Ahmed's Reviews > The Map of Love
The Map of Love
by
كيف تتقابل طرق مع بعضها رغم استحالةهذا التقابل الظاهري , كيف تكتشف أن لك قريبة بينك وبينها آلاف الكيلومترات و100 سنة فرقت بينكما , كيف يجتذب الدم بعضه البعض , وكيف تكون الصدف خير من ألف ألف ميعاد.
نحن هنا أمام عمل متفرد للغاية , عمل تحركت فيه الكاتبة بكل سلاسةبين مشاعر الوطنية ووصف المشاعر الإنسانية في أدق أوقاتها حلكة.
عمل استطاعت من خلاله الكاتبة أن تكون روايتها آلة للزمن , تنقلك من خلالها لمعايشة أحداث بعيدة غريبة عنك لكن لم يزل أثرها باقي إلى الآن.
أما عن كاتبة الرواية فهي الجميلة المبدعة دائمًا أهداف سويف , وهي من هي (المظلومة في بلدها ) وللحق فإن بريق عائلة أهداف لا يُقاوم , فهي ابنة فاطمة موسي عميدة المترجمين والقامة العظيمة المؤثرة في هذا المجال , وأختها هي ليلى سويف الناشطة المطالبة بحقوق البشر في بلدها مع شريك حياتها العظيم أحمد سيف الإسلام (الله يرحمه) مع أبناءها : علاء وسناء ومنى , فطبيعي وسط كل هذا الزخم الاجتماعي المميز أن تُنتج لنا قلم مبدع كقلم أهداف .
الرواية مصرية خالصة حتى وإن كان نَصها الأصلي بالإنجليزية , رواية قدمت شخصيات وأحداث مصرية بروح مصرية صافية .
العمل ببساطة يقدم لك أحداث فترتين في غاية الحساسية في تاريخ مصر الحديث :
الفترة التى تلت الاحتلال الإنجليزى وما عانته الحركة الوطنية في حينها , وفترة نهاية الإلفية وما اعترك بداخل مصر من تطورات وانتهاكات من قِبل الدولة ومن قِبل المجتمع .وكيف تتشابه الظروف في كلتا المرحلتين وكيف يقاسي منها البشر فيهما , كيف يكون مقدر لوطننا هذه الرتابة والسلبية على مدار تايخه.
هي رواية عن الحب : و كيف يصيبنا الحب هكذا فجأة ؟ بدون إنذار ؟ بدون استعداد ؟ أليس المفروض أن يزحف علينا وئيدًا , يأخذ وقته , حتى إذا جاءت اللحظة التي نُصَرِّح فيها (أنا أحب) , نعرف -أو على الأقل نظن أننا نعرف -ماذا نحب ؟ كيف يحدث هذا ؟ وضع الكتفين , اتساع الخطوة ظل خصلة من الشعر على الجبهة, كيف تحرك مشاعر القلب إلى هذه الدرجة ؟
ولم تخل الرواية من معرفة عميقة بمشاعر الإنجليز (ولنقل مشاعر أي مغتصب ومحتل لدولة) ففي بعض الأجزاء نجد عرض مميز لذلك ومنها لابد أن الأمر شديد الصعوبة, يأتون إلى بلاد مخالفة وشعوب مختلفة , يتولون الأمر ويصرون أن يجري كل شئ بطريقتهم , يعتقدون أن طريقتهم هي الوحيدة
وككل مصري وطني يحس بمرارة الوضع المزري الذى نعيشه فمصر , أم الحضارة , تخلق نفسها في الحلم عبر القرون . تحملنا كلنا , أبناءها : الذين يبقون ويعملون من أجلها ويشكون منها , والذين يرحلون ويشتاقون لها ويلومونها بمرارة على مغادرتهم
ومن الممتع ان نعيش قصة حب جميلة فى بداية القرن بكل تفاصيلها الممتعة , ومن هذا المقطع الجميل : متى حدث ذلك ؟ متى أدركت أنك وقعت في غرامي ؟
إنها الأيام السعيدة حين يأخذ العشاق في التأريخ للغرام , حين تبرق كل نظرة وكل نبرة بالدلالة مهما كانت عابرة , حين تُسترجع كل لحظة , كل رؤية , وتُفَضّ من حولها أغلفة الذاكرة كما تفضّ أرق الأغطية من حول جوهرة ثمينة لتوضع أمام المحبوب , تقلب على كل ناحية , تفحص , تختبر .
