|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
||||||
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
| 9770914924
| 9789770914922
| 9770914924
| 3.91
| 6,463
| 1945
| 2006
|
really liked it
|
تعكس رواية خان الخليلي عالم الشعب الكادح والقيم التي تسوده، لكنها تحاول بشكل أعمق الكشف عن عالم الطبقة الوسطى أو البرجوازية الصغيرة، ممثّلةً في أسرة "
تعكس رواية خان الخليلي عالم الشعب الكادح والقيم التي تسوده، لكنها تحاول بشكل أعمق الكشف عن عالم الطبقة الوسطى أو البرجوازية الصغيرة، ممثّلةً في أسرة "أحمد عاكف" الموظف في وزارة الأشغال، التي لجأت إلى حي خان الخليلي واحتمت به من خطر غارات الحرب العالمية الثانية التي كانت تهدد حياة الأسرة في حي السكاكيني. يمتد الزمن الروائي لرواية خان الخليلي من أول سبتمبر 1941 إلى أواخر أغسطس 1942، ونُشرت الرواية لأول مرة سنة 1946. هذه الطبقة الوسطى هي البنية الجديدة لمصر الحديثة، ممثّلةً في طبقة الأفندية التي قام بتمثيلها "أحمد عاكف"، ووالده الذي ترك عمله في وقت مبكر فتحمّل أحمد مسؤولية الأسرة، مما حال بينه وبين استكمال تعليمه إلى المرحلة الجامعية، لكنه عوّض ذلك بكثرة القراءة والمطالعة مما أورثه اعتدادًا بالنفس مبالغًا فيه، واحتقارًا للغير من البسطاء أو جهلة المثقفين، وهم الذين وصلوا إلى التعليم الجامعي دون أن يفقهوا شيئًا في العلم. وتكتمل دائرة الأفندية بـ"رشدي" الأخ الأصغر لأحمد عاكف، والمثقف الماركسي "أحمد راشد"، الذي دخل في سجالات عديدة مع أحمد عاكف شعر منها الأخير بالقصور أو النقص المعرفي. ويأتي في الخلفية وراء كل هؤلاء أهل خان الخليلي وروّاد قهوة الزهرة، ونقاشاتهم حول الجنس والحشيش والألمان وروميل. يرسم محفوظ معاناة شخصياته بحرفية عالية، لا سيما معاناة "أحمد عاكف"، معاناته الثقافية وعمره الذي ضاع في رعاية أسرته حتى بلغ الأربعين بلا زواج، وحبه لجارته نوال، الفتاة الصغيرة التي تبلغ من العمر ستة عشر عامًا، ثم معاناته عند انصرافها عنه إلى أخيه الشاب "رشدي"، وهو أكثر حيوية منه ونشاطًا، وقد قضى شطرًا من حياته في اللهو مما أكسبه جرأةً في التعرف إلى "نوال"، وهي جرأة افتقدها "أحمد عاكف". ولا تنتهي معاناة هذا الرجل حتى آخر صفحة في الرواية، معاناة كهل -كما أطلق عليه محفوظ- فاقد للتقدير الاجتماعي، محروم عاطفيًا، موجوع بفقد أخيه "رشدي" إثر إصابته بمرض السل. لقد أطلق محفوظ لقلمه العنان مع تلك الشخصية المشبّعة بأزمات نفسية واجتماعية عميقة. لقد عبّر محفوظ عن طبقة اجتماعية طموحة وضائعة ومقهورة؛ مما جعلها تحت وطأة الظروف قد تسلك سبلًا لم تتعوّد عليها، ففي خان الخليلي تعوّد أحمد عاكف على الجلوس في المقهى، بل وتعاطى الحشيش لأول مرة في حياته في مجلس المعلّمة "عليات الفائزة". كانت شخصية أحمد عاكف تمثل مزيجًا من العناصر المرفوضة والمقبولة في رؤية محفوظ، فهو طموح ولكن ليس بشكل حيواني، ويسعى إلى المجد كما يسعى إلى المرأة، لكن محفوظ لا يتركك أمام سلبيات أو إيجابيات شخصياته دون أن يضعك مباشرة كقارئ أمام المجتمع ودوره في تشكّل هذه الشخصيات، حتى أن أسوأ وأفظع خواطر أحمد عاكف في الرواية هي فناء مجتمع القاهرة كله وليس فقط خان الخليلي. من ناحية أخرى، بدت في الرواية إشكالات وتساؤلات المثقف الماركسي "أحمد راشد" وكأنها بلا إجابة، حيث لم يقدر أحمد عاكف على مجاراته. ومع ذلك، لا أظن أنّ محفوظ أراد الانتصار للمفكر الماركسي؛ فقد ظهر بصورة متعالية ومنفّرة. فعلى المستوى الفكري كان هناك حائط صدّ بينه وبين جموع الناس في قهوة الزهرة أو بينه وبين أحمد عاكف، وعلى مستوى العاطفة فقد نفرت منه "نوال"، وعلى المستوى الشكلي أفقده نجيب محفوظ عينًا من عيونه، وربما يكون هدف محفوظ من وراء ذلك الرمز إلى كونه يرى الحياة من زاوية واحدة. المكان يبدو كفاعل مؤثّر في الرواية، فمن السكاكيني إلى خان الخليلي إلى حي الزيتون في آخر الرواية، يربط محفوظ بين السلوك وطبيعة الحياة للطبقة المتوسطة بالمكان الذي تعيش فيه. فبعد ميلودراما الفقد والموت في خان الخليلي، تقرر الأسرة بدء حياة جديدة في حي الزيتون. ومن الأمور الملاحظة تعليق محفوظ على الفعل البشري في الرواية، مثل تعليقه التقريري الأخلاقي على لعب رشدي للقمار، وقد عدّ بعض نقاد العمل الروائي هذا من عيوب السرد، فكان الأولى بيان تأثير القمار على رشدي من خلال حالات انتكاسه، وقد فعل محفوظ هذا الأمر، عندما صوّر خسارة رشدي من القمار بعد فوزه، فكان هذا كافيًا فيما أتصور بحيث لا يحتاج إلى الحُكم الخارجي على أفعال شخصياته. كل شخصيات رواية خان الخليلي مرتبطة ظهورًا واختفاءً بـ"أحمد عاكف"، فهو دينامو العمل على الحقيقة. لا يتوقف هذا الأمر عند الشخصيات الثانوية كأصحابه في قهوة الزهرة مثل أحمد راشد والمعلم نونو وغيرهم، بل تمتد لكل شخصيات الرواية. أما الشخصيات النسائية، فكلّهن ربّات بيوت، حتى "نوال" المتعلّمة لا تمتلك أي طموح سوى أن تكون ربة بيت مثل أمها. الشخصية النسائية المختلفة هي شخصية "عليات الفائزة"، إنها تشبِه جليلة العالمة في ثلاثية محفوظ. فموقف محفوظ عامة من المرأة لا يبدو نموذجيًا، فالمرأة القوية المسيطِرة على الرجال عند محفوظ هي "العاهرة"، أما الفتاة المثالية في الرواية وهي "نوال" لا تحترم التعليم، وتريد الارتباط بأي رجل . الرواية من الروايات المبكّرة التي كتبها محفوظ في الأربعينيات، عابها فقط اللغة التقريرية في بعض المواضع، لكن بها سِمات استمرّت مع محفوظ بعد ذلك في بقية أعماله، مثل اهتمامه بالطبقة الوسطى، وموقفه من قضايا الفلسفة المادية وحضور النموذج الماركسي في رواياته، وكذلك موقفه من المرأة الذي كان بلاشك مريبًا. هي رواية لاشك جديرة بالاطلاع، جديرة بالنقاش. ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Sep 13, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||
| 9789778726411
| 4.62
| 8
| Jan 26, 2024
| Jan 26, 2024
|
it was amazing
|
إذا وضعت وجهك أمام الشمس، لن ترى الظلال، وإذا اخترت العزلة تلتهم ذاتك، وفي الحشد يلتهمك الناس، هل يمكن أن تكون في الأقنعة منجاة! تارة قناع يُشبهك، وآخ
إذا وضعت وجهك أمام الشمس، لن ترى الظلال، وإذا اخترت العزلة تلتهم ذاتك، وفي الحشد يلتهمك الناس، هل يمكن أن تكون في الأقنعة منجاة! تارة قناع يُشبهك، وآخر لا يُشبهك، لكنها أقنعة على كل حال، تقول لنا أننا نعيش في أطر مزيّفة، تتنازعنا هويات مُصطَنعة، ويقلّنا وطن يفتقِد للقليل من للرحمة . أمير حسين Amir Hussaein هو أحد أبرع أدباء جيلنا الذي يكتب عن المعاناة كأنًه قد وُلد من رحِمها، قناع زجاجي هي رواية تضع يدنا بوضوح على شروخ في المجتمع المصري عبر حقبة زمنية ممتدَّة من الثمانينيات إلى التسعينيات إلى الألفينيات، وعبر ثلاث شخصيات رئيسة يتداخل فيها الماضي مع الحاضر، القاتل المحترف " القنَّاص" مع الملتزم العصيِّ على التصنيف إلى " مراهقة" يتشابك مصيرها بينهما.. ثلاث شخصيات خلقت لنفسها أقنعة زجاجية، بدت من وراءها صورة المجتمع المصري آنذاك مشوشة ..باهتة .. مقزِّزة إلى درجة كبيرة، ومن ثم يُصبِح سؤال أين حقك كإنسان وكمواطن في وطن يحترم آدميتك، الهوية والانتماء، من الأسئلة الحاضرة بقوة في العمل. فمن مقتل السادات إلى حرب الروس في أفغانستان إلى بلطجية شبرا إلى سجن النساء وإلى قسم سرّي في أروقة مديرية الأمن يقوم بتصفية الخصوم السياسيين، كان أمير حسين يؤرِّخ لسيرة مجتمع مأزوم سياسيًا وحقوقيًا ومجتمعيًا من خلال ثلاث مسارات سردية يتحكَّم فيها المونولوج الداخلي، ليُشرِّح شخصياته نفسيًا من خلال تداعي الذاكرة أو سيل الوعي المأزوم بسؤال الهوية . فالكل هارب من هويته، الكل محكوم بأطر لم يصنعها لنفسه وإنما وضع فيها ابتداءً، وعبَّر عن ذلك كله بمقطوعات نفسية بليغة، سيمفونية رقصت على أنغامها التراكيب اللغوية التي جاءت مؤلمة وقاسية، حتى اللحظات الحميمية التي عبَّر عنها العمل برشاقة كانت مؤلِمة، فالجنس ليس لذات الجنس، وإنما لأنه إطار لأزمة أوسع تتحكّم في شخصيات العمل. إسلام أسير كل ما هو بالي، الثائر على كل ما هو قديم، عصام ( نشأت) السلفي الذي يمثّل رحلة الضائع نحو الشتات، ودعاء المحبوسة في جسد أنثى، الثائرة على نوعها ليس بسبب عوامل فسيولوجية، ولكن بسبب ضغط واقع القاع عليها وحلم أمها بالولد. وبين هذه الشخصيات المحورية تظهر شخصيات أخرى كنقاط اتصال بين المسارات السردية الرئيسة، شخصيات لا تقل سوداوية، ومحمّلة بغبار مجتمع ظالم وقاسٍ، مثل شخصية أمل، ومنها يطلّ أمير على أزمة المرأة التي تفتقِد للحماية، الأم التي تحاول حماية ابنها، وعالم السجن المروّع، وعاطف الذي فقد جزءًا من جسمه في حرب من أجل وطن رآه يُباع بعد ذلك في كامب ديفيد. لقد قتل أمير حسين " الراوي العليم" في روايته، ولجأ إلى تكنيك تعدد الرواة، لقد ترك لقلمه العنان وأسهب في الوصف، وترك الرواةَ الأساسيين يتكلمون، بل كانوا ينزفون مشاعرهم ومعاناتهم التي صاغها أمير بحرفية عالية كأنّه يمتلك ليس فقط ناصية الكلمات، ولكن امتلك أيضًا إحساسه بالشخصية، لقد تماهى معها؛ فتماهى معها القارئ، وهذا في الواقع سبّبَ أزمة للقارئ، إذ سَلبَه تقييمه العقلي للشخصيات، لاسيما مع شخصيات " نشأت" و " إسلام". هل تتعاطف مع نشأت المحبّ لدينه بالشكل الذي يراه والذي دفعه للجها. د ضد الروس في أفغانستان، أم تكرهه لتدميره حياة أمل وعمله في التقليد والتزوير؟! هل تتعاطف مع إسلام القناص الذي تم استبعاده من الالتحاق بكلية الشرطة، الذي عاش طفولة سيئة نتيجة أب كان في السجن وأم عاشت غريبة فأورثته طعم الغربة، أم نكرهه لاستعمال الأجهزة الأمنية له في تصفية الخصوم السياسيين؟! . هذا الأمر المربِك، هو في الحقيقة أحد تجليّات تعقّد الشخصيات، وتداخل الخير والشر في النفوس، وضغط الواقع على النفوس المثقَلة بوطأة الحياة. من جانب آخر كان تداخل الزمن من العوامل التشويقية في الرواية، فالرواية تبدأ من النهاية، والنهاية نفسها ليست واضحة فيما يخص ما حدث بالضبط، وهذا أحد مآخذي على الرواية، ففي لحظة المواجهة الحاسمة بين " نشأت" و " إسلام" ومن خلفهما " عزرا" البلطجي، حدث (قطع) للمشهد، لتجد نفسك أمام وكيل النيابة الذي يخبرك بالنتيجة بشكل يحفّه الغموض نوعًا ما. لحظة المواجهة الحاسمة كانت بحاجة لديالوج لاسيما بين " نشأت" و " إسلام" الذي كان يعرف نشأت باسم مختلف في الماضي وهو " عصام". الرواية بشكل عام مبهِرة ومدهشة شأن كل روايات أمير حسين، الذي يعمل دائمًا على رصد التفصيلات الدقيقة، السياسية و الدينية والاجتماعية، وهذا ظهر واضحًا جدًا في تلك الرواية. هي رواية تستحق بلاشك أعلى درجات التقييم، فشكرًا الهالة للنشر والتوزيع على هذه الرواية البديعة. ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Jun 10, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9778989362
| 9789778989366
| 9778989362
| 4.25
| 8
| unknown
| 2024
|
it was amazing
|
الهزيمة في الحرب مثل الهزيمة في الحب، كلاهما يحطّمان الإنسان، ولا يبق منه سوى شبح، هارب من واقع مأزوم بالظلم والاستبداد والعسكرة وبقايا بشر تنهش في بق
