حسنا، لنبدأ من البداية قصة تقديم الكتاب والشخصية المجهولة التي تطلب لقاء الكاتب عبر برنامج تويتر بحجة "لديّ قصة" وتحمس وفضول الكاتب إلى آخره، كانت ||-
حسنا، لنبدأ من البداية قصة تقديم الكتاب والشخصية المجهولة التي تطلب لقاء الكاتب عبر برنامج تويتر بحجة "لديّ قصة" وتحمس وفضول الكاتب إلى آخره، كانت بالنسبة لي أمر غير ضروري إذ أنّها لم تساهم لا سلباً ولا إيجاباً على إيقاع سير الرواية؛ كانت مجرد شيء زائد وغير ضروري.
الفصل الأول يبدأ فيه الكاتب بتقديم الشخصية المثيرة الملّقبة بـ المنشار، على لسان بطل الرواية "سلمان" وهو رجل أمن يعمل ضمن فريق تحقيقات كان الهدف الأساسي من الفريق إيجاد هذا اللص الملقّب بالمنشار، يبدأ الفصل بإلقاء القبض عليه، رغم عاديّة الحبكة إلا أن الفصل كان قويّ جداً ويشجع على قراءة بقيّة النص.
بعدها ينتقل الكاتب إلى مرحلة عمرية وزمنية مختلفة ويعود للوراء إلى حيث كان سلمان طفل، ويعيد حكاية قصته كـ طفل وحيد ضمن أسرة كويتية، ولديه عدد من الأصدقاء الذين كانوا يستهوون قتل الكلاب الضآلة، لقاءه بصديق عمره "حميد" الذي غيّر كثيراً في حياته وفي شخصيته، والأثر الكبير الذي أصابه بعد فراقهما، بالإضافة إلى تطرقه لعدّة قضايا خاصّة بالمجتمع الكويتي كـ الحرب وقضية البدون، إلى أن نصل إلى نقطة لقاءه بـ المنشار في مركز الشرطة.
الانتقال المفاجئ من الحاضر إلى الماضي البعيد بعد تقديم المنشّار كـ شخصية رئيسية، يُعطي لمحة بسيطة على أنّه ربما كان المنشار في حياة سلمان منذ البداية فـ يا ترى من يكون؟
من هنا نتوقع أن تتمحور الرواية حول هذا الشخص، من يكون وهل هو شخص سيء من البداية؟ أم حدث حادث وتحول إلى هذه الصورة؟ لكن الأمر ليس كذلك، سنعرف أن المنشار شخص يعرفه سلمان من الطفولة، ولا شيء آخر.. ستقرأ وستقرأ وسـ تبحث حالك كـحال رجال الأمن هم يبحثون عن اللص وأنته تبحث عن أي شيء يخص اللص لتتعرف عليه أكثر، وبحثك لن يجدي؛ إذن عدم التركيز وعدم إلقاء الضوء الأكبر على هذه الشخصية التي تم التمهيد لها أمر مزعج وغير مفهوم السبب.
بالإضافة لذلك تصوير شخصيات رجال الأمن "العقيد والصهيوني ونصار" الذين يعمل معهم سلمان، بصورة سيئة وأحادية، أمر غير مقبول، لأننا نعرف مهما بلغ سوء الشخص هناك جانب جيد منه، بالتالي تصل الصورة إلينا غير حقيقيّة.
أمر آخر أزعجني في الرواية، هو تناول قضية حرب الكويت وقضية البدون بصورة سطحية وعابرة وغير دقيقة، أعتقد أن مواضيع كهذه المواضيع يجب تناولها بصورة جريئة وحذرة وتاريخية، الأمر المحزن أن عناصر الرواية قوية جداً لكن التكوينة لم تكن بنفس القوة.
الجميل في الرواية هو شخصية سلمان، تركيبة الشخصية المعقدة والضآلة والغير مقتنعة ذاتياً، بالإضافة إلى رمزية الكلاب التي تتضح أن سلمان يرى نفسه فيها ويود أن يحطمها، وكيف أن هذه النظرة تغيرت ما إن وجد الشخص اللي يجعله يتقبل ذاته ويحبها.
أما النهاية فهي الازعاج الأكبر، نهاية فوضوية وغير منطقيّة تماماً، وكأن الكاتب تخلى عن إيمانه بالرواية فضرب بها عرض الحائط، كما ضرب نصار والصهيوني والعقيد. لا أعرف حقيقة ما حدث، بدأت الرواية بتمهيد جميل للقصة، بعدها آخذتنا لمرحلة الطفولة وكان البناء ممتاز بغض النظر عن الإطالة والحشو المزعج، وبعدها ضاع الهدف وبهتت ملامح الرواية ووصلت الفكرة ناقصة.
يبدو أن هذه الرواية أثرّت علي سلباً بصورة قاتلة، أكتب وأعيد قراءة ما أكتبه، وتبدو مراجعتي غير منطقية وغير مفهمومة -ههههههه- على العموم لم تعجبي الرواية أو لم تصلني كما يجب لكنني بإمكاني أن أشعر بقلم الكاتب وبأدبه، أفكاره جميلة وبالتأكيد بإمكانه أن يكتب بصورة أكثر إتقاناً.
بطلة الفيلم: فتاة جميلة ومرحة وعاديّة جداً، تعيش في إحدى الشقق في نيويورك وتعيش حياة مرحة، تقيم||-
أول ما يجب الإشارة إليه: الرواية غير الفيلم.
[image]
بطلة الفيلم: فتاة جميلة ومرحة وعاديّة جداً، تعيش في إحدى الشقق في نيويورك وتعيش حياة مرحة، تقيم الحفلات وتخرج مع الكثير من الرجال، وتقضي حياتها وكأنّها في عطلة ولا تنتمي لـشيء حتى لقطها، ولكن وراء هذا القناع هُناك فتاة وحيدة وحزينة، خسرت الكثير وعانت من أجل الكثير، ويبدو أنها تحتاج لمن ينقذها كـ زوج أو فارس أحلام، وتلتقي بـ "فريد" جارها الجديد، وتتعرف عليه ولا يجد المرء أمام جمالها إلا أن يقع في حبها، إلا أن يتنهي الفيلم بـ تلك النهاية السعيدة.
كـ فيلم فقط، يعتبر فيلم جميل وكلاسيكي وممتع، كـ فيلم ورواية آممم لا أعتقد ذلك.
بطلة الرواية: فتاة جميلة غير عاديّة تماماً، فتاة لا تحدّها القيود ولا الظروف، تعيش يومها رغم كل ما فقدته وعانت من أجله، فتاة لا تحتاج إلى من ينقذها، لأنها ببساطة فتاة لا تنتمي لـأحد أو لشيء ما، فتاة تبحث عن الحريّة والسلام، نكتشف أنّها كانت متزوجة وهي صغيرة من رجل يكبرها في السن كثيراً وأنّها ابتعدت، نعرف عن علاقتها المشبوهة بـ سالي توماتو -الزعيم المسجون- وتلتقي بـ "فريد" وتسميه بذلك الاسم نسبة لأخيها الصغير ويكون فريد أقرب ما يكون لها كصديق تحكي له عن كل شيء.
