صدرت للروائي عبده خال رواية جديدة بعنوان «ترمي بشرر...» عن دار الجمل، وفيها يخوض صاحب «الموت يمر من هنا» موضوعاً جديداً، بطريقة ورؤية مغايرتين لا تخلو من جرأة
.أحداث الرواية تقع في مدينة جدة، وتغطي فترة الأربعين سنة الماضية، وتنتهي مع اليوم الأول من العام الهجري الحالي 1430
من أجواء الرواية نقرأ: «هل تحرزنا، وحذرنا مما في الأرض، بقينا مما يلقى علينا من السماء! هذه هي الحكمة العظيمة التي تعلمتها! وبسببها لم أحاذر بقية حياتي من أي دنس يعلق بي، سعيت في كل الدروب القذرة وتقلّدت سنامها، سمة القذارة هذه هي التي أدخلتني القصر، عندها لم يعد من مناص سوى البقاء مغموراً في دناستي لأتعلم حكمة أخرى: «كل كائن يتخفى بقذارته، ويخرج منها مشيراً لقذارة الآخرين!». حكمة متواضعة اصطدم بها يومياً، ولا يريد أحد ممن يتسربل بها الاقتناع بممارسته للغباء، لذلك أجد في تذكرها ممارسة لغباء إضافي
في ليالي القصر الصاخبة تتزاحم السيارات الفارهة في المواقف الداخلية، ويتحول الخدم ببزاتهم المزركشة إلى كائنات غير مرئية، وهم يتنقلون بين المدعوين بالمشروبات، والفواكه، والحلويات ذات الأصناف، والأشكال المتنوعة، يتحركون من غير أن تمسهم عيون الحضور، الليل صاخب، والنساء أحرقن أطرافه بهز قدودهن، وغنجهن الفائر، والرؤوس ثقلت، وبقيت الكلمات المعجونة تستعر على لهيب شهوة مؤجلة»
اشتغل بالصحافة منذ عام 1982 وهو حاليا يشغل مدير تحرير جريدة عكاظ السعودية. درس المرحلة الأبتدائية في مدرسة "ابن رشد" في مدينة الرياض حيث قضى فيها فترة من طفولته وبها درس المرحلة المتوسطة في مدرسة "ابن قدامة" عاد بعد أربعة أعوام الى مدينة جدة واكمل المرحلة المتوسطة في مدرسة "البحر الأحمر" أتم المرحلة الثانوية في مدرسة "قريش" ثم حصل على بكالوريوس في العلوم السياسية جامعة الملك عبد العزيز متزوج وله ثلاثة أبناء وابنة واحدة يشارك في تحرير دورية الراوي الصادرة عن نادي جدة الأدبي والمعنية بالسرد في الجزيرة العربية.
يشارك في تحرير مجلة النص الجديد وتعنى بالأدب الحديث لكتاب المملكة العربية السعودية كان له زاوية أسبوعية بالصفحة الأخيرة بجريدة عكاظ (حقول) والأن يكتب مقال اجتماعي يومي بنفس الجريدة (أشواك) يثير به جدلا واسعا بين القراء كل يوم. كتب في العديد من المجلات العربية والمحلية وعلى سبيل المثال: مجلة العربي الكويتية, أخبار الأدب المصرية، جريدة الحياة، مجلة الحدث الكويتية، مجلة نزوى العمانية مجلة الحداثة البيروتية، مجلة كلمات البحرينية، مجلة ابداع المصرية والبحرين الثقافية. فاز بالجائزة العالمية للرواية العربية - البوكر سنة 2010 عن رواية ترمي بشرر الصادرة عن منشورات الجمل.
لا تثق في رأي أحد ...او ذائقتة الادبيه .. فهذه الروايه صنعت حتى يختلف عليها الجميع لا تسأل ...جربها ربما غيرت وجهة نظرك تماما في فن الروايه مثل هذه الروايات تكتب حتى يندهش القارئ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ولأول مره في حياتي أعترف .. ""انا حقا ماسوشيه "" ... هذه الروايه من صفحاتها المئتين الأولى كادت تودي بحياتي ...بلا مبالغه وعلى الرغم من ذلك تحملت مئتاها الاخريتين صاغره ...مرعوبه ...مسلمه بأن ما يسرده هذا الرجل واقع ... وإن كان واقع فلماذا نخشي أفتضاح حقائقنا في المرآه ...! لماذا ننظر بتقزز الي أفرازات أجساد الآخريين ...ولنا مثل ما لهم أفرازات مقززه تعافها النفس ... ""كانت هذه الأحداث مجرد فضلات يمكن أن تستخدم كسماد إحياء أرض جدباء وتعيد نفس الدورة ,ويمكن أن تظل فضلة تعافها النفوس ...وتتبخر في الهواء ...ولكنها لا تتلاشى""...
ــــــــــــــــــــــ في أثناء قراءتي للروايه ...وبعد إن وصلت لمرحله لا بأس بها من كراهيتها ...وكراهيتي ...وكراهية كاتبها (والمجتمع والناس والبشريه جمعاء ) تبادر الى ذهني سؤال ملح ... لماذا اقرأ الروايات ...! ... حقاً لماذا ... هل لأنها تمنحني عالم سحري غير واقعي ...فأبقي متنقله بين عالم الروايه وعالمي البرزخي الواقع بين الحقيقه والروايه ...ولا يقترب أبدا من الحقيقه . أم لأنها تمنحني فرصة الأختيار ...فإذا عافت نفسي ما ورد في الروايه فها انا بكل قوة أطوي دفتيها و أتناساها ...وهذه فرصه لا تواتينا في عالم الواقع بمثل تلك السهوله ... عالم الروايه بالنسبه لي ليس عالم التسريه و التسليه (ففي الواقع انا تسريتي الحقيقه في الموسيقي و الشعر ) ... ولا أجزم أن كل رواية أعجبتني دفعتني للبحث خلفها او خلف كاتبها عن واقعه او حدث تاريخي ... إذن فلماذا هذا الميل لفن الروايه ... فلم أجد بداً من طرح السؤال مباغته ع صديقتي .. فما كان منها أن لخصت ما يهدف له حقاً فن الروايه ... عملية مكاشفه مع الذات و عيوبها ...... بأن تعقد لك مقارنة دائمه بين أحداث حياتك ومواقفها وشخوصها وأحداث الروايه الثانيه تشريح نفسيات ...... ربما تجهل لماذا يأتي الآخرون بهذه الافعال لتجد كاتب الروايه في جمل موجزه يوضح لك ما أستصعب عليك فهمه مما يقبع في النفس البشريه..من أمراض...ضعف ..ونقائص ...وأحيانا عفونه . تحتوي هذه الروايه ع الكثير من العفونه ...... فأن أردت أن تزكم أنفك فلك الحق إما أن تترك الروايه ولا تستمر بقراءتها (كما فعلت انا منذ عامين ) أو ان تتقافز بين صفحاتها حابساأنفاسك ..وعندها ستصاب بالأختناق ... الحل أن تتقبل تلك العفونه صاغرا ...ففي النهايه ...لكل روايه نهايه ...وهناك صفحه تذييل بكلمة (تمت) سنكون هي طوق نجاتك .. وأن كانت ليس تلك طوق نجاتك في هذه الروايه... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ دعني أضعك في حيرتي الآن...... أكتشفت نزعتي العنصريه منذ أن عرفت ان كاتب الروايه غير مصري ...فانا ولمدة طويله ظننت الادب روي بماء النيل ...فهو مصري صرف ..وقد نال الطيب الصالح (السوداني ) بعض من نفحاته ...وربما أمتد الامر شرقا لأبناء الشام ...لقد تركنا الشعر لأبناء الجزيرة العربيه فهم فرسانه ...فليتركوا هم لنا النثر ...هكذا آمنت .. كيف لي أن أقييم روايه كرهتها من قبل أن اقراءها ...لأنها أقتنصت جائزه من واحده من أفضل رواياتي ع الاطلاق (يوم غائم في البر الغربي )... كيف لي أن أقييم رواية كرهتها أثناء قراءتي لها ...فقد سببت لي أصابات نفسيه متعدده كرهت كاتبها ...وعافت نفسي القراءة له ...بعد أن سمعت عن كم السواد الذي تحمله روايته الفسوق ... حتى كتابتي هذه السطور لم أقرر بعد ...كم نجمه تستحق والأهم ...موقع تلك الروايه في نفسي... هل أحببتها إذا سألني أحدهم ترشيح روايه جيده ...هل ستكون ضمن ترشيحاتي له ..! ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الروايه من منشورات دار الجمل تقع في 416 صفحه من الحجم المتوسط حاصله ع البوكر العربي في العام 2010 للكاتب السعودي عبده خال مقسمه الى ثلاث أقسام عتبة أولى عتبة ثانيه البرزخ ... في العتبة الاولى ...يعرفك عبده خال ع الحي الفقير الذي أسماه أهله بجهنم لما يلاقوه فيه من ضيم وما يلفهم فيه من فقر ..ويعرفك على القصر ...الجنه الموعوده ..ذلك الشئ البعيد المشتهى ...(في البدايه ظننت ان الحي رمز للمجتمع البدائي و القصر رمز للحداثه والتطور ولكن ظني لم يستمر اكثر من 15 صفحه ...عبده خال لا يود أن يعيد أختراع العجله في روايته ...بل يخترع لك شئ آخر جديدا...لن يكشف لك عن بذاءة المجتمعات الحديثه لكن سيكشف لك عن هشاش الفضيله في نفوس البشر ) في سبيل القصر و أهله يرتكب الكثيرون كل موبقات ....في سلسله من الاقاصيص محكمه النسج والغزل يرويها لنا طارق فاضل ...واحد من الموصومين الذين مارس طقسه التطهري برواية أحداث حياته وذلاته ..
