أميرة بوسجيرة's Reviews > شهيدة العشق الإلهي: رابعة العدوية

تناول المفكر العربي عبد الرحمن بدوي حياة الزاهدة العابدة رابعة العدوية البصرية وبعضا من أخبارها ، بداية من نشأتها وفترة عبوديتها مرورا بلهوها وصولا إلى مرحلة بلغت فيها من العبادة مبلغا عظيما

المؤلف كان حذرا جدا في نقل الأخبار ، وبين الكثير من المغالطات حول قصص كراماتها ، اعتمد المنهج التاريخي والمقارنات فتوصل بذلك إلى أهم نتيجتين وإن كان قد سبقه إلى ذلك محققون قبله - وهو بنفسه أشار إلى ذلك -: أولها- أن هناك خلط واضح بين رابعة البصرية ورابعة أو رايعة ( بالياء ) الشامية ، أدى ذلك إلى نقل أخبار إحداهما على أنها الأخرى
وثانيها : أن العديد من الرواة نقلوا - جهلا أو تعمدا - حكايا لقائها مع الحسن البصري رغم أنهما لم يعيشا في فترة واحدة على قول أغلب المؤرخين ، فجعلوا رابعة دائما سباقة للخيرات لا ينافسها في ذلك ، بينما صوروا الحسبن البصري أنه لا قدرة له على مجاراتها


الكتاب فتح لي رؤية مبسطة حول الصوفية ، بينما كنت أجهل الكثير عنها : مقام الخلة ، تعليلهم للعزوبية وعزوف الصوفي عن الزواج ، وأمور أخرى

وما أدهشني كذلك ، تحول رابعة العدوية من حياة اللهو والمجون إلى مقامها ذلك .. ةعلق بدوي على ذلك أن إفراطها في هذا لم يكن إلا نتيجة لإغراقها في ذلك من قبل

الكتاب يستحق القراءة ، لكن مع الحذر والبحث والتقصي ،فالحركة الصوفية متشعبة جدا .. والقليل من العلم فيها قد يودي للهلاك

- قراءة شيقة