فتاة الرواية هولي، فتاة يُنظر إليها .. فتاة قويّة ووحيدة، تحاول التخلص من شوائب المجتمع، ولكنّها ترهق حياتها بأسلوب حياة صعب، وخيارات من الصعب فهمها؛ تحتار معها ولا تعرف ماذا تريد بالضبط، أعتقد أن كل ما كانت تبحث عنه هو بعض الهدوء. إفطار عند تيفاني، رواية مكتوبة بإتقان .. تصوير علاقتها بفريد في الرواية جميل ودافئ .. والنهاية أجمل وأقرب للحقيقة، وأفضل بكثير من نهاية سعيدة مزيفة.
بطل روايتنا خوان بابلو كاستيل رسام مشهور وقاتل "مآريا ايربياتي".
لن نعرف الكثير عن حياة كاستيل قبل أن يلتقي بـماريا، ولكننا سنعرف ما يكفي؛ كاستيل ك||-
بطل روايتنا خوان بابلو كاستيل رسام مشهور وقاتل "مآريا ايربياتي".
لن نعرف الكثير عن حياة كاستيل قبل أن يلتقي بـماريا، ولكننا سنعرف ما يكفي؛ كاستيل كان يعيش في نفق من العزلة والوحدة المطلقة، كان يبتعد عن العالم في كل خطوة ولا يسمح لأي دخيل بأن يخترق جدار النفق، كاستيل يملك كُره وطاقة سلبية غير محدودة للعالم، وآراء مقتبضة عن الوجود والفن والنقّاد وعن كل شيء من حوله، فنان لا يحتاج من أحد أن يقيّم أعماله بقدر حاجته لشخص يفهمها، وبالتالي يكون بمقدوره أن يفهمه، ومع عدم تواجد هؤلاء الأشخاص يزداد ظلام النفق مع الأيام، حتى ظهر بصيص ضوء مع ظهور مآريا.
"أمومة" لوحة رسمها كاستيل تظهر فيها أم مع طفلها، بالإضافة إلى مشهد صغير، مشهد ثانوي عبارة عن نافذة في الزاوية يظهر من خلالها شآطئ وإمرأة تنظر إلى ما وراء البحر (بالإمكان تفسير هذا المشهد بطرق عدّة ولكنّها متشابهة، فجميعها ترنو إلى الحنين والوحدة والبحث عن المجهول وربمّا الانتظار)، وجميع من ينظر لهذه اللوحة لا ينتبه إلا إلى الحدث الرئيسي، لا أحد يمنح النافذة نظرة سريعة، حتى جاءت ماريآ وحدّقت في مشهد النافذة وكأنّها لا ترى شيئاً آخر، وهكذا وجد كاستيل الشخص الوحيد القادر على فهمه، لأن من يفهم ويرى هذا المشهد، هو شخص ربما يكون وحيد ومنعزل عن العالم حاله كحال كاستيل.
طوّر كاستيل مباشرة علاقة عميقة تجاه المرأة، المرأة الوحيدة التي قدّرت عمله الفني، والمرأة الوحيدة التي سترى روحه وستفهمه، سيطرت هذه الفكرة على عقل كاستيل حتى صار مهووساً بها، فبدأ يطاردها، يحاول العثور عليها في الشوارع، ألّف مئات السيناريوهات التي قد تساعده في أي موقف سيلقاها به، هذا الرجل كرّس حياته ليجدها، ووجدها بهالة من الضبابية والغموض، متزوجة وحولها الكثير من الرجال، تظهر وتغيب لأيام أخرى، ولا تقدم تفسيرات ولا مبررات، تراكمت الشكوك والأوهام في رأس كاستيل حتى أدّت إلى النهاية البشعة.
هذه الرواية تقدّم نموذج لـ شدّة العواطف، وعدم القدرة على السيطرة عليها، تذهب إلى أعمق حفرة في الروح البشرية حيث لا يوجد إلى ا��هاجس والهوس المريض، وحب السيطرة والتملك، حيث لا يمنح الآخرين حق الاختيار ولا حق الحياة، كاستيل كان سجين قبل أن يُسجن في زنزانة، كان سجين للوحدة والأوهام والشكوك والارتياب حول كل شيء.
هذه الرواية ساحرة، مُرعبة، ومزعجة جداً، من بداية السطور تعرف أنك تقرأ لـ قاتل يكتب من زنزانته ويحاول أن يشرح ما حدث، بدون أي ندم أو استياء حول ما فعله، وتُحاول أنت القارئ أن تفهم كاستيل، أن تدخل لعالمه ولأعماق عقله، قد تتفق معه في بعض آرائه ولكنك ستظل تتساءل: هل كاستيل قتل مآريا بدافع الحُب؟ أم بدافع الكُره؟ أم بالاثنين معاً؟!
هذه الرواية ليست للجميع؛ لأنها فعلاً قد تصيبك بالمرض، ولكنّها ستأخذك لأبعاد من جنون العظمة، إن كُنت مهتم فـ النفق أبوابه مشرّعة لك.
محاولة بائسة لـ كتابة سيرة الكاتب "أليخاندرو بيفيلاكا" الذي انتحر\قُتل أو ربما سقط بشكل مأساوي من على شرفة شقة صاحبه، يحاول الصحفي "تيراديلوس" أن ي||-
محاولة بائسة لـ كتابة سيرة الكاتب "أليخاندرو بيفيلاكا" الذي انتحر\قُتل أو ربما سقط بشكل مأساوي من على شرفة شقة صاحبه، يحاول الصحفي "تيراديلوس" أن يكتب نص حول هذا الكاتب الأرجنتيني المنفيّ في مدريد والذي اعتاد أن يصدر كتباً مصورة ولكنّه قبل الحادثة أصدر\أُصدر عنه رواية "مديح الكذب" والتي تبدو أنّها بداية شُهرته، من هنا يقابل\يراسل شخصيات عايشت الكاتب.
4 فصول،4 شخصيات و 4 وجهات نظر :
نبدأ الفصل الأول مع الكاتب ألبرتو مانغويل نفسه -يضع نفسه في قصصه، مثير- ، يدّعي ألبرتو أنّه لا يعرف بيفيلاكا جيداً وأنّهما لم يكونا بذلك القرب، بالرغم من أن بيفيلاكا كان يقضي ساعات يومياً في شقة ألبرتو ويحكي له قصصاً كثيرة عن ماضيه، تعد نسخة ألبرتو الدليل أو الركائز الأولى التي سنتقصى عنها في النسخ التالية.
الفصل الثاني تسردّه أندريا حبيبة الكاتب، والتي وجدت مخطوطة "مديح الكذب" الغير موقعة بين ممتلكاته وبعدها أصدرته من غير إذنه؛ من مبدأ أنّها مكتشفته الأدبيّة، ومن خلال سردها نكتشف أنّها من الأشخاص المؤمنين حقاً بموهبة بيفيلاكا الأدبيّة.
الفصل الثالث يحكيه مارسيلينو أوليفار صاحب بيفيلاكا في زنزانة السجن، أوليفار أو غوريه كما يورد في النص يكشف عن حقائق كثيرة بشأن بيفيلاكا وبشأن مديح الكذب، وبأن هذه المخطوطة من الأصل لم يكتبها بيفيلاكا وإنما كان مؤتمن عليها بما أنّه من الأشخاص الذين يطلق عليهم سمّة البريء التام والرجل الشريف.