في العتبه الثانيه يتحول طارق فاضل من راوي لأحداث وظروف وملابسات أنضمامه لجيوش الموصومين ...الى ساردا لجزاءه وجزاء الآخريين
ثم في البرزخ يريد الكاتب أن يصدمك بأن كل ما روى لم يكن خيال ...بل هو واقع حدث ويحدث ربما أثناء أشمئزازك من خياله المريض الذي أختلق كل تلك الاحداث . وانا مؤمنه ان النفس البشريه تحمل أرث من القذاره لا يستهان به ...نحن (او قل انا ) فقط من لا يتحمل الأعتراف بذلك أحيانا لأن الاعتراف بقذارة النفس البشريه تتضمن أعتراف ضمني بتلوثي و تلوث آخريين نقاؤهم يحافظ ع توازني النفسي ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ على الرغم ان الروايه ذات عدد صفحات وفير وذاخره بالشخوص إلا انك لن تصاب بالملل(وهنا تذكر لن تصاب بالملل لكن يقينا ستصاب بالقرف ) الكاتب منذ الصفحات الاولى حتى بداية البرزخ سيحافظ على قدرته على إدهاشك ..ربما جحظت عيناك في نهاية الرواية ذهولا من أعاجيب القدر المتجليه .... الروايه محكمه للغايه ..لم يقع الكاتب في أخطاء لغويه و النسخه ذات أخطاء مطبعيه محددوه ...وهذا الشئ سيساعدك كثيرا على ان لا تنفصل عن جو الروايه . ألفاظ الكاتب و صوره على الرغم من أنها ستثير تقززك لكن هذا المطلوب أثباته ... شخوص الروايه متكامله التفاصيل تكاد تشعر أنهم من لحم ودم ...مع آخر صفحه في الروايه تدرك ان عبده خال لم يشاء أن يرهق ذهنك بحسابات مثل من مخطئ ...من أحب ...من أكرهه ...وفر عليك كل هذا و أستبدله بكلمه سحريه ...كلهم مخطئون ..كلهم مذنبون ...لك أن تتقبلهم ...او لا ...لكن في النهايه ...هكذا هي الحياه ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بعد كل هذا ...ما يمنعني أن أنفحها النجوم الخمس ... ربما لأن النجوم الخمس أعطيها لروايه أورثتني سعاده مؤقته ..لكن تلك أورثتني عذاب لا أعلم متى ينتهي ...! ...
لكي تقرأ هذه الرواية لا بد أن تتحلى بالشجاعة ،، شجاعة أن تتخلى عن الصورة الملائكية التي ترسمها لنفسك وتواجه حقيقة أن لك أنت أيضاً خطايا وبداخلك قاذورات ،،
كل من هاجم هذه الرواية هاجم القبح ودناءة بطل الرواية ،، وأنا أرد عليهم بالمقولة المنسوبة للسيد المسيح : من كان منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر .. أو كما يقول صاحب الرواية : “السقوط هو القانون الأزلي، وكلنا ساقط لكن لا أحد يتنبه لنوعية السقوط الذي يعيش فيه.” ..
نعم ،، تحلى بالشجاعة واعترف أنك لست ملاكاً ،، “كل منا له سقطة عميقة لا يعرف قرارها إلا هو ..”
ـ..ـ..ـ..ـ
في رواية مدهشة - بقدر ما هي صادمة - وبلغة أدبية راقية وتعبيرات وتشبيهات رائعة كتب "عبده خال" عن تحولات المجتمع السعودي ،، الرواية جيدة ،، ولا يعبيها سوى الإستغراق في وصف القصر في المقدمة ،، أعجبني الاسم وصورة الغلاف جداً ،،
تناقش الرواية بشكل أساسي سقوط الإنسان ،، “نحن نتلوث كلما أوغلنا في الحياة, في كل خطوة نقطعها تتمرغ أرواحنا بدناسة الأرض, هذه الأرض المعجونة بوحل الرغبات لا تسلمنا لنهاية الطريق إلاّ كومة زبالة نتنة!”
بالإضافة إلى فكرة فلسفية أخرى ،، وهي أن الإنسان قد يسعى للبحث عن السعادة في مكان خطأ ،، وبدلاً من السعادة يجد التعاسة ،، ويبدأ رحلة أخرى في الإتجاه العسكي للعودة لحياته السابقة ،،
هكذا كان أهل الحارة ،، الذين تطلعوا للهروب من حارتهم الضيقة والتي اسموها " حارة جهنم " والولوج لداخل القصر أو "الجنة" كما أطلقوا عليها ..
ـ..ـ..ـ
البرزخ ،،
في آخر الرواية يصرح "عبده خال" أن الرواية حقيقية وأنه نقلها من على لسان بطلها " طارق فاضل " بعد لقاء جمعهم صدفةً ،، ويورد قصاصات وصور وأخبار من صحف بها لمحات مما جاء في الرواية ،،
وأنا أعتقد أن فكرة الرواية جائت للمؤلف بعد أن قرأ هذه القصاصات ،، مستبعداً أن يكون قد التقى بشخصية "طارق فاضل" ،،
إذا تكلمنا بشكل فني وأدبي، فهذه الرواية تلجأ لنفس الحيلة القديمة، أن تأخذ الوسيلة مكان الغاية، أو بمعنى أدق، تستخدم الغاية كقناع لاستخدام الوسيلة. فهي تستخدم قناع نقد مساوئ فئة معينة من المجتمع، في سياق محدود للغاية، لتغرق الصفحات بالبذاء�� والفحش وتتدنى لوصف الكاميرا شديد الابتذال. ليست هذه المرة الأولى التي يفعل فيها عبده خال نفس الأمر، لكنه زاد عن "فسوق"، مثلا، بأن طغت وسيلته على الغاية بفجاجة.
اللغة لم تكن ج��دة في أكثر الأحوال، كلمات كثيرة دارجة وأخطاء شائعة وأخطاء نحوية ومطبعية لا تحصى. أما على جانب السرد، فهناك تكرار شديد الملل لجمل ومقاطع كما هي تقريبًا، الكاتب يدور في دوامات ويعود إلى ما قاله من قبل. من ناحية البناء، فتنفيذ الكاتب لأسلوب التنقل الزمني جاء سيئًا وبدلاً من أن تتكامل القطع لتكمل الصورة تراكم بعضها فوق بعض في أوقات كثيرة.
شخصيًا، لا أنصح بقراءتها إلا لمن يستطيع أن يقاوم الغثيان من جراء الوصف الفاحش ويريد أن يتعلم مجموعة من مساوئ الرواية اجتمعت هنا أكثر مما اجتمعت في "شيكاجو" و"عمارة يعقوبيان".
سطوة المال وظلم السلطة ....قهر الرجال ....جدة مدينة السااحل وعروس بحره الأحمر تصاغ في نص محترف قلما تجد ابداع لغوي مثيله....نص مخملي مطرز بكلمات صائغ ماهر طغى عليه روح الالم والمعاناةلأناس قهرهم الفقر وهيمن عليهم طغاة لا يتقنون من حياتهم الا فن العهر واللصوصيية..رواية رائعة تستحق أن تصل الى منصات التتويج والتكريم ....شكرا لك عبده خال
تبدأ الرواية وتنتهي في نفس النقطة ، بدت لي مملة في البداية وطويلة ومكررة أيضا فهي تحمل تفاصيل كثيرررررررررة في البداية ، ولكن الرواية جذابة جدااااااااا، كعادة عبده خال يمرر كلماته العميقة التي تحمل معاني كبيرة جدا من خلال السطور للأسف الرواية تحكي واقعة سوداوية جدا ، وتتحدث عن فئة من المجتمع يتساوى فيها الإنسان بالنسبة لهم مع الحشرات ، لا معنى لحياة الآخرين لديهم عشت مع الرواية ثلاثة أيام وها أنا لازلت تحت تأثيرها والذي أظنه سيستمر لأيام طويلة ، لا أدري لماذا يعشق عبده خال هذا اللون السوداوي من الحياة بدئت أشك في قدرته على الضحك الرواية تجربة تستحق القراءة بالرغم من طولها وكثرة تفاصيلها ونهايتها المفجعة
هناك من دعاني لقراءة هذه الرواية في معرض مقارنتها بالخبز الحافي لمحمد شكري فاستجبت للدعوة حتى استطيع الجزم ايهما متمكن من اللغة الماجنة بعد القراءة أقول أنه في ما يتعلق بالأحداث "تفوق" عبده الخال أما في ما يتعلق باللغة الماجنة "تفوق" محمد شكري فعبده الخال حاول تجميل لغته ما استطاع لكنه لم و لن يستطع لجم خيالنا عن تخيل الأحداث , فلنمر سريعا بأبرز ما جاء في هذه الرواية. ترمي بشرر جمعت كل ما يمكن أن يخطر في البال من موبقات و محظورات في رواية واحدة جاء الحديث على لسان طارق فاضل الرجل الخارج من "الجحيم" حارته التي ولد فيها معظم شخصيات الرواية بيئة متواضعة تقتات من الصيد مصدر العيش الوحيد للحارةالذي انقطع بتشييد القصر الذي جاء كأمل لكل ابناء الحارة بالخروج من جهنم للجنة فاستطاع ثلاثة من ابناء الحارة دخول القصر هم عيسى وأسامة و طارق اعتبروه دخولا للجنة فوجدوا في انتظارهم جحيم من نوع آخر تذل فيه النفس و يزداد العفن و تتراكم المفاسد لدرجة يستحيل معها التنفس الغريب في الرواية أن الشخصية المحورية طارق منذ البدء أراد أن يبرر موقفه لنتعاطف معه حين أورد حادثة وقعت له في صغره في يوم العيد حين اتسخت ثيابه بمياة قذرة اتت من فوق و كأنه أراد اخبارنا أن قدره أتى من عل و لا دخل له فيه و هو أمر غير مقبول بتاتا فكل ما حصل له كان باختياره ..رواية سلبية بكل ما فيها بشخصياتها بمحاولة الكاتب انزال العقاب بهم كمحاولة لارضاء القارئ فاتت النهاية درامية بشكل فظيع تشبه الافلام الهندية نفت عن الرواية بعضا من الواقعية التي أراد الكاتب ايضا اقناعنا بها حين أخبرنا في النهاية أنها واقعية و حدثت فعلا.. لم استسغ الحضور النسوي في الرواية فكل الشخصيات النسوية اتت باهتة سلبية غير فعالة باستثناء مرام التي حضرت في السرد كسوط وعقاب مسلط على الشخصيات الفاسدة لكنها لا تقل عنهم فسادا تحت مبرر الحاجة دائما و أبدا...لم يخرج على هذا النمط من الشخصيات غير ابراهيم امام المسجد الذي يأتي ليذكرنا أننا نتحدث عن بلد اسلامي يا للمفارقة باختصار الرواية لا تستحق البوكر رغم أني لم أقرأ الروايات المنافسة لها لكنها تقرأ للتسلية فقط محاولين اقناع أنفسنا بانها خيالية لأن الأحداث لو ثبتت واقعيتها فعلى الدنيا السلام قراءة ممتعة
