Hadeer Khaled's Reviews > أقنعة الحب السبعة

أثناء قراءتي لهذا الكتاب العظيم كانت تتردد في أذني هذه الكلمات من أغنية لا أتذكر اسمها:
Take a look in the mirror and what do you see?
Do you see it clearer or are you deceived in what you believe?
أسلوب الكاتب كان مماثلًا لهذه الكلمات التي كان صداها يتردد في عقلي بشدة!
الكتاب ينقل لك ثلاثين مثالًا واقعيًا لقصص حب وقعت بين يدي الكاتب بحكم رده على بريد الجمعة لمدة تزيد عن أربعة عشر عامًا!
و ما أجملها من قصص و ما أفيدها من عبر و دروس و ما أعظم الردود التي وجّهها الكاتب.
أظن أن قراءة هذا الكتاب يجب أن يفعلها كل شخص في مقتبل عمره لكي يفهم المفهوم العملي التطبيقي الحقيقي لكلمة " حب ".
فالتجارب لها امتداد واسع جدًّا و تعكس تقريبًا معظم ألوان الحب المُتوَقعة، فستجد قصص للخائنين و للكاذبين و للصابرين و لأصحاب القلوب الوفية و للرجال المجانين..نعم، فقد وجدت في هذه القصص أزواجًا فقدوا عقولهم بحجج مستفزة جعلتني أتعاطف مع الزوجة و أتخيل ردي لها لو كنت مكان الكاتب.
و لفت نظري كثرة القصص التي تتهدم فيها بيوت و أُسر بسبب ولع الرجال الغريب بتطبيق فكرة التعدد..و أنه " شرع واجب".
فالقصص عن هذا النموذج متكررة و من المؤكد أن الكاتب تعمّد هذا لإيصال رسالة معينة أو لإصلاح تفكير غريب منتشر بين الرجال منذ أبد الآبدين :D
أنا أصلًا أكره هذه الفكرة و اقتربت من أبعادها على الواقع و ليس كرهي لها مجرد عواطف أنثوية، و كنت كثيرًا أفكر " هل أنا آثمة و رافضة لشرع الله كما يرددون؟ "
و لكن ردود الكاتب أفحمتني و بينت أسباب القبول و الرفض بمنطقية و ثقافة شرعية عظيمة...و أن الأمر ليس شرع و ليس مندوبًا أصلًا و أن الرجل لا يستطيع أن يحب أكثر من امرأة و هذه الترهات التي أسمعها كثيرًا حاليًا.
أتحدث عن هذا الموضوع بإسهاب في المراجعة لأنه شغل مساحة كبيرة من الكتاب و الكاتب لم ينِ في ردوده عن تفسير و توضيح الكثير و أعتقد أنه من المهم الرجوع إليه حتى يفهم أصحاب فكرة " شرع الله و لازم نطبقه " أبعاده الفعلية!
أيضًا وضع لنا الكاتب قصصًا جميلة عن ثمرة الكفاح و الحب الذي يقوم على أسس سوية روحية متوافقة.
و وضع لنا درو��ًا مؤلمة من تصاريف الأقدار و أن لا ظالم سيُترك هكذا مهما تخيلّ!
و لكن يجب أن أنوّه أن سبب إعطائي الخمس نجوم كاملة لهذا الكاتب هو القصة العاشرة.
القصة العاشرة تقريبًا هي من أروع ما قرأت مؤخرًا..
يكفيني أنها أصلحت مشكلة عندي كانت تؤرقني و لا أعلم كيفية حلّها..
القصة العاشرة تحمل أجمل و أعذب معاني الإنسانية و الحب و الألم و السعادة...
و مازلت أتعلم منك و من تجاربك يا أستاذ :))
٢٧ يونيو ٢٠١٧
هدير خالد