الفصل الرابع رسالة من غوروستيزا، المخبر الأرجنتيني الذي تسبب في سجن بيفيلاكا ونفيه؛ ولأي سبب ؟ سيكشف لنا عن حقائق ملتوية أكثر.
وأخيراّ بناء على تضارب القصص واختلافها، يقرر الصحفي تيراديلوس أن يرفض كتابة هذه السيرة التي لو كتبت ستبدو مغلوطة من شدة تناقضاتها.
من المثير للإعجاب أن الشخصيات كلها تشترك في حبها واهتمامها للأدب، وأن الشخصيات أثناء ما تحكي عن بيفيلاكا تسرد حقائق عن حياتهم الشخصيّة، حتى تكّون صورة عن الذي يخبرك القصة لتتأكد من صلاحيتها.
هل كانوا جميعاً يتحدثون عن نفس الشخص؟ بالطبع، هل يبدو أحدهم أنّه اتخذ انطباعاً خاطئاً حول بيفيلاكا؟ لا، فـ القصص تبدو صادقة. هل كل شخص تحدث عن بيفيلاكا الحقيقي أم بيفيلاكا الذي يودّونه أن يكون؟ لستُ أدري .
يقول الصحفي في النهاية "وأسأل نفسي إذا كان بيفيلاكا نفسه يعرف نفسه في مجموعة هذه التأويلات للسيرة الذاتية"!
إذن السؤال الأهم: من نحن؟ من المحتمل أننا لا نعرف أنفسنا، نحن نختلف في كل مرحلة من مراحل الحياة، وإذا كُتب عنّا كتاب بهذه الصورة قد لا نتعرف على أنفسنا وقد نتعرف على وجوهنا العديدة. وهذا أمر طبيعي، لكل منّا وجهة نظر عن الحقيقة، ولكن من المهم أن نعلم أنّها ليست الحقيقة الكاملة أو المطلقة، فأحدهم من وجهة نظره يؤمن بعكس ما نؤمن بأنّه حقيقي.
الكتاب مُبهر، يتطلب الدّقة في القراءة، لا أعرف ألبرتو الناقد -لم أقرأ له شيء بعد- ولكنّي أحببت ألبرتو الراوي، ولم تكن لديّ توقعات مُسبقة، ومن وجهة النظر هذه الكتاب جيد جيداً.
الحكاية ليست حكاية السيد زومر، وإنما الحكاية هنا عن طفولة صبيّ وذكرياته، والسيد زومر صاحب الشخصية الغامضة جزء من هذه الذكريات، هذا السيد كان يتجول||-
الحكاية ليست حكاية السيد زومر، وإنما الحكاية هنا عن طفولة صبيّ وذكرياته، والسيد زومر صاحب الشخصية الغامضة جزء من هذه الذكريات، هذا السيد كان يتجول مشياً على قدميه مستنداً على عصا طويلة طوال اليوم وكل يوم وفي كل طقس بلا وجهة وبلا سبب واضح، هذه الحالة حيّرت الجميع، بعضهم اعتقد أنّه مجنون والبعض اعتقد بأنّه مصاب بمرض يمنعه من الجلوس في مكان مغلق، وكلٌّ بما أبدى له خياله، بالإضافة إلى مواقف أخرى من حياة الصبي، كمواقفه مع معلمة البيانو، والفتاة التي أعجب بها فالمدرسة، وفكره انتحاره وغيرها.
الجميل في كتابات زوسكيند أنّه يسلمك أمر محيّر وغريب نوعا ما، ولكنّه دائما يحمل معنى عميق، وربما حالة هذا السيد كانت أبسط مما تخيله أهالي القريّة، فهذا الرجل الذي لا يفعل شيء غير المشي؛ لم يولد هكذا وإنما كانت لديه حياة وزوجة، لكن ما الذي حدث له وأوصله لهذه الحالة البائسة ؟ لا أعلم . ما أعلمه فقط أنّه كان وحيد، وحيد للغايّة .
جورج ف. بابت رجل أمريكي في منتصف العُمر، وكيل عقاري ناجح، يعيش في بلدة صغيرة تُدعى "زينيث"، في منزل مزّود بأحدث التقنيات، متزوج وله ولد وابنتان، ين||-
جورج ف. بابت رجل أمريكي في منتصف العُمر، وكيل عقاري ناجح، يعيش في بلدة صغيرة تُدعى "زينيث"، في منزل مزّود بأحدث التقنيات، متزوج وله ولد وابنتان، ينتمي لعدد من المؤسسات والنوادي الاجتماعية -عادة ما تحدد آرائه وأفكاره-، يزور الكنيسة، يلعب الغُولف، ببساطة يعيش حياة الأمريكي المثالية المنتمي للطبقة الوسطى ولكن بالرغم من كل شيء وراء هذه الحياة هُنالك الشعُور بعدم الرضا، وعدم الأمان .. وتساؤل هل الحياة من المفترض أن تقدم شيئاً آخر؟
الرواية تُركز على أسلوب حياة بابت بتفاصيلها، وعلى شخصية بابت التي تسخر من كل شيء ممكن للمرء أن يسخر منه، تصور الرغبة في الانتماء والرغبة بـالشعور بالتفوق الاجتماعي والمالي، تصور الشعور بالرضا الزائف والنفاق والتبجح، تُلقي نظرة مطولة على النجاح والقوة التي يُظهرها المرء وفي ذات الوقت عن شعوره السائد بالفشل والاستياء والملل من حياته، تُظهر مشكلة تبني أفكار الآخرين وانعدام التفكير الفردي، وتقاتل الطبقيّة بكل شراسة .
الرواية غنيّة بالصور، بالرغم من أن الأحداث الرئيسية ليست كثيرة بالإمكان تلخيصها بـ حياة بابت الواقعية البائسة، تمرد بابت، عودة بابت لحياته الواقعية البائسة، لكن كل موقف من الحياة اليوميّة يُظهر صورة عظيمة، حياة بابت تجعلك تستاء، تضحك معه، وتضحك عليه وحتما تجعلك تتسائل إن كان من الممكن أن يقضي إنسان حياة كاملة بكل هذا البؤس وأن يفعل كل ما لا يرغب به ويأمل فقط يأمل بأن يتغير هذا الحال يوماً من الأيام، ولكن المُخيف أن تجد نفسك بابتي ولو بنسبة بسيطة، هنا عليك أن تضحك على نفسك أولاً، وتعلم أن الحياة مليئة بالتوافه التي تمتص حلاوة الحياة من داخلك، وبعدها عليك أن تفكر بتغيير نفسك .
أسلوب الكتاب�� نوعاً ما مختلف، ليس بالشكل المتعود عليه والسبب يعود بأن الرواية كُتبت في عشرينات القرن الماضي، وبالرغم من ذلك الرواية كأنها تُعالج مجتمعات اليوم، أمر غريب كيف يمكن للطبائع البشرية أن لا تتغير، قد تشعر بالملل إذا قرأت الرواية في مقياس زمني سريع، ولكن لو أخذت وقتك في القراءة ستستمتع بها كثيراً، من الكتب التي أود حقاً أن أنصح بقراءتها .