طيب بالصلاة ع النبي كدا علشان تبقي الامور واضحة انا اتضايقت قوي وانا بقرأ الرواية دي
احد أهم الاسباب اني انا بقرأها كانت بتيجي ف بالي يوم غائم ف البر الغربي دي الفائز الحقيقي بالنسبة ليا بشكل واضح
بصفة عامة الرواية دي حلوة وممتعة لكن
فيه حاجة حصلت ف للاستاذ عبده خال يا اما عن عمد يا دا اسلوبه ولان دي اول مرة انا اقرأ ليه ف انا معرفش
اول جزء ف الرواية مكتو�� بطريقة وبعدين جزء مكتوب بطريقة وف الاخر جزء مكتوب بطريقة
ممكن يتقال مثلا علشان تطور الشخصية لا انا مقصدش الكلام دا انا اقصد اسلوب الكلام اسلوب الوصف والحكي
اول 100 صحفة مثلا كان بالنسبة ليا مبالغ بشدة ف الوصف المتداخل لدرجة ان بيبقي هناك مقطع كله عبارة وصف مالهوش ملامح من فرط ما هو مشبع بيه الرموز المبهة الكتير اللي ف النص التاني اختفت
فجاءة ومن غير اي مقدمات اتقلب علي حكي صرف , يمكن من اي غير ترميز زي الجزء الاول
مع اقتراب النهاية واضح جدا امر من اتنين اما دا اسلوبه يا اما الرواية دي اتكتب علي جزء مرحلة يعني كتب جزء وسابه فترة وبعدين كتب بقيت الرواية ف فترة تانيه وهكذا يعني
طيب ليه انا حاسس اني بقرا سيناريو فيلم الريس عمر حرب؟
نفس الدلالات انا بكره الفيلم دا بالمناسبة سيبك انه مسروق من فيلم محامي الشيطان بس دي مش مشكلتنا
بس نفس السكة السيد المهيمن علي كل شئ الشاب الغرور اللي بتاخده الدينا والظروف لمهنة حقيرة الحب ممنوع والمشاعر سئية اكتشاف ان عمره ضاع ف اللاشئ الرغبة ف الانتقام
سبيك من الترميز اسم المنطقة مقسم ما بين الجنة والنار الجزء الاخير من الرواية اسمه البرزخ اسماء الابطال اغلبها اسماء انبياء الابطال الاساسين هقولك انا ملبوس وبأفور
الرواية كمان كانت بتلعب علي خيط رفيع جدا ما بين السفالة والادب وفضل فعلا ماشي علي الخيط دا بمهارة انا احسده عليها
وبمجرد قرأت كلمة انتهت قولت تمام
الملف اللي عامله ف الاخر للبنات الليل بتوع القصر احبطني كثيرا وبشدة الملف اصلا دا كله ولا ليه اي ستين لزمة
لان ف الروايات او ف الادب اهم شئ هو التخيل عاوز تكتب انه حقيقي قول ف الاول ف اشارة بسيطة وخلاص ولو افترضنا انه مش حقيقي وانه جزء من الرواية فهو الاسواء علي الاطلاق
جزء رخيص بشدة يقتل الخيال
انا قفلة الرواية انا عنيا دمعت مع الملف دا بصراحة قولت ليه كدا؟ وكنت متضايق
طيب الاسلوب بقي اللي مبقتش فاهم هو انتشر ليه فجاءة
الا وهو الفلاش باك بالعكس
يعني اجي اقولك
انت ياض عبيط؟ ولا ايه؟ واكتشفت بعد ذلك لماذا كان عبيطا
وبعدين يبدا يقولك فاكر لما قولتله انت عبيط ولا لا؟ كنت بقوله علشان كدا وكدا اصله طلع كدا وكدا
او هنروح بعيد ليه الحركة الاساسية عند اي بنت الكوكب الا وهي
بوص فيه شئ عاوزه اقوله ليك اتفضلي لا مش دلوقتي هبقي اقولك بعدين دا بيبقي احساسي O_o
نفس الفكرة كتير جدا يقول علي شئ ويشرحه بعدين فتفضل انت طول الوقت مستني المشكلة ف الاسلوب دا انه بيخليك تفكر بعين خيالك انت فهمها هو قال ف الغالب هيبقي اقل من خيالك مش علشان الابداع ولا نيلة بس دا شئ طبيعي لكن المفاجاءة لما يبدا فجاءة يحكيي ويجمع قطع البازل اللي كانت متفرقه بشكل كبير
بس كل كاتب يبص للروايته من زوايته
ليه ثلاث نجوم
طيب يمكن ان قدر يكتب رواية شبه دي ف مجتمع عربي ف المقام الاول و خليجي ثانيا وسعودي ثالثا أمر يحسب له بشدة ف اختياره لطبقة لا احد يعرف عنها اي شئ في مجتمع مثل المجتمع السعودي هو امر نادر بشكل كبير ويتكلم بالشكل دا صعب بصراحة
كنت عاوز اعرف ايه النهاية وكنت مستمع ما عدا الجزء الاول
برده لو عدينا جزء الفلاش باك باثر رجعي جمع الاحداث بشكل جيد ف النهاية النهاية جيدة جدا و حزينة جدا
رواية لطيفة ��قوية ولكنها لا تستحق البوكر عامها واي حد قرأ يوم غائم ف البر الغربي اعتقد هيقر بدا
هذه هي الرواية الصاعقة. من بدءها، من الإهداء، تصعق القارئ: "لها، ولبقية من عصفتُ بهم في طريقي، ينداح هذا البوح القذر"، ثم لا يعطيه الراوي مهلة ليلتقط أنفاسه، بل يقطع حدقتيه بهذا السطر الحاد: "خسئت روحي، فانزلقتُ للإجر��م بخطى واثقة" ليفاجأ القارئ "بعتبة أولى" شائكة يعبرها لاهثا، لا تكاد وخزة توجعه حتى ينتفض بوخزة جديدة، من مثل: "كنت كالطائرة الورقية أحلق في الفضاء، و خيط رفيع يمسكني به، وبمجرد جذبه إليه، أهوي، و أكون معفرا بالتراب، منتظرا لحظة أخرى ليرفعني في مواجهة الريح لأحلق عاليا" و أثناء ذلك يسوي الراوي أرضية بدون جدر يقف عليها القارئ مكشوفا لما سيهب عليه من عواصف، فيرسم هذا اللوحة: "في ليالي القصر الصاخبة...يتحول الخدم ببزاتهم المزركشة إلى كائنات غير مرئية...يتحركون من غير أن تمسهم عيون الحضور كبيوت حيّنا المواجه للقصر، بيوت تبدو من داخل القصر كما لو كانت قامات انحنت في حالة ركوع دائم لم يؤذن لها برفع هاماتها"، وبعد عبور هذه العتبة الشائكة يشعر القارئ بالنهم لاستكمال القراءة إلا أنه يُصدم بتباطؤ مفاجئ في الأحداث يدفعه لحد الملل، فيشعر كأنه يسير في الماء، يعزز هذا الملل تكرار بعض الصور و المعاني الكئيبة المملوءة بالمعاناة و القهر، رغم جمال الصياغة، مثل: "مع تشييد القصر جف البحر من أحداقنا كما لو كان دمعة تم تجفيفها بمئات الأطنان الإسمنتية فبقيت تنز لأعماقنا مكونة بركا من الأسى و الحزن"؛ إلا انه بعد قليل تعود الأحداث للتسارع و التشويق. و النص مليء بالعبارات الجميلة الناضحة بالحكمة و التجربة، مثل: "حينما لا نصوب أخطاءنا تبقى الحسرة حاضرة في كل حين"؛ "الماضي أشبه ببركان خامد، نستوطن قمته و سفوحه بيقين جازم من تكلس حممه، و قبل أن نطمئن في جلوسنا، يثور فجأة، فيغرقنا، أو يحرقنا كما فعل بنا أول مرة"؛ "حين ينهار المبنى لا تتنبه أسقفه و لبناته من خان من"؛ ولأن مصدر هذه الحكمة التجربة الشائهة لبطل الرواية ذي النفس المبتورة، فإنها كثيرا ما تحمل معان سلبية و محبطة وسوداوية، بل وخاطئة أحيانا، من مثل: "الحياة المرة لا تترك لك فرصة تدبر معالجة الاعوجاج، فليس هناك وقت لاختيار الصواب، أو الامتناع عن الخطأ"؛ والكاتب يعرض لفكرة هامة في نصه، و هي كيف أن الإنسان لا يولد ملوثا و منحرفا بطبعه، و كيف يمكن لبيئته أن تلعب دورا هاما في دفعه للغي و الضلال بل و تقاوم محاولاته للتطهر و التوبة "الأثر الأول لا يمحى، و لا يزول من ذهنية الناس، فالتخلص من الدنس لا يطهر المرء، يبقى صاحبه دنسا في مخيلتهم مهما سما" ثم يكمل تصوير عزلته بقوله "نهضت قبل أن يكمل ثغاءه، متيقنا أني لن ابتعد عن نقيصتي التي عرفوني بها حتى لو انفلق النور من وجهي!!" أحد عناصر الإبهار في هذه الرواية لا يتعلق بالنص ذاته، بل يتعلق بكونه كُتب عن مجتمع متحفظ تجاه البوح بمشاكله و مناقشتها في العلن، وهو ما يكشف عن حراك نشط و سعي نحو الحرية و الانطلاق، وهو ما يؤكد أن هم الإنسان واحد في كل زمان و مكان، والقهر و الظلم و الحقد والفقر والمرض و العشوائية و الفساد كلها مفردات بشرية واحدة في معناها و متعددة في صورها مهما علا شأن المجتمع أو تدنى. وقد ملأ الأديب حوائط روايته بصور معبرة، قاسية أحيانا، ومخجلة أحيانا أخرى، وهي صور قد تكون صادمة و مثيرة للغثيان، لكنها تقحم القارئ بلا مواربة و لا حجاب في الحياة القذرة لبطل الرواية فتنتابه مشاعر شتى بين التعاطف و الاشمئزاز و التشفي. مع ذلك لم يخلُ النص من بعض الأخطاء النحوية و اللغوية البسيطة، بالإضافة إلى وجود بعض الجمل ذات التراكيب الغريبة و الضعيفة أحيانا، كما أني اعتقد أن رواية بهذا المستوى تستحق طباعة أجود (نسختي من الطبعة الثالثة) خصوصا مع ارتفاع ثمنها. وأخيرا فإنني أعتقد أن هذا العمل يفتح آفاقا واسعة لفكر القارئ و يترك أثرا غائرا في نفسه لذا فهو يستحق التزكية، وفي ��أيي أنه على الأقل يستأهل الوصول للقائمة القصيرة للبوكر العربية.