الهزيمة في الحرب مثل الهزيمة في الحب، كلاهما يحطّمان الإنسان، ولا يبق منه سوى شبح، هارب من واقع مأزوم بالظلم والاستبداد والعسكرة وبقايا بشر تنهش في بقايا إنسان، إلى واقع متخيّل تختلط فيه الحقيقة بالهذيان، ومن بعيد تقف " الغربان" متأهّبة للانقضاض على الفريسة، ما أتعس أن تكون مهزومًا ولا يبق لك قبر إلا بطن الغربان ! . ما أصعب أن تنحِت الألم من رحم الانتصار، لكن يبدو أنّ مرارة الهزيمة لا تُزيلها حلاوة الانتصار. على أعلى مئذنة مسجد يقف " موسى" ، فقد قرّر أن يكتب النهاية بيده، تبدأ الرواية بمشهد النهاية، لن تقرأ النهاية حقيقة إلا في البداية، ها هي المئذنة تتأرجح تحت قدميه الحافيتين، هل عادت الحرب مجددًا؟!، ومن رحم الخيال، يلتفت ذلك الرجل الذي يداعِب طفله بالشّرفة، ليُلقِي إلى موسى بورقة مكتوب فيها نعي وزير الحربية ل " غريب" كشهيد في حرب الانتصار. في السويس، مدينة الحروب والقتلى، تحوم الغربان بحثًا عن الجثث، مدينة مزّقتها الحروب، وتمزّق معها " موسى" الذي ولِد بين النكسة والانتصار، فقد مع الانتصار والده " غريب المنسي" الذي لم يجدوا جثته، عدّه الجيش في عداد الشهداء، وعدّه موسى في بطن أحد الغربان التي تلتهم جثث القتلى، فقَد موسى والده ثم والدته " نجيبة " تحت الحطام، ذاق مرارة اليتم، وقسوة الأهل الذين طعموا في معاش الشهيد، هرب، افترش الأرصفة، ثم استقر بالنهاية في الملجأ. أحد إبدعات الروائية هنا هو في وصفها لدواخل " موسى"، منولوج داخلي باستمرار، أنت لست هنا بداخل دماغه فقط، أنت داخل روحه أيضًا، تشعر بمعاناته النفسية، مأزقة في التعامل مع الآخرين منذ أن كان بالملجأ، فشله في الحب وما سببه له من مأزق نفسي ظلّ مصاحِبًا له طوال الرواية، ثم تأثير الحرب على مخيّلة موسى، حتى أنها طبعت تأثيرها على نفسيته، ولذلك من عبقريات السرد هنا استصحاب ذلك الأثر على طول الرواية حتى في التشبيهات والتراكيب اللغوية، مثلًا عندما تزوج موسى صابرين التي فقدت أحد ذراعيها في حادث قطار، وفي الليلة الأولى فشل موسى في مهمته، لأن صابرين تذكره بالحرب والهزيمة، رائحة جسدها كرائحة بيته لحظة انهياره ، نظرتها المحتشمة كنظرة الجندي المنكسرة وهو يبلغهم موت والده " غريب المنسي"، إنه نفس شعور الأديب علاء الديب في مذكراته " وقفه قبل المنحدر " عندما شاهد قدوم المهاجرين من القناة إلى القاهرة عقب النكسة..بعدها أيقن أنَّ الهزيمة سكنت معنا واستوطنت. إنه آثر الهزيمة والحرب الذي يُطبع الأشياء بمذاقه. .هنا الحرب هي عامل محوري في بناء نفسية البطل وفي تطوّر أحداث الرواية ككل، الحرب هي الحاضر الغائب، أنت كقارئ تبدأ أحداث الرواية بعد انتهاء الحرب فعليّا، لكن ظل الحرب وشبحها ملازم لك، وبالتالي تشاهد شبح الغربان التي استوطنت السويس كنتيجة حتمية للحروب. فكرة " الوهم" من الأفكار المحورية في العمل، وفي بداية الرواية تتصدّر حكمة ابن عطاء الله السكندري " ما قادك شيء مثل الوهم"، فالوهم حاضر وبقوة، وهم الزعامة " الزعيم الذي يُعيد شرح البلادة"، سخرية أحد ركاب القطار من الحاكم الذي لا يتزحزح عن الكرسي. وهم " الحب" حيث قصة موسى وسلوى، وهم البحث عن الخلاص في التطرف والجماعات المتشددة واستحلال الدم والمال بغير حق، وهم ساهم في صناعته مأزق البطل النفسي بتدمير الحرب لحياته وهشاشه بناءه النفسي، وهزائمه في الحب، وتغوّل الناس، وتسلّط الأمن مثل حالة أمين الشرطة " هارون" . أبداع آخر في الرواية هو في ذكاء اختيار الاسماء، " موسى" البطل ، لعله ينجو كما نجا موسى عليه السلام من فرعون، هكذا أراد أبوه، واسم " غريب" للبطل الذي مات غريبًا، واسم العائلة " المنسي" كدلالة على الاهمال، واسم " سلوى" التي ظلت سلوى لموسى وشبحها الغائب الحاضر، واسم " صابرين" كدلالة على صبر زوجة موسى على حياتها القاسية قبل أن تلقاه وبعد أن تزوجته. لغة دعاء جمال البادي في الرواية رائعة، الديالوج متقَن وعلى قصره أحيانًا يأتي مركّزًا بمضامين نفسية وفكرية في صلب العمل الروائي مثل المساجلة الفكرية بين عبد المنجي وصديقه غريب حول الحب و الحرب والدين والتشدد ومشكلة الشر والظلم والاستبداد. هي حكاية واحدة لم تتشعب من الروائية إلى حكايات فرعية، لكنها جاءت متقَنة، وبها نقلات درامية ونفسية مدهشة، تفتح عدة تساؤلات مثل التي بين عبد المنجي وغريب، أو في ذلك السؤال المهم الذي طالما سأله غريب لنفسه وهو يقف على ضفة القناة، من هو العدو الحقيقي؟ تساؤل يكتسب أهميته من ميلودراما العمل نفسه حيث وجد نفسه في بلد مات في سبيلها والده ثم لاقى منها ما عدّه من الجحود والظلم والتنٌكر والإجحاف! . استعملت دعاء البادي تراكيب لغوية رائعة، ومقطوعات سردية بديعة أظهرت مدى قدرتها على الحكي الأدبي الراقي البليغ، وجاء الوصف في محلّه ليعبّر عن المزالق النفسية للجميع، ويوقعك كقارئ في حيرة بين التعاطف مع موسى وبين إدانته كمجرم، وهل يصح محاسبته هو وحده، أم يجب محاكمة منظومة كاملة دفعته نحو التطرف . إنّ هذه الرواية البديعة لا تحكي سيرة عائلة المنسي فقط، بل هي تحكي سيرة آلاف الأبطال، أبطال الظل، الذين دهستهم الحروب، فدمّرت أسرهم، والذين حوّلهم الأمن بالتعذيب والظلم إلى متطرفين يستحلون دماء الناس، غربان لا تأكل الموتى، ليست تأريخًا لعائلة المنسي فقط، بل لتأريخ دولة مأزومة سياسيًا واجتماعيًا. رواية بديعة من إصدار دار إشراقة ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Feb 19, 2024
|
Paperback
| ||||||||||||||
| 9933540548
| 9789933540548
| B0D6BYWMKQ
| 4.31
| 1,754,855
| May 06, 2014
| 2018
|
liked it
|
قد اعتقدت دائمًا، أو تخيلت، أنَّ هناك تلك الخطوط غير المرئية التي ترتعش في أعقابنا، وتحدد مساراتنا عبر الحياة، وتنبض بالطاقة الكهربائية. الخطوط التي ت
قد اعتقدت دائمًا، أو تخيلت، أنَّ هناك تلك الخطوط غير المرئية التي ترتعش في أعقابنا، وتحدد مساراتنا عبر الحياة، وتنبض بالطاقة الكهربائية. الخطوط التي تتقاطع في بعض الأحيان مع بعضها البعض، أو تتبع قطعًا ناقصًا متوازيًا دون أن تتلامس أبدًا، أو تلتقي للحظة واحدة قصيرة ثم تنفصل. إنه عالم من الخطوط المتقاطعة في الفراغ. رواية أنتوني دوير "كل الضوء الذي لا يمكننا رؤيته" تتبع الأقواس المعقدة لخطين غير مرئيين من خلال حياة فيرنر بفينيج، وهو صبي يتيم في ألمانيا ما قبل الحرب العالمية الثانية وماري لور لوبلان، وهي فتاة عمياء تعيش في باريس مع والدها. من خلال تثبيت الفلاش للأمام والخلف، ترسم الرواية مسار حياتهم وهم يكافحون لمعرفة ما إذا كان من الممكن حقًا امتلاك حياتك عندما تبتلعها ثقوب التاريخ السوداء. أحدهما مدفوع بحب عميق للعلم بينما الآخر تسكنه قوة الكتب. في خضم صعود الفاشية الألمانية وولادة المقاومة الفرنسية، كيف يتمكن الشباب من البقاء صادقين مع أنفسهم!! . تعتبر كل من ماري وفيرنر شخصيات عاطفية يمكن للقارئ أن ينجذب لهما. تتمتع ماري لور بنقاء القلب الذي لا يمكن الشك فيه أبدًا في أي وقت في الرواية، إنها طفلة جميلة كالملائكة، يعتني بها أب عظيم، ثم عمها الذي يعتني بنفس القدر، تعيش في منزل طويل في مدينة رائعة، تقرأ جول فيرن بطريقة برايل، وتدرس الرخويات. تصبح ماري لور عمياء حرفيًا في الفصل الأول أو الثاني، وتقضي بداية الكتاب في التعود على حالتها الجديدة (في الغالب بمساعدة والدها، الذي يصمم لها ألغازًا متقنة لحلها). نشأ فيرنر في مدينة صناعية ضربها الكساد وسط صعود القمصان البنية. رفيقته الحقيقية الوحيدة هي أخته، جوتا، وعزاءه الوحيد هو الراديو الذي يعرف فيرنر كيفية تشغيله وإصلاحه بشكل غريزي، والذي يستمع إليه كلاهما في الليل. هل تلاعب الروائي بالعقل العاطفي للقارئ؟ إ ربما..إذا كتبت رواية عن فتاة عمياء مع أب مثالي عاشق وصبي يتيم يحمي أخته الصغرى، فمن الواضح أنك ستحظى على الفور تقريبًا بقدر كبير من التعاطف مع شخصياتك. هؤلاء هم أبرياء القصص الخيالية، لكنه على كل حال فعلها بشكل جيد جدًا، ومع ذلك الروائي يقع في عدد قليل من الفخاخ التي يميل الروائيون الذين يكتبون في هذا النوع من الحرب العالمية الثانية إلى الوقوع فيها =الأشرار سيئون للغاية، والأشخاص الطيبون جيدون جدًا. المشكلة الأكبر في بنية الرواية هو الجانب التاريخي وإن خالطه الخيال، وذلك أنه مبني على سردية المنتصر في كتابة التاريخ، لدينا هنا رواية عن الحرب العالمية الثانية التي ربما تكون أكثر الحروب التي خلدها التاريخ. ومع ذلك، فإن هناك تجاهل لاغتصاب النساء الألمانيات أثناء الغزو الروسي لألمانيا، وكذلك اعتقال الأمريكيين اليابانيين بعد بيرل هاربور. لقد كان مفهوم "سياسة الذاكرة" موجودًا منذ فترة، وقد شهد التاريخ حظر الممارسات الثقافية لمجرد التلاعب بذكريات الجماهير ودفعها إلى التفكير بشكل مختلف عن الماضي. وصل النازيون في النهاية إلى السلطة وقاموا بغزو فرنسا، مما أجبر ماري لور ووالدها على الفرار إلى مدينة سان مالو الساحلية الشمالية، وهي مدينة قديمة توفر بيئة خلابة لكثي�� من الكتاب. في ألمانيا، لفتت مهارة فيرنر في استخدام الراديو انتباه المسؤول النازي الذي أرسله إلى أرض خصبة للشباب النازي، حيث سيتم تدريبه ليصبح عضوًا في الجيش وإرساله في النهاية إلى الجبهة. في الوقت نفسه، يبحث مسؤول نازي أكبر سنًا في جميع أنحاء فرنسا عن ماسة أسطورية تقريبًا في جميع أنحاء فرنسا، ويكرس نفسه للعثور عليها. التفاصيل ثم التفاصيل، هذا ما يجب أن نلتفت إليه في الرواية التاريخية حتى لو خالطها الخيال، مثلًا لم يكن هناك مكيف هواء في باريس عام 1969، لذا أشك في أنه كان موجودا في سان مالو عام 1940، كذا تلميح الروائي لقصف النازيين لباريس، يعني ما هو ثابت تاريخيًا أنَّ باريس لم تتعرض للقصف قط، ربما بعض من هذه الأخطاء يجعلنا نتعامل مع بعض التاريخ في الرواية بحذر. تفتقر شخصيات دوير إلى التعقيد الأخلاقي الذي من شأنه أن يجعلها جذابة بشكل صحيح - تقضي ماري لور معظم الكتاب مختبئة، وهو أمر مفهوم، ولكنه يمنعها أيضًا من إجبارها على اتخاذ خيارات معنوية وأخلاقية مهمة فيما يتعلق ببقائها. بل إنًَ فيرنر أكثر إثارة للقلق، ففي حين أنه منزعج من الوحشية التي يشهدها في المدرسة النازية، يبدو أنه مستسلم لها. لا يعتنق فيرنر النازية علنًا ولا يدينها، فهو غير مبالٍ بالتجربة الكاملة والدور الذي يلعبه. يبدو الأمر كما لو أنَّ دوير لم يمنح فيرنر أبدًا فرصة النمو، واختار بدلاً من ذلك الحفاظ على الصبي الصغير المفتون بالراديو وهو ما يتعارض مع ما يعيشه الأولاد والأطفال بشكل عام في أي حرب، والذي يجردهم على الفور من طفولتهم إلى الأبد. فصول الرواية القصيرة وربما ذلك يشفع لكون الرواية بطيئة، في الواقع إنها بطئية جدًا، ومع ذلك قِصر الفصول سوف يرضي أولئك الذين يملُّون من الفصول الروائية الطويلة، أعتقد أنَّ كل الألفاظ المستخدمة في الرواية يمكن عدها على أصابع اليد الواحدة؛ لغتها هادئة للغاية ومعتدلة في التعامل مع البذاءات. بالنسبة إلى رواية تدور أحداثها خلال الحرب العالمية الثانية، فهي كتاب مروض بشكل مدهش، لا يمكن الهروب من القتل والموت، ولكن يتم التقليل من أهميته قدر الإمكان، مثلًا فيرنر لم يطلق النار سوى مرة واحدة. ينصب تركيز الرواية الأساس على ما تفعله الحرب بالناس، وليس القادة، بل الأشخاص العاديين. أعجبني أنك رأيت ما في الرؤوس وشعرت بمشاعر كل من الألمان والفرنسيين= الشخصيات ليست كلها جيدة ولا كلها سيئة. تعاني بعض الشخصيات من القرارات التي اتخذوها، وتتساءل عما كان ينبغي عليهم فعله بشكل مختلف. من الصفحة الأولى إلى الصفحة الأخيرة، هناك موضوع متواصل لربط الخطوط غير المرئية المتوازية مع بعضها البعض، وأحيانًا، فقط في بعض الأحيان، تتقاطع بأغرب الطرق. تبدو هاتان الحياتان اللتان نتعرف عليهما متباعدتين عن بعضهما البعض، ومع ذلك فإنهما تجتمعان معًا وتؤثر كل منهما على الأخرى. ما تسلط الضوء عليه هذه الرواية هو التأثير المعجزي الذي تحدثه الأحداث المؤثرة على حياتنا، سواء كان ذلك سحر البث الإذاعي حول ألغاز العلوم أو المغامرات غير العادية لرواية "عشرون ألف فرسخ تحت البحر" لجول فيرن . لكل ما سبق وذكرته، كما أني لا أميل للروايات ذات الإيقاع البطئ حتى وإن كانت فصولها قصيرة، فهذا العمل لن يبق في ذاكرة ترشيحاتي للأعمال الروائية التي يجب قرائتها، أو التي يُبحث عنها أو تُستهدَف لذاتها، رغم أنّ هذه الرواية فازت بالعديد من الجوائز، لكن من قال أنَّ الجوائز تجعلنا لا نرى العيوب التي لا يمكننا رؤيتها ! أحيانًا يحدث هذا، لكن من المفترض بكل تأكيد ألا يحدث هذا مع القارئ الواعي. ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Dec 20, 2023
|
Paperback
| ||||||||||||||
| 9789938833348
| 4.46
| 8,424
| 1949
| Dec 2015
|
it was amazing
|
الساعة الخامسة والعشرون هي الساعة التي تكون فيها كلّ محاولة للإنقاذ، عديمة الجدوى، إنها ليست الساعة الأخيرة، بل هي ساعة بعد الساعة الأخيرة، ساعة هلاك
