يبدو أني وقعت في حب هذه المجموعة، ثمة ما فيها من دهشة وجنون الاكتشاف، قصة "قميص هاواي" من أجمل القصص التي قرأتها في حياتييبدو أني وقعت في حب هذه المجموعة، ثمة ما فيها من دهشة وجنون الاكتشاف، قصة "قميص هاواي" من أجمل القصص التي قرأتها في حياتي...more
* * * - " لستُ أنسى الماضي ، لسببٍ بسيط ، هو إنه -الماضي- حاضرٌ في نفسي " ..
هذه الرواية عظيمة جداً جداً .. و لهذا ساتكلم عنها بإستفاضة شديدة . * * * ع* * * - " لستُ أنسى الماضي ، لسببٍ بسيط ، هو إنه -الماضي- حاضرٌ في نفسي " ..
هذه الرواية عظيمة جداً جداً .. و لهذا ساتكلم عنها بإستفاضة شديدة . * * * عنونة النص : لا شك في أن وضع عنواناً للنص شيء صعب جداً ، يجب إيجاد أسم يحمل الرواية بين دفتيه ، يحمل عبرةً ما ، و لا شك أيضاً في وجود أثنان طالعوا جُزء ليس بالقليل من أدب نجيب محفوظ و أختلف على أبداعه في هذه النقطة بالتحديد .. في كل عنوانٍ جديد يفاجئني نجيب محفوظ بقوةٍ مُختزلة تٙظهر عِند نهاية النص . عِندما أغلق الكتاب ، و أتامل تفاصيل " لوحة " حلمي التوني ، و اتأمل حروف عنوان النص . هُنا الأسم " اللص و الكلاب " ؛ اللص و هو أسم مفرد ، صاحبه بلا بذل أي مجهود " سعيد مهران " بطل الرواية ، و هو لص في نظر باقي الشخصيات إلا إثنان ، الشق الثاني مِن النص هو الكلاب ، و هم أيضاً بلا بذل أي مجهود " كل من أذى سعيد مهران " . الآن نحن أمام عبقرية فريدة من نوعها : سعيد مهران هو اللص من وجهة نظر الكلاب ، و باقي الشخوص هم الكلاب في وجهة نظر اللص سعيد مهران .. نعم أسم مُركّب عميق جداً جداً ، يدل على الصراع الدائم بين اللص كسارق ، و بين الكلاب كباحثين عن السارق . * * * أحداث الرواية دون حرقها :
- تبدأ الرواية بخروج بطلها سعيد مهران من السجن ، بعد قضاء أربع سنوات داخله ، و تتشكل أمامه ملامح الإنتقام من زوجته ، و صبيّه الذي تزوجها و أخذ ماله و زوجته و بنته .. - يٙضيّق الحال بالبطل ، فيلجئ لشيخٍ صوفي من المعارف القديمة ، ثم يلجئ إلى معلمه الروحي و المادي الصحفي رؤوف علّوان ، يُفاجئ بالتغيير الذي أصابه ، هُنا تٙضييق الدنيا أكثر فأكثر بالبطل . - يُقابل عاهرة تُدعى نور ، تقف جانبه ، و تُصبّره بعض الشيء على كل هذا الهراء . - و على هذا المنوال تمضي الرواية إلى نهاية تراجيدية " حزينة " شبه مفتوحة . * * * أسماء الشخصيات و تأثيرها في النص : - اختيار موفق جداً من الكاتب ، في اختيار أسماء شخوص الرواية ، فمثلاً : سعيد ، على النقيض تماماً ، فهو ليس سعيد . نبويّة ، ما لها و النبوة ؟ علّيش ، ذئبٌ ماكر . رؤوف ، ليس رؤوفاً و لا عالياً . سناء ، شعاع النور لسعيد . نور ، هي الأمل الوحيد لسعيد طرازان ، هو منقذ سعيد . علي الجنيدي ، أسم شيخ صوفي حقيقي . * * * السرد : هذه الرواية تابعة لتيار الوعي السردي ، و هو أن الراوي على دراية و وعي بكل ما يحدث ، و هو منحنى سردي أبدع فيه نجيب محفوظ . * * * القضايا الأجتماعية التي تُناقشها الرواية :
الخيانة الزوجية / تمثّلها نبوية ، و هي خيانة يمكن التغاضي عنها . الخيانة مِن الصديق / يمثّلها عليش ، و هي خيانة يمكن التغاضي عنها . الخيانة الفكرية و خيانة المبدأ و الثورة / يمثلها رؤوف علوان ، و هي خيانة لا يمكن التغاضي عنها ، و عقابها الموت فقط . * * * هُناك قضيتان ثانويتان ايضا بجانب الخيانة ، - عندما اعتدى الطلاب بالضرب على " نور " العاهرة عندما طالبتهم بأجر ممارسة العهر . - عندما مات " البواب " الخاص ب رؤوف علوان ، و هذا البواب لا يمثّل ولا اللص و لا الكلاب ، هو فقط يُمثل الطبقة الكادحة . ------------------- هي رواية للتاريخ .. رواية تُقرأ ، ثم تُقرأ من جديد .