فى هذا العمل اختار المبدع عبده خال التركيز على الحقارة الإنسانيه بوصفها متلازمه لوجود البشريه . جرعة مكثفه من الأزمة الأخلاقيه التى يعيشها المجتمع السعودى , قد يظن البعض انه يهين المجتمع ولكنه يعترف بوجود مشكله تمهيداً لحلها فالاعتراف بالمرض هو أول مراحل العلاج. تفاصيل مغرقة فى المساوئ الانسانيه المختلفه الصادمه فى أحياناً كثيرة نهاية العمل كانت أكثر من صادمه من وجهة نظرى (شتمته بصراحه لما قفلها القفلة السودا دى )لكن فى المجمل عمل واقعى جداً وتشعر بصدقه.
يالها من نهاية !!! أعطيتها أربع نجمات كما لوأني أعاقبها على الصفحات الثمانين الأول منها لو كان بإمكانه جعلي ألهث وراءها كما لهثت بعد الصفحات الثمانين لماذا لم يفعل ؟ لماذا أوغل في وصف القصر والتشويق ورسم قذارة البطل الذي ليس بحاجة لتبيان قذارته الواضحة ؟ لا أعرف حقا وهو يمتلك قدرة على السرد السلس أن ينفرني منها وأنا الصبورة جدا على أي عمل أدبي بعيدا عن واقعية الحكاية وصدقها الذي أرفقه بأدلة في نهاية الكتاب فهي رواية متقنة أجمل ما فيها الانتقالات التي تجعلك تارة في بداية الأحداث وتارة في نهايتها نهاية الشر جلية وإثبات دائم أن لابد من عقاب مهما طال الأجل وأن دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة مع قرب نهاية الرواية تجلت الجمل الرائعة والحكمة كما لو أن الكاتب تذكر أنه روائي وأديب وأنه نسي طوال العمل جماليات الأدب واهتم بالسرد فقط لم اقرأ في حياتي رواية ووصلت لنهايتها فإذا بي أضرب كفا بكف وأشهق دهشة مثلما حدث لي مع ترمي بشرر لم أتخيل حجم العقاب الذي ناله هذا البطل مهما كان خيال الروائي لم يكن ليكون في حكمة الخالق الذي اختار عقابا في محله ليس العقاب آلام الجسد بل آلام الروح وروحه المدنسة منذ بداية وجوده والتي حاول إلقاء سبب دنسها على العمة التي بقيت مسمار في جسده يئن كلما تحرك هو سبب واه وليس حقيقي كل يوم تتأكد لي جملة جلال أمين في أ�� الإنسان يولد بأخلاقه وهذا الــ طارق ولد بأخلاقه الدنسة وليس وليد الظروف ولا الفقر إنما هي عوامل ساعدت على أن يظهر دنسه ليس إلا إطلالة عبده خال على المجتمع السعودي بهذه الإطلالة الفاضحة لا تدينه أبدا فلعلنا نفيق حين نعترف بأننا نعاني تشوها اعتراض البعض عليها كاعتراض الكثيرين على أفلام خالد يوسف بسبب أنها تشوه مصر ولكنها انعكاس واضح لأخلاقيات زائفة وأخطاء يجب علينا مواجهتها بالضبط هي رواية عبده خال مواجهة مع كل أخطاء المجتمع عله يرتدع الفقر ، العشوائية ، الغنى الفاحش تشوهات يجب مواجهتها يجب التصدي لها لا الهروب وإدعاء أن كل شيء على ما يرام
لا أدري كيف رأي البعض هذه الرواية مملة أو معيبة أو غير مفهومة!!!! دعوني أسرد عليكم حكايتي مع عبدو خال منذ خمس سنوات تقريباً، قررت التعرف على الأصوات الأدبية الخارجة من المملكة العربية السعودية، بعدما أصبح الإبداع الأدبي أو الروائي والقصصي الخارج من هناك محط أنظار النقاد وكذلك الكثير من القراء من أصدقائي . اشتريت أكثر من رواية لأكثر من أديب وأديبة سعودية، واعفوني من ذكر الأسماء، لأنني بمنتهى البساطة، لم أخرج من بين هؤلاء المبدعين السعوديين سوى بعبدو خال هذا الرجل الذي لا يمكنك مهما بلغ بك الصلف والتكبر والاستعلاء والانكار، ألا تعترف بأنه واحد من أبدع أبناء جيله من الروائيين العرب بشكل عام . كانت رواية فسوق هي بداية معرفتي به، تلك الرواية التي عصفت بي تماماً ولم تتركني حتى بعد أن انتهيت من قرائتها ومازلت حتى الآن يقشعر بدني بمجرد تذكرها . عندما ترددت بعض التعليقات على ترمي بشرر بأنها دون المستوى ولا ترقى للبوكر، تعجبت، فعبد خال الذي أعرفه لو عطس على الصفحات لخرجت منه رواية تليق بنوبل وليس البوكر فقط الاعتراف بالحق فضيلة يا جماعة ...عبدو خال ...أستاااااذ وليس لمجرد أننا المصريين مصرين على أنه لا يوجد من يستحق الجوائز غيرنا ، ننكر إبداع واضح وضوح الشمس مثل ترمي بشرر ترمي بشرر هي الرواية الوحيدة التي تستحق التصعيد للقائمة القصيرة في البوكر وهي الوحيدة التي تستحق البوكر من بين الروايات التي تم تصعيدها للقائمة القصيرة عام 2010 الرواية بكل بساطة تسرد قصة حياة طارق فاضل ابن الحارة الفقيرة التي يُحرم أهلها من أبسط متع الحياة، ألا وهو البحر، فقط لأن سيد القصر احتجزه داخل أسوار قصره المترامي الأطراف انها رواية تحكي قصة احتكار الأغنياء والساسة لكل شيئ في الحياة حتى مصائنا وأجسادنا وأبسط متعنا في الحياة. قصة انقضاض الملوك والأمراء والرأسماليين القروش الكبار على أنفاسنا وأرواحنا، حتى لا يصبح أمامنا سوى طريقين لا ثالث لهما للعيش، إما التعلق كالبراغيث بأجساد الكبار لنعيش على قطرات الدماء الزهيدة التي يفصدها أجسادهم أو العيش بعيداً عنهم ولكن سنبقى إلى النهاية على الهامش نزدرد الفاقة ونتمرغ في العوز
ليس من المهم أن أقص عليكم تفاصيل الرواية ولكن من المهم أن أقول أن ترمي بشرر، رواية كاملة الأوصاف، فهي تتميز بروعة لغتها بالطبع، فعبدو خال يمتلك لغة فريدة ومميزة جداً ، الأشخاص مكتملة وكل شخصية تلعب الدور المطلوب منها دون زيادة أو نقصان، تصاعد الرواية وحبكتها الدرامية في منتهى الروعة، استخدام صوت طارق فاضل كراوي للأحداث كان أكثر من روائع فقط أحذر أصحاب القلوب الضعيفة من قراءة الرواية لأنها قاسية جداً في أحداثها إضافة إلى وجود بعض المشاهد التي نجح الكاتب في كتابتها لدرجة أن بدني كان ينتفض وأنا أقرأ
إنها أولى قراءاتِي للكاتب " عبده خال " و التي جعلتني أتساءل : هل الكاتب يكون صاحب قضية أم أنه يبيع القضية تحت مُسمياتِ الحبكة و السرد ؟؟ . الرواية بشكل عام هِي أقرب إلى اعترافاتٍ منسية لرجل شاذ ، كان عصا تأديبٍ لأحد الشيوخ الملكية فِي السعودية ، و التأديبُ هنا يعنِي أن يُطارح " طارق " كل من يستقدمه صاحب القصر من رجال خرجوا عن طاعتهِ أو زاحموه فِي ص��قة مالية أو من يلهثون خلف شهوة لوطية تحتشدُ لها ثلة من وجهاءِ البلد ، لتتلذذ بمنظر المضاجعة الخارجة عن المألوف كنوع من تخدير الواقع ، أو كفتنةٍ جديدة ستخبو لتأتي أخرى تحصد أرواحًا و لهاثًا جديدا و مقنعًا . إن أردنا أن نتحدث عن بناءِ السرد الروائي من منطق نقدِي فإنه كان يتضمن عثراتٍ عدة ، ف " عبده " كان متزاحمًا بكلماتٍ و عباراتٍ طويلة أراد لها أن تصل فورًا لقارئها ، و بالتالي لم يحترم حلزونية المشاهد و لا تداخلات الحوارات ، فتجد أن هناك عبثية و بعثرة في الوقائع بين الماضي و الأمس صيغت بشكل عشوائي و غير مهندم ، فالبطل " طارق " مرة يجر نجواه نحو الحي " النار " الذي انطلق منه صوب " الجنة / القصر " ، و مرة يُوضح الخلافات المستترة خلف حصن الحيطان المسورة بالجند و كلاب الحراسة ، و مرة يعود لنفسها النقطة مرارا فتكرارا إلى أن تقف مستغربًا إذا ما الشخصية أو كاتبها كان ثملا و هو يعج بهذه المسوغاتِ الأمسية !! هناك من يعيبُ على الكاتبِ نهجه في الكلماتِ السوقية ، و لكن القارئ الجيد هو من سوف يتفهم هذا الوضع حين ينتهي من هذا الكتاب ، ليجد أن الشخصيات تكتظ بالقذارة الأخلاقية و الجسدية ، و أن البيئة حتمت تدميغ مثل هذه الحوارات السوقية ليظهر معدن القصة ككل ، فأبدا لا يمكن أن نتحدث بشكل مهذب عن موسم تكاثر الذبابِ على الأكل العفن ، لأنه بهكذا لغة سنكون أولا نغالط المشهد الحقيقي و نتبنى خيالًا كاذبًا يجعل قطيعة بينه و بين المتلقي الذي يتلمس أولى خطواتِ البهتانِ فتنفر نفسه عن استدراج التكملة لما لها من أهلية خداع . لذلك فأنا مع الكاتب في مثل هذا التبني ، أصبغ اللوحة بالأسود إن أردت أن توضح للأعمى شكل السماء نهارًا و لا تستغفله بالمديح عن جمالية الشمس و غبارها . لكن ما لا أتفق معه هو تلك المغالطات في بعض الحقائق ، ف " طارق " الأداة اللوطية للسيد كان في كل فصل لا ينفك يُعيد سيرة تمرغه في الوحل نتيجة عمته " خيرية " و لسانها الحاد ، و كأنه يُحاول أن يُوصل للقارئ فكرة التنشئة الأولى و آثارها على التكوين المستقبلي للإنسان ، ناسيًا أنه ليس عذرا أن تكون شيطانًا إن كنت من نسل الشر ، و لا كان الفقر مدعاة لأن يُصبح الجسد نسغًا مُباعًا و رخيصًا في سوق الدعارة و التكميم الجنسي ، كلها أسباب سخيفة جدا تُعالج كمشجب لتبرير كل تلك اللاأخلاقيات التي يغرق فيها الإنسانُ بغض النظر عن انتماءاتهِ الدينية و الاجتماعية و الفكرية . تحدث الكاتب باستفاضة عن جرائمِ سيد القصر و عن الانتكاساتِ المالية في سوق البورصة ، و عن الأداة الذكية التي كانت تُعقد فخاخها إلى الفجر في قاعاتٍ فخمة و تحت أنين الطرب و تمايل الخمر و الأجساد ، لتغرق السوق في كسادٍ و تُفرغ جيوب العامة و تضع على ظهورهم ديونًا لا ينفكون يسددوها حتى و هم بالقبر ، سياسة الاستغباء السياسي / المالي السائدة في أغلب المجتمعاتِ العربية و حتى الغربية ، و أشار في آخر الرواية كفصل مستقل عن اللقيا التي جمعته بصاحبِ القصة الحقيقي ، و الذي نافحه عن رغبة جامحة فِي رواية أحداثِ سنواتٍ عدة مرت تحت الصمت ، و لم يجد حرجا و لا وجلا في همس أنه سيقتل ذاك الشيخ مهما طال الزمن . السؤال هنا : إن كان " طارق " على مدى كل تلك السنواتِ التي حاصرته فيها قيود السيد كان رعديدًا ، و قام بعدة أدوار مستهجنة من تعذيبِ عمته و فصل لسانها عن محجره ، و تجويعها و تحويلها إلى عفريتٍ شيطاني متمرد ، و مضاجعتهِ لأختهِ من الأب دون أن يُدرك ذلك ، و رفضه التام زيارة أمهِ إلى أن وارتها الحجارة العالم الآخر ، و هروبه من دم " تهاني " حين استباح عذريتها فكانت جريمة الشرف هي آخر ما خطت قدماها صوب حبكتها ، و النميمة و فضح أسرار أصحابهِ ليموت من يموت منهم مجنونًا أو مداسًا ، " طارق " هذا أفقط واتته الجرأة أن يتقول ما قاله أول مرة صادف فيها كاتبًا سعوديا مشهورًا ، غير عابئ بأن يصل لمسامع سيده أنباء الرواية الفاضحة ، لتطاله يد التعذيب ؟؟ أو يُرمى تحت وابل أشرطة الفيديو المصورة التي تُجرمه !! يبدو الأمر في رمته باهتًا و فيه نوع من الافتراء الغير مُبين ، و هو الشيء الذي غافله " الكاتب " أيضا و مرره سريعًا حتى لا ينتبه القارئ لهذه النقطة ، و ينظر إلى جهة المآسي التي تحتوي عليها دفتي هذه المحكية القذرة من قلبِ قاع البلاد العربية " الطاهرة " . لذلك سآخذ ما استرعى انتباهي في هذا الكتاب ، الفساد .. هذا الغول الذي يُصبح مُستشري في فصائل المجتمع بشكل سرطاني غير قابل لا للاستئصال و لا للقتل ، فكل الروابط تُبايعه بدءً بالطبقة الكادحة غير انتهاءٍ بمُلاكي البلادِ و قوادها ، فرواية " ترمي بشرر " هي النزر القليل لما يحدث في عتمةِ الوطن من انتهاكاتٍ جنسية و أموال تُبيض و تروج و تجعل المواطن البائس يزداد فقرا ، و يترك مساحة شاسعة لأعيان الطبقة المخملية لأن تحرث الملايير و تبتلع الواجهات البحرية لتضمها لميراث أبنائها و حفدتها ، و يُصبح الوطن إجمالا صك جد لابنهِ ، و الآخرون المذلون يُمسون عبيدًا فبمكالمة واحدة يُمكن أن تضيع حيوات دون أن ينتبه إليها أحد ، كل شيء طاله الفساد القضاة / الأطباء / المهندسين / أكاديمية الدراسات العليا و البحوث / السياسة / وزارة السياحة و البناء / البنوك / العقارات إلخ .. أنت هنا في بقعة غير طاهرة حتى و إن وضع الرب بيته هناك ، فليس هناك أمن و ليس هناك وازع أخلاقي و ليس هناك من يقوى الوقوف أمام الشيطان الأكبر و هم مشايخة الحكم و سلاطينه ، أولئك الذين ظنوا أنهم ورثوا الناس و لهم الحق في إتيان حرثهم أنى شاء بهم الكبت . فالكاتب أو الراوي أتى على نقطة صادمة و حقيقية جدا ، فوالد سيد القصر هو أيضا كان يعشقُ مشاهدة الممارسات اللوطية ، و كان له جلاده الخاص و نساءه الداعرات ، و عصاه التي تصل إلى أبعد مما قد لا تتخيله المبادئ الإنسانية الحقة ، فذاك الغصن من تلك الشجرة ، و هذه الأخيرة فاسدة جذرا عن جذر و ليس هناك صيغة واحدة قابلة لأن تواطئ الحق بهيكله ، و بالتالي نحصل على الواجهة المزيفة ، نجد التدين و اللحى و التبرعات المادية و الخطب العملاقة و العبيد تسجد لواهبِ الثراء تبجيلا ، لكن في الخفاء – ليس خفاءً بمعنى الكلمة فالأقنعة سقطت مُذ زمن و لكن لا أحد يجرؤ على الإشارة بأصبعه نحو بشاعةِ الوجوه – تتكاثر طفيليات الشر و الحقد و التدليس و المضاربات بالعري و الفحشاء ، تتحول القصور و الفيلات الضخمة إلى واحة من رقص تدجيلي ، و لعمرك لن ترى وجها بشريا إلا و قد تضمخ بحلكة السوءاتِ و أمسى بعيدا جدا عن الرب و الكعبة . " عبد الخال " وُفق في اختيار عنوانه ، و لكن الخارج من أحداث الرواية سيجد أنه حتى المفردتين المقتبستين من الآية القرآنية تقريعا و هولا ، لن تصفا البشاعة التي يحتويها المجتمع الإنساني المنقب بالتدين و العاري بماء العفن السفلي للجحيم . و هنا أصل لسؤالي في مقدمة الحديث : هل " عبده خال " و هو يقص هذا الواقع سواءً كان من لدن لسان أراد الاعتراف أو من لدن محادثاتٍ جرت بين أناس عدة في مجمع ما أو بين حضن امرأة كانت تنتمي مرة إلى نساء القصر ، هل كان هذا الكاتب صاحب قضية أم كان صاحب شهرة !!
وددت أن أدون واختصر الـ 131 صفحة التي قرأتها اليوم بكلمتين هما [ندمت جداً:] ثم تراجعت وسط مفهومي الجديد للخلاف وتقبل المخالف، لم يعجبني عبده خال إلا في مجموعته القصصية الأيام لا تخبئ أحداً أما جديده ففي كل مرة أحاول أن أغفر فيها له دناءة المضمون بجزالة السرد أفشل حيث يطغى الأول على الثاني، أهدتني صديقتي الرواية بعد أن لاحظت قراءتي للوحة التي تحكي أسباب حصولها على البوكر، وقدمت لي إياها في السيارة ظانةً بأنني سأسر ! هي لم تعلم أنني أحدق أحياناً من باب الفضول في أشياء لا تعجبني، لكن المرء لا يلدغ من جحر مرتين، ولكن يلدغ صديقه، ابتسمت وبدأت أروض نفسي لأسرد لها حسنات ما كتب هذا الطيب ثم عرجت على أن الأدب لابد يبقى في حدود اسمه دون تجاوزها.