الساعة الخامسة والعشرون هي الساعة التي تكون فيها كلّ محاولة للإنقاذ، عديمة الجدوى، إنها ليست الساعة الأخيرة، بل هي ساعة بعد الساعة الأخيرة، ساعة هلاك المجتمع الغربي واقتلاعه من إنسانيته، لقد أراد " قسطنطين جيورجيو" أنَّ يقدِّم لنا وثيقة مريرة عن وحشية الأنظمة الشمولية وتلك التي تدَّعي أنها تناضل من أجل الديموقراطية، صورة العبث بشتى ألوانه،. يحكي كتاب " قسطنطين جيورجيو المفترى عليه" أنه قال" نصف كتبي أحرقه الفاشيون، ونصفها الآخر أحرقه أعداء الفاشية". إنهَّا المرارة التي تكون فيها معاديًا من الكل ومتهمًا من الكل، من العدو ومن الصديق، إنه العبث الذي بدأ قبل الساعة الخامسة والعشرون، في تلك اللحظة التي أطلق عليها جيورجيو ساعة موت الأرانب البيضاء التي تسبق بست ساعات لحظة الاختناق والهلاك الأخير. في رومانيا في قرية " فانتانا" قبيل الحرب العالمية الثانية، تبدأ الأحداث مع " إيوهان موريتز" وكيف تزوج من سوزانا وألغى هجرته إلى أمريكا، وكيف اعتقل ظلمًا باعتباره يهوديًا إثر وشاية من رئيس الشرطة المحلية الذي كان يطمع في زوجته، رجل مسيحي يرفض الكل الاعتراف بمسيحيته، لا شئ حقيقي هنا سوى م�� هو مدوَّن في الأوراق، أيام مريرة وسخرة مذلَّة، ثم هروب إلى هنغاريا، وهناك تم تعذيبه بشكل وحشي بوصفه جاسوسًا رومانيًا، ثم أرسلته الحكومة الهنغارية إلى ألمانيا الهتلرية للعمل في المصانع هناك بناء على طلب الألمان لأيدي عاملة هنغارية، وفي ألمانيا تم تجنيده في الجيش النازي بوصفه من أعرق الأسر الجرمانية، وفي لحظة ما، قرر " إيوهان موريتز" الهرب وساعد ثلاثة من الفرنسيين على الهروب بعد ما وعدوه بأنه سيكون صديقًا لفرنسا. وبالفعل هرب ..لكنه وقع في يد الأمريكان الذين عدّوه ألمانيا نازيًا، رفضوا تصديق سرديته الرومانية، فأمضى ثلاثة عشر سنة معتقلًا في السجون والمعسكرات، تعذيب وحشي، وألم نفسي رهيب، الكل تجرَّد من إنسانيته، الروس الذين كانوا يغتصبون النساء بوحشية والأمريكان الذين تعاملوا مع الفرد بوصف رقم أو شئ، إنَّها سلسلة من الألآم والفظائع التي بدأت بحملات التطهير النازية و الاغتصاب الروسي الجماعي للنساء، ومعسكرات الأعتقال المكدَّسة بالأبرياء والتي يُشرف عليها الأمريكان. استعمل جيورجيو مهاراته الأدبية والفكرية لتوجيه انتقاداته للأنظمة الشمولية والمجتمع الغربي ككل، وعبر شخصية " تريان كوروغا" المثقف الناقد للمجتمع الغربي والذي تم اعتقاله وتوقيفه من قبل الأمريكان هو وزوجته "نورا ويست" بعد هروبهما من الروس، تم تشريح المجتمع الغربي القائم على سحق الإنسان لحساب الألة، فالمجتمع التقني لا يعترف بالمشاعر الإنسانية، ولا فردية الإنسان، إنه عصر الميكنة تنمو فيه الكهرباء وتتراجع فيه القيم، ويصبح الإنسان مجرد ألة، عبد تقني كما يرى قسطنطين جيورجيو. تقوم الرواية على فكرة التناقضات، ولكنها تناقضات مأساوية، من يفر من الروس ليقع في يد الألمان ولما يسقط الألمان يُعامل بوصفه صديق للألمان، من يرى أن الفرنسيين أصدقاءه ثم يرمونه بالحجارة، وتنتهي الرواية بتلك التناقضات بعد ما اقتاد الأمريكان " إيوهان مورتيز" وعائلته للتطوع في محاربة الروس بعد تقسيم ألمانيا، كان الضابط الأمريكي يعتقد أنَّ هؤلاء المتطوعين جاءوا بنية صادقة لمحاربة الشيوعيين، ولكن الحقيقة أنَّ لم يكن عندهم الخيار، طلب الضابط الأمريكي من "إيوهان موريتز" أن يبتسم للكاميرا، ولكنه لم يستطع سوى البكاء وهو يتذكر جسد صديقه تريان وهو يسقط قرب الأسلاك الشائكة و��د اخترقه الرصاص في معسكرات الأمريكان، كان يفكر في كيلو مترات الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بالمعسكرات، وكل ما شاهده من آلام في خلال الأعوام الثلاثة عشر. كيف يقول إنسان عن رواية بهذه القتامة أنها ممتعة! لكنها هي كذلك على الحقيقة رغم حجمها الضخم، السرد في منتهى الروعة، البناء النفسي للشخصيات مذهل، حتى تضمين أفكار جيورجيو الناقدة للمجتمع الغربي في صلب بنية الرواية كان مُحكمًا بشكل كبير، فالكل سحق الإنسان، البلاشقة وأعداءهم، لا ثمة لضمير، ولا قيمة لإنسان، إن الرواية تقدَّم لنا أبشع صور المعاناة الإنسانية، عسكر بلا ضمير، ومجتمع منزوع القيمة الأخلاقية تحت سيطرة الألة. إنَّ هذه الرواية من أمتع وأقوى الأعمال الأدبية العالمية في تصوري، إنَّها مخطوط سردي لتوثيق فترة مظلمة من التاريخ، لكنها فترة تركت أثارها علينا، وبقى الإنسان مجرد رقم في عصر الألة. الرواية ممتازة فكرًا وأدبًا، وإن كنت لم أستسغ بعض المناطق السردية في الرواية مثل كتابة العرضحالات، فأراها أسلوب خطابي مباشر، ومع ذلك امتلك جيورجيو القدرة على جذبك وبقوة إلى أعمق مناطقه السردية حيث تذوب معه متألمًا من حقول رومانيا وسجون هنغاريا ومصانع ألمانيا إلى معسكرات الأمريكان، فبرغم تطاحن الكل واختلافهم، إلا أنه تشاركوا في مهمة واحدة وهي سحق الإنسان مهما كان جنسه ومهما كان دينه طالما كان عدوًا وفق الأرقام ووفق ما تقوله الألة. ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Aug 31, 2023
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9789772937646
| B08HSGJMLM
| 3.59
| 1,245
| Sep 2020
| Sep 2020
|
it was ok
|
كان يُمكن لهذه الرواية أن تكون ملحمة كبيرة تسرد تاريخ وسيرة أسرة آل الشيخ وتقلباتها وآمالها و انتصاراتها في الحياة وخيباتها وتحطٌّم آمالها، كادت فعلًا
كان يُمكن لهذه الرواية أن تكون ملحمة كبيرة تسرد تاريخ وسيرة أسرة آل الشيخ وتقلباتها وآمالها و انتصاراتها في الحياة وخيباتها وتحطٌّم آمالها، كادت فعلًا هذه الرواية أن تكون إحدى روايات الأجيال العظيمة، لكن كما يقول يوسف الشاروني في كتابه " رحلتي من الرواية" أنَّ الهدف من الرواية هو المتعة. فالناس كل الناس ما هم إلا حكايات .. الدنيا ما هي إلا حكاية، لكن هل كل حكاية تصلح أنَّ تكون رواية ؟! هل سيرة كل إنسان تصلح أن تكون رواية ؟! هل شخصيات أسرة آل الشيخ ممتعة أو معقدة أو تحمل أبعاد ودلالات نفسية أو أزمات اجتماعية أو .. أو ؟! هناك شيء مفتقد في الرواية، هذا الشيء هو " الروح"، ولا أحسب غياب الروح إلا نتيجة منطقية لضغط قرن كامل في بضع صفحات ضاعت معها ملامح الشخصيات وتقلباتها النفسية. تحكي الرواية عن رؤيا الشيخ الأكبر الذي تكلَّم عن كنز يحرسه قرد يصل إليه فرد من العائلة يُدعى " محمد"، أسطورة تناقلتها أسرة آل الشيخ، أسطورة يتم نسجها عبر حكاية أسرة آل الشيخ بين رافض لهذا الهذيان، وبين يتمسك بها ويرفض بيع البيت والأرض .. إرث آل الشيخ، هنا خمسة أجيال متتابعة تبدأ بالجد " الشيخ" في عصر مصر الخديوية وتنتهي بالراوي " أحمد" في العصر الحاضر الذي يرغب في كتابة رواية تحكي تاريخ عائلته قبل أن يُهاجر إلى أستراليا. حكاية الأجيال تم نسجها عبر التنقل بين الحاضر والماضي، الطريقة كانت مرهقة، ومشتِّتة في بعض الأحيان، تبدو حكاية الكنز مشوقة أو ممتعة للقارىء بما يدفعه لمواصلة الرحلة، لكن بعد الوصول إلى منتصف الرواية ستشعر بالملل .. أو هكذا شعرت أنا ، صحيح القرملاوي هنا أثبت أنه سارد بارع وصاحب قدرة كبيرة على الحكي تمزج بين الفصحى والعامية، لكن ليس ثمة في حياة أسرة آل الشيخ ما يجذبك على الحقيقة، لا عقدة ولا إثارة ولا تشويق .. كأنك تُشاهد فيلمًا تسجيليًا نمطيًا، حتى الإشارات العابرة التي يتم فيها طرح تاريخ مصر الحديث من خلال أسرة آل الشيخ بدا باهتًا جدًا، سواء ثورة 1919 أو الحرب العالمية الأولى أو ثورة يناير .. ومضات جاءت سريعة وخاطفة بقدر سرعة القرملاوي في رسم شخصياته، فلا نعرف بالضبط شيئًا عن الشيخ رأس العائلة ولا فاضل ولا صدقي الحكمدار ولا كامل وغيرهم .. وأقصد هنا شعورهم الداخلي من إحساسهم وانفعالاتهم . إنها رواية أحداث بلا أحداث ، قصص قصيرات، بلا انفعالات، السرد سلس جدًا ولكنها سلاسة ضاعت معها الملامح الحقيقية للشخصيات التي منها بالقطع شخصيات كان يمكن العمل عليها بصورة أفضل لما تحمله من ثراء مثل شخصية صدقى الحكمدار الذي عمل في خدمة البريطانيين، أحلامه .. أماله .. نوازعه النفسية وتضاربها سواء على المستوى العائلي أو المهني والصراع بين وطنيته وعمله، كل ذلك لا وجود له، فقط كما ظهر كما مات ليقول لنا الراوي العليم أنه " رجل السلطة"، وهكذا شخصيات كثيرة يمكن تحليلها على نفس النسق والمنوال . تبدو تجربة القرملاوي تجربة جيدة بعد أعمال محفوظ المبدعة في مجال رواية الأجيال، لقد بدأت الرواية وعجلة السرد تدور في هدوء، ثم شعرنا وكأن القرملاوي يريد أن يُنهيها. وقد انتهت، دون وجود كنز حقيقي مادي كما كان يتخيَّل القارىء ، النهاية محطبة ومخيبة للآمال، ليس لعدم وجود ذلك الكنز الذي يمكن أن نؤوله بتأويلات عديدة، ولكن لأن المسارات السردية التي تم فتحها عبر الرواية انتهت باهتة كما بدأت، ولم تتدرج في الصعود ولا بلغت الذروة ، فقط .. حكايات، لنعيد نفس السؤال الذي طرحناه هل كل حكاية تصلح أن تكون رواية حتى لو نسجها حكَّاء بارع مثل القرملاوي ؟!!!. يمكن أن نتكلم عن الهوية والانتماء والاغتراب ونسقط دلالات ومعانٍ كبيرة على نص لا ينهض بتلك المعاني كما فعل البعض، لكن الحقيقة كما أتصورها أنَّ هذا العمل رغم براعة القرملاوي التي لا نختلف عليه، لم ينجح أن يكون عملًا أدبيًا ممتعًا ومتماسكًا. ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Jul 19, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
| 9789776426283
| 977642628X
| 3.57
| 3,164
| Sep 2013
| Sep 2013
|
liked it
|
حكاياتُنا هي أقدارنا، وبقدر ما نصنعها هي أيضًا تصنعنا، فالطيبون لا يؤذون أحدًا وإنما يؤذون أنفسهم كما يقول نزار قباني، هي أشباح الماضي التي تتراقص في
حكاياتُنا هي أقدارنا، وبقدر ما نصنعها هي أيضًا تصنعنا، فالطيبون لا يؤذون أحدًا وإنما يؤذون أنفسهم كما يقول نزار قباني، هي أشباح الماضي التي تتراقص في الحاضر بكل سخرية وألم، معلنة أنَّ الوجع لا ينتهي، وأنَّ ما حاولنا الهروب منه سيظل يُطاردنا عبر دروب الحاضر. هذا ما نلمحه وبقوة في هذا العمل الروائي عبر أربع حكايات متداخلة، أبطالها في حالة أزمة نفسية جرَّاء ما حدث في الماضي، هنا .. في محطة الرمل بالإسكندرية حيث يتداخل الماضي مع الحاضر ليرسم لوحة في غاية القتامة لأشخاص تتداخل مصائرهم وتتشارك في نفس الوجع . أربع شخصيات وهم " نور" و " حبيبة" و " زهرة" و " منير"، تبدو شخصية " نور" هنا هي البؤرة التي تجتمع حولها بقية الأشخاص، فهو مأزوم نفسيًا بما حدث له في الماضي، من تربية قاسية حيث أب غليظ القلب يسوم أمه سوء العذاب، ثم يأخذه في رحلة قاسية لصيد الطيور، ماتت الأم مكلومة بوجعها، ومات الأب بعد أن حزن عليها، وبقيت نوران أخته الصالحة النقية، وبقي " نور" يُعاني الوحدة والألم والوجع و .. و الصرع. وصف الروائي لحالة الصرع كان وصفًا رائعًا ومؤلمًا على الحقيقة، وهو قد جاء في موضعين في الرواية، الأول أثناء مشاهدة " نور" لبكاء " زهرة" و الآخر في محطة الرمل في نهاية الرواية أثناء وداع " حبيبة"، لكن الرائع هنا هو كيف استعمل لحظات الصرع القاسية مع الفلاش باك في استحضار اللحظات القاسية في حياته ، ربما جاء المشهد الأخير مؤثرًا بشكل كبير وهو يعاني تلك النوبات مع ألم الفقد الذي لم يعبر عنه سوى بهتاف مستمر .. " حبيبة". لجأ الروائي هنا إلى تقنة " تعدد الرواة" ليفتح لنفسه مجالًا كبيرًا للمنولوج الداخلي وسبر دواخل الشخصيات، الكل يروى معاناته، رواية تبدأ من لحظة مقابلة " نور" ثم ترتد رويدًا إلى الماضي، فزهرة الذي قُتل زوجها ..ربما بسببها، أو بسبب أفكار الآخرين، و حبيبة التي عاشت في أسرة مفككة ثم زواجها من زوج سادي، ومنير العربيد الذي أحب سلمى ثم خُدع فيها أو لم يصدق أنه خُدع فيها، لكنه على كل حال عاش مرارة فقدها. الروائي له قدرة كبيرة على السرد وعلى وصف المشاعر والأحاسيس وتقلباتها، لغته كانت بسيطة لا هي بالمعقَّدة ولا السطحية، وصفه للأماكن ..للأشخاص ..كل ذلك لا غبار عليه، لكن هل جاءت النهاية على نفس مستوى التعقيد النفسي الذي عاشه القارئ عبر أربعة مسارات سردية؟! . الرواية انتهت دون أن تُجيب عن أسئلة مهمة مثل ماذا حدث لسلمى بالضبط التي اختفت فجأة من مسار منير السردي كما ظهرت به فجأة! وكذا مصير نور وحبيبة وكيف سيتخطى وسيتجاوز بعد ذلك مشكلته التي أخفاها عنها حيث كان سببًا ودون قصد منه في موت أبيها بسبب ما عدَّه إهمالًا طبيَّا منه! وكذا زهرة كيف ستتجاوز محنتها! وكذا لا يوجد تفسير مقنع لخذلان والد حبيبة لها في أمريكا ؟! هل هي نهاية مفتوحة أم خطوط سردية غير مكتملة! . تبدو هناك مشكلة أخرى في بناء العلاقات داخل الرواية، يعني كيف يتقبَّل القارئ ذلك الانجذاب القوي بين " نور" و " زهرة" من مجرد لقاء عابر! ولا يمكن تقبُّل فكرة نشوء علاقة بين منير المسيحي وسلمى خصوصًا بعد ما حذرتها صديقتها منه كونه عربيدًا زير نساء إلا أن تكون سلمى وضيعة مثله وهو ما سكتت عنه الرواية في إبهام مصير سلمى ودوافعها وما حدث لها بالضبط، فكما قلنا اختفت من المسار السردي فجأة!! . ربما حسنات الصنعة الأدبية لاسيما وأنَّ هذا هو العمل الأول للكاتب قبل أن يكتب عمله الثاني " الزعفرانة" مما يجعلنا نتغاضى قليلًا عن اهتراء بعض أجزاء الحبكة، وعلى الحقيقة لم أحب شخصيات الرواية أخلاقيًا مثل نور و حبيبة وسلمى وزهرة و منير، والشخصية الشاذة سلوكيًا " نجوى"، ليس كلهم ضحايا على كل حال، لكن آلاعيب الحبكة التي تعظِّم من فكرة الألم والوجع والفقد تجعلك لا تلتفت لذلك الجانب الأخلاقي، وتلك مشكلة حقيقية، فهم متساهلون في علاقاتهم لكنهم ضحايا، طيبون لكن حياتهم بلا قيمة .. ربما هذه عينات موجودة في المجتمع، لكن مما لاشك فيه أننا يمكن أن نتجاوز لو أردانا، كما أرادت " نوران" أخت نور التي كنت أتمنى أن تأخذ حقها في الرواية من السرد والمساحة، فهي شخصية جاءت سوية وملتزمة دينيًا رغم تعرضها لنفس الضغوط التي تعرَّض لها نور. بالنهاية نحن نختار القدر بكتابة أعمالنا بأنفسنا كما يختارنا. والكل يدفع ثمن اختياراته. لاشك الرواية ممتعة لمن يحب الغوص في أعماق النفوس. #قراءة_2023 ...more |
Notes are private!