Merged review:
* * * - " لستُ أنسى الماضي ، لسببٍ بسيط ، هو إنه -الماضي- حاضرٌ في نفسي " ..
هذه الرواية عظيمة جدا�� جداً .. و لهذا ساتكلم عنها بإستفاضة شديدة . * * * عنونة النص : لا شك في أن وضع عنواناً للنص شيء صعب جداً ، يجب إيجاد أسم يحمل الرواية بين دفتيه ، يحمل عبرةً ما ، و لا شك أيضاً في وجود أثنان طالعوا جُزء ليس بالقليل من أدب نجيب محفوظ و أختلف على أبداعه في هذه النقطة بالتحديد .. في كل عنوانٍ جديد يفاجئني نجيب محفوظ بقوةٍ مُختزلة تٙظهر عِند نهاية النص . عِندما أغلق الكتاب ، و أتامل تفاصيل " لوحة " حلمي التوني ، و اتأمل حروف عنوان النص . هُنا الأسم " اللص و الكلاب " ؛ اللص و هو أسم مفرد ، صاحبه بلا بذل أي مجهود " سعيد مهران " بطل الرواية ، و هو لص في نظر باقي الشخصيات إلا إثنان ، الشق الثاني مِن النص هو الكلاب ، و هم أيضاً بلا بذل أي مجهود " كل من أذى سعيد مهران " . الآن نحن أمام عبقرية فريدة من نوعها : سعيد مهران هو اللص من وجهة نظر الكلاب ، و باقي الشخوص هم الكلاب في وجهة نظر اللص سعيد مهران .. نعم أسم مُركّب عميق جداً جداً ، يدل على الصراع الدائم بين اللص كسارق ، و بين الكلاب كباحثين عن السارق . * * * أحداث الرواية دون حرقها :
- تبدأ الرواية بخروج بطلها سعيد مهران من السجن ، بعد قضاء أربع سنوات داخله ، و تتشكل أمامه ملامح الإنتقام من زوجته ، و صبيّه الذي تزوجها و أخذ ماله و زوجته و بنته .. - يٙضيّق الحال بالبطل ، فيلجئ لشيخٍ صوفي من المعارف القديمة ، ثم يلجئ إلى معلمه الروحي و المادي الصحفي رؤوف علّوان ، يُفاجئ بالتغيير الذي أصابه ، هُنا تٙضييق الدنيا أكثر فأكثر بالبطل . - يُقابل عاهرة تُدعى نور ، تقف جانبه ، و تُصبّره بعض الشيء على كل هذا الهراء . - و على هذا المنوال تمضي الرواية إلى نهاية تراجيدية " حزينة " شبه مفتوحة . * * * أسماء الشخصيات و تأثيرها في النص : - اختيار موفق جداً من الكاتب ، في اختيار أسماء شخوص الرواية ، فمثلاً : سعيد ، على النقيض تماماً ، فهو ليس سعيد . نبويّة ، ما لها و النبوة ؟ علّيش ، ذئبٌ ماكر . رؤوف ، ليس رؤوفاً و لا عالياً . سناء ، شعاع النور لسعيد . نور ، هي الأمل الوحيد لسعيد طرازان ، هو منقذ سعيد . علي الجنيدي ، أسم شيخ صوفي حقيقي . * * * السرد : هذه الرواية تابعة لتيار الوعي السردي ، و هو أن الراوي على دراية و وعي بكل ما يحدث ، و هو منحنى سردي أبدع فيه نجيب محفوظ . * * * القضايا الأجتماعية التي تُناقشها الرواية :
الخيانة الزوجية / تمثّلها نبوية ، و هي خيانة يمكن التغاضي عنها . الخيانة مِن الصديق / يمثّلها عليش ، و هي خيانة يمكن التغاضي عنها . الخيانة الفكرية و خيانة المبدأ و الثورة / يمثلها رؤوف علوان ، و هي خيانة لا يمكن التغاضي عنها ، و عقابها الموت فقط . * * * هُناك قضيتان ثانويتان ايضا بجانب الخيانة ، - عندما اعتدى الطلاب بالضرب على " نور " العاهرة عندما طالبتهم بأجر ممارسة العهر . - عندما مات " البواب " الخاص ب رؤوف علوان ، و هذا البواب لا يمثّل ولا اللص و لا الكلاب ، هو فقط يُمثل الطبقة الكادحة . ------------------- هي رواية للتاريخ .. رواية تُقرأ ، ثم تُقرأ من جديد ....more
وسبح في الظلام صريرٌ فرنا إلى الباب الضخم بذهول، رأى هيكله وهو ينفتح بنعومة وثبات، ومنه قدم شبح درويش كقطعة متجسدة من أنفاس الليل. مال نحوه وهمس: - اسوسبح في الظلام صريرٌ فرنا إلى الباب الضخم بذهول، رأى هيكله وهو ينفتح بنعومة وثبات، ومنه قدم شبح درويش كقطعة متجسدة من أنفاس الليل. مال نحوه وهمس: - استعدوا بالمزامير والطبول، غدًا سيخرج الشيخ من خلوته، ويشق الحارة بنوره، وسيهب كل فتى نبوتًا من الخيزران وثمرة من التوت، استعدوا بالمزامير والطبول.. ...more