ستنتهي هذه الرواية للحرق بعد هذه الحالة السيئة التي خرجت بها منها لم أكملها وتجاوزت الكثير من الصفحات لرغبتي بمعرفة ماذا حدث عوضاً عما كُتب، عرى لي عبده خال من المجتمع السفلي الذي لم أره في ح��ات��، هذه التعرية تؤكد لنا الفجوة التي نعيشها بين ما يحدث صباحاً وما يحدث ليلاً في مجتمعات تدعي المحافظة على الالتزام والعادات والتقاليد، وسيستمر قسمي بعدم شراء أي رواية هذه الفترة خاصة بعد أن أزلتها جميعاً من مكتبتي، ويخرج من القسم ما يهدى أو يعار.
أتمنى أن لا تشجع هذه المراجعة الفضوليين أمثالي لشراء الرواية، وإن من فاعل فأتمنى أن يوفر نقوده أو أن يشتري بها لي كتب ميخائيل شوخولوف < كتب ولا روايات؟ < تأثير باب الهدية في دراسات صحيح البخاري.
لا أعرف ماذا أكتب عن هذه الرواية العجيبة (هل هي حقيقية كما أشار الكاتب في النهاية ؟) و ظللت لفترة عاجزة عن ترتيب أفكاري ، ماذا يمكن أن أقول ؟
أياً كان , تقع الرواية داخل تصنيف (الروايات التي أكرهها !) ، فقد كنت غير مرتاحة طيلة الوقت أثناء قراءتها ، فالبالتأكيد ليس من السهل تقليب ربعمائة صفحة داخل مستنقع من القاذورات البشرية !
مررت بتجربة مشابهة من كراهية رواية منذ عشر سنوات مع (شئ في صدري) لإحسان عبد القدوس ، و اليوم بعدما تعديت كراهيتي لبطل الرواية و تقريباً عدم التعاطف مع أي شخصية فيها لدرجة الاعجاب بالرواية! ربما أعيد تقييمي لتلك الرواية
لماذا الخمس نجوم ؟
؟للت الرواية مسيطرة على ذهني لعدة أيام بعد الانتهاء منها و غير قادرة على الامساك بأي كتاب آخر ! و بعيداً عن لغة عبده خال الجميلة(في تناولي المتواضع) ، فهذه الرواية _ التي لا أعتبرها تحليلاً شاملاً أو حصرياًللمجتمع السعودي -اذ قد يعدهذااجحافاً أو قصوراً – قدمت صورة مكبرة و صادمة لأحد أمراضه الاجتماعية ، التي تواجدت مع تجاور النقيضين : مجتمع القاع بفقره ، و مجتمع القمة بغناه .. سلطته..استعلائه و فساده ، فأحداث الرواية تحيط بها الرذيلة من كل الجوانب و لكن يطل عليها الدين بداية من العنوان ثم طالاً بتقطع أثناء السرد ، ليس واعظاً بل شاهداً و معلقاً ، و ليس بطقوسه و مظاهره(الحاضرة) ، بل بجوهره و فضائله( الغائبة) لتكون كلمات ابراهيم هي أفضل تلخيص ....
*كم من امرأة عبث بشرفها ، أو دفعت دفعاً للبغاء و لم ينصفها أحد ، لا قضاء ، و لا حقوق انسان ، و لا من يدعي الصلاح في ��فسه ، فاختلط الحابل بالنابل ، و لاخير في أمة تقيم الحد على الضعفاء و تغض الطرف عن الوجهاء
* و الارهاب ليس من يفجر هنا و هناك ، الارهاب هو افساد المجتمع و تجفيف مبادئه و قيمه ، هذا هو الارهاب بعينه و هذا هو البلاء حين يتم التغافل عن المنكرات و عدم رفع الضيم عن المظلومين
للرواية نهاية صاعقة ، أصابتني بالاضطراب ، و لكن هل هناك أنسب من هذه النهاية لبطل الرواية ؟
في "ترمي بشرر" يأخذك عبده خال إلى حارات جدة القديمة المعدمة .. يبقيك هناك لمدة 400 صفحة .. لتشهد قصص حب وقذارة وشذوذ وفقر وغنى فاحش.. لتر�� عبر كلماته قصص حياة أشخاص تنقلو بين حياة العوز والحاجة إلى حياة البذخ والجاه فتاهوا بين الفقراء الطيبين .. والأثرياء الممتلئين ..
هناك تعيش القصة المحكية على لسان طارق فاضل اللذي تجرع طعم الفقر حتى مل.. فهرب من جحيم الفقر إلى جحيم الثراء .. وعيسى وأسامة الذين لم يكونا أطيب حظاً .. فأصابهم ما اصاب غيرهم من جحيم الفقر والغنى
قد لا تكون هذه أفضل رواية وقعت عليها يداي حتى الآن .. إنما أشهد أنها الوحيدة اللتي لم أستطع أن أفارقها من بدايتها حتى فرغت من اخر صفحة
ختاما..لا يتركك عبده خال تنهي الرواية إلا وأنت موقن تماما،إن لم تكن مؤمن بالأصل بأن
"كل إنسان يتخفى بقذارته، ويخرج منها مثيرا لقذارة الآخرين"
" تكونُ إنسانياً مَعَ المرأةِ عندما لا يكونُ لكَ مغنماً بِها ، أما إذا تحركت شهوتُكَ نحوَ جسدِها ، فكلُّ فِعلٍ إنسانيٍّ تقدمهُ لها إنما هوَ إجادةٌ مُتقنةٌ للفخ المُعدِّ لاصطيادِ جسدِها "
" الأنسانيةُ المُزيفة تنتهي مع انتهاءِ غرضِها "
" الأسرارُ لا تُدفَنُ في صدورُ النِساءِ ، فصدورهُنَّ كَفروجهِنَّ تنتظرُ التخصيبَ دوماً لتلفُظَ ثمرتها للخارجِ "
هذي اقتباساتٌ مِنَ الروايةِ التي قرأتُ وصفاً عنها راقني كثيراً " روايةٌ تتسِمُ بالشذوذِ لكنها مُغلفةٌ بالحِكمَةِ " ، فِعلاً كانتِ القصةُ كُلها تدورُ في فلكِ القذارةِ و الفُحشِ بأنواعِهِ ، لكنها غُلِّفت بِحكَمٍ و بلُغةٍ مخمليةٍ ، ليستِ المرة الأولى التي اقرأُ فيها " خالاً " لكنهُ هُنا كانَ الأجمل . حَبكةُ الروايةِ كانت مُتقنةً ، تقنيةُ السردِ كانت رائعةً و التنقُّلُ بينَ الأحداثِ كان رهيباً و شادَّاً للقارئ ، الشخصياتُ كانت قويةً و لها حُضورُها ، إختِصاراً : روايةٌ اكتملت اعمِدتُها و عناصِرُها الفنيةُ ، توقعتُها أقلَّ مستوىً لكنها فاجأتني صراحةً ، لأوَّلِ مرةٍ احترمُ عملاً لعبده خال بهذا الشَكلِ .