|
0
|
not set
|
not set
|
Jul 13, 2023
|
Paperback
| |||||||||||||||
| 4.21
| 33,310
| 1940
| 2002
|
really liked it
|
فجأة .. تُقرِّر أنَّ ثمة شيء حتميّ الحدوث، وأنَّك يجب أن تكون جاهزًا، فالعدو قادم من قلب الصحراء .. صحراء التتار، ثم تنتظر ويمضي العمرُ وأنت تنتظر! هل
فجأة .. تُقرِّر أنَّ ثمة شيء حتميّ الحدوث، وأنَّك يجب أن تكون جاهزًا، فالعدو قادم من قلب الصحراء .. صحراء التتار، ثم تنتظر ويمضي العمرُ وأنت تنتظر! هل سيظهر العدو أم تنقذ ما تبقى لك من العمر، معضِلة الموازنة بين ما تتوقعه وبين ما يجب أن تفعله خلافًا لهذا التوقع، إلى أن تصل إلى تخوم اليأس والملل والسأم، وعندما تفقد جاهزيتك يأتي ما انتظرته، وهنا تجد نفسك في لحظة الانهيار الحقيقية، لا تدري ساعتها أهي بسبب ما تُواجِهه في الواقع أم حسرة على العمر الذي مضى، إنَّها صحراء التتار أيقونة بوتزاتي التي تلمِس فينا ضعفنا الإنساني، الرواية الإيطالية الشهيرة التي يتماهى فيها القلق والتوتر مع الانتظار، رواية كتبها بوتزاتي من رحم الملل الذي كان يُعانيه أثناء نبطشيته في أوائل الأربعينيات، ورغم واقعيتها السحرية عدَّها البعض " نبوءة" عابرة للزمان بهزيمة إيطاليا في ليبيا في معركة " الكفرا" عام 1941 . البطل هنا هو " جيوفاني دروجو" الذي تخرَّج لتوه في الأكاديمية العسكرية، ثم جاء تكليفه بالذهاب إلى قلعة حصينة حدودية في الصحراء ، كلُّ شيء في القلعة ..في المكان .. يدفع للسأم والملل، لكن ما هو مبرر الوجود في هذا المكان! في تلك الصحراء التي أطلقوا عليها " صحراء التتار"، يكفي أنها منطقة حدودية كما جاء على لسان أحد ضباط الحصن، لكن المبرر الأقوى أنَّ العدو قادم ..حتمًا قادم، لكن أين هذا العدو! إنَّ بوتزاتي يؤصِّل من خلال ذلك لإشكالية التعايش، كيف يعيش إنسان على آمال تقوم على أوهام العداء للأخرين، ورغم ذلك قرر " جيوفاني دروجو" أن يترك الحصن، لكن كان عليه أولًا وبسبب أمور روتينية أن يمكث فيه أربعة أشهر، وللمفارقة سيمضي " دروجو" في الحصن زهرة شبابه، ثلاثون عامًا كاملة في انتظار العدو . اعتمد بوتزاتي على السرد السريع، الديالوج الخارجي الذي ينقل القارىء بكل سلاسة بين الشخصيات، لا يحاول بوتزاتي الولوج إلى عمق الديالوج النفسي لسبر أغوار الشخصيات، ولكن عبر التناقضات وعبر تغيُّر المواقف وعبر سرد حواري مباشر= ينقل لنا بوتزاتي تقلبات شخصيات أبطاله، واختلاف رؤيتهم حول وجودهم في الحصن، هناك مثلًا تدرُّج رائع ربما لا يشعر به القارىء في شخصية " دروجو"، كيف تحوَّل فجأة من كره الحصن وإيمانه بعبثية مهمته إلى إيمانه العميق بأهمية الحصن وأنَّ ثمة مهمة مقدَّسة في انتظاره! كيف علِق في مصيدة الحصن رغم سماعه لتحذيرات الضابط أورتيز والكابتن ماتي وقد أهدروا أعمارهم فيه! إنَّه التدرُّج السلس في تحول الشخصية كما يرسمها بوتزاتي بكل براعة. الدولة تعرف كل شيء .. حتمًا تعرف، هكذا يبرر " دروجو" لنفسه أنَّ ما هو قادم حتمًا يقيني، يمضي عمره وهو ينتظر، يواجه الرتابة وينتظر التتار، لكنه يواجه الصمت بدلًا من التتار، لعل الصمت كان هو عدوه الأول، لكنه حتى في خطاباته إلى أمه حكى عكس ما يواجه، وعندما نزل في أجازة وحيدة وجد الكل قد انشغلوا بحياتهم، أمه .. حبيبته .. رفاقه ، لعل هذا هو ما جعله يستسلم لعدوه الأول وينتظر عدوه الثاني حتى يُخيَّل إليك كقارىء أنَّه ربما كان وهمًا، وفي هذا الوهم تحولت الشهور الأربعة إلى ثلاثين عامًا، تحول الضابط الشاب إلى ميجور كهل، ثم يُحكم بوتزاتي لعبته الروائية ويتحول الوهم إلى حقيقة، ويأت العدو، أعداء الشمال كما يقولون، لكن " دروجو" لم يعد هو " دروجو" قبل ثلاثين عامًا. هاجمت القوات المعادية لكن الأمر كان قد صدر إلى " دروجو" المريض الكهل بالرحيل عن الحصن، كان " دروجو" يريد نهاية أسطورية يجابه فيها العدو، فإذا به يجابه الموت ليس في ساحات القتال ولكن مريضًا على سريره، إنها فكرة " العبث" التي سيطرت على الأدب الأوروبي في فترة ما حيث يعيش الإنسان عمره كله منتظرًا شيئًا لا يتحقق، لا فرق هنا بين انتظار التتار وبين انتظار جودو في المسرحية التي كتبها صامويل بيكيت حيث يتم إدراك عبثية الأشياء، لكن في اللحظة المتأخِّرة بعد أنّ ننتظر ما لا يجيء أو يجيء بعد فوات الأوان، وهنا انتظر " دروجو" التتار عمره كله.. وفي لحظة القدوم كان يودِّع " دروجو" الحياة بسخرية. لعل درس بوتزاتي المهم ليس فقط عدم الاستسلام للأوهام، ولكن أيضًا عدم التغاضي عن كل ما يثبت لك أنّك تعيش في وهم كبير. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Sep 28, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||||
| 3.20
| 879
| Jun 30, 2021
| Jun 30, 2021
|
liked it
|
قد يكون كلُّ ما تراه أمامك ليس حقيقيًا بالمرة، قد يتحرّك الحقيقي داخل الافتراضي أو ربما العكس عندما يغدو العالم مجرد ماكيت صغير يحتوي على عالم أكبر من
قد يكون كلُّ ما تراه أمامك ليس حقيقيًا بالمرة، قد يتحرّك الحقيقي داخل الافتراضي أو ربما العكس عندما يغدو العالم مجرد ماكيت صغير يحتوي على عالم أكبر منه، تبدو هذه فكرة تفرضها الطبيعة السردية لرواية " ماكيت القاهرة" العصيَّة على التصنيف حقيقة، فهو ليس عمل فانتازي وليس واقعي ولا ينتمي للواقعية السحرية، هو مزيج من أشياء، لكنه ليس واقعيًا بحال، فطفل يقتل أباه عن طريق مسدس متخيَّل صنعه عبر حركة يده وأصابعه، وفتاة ترى رجلًا في المرايا بل وتمارس معه الجنس عبر وضع المرآة بين فخذيها، ومهووس بمارسة الجنس مع المانيكان الجبس وآخر يلتقط حدقة عين ويبحث عن صاحبها، أي جنون يريد طارق إمام إحكام بناءه في هذا العمل عبر مسارات زمنية مختلِفة للقاهرة، المسار الأول القاهرة 2011 والمسار الثاني القاهرة 2020 والمسار الثالث القاهرة المستقبلية في 2045، ثم يمتد العمل لبُعد زمني آخر في المستقبل حيث ستُمحى فيه القاهرة، وعبر تلك الأزمنة تتحرك الشخصيات الرئيسة " أوريجا" و " بلياردو" و " نود" لتعزف سيمفونية مجنونة لا تدري فيها الأصل من الصورة ولا الحقيقي من الافتراضي . لا أستطيع أنَّ أزعم أنَّ الرواية تعبِّر عن القاهرة أو أهلها، أو حتى عن حوادث مهمَّة حصلت فيها مثل ثورة 25 يناير، فالشخصيات باهتة والأحداث ضبابية، فهي تشير لقاهرة مُتخيَّلة، يُمكن أن نقول أنَّها قاهرة طارق إمام أكثر من كونها قاهرة ثورة يناير وقاهرة الكوفيد، فلماذا تلك الشرائح الضائعة الممزَّقة نفسيًا هي التي اختارها طارق إمام لتُعبِّر عن المدينة؟! ورغم أنَّ هذه الشخصيات المأزومة ليست شخصيات سويِّة ولا الإطار الذي تنطلق فيه ومن خلاله وهو " جاليري شغل كايرو" يبدو إطارًا طبيعيًا، إلا أنّ تلك الشخصيات ليست قادرة على انتزاع تعاطفك معها ولا حبها ولا كرهها، هي شخصيات تُثير إشمئزازك حتى وهي تُمارس دورها في لعبة المكان- الماكيت، وتغيُّر الحدث تبعًا للزمان، إنَّ فكرة إمام المُبتكَرة بلاشك هي وضع عالم داخل عالم داخل عالم، وهذه تجربة مثيرة لكن بطبيعة الحال أدى ذلك إلى تعدد المسالك، فشخص يقتل آخر في زمان، وفي زمان آخر غيره هو الذي قتله، وفي مسار زمني ثالث يكون القتيل هو من أراد الموت ، هذه اللعبة السردية مرهقة للقارئ بلاشك والرهان عليها خطير لاسيما وأنَّ البداية غير جذابة وأنَّ طاقتي كقارئ كانت قد أوشكت على النفاد مع أول مائة صفحة، وهذا مؤشر خطير على مدى جاذبية عمل كبير الحجم مثل ماكيت القاهرة. الرواية تحمل دلالات فلسفية وسياسية ودينية كثيرة، لكنك بالنهاية لا يُمكن أن تُمسك في الواقع بسؤال مُحدَّد متحكِّم في بنية الرواية على غرار روايات نجيب محفوظ، حتى جدالات " الميسز" مع شخصيات العمل وإن كانت أقرب للجدالات الفلسفية إلا أنها جدالات بلا معنى على الحقيقة، بعضها له تعلق بفهم أحداث في العمل، لكن طبيعة الجدالات في العموم كانت أشبه بالجدالات السوفسطائية وكان يُمكن تبسيطها وتوضيحها خصوصًا أنَّ الأبطال كلهم ليس في طبيعة تكوينهم أي مكون معرفي له تعلّق بالفلسفة أو حتى بناء معرفي يتيح لهم مثل تلك المجادلات من عينه الأسبقية والتبعية و العمى والبصيرة والمادي والروحاني وغير ذلك. هناك ابتكار بلاشك في عمل طارق إمام حتى في نحت الأسماء مثل كتاب " منسي عجرم"، لكن الابتكار الصعب والمهم كان في نحته لشخصية " الميسز" العجيبة والغريبة، لا أدرى لماذا تشير، لكنها مثال للهيمنة المطلقة والكلية وإذا قرأنا كتاب " منسي عجرم" بوصفه كتابًا للأقدار ربما يكون الترميز بشخصية " الميسز" لا يخرج عن ترميز محفوظ بشخصية الجبلاوي، لا أستطيع الجزم؛ فكما قلت البناء الترميزي مبتسر لعدم وجود إشكالات وتساؤلات حقيقية واضحة تلعب عليها الحبكة التي أجادت في نقاط أخرى لها تعلق بالفن وتأويله. لغة طارق إمام بلاشك لغة رائعة، وقدرته على نسج رواية بطريقة سردية متقنة لا يشك فيها حقيقة من يقرأ ماكيت القاهرة، لكن بتصوري عاب العمل بالإضافة لما قلته التكلُّف في الخيال مع محاولة ربطه عنوة با��واقع، وكذا التكلُّف في اللغة في كثير من المواضع. الرواية أظهرت أنَّ القاهرة تحيا كقاطنيها حياة التخفِّي والقهر والعري، وكما قلت أنَّ النماذج خادعة، لكن رغم ذلك لا ننكر أنَّ النص استثنائي حيث جاء كمتاهة لا تخرج وقد فهمت كل شيء منه، ولا تملك إلا العودة للشخصيات لتأملها، بلياردو الذي عاصر ثورة يناير وآمن بها ككرة بيضاء فوق طاولة بلياردو خضراء تستعد للإطاحة بكل الكرات الفاسدة، ونود وهي حلقة تقف بين الماضي والحاضر، وأوريجا وهو فن التشييد بالورق. وتتماهى هذه الشخصيات حيث يصعب التفرقة بين الأصل والتقليد، فالكل يُراقِب، والكل مُراقَب، لكن النتيجة بالنهاية كانت مؤلمة وهي " المحو". وتأتي الشخصية الأخيرة التي ظهرت في الرواية وهي " مانجا" في مرحلة ما بعد المحو لتؤكِّد أنَّ الجميع لا يملك من أمره شيئًا، والمسيز هي التي تدير الطاولة كلها، لكن المحو ليس هو النهاية، فالأمكنة كما يقول إمام تخلق قاطنيها. أرى أنَّ العمل يستحق الوصول للقائمة القصيرة، وإن كان هذا لا يعنيني، ورغم أنَّ العمل غير ممتع بالمفهوم الروائي، يمكن اقول أنَّ متعته كانت في ابتكاره، هو في ذلك العالم الذي أدخل طارق إمام القارىء إليه. بلاشك العمل به عيوب كما قلنا، لكنه بالنهاية عمل يستحق القراءة، والأهم أنه يثبت أيضًا أنَّ طارق إمام روائي موهوب فعلًا ويملك أدواته الأدبية، أعتقد يمكن الإقرار بذلك حتى ولو لم تُعجبك ماكيت القاهرة كحكاية. #قراءة_2022 ...more |
Notes are private!
|
1
|
Jul 10, 2022
|
Jul 17, 2022
|
Jul 16, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||||
| 9789921775044
| 3.81
| 3,416
| Sep 2021
| Sep 2021
|
it was ok
|
رواية يُمكن أن تُعد من روايات " جرائم الشرف" حيث تُعالِج مسيرة عائلة كويتية من نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات حيث حرب الخليج الثانية واجتياح العر
رواية يُمكن أن تُعد من روايات " جرائم الشرف" حيث تُعالِج مسيرة عائلة كويتية من نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات حيث حرب الخليج الثانية واجتياح العراق للكويت، ثم تحرير الكويت على يد قوات التحالف، ثم يمتدّ الخيط لثلاثين سنة بعد التحرير إلى أزمة كورونا، فترة زمنية طويلة تسرد فيها الرواية حياة عائلة كويتية خرج فيها أحد أفرادها وهو " نواف" من السجن عقب حالة الفوضى أثناء الغزو، ثم ترتد الأحداث إلى الخلف، إلى سنوات مضت، حيث البحر، والشالية، حيث عائلته " نادية" وبنته " مناير" و صاحبه " عامر" وأخيه " طلال"، لتبدأ الرواية في نسج عقدتها وحبكتها منذ تلك اللحظة عن طريق التنقُّل بين الماضي والحاضر. لعل السؤال الحقيقي الذي يُمكن أن نطرحه هنا هل يُمكن أن نقبل رواية تقليدية تفتقد لجانب التشويق ومتعة الحكاية فقط لأن السرد جيد، السرد كان جيدًا لكن القصة نفسها فقيرة، جريمة شرف بلا معنى، وانتقام من الصديق الخائن الذي خان الصداقة، كم مرة شاهدنا مثل تلك الحكايات التي أكل عليها الدهر وشرب!!، حتى وجود حرب الخليج الثانية جاء كخلفية باهتة للأحداث، ليس صحيح ما قيل أنَّ هذه الرواية ترصد حال الناس في الكويت وقت الغزو... لم نرَ ذلك على الحقيقية، مجرد مشاهد باهتة لا ترقى لذلك الرصد، بل لم يكن هناك حاجة لتلك الخلفية إلا فقط لصنع مبرر لخروج " نواف" من السجن. لم أشعر بشخصيات الرواية باستثناء الشخصية " مناير" منذ طفولتها إلى ما بعد ثلاثين سنة، حيث تبدأ في التمرد ومحاولة كشف أسرار الماضي وماذا حدث لأمها ولعامر، والحقيقة رسم أزماتها الداخلية كان جيدًا، حيث بدأت أزمتها من الطفولة من اللحظة التي شعرت فيها أنّ أسرتها لا تراها، حتى بعد ما عاد والدها " نواف" من السجن، وحالة الفتور التي قابلها بها، هنا ترى مناير والدها وكأنه " سندباد عائد من مغامرة بحرية، وتسمّرت تنتظر أن يراها لكنه لم يرها"، هذه العبارة كاشفة عن بداية الأزمة النفسية لمناير التي صاحبتها لنهاية الرواية حتى وهي تخوض مغامرتها الأخيرة لكشف ما حدث في الماضي لوالدتها قبل الغزو العراقي بقليل. بقية الشخصيات بلا عمق مثل " نادية" و " عامر" والجدة " منيرة" والأخ " طلال" وحتى " نواف"، أزعم أنَّها شخصيات لن تتذكر ملامحها عقب انتهاءك من الرواية، هي حكاية عادية بحبكتها وأفكارها وشخصياتها، فكيف حوّلها طائفة المدّاحين إلى رواية غير عادية، نعم يُحسب للرواية سردها الجيد والقدرة على الحكي، لكن بالنهاية يظل السؤال المهم ماذا تحكي لي ؟؟ أمّا نهاية الرواية فلم تكن أفضل شئ وجاءت تقليدية بما يُناسب تقليدية الحبكة نفسها . أعتقد أنّي أعجبت بقلم بثينة العيسى وقدرتها على الحكي أكثر مما أعجبت بالحكاية نفسها، وهذا مما يُشجِّعني على تكرار التجربة مع أعمال أخرى معها لعلي أجد فيها ما لم أجده في السندباد الأعمى. #قراءة_2022 ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jun 07, 2022
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 3.68
| 73
| unknown
| Dec 2021
|
it was ok
|
فن الرواية هو فن المتعة الحقيقة رغم لغة الروائي الجيدة لم أستمتع بالرواية، بداية مملة و سرد ليس فيه أي تشويق ونقل تفاصيل مملة عن الشارع والمحلات ومكان فن الرواية هو فن المتعة الحقيقة رغم لغة الروائي الجيدة لم أستمتع بالرواية، بداية مملة و سرد ليس فيه أي تشويق ونقل تفاصيل مملة عن الشارع والمحلات ومكان إقامته، حتى فكرة وحبكة الرواية عن أزمة منتصف العمر فكرة تقليدية، يمكن فكرة أزمة طلاق الأقباط من النقاط الجريئة بالرواية، لكن بالنهاية لم تستطع هذه الرواية أن تمتنعي ..وهي أذواق صراحة، أما الأمور التقنية في الرواية من وصف وبناء شخصيات يُمكن أن نقول جيد، لكن بالنهاية لم يُترجم ذلك فيما أتصور إلى حبكة مشوقة . على العموم كسبنا روائي جيد في أول عمل له، وننتظر منه الأفضل إن شاء الله. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Jun 02, 2022
|
Paperback
| |||||||||||||||||
| 9789776902244
| 3.72
| 103
| unknown
| Jun 2021
|
liked it
|
يبقى شيء من عبق الماضي عالِق بنا رغم الزمن، شيء تعجز يد النسيان أن تطاله، شيء يدفَعُك للحنين له أو الانتقام، فتذكر الماضي يجعل كل الجروح التي دفنتها ت
يبقى شيء من عبق الماضي عالِق بنا رغم الزمن، شيء تعجز يد النسيان أن تطاله، شيء يدفَعُك للحنين له أو الانتقام، فتذكر الماضي يجعل كل الجروح التي دفنتها تعود للحياة، لكن إذا كانت الجروح تعود ..فهل يعود الموتى فينتقمون ممن جرحوهم يومًا ما أو .. قتلوهم! ربما هذا ما لا يمكنك الجزم به وأنت تتماهى مع هذا العالم الذي صنعته الأستاذة " سنية زايد" حيث يختلط الوعي باللاوعي، فالحكاية مُخاتِلة ومموَّهة منذ بداية الرواية حتى نهايتها، وخيط من الواقع مُعلَّق به كرة من الهلاوس تتأرجح يمينًا ويسارًا، لكن يظل التحدّي الفعلي أمام القارئ هو في قدرته على التشبُّث بالواقع حتى لا يتماهى مع تلك الهلاوس لأبطال في حالة أزمة نفسية، وعندما تبدأ هذه الهلاوس في التفكّك رويدًا رويدًا= تسأل نفسك لوهلة هل هذه هلاوس بالفعل .. هل ما يحدث لأبطال العمل هنا على غرائبيته حقيقي، ولا يمكنك الجزم إلا عبر المحايثة الفعلية للنص الروائي، حيث يمكنك الجزم ساعتها من داخل النص نفسه، وعبر ثيمته الأساسية " الآن..بدأت اللعبة" بمدى واقعية النص بعد أن أخذ في التكشّف قرب النهاية . يقترب هذا العمل من الواقعية السحرية الغيبية التي تهتم بفكرة الجانب الميتافيزيقي للأشياء، فنحن أمام شخصيات مأزومة نفسيًا تتبدى لها هلاوسها في شكل شبح " دارين" التي ماتت إثر انقلاب سيارتها عقب العودة من حفل مع أصدقائها، وكانت معها في نفس السيارة أختها التوأم " لين" التي تخرج من تلك الحادثة مُحطَّمة نفسيًا، وتحت زعمها المستمر بأنَّها ترى أختها القتيلة تم إيداعها في مصحة نفسية، خرجت بعدها من المصحة بسنوات لتواجه أبشع هلاوسها، وفي ظلال ذلك تكشف أحداث الحاضر ما سبق وحدث في الماضي، فحوادث قتل في الحاضر لمن كانوا أصدقاء " دارين " تكشف عن حقائق جديدة، هل ماتت دارين أم ُقُتِلت! ومن يقتل أصحابها! وما شبح دارين الذي يظهر لأختها لين ورأته أمها " ناهد" و صديقة دارين " رهف"، وكذلك رأه " سامح" و " زياد" من أصدقائها قبل أن يتم قتلهما بطريقة بشعة!! هل عاد شبح دارين كما يبدو ظاهريًا! . هل يُمكن وضع الرواية ضمن إطار الرعب النفسي خصوصًا أنَّ الروائية أبدعت في وصف مشاهد ظهور شبح دارين وحالة الرعب النفسية للضحايا واستعملت تراكيب لغوية وصياغة فنية رائعة في التصوير انتقلت بالنص من حروف مسطورة إلى شريط سينمائي بديع! أعتقد في ذلك اختزال للرواية، حيث يتشابك فيها النفسي مع البوليسي مع الفنتازي، وكل ذلك يتحرّك ضمن الإطار الجمالي للغة " سنية زايد" وهو ما يجب الإشادة به، خصوصًا أنَّ ذلك النوع من الكتابات الروائية التي يدخلها شق بوليسي تفتقد لجانب جمال اللغة في الغالب، وهذا ما لم نجده هنا، فدخول أكثر من مكوِّن في حبكة الرواية جعل للغة دورًا بارزًا في وصف الأشخاص أو الحركات، والأهم في وصف الحالة الشعورية الداخلية لشخصيات العمل. قامت حبكة الرواية في الواقع على التعقيد والإبهام، حيث يتشابك الشق البوليسي مع الشق النفسي الذي بلغ ذروة التعقيد السيكولوجي في شخصيتي " لين" و " رهف"، وطوال الرواية أنت أمام هذا التعقيد الذي يستمر مع تنامي ظهور شبح دارين واستمرار حالات القتل، وخط الماضي الذي يتشابك مع الحاضر والذي يكشف وجود حالة عداء بين دارين وأصدقائها= ما يجعل شبهه قتل أي واحد منهم لها واردة بعد أن كشفت جرائم قتل اصدقائها في الحاضر عن شبهة تورّطهم في الماضي والتي كشف عنها الضابط " مازن"، ولكن تأتي الحبكة في النهاية لتقلب كل شيء، وتصدم القارئ الذي يُمكن له أن يتوقع بعض خيوطها أثناء القراءة. السؤال المهم: هل بالنهاية أجابت الحبكة عن كل الإشكالات! حاولت سنية زايد أنّ تفعل ذلك، لكن بتصوري هناك أشياء تبدو غير معقولة في حبكة الرواية، مثلًا فكرة اختراق لين لحواسب وتليفونات أصدقاء دارين وإرسالها رسائل من تليفوناتهم الخاصة لبعضهم البعض فيها تهديد بما حدث في الماضي حتى تجعلهم في حالة من العداء وتنتقم منهم جميعًا= هو شيء غير منطقي، فهل لم يكتشف أي فرد أنه تم إرسال رسالة من تليفونه حتى ولو كان مخترقًا! ثم لو فرضنا هذا ألم يكن من الممكن أن يعاتب أو يقول أحدهم للآخر ما هذا الذي أرسلته تتوعدني به فيقول له الآخر لم أرسل شيئًا!! . وتستمر لا منطقية الحبكة في النهاية عندما توضّح من هو القاتل، ثم العجب أنَّ خيوط الرواية في البداية كانت تأخذك لفكرة أنّ القاتل هو شبح دارين، وبالتالي فطريقة القتل البشعة لزياد على الأقل تناسب فكرة الشبح، لكن مع ظهور القاتل الحقيقي في نهاية الرواية تتيقّن أنّه أضعف من أن يقتل بتلك الطريقة الوحشية، بل وليس عنده المبرر الذي يجعله يوهم غيره أو الشرطة أنّ القاتل هو شبح دارين عندما يكتب على الحائط " الآن بدأت اللعبة"، قد نتقبل أنَّ " لين" ليست هي القاتلة، بل وليست هي " لين" في واقع الأمر، لكن من الصعب التخيّل أنّها كانت تُدير الأمور كلها بتلك الدقة ..الدقة غير المنطقية في الحقيقة. أعتقد أنَّه كان يُمكن التخلِّي بكل سهولة عن الجانب الفانتازي في الرواية، وهو رؤية لين للموتي ومحادثتهم، فليس لهذا أي قيمة في الحبكة الأساسية للرواية، وكان يُمكن جعل ذلك محض هلاوس، هلاوس دافعة للانتقام. وهناك أجزاء تبدو مستلهَمة من أعمال فنية، مثل فكرة لعبة الصراحة التي تتفجر على إثرها الأحداث فهي مُقتبَسة من فيلم " ويجا" و فكرة الدكتور النفسي الذي يقوم بتجربة أدوية هلاوس على المرضى مُقتبَسة بشكل ما من مسلسل " علامة استفهام". بالنهاية الرواية ممتعة ولغة سنية زايد رائعة وقدرتها على الوصف والسرد جيدة جدًا، وإن كانت هناك عيوب فنية فهي بتصوري وكما قلت في الحبكة نفسها، وإن كان ذلك لا يُقلل من متعة العمل ولا الجهد المبذول فيه. #قراءة_2022 ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
May 14, 2022
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9770931977
| 9789770931974
| 9770931977
| 3.31
| 1,801
| Jan 01, 2013
| 2013
|
really liked it
|
مجموعة قصصة ساخرة تتميز بحس بلال فضل الساخر الذي تختلط فيه السخرية بالسياسة. يغلب على المجموعة السخرية السياسية عبر حكايات توضِّح مدى عبثية الواقع، فه
مجموعة قصصة ساخرة تتميز بحس بلال فضل الساخر الذي تختلط فيه السخرية بالسياسة. يغلب على المجموعة السخرية السياسية عبر حكايات توضِّح مدى عبثية الواقع، فهو في هذه الحكايات يصب غضيه وسخريته على " الحاكم" و منظومته الحكومية، من ذلك مثلًا القصة التي يرى فيها الحاكم نفسه عاريًا في الكاميرات مهما ارتدى من ملابس، وكذلك رجال البرلمان الذين بمجرد جلوسهم على مقاعد المجلس حتى ترشق أصابع خفية في مؤخراتهم، للدلالة على أنَّهم لن يهنؤوا بمقاعدهم حتى يرجع حق الشهداء . تتناول تلك الحكايات الساخرة أيضًا طبقة المنافقين الذين يتملّقون الحاكم من الصحفيين والمفكرين، ففي حكاية ساخرة يحكي كيف يجد رئيس تحرير جريدة رائحة العفن في يده، ولما نصحه الطبيب أنَّه لابد أن يكتب عن الفساد ويكشفه بيده حتى تزول الرائحة فضّل أن يقطع يده على أن يقطع رزقه أو رقبته بيد الرئيس، وكذلك المفكر المنافق الذي وجد نفسه فجأة وقد أصبح يرى في المرآة مؤخرته بدلًا من رأسه، بل وأصبح يفكر بها. على المستوى الأدبي هي قصص منها قصيرة ومنها نحيلة في عدد أسطر محدودة، أما القصص القصيرة فهي مركزَّة ومكثَّفة حول الفكرة الأحادية، لا تنتظر فروقًا لغوية بين أسلوب بلال الصحفي وبين أسلوب بلال كأديب، ربما هو لا يرى في هذا مشكلة كبيرة وإن كنت أعتقد أنه بحاجة لمراجعة ذلك الأمر، وبالتالي الوصف البديع والسرد البليغ لا مكان له هنا، حيث تختلط هنا العامية بالفصحى البسيطة، وهي خلطة أنتجت نصًا بالنهاية قادر على إسعادك.. وهذا يكفي. أما القصص النحيلة فهي كبسولات ساخرة مسلّية أضافت طعمًا آخر للعمل. الحكايات توضح بشكل كبير مدى عبثية الواقع وفساده، لا تملك أمامه في هذه المجموعة إلا الضحك ..الضحك الممزوح بالألم. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Mar 31, 2022
|
Paperback
| ||||||||||||||
| 9789776916869
| 4.54
| 13
| unknown
| unknown
|
really liked it
|
في الفترات العصيبة تظهر معادنُ النفوسِ، وتتمثَّل على حقيقتها بلا مواربة ولا تجمُّل، نفوس تتصارع من أجل السُّلطة لنزواتها الشخصية، وأخرى تجعل السُّلطة
