Dina Nabil's Reviews > عطارد
عطارد
by
by
لماذا "نعم" لسارتر و كافكا و اورويل و كامو؟ و "ربما" لمحمد ربيع؟ و "لا" لاحمد خالد توفيق؟
في اجواء كابوسية خالصة قدم لنا محمد ربيع ديستوبيا جديدة ... من الصفحات الاولي تصدم القارئ و توعده بوقت من حجيم ارضي منسوج من خيوط درامية
بالتاكيد ان تلك البراءة تلك شعرنا بها في "كوكب عنبر" من قبل ذهبت مع الريح و حلت مكانها مهارة كتابة و جرأة و كثير من وجهات النظر تبحث عن محل للظهور
لكننا وسط كل انبهارنا بالعالم ثلاثي الابعاد الذي صممه محمد ربيع لن نتغاضي عن مباشرة فجة في توصيل بعض المشاهد كمشهد ذكريات فض اعتصام رابعه ، او حتي بعض قصص ثورة يناير ،او في اختيار "فرسان مالطا" لاحتلال مصر في العمل لرمزية لم اصل لفائدتها بعد ، او في اشارته للسيسى في تلميح فج واضح ك شخصية "نيازى الجمالي" و لاحداث ٣٠ يونيو عموما و يبدو ان المؤلف لم يرغب كثيرا في التمويه في هذة النقطة من اصل
لكنها في المقابل خلقت نموذج درامى متقن لشخصية ضابط الشرطة مزدوج الجنسية بين قبوله للنزعه الوطنية و الحماس لها و بين احتقاره لافراد الشعب بذواتهم، و بين قدرته علي القتل بدون سبب و للمتعة و بين رغبته الحقيقة في نصر مظلوم او الوصول الي الحق ، بين كونه انسان يشعر باحاسيس جنسية و رومانسية و بين كونه فرد في مؤسسة نصف نظامية ... و نموذج مذهل لحالة فقدان الانسانية الوقحة التى تصيب البشر في الفواجع الكبرى و حين يصبح عدد الضحايا ضخم فتنخفض في ظاهرة عالمية قدرات الشعور بالمأساة
و لن ننتقد الدموية و العنف و حجم الدماء المتناثرة و الاشلاء و البصق و المنى و العظام المتكسرة و اللحم الممزق و الالسنة المتدلية من جماجم القتلي و مشاهد الجنون المحض و الكلمات الخادشة قطعا لانها ادوات البناء الاصيله عند مؤلفها لخلق مسرح الاحداث الكابوسي
و لن ننسي ال"فلاش باك"البديع الذى صنعه اكثر من مرة ، يؤكد به علي فكرته و يغير من اجواء الزمان و المكان الواحد و شخصياته المحدودة ... و صناعتها لعالم موازى ربما يف��ق -في رأيي- خط عطارد الاصلي
*************
لماذا "نعم" لسارتر و كافكا و اورويل و كامو؟ و "ربما" لمحمد ربيع؟ و "لا" لاحمد خالد توفيق؟
تبدو هنا المقارنة ظالمة لمؤلفنا المصرى الشاب حين نوازن بين عطارد من ناحية و بين المحاكمة و القصر لكافكا و ١٩٨٤ و مزرعة الحيوانات لجورج اوريل و قطعا ابداع سارتر و ربما قصتى المفضلة علي الاطلاق "لا مفر" لسارتر و كثير من اعمال كامو التى غيرت شكل تعامل الانسان مع نفسه ... لكن عندما تتناول رواية موضوع مشابه -و ان كان مطور - لقصص ادب عالمى بهذا الحجم يتحتم المقارنة
قرأنا اراء حماسية من المعجبي بعطارد و هم كثر ان الرواية تفوق اعمال سارتر ... و هنا لنا وقفتنا ، من النظرة الاولى تبدو عطارد كثيرة التفاصيل ممعنه في حجم احداثها و ضخمتها بينما تتسلح "لا مفر" بالبساطة حد الجنون ، و هو سر قوة الثانية و محدوديه الاولي.. فينما تظل رائعه سارتر نموذج مرعب للجحيم رغم برودته و خلوة تماما من التعذيب و الدماء بشكل يثير في قشعريرة واضحة كل مرة لا تقارن بكل دماء و عذابات شخصيات محمد ربيع
و بينما تظل "عطارد" حبيسة مصر و عالمها العربي لا تعبر الا ��ن جحيم محلي مزود بعدد هائل من الاسقاطات السياسية المباشرة ... تحلق اعمال كافكا و بلزاك و كومو و اورويل و سارتر -لا عن عقدة خواجة لدى كاتبة تلك الكلمات- و لكن لان هؤلاء حظوا بميزة خارقة انهم كانوا ابناء عصرهم و بلادهم الاقليمية و في نفس الوقت ابناء لمستقبل بعيد و لانسانية واسعة
اما حين نقارنها ب "يوتوبيا" احمد خالد توفيق فنجد ان عطارد تتفوق بقوة بتفاصيلها و جودة كتابتها و رسم شخصياتها و ربما بمجهود مؤلفها فيها
********************
و اخيرا تتوجه كاتبه تلك الكلمات بالشكر ل محمد ربيع عن كوابيسها الليلية المتتالية طيلة فترة الاطلاع علي الرواية ، و انه ذكرها بوجوب العودة للمرة الخامسة الي سارتر و حجرته ذات الشخصيات الثلاثة
دينا نبيل
٣١ اغسطس ٢٠١٥
في اجواء كابوسية خالصة قدم لنا محمد ربيع ديستوبيا جديدة ... من الصفحات الاولي تصدم القارئ و توعده بوقت من حجيم ارضي منسوج من خيوط درامية