حسنا، قبل أن أكتب عن رأيي في رواية الجنيّة، يجب أن أعترف إنني من الأشخاص الذين لا تستهويهم حكآيا الجن؛ بالرغم من أنني كبرت في مجتمع يتغنى بحكايا ال||-
حسنا، قبل أن أكتب عن رأيي في رواية الجنيّة، يجب أن أعترف إنني من الأشخاص الذين لا تستهويهم حكآيا الجن؛ بالرغم من أنني كبرت في مجتمع يتغنى بحكايا الجنيّات وربما يكون هو السبب نفسه الذي يجعلني لا أندهش بحكايات الجن، عالعموم وجدت الكتاب في مكتبة أخي الصغير وكُتب على الغلاف "حكاية"؛ أعطتني شعور بأنني سأقرأ شيء مجنون، لذلك تحمّست لقرآئتها .
رواية الجنيّة تحكي قصة شاب سعودي يُدعى ضاري، يلتقي بفتاة -فاطمة الزهراء- في الدار البيضاء ويقع كُلياً في غرامها، فيقرر الزواج منها، يسافر لعائلته بالقرار الجديد، العائلة ترفض، ضاري لا يغيّر رأيه، يعود للدار البيضاء ويتزوج من الفتاة، ويقضي معها أجمل أيام حياته، وبعدها يسافر لـأمريكا ليكمل دراسته، لكن قبل سفره بدقائق حدثت أمور غريبة، أهمّها أن الفتاة أثناء وداعها لضاري اعتذرت بأنّها ليست كما تدّعي، وبأنّها ليست فاطمة الزهراء لأن فاطمة التي أحبّها والتقى بها من قبل ماتت قبل عودته، صحيح أنّ الجسد يعود لفاطمة ولكن ليست فاطمة من يسكن هذا الجسد، وأعطته قطعة من ورق وأخبرته إذا أراد أن يراها مرة أخرى كل ما عليه هو أن يحرق الورقة، القارىء وضاري يصلان لنفس الاستنتاج "الفتاة التي تعامل معها ضاري وتزوج منها، جنيّة" ؛ لكن كيف حدث ذلك؟ وهل من الممكن أن يحدث فعلا؟
بناءً على المراجع المذكورة في نهاية الكتاب، الحكاية التي قصّها الكاتب مبنيّة على دراسة مكثفة لعالم الجن، كما أنّها مليئة بالنصوص المقتبسة؛ وهذا ما يجعلها تقليدية، تتبى قصص تُحكى عن عالم الجن من كُتب ومراجع مختلفة، قصص قد سمعنا بها، ولكننا لا نعرف إن كانت صحيحة، ولا أعتقد أننا سنعرف يوماً؛ أعني أن ما نعرفه حقيقة عن عالم الجن شيء بسيط لن يمكننا في سبر أعماق الكائن الجني واشباع فضولنا، لذلك كُنت أتمنى لوكانت الرواية مبنيّة على خيال الكاتب فقط، كانت ستعجبني رُبما.
الكتابة سلسة وقريبة جداً للقارىء، ولكنها واضحة جداً، إن كنت ستتحدث عن عالم سريالي وعن تداخل عالمين وتداخل حيوات يجب أن تكون القصة فيها شيء من الغموض والتشويق، أعتقد .
تجربة أولى مع غازي، ولكن –بإذن الله- ليست الأخيرة .
كما يقول العنوان الفرعي للكتاب "قصة قاتل" ، إذن من المتوقع أن يكون الكتاب عن جريمة قتل نحاول من خلالها أن نكتشف القاتل، لكن الكتاب ليس كذلك. إذن رُ||-
كما يقول العنوان الفرعي للكتاب "قصة قاتل" ، إذن من المتوقع أن يكون الكتاب عن جريمة قتل نحاول من خلالها أن نكتشف القاتل، لكن الكتاب ليس كذلك. إذن رُبما يكون لغزاً آخر مرعباً وغريباً، ليس كذلك أيضاً. الكتاب ببساطة قصة صبي يتيم يُدعى جآن بآتيست غرنوي وُلد بدون رائحة، كما أنّه ولد بموهبة تمييز الروائح لدرجة اعتبار الرائحة واقع ملموس، هذا الصبي يتحول لكائن خطير ومهم جداً.
حينما تفقد شيئا منك، تفقد جزء من هويتك، في حالة غرنوي الذي ولد بلا رائحة تماماً، فقد جزءاً من هويته ولقدرته الغير عادية على شم الروائح تحول هذا الأمر إلى هاجس نهم، لم يكتفي بالتعرف على الرائحة وتمييزها بل احتاج إلى أن يجمع أكبر قدر من الروائح، ليمنح نفسه الرائحة التي يريد في أي وقت يشاء وأيضاً ليصنع أجمل أنواع العطور وبذلك أصبح أفضّل العطارين.
كما يمكن استخراج الروائح لصنع العطر من الأزهار والأعشاب، مع غرنوي يمكن استخراج الرائحة من إنسان بشري، والوسيلة لتحقيق ذلك عن طريق قتلهم، إذن ليصل غرنوي لهدفه بدأ بقتل الفتيات الصغيرات الجميلات، هو لا يقتل لأنه يريد أن يقتل أو حباً في القتل أو حتى كرهاً فالناس، هو يقتل لأنه يحتاج أن يفعل ذلك وهذا ما يجعله أخطر سفاح، هو يعتبر الكائن البشري زهرة وببساطة يقطفها، لا معاني ولا مبادئ تحرك هذا الفعل سوى عطشه ونهمه التي أساساً تتغذى عليه وعلى روحه ولا شيء آخر يسيطر على غرنوي سوى هاجس الرائحة المثالية.
المثير للدهشة أن كل الشخصيات التي استنفعت من قدرات غرنوي، كانت نهايتها مأساوية، وكأن التعامل مع غرنوي لعنة ويُدفع ثمنها غالياً، بالإضافة إلى عبثية الحياة التي عاشها غرنوي في طفولته، وما مر ��ه لحد النهاية يجعلنا غير مرتاحين يجعلنا نجلس في الظلام لفترة من الزمن، يجعل القصة من الصعب أن ن��ساها أو نتلاشى تأثيرها القوي علينا.
نهاية غرنوي صادمة ومعقولة نوعاً ما. أيضا لا ننسَ أن الكاتب هنا يذكرنا بحاسة الشم، كيف يمكن لحاسة يستهين البعض بأهميتها أن تكون على قدر هائل من الحياة.
العطر، قصة مُرعبة ومُقلقة، ولكنّها نجمة نادرة في سطوعها .
في الحقيقة، لا أعرف شعوري الحقيقي تجاه هذا الرواية .. اخترت "أمس" لأنني فكرت في قراءة ثلاثية أغوتا كرستوف، ولأن هذه الرواية صغيرة أحببتُ أن أتعرف ||-
في الحقيقة، لا أعرف شعوري الحقيقي تجاه هذا الرواية .. اخترت "أمس" لأنني فكرت في قراءة ثلاثية أغوتا كرستوف، ولأن هذه الرواية صغيرة أحببتُ أن أتعرف عليها من خلالها؛ لا أدري لماذا ولكنني أصبحت أتبع هذا الأسلوب خصوصاً إذا قررت إقتناء كُتب عديدة لكاتب معيّن أبدأ بقراءة عمل صغير أصدره، ولا أعرف حقيقةً إن كان يؤثر في قراري ولكنّه شيء صرت أفعله .