خال ذاته .. لا يتغير , يتقن تقنين الألم , وتصوير الفحش في أقذر صوره , يعري كل وجوه الحياة , ويغرس حقيقتها أمام عينيك , ليخبرك أنك نائم في غفلتك , بينما العالم من حولك يموت . "القصر" صوره رمزية .. للحكومات المتسلطة , التي تسرق من أبناء شعبها كل جميل ورائع , وكل فرصه للعيش الرغيد , وكل نفس صالح للإستنشاق , وتصور للمتطلع لها من الخارج أنها : جنه , بينما هي في الحقيقة : الجحيم بذاته . شعرت للحظة أن هذا الدنس الذي يعيش به "طارق" لا فكاك منه , فأن تكون "خيرية" عمتك , يعني أنك ستنساق للخطيئة وأنت مغمض عينيك , يصور "خال" .. "خيرية" على أنها الغول الذي ما دأب يغذي "طارق" بكل قبيح ومؤذي , وكأنها توجهه دائماً للخطيئة والفاحشة دون أن تُشعر أحداً بذلك . وجدت الكثير من المتعة في إستعراض سيرة "طارق" , قصة صحبته لِـ "عيسى, وأسامه" وكيف أجتمع بهما , وأول وقوع لهُ في فعل الشهوة والفاحشة , وحكايته مع أخيه "إبراهيم" , ومحاولته لتجاوز حياة الفحش التي يعيشها إلى الإلتزام , وسواد سيرته في عيون أهل الحي , كذلك سيرة "أبيه" وقصة موته , وسيرة "أمه" وحكاية فقدان لسانها . الشخصية المهوله والمرعبة بحق كانت العمة "خيرية" تركيبتها وسوء طباعها وخلقتها .. جعلتها رمزاً ثابتاً في ذهني على مدى الرواية . أتقن "خال" رسم شخصية "السيد" .. فهو بظنيّ رمز لرجالات الفحش والثراء الذين ملئوا البلد , وعاثوا بها فساداً بإتيان ألوان وأنواع من المحرمات والموبقات دون النظر في العواقب , وكأن تصريف أمور الحياة والبشر تقع تحت أيديهم وبرحمتهم , ثم أخذ يتغلغل أكثر فأكثر في سيرة "طارق" .. فذكر قصة إنضمامه لخدم "السيد" ودور "عيسى" في ذلك , وكذلك قصة سلبه لبكارة "تهاني" , وحكايا كثيرة ومشتقة عن طباع عمتّه "خيرية" , وكذلك إسترسل أكثر في وصف هيئة "القصر" , وطباع من يعيشون بداخله , والهيئة التي صُمم عليها , وكذلك حكاية "عيسى" مع أبيه وأمه . وجدت أن الرواية بشخوصها غارقه في الفحش والسواد , وفي كل حكاية كان للخبث والجنس ودناءة النفس حضوراً قوياً , ربما ما أراد "خال" إيصاله من كل هذة الدناءة .. أن المظاهر غالباً ما تكون "خداعة" , وأن الحقيقة تتخفى دائماً خلف ستار مُزين بكل جميل يخفى مدى القبح الذي يعشعش خلفه , النقاط ذات التأثير العالي في النص كثيرة .. ومنها : حكاية "طارق" مع عمته .. ونقله لها من بيتهم القديم لفيلا أخذ يمارس فيها "طارق" خلاصه من سجن "القصر" ومهامه , وحادثة قطعه للسان عمته , ومواجهه "السيد" لهُ بذلك .. من خلال تسجيل كل التجاوزات التي يمارسها في الفيلا على أشرطة فيديو . كل ذلك الدنس الذي إجتمع في روح "طارق" خلق منه شخصية جديدة , قاسية , سوداء , موحلة في الخطيئة والذنب , ميته الضمير , فقد سعى بكل ما يقدر عليه على قطع كل أوصال الرحمه بأقربائه وعلى رأسهم "أمه" , وخلق في دنيته وحشاً ضارياً .. أصبحت مهمته الأولى كيفية الإنتقام منه ألا وهي "عمته" . لكن بجانب كل ذلك كانت التجارب التي مر بها قاسية ومريرة وصعبة , لأن مثل هذة التجارب قادرة على أن تحيل كل نفس طيبه إلى أخبث الخبثاء , وكل لين إلى حجر . أحببت فكرة تولعه بـِ "مرام" , وإستعراضه لقصة عشق "أسامة" لِـ "تهاني" , وتعهده على مشاركته الإنتقام لموتها , وقصة موتها , وما حدث بعد موتها من ذهاب أمها مع "أسامه" لقرية زوجها لزيارة قبرها , وما جرى أثناء تلك الزيارة , والتفاصيل الكثيرة والمتشعبة حول محاولته لإغتصاب حرية "عمته" وحرصه الدائم على تنكيل حياتها , وتجاربه الماضيه التي لا تتوقف عن الحضور كلما تقدمت أكثر بالحكاية . أحببت إنحراف القصه لتأخذ مواضع جديدة وتدخل في سلسلة من الأحداث الشيقة من خلال مغادرة عيسى للقصر وهرب أسامه , وإستعراض حكاية عيسى مع "السيد الكبير" وكيف أرتبط وجوده داخل القصر وكان من الأوائل الذين دخلوا إلى كنف القصر وعاشوا تحت جحيم السيد , وتعلق "عيسى" بعينيّ "موضي" إبنة "السيد الكبير" , وإنتقال ملكية القصر لإبن "السيد الكبير" بعد وفاته , وما تغير في حال عيسى بعد ذلك , كذلك بداية تولع "مرام" بِـ "طارق" .. وتسللهم الدائم من عيني "السيد" للإلتقاء ومشاركة ولعهم ببعضهم البعض , وحكاية وصول "مرام" إلى محيط القصر , وكذلك المواضع التي أتت على سيرة "محمد الركابي" وآرائه حيال التواجد داخل القصر . في المائة صفحة الأخيرة كانت الأحداث ملتهبه ومشوقه , وأخذت الكثير من الألغاز تتفكك وتصبح منطقية ومعقوله . أحببت الكثير من الأحداث التي جاء "خال" على ذكرها بالرواية كإرتباط "عيسى" بـِ "موضي" , وسعيه لإكتساب موقع ومال يؤهله ليكون كفء بالإرتباط بـِ "موضي" , وسعي "السيد" على قتل كل آمال وطموحات "عيسى" وتفرقتهم , وكذلك حكاية موت "عيسى" على يديّ "السيد" , وحكاية "عيسى" مع "شهلا" أم "موضي" و "السيد" وإعتناءه الدائم بها , وحكاية عشقها الذي ذبل مع مرور الأيام , ودور "السيد" و "عدنان" في تجريده من كل أمواله وممتلكاته من خلال "سوق الأسهم" , كذلك ذكر سيرة "نادر" أخو "السيد" وإرتباط "أسامه" به . لكن من المشاهد التي بقيت مزلزله في النفس , هو المشهد الذي إنتهى به "عيسى" أمام "السيد" بعدما إقتحم قصره , ودور "طارق" في ذلك المشهد .. المؤذي والخادش للضمير , والطريقة التي أخرج بها "خال" ذلك المشهد , لدرجة شعرت بها بقشعريرة مريبة , من هذا الإلتقاء العاري , وهذة الورطة التي وقع "طارق" في شباكها , ودور "حمدان" في المشهد بعد ذلك , وفي نفس الوقت أحببت النهاية التي سلكتها الرواية من خلال زيارة "طارق" لأخيه "إبراهيم" بعد إخلاء "السيد" له من مهامه في القصر , وكيف إنتهى ذلك المشهد في حضن المسجد وعذابات الضمير التي بدأت تنهش "طارق" من الداخل وصوت أخيه "إبراهيم" يبتهل بأيات من القرآن الحكيم . مع ذلك كله أحببت أن النص عرج بعض الشيء على "أزمة سوق الأسهم السعودي سنه 2006م" , رغم ذلك كرهت الملحق الذي جاء على ذكر سير فتيات القصر وإجتهاد "خال" في صنع حكاية لكل واحدة منهن , شعرت أن حكاية كل واحدة منهن شبيهه بالحكايات السطحيه والمكرره التي نسمع عنها على ألسنه العامه من الناس كل حين وآخر . مع ذلك قد يكون "خال" أراد في مرحله ما أن يقول : أن الفقر .. أكبر مسببات وقوع الفتاة في الرذيلة والإنحراف عن المسار ال��ليم , بل أنه قد يكون السبب في كل الموبقات التي تحيل حياة كل فقير إلى مستنقع من الخرائب والفضيحة .
لماذا توقف القلم عن الكتابة عن الفضيلة عن الاخلاق عن العفة. لما اصبحت الاقلام تبحث عن الشاذ و المختلف و المعيب. فرق كبير ما بين مواجهه البذاءه أو اعلانها
الكاتب هنا طرح الجزء الملوث من مجتمع و المجتمع كجسد الانسان به اجزاء نقية و اجزاء ملوثة و لكن غرضها تنقيته مثل الكليةو المثانة فان اختل اداء هذا الجزء افسد الجسد كاملاً.
لا بد ان ينتهج الاعلام شيئا اخر غير نشر الجزء السيئ لغرض الاثارة فقط
اذكر عندما كنت صغيرا كنت لا اعرف عن مصر الا الراقصات و المخدرات و لكن حين زرتها و ٌقرأت كتاب اعلامها مثل العقاد و المنفلوطي و مصطفى محمود و محمود سالم و الكثير الكثير رأيت جانب مهمش و لكنه يمثل مصر الحقيقيةو الجانب المشرق المبدع منها. و المصيبة انهم مثلنا كان لديهم انطباع خاطىء عن الخليج سببه الاعلام ايضا
بهذه العبارة الصادمة تستقبلني (ترمي بشرر) لتغوص بي في أعماق بحورها القاتمة في مزيج عبقري من الفقر والذل والقذارة
عبده خال ينجح جدا في تصوير أكثر الحالات والأفكار سوداوية وقتامة وأشد الأفعال قذارة ودناءة، وفي نفس الوقت لا يعدمك تعاطفك مع أصحابها وتفهمك لطبيعتهم الإنسانية ينجح جدا أيضا في تصوير الشر المطلق والسادية المجردة التي لا يمكنك أن تتعاطف معها بأي حال من الأحوال.
ما بين (القصر) و(جهنم) فجوة هائلة سقط فيها كل ما هو إنساني...كل ماهو مفعم بالحياة النظيفة...
الفقر المدقع الذي يعيشه أهل (الحفرة) أو (جهنم) يهيئ لهم طوال الوقت أن الخلاص يكمن في جنة (القصر) التي تتلألأ أمامهم من بعيد والكل يحلم بتفاصيل دواخلها.... في حين يعلن (فاضل) منذ البداية أن الحياة في (القصر) لا تختلف كثيرا عن عذابهم في (جهنم) وإن زاد عليها لهيب الذل وحرقة الامتهان المتمثلة في استعباد (السيد) مالك القصر لكل من يعمل داخله.
السيد غير المعرف هذا يمنح (القصر) وجودا فانتازيا... كأن القصر لا وجود له حقيقة...هو كائن فقط في خيال طبقة المعدمين والفقراء الحالمين بجنة أرضية لن تكون أبدا.
البطل الحقيقي للرواية هو ذلك (القصر).... يبدو كنجمة سقطت سهوا من السماء وظلت معلقة بينها وبين الأرض تهفو إليها أنظار أهل الحي القانطين بحالهم فتزيدهم قنوطا على قنوط
هذا القصر النجمي....هو في كل مكان في أي أرض تولد فيها ذات المآسي وما أكثرها...تجد ذلك القصر الكارثة ليتضح لك أن الرواية لا تتكيء فقط على ذلك التناقض المرعب الذي تعيشه العديد من مجتعاتنا....وإنما تحكي أيضا صفحات من انكسار أنفس البسطاء أصحاب الأحلام البسيطة تحت سطوة أصحاب القصور....والفجور.
ترمي بشرر... بسهولة تصيبك بزخم كآبي فاتن فخم في نفس الوقت...يرغمك على الاعتراف بكثير مما تجبن يرميك بين الموج العاتي ويتلقفك ليعاود الكرة برميي الشرر المتطاير فتنجو بصعوبة بانتهاء الرواية.