بالتاكيد ان تلك البراءة تلك شعرنا بها في "كوكب عنبر" من قبل ذهبت مع الريح و حلت مكانها مهارة كتابة و جرأة و كثير من وجهات النظر تبحث عن محل للظهور
لكننا وسط كل انبهارنا بالعالم ثلاثي الابعاد الذي صممه محمد ربيع لن نتغاضي عن مباشرة فجة في توصيل بعض المشاهد كمشهد ذكريات فض اعتصام رابعه ، او حتي بعض قصص ثورة يناير ،او في اختيار "فرسان مالطا" لاحتلال مصر في العمل لرمزية لم اصل لفائدتها بعد ، او في اشارته للسيسى في تلميح فج واضح ك شخصية "نيازى الجمالي" و لاحداث ٣٠ يونيو عموما و يبدو ان المؤلف لم يرغب كثيرا في التمويه في هذة النقطة من اصل
لكنها في المقابل خلقت نموذج درامى متقن لشخصية ضابط الشرطة مزدوج الجنسية بين قبوله للنزعه الوطنية و الحماس لها و بين احتقاره لافراد الشعب بذواتهم، و بين قدرته علي القتل بدون سبب و للمتعة و بين رغبته الحقيقة في نصر مظلوم او الوصول الي الحق ، بين كونه انسان يشعر باحاسيس جنسية و رومانسية و بين كونه فرد في مؤسسة نصف نظامية ... و نموذج مذهل لحالة فقدان الانسانية الوقحة التى تصيب البشر في الفواجع الكبرى و حين يصبح عدد الضحايا ضخم فتنخفض في ظاهرة عالمية قدرات الشعور بالمأساة
و لن ننتقد الدموية و العنف و حجم الدماء المتناثرة و الاشلاء و البصق و المنى و العظام المتكسرة و اللحم الممزق و الالسنة المتدلية من جماجم القتلي و مشاهد الجنون المحض و الكلمات الخادشة قطعا لانها ادوات البناء الاصيله عند مؤلفها لخلق مسرح الاحداث الكابوسي
و لن ننسي ال"فلاش باك"البديع الذى صنعه اكثر من مرة ، يؤكد به علي فكرته و يغير من اجواء الزمان و المكان الواحد و شخصياته المحدودة ... و صناعتها لعالم موازى ربما يف��ق -في رأيي- خط عطارد الاصلي
*************
لماذا "نعم" لسارتر و كافكا و اورويل و كامو؟ و "ربما" لمحمد ربيع؟ و "لا" لاحمد خالد توفيق؟
تبدو هنا المقارنة ظالمة لمؤلفنا المصرى الشاب حين نوازن بين عطارد من ناحية و بين المحاكمة و القصر لكافكا و ١٩٨٤ و مزرعة الحيوانات لجورج اوريل و قطعا ابداع سارتر و ربما قصتى المفضلة علي الاطلاق "لا مفر" لسارتر و كثير من اعمال كامو التى غيرت شكل تعامل الانسان مع نفسه ... لكن عندما تتناول رواية موضوع مشابه -و ان كان مطور - لقصص ادب عالمى بهذا الحجم يتحتم المقارنة
قرأنا اراء حماسية من المعجبي بعطارد و هم كثر ان الرواية تفوق اعمال سارتر ... و هنا لنا وقفتنا ، من النظرة الاولى تبدو عطارد كثيرة التفاصيل ممعنه في حجم احداثها و ضخمتها بينما تتسلح "لا مفر" بالبساطة حد الجنون ، و هو سر قوة الثانية و محدوديه الاولي.. فينما تظل رائعه سارتر نموذج مرعب للجحيم رغم برودته و خلوة تماما من التعذيب و الدماء بشكل يثير في قشعريرة واضحة كل مرة لا تقارن بكل دماء و عذابات شخصيات محمد ربيع
و بينما تظل "عطارد" حبيسة مصر و عالمها العربي لا تعبر الا ��ن جحيم محلي مزود بعدد هائل من الاسقاطات السياسية المباشرة ... تحلق اعمال كافكا و بلزاك و كومو و اورويل و سارتر -لا عن عقدة خواجة لدى كاتبة تلك الكلمات- و لكن لان هؤلاء حظوا بميزة خارقة انهم كانوا ابناء عصرهم و بلادهم الاقليمية و في نفس الوقت ابناء لمستقبل بعيد و لانسانية واسعة
اما حين نقارنها ب "يوتوبيا" احمد خالد توفيق فنجد ان عطارد تتفوق بقوة بتفاصيلها و جودة كتابتها و رسم شخصياتها و ربما بمجهود مؤلفها فيها
********************
و اخيرا تتوجه كاتبه تلك الكلمات بالشكر ل محمد ربيع عن كوابيسها الليلية المتتالية طيلة فترة الاطلاع علي الرواية ، و انه ذكرها بوجوب العودة للمرة الخامسة الي سارتر و حجرته ذات الشخصيات الثلاثة
دينا نبيل
٣١ اغسطس ٢٠١٥
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
عطارد.
Sign In »
Reading Progress
Started Reading
August 1, 2015
–
Finished Reading
December 16, 2015
– Shelved
Comments Showing 1-5 of 5 (5 new)
date
newest »
message 1:
by
Sally
(new)
-
rated it 5 stars
Feb 02, 2016 02:10AM
و الله زمان
reply
|
flag