المهم، رواية أمس تحكي عن قصة طوبياس هورفات أو إن أحببنا تسميته بالاسم الذي اختاره لنفسه ساندرو لستر، الذي رحل عن بلدته في عمر الثانية عشر بعد أن قام -كما يعتقد- بجريمة قتل. بعد ذلك بسنوات في البلاد المغتربة يلتقي ساندرو بلين التي طالما ما انتظرها، المصيبة هنا أن لين تكون أخت ساندرو، وأن والدها يكون والد ساندرو الغير شرعي، وساندرو يعرف هذه الحقيقة ولكنّه ببساطة لا يكترث لها، وكل ما يهم هو حُبه لـ لين، أمّا لين كانت في الظلام وكل ما تعتقد أنّه حدث أنها وجدت صديق طفولتها في بلاد غريبة، إلا أن تنقلب حياتها رأساً على عقب.
حسنا، بإمكانني أن أشعر أن هذه المرأة تكتب بصورة مُختلفة، بداية الرواية كانت رائعة جداً، تسرقك من أول السطور بغض النظر سواء تقبلت القصة أم لا، ولكن المخيّب للآمال أن الصورة الجمالية بدأت تضعف مع سير القصة، لا أعلم بالتحديد ما الذي كنت أنتظره، ولكنني في البداية كُنت أشعر بشيء قوي ومع نهاية الرواية خسرته.
كينكاس هدير الماء المدعو سابقاً بـالرجل المحترم جواكيم، الرجل الذي عاش مرتين ومات مرتين -أو ربما 3 مرات- اذا افترضنا خُروج كينكاس في عمر الخمسين عن||-
كينكاس هدير الماء المدعو سابقاً بـالرجل المحترم جواكيم، الرجل الذي عاش مرتين ومات مرتين -أو ربما 3 مرات- اذا افترضنا خُروج كينكاس في عمر الخمسين عن طابع حياته المستقرة في ظل أسرته إلى اعتناق حياة التشرّد والحريّة "الميتة الأولى"، حتى وإن لم تكن ميتة جسدية فهي تمثل موت الأخلاق والمبادىء والحياة التي مارسها كينكاس طوال الخمسين سنة من حياته، بالإضافة إلى أن أهله أنفسهم اعتبروه ميتاً بمجرد خروجه "وهنا تنتهي الحياة الأولى لكينكاس"، أما الحياة الجديدة حياة مغايرة تماماً لتلك المقيّدة بقوانين وأعراف المجتمع، حياة بسيطة وبلا قيود، التقى فيها بأصدقاء حقيقيون وبالرغم من أنّه أمضاها في السكر والمقامرة طوال الليل إلا أنّها كانت حقيقيّة أكثر بالنسبة له. الميتة الثانية هي الميتة الفعلية، أما الثالثة هي الميتة التي تمنّاها العجوز كينكاس، بعدما مات اجتمع حوله أصدقائه وطافوا به حول المدينة وكأنّه حي وانتهوا بالاحتفال على ظهر سفينة وهناك القى العجوز نفسه في البحر، مختاراً الموت الذي يُريده والمكان الذي يُدفن فيه.
الحكايات عن موت كينكاس هدير الماء، تُحكى عن طريق طرفين رئيسين، الأول العائلة التي تُمجّد الأب المثالي المسؤول العامل الذي يستحق الاحترام وتلغي تماماً حياة الطيش والتشرد التي عاشاها فيما بعد، الطرف الثاني هم الأصدقاء -الذين لم يلتقوا بجواكيم- الذين يعتبرون كينكاس الأب الروحي لهم، والرجل المثالي في شرب الكشاسا، من خلال الطرفين ترى انعكاسات شخصية البطل، انعكاسات حيواته وميتتاته، قد لا نفهم السبب الذي دفع هذا الرجل إلى تغيير حياته بشكل كُلي ولكننا حقاً لا نحتاج إلى أي سبب غير أنّه احتاج إلى هذا التغيير.
قد يقول البعض أن الرواية تتحدث بشكل رئيسي عن الموت، وأنّها تجرد فكرة الموت وتسخر منها، ولكنني في الحقيقة أرى أنّها تتحدث عن الحياة، وعن مفاهيم مهمة في حياة الشخص كـ شخص، كوحدة متفردّة عن غيره، تعرض فكرة الاحترام وتسأل بشكل مباشر : ما الاحترام؟ بالنسبة لك كشخص ماذا يعني الاحترام؟ ، جواكيم كان رجلاً مستقلاً ذو شخصية وتفكير متزن ويعمل بشكل جدي، إذن هو يستحق الاحترام، ولكن بمجرد خروجه عن النمط وتجواله مع مجموعة من الأشخاص البُسطاء، أصبح ميتاً بالنسبة لأهله بكل بساطة تموت وأنت حي بمجرد تغير أفكارك ومبادئك.
الرواية فلسفية ساخرة، كُتبت بطريقة جميلة جداً وفي مواضع كثيرة تبعث على الضحك، لا أعتقد أنها تجعلك تختار موتك، هذا الأمر خارج عن نطاق أي فلسفة -أدعو الله لي ولكم بحسن الخاتمة- ولكنني أؤمن وبشدّة أنّها تجعلك تختار حياتك، تجعلك تتسائل من خلال حياة كينكاس عن حياتك، وتتطلع من خلالها على سنواتك التي قضيتها، "هل هكذا فعلاً تودّ أن تقضي ما تبقى من عُمرك؟" .
||- في كل أرض اغتصبتها الحرب، هُناك أم سعد . دائما هُناك أم تربّي أولادها لـتفديهم للوطن، وتعلّمهم على عيش الحياة الكريمة، وتعلّمهم أن لكل إنسان صوته ا||- في كل أرض اغتصبتها الحرب، هُناك أم سعد . دائما هُناك أم تربّي أولادها لـتفديهم للوطن، وتعلّمهم على عيش الحياة الكريمة، وتعلّمهم أن لكل إنسان صوته الخاص، مهما كان شكل الحياة التي يعيشها والتي فُرضت عليه، هنا في رواية أم سعد، صورة لهذه الأم القويّة، الشُجاعة، الأم التي نُحبها ونفخر بها جميعنا .
إن هذا النوع من الكتابة صعب جداً، الكتابة التي تعمد لخلق عالم مختلط يتماهى فيها القلم ليتحدث عن الجميع، بدون فواصل ولا حوار، قد تمر عليك لحظات تقرأ||-
إن هذا النوع من الكتابة صعب جداً، الكتابة التي تعمد لخلق عالم مختلط يتماهى فيها القلم ليتحدث عن الجميع، بدون فواصل ولا حوار، قد تمر عليك لحظات تقرأ سطوراً عديدة ولا تعرف من الذي يتحدث، هنا غسان اتبع سياسة تغيير حجم الخط ليفصل بين شخصية وأخرى إلا أنّها لم تؤدي العمل المطلوب منها، بالنسبة لي شوشت قراءتي كان يجب أن أشعر بذلك بدون وعي منّي لكنني لم أفعل، للأسف .