في الفترات العصيبة تظهر معادنُ النفوسِ، وتتمثَّل على حقيقتها بلا مواربة ولا تجمُّل، نفوس تتصارع من أجل السُّلطة لنزواتها الشخصية، وأخرى تجعل السُّلطة في صالح أمتها .. ليس ما يحدث هنا سجالًا بين السيوف بقدر ما هو سجال بين النفوس، بل وفي داخل النفس الواحدة تتمثَّل التناقضات بعد أن انفرط العقد هناك عند قلعة جعبر .. حيث قُتل عماد الدين زنكي، وحيث بدأ ربيع أيوب في نسج ملحمةٍ تاريخية مؤلمة؛ فقد جمعت الرواية بين صور العزة والمجد والهزيمة والقهر، وقد كانت عاطفة الرِّوائي قوية دافقة تنبص بالإيمان وتشع بالأمل كما في الإهداء الذي صدَّر به الرواية. يستطيع الفن الروائي أن يُقلِّل من جفاف السيرة، فهذه رواية تدور في فترة الحروب الصليبية عقب مقتل زنكي مباشرة ..تاريخيًا هناك خطوط كثيرة .. صراعات ..شبكة تحالفات مختلِفة ومتغيّرة، أستطيع أن أزعم أنَّ الروائي صاغ كل ذلك في حلقة واحدة مُتَّصلة دون الشعور بحفاف المادة التاريخية، فهناك على طول الرواية جبهتان رئيسيتان وهما: جبهة نور الدين محمود وجبهة الصليبيين في بيت المقدس وما حولها من إقطاعيات، فالأمر ليس فقط رصد الصراع بين الجبهتين، ولكن أيضًا في التصدعات الداخلية داخل كلٍ منهما، وفي ذلك تبرز شخصيتان على جانب كبير من الثراء النفسي وهما شخصيتي" علم الدين" و " برناردو"، فبداخلهما مساحات درامية و أطماع وتقلبات نفسية وعقد سيكولوجية محرِّكة لكل منهما لتحقيق مصالحه الشخصية. في المقابل اختفى العمق اللازم من شخصية محورية مثل " نور الدين محمود"، فرغم مركزيته إلا أنَّ حضوره لم يكن طاغيًا، والتعمُّق بداخل نفسه لم يكن بالقدر اللازم، ومثل ذلك يمكن أن نقوله على شخصية " شيركوه" و الملك الصبي " بلدوين" وأمه الملكة " مليزندا"، فهذه شخصيات كان يُمكن بلاشك نسج مسارات نفسية بل واجتماعية من خلالها، مثلًا ليس هناك تفصيلات عن حياة نور الدين محمود الشخصية، ولا عن طبيعة و حقيقة خطيئة مليزندا وأثرها عليها، أعتقد مثل تلك الأشياء تُثري الرواية أدبيًا، ولا تفسير عندي لذلك سوى أنَّ الطبيعة السردية للعمل كانت مهتمَّة بالحدث السياسي والعسكري نفسه كبطل للعمل. ورغم أنَّ الرواية حدَثِيَّة من هذا المنظور، إلا أنَّ الوصف جاء مناسبًا، والسرد في الرواية سلس مطواع ويتناغم مع الفنية الروائية، ولم ينزلق إلى الاستطراد الذي لا لزوم له، ومن هنا نقول أنَّ الديالوج بوصفه فنيًّا يندرج تحت مطلق السرد كما يرى بعض النقاد، فقد كان من الأعمدة الرئيسة في الرواية، ممتع وشيق لاسيما ديالوج " برناردو" و " مليزندا"، كما جاءت حبكة الرواية محكمة، وقام الروائي بتطعيمها بخطوط سردية من ابتكاره لم يُحسم أمرها تاريخيًا مثل من قاتل زنكي، فالرواية لها اختيار لن نحرقه، ومنه صنعت مسارًا حول تتبع نور الدين لذلك القاتل، مما أضفى بُعدًا ممتعًا آخر أكمل به الروائي الفراغات التاريخية بروح أدبية محضة . لا تنته الرواية فعليًا إلا بقدر ما تبدأ .. فما كان مقتل زنكي عند جعبر وصراع نور الدين مع ريمون وجوسلين واصطكاك السيوف إلا مجرد شرارة البداية ..شرارة وضع فيها حدًّا للأطماع الصليبية بعد موت زنكي، كما قضى على الخيانات في حلب، لكن مازالت الجبهة ممزَّقة وشرايين الأمة مفتوحة، فانتهت الرواية لكن لم تنته القضية .. فكما قال نور الدين " البقية تأتي" . رواية ممعتة من إصدارات دار إشراقة . #قراءة_2022 ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Mar 09, 2022
| |||||||||||||||||
| 9789772789313
| 4.42
| 12
| Feb 01, 2022
| Feb 01, 2022
|
really liked it
|
مهما توارى النور خلف آكام الظلام لابد يومًا من عبور مفاوز الجهل إلى بساتين العلم، وأن يُشرق ضوء الإيمان في القلوب ويخسأ الخونة، ويُبلِّل وجه الأمة ديم
مهما توارى النور خلف آكام الظلام لابد يومًا من عبور مفاوز الجهل إلى بساتين العلم، وأن يُشرق ضوء الإيمان في القلوب ويخسأ الخونة، ويُبلِّل وجه الأمة ديمات سير أبطالها العظماء. فمن سهول بادربون إلى آخن إلى قرطبة إلى سرقسطة كان أحمد عادل ينسج حكاية من رحم التاريخ بدأت بعيدًا في بلاد الساكسون حيث الشعوب الجرمانية، وامتدَّت حبكتها لسرقسطة وبلغت ذروتها عند ممر "رونسفال" حيث المعركة الضارية بين المسلمين وحلفائهم من البشكنس ضد شارلمان. أهمُّ ما فعله أحمد عادل ليس في النقل التاريخي لأحداث تلك الموقعة ولا في إرهاصاتها، ولكن إبداعه الحقيقي كان في أنسنة التاريخ عبر الصياغة الأدبية الرائعة، حيث لم تعد رونسفال ملحمة عسكرية بقدر ما هي ملحمة إنسانية تم التمهيد لها من بداية الرواية، فثنائيات[ العدل والظلم] و [الوفاء والخيانة] و [الحب والكره]،كلها ثنائيات حاضرة عبر هذا العمل، فقد تتعاطف مع الوثني الجرماني الذي يُسلَب حقه في الحياة الآمنة بسبب جشع الملوك كما في حالة ( أولتردو)، وقد تلعن المسيحي الفرنجي مثل شارلمان ورجاله على ما فعلوه من فظائع بحق الجرمانيين تحت زعم تعميدهم، وقد تلعن الخونة والجبناء في الصف المسلم مثل حالة ( ابن يقظان)، فكلها معان إنسانية تم التكريس لها طوال الرواية. فرونسفال هي نتيجة طبيعية للظلم والبربرية والهمجية، فمن روائع الرواية إلقاء الضوء على استغلال النبلاء الفرنجة للفلاحين وامتصاص دمائهم، وهناك مشهد مهم فيه وصف لقرى بادربون وحال أهلها وفقرها وهم يشاهدون موكب " ابن يقظان" بكل فخامته وهو ذاهب لمقابلة شارلمان، وهو مشهد يوضِّح كيف ينقسم المجتمع طبقيًا بين فئة تملك كل شيء بما فيها حيوات الناس، وفئة لا تملك حتى قوت يومها. من بلاد الساكسون تبدأ هذه الحكاية، وأعتقد أنَّ هذا هو ما أعطى للعمل نفَسَه الأدبي ليخرج عن حدود السرد التاريخي المحض، فعبر شخصيات مثل " أولتردو" و " كلوفس" و " جيروسندة" ثم نسج حكاية إنسانية رائعة تتشابك مع المسار التاريخي القائم، وكذا حكاية " روبرت " و " إيلينا" تأتي لتتشابك إنسانيًا مع المسار التاريخي الرئيس لتنبض الرواية أدبيًا، وهذه الشخصيات المتخيَّلة هي الأكثر تعقيدًا وثراءً على المستوى النفسي في العمل ككل. تبدو في الرواية حكايتان منفصلتان وهما حكاية عبد الرحمن الداخل وما يواجهه من ثورات في الجبهة الداخلية الأندلسية، وحكاية شارلمان مع الساكسون خلف جبال البرانس، إلا أنَّه سرعان ما تبدأ الحكايتان في التَّداخل والتشابك في حبكة روائية تمثّلها عقدة أدبية واحدة متمحورة حول سرقسطة، وتظهر في ذلك شخصية ثرية أدبيًا وهي شخصية القائد "عمر " - أحد رجالات عبد الرحمن الداخل- وهو الذي تبدأ به الرواية وتنتهي به كذلك، وأعتقد أنَّ شخصيته مرسومة بحرفية وبتركيب نفسي متقن للشخصية المجاهِدَة التي يمثِّل لها الإسلام مرتكزًا وعقيدة محورية. لم تكن شخصية شارلمان و عبد الرحمن الداخل شخصيات ثرية أدبيًا في العمل بالمقارنة بالشخصيات التي نسجها الروائي من محض الخيال، فقد نجح الروائي ببراعة في التعبير عن معاناة " أولتردو" من الحروب، و ألم " كلوفس " النفسي بسبب فقد أخته " جيروسندة"، و التمزق النفسي لروبرت بسبب خيانة صديقه " رودريك"، لكن لم تتعمق الرواية بدواخل نفسية الخائن مثل " ابن يقظان"، وأعتقد أنَّ هذه الشخصية كانت أرضًا خصبة للولوج لتفسية الخونة، كما أنَّ لحظات الضعف والقوة وكيفية التعبير عنهما في شخصية " جيروسندة" من الأمور التي أبدع فيها الروائي. بداية كل فصل قطعة فنية من الوصف البديع للأماكن والطبيعة ولدواخل النفوس، وديالوج الرواية جاء قويًا متدرِّجًا يُلائم جميع الشخصيات، مثلًا ديالوج عبد الرحمن الداخل فيه قوة وإحساس بقيمة الدولة وأهمية وحدتها، وديالوج شارلمان فيه من الغطرسة والغرور ، و خطاب إيلينا فيه من الضعف الأنثوي وتمزق قلوب المحبين، وديالوج روبرت فيه من لوعة المشتاق و ألم المكلوم بالخيانة، وهكذا، جاء الديالوج مناسبًا ومعبِّرا عن الشخصيات، وجاء وصف المعارك مبسَّطًا وممتعًا ومتقنًا. من الهنات في الرواية ذكر التاريخ الميلادي مرافقًا للهجري كما في حكاية جد عمر له عن تاريخ سرقوسطة [ ص ٥٨ ]، ولاشك أنَّ المسلمين لم يكن لهم عناية بالتاريخ الميلادي ذكرًا وكتابة إلا عند المؤرخين منهم، كما يوجد في الرواية تناقض في وصف بدر ففي [ ص ٤٠] جاء وصف بدر بأنَّه " ذو وجه مستدير وشعر أشقر"، بينما في [ ص٩٥] يصف رأس بدر بأنَّها صلعاء. كذلك هناك صورة ملائكية واضحة لعبد الرحمن الداخل حيث رسم صورة كلاسيكية عن الحاكم الذي يتنكر وينزل يتفقد أحوال الرعية، ثم في مشهد مسرحي يكشف اللثام في السوق عن شخصيته الحقيقية [ ص ١٢٢- ١٢٨]، وبتقديري هذه الصورة المغرِقة في الملائكية مما يعيب الكتابات ذات النفس الإسلامي عمومًا، كما أنَّ استعمال جملة قالها شيخ الإسلام ابن تيمية بنفس منطوقها على لسان عبد الرحمن الداخل قبل أن يُولد ابن تيمية بقرون لم يكن موفَّقًا، وهي جملة " إنَّ الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ...الخ"، وكان الأولى نقل هذه الجملة بالمعنى أو بصياغة أخرى؛ إذ هذه الصياغة جاءت بعد عصر الداخل بقرون. كذلك جملة " لن يرحمك التاريخ" التي قالها ثعلبة إلى ابن يقظان، وهو أسلوب خطابي مسرحي خارج سياق الزمن لا يستعمله إلا المثقفون وكتبة التاريخ لا قائد عسكري يخاطب أحد الخونة. في العموم الرواية ممتازة وممتعة وأنصح بها جدًا وتبشِّر بأديب رائع في قابل الأيام، وهي من إصدارات دار البشير . #قراءة_2022 #معرض_الكتاب2022 ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Feb 20, 2022
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9789778551211
| 3.66
| 91
| Aug 2019
| Aug 2019
|
really liked it
|
أهمُّ ما يُمثّله الجنون- بتصوري- في الأعمال الروائية هو ارتباطه بالمرجعية النقدية للمجتمع، كما كان يصف "ميشيل فوكو" المجنون بوصفه حكيمًا وفيلسوفًا يُع
أهمُّ ما يُمثّله الجنون- بتصوري- في الأعمال الروائية هو ارتباطه بالمرجعية النقدية للمجتمع، كما كان يصف "ميشيل فوكو" المجنون بوصفه حكيمًا وفيلسوفًا يُعبِّر من خلال جنونه عن مواطن الاختلال وبؤر الضعف في المجتمع، ومن ثم سنجد هذا الإحساس مُتواجِد وبقوة عند بطل العمل الذي يُجادل طبيبه رافضًا وصفه بالجنون، فهو بنظر نفسه مُختلِف عن الناس ..فقط مختلِف..والاختلاف لا يعني الجنون، هنا نرى المجتمع من خلال عيون هذا المريض المصاب بالهلاوس السمعية والبصرية، مريض قاتل، يُعاشِر زوجة المقتول، و يرى أمّه عاهرة حاولت قتله يومًا بالزرنيخ، يعتقد أنَّ زوجته تخونه وتسعى لقتل ابنته، وفوق هذا كلّه يكره القطط ويحاول قتلها معتقدًا بأنَّها تلهو بأرواحها الستة ثم تمنح روحها السابعة لقتيله حتى ينهض من رقدته وينتقم من قاتله، لكن كانت هناك إشكالية مُستمرّة أمام القارئ وضعتنا أمامها المُبدِعة دعاء إبراهيم ، وهي ما حدود الخط الفاصل بين الحقيقة والهلاوس، هل قتل فعلًا؟! هل أمه عاهرة؟! هل حاولت قتله؟! أشياء ستظلُّ مُتشكّكًا في حقيقتها أثناء القراءة، فالمنطق هنا غائب تمامًا، لكن الطبيعة السردية للرواية ستُمنطِق الجنون عبر تماهيك كقارئ مع نفسية البطل المأزومة. تنتمي هذه الرواية في طبيعة سردها إلى مدرسة " تيار الوعي" أو التداعي الحر حيث المونولوج الداخلي النفسي هو الحاكم على الطبيعة السردية، ويتميز بالتغيرات في تدفق الأفكار الخاصة بالشخصية، و هذا ما يجعل هذا الأسلوب مختلفًا حتى في طبيعة السرد، وهو ما نجده هنا، صوت وحيد ورؤية وحيدة = وهي رؤية بطل العمل المريض بالفصام، سرد معبِّر بكل قوة عن مشاعر وأحاسيس البطل حتى تشعر كقارئ بالتطبيع مع جنونه، لكن هذا الأسلوب أفقد الشخصيات الثانوية في الرواية عُمقها اللازم؛ إذ ظلَّت شخصية أم البطل أو شخصية زوجته " نهى" شخصيات بلا روح حقيقية، جامدة، حتى الألم النفسي للزوجة بسبب حالة زوجها كان يتم نقله عبر عدسة هلوساته، ونتيجة لتحكُّم الهلوسة في بنية العمل اضطرت – فيما أعتقد- الروائية إلى خلق مساحة سردية -على قلتها- غير تقليدية كالطبيعة السردية للمرآة أو للعصا؛ لتُعطي مُتنفّس لرؤية خارجية تحاول بها رد القارئ نسبيًا إلى خيط يُمكن من خلاله أن ينتزع نفسه من هلوسات البطل بعد أن تماهى معها. قسَّمت الروائية العمل إلى مشاهد أشبه بالفصول، كلُّ مشهد يُمثِّل بنية في صرح العمل، هذه الطريقة أفادت القارئ في الولوج إلى العمق النفسي للشخصية، لكنَّها على الجانب الآخر قد أبطأت من التدفق السردي نحو إضاءات جديدة في الحبكة، فلا نزعم أنَّ الحبكة في نفسها كان بها مفاجأة، أو أنَّ الحدوتة في نفسها لها طاقة جذب، لكن ما يدفعك كقارئ نحو المزيد من الولوج إلى صلب العمل ليس هذا ولا ذاك، بل هو تجربة الحياة في حالة الجنون عبر التماهي مع نفسية البطل. إنَّ طبيعة السرد جعلت الأهم ليس هو رصد الحدث، بل تجليات هذا الحدث على الشخصية، وكيف يتشكّل وعيها من داخلها لا من خارجها، لكن وإن كان هذا الجانب -وهو الطاغي على الرواية- له إيجابياته إلا أنَّه في الجانب السلبي لم يُفسِّر لنا بشكل دقيق كيف وصل البطل لتلك الحالة، صحيح هناك إشارات لتسلُّط أمه أو تنمّر أصحابه عليه، لكنَّها ليست كافية بتصوري لرسم ملامح أزمة البطل من منظور خارجي. ربما يكون من التحدي هنا هو كيف يمكن التعبير عن لغة الجنون، فبتصوري نجحت الروائية في صناعة لغة لا تتسم بالسخافات التقليدية التي تُوضع على لسان المرضى النفسيين، فالأساس هنا هو ما يُشاهده البطل في هلاوسه لا ما يقوله، وما يفعله لا ما يتلفظ به، وبطبيعة الحال في كتابات المدرسة التيارية " تيار الوعي" انعدام الديالوج أو قلته، لكن حتى في هذا الجزء القليل من الديالوج استعملت الأستاذة " دعاء إبراهيم " للعامية بالقدر المناسب جدًا للمشهد، فمشهد تضحك فيه مثل هلاوسه في المقابر ومحاولة دفنه حيًا، ومشهد تتأثر به مثل احتضانه للمتسوِّلة بحثًا عن دفء الأمومة الذي يفتقده، مشاهد متنوعة مُضحِكة حينًا ومؤلِمة حينًا آخر كمشاهده في المستشفى، وكلُّها تم صياغتها بجزء قليل من ديالوج لغته العامية مُبسَّطة، لكن التألق لم يكن هنا..لم يكن في الديالوج، بل في التدفق السردي النفسي المؤلم المُصاغ بفصحى يتخللها تراكيب بديعة. هذا هو الجنون الذي جعلنا هذا العمل نتعاطف معه، لقد تمسَّك البطل بجنونه الذي رأى فيه منحة لا محنة، وتميُّز يخرج به عن نمطية البشر بكل قسوتهم، فما الذي يجعله يتمسك بواقع مؤلم، ومن ثم تحايل وراوغ ورفض العلاج ثم كانت نهايته التي قبلها راضيًا ومبتهجًا بها، نهاية تبدَّى له فيها صديقه الميت " كتاتونيا" وجنيَّتِه التي أحبَّها وتوحّد معها، بعد ما ماتت كلُّ القطط التي كرهها بعد أن أذاقته مرارة " اللهو" عبر ست أرواح، لكن ليس ها هنا روحًا سابعة لتُحييه كما حدث مع روح قتيله سعيد. هي رواية بطعم الألم النفسي وتستحق جائزة " غسان كنفاني" التي أخذتها بجدارة. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Dec 02, 2021