ولم تكتف الكاتبة بسرد مجرد أحداث بل قدمت عرض عميق لرغبات إنسانية دفينة :
آه ليت بالإمكان الاستغناء تمامًا عن النوم , أو ليت ساعات اليوم يتضاعف عددها حتى أجد الوقت الكافي لأشاهد و أعايش كل ما يستوجب الملاحظة و الإحساس ثم التأمل على مهل , فأتيح لانطباعاتي أن تتخلل ذهني و تستقر هنا وهناك ��ي بقع تبرق بالنور , أو تمتزج بغيرهامن الأفكار في تيار ينتهي إلى رؤيا مهمة
وعندما أتى الذكر على رأي شريحة من المثقفين الجُدد قدمت الكاتبة عرض صريح وقاسي على لسان بعض مثقفي الرواية :
ما رأيي؟ رأيي أننا أمة جبانة, يؤسفني أن أقولها خاصة أمام ضيفة, لكننا نعيش على الشعارات , نرتاح لها ونطمئن على أنفسنا : (الشعب المصري العظيم شعب صابر مسالم , لكن إذا استثير يحطم العالم) قولوا لي متى ثار الشعب المصري في كل تاريخه ؟ متى ؟ عندما دافع عنهم عرابي تخلوا عنه. هربوا وفتحوا الأبواب للانجليز. ستقول لي ثورة 1919, لكن 1919 لم تكن ثورة , كانت عدة مظاهرات لم تغير شئ , وستقول لي 52 , لم تكن 52 ثورة شعب , كانت حركة جيش ركبت الشعب , وقالت للناس إنها تتحدث بصوتهم , ليس للشعب صوت
في المجمل نحن أمام عمل غاية التميز , عمل تشع فيه الروح الوطنية الرائعة , عض مميز للتاريخ دمجته الكاتبة بطريفة مذهلة مع أحداث مجتمعية وشخصية أخرى , أحداث وشخصيات ونهاية صادمة فكانت النتيجة رواية من أجمل ما كُتب .
الترجمة للراحلة العظيمة : فاطمة موسى (أم أهداف سويف) فكانت ترجمة شاملة كاملة مذهلة.
ذكر الكاتبة للراحلة أروى صالح كان مؤثر جدا .
جدير بالذكر أن نسخة مكتبة الأسرة للرواية (2010) تكلفتها 5 جنيه وهى نسخة ممتازة , ونسخة دار الشروق لنفس الرواية تكلفتها 60 جنيه , وعجبي
وكنت مجحف جدًا لحق الرواية في الرفيو الأول ودا لينك له :
https://www.facebook.com/badlucklover...
by
كيف تتقابل طرق مع بعضها رغم استحالةهذا التقابل الظاهري , كيف تكتشف أن لك قريبة بينك وبينها آلاف الكيلومترات و100 سنة فرقت بينكما , كيف يجتذب الدم بعضه البعض , وكيف تكون الصدف خير من ألف ألف ميعاد.
نحن هنا أمام عمل متفرد للغاية , عمل تحركت فيه الكاتبة بكل سلاسةبين مشاعر الوطنية ووصف المشاعر الإنسانية في أدق أوقاتها حلكة.
عمل استطاعت من خلاله الكاتبة أن تكون روايتها آلة للزمن , تنقلك من خلالها لمعايشة أحداث بعيدة غريبة عنك لكن لم يزل أثرها باقي إلى الآن.
أما عن كاتبة الرواية فهي الجميلة المبدعة دائمًا أهداف سويف , وهي من هي (المظلومة في بلدها ) وللحق فإن بريق عائلة أهداف لا يُقاوم , فهي ابنة فاطمة موسي عميدة المترجمين والقامة العظيمة المؤثرة في هذا المجال , وأختها هي ليلى سويف الناشطة المطالبة بحقوق البشر في بلدها مع شريك حياتها العظيم أحمد سيف الإسلام (الله يرحمه) مع أبناءها : علاء وسناء ومنى , فطبيعي وسط كل هذا الزخم الاجتماعي المميز أن تُنتج لنا قلم مبدع كقلم أهداف .