ومن هنا لم تعجبني الروايّة، فهمت أن مريم قد تمثل فلسطين، وأن زكريا يمثل العدو وحامد يمثل الفلسطيني، ولكنني لم أشعر بشيء سوى الانزعاج من القراءة، وهذا الأمر أزعجني فعلاً لأنني سبق وقرأت روايتين لغسان "رجال في الشمس" و "أم سعد" وأحببت غسان هناك، لكن هنا لا .. وانزعجت للغاية .
حينما نريد أن نتحدث عن قضية فلسطين، نُصاب بغصّة قبل أن نبدأ، نشعر بالخجل من أنفسنا، ومن الزمن الذي ولدنا فيه، وحينما نقرأ عن فلسطين، تكبر هذه الغصّة، حينما نريد أن نتحدث عن قضية فلسطين، نُصاب بغصّة قبل أن نبدأ، نشعر بالخجل من أنفسنا، ومن الزمن الذي ولدنا فيه، وحينما نقرأ عن فلسطين، تكبر هذه الغصّة، تكبر وتحتوينا، ونشعر بأننا ضُعفاء، ضعفاء أكثر مما نتخيل أننا سنكون يوماً ما .
[image]
رجال في الشمس، اللقاء الأول مع المناضل غسان كنفاني، الغصّة الأولى مع غسان كنفاني، هذه الرواية القصيرة توضح إحدى صور لاجئ الحرب من صور عديدة جداً، تختلف في الطُرق -الصعبة- وتتشابه في النهاية -المؤلمة- ، الرواية تتحدث عن 4 شخصيات رئيسية: أبو القيس، أسعد، مروان وأبي الخيزران ، الشخصيات الثلاثة الأولى هي التي تبحث عن طريق للذهاب إلى الكويت حيث بإمكانهم العمل وتوفير لقمة عيش جيدة، وبالطبع في ظل هذه الظروف الوصول للكويت لا يكون إلا عن طريق التهريب، أما الشخصية الرابعة وهي أبي الخيزران -المهرّب- وهي الشخصيّة التي تُصيبك بالحيرة كثيراً، حتى لا تعرف تتعاطف معها أم تكرهها .
عملية التهريب: يقود أبي الخيزران سيارة كبيرة -مرخصّة ويملكها تاجر كويتي- فيها خزان ماء -خالي طبعا- من البصرة إلى الكويت، عند الاقتراب من نقاط التفتيش يدخل الثلاثة أبي القيس، أسعد ومروان في خزان الماء لمدة لا تزيد عن الـ10 دقائق حتى يُنهي أبي الخيزران الاجراءات اللازمة للعبور، ومن سيفتش خزان ماء لسيارة يملكها تاجر كويتي اعتادت على المرور عبر الحدود، إذن الفكرة جيدة مالم يحدّث أي شيء خارج عن الخطة. ولكن لسوء الحظ، حدّث شيء تأخر أبي الخيزران عند نقطة التفتيش الثانية ما يزيد عن الربع ساعة لحديث دار بينه وبين موظفي المكتب لم يستطع الهروب منه، وحينما عاد ووصل لمنطقة آمنة يستطيع فيها إخراج الرجال من خزان الماء ونادى بأعلى صوته عند فوهة الخزان؛ لم يجبه أحد، الثلاثة فارقوا الحياة !
بالطبع أبي الخيزران تصرّف مثلما سيتصرّف أي مهرّب آخر، سيتخلص من الجثث ولن ينسَ أن يأخذ حقه من الجثث، وبعد ذلك سيتعامل مع ضميره وتساؤله "لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟"
لماذا لم يدقوا جدران الخزان ؟؟؟!
هل لأن صوت الفلسطيني غير مسموع؟ ، أم لأن ثقتهم بـالمخلّص -في هذه الحالة أبي الخيزران- كبيرة جدا؟ أم لأن في ظروف كهذه الحياة والموت سواء؟ لستُ أدري، ولكن ما أعرفه أن هذه الرواية الصغيرة رسالة لكل الذين سلبتهم الحرب حقوقهم وحياتهم بأن يصرخوا ويصرخوا حتى يُصبح لصرختهم صدى يهز كل الأرض .
الحمامة هي رواية قصيرة جداً، تحكي تفاصيل يوم واحد عن حياة رجل تعدى الخمسين من عمره يُدعى جوناثان نويل. حينما كان صغيراً تم التخلي عنه وعن أخته من ق||-
الحمامة هي رواية قصيرة جداً، تحكي تفاصيل يوم واحد عن حياة رجل تعدى الخمسين من عمره يُدعى جوناثان نويل. حينما كان صغيراً تم التخلي عنه وعن أخته من قبل والديه، فعاشا بعد ذلك في مزرعة لـ عم لهما لم يكونا يعرفانه من قبل، وحينما كبر والتحق بالجيش وقضى ما يقارب الثلاث سنوات حتى أصيب برصاصة في قدمه وفخذه وبسببها عاد لموطنه، وحينما رجع وجد أن أخته قد رحلت فتقبّل الواقع وتزوج من إمرأة تدعى ماري، وبعد الزواج ببضعة أشهر هربت ماري مع عشيقها، وبسبب كثرة التخليات توصل جوناثان إلى حقيقة وهي أن الحياة أفضل حينما يكون وحيداً، لأن الناس لا يمكن الوثوق بهم أو الاعتماد عليهم، فسافر إلى باريس وكوّن لنفسه حياة منعزلة تماماً لا تعتمد إلى عليه. عمل جوناثان كـ حارس أمن في بنك وعاش في شقة صغيرة جداً كانت ملاذه الأول في الحياة، وبدا كل شيء على ما يرام وكانت حياته الجديدة خالية من أية أحداث سواء كانت جيدة أو سيئة، ورضي جوناثان بحياته تمام الرضى، ولم يكن يتوقع حدوث أي شيء مرعب عدا أن يموت في يوما ما، عدا ذلك لم يكن شيئا يضيق عليه، حتى ظهرت الحمامة !
في صباح أحد الأيام حينما كان جوناثان متوجها إلى الحمام المشترك، وجد عند باب شقته حمامة كبيرة، حينما رأها أصيب بالخوف والهلع منها لدرجة أحس فيها بأنّه سيصاب بسكتة قلبية وعاد سريعاً للداخل وهو غارق بالأفكار المُرعبة، هل بإمكانك أن تتخيل كيف لحمامة أن تُثير في شخص ما هذا الشعور بالذُعر الشديد ؟! إذن، هل بإمكانك أن تتخيل كيف لحمامة أن تقلب حياة شخصاً ما رأساً على عقب ؟!
هذا بالضبط ما حدّث، الحمامة في حياة جوناثان كانت مثال للفوضى، تطفلّها على حياته أو حتى مجرد حضورها بإمكانه أن يُفسد نظام رتابة حياته، ففكر جوناثان في الهرب منها، فهو شخص خاض الحرب وتغلب على أهوالها، بالتأكيد سيكون قادراً على الخروج من الشقة ولكن هل سينتهي كل شيء ما إن يخرج؟ هل سيتوقف عن التفكير بها، هل سيتوقف تأثيرها؟ بالطبع لا، الحمامة كانت مجرد حافز، تغيير بسيط في مجرى اليوم المعتاد يؤدي إلى تغيير كل شيء، الحمامة كانت مفتاح لإنطلاق عاصفة تهدم كل شيء في حياة جوناثان، تُخل بتوازنه الفكري والعقلي، تُعيده إلى ذكريات حياته البائسة التي هرب منها، تغير كل الأشياء البسيطة وتسرق تركيزه في عمله وأسلوب معيشته،للدرجة التي يسهو فيها أثناء حراسته للبنك ولا ينتبه لسيارة مدير البنك التي وقفت تنتظر جوناثان لأكثر من 5 دقائق، خطأ مثل هذا لا يحدث في حياة جوناثان ولكنّه حدث اليوم، كل شيئا بدا مُختلفا وغريبا، وبدا جوناثان نفسه ينفصل من حياته وكأنه لا ينتمي للعالم الذي يُحيط به.