عند ذاك سألته: - ماذا عن إيمانك اليوم يا جعفر؟ فطوّح بصره إلى الوراء مرسلًا بصره الضعيف نحو جدول النجوم الجاري بين مئذنة الحسين من جهة وأسطح البيوت الععند ذاك سألته: - ماذا عن إيمانك اليوم يا جعفر؟ فطوّح بصره إلى الوراء مرسلًا بصره الضعيف نحو جدول النجوم الجاري بين مئذنة الحسين من جهة وأسطح البيوت العتيقة من جهة أخرى، وتمتم: - إني عاجز عن الكفر بالله!
————-
لقد أدرك الإنسان الحياة والموت والخوف فافترض عقله فرضًا لينقذ الأمل، حتى موسى نفسه أراد أن يرى الله!
تكتب نوارة بخفة شديدة الخصوصيّة، حتى أن أعنف الحوادث - مِمّا جرى في تناولها للأحداث- تبدو كعتابٍ عمّا جرى، عتاب متصالح مع الجميع. أما عن نجم فقد قدمّتهتكتب نوارة بخفة شديدة الخصوصيّة، حتى أن أعنف الحوادث - مِمّا جرى في تناولها للأحداث- تبدو كعتابٍ عمّا جرى، عتاب متصالح مع الجميع. أما عن نجم فقد قدمّته نوارة من زاوية جميلة، زاوية الاب الخائف على ابنته من الثورة التي عاش يحكيها شعرًا طوال حياته، الاب الشاعر، والشاعر الاب، والمزيد المزيد من الجمال والخفة والسخرية والحزن والضحك والبكا في هذا الكتاب الممتع.
بلا أي دراما، تفاصيل دقيقة وأمينة ومحايدة، لا خلاف. لكن ما الفارق بينها كرواية وبين كتب التاريخ التي تناقش نفس القضايا؟ نفس الأسلوب الصحفي التحقيقي البلا أي دراما، تفاصيل دقيقة وأمينة ومحايدة، لا خلاف. لكن ما الفارق بينها كرواية وبين كتب التاريخ التي تناقش نفس القضايا؟ نفس الأسلوب الصحفي التحقيقي الاستقصائي غير معلن الهدف
في رحلة الدم وحروب الرحماء كانت الدراما أعمق، والسرد أكثر تشويقًا وروائيّة...more
نال الكومبارس "نوح الرحيمي" دورًا أكبر مِمّا آمِل، أطول مِن أي فيلم آخر، وبكثيرٍ مِن المشاهدين، لقد ناب عَن الحَمقى والآملين، الطامحين إلى النّظر إلى نال الكومبارس "نوح الرحيمي" دورًا أكبر مِمّا آمِل، أطول مِن أي فيلم آخر، وبكثيرٍ مِن المشاهدين، لقد ناب عَن الحَمقى والآملين، الطامحين إلى النّظر إلى أبعد نقطة ممكنة، بينما هم يَقفون على الهواء، ويسقطون في فخهم كضحايا للحماقة، مَثّل هذا الدَّور لسنواتٍ بلا انقطار أو استراحة، وفي لحظاتٍ يَهبها القَدر، أو لا يهبها، أمتلك فرصة للانتقام، لَكن هل الانتقام يٌنسيك أن هناك مَن غَفّلك واستغل حماقتك وسعيك وراء ما لا يُشترى حَتى أوقعك في بلاعة خراء؟
رواية تمُثّل: فبالرغمِ من أنّ الحكاية ليست سينمائيّة تمامًا، لَكن المونولوجات التي تبدّلت على لسانِ بَطل الرواية وباقي الشخصيات، وحَتّى الراوي، وضعتنا في جو سينمائي سَهل حركة موتيفات الرواية أمامي أثناء القراءة، ربّما الخيال في هذه الرواية -وعلى عكس ما قرأته للفخراني- خيال عَكسي، لا تقع الشخصيات في الغرابة أو الخيال الشديد، إذ أنّها رواية واقعية جدًا، لكن الخيال هنا خيالاً عَكسيًا، مِمّا يُشكك في جودة الواقع المرسوم في خطوط الرواية من الأصل، تقرأ أنت وتقع في الغرابة، تبدأ رأسك برسمِ بار ليالينا، ورسم صورة للشارع الضيق المشجر الذي يَقع فيه، قهوة بعرة ومقر شركة الصمت الرهيب للانتاج السينمائي ... إلخ، كل هذه الأماكن والمشاهد التي تبدو واقعية على الورق، هناك في نقطة ما في رأسك أثناء القراءة، يشتعل الخيال وتتحسس الغرابة في الحكاية.