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9777953313
| 9789777953313
| B0994SWM1Y
| 3.84
| 141
| 2021
| Jun 01, 2021
|
really liked it
|
يبدو أنَّ الإنسان هو الإنسان تُحرِّكه دوافعه وشهواته بغض النظر عن عِرقه وجنسه والمكان الذي نشأ فيه، فهنا في " نجع بريطانيا العظمى" توليفه من الشخصيات
يبدو أنَّ الإنسان هو الإنسان تُحرِّكه دوافعه وشهواته بغض النظر عن عِرقه وجنسه والمكان الذي نشأ فيه، فهنا في " نجع بريطانيا العظمى" توليفه من الشخصيات المُختلِفة عرقًا وجنسًا تتدافع وتتصارع تُحرِّكها متوالية من الطمع والجشع والجنس كتيمات ثابتة للإنسان المفتَقِد إلى القيم، ومع ذلك لم يكن لأي من هذه الشخصيات أن تتصدر بطولة العمل، فالبطل هنا هو " المكان"، هو نجع " السعداوية" الذي يُطلَق عليه " نجع بريطانيا العظمى" حيث حكمت بريطانيا النجع من خلال سلالة " السعداوية" عبر منصب العمودي�� إلى أن تقوم حركة الضباط الأحرار بتغيير مجرى الحياة السياسية في مصر، ومنها مركزية تلك السلالة الحاكمة لنجع السعداوية. تأتي بطولة المكان من خلال طرحه على الوعي فدلالته دلالة حدث، مراد لذاته، مرشّح للمعالجة الحسية بصريًا وسمعيًا، فالخط السردي رغم تنوعه وقفزاته عبر تقنية " الفلاش باك" الذي سيطر على مُجمَل البناء السردي للرواية، إلا أنَّه لا يبعد عن المكان وعن سيمائيته وعن مركزيته، هنا يلتقط النص المكان ويُضفِّره في خيوطه. فعبر بناء سردي مُحكَم يربط الروائي الرائع «حسام العادلي» بين المكان وبين نفسيه أبطاله، سواء كانوا من سلالة السعداوية مثل " السيد سعد الله" و " حسن" و " زين " و " حسانين"، أو عبر الفئة التي تمثِّل السلطة الكولونيالية بكل عنصريتها ممثلة في قائد الكامب الإنجليزي " هاريس" أو زوجته " ماري" و ابنته " كارمن". كلُّ هذه الشخصيات تتألق سرديًا ضمن البناء الدائري للرواية المُمثَّل في المكان وهو نجع السعداوية، بل وتتشابك العامة والدهماء ضمن هذا الخط السردي عبر أزماتهم النفسية القائمة على تعظيم جلاديهم من جانب والسخط عليهم من جانب آخر، ففي مشهد رائع من مشاهد الرواية خرج العامة في جنازة العمدة المستبد الظالم السفاح " السيد سعد الله"، لكن الإبداع هنا هو في كيفية رسم «حسام العادلي» لتناقض مشاعر العامة بين الفرح لموت الطاغية و الحزن لموته؛ لأنه رغم كل بطشه بهم كان مأمن لهم، وهي سيمائية تُلقي بظلالها سياسيًا على سيكولوجيا الجماهير. إنَّ التلاعب بصورة المكان في الرواية يجعل له دلالة تفوق دوره المألوف كديكور أو كوسط يؤطِّر الأحداث، فالمكان له دور في إسقاط الحالة الفكرية والنفسية للأبطال على المحيط الذي يوجدون فيه، ومن ثم يُمكن قراءة التحولات الفكرية والنفسية في شخصيات الرواية مثل " حسانين" الذي كان حلمه كرسي العمودية بعد موت والده الجبار الظالم " السيد "، فالمكان صاغ أحلامه وتصوراته، لكنه بمجرد تركه للمكان ظهر " حسانين" مُلقّح فكريًا بروح أهل البندر، تبدَّلت الأحلام، هذا التحول كان موضع انكار ابن اخيه " زين"، لكنه هو نفسه سيتغير بمجرد تركه النجع في زيارة خاطفة للقاهرة. فالنجع هو محور الأحداث، حتى في المشاهد التي كانت تدور خارجه يظل حاضرًا فكرًا وروحًا وتأثيرًا، فهو موطن قوة " السيد" ومهد خرافة العامة حول الأولياء الكذبة مثل " الطشطوشي"، وفيه صعود نجم " هاريس" ، وفيه موضع انتقامه من زوجته " ماري" و عشيقها الفرنسي " لابان"، فالنجع هنا هو مهد الصراعات من قتل وكذب وخداع وزنا وسحل وتلاعب بالوعي الجمعي وتوجيهه بالخداع تارة وبالكرباج والعصا تارة آخرى. اللغة السردية التي استعملها «حسام العادلي» جاءت بسيطة ومباشرة لا تحكمها تراكيب معقدة، لكنها تخللها توظيف جيد للتشبيهات والتراكيب اللغوية في المواضع التي تحتاج لذلك كما في العلاقات الإنسانية المحكومة بمشاعر العشق والحرمان، أما الديالوج نفسه مناسب بشكل كبير للشخصيات على قلته، فقد أعطى الديالوج – الذي كنت أتمنى أن يأخذ حقه في العمل- اللفظ قيمة بصرية لا تجعل منه مجرد لفظ، ولكن تجعل منه صورة ورمزًا مصورًا، والوصف جاء بنفس القدر والمستوى أيضًا، وإن كان واقعيًا لا يُمكن الفصل بين السرد والوصف، فإنه – وبشكل إجرائي- يُمكن أن نتلمس ملامحه في وصف الأشخاص والأماكن بقدر مناسب، وإن غاب تمامًا كعنصر استهلال سردي تاليًا لعناوين الفصول. هذه الرواية هي رواية " حدثية " بشكل كبير، فالأحداث طاغية ومتدفقة بشكل ظاهر، ساعد على ذلك ترك عنان القص السردي ليتشَّكل عبر حكايات متنوعة لأبطال العمل بشكل متداخل عبر صوت خارجي وهو صوت " الراوي العليم"، وهي طريقة مُربِكة نوعًا ما؛ حيث تفقد الأحداث تراتبيتها في بعض المواضع، ولذلك أعتقد أن الروائي لو كان أطلق العنان للسرد " الحكائي" عبر تقنية تعدد الرواة من خلال " السيد" و " هاريس" و " كارمن"، كثلاث شخصيات أساسية ومحورية في الرواية لكان أبدع في الولوج إلى عمق الشخصيات وبناءها الداخلي، والنظر إليها من الداخل والغوص إلى أبعد نقطة فيها. الحبكة جاءت بشكل كبير مُحكمة، واستطاع العادلي أن يوظّف كلّ الحكايات المتنوعة والمتدفِّقة لتصب بالنهاية في مجرى واحد، وجاءت النهاية جيدة لتُغلِق الخطوط السردية المفتوحة بشكل سريع على يد " كارمن"، وعلى يد فيضان مُدمِّر يضرب نجع بريطانيا العظمى والذي لم يصمد أمامه العامة والدهماء، كان جُل تفكيرهم في تلك اللحظة هو حماية ضريح " الطشطوشي" الذي ما هو إلا طريد من مطاريد الجبل صنع مشيخته الطاغية " السيد" مُستغفلًا لهم، لكن ما لم يُدرِكه الدهماء أنّ الضريح الذي كانوا يتبركون به ما هو إلا قبر العشيق الفرنساوي المقتول " لابان" ، ليؤكد « العادلي» على كيفية تلاعب السلطة ممثلة في " السيد" و " هاريس" بعقول الدهماء. الرواية ممتعة ومؤلمة معًا، كل الشخصيات بها سوداوية بنسب متفاوتة، ترسم الإنسان في أدنى مستوياته مُحاطًا بنزواته وعطشه للسلطة والجنس والاستبداد، هي رواية يختلط فيها السياسي حيث شراء ولاء رجال الحكومة والساسة مثل " برهان باشا"، مع ما هو سوسيولوجي ممثلًا في السحق الاجتماعي والتمييز الطبقي كما حدث مع " مغاوري" وابنته التي داس شرفها " زين" السعداوي، والطبقية الكولونيالية البغيضة ممثلَّة في العرق الإنجليزي. فعبر مساحة زمنية ممتدة من الحرب العالمية الأولى حتى التأميم الناصري للقناة كان العادلي ينسج حكاية إنسانية ..مؤلمة. #قراءة_2021 #نجع_بريطانيا_العظمى #الدار_المصرية_اللبنانية ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Nov 12, 2021
|
Paperback
| ||||||||||||||
| 9789777952989
| 4.13
| 3,682
| Jan 03, 2021
| Jan 03, 2021
|
really liked it
|
هناك أنواع من الحبكات الرِّوائية يُحرِز انتصارًا كاملًا، قد يكون هذا الانتصار أكثر صعوبة في الحبكات القائمة على " الكشف"، فتضطر الشخصيات إلى إعلان وكش
هناك أنواع من الحبكات الرِّوائية يُحرِز انتصارًا كاملًا، قد يكون هذا الانتصار أكثر صعوبة في الحبكات القائمة على " الكشف"، فتضطر الشخصيات إلى إعلان وكشف طِبَاعها عند كل مُنعطف، يبدو هذا الأمر واضحًا في هذه الرواية الممتعة والرائعة للمستشار أشرف العشماوي، فقد نجح في صناعة تلك الحبكة المُبهِرة عبر ثلاثة مسارات سردية مُتداخِلة، غابت فيها الحبكات الفرعية، وتصدّرت الحبكة الرئيسية كبُنيان قائم بنفسه رغم تعدد المسارات التي كانت أشبه بموج البحر المُندفع أثناء المدّ مع بداية كل مسار سردي، ثم انحساره مع نهايته، ليعود بقوة متدفقًا مع المسار السردي الجديد. مثّلت هذه المسارات السردية الطمع " حالة أورفانيللي الأب" و حلم الثراء بطرق غير مشروعة " حالة منصور التركي" و الانتقام المشوب بحلم الصعود "حالة أورفانيللي الابن"، فكأن الحياة تتمثّل في بشاعتها من خلال هذه المسارات التي تجمعها صالة مزاد، وكأن الكلمات التي تحكم الصالة " آلادونا"، "آلادوي"، "آلاتري" والتي يُعلن من خلالها عن بيع الأشياء يُمكن أن تنسحب على الإنسان أيضًا، فيصبح سلعة في صالة أكبر من صالة " أورفانيللي"، وهي صالة السياسية، وكما يقول الريس هارون أحد شخصيات الرواية الفرعية " ماذا يتبقى من إنسانيتنا لو أصبحنا قطعة معروضة في صالة مزاد ! " . لاشك أنّه يتشابك الاجتماعي مع التاريخي مع السياسي في هذا العمل الشيّق، في إطار بوليسي وحبكة تشويقية، لم تأت السياسية في الرواية إلا كخلفية لأزمات نفسية واجتماعية لأبطال العمل، وكيف يُمكن لفساد المناخ السياسي أن يُوصِل النفوس المأزومة اجتماعيًا إلى ذروة فسادها وطمعها، فعبر فترة ممتدة من الملكية إلى السبعينيات دارت وتأزّمت وتعقّدت مسارات الرواية بداية من أورفانيللي اليهودي وطمعه وسلبيته مرورًا بصداقته بالمايسترو منصور التركي وصعودهما معًا السلم الاجتماعي نحو الثروة عبر ذكاء منصور وعبقريته في فهم الأنتيكات وبيعها، و كذلك عبر الغش والتدليس وتقليد القطع وبيعها على أنها قديمة ونادرة، وانتهاء بأورفانيللي الابن صنيعة منصور= والذي حمل على عاتقه حلم الانتقام المشبّع بالطمع والجشع وحب النساء، ويأتي وصف العشماوي للصالة وكيفية تقليد القطع وذكر الإسكندرية كمكان يتم فيه التقليد، وكيفية فرز الأصلي عن المزيف= من الأمور الدقيقة التي تفرّد بها الروائي كشيء مميز نقله إلى قارئ لا يعلم شيئًا عن هذا العالم. يأت ذكر « فاروق» و « ناصر» و « الضباط الأحرار» كفاعل مُتحرِّك خفي لحبكة الرواية، فعبر تشابك السياسي مع الواقع الاجتماعي= تُصنع حبكة الرواية وتتأزّم عبر فساد فاروق النسائي و شره الضباط الأحرار للاستيلاء على القصور الملكية وتُحفِها، وفرض الحراسات على أموال الناس، وصعود شعبية ناصر والتغير الاجتماعي الذي صاحبها، فهو تغيُّر مُدان بصورة مستمرة في الرواية بالمقاربة بينه وبين العصر السابق عليه، وتأتي صورة الضابط الفاسد " أحمد عيسوي" مليئة بندوب الرشوة وأخاديد الفساد كمثال لرجال هذا العصر الصاعدين بقوة من القاع إلى القمة. بناء شخصيات الرواية مُحكم جدًا، وسمحت المسارات السردية بالولوج إلى عُمق الشخصيات الرئيسية، فكل شخصية كانت تظهر باهتة في المسار السردي للشخصية الأخرى، لكن بمجرد أن تمتلك تلك الشخصية ناصية السرد الذاتي حتى تبدأ تتفتح سيكولوجيتها شيئًا فشيئًا أمام القارئ، ورغم تنوع التركيبات النفسية للشخصيات-وقد نقل هذه التنويعة العشماوي ببراعة- إلا أنّه لم يوفّق في خلق لغة سردية مميزة خاصة بالثلاث شخصيات الرئيسية، باستثناء كلمة " استبينا" المميزة للغة منصور التركي، وإن كان ذلك التمايز يظهر واضحًا في الشخصيات الفرعية مثل لغة المومس " روحية" أو " سعد كروان" أو " الريس هارون". لغة أشرف العشماوي السردية جيدة جدًا، ولاسيما المقطوعات النفسية التي يبدأ بها غالبًا القطعة السردية بداخل المسار السردي نفسه، وهي فصحى بسيطة مليئة بالتشبيهات البديعة، ويأت الديالوج بالعامية بشكل مناسب ومميز للشخصيات الفرعية، أما الوصف نفسه فهو غير مُسهب، فهي ليست من الروايات التي يغلب عليها الوصف، بل هي رواية " حدَثيَّة" بشكل كبير. ليس هناك بطل أخلاقي على الحقيقة، فالشخصيات كلها مُدانة وكلها مأزومة نفسيًا بأطماعها وجشعها، لكن تبدو حقيقة براعة العشماوي في رسمه للشخصيات الرئيسية أنّه رغم صناعته لشخصيات مُدانة إلا أنّ هناك جوانب تجعلك تتعاطف معها، فالشر يأتي هنا ليس بوصفه مطلقًا، بل بوصفه بروزًا منطقيًا لصراع الأضداد داخل نفوس ضعيفة بطبعها، يظهر ذلك مثلًا في محاولة قتل منصور لشخصية من شخصيات الرواية المحورية بداخل المستشفى وتردده مرات، وفي سلبية أورفانيللي الأب وضعفه رغم مشاركته لمنصور في خداع الزبائن بسلبيته وحبه للثراء، وكذلك شخصية أورفانيللي الابن بكل ما تحمله من معاناة، هل تتعاطف مع معاناته أم تغرق في المسار السردى المُشبَّع بميله للانتقام وضعفه أمام المال والنساء، حتى بعض الشخصيات الفرعية مثل المومس " روحية" هل ننقدها أخلاقيًا أم نكبر لها رعايتها وتبنّيها للطفل عاصم ورعايته وعلاجه! هنا تبدو النفوس معقدة بقدر تعقد حبكة الرواية. ربما يبدو في الرواية نوع من تجميل لصورة اليهود في مقابل إدانة واضحة للإخوان، مثلًا يرصد العشماوي كيف دبّر الإخوان تفجيرات في حي اليهود المسالمين المحبين لوطنهم مصر! هكذا..