إذن تغيير بسيط بإمكانه أن يعبث في حياتك ويقلبها رأساً على عقب، قد يتمثل في حمامة كـ حال جوناثان، وقد تتخيل أنّه هذا الـ جوناثان ليس إلا مغفل، فلا يعقل أن تؤثر حمامة بشخص كما حدث معه، ولكن بعد أن تنتهي تُدرك أن الحمامة لم تكن إلا حافزاً تدفع بـ جوناثان إلى إعادة كل الأشياء البائسة ومواجهتها، حافز جعل جوناثان يسبر أغوار نفسه وعقله وتناقضاته. مُدهش كيف صوّر الكاتب شيئا كهذا، والمُدهش أنّه جعله في حمامة -الكائن اللطيف بالنسبة إلينا- ولكنها كانت تمثل كل ما يناقض حياة جوناثان، وليس في شيء يواجهه أي إنسان كـالمخاوف الطبيعية وبعدها حوّر الحمامة لـتكون أي شيء من هذه الأشياء والتي قد تُصيب أي شخص !
بالرغم من أن الرواية قصيرة جداً، لكنّها من العيار الثقيل .
أول لقاء مع بوشكين، كُنت أتوقع أن يكون لقاء ملحمي؛ ولكنّه كان بسيط للغاية .
ابنة الضابط، تحكي قصة شاب يُرسله والده لخدمة جيش وطنه مع خادمه الكبير ف||-
أول لقاء مع بوشكين، كُنت أتوقع أن يكون لقاء ملحمي؛ ولكنّه كان بسيط للغاية .
ابنة الضابط، تحكي قصة شاب يُرسله والده لخدمة جيش وطنه مع خادمه الكبير في السن، يمر بالعديد من المعوقات والظروف التي تغير من حياته بشكل كامل، يصادف عاصفة ثلجية قوية، يلتقي بغريب يدله على الطريق وبعدها يـكافئه -فعل بسيط يكون له عميق الأثر في الأيام القادمة- ، يلهو ويخسر بعض النقود، يعمل في خدمة الضابط، يلتقي بابنته ويقع في حبها، يُصادق أحد الضباط؛ يختلف معه ويدعوه للمبارزة، يتمرّد أحد اللصوص ويثير الفوضى والهلع في البلاد، يحتل الحصون ويستولي على كل ممتلكاتها، يجد فيها بطلنا نفسه في مواقف غريبة يضطر أن يتعاون أحياناً مع العدو ويعمل ضده أحياناً كثيرة، يتعرض للظلم، يُحبس، ولكنّه يحظى بنهاية سعيدة .
رواية جيدة، بسيطة وسهلة التنبؤ، أحببت تطور الشخصية الرئيسية وأحببت موازنة الكاتب بين اللمحة التاريخية والقوة العاطفية. ليست رواية عظيمة بالنسبة لي؛ ولكنني أتفهم أنّها رواية عظيمة ولها تأثير عميق على معظم الكتّاب، إن كتب أحدهم اليوم مثل هذه الرواية، ستعتبر رواية عادية جداً، ولكن هذه الرواية كُتبت قبل 200 سنة وجمعت بين التاريخ والحب والحرب بصورة محكمة جداً، بصورة ربما لم يكتب بها أحداً قبله، وربما هنا يمكن سر تأثيرها الكبير.
حسنا، ما الذي أودّ قوله عن "في بلاد الأشياء الأخيرة" ؟ آمم إنّه كتاب، يتحدث عن شيء .. أشياء تحدث في النهاية؛ نهاية العالم .. شيء هكذا . هل أضافت قر||-
حسنا، ما الذي أودّ قوله عن "في بلاد الأشياء الأخيرة" ؟ آمم إنّه كتاب، يتحدث عن شيء .. أشياء تحدث في النهاية؛ نهاية العالم .. شيء هكذا . هل أضافت قراءتي للكتاب شيئاً لمعرفتي عن عالم المجهول ؟ للأسف، لا.
في بلاد الأشياء الأخيرة، كتاب يأتي على شكل رسالة طويلة جداً كتبتها بطلة الرواية -آنا بلوم- لأحدهم، لشخص لم يذكر اسمه أبداً، ربما صديق أو حبيب. ولم نعرف أبداً إن تلّقى المرسل إليه الرسالة أم لا؛ ولكن يبدو أن أحدهم قد وجدها لتصل إلينا.
آنا بلوم ذات التسعة عشر ربيعاً القادمة من بعيد على ظهر سفينة للمدينة المدّمرة، لتبحث عن أخيها الأكبر ويليام الذي يعمل كـ صحفي وقد جاء للمدينة في مهمّة عمل ولكنّه الآن في عداد المفقودين، لتبدأ رحلة البحث عن أخيها كانت آنا تحتاج للمساعدة فهي لم تكن تعرف شيئا في المدينة ولا تعرف أحداً، ولكنّها ما إن وصلت حتى علمت أنها في ورطة لأن المدينة لم تعد مدينة بل تحولت تماماً إلى فوضى؛ المدينة بحدّ ذاتها كانت مُنعزلة جغرافياً، ويبدو أنّها المدينة الوحيدة التي تواجه نهاية العالم ولكن لم تكن هناك كوارث كبيرة، قد حدث لبلدة أن وباء انتشر وأن الحكومة تدخلت وحرقت البلدة بأكملها؛ ولكن هل الوباء الذي سبب نهاية العالم؟ أم أنّه أحد النتائج لنهاية العالم؟ كل شيء هُنا غير واضح وغير مفهوم، ولكن الشيء الأكيد أن هذه المدينة تعمُّها الفوضى، فقد سقط النظام، والحضارة والحكومة والشرطة والبيئة وكل شيء يمثّل الحياة، وأصبحت الفوضى هي من يحكم .
في مكان بلا نظام، يسوده المرض وتجد الموت في كل مكان؛ كان الأهم بالنسبة لـ آنا أن تبقى على قيد الحياة، بالتالي استغلت كل الموارد المتاحة أمامها وحتّى لو لم تكن الطريقة شريفة، تبدأ آنا بوصف ما يحدث من مشكلات في المدينة أولها بالطبع الجوع؛ الطعام المشكلة المعقدّة الأولى، المأوى وحتى لو كُنت تملك منزلاً لا أحد يضمن أنّه لن يتم إخراجك منه بالقوة، وأحوال الطقس أهمها المطر الغير متوقع والذي من الممكن أن يسبب مشاكل كبيرة كـ تلف ملابس التي لا تملك غيرها فتضطر إلى ملئ الفراغات بأوراق الجرائد حتى تُمكنك من مواجهة الشتاء وغيرها الكثير، تابعت بعدها وصف سقوط البُنيان وتلاشي المدينة لدرجة أنك تمشي على شارع وتأتي في اليوم التالي ولا تجده، ثم ظهور مجموعات إجتماعية كـ العدّاؤون، القافزين، عيادات القتل الرحيم، نوادي الاغتيال، جميعها تسعى للموت؛ لأن الموت أضحى مصدر حياة لمن فقد الأمل والشجاعة للمواصلة، كما ظهرت مجموعات تتنبأ بأحوال الطقس وتحاول إيجاد نظريات لحل مشكلة نهاية العالم كـ الطبالون، جماعة نهاية العالم، والاتحاديّون الأحرار. ثم وصلت لوصف الشخصيات كـ صموئيل فار الرجل الذي أحبته، إيزابيل المرأة التي منحتها المأوى، وفيكتوريا التي قضت معها الأيام الأخيرة بعد أن فقدت صموئيل.