أحببت نوح في دور كمال الطاروطي، وخليل مكاري، أحببت نوح الأحمق، وأحببت نوح الذي أغرق الجميع في طوفانه، انتصار نوح يَعنى انتصار الحَمقى في العالم كله على مُدَعيّ الذكاء والتحضّر الفارغين تمامًا من الداخل، الذين يَملكون حَق الوصايا، ويَردمون التراب فوق فضلاتهم ليل نهار كَي لا يصرخ أي كان بأنّ لهم فضلات كما باقي بني آدم!...more
في هذا الكتاب يثب ويقفز كيليطو -كما استقى من مونتيني- حول موضوعات أدبية مهمّة، ربما طريقة عرضه هي التي جعلتها كذلك، فعبد الفتاح لا يفتأ ينتقل من بستانفي هذا الكتاب يثب ويقفز كيليطو -كما استقى من مونتيني- حول موضوعات أدبية مهمّة، ربما طريقة عرضه هي التي جعلتها كذلك، فعبد الفتاح لا يفتأ ينتقل من بستانٍ غنيّ لبستانٍ أغنى، ويربط بينهما بخفة ومهارة حائك قديم.
ربما الطابع الأساسي لكتب كيليطو هو طابع مقالي غير مترابط -يقول هذا في فصل المقامات- لكن خلسة، وبعد أن تنتهي من كتابٍ ما من كتبه يتسرب لك شعور خفيف بأنّ هذا الكتاب رغم ما فيه من مقالاتٍ متنوعة إلا أنه مترابط ويصرخ بفكرة ما، إنه متّحد في فكرته التي يريد أن يوصلها للقارئ، وربما هذا هو أميز شيء في كتب كيليطو، أن تعرف كل شيء دون أن تشعر.
أسلوب كيليطو في هذا الكتاب يعتمد على ربط الحدث الأدبي -منبع النظرية- بمكاشفة ذاتية خاصة، فنرى أن الكتاب يتحول في جزء منه إلى سيرة ذاتية أدبية، وتخلق هذه الحميمية مع عنوانِ الكتاب الدافئ: في جوٍّ من الندم الفكريّ.
أعجبني ربط المقامات بقصته عن الكتابة بالقفز والوثب وتعلمه اللسانيات، وحديثه عن أبي العلاء وابن القارح، والحديث الشيّق عن بورخيس وآماله في قراءة أمهات الكتب العربية بلغتها الأصلية. يتخلل هذا الحديث الحميمي أساس نقدي مترابط مع فكرة الكتاب: هو أن تعريف تاريخ الأدب ما هو إلا تاريخ مراجعة؛ أي أن الخطأ هو المكون الأساس للكتابة، لا تفتأ النصوص الأدبية أن تُعالج.
أعجبني أيضًا مصارحة كيليطو بأنه أخطأ في افتراضٍ بنى عليه مجموعات نقدية لأكثر من عمل أدبي، ثم لفت نظره أحد الدارسين فعاد ونقب عن الخطأ، يعلمنا هذا أهم ما في الكتاب، هو كيفية التفكير في الخطأ، ربما هو ليس خطأً وان اللاوعي اعتمد عن صحته دون تأكيد، ويعود مرة أخرى في الكتاب إلى مسألة اللاوعي تلك، إذ أنه -عن تجربته في السرد- يجزم أن لكل تجربة ماضٍ ما في الركن الخفي من العقل، ربنا تعتقد أنك تكتب بعيدا عن نفسك، لكن ما تفتأ تتأكد من ذلك حتى يتضح لك أنك ما كنت تكتب إلا ذاتك، فالسرد ما هو إلا إعادة إنتاج لأنفسنا....more