صورة وردية، دون ذكر السياق التاريخي ودوافع مثل تلك الأفعال، لماذا لم يذكر مثلًا دور كثير من اليهود المصريين في تدعيم الحركة الصهيونية والترويج لها! لا يوجد مثال واحد لهذا الأمر، ومع ذلك ليست كل الشخصيات اليهودية مثالية بل فيها شخصيات انتهازية أظهرتها الرواية مثل سعد كروان و عزيز أرقش، لكن النموذج النسائي بشكل عام هو نموذج سيء، من أم منصور المومس إلى روحية المومس إلى بهيرة البليدة المُتسلِّطة المريضة عقليًا إلى نجات اليهودية الفاسدة، لم يفلت من هذه الدائرة القبيحة إلا ليلي اليهودية وإن كانت محكومة هي الأخرى بطمعها. الرواية بشكل عام ممتعة بدرجة كبيرة، تستلهم بعض الوقائع التاريخية الحقيقية لتبني فوقها جسرًا كبيرًا تعبر عليه شخصيات كثرة ومتنوعة، تلعب على أهواء البشر وأطماعهم وجشعهم، وتحوّلهم لمجرد ألة للقتل أو السرقة بغض النظر عن دينهم وأعراقهم، فعندما يُسحق الإنسان يتحول لقطعة تُباع في مزاد الدنيا كما تُباع القِطع في صالة أورفانيللي..تلك الصالة التي تصارع فيها ومن أجلها الجميع، وللمفارقة كانت النهاية المأساوية للشخصيات الرئيسية أيضًا فيها. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Nov 04, 2021
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9789776793224
| 4.67
| 54
| unknown
| May 02, 2021
|
it was amazing
|
كلُّ رواية تحمل بداخلها أيديولوجيتها، تتحكَّم في رؤية الروائي وفي بناءه للشخصيات وتكوينهم الفكري وموقفهم ورؤيتهم للحياة وللمجتمع، ولا يُمكن عزلها بحال
كلُّ رواية تحمل بداخلها أيديولوجيتها، تتحكَّم في رؤية الروائي وفي بناءه للشخصيات وتكوينهم الفكري وموقفهم ورؤيتهم للحياة وللمجتمع، ولا يُمكن عزلها بحال من الأحوال عن مُجمل تقييم العمل الروائي، فإنّها وإن كان لها تعلق خارجي بفنيات الرواية، إلا أنّها على الحقيقة هي التي تبثّ الروح في هذه الفنيات الجافة فتجعلها نابضة، هذا ما أعتقد أنّه متوفر وبقوة في هذا العمل الروائي المميز لأمير حسين Amir Hussein ، فهو عمل مُشبّع بالسيمائيات وبالدلالات والإشارات التي تصيغ أيديولوجيا وجودية حول خلافة الإنسان التي يرمز لها بمصطلح سيمائي وهو " رفات نبي"، وكذا إشكالات فهم النص الديني ونقد المتلاعبين بعقول البسطاء باسم الخرافات التي يُلبِسونها المسوح الدينية؛ فهي رواية وجودية شكلًا وموضوعًا، لكنّها ليست بطبيعة الحال من عينة روايات سارتر أو كامو أو سيمون دي بوفوار؛ إذ في " رفات نبي" لا يقف أمير حسين موقفًا موضوعيًا من الإنسان، بل هو يُقدِّم لنا صورة واقعية ملموسة للإنسان في إطاره الاجتماعي والعقدي المُبتذَل، فيكشف لنا عن عمق أهوائه ورذائله وشتى مظاهر نقصه. ينسج لنا أمير حسين مجتمعًا غرائبيًا، يُحاول من خلاله التوفيق بين الموضوعي والذاتي، وبين المطلق والنسبي، بين اللازمني والتاريخي، وبين العمق الفكري والثقل المادي، فمن خلال بلدة ساحلية قائمة على قوانين محفورة في ألواح منسوبة للرب حيث فُقدت الألواح الأصلية وما تبقى هو ألواح معلقة على جبل " يام" نسخها المدونون والضريرة، تتشكل معالم الرواية الأساسية وتتفرع خيوطها وتتضح معالم شخصياتها من راو للأحداث ينعته أهل هذه البلدة بـ " أخو صالح"، إلى ضريرة تُمثّل السلطة التأويلية لألواح الرب المزعومة، و ريس له سلطة كبيرة على جموع العامة وهو يمثل السلطة التنفيذية لتأويلات الضريرة التي تتشابك مصالحها مع مصالح الريس، ونخبة يُمثّلها مجموعة من المتشككين في تأويلات الضريرة وسلطة الريس ينعتهم أهل البلدة بالكفرة مثل شخصية " نظير". إنَّ ما أبدعت فيه الرواية هنا على الحقيقة ليس طرح الإشكالات حول ماهية الرب أو مصير الأرواح بعد الموت أو مدى وثوقية العملية التأويلية لألواح الرب المزعومة، إنما الإبداع الحقيقي هو في كيفية تعبيرها عن البعد الميتافيزيقي الذي يتحرك عبره الموجود البشري، وذلك من خلال مواقف متعارضة وأحداث متشابكة ومشاعر متناقضة تحكّمت في بنية العمل الروائي. هذا التداخل والتعارض هو ما أكسب الحبكة الروائية قوتها، فالصراع بين " أخو صالح" و مصيره وأزمته السيكولوجية التي تربط بينه وبين أخيه " صالح" تجعله دائمًا في مواضع مقاربة معه، ثم قلق " أخو صالح" الفكري من معتقدات أهل المنزلة وتشككه في تأويلات الضريرة و تفسيرات الكاهنة، بل ورفضه للسلطة التنفيذية الممثلة في الريس " باذام" الغشوم الذي يتسم بديماجوجية شديدة، هو ما أوصل الحبكة إلى ذروتها، ربما كان الإيقاع بطيئًا في البداية، لكن في لحظة ما، عندما يذبح " أخو صالح" طائر النورس المقدَّس عند أهل المنزلة، تبدأ الأحداث في التسارع والتدفق، وتبدأ شخصيات أخرى في الامتداد عبر مساحة روائية لا بأس بها مثل شخصية " نرجس" الي تُعد هي دينمو الانقلاب النفسي في شخصية " أخو صلاح"، حيث بدأ في الانقلاب العملي والانتقام الفعلي من أهل المنزلة. وكذا شخصية " نظير" أو الزنديق في نظر أهل المنزلة، وجماعة النسّاك، فكل هؤلاء شكّلوا بصورة كبيرة التطور الفكري والثوري لدى بطل العمل، وهو تطور تم بتدرّج مدروس، وإن كان هناك بعض الشخصيات كان يُمكن منحها مساحات أكبر مثل شخصية الريس " عشم"، كما أنَّ الديالوج نفسه يبدو مناسبًا بدرجة كبيرة لكل شخصيات الرواية، لاسيما ديالوج " أخو صالح" و " نرجس" و نظير"، فهو يلائم تركيب الشخصيات وتطورها الفكري ودوافعها النفسية. فأبطال " رفات نبي" ليسوا بالضرورة فلاسفة أو مفكرين أو أهل جدل، بل هم أولًا وبالذات موجودات بشرية تواجه مصيرها، ومن هنا قد يبدو عدم العمق الفلسفي في الحوار بين " أخو صالح" و " نظير" حول كينونة الرب، أو بين " أخو صالح" و " الريس عشم"، فالرواية لا تأخذنا لجدالات لاهوتية لأن شخصيات الرواية غير مؤهَّلة لذلك باستثناء الضريرة التي تدّعي العلم، ومن ثم هي تطرح إشكالات أكثر مما تضع من تنظيرات، إشكالات من عينة قلق الإنسان وعبث الحياة وصراع الحريات وجزع الموجود البشري من الموت، فهي إشكالات لا يجد أبطال الرواية إجابات عنها إلا محض أوهام تنسجها الضريرة والكاهنة، مع قوة بطش كبيرة يستعملها الربان أو الريس " باذام" إزاء كل من يشكك في تلك الإجابات أو التأويلات، بل هو يملك على الحقيقة توجيه العقل الجمعي للعامة، ويدفعهم للفتك والقتل والوحشية على قارب التطهير المقدس " المنجية" البائد منذ طوفان نوح، وحشية ونشر بالمناشير بإسم الرب التي تحتكر الكلام باسمه الضريرة. كان من الطبيعي عندما تأتي النهاية أن تكون صادمة ومروّعة تعصف بكل هؤلاء، تعصف بالضريرة والريس " باذام" و زبانيته، بل حتى العامة -وهم أداته الغوغائية- كانت نهايتهم نفس نهاية السلطة التي استعملتهم، ونكتشف أن " أخو صالح" له إسم حقيقي حاولت أمه طمسه بمحق ذاتية ابنها ليتماهي في شخصية أخيه التوأم " صالح"، هذا الإسم هو " نوح"، وهي سيمائية تربط بين مصير نوح " أخو صالح" وبين المصير المدون لنوح النبي عليه السلام، فكلاهما نجا على قارب الحقيقة الذي لم يُغرِقه طوفان الجهل والأساطير، الجهل الذي يصنعه طول الأمد والبعد عن مصدر النبوة وحملته، يبدو هذا واضحًا في الانقسام الواضح لأهل المنزلة حول عقيدة الموت ودور النوارس في حمل الأرواح، انقسام بعد موت آخر أبناء نوح -عليه السلام- نتج عنه فريقان، فريق الريس عشم و فريق جماعة النساك، وما بينهما من انقسامات لاهوتية. فعبر لغة رصينة ومتماسكة، وتشبيهات بديعة، ووصف غير مُسهب ولا مجتزأ يتميز بالدقة، تم صياغة هذه الملحمة الفكرية الرائعة المتجاوزة للزمان والمكان. #رفات_نبي #قراءة_٢٠٢١ #دار_الهالة ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Oct 27, 2021
|
Paperback
| ||||||||||||||||
| 9789933655525
| 3.41
| 3,284
| Jan 2021
| Jan 2021
|
did not like it
|
هل تستحق هذه الرواية أن تُقرأ؟ بل هل تستحق أصلًا أن يُكتب عنها؟! دعني أقول لك أنّ هذا العمل الذي نُطلق عليه " رواية" على سبيل التجاوز يكتسب قوته التسو
هل تستحق هذه الرواية أن تُقرأ؟ بل هل تستحق أصلًا أن يُكتب عنها؟! دعني أقول لك أنّ هذا العمل الذي نُطلق عليه " رواية" على سبيل التجاوز يكتسب قوته التسويقية من اسم صاحبه المعروف بمواقفه السياسية و كتاباته التليفزيونية والصحفية، لكنه لا يُمكن أن يكون بحال روائيًا جيدًا رغم قدرته على الحكي ورغم حِسّه الساخر الذي لا تملك أمامه رغم سفالة الرواية ووضاعة أبطالها وانحطاط أسلوبها إلا أن تبتسم في أكثر من موضع في هذا العمل. هذه الرواية عن القاع، قاع المجتمع، وحُثالة البشر، ساد فيها صوت واحد فقط، وهو صوت الراوي العليم، الذي يقص تجربته الشخصية ويحكيها، قد يكون فضل يحكي تجربته الذاتية، لكن في عمل مكتوب عليه اسم " رواية" كيف نتسامح مع رواي لا نعرف اسمه و مواصفاته الشكلية، بل حتى تاريخه العائلي الذي ساقه لتلك التجربة القاسية أو المنحطّة لا يمدّنا بتفاصيل كثيرة عنها سوى قسوة أبيه و بحث أمه معه عن شقة في القاهرة ليسكن فيها إلى أن حطّ رحاله في بيت طلبة الأزهر الذي يُطلق عليه بلال فضل ساخرًا بيت الشباب الصالح، قبل أن ينتقل إلى بيت " أم ميمي"، ولاشك أن هذه سقطة روائية. كما أن أسلوب الحكي نفسه لا يُساعد على بناء شخصيات الرواية، فلا يمكن أن تغوص بداخل الشخصيات، ولا أن تكوّن قناعة عنهم سوى أنَّهم شخصيات قذرة. لقد أعطى بلال فضل نفسه الحق في نقل كل الألفاظ المنحطّة والسافلة، فهناك قاموس مُتنوع من شتائم الشوارع، وذكر الأعضاء التناسلية الذكورية والنسائية بالألفاظ الصريحة، فكل ما هو منحط= هو هنا في هذا العمل، وفضل يرى أن الأديب ليس قيّمًا على أخلاق المجتمع، إذًا من ماذا اشتُقّ اسم " الأديب"، ولماذا سمي الأدب بالأدب!! وما البراعة في أن أنقل لك ألفاظ الشارع كما هي!! . كما بقيت أشياء لا تخضع للمنطق في حبكة الرواية، مثل مشهد تغسيل أم ميمي، فبدلًا من أن تطلب المستشفى مُغسِّلة لتغسيلها، يدخل رجال غرباء لتغسيلها منهم الراوي نفسه! . لقد أراد بلال فضل أن يرصد واقع الناس في بداية التسعينيات! لكنه لم يجد في ذلك الواقع سوى " أم ميمي" و " شعراوي الزناوي" نسبة إلى كثرة الزنا و " أبو سامية المعرص" [ هكذا اسمه في العمل] الذي يقوم بتسريح ابنتيه سامية ورحاب على الزبائن. فهل فترة التسعينيات بكل أحوالها المجتمعية البائسة و ظهور الجماعات الإرهابية ليس فيها ما يُحكى إلا هذا العفن!! . مع تأكيدنا أن الحدوتة نفسها ليست جيدة ولا تكشف عن بلايا في القاع لم تُطرح أو تُقال من قبل، فأم ميمي عمل ضحل القيمة الروائية، ويفتقد لكل العوامل التي تجعله ينتشر إلا لو كانت "السفالة" إحدى هذه العوامل. ...more |
Notes are private!
|
1
|
not set
|
not set
|
Oct 12, 2021
|
Paperback
|
|
|
|
|
|
|
my rating |
|
|
||
|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
|
| 3.91
|
really liked it
|
not set
|
Sep 13, 2024
|
|||||
|
| 4.62
|
it was amazing
|
not set
|
Jun 10, 2024
|
|||||
|
| 4.25
|
it was amazing
|
not set
|
Feb 19, 2024
|
|||||
|
| 4.31
|
liked it
|
not set
|
Dec 20, 2023
|
|||||
|
| 4.46
|
it was amazing
|
not set
|
Aug 31, 2023
|
|||||
|
| 3.59
|
it was ok
|
not set
|
Jul 19, 2023
|
|||||
|
| 3.57
|
liked it
|
not set
|
Jul 13, 2023
|
|||||
|
| 4.21
|
really liked it
|
not set
|
Sep 28, 2022
|
|||||
|
| 3.20
|
liked it
|
Jul 17, 2022
|
Jul 16, 2022
|
|||||
|
| 3.81
|
it was ok
|
not set
|
Jun 07, 2022
|
|||||
|
| 3.68
|
it was ok
|
not set
|
Jun 02, 2022
|
|||||
|
| 3.72
|
liked it
|
not set
|
May 14, 2022
|
|||||
|
| 3.31
|
really liked it
|
not set
|
Mar 31, 2022
|
|||||
|
| 4.54
|
really liked it
|
not set
|
Mar 09, 2022
|
|||||
|
| 4.42
|
really liked it
|
not set
|
Feb 20, 2022
|
|||||
|
| 3.66
|
really liked it
|
not set
|
Dec 02, 2021
|
|||||
|
| 3.84
|
really liked it
|
not set
|
Nov 12, 2021
|
|||||
|
| 4.13
|
really liked it
|
not set
|
Nov 04, 2021
|
|||||
|
| 4.67
|
it was amazing
|
not set
|
Oct 27, 2021
|
|||||
|
| 3.41
|
did not like it
|
not set
|
Oct 12, 2021
|
Loading...