بالرغم من عدم وجود نظام لا تبدو هذه المدينة خالية من القوانين، على سبيل المثال هناك قانون يمنع دفن الموتى، وما أن يموت الشخص على ذويه تسليمه لهيئة معينة فيتم حرقه والاستفادة من ذلك لإنتاج الطاقة، وإن أحداً خالف هذا القانون تتم معاقبته ، وهنالك بعض القوانين التي تُسيّر الحياة اليومية والجميع يبدو أنّه يتأقلم معها غير أن لا أحد مُدرك ما الذي حصل ولا كيف حصل ولا إن كان سينتهي أم لا .
ماذا عن المخرج ؟
المخرج من هذه الورطة، هو مغادرة هذه المدينة، التي تبدو أنها منعزلة عن العالم، فكرت آنا بأن ترحل مثلما جاءت على ظهر سفينة ولكن لا يوجد سفن وكانت السفينة التي أحضرتها آخر سفينة ترحل من المدينة؛ ولم يبقى سوى خيار واحد وهو الرحيل غرباً باستخدام الطريق المؤدي إلى العراء، وهنا توقفت الكتابة وبقيت النهاية مفتوحة، رُبما نجحت آنا ورُبما لا زالت هُناك في العالم الآخر .
حسنا، أنا لا أرفض وجود هذه العوالم ولا أنكرها، ورُبما تكون قد وجدت في وقت مضى أو قد توجد إن حلّت كارثة ما أدّت لسُقوط كل شيء، إلا أنني لا أستسيغها وعادّة لا أبحث عنها لأقرأها، بالنسبة لسرد أوستر وطريقته فقد أحببتها، أما الرواية فلا؛ كانت بالنسبة لي غريبة أكثر من كونها عبقرية وجميلة، شخصياتها غريبة وأحياناً لا أشعر أنها تنتمي وتتوافق مع الكتابة، كما أنني شعرت طوال الرواية بوجود شيء ناقص، وكأن الأشياء مُحاطة بضبايبة لا أستطيع العبور من خلالها، ورُبما هذا ما كان يريده أوستر فلا حقيقة طُرحت في الرواية كُل الأشياء مبنية على وجهة نظر آنا وكل حقائقها مبنية على ما قيل لها وأحياناً كثيرة كانت هي نفسها لا تصدق هذه الأمور.
إن أكثر شيء أعجبني في الرواية، هو أن آنا استطاعت أن تكتب في وسط تلك الظروف، استطاعت عن طريق الكتابة أن تقاوم النسيان، استطاعت أن تواصل الكتابة مع علمها أنّه ربما لن تستطيع إرسالها يوما ما، ولكن كانت هذه الطريقة تذكرها وتدفعها للحياة ليوم آخر، وهنا أوستر استطاع أن يوصل رسالة مهمة أنّه مهما كانت ظروفك، اكتُب قصتك .. لأن أحدهم سوف يقرأها يوما ما .
أولا، هذا النوع من السرد دائما يفتنُني؛ حينما تسمع القصة من كُل أطرافها تشعر وكأنك عشت الموقف وكُنت هُناك معهم، بالإضافة إلى أنّه يعطيك الصُورة ال ||-
أولا، هذا النوع من السرد دائما يفتنُني؛ حينما تسمع القصة من كُل أطرافها تشعر وكأنك عشت الموقف وكُنت هُناك معهم، بالإضافة إلى أنّه يعطيك الصُورة المُتكاملة لا الصورة من وجهة نظر البطل أو الراوي .. وهنا نجيب محفوظ أبدع إبداعاً بهيّاً .
في بنسيون ميرامار الذي كان بنسيون السادة في أزمنة غابرة، والذي تشهد له إسكندرية تاريخه الحافل مع مالكته اليونانية مدام ماريانا، تجتمع فيه شخصيات روايتنا التي تختلف عُمرياً، فكرياً وثقافياً .. لكل شخصية رواية خاصة بها تبدأ بـ عامر وجدي الذي يعود لمسقط رأسه الإسكندرية ولا يجد مكاناً ليقيم فيه سوآء بنسيون الصديقة القديمة ماريانا و "جميل أن يجد الإنسان صديقا يقاسمه وحدته"، ثاني نزيل طلبة مروزق من كان تجمعه علاقة حُب وود بـ ماريانا في الماضي، وبعدها شيئا فشيئا بدأت غُرف البنسيون بالامتلاء .. بـ مسيو سرحان البحيري من أسرة البحيري، مسيو حُسني من أسرة علّام بطنطا، وأخيراً جاء منصور باهي مُذيع بمحطة الإسكندرية والأكثر انعزالاً بينهم .. وكانت هذه العائلة الصغيرة تجتمع على صوت أم كُلثوم وعلى مائدة الإفطار برغم التنافر والاختلاف فيما بينهم.
إن أنماط الشخصيات المُختلفة التي تُظهرها الرواية شيء طبيعي جداً، سواء وقع الحدث بعد ظروف الثورة أو وقع من ضمن أحداث الحياة العامّة، فـدائما نجد الشخصية المنافقة التي لا تملك أيّة مبادئ والتي تبحث عن مصلحتها الشخصية قبل كل شيء، كما نجد المعارضين للثورة والمؤيدين لها بشدة وأحياناً كثيرة بلا أسباب واضحة وهنا�� المتحرر والمعقد والصامد .. هذه التشكيلة التي بناها محفوظ هُنا تُحاكي الواقع تماماً.
[image]
أما عن مركز الرواية، والشخصية التي تدور حولها الأحداث هي -زُهرة- الفلاحة التي هربت من واقع تزويجها بشخص بـ عمر جدها، إلى واقع عملها كـ خادمة في بنسيون ميرامار، وإن كانت زُهرة رمزاً لـ مصر فـالكل يُريد جزءاً منها، وإن كانت رمزاً للحياة فالجميع يطمح ليأخذ أكبر قدر منها، وإن كانت مُجرد رمز للمرأة القويّة الجميلة فـ بالطبع سيسعى الجميع وراءها وقد يكون السعي بنيّات سيئة أحيانا والتي قد تتعرّض للخُذلان والانكسار ولكنها دائما ما تبقى صامدة واقفة .
الرواية مُمتعة للغاية وتشعر أنك تلتهم الورق وأنت تقرأها، وحتماً ستجعلك تقع في غرام الإسكندرية.
Tami Zaabi
>
Books:
novels
(63)
Loading...