بلا شك عبده خال حكاء من الدرجة الأولى....خلق الكثير من الشخصيات بخلفيات ذاخرة بالتفاصيل ونفوس معقدة متعددة الزوايا استطاع أن يمسك بخيوطها جميعا لتتضافر كلها معا في مزيج ساحر وخلاب لا تشعر معه أبدا بوجود خلل يفقد إحدى الشخصيات بريقها أو يطغى وجود إحداها على الأخرى.
أعيب على الرواية التكرار في بعض المقاطع والتفاصيل التي أطفئت جذوة الإثارة والتشويق بعض الفصول يهدأ فيها مجرى الأحداث كثيرا ليتسارع فجأة بلا مقدمات أعتقد أن هناك الكثير مما يمكن اختصاره واختزاله فقط لئلا يخل برشاقة سير الأحداث
لم يعجبني أيضا الملحق الخاص بالصور في نهاية الرواية....ليس له مبرر في رأيي بل على العكس...أفقدها الكثير من سحر الخيال ولمسة الفانتازيا المميزة لها....أحبطها بواقعية
أربع نجمات لأنها أدخلتني عالم الرائع عبده خال...بالتأكيد لن تكون آخر ما أقرأ له
تستحق البوكر..هذا هو انطباعي بعد قراءتها رغم أني لم أرتج كثيراً للملحق الذي وضعه عبده خال في آخر الرواية للتدليل على صدق روايته..فالصدق ينشع من جدران الكلمات والحروف طيلة الوقت بغير حاجة إلى دليل..هي قصة الظلم والظلمة في كل العصور لكنها القصة الحقيقية..فما من بشري ظالماً كان أم مظلوماً إلا وله قلب يخفق بين جنبيه وضمير يكدر عليه مكاسبه التي يظن أنه اقتنصها على علم عنده..أتعجب كثيراً من جرأة الرواية..لا أقصد اقتحامه لتابوه (الجنس) بالذات في مجتمع معروف بالتزامه وتشدده لكني أقصد مجتمع المل والسلطة في بلاد لها أبجديتها الخاصة ولغتها المختلفة في هذا المضمار..ربما تلك الجرأة بالذات مع الصدق المؤلم هما اللذان أديا إلى البوكر.. الجمل في الرواية من الصفحة الأولى للصفحة الأخيرة كثيراً رائعة تظل ترن داخلك حتى بعد أن تترك العمل بوقت طويل..فكرت أن أحصيها ها هنا لكني وجدت أنها تحتاج مساحة لا تسمح بها كثيراً روح- القاريء العنكبوتي- من أمثالي الذي يريد أن يقتنص انطباعاً ما ويمضي.. وفي النهاية..الموت لا يأتي إلا بموت والحياة لا تأتي إلا بحياة...والذي يختار حياة الموت من البداية عليه أن يتحمل تيعات موت الحياة في كل محاولة له للعودة أو على الأقل الحلم بنبض..إلا من وما رحم ربي... أتعجب قليلاً لكون الرواية تنتشر بها الأخطاء الإملائية وأتساءل عن مكان المصحح اللغوي فيها خاصة أن طبعتي التي حصلت عليها هي الطبعة الرابعة.. في النهاية هو عمل يستحق القراءة والتأمل معاً..
رواية سيئة .. بذيئة .. مبتذلة .. خلت من أي شيء جميل .. أسلوب الكاتب أسلوب حواري .. ولغته بذيئة .. وموضوع الرواية نبش في قمامة المجتمع .. وحوله دارت أحداث الرواية .. غريب أن تجتمع في رواية واحدة كل مقومات السوء هذه ! لا أنصح بها إلا عدوي لتغمّه كما غمّتني وتقرفه كما أقرفتني !
كم من روايات وأعمال أدبية وفنية مميزة ومثيرة للتأمل والإعجاب ولكنك قررت بشكل قاطع ألا تعاود قرأتها أو مشاهدتها أو حتى ترشيحها لشخص يعز عليك أن تسبب له في أي شعور بالألم أو الانزعاج؟ السبب في دهشتنا ببساطة إعتقاد خاطئ أن معيار جودة الأدب هو الشعور بالمتعة أو البهجة أو التفائل والأمل في المستقبل أو إثارة اي مشاعر إيجابية من اي نوع والحقيقة أن معيار الادب الجيد هو إثارة المشاعر الإنسانية بقوة وبصدق والاحساس بالتوحد مع شخصيات الرواية اي كانت نوعية المشاعر حتى لو كانت مشاعر ألم وخوف ورهبة من الواقع وربما تصل إلى مرحلة التقزز والغثيان. كلها مؤشرات على نجاح الكاتب وصدقه فيما يقدمه من واقع حتى وإن كان مؤلم ومزعج.
يحكي الكاتب على لسان طارق كيف انتقل من حياة الفقر والعوز في أحد أحياء جدة " حفرة جهنم" إلى القصر ظنا منه أنه انتقل للجنة ليجد احط شكل من أشكال الحياة وكل أشكال الفساد والظلم والانحلال والانحطاط. لم أقرأ العديد من الروايات التي تناولت الحياة في المجتمع السعودي المعاصر لكن أعتقد أن الكاتب تخطى كل الخطوط الحمراء في تناوله للمجتمع السعودي بالنقد والتحليل وكشف كل أشكال ممارسات النفاق الاجتماعي المتمثل في ادعاء المثالية والتدين في الظاهر وممارسة كل أشكال الانحلال في الخفاء وهذا الازدواج اقترن بالحياة على كافة المستويات. فمجتمع الحفرة الفقير يعلن الالتزام والتزمت وتمارس الحياة بشكل مختلف في الطرقات المظلمة وعلى غفلة من الأهل في الظلام ومجتمع القصر الذي أعلن التمرد ومارس شكل من أشكال التمادي في الممارسات الغير أخلاقية لأقصى مدى في جزء منه وفي الجزء الاخر حيث يعيش أهل البيت والنساء حياة عادية على غير علم بما يحدث في الجانب الآخر وبدون فرصة لاحتكاك أفراد الجانب الآخر بهم.
الرواية حملت العديد من المفاجآت وطرق عرض وسرد مبتكرة. كانت لغة الكاتب وأسلوب السرد في البداية مميزة و مبهرة جدا لكن يأخذ على الكاتب أنه لم يستطع المحافظة على نفس الدرجة من التمييز في اللغة والأسلوب باقي الرواية وكان شئ بديهي لأن اولا من الصعب الإمساك بتلك الدرجة من الاتقان في الصنعة والأسلوب على مدار الرواية ثانيا ان أسلوب السرد لن يكون مقنع ومتناسب لشخصية بطل الرواية التي جاءت سرد احداثها على لسانه. كما أن تكرار أسلوب التنقل من حدث بعد التمهيد له احدث اخر بشكل مفاجئ كان مربك وغير مريح.
رسم الكاتب شخصية البطل الأساسي بشكل جيد ومتقن في مواضع ونجح الكاتب في أن يقنع القارئ بكل تلك الأفكار والتناقضات لكنه كان غير مقنع في مواضع أخرى كما لم يستطع الكاتب تحقيق توازن في رسم جميع الشخصيات على نفس الدرجة من العمق والصدق وجاءت العديد من الشخصيات باهتة وضعيفة بأفعال وأحداث غير مبررة.
التواءة النهاية كان من الممكن أن تكون مفاجأة ومؤثرة أكثر لو حرص الكاتب على عدم تقديم أي إشارة لها لكن تسلسل الأحداث أعطى للقارئ فرصة لتوقع النهاية ففقدت تأثيرها فكرة البرزخ فكرة جيدة في حد ذاتها لكن طريقة تقديمها كان مفتعل ومباشر وغير مقنع واحيانا مكرر ولا يضيف أي فكرة الرواية في المجمل رواية جيدة لكن لا تستحق الفوز بجائزة مهمة كجائزة البوكر إلا لو كانت الروايات المنافسة متوسطة أو أقل. وللحكم لابد من قراءة كل الأعمال المنافسة ذلك ��لعام خصوصا يوم غائم في البر الغربي
رواية غريبة وموضوعها مبتكر وخارج عن المألوف، ويحسب للمؤلف جرأته على تناول موضوع يتضمن كثيرا من التابوهات غير المعتادة فى الأدب العربي خصوصا الجنس والعنف، وخصوصا أن أحداث الرواية تدور فى مجتمع يفترض أنه شديد المحافظة. ومع ذلك يحسب له أيضا أنه لم ينزلق إلى كتابة رواية مبتذلة رغم أن الموضوع يمكن أن يغري بذلك. و حتى لو كان ذلك راجعا لخوف من الرقابة على النشر، فإن قدرته على كتابة رواية مليئة بالتابوهات بدون الحديث المباشر الفج عنها يعتبر ميزة كبيرة. الفصول الأولى أعجبتنى كثيرا وشخصية البطل موصوفة بعناية وبدرجة من الحيادية رغم ان الرواية مكتوبة على لسانه، وكأنه يصف نفسه من بعيد. وبشكل ما كان ذلك سببا فى أن القارىء يمكن أن "يتعاطف" معه أو على الأقل لا يكرهه رغم كل البشاعة الموصوفة فى الرواية.
رغم ذلك لم تعجبني الرواية كثيرا لعدة أسباب : أرى أنها طويلة أكثر من اللازم، وهناك الكثير من التكرار وكأنه يدور فى دوائر لا تنتهى، على سبيل المثال عندما يصف علاقة البطل بعمته - وهى من أهم العلاقات فى الرواية - يكرر عبارات أو أوصاف سبق له أن ذكرها عدة مرات، حتى قرب نهاية الرواية يكرر هذه الأوصاف وكأنه يحكى شيئا جديدا. ولكن هذه العلاقة بين الرواي وعمته على غرابتها وتناقضها ومنافاتها الظاهرية للمنطق كانت في رأيي أفضل وأقوى ما فى الرواية