ممن الحياة اليومية لمجموعة من الشبان في مدينة دمشق، في مرحلة قبيل الانفصال،يتناول من خلال يحاول هاني الراهب في روايته "شرخ في تاريخ طويل " عرض متطفات ممن الحياة اليومية لمجموعة من الشبان في مدينة دمشق، في مرحلة قبيل الانفصال،يتناول من خلال هذه المقتطفات أزمة هؤلاء الشبان في حياتهم، و مشكلاتهم الشخصية ،و بحثهم عن معانى في الحياة، و آرائهم في معاداة الأفكار السائدةو العادات و التقاليد الموروثة ، و طموحاتهم في القيام بثورة اجتماعية فكرية ،تدحض ما هو قديم ووتدفع بحياتهم نحو الأفضل،و هنا نرى الاختلاف بين الشخصيات فمنها من يؤمن بأن االثورة تبدأ على الصعيد الشخصي قبل المجتمع و منهم من يرى عكس تلك النظرية، و منهم من يؤمن بفكرة النضال المسلح للتغيير ،و منهم من يعجز عن مواجهة الواقع فلا يجد سبيلا إلا الهروب والهجرة و............ الشخصيات كلها تتسم بالضياع و البحث الدائم و عدم الاستقرار و الرضى .. في النهاية نجد أن المجتمع و عاداته بقي راسخا و ثابتا في وجه الشخصيات التي فشلت في تحقيق أهدافها ،و ما زالت تتخبط في حياتها و تدور في دوائر مفرغة ، لتأتي أزمة الانفصال بين سورياو مصر في عام 1961 ،لتزيد من شتاتهم و تضاعف احباطهم ... هناك مشكلة ما في الرواية تتعلق بالمستوى الطبقي للشخصيات ،فلا نجد أنهم من طبقة غنية أو ميسورة و بنفس الوقت لا نجد لديهم أي صعوبات معيشية مالية أو اقتصادية .. عموما الرواية جميلة و فيها ما يشد القارئ .. ...more