الرواية مصرية خالصة حتى وإن كان نَصها الأصلي بالإنجليزية , رواية قدمت شخصيات وأحداث مصرية بروح مصرية صافية .
العمل ببساطة يقدم لك أحداث فترتين في غاية الحساسية في تاريخ مصر الحديث :
الفترة التى تلت الاحتلال الإنجليزى وما عانته الحركة الوطنية في حينها , وفترة نهاية الإلفية وما اعترك بداخل مصر من تطورات وانتهاكات من قِبل الدولة ومن قِبل المجتمع .وكيف تتشابه الظروف في كلتا المرحلتين وكيف يقاسي منها البشر فيهما , كيف يكون مقدر لوطننا هذه الرتابة والسلبية على مدار تايخه.
هي رواية عن الحب : و كيف يصيبنا الحب هكذا فجأة ؟ بدون إنذار ؟ بدون استعداد ؟ أليس المفروض أن يزحف علينا وئيدًا , يأخذ وقته , حتى إذا جاءت اللحظة التي نُصَرِّح فيها (أنا أحب) , نعرف -أو على الأقل نظن أننا نعرف -ماذا نحب ؟ كيف يحدث هذا ؟ وضع الكتفين , اتساع الخطوة ظل خصلة من الشعر على الجبهة, كيف تحرك مشاعر القلب إلى هذه الدرجة ؟
ولم تخل الرواية من معرفة عميقة بمشاعر الإنجليز (ولنقل مشاعر أي مغتصب ومحتل لدولة) ففي بعض الأجزاء نجد عرض مميز لذلك ومنها لابد أن الأمر شديد الصعوبة, يأتون إلى بلاد مخالفة وشعوب مختلفة , يتولون الأمر ويصرون أن يجري كل شئ بطريقتهم , يعتقدون أن طريقتهم هي الوحيدة
وككل مصري وطني يحس بمرارة الوضع المزري الذى نعيشه فمصر , أم الحضارة , تخلق نفسها في الحلم عبر القرون . تحملنا كلنا , أبناءها : الذين يبقون ويعملون من أجلها ويشكون منها , والذين يرحلون ويشتاقون لها ويلومونها بمرارة على مغادرتهم
ومن الممتع ان نعيش قصة حب جميلة فى بداية القرن بكل تفاصيلها الممتعة , ومن هذا المقطع الجميل : متى حدث ذلك ؟ متى أدركت أنك وقعت في غرامي ؟
إنها الأيام السعيدة حين يأخذ العشاق في التأريخ للغرام , حين تبرق كل نظرة وكل نبرة بالدلالة مهما كانت عابرة , حين تُسترجع كل لحظة , كل رؤية , وتُفَضّ من حولها أغلفة الذاكرة كما تفضّ أرق الأغطية من حول جوهرة ثمينة لتوضع أمام المحبوب , تقلب على كل ناحية , تفحص , تختبر .
ولم تكتف الكاتبة بسرد مجرد أحداث بل قدمت عرض عميق لرغبات إنسانية دفينة :
آه ليت بالإمكان الاستغناء تمامًا عن النوم , أو ليت ساعات اليوم يتضاعف عددها حتى أجد الوقت الكافي لأشاهد و أعايش كل ما يستوجب الملاحظة و الإحساس ثم التأمل على مهل , فأتيح لانطباعاتي أن تتخلل ذهني و تستقر هنا وهناك ��ي بقع تبرق بالنور , أو تمتزج بغيرهامن الأفكار في تيار ينتهي إلى رؤيا مهمة
وعندما أتى الذكر على رأي شريحة من المثقفين الجُدد قدمت الكاتبة عرض صريح وقاسي على لسان بعض مثقفي الرواية :
ما رأيي؟ رأيي أننا أمة جبانة, يؤسفني أن أقولها خاصة أمام ضيفة, لكننا نعيش على الشعارات , نرتاح لها ونطمئن على أنفسنا : (الشعب المصري العظيم شعب صابر مسالم , لكن إذا استثير يحطم العالم) قولوا لي متى ثار الشعب المصري في كل تاريخه ؟ متى ؟ عندما دافع عنهم عرابي تخلوا عنه. هربوا وفتحوا الأبواب للانجليز. ستقول لي ثورة 1919, لكن 1919 لم تكن ثورة , كانت عدة مظاهرات لم تغير شئ , وستقول لي 52 , لم تكن 52 ثورة شعب , كانت حركة جيش ركبت الشعب , وقالت للناس إنها تتحدث بصوتهم , ليس للشعب صوت
في المجمل نحن أمام عمل غاية التميز , عمل تشع فيه الروح الوطنية الرائعة , عض مميز للتاريخ دمجته الكاتبة بطريفة مذهلة مع أحداث مجتمعية وشخصية أخرى , أحداث وشخصيات ونهاية صادمة فكانت النتيجة رواية من أجمل ما كُتب .
الترجمة للراحلة العظيمة : فاطمة موسى (أم أهداف سويف) فكانت ترجمة شاملة كاملة مذهلة.
ذكر الكاتبة للراحلة أروى صالح كان مؤثر جدا .
جدير بالذكر أن نسخة مكتبة الأسرة للرواية (2010) تكلفتها 5 جنيه وهى نسخة ممتازة , ونسخة دار الشروق لنفس الرواية تكلفتها 60 جنيه , وعجبي
وكنت مجحف جدًا لحق الرواية في الرفيو الأول ودا لينك له :
https://www.facebook.com/badlucklover...
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
The Map of Love.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
May 15, 2014
– Shelved
May 15, 2014
–
Finished Reading
Comments Showing 1-18 of 18 (18 new)
date
newest »
ياسمين wrote: "نفسي اقراها من زمان
شوقتني"
أنا دورت عليها كتير ومش لقيتها وصديق قال لى : هيجيبها لى طبعة مكتبة الأسرة , قرأتها استعارة
شوقتني"
أنا دورت عليها كتير ومش لقيتها وصديق قال لى : هيجيبها لى طبعة مكتبة الأسرة , قرأتها استعارة
فكرتني يا أحمد :)
الرواية دي من الأعمال الخالدة اللي الواحد حاسس بالفخر إنها اتكتبت وإنه قراها، ومع ذلك بتُنسى في الزحام برضك ...
أشكرك إنك فكرتني بيها،
وياااا دييييين أمي فعلاً :)
.
عاوزين ريفيو أكثر تفصيلاً .. بلاش كروته،
اعتبرها اسم الوردة يا أخي :P
الرواية دي من الأعمال الخالدة اللي الواحد حاسس بالفخر إنها اتكتبت وإنه قراها، ومع ذلك بتُنسى في الزحام برضك ...
أشكرك إنك فكرتني بيها،
وياااا دييييين أمي فعلاً :)
.
عاوزين ريفيو أكثر تفصيلاً .. بلاش كروته،
اعتبرها اسم الوردة يا أخي :P
إبراهيم wrote: "فكرتني يا أحمد :)
الرواية دي من الأعمال الخالدة اللي الواحد حاسس بالفخر إنها اتكتبت وإنه قراها، ومع ذلك بتُنسى في الزحام برضك ...
أشكرك إنك فكرتني بيها،
وياااا دييييين أمي فعلاً :)
.
عاوزين ..."
مستني أقتنيها وأقرأها تاني , واعمل ريفيو بقى , كنت مبتدأ :D :D
الرواية دي من الأعمال الخالدة اللي الواحد حاسس بالفخر إنها اتكتبت وإنه قراها، ومع ذلك بتُنسى في الزحام برضك ...
أشكرك إنك فكرتني بيها،
وياااا دييييين أمي فعلاً :)
.
عاوزين ..."
مستني أقتنيها وأقرأها تاني , واعمل ريفيو بقى , كنت مبتدأ :D :D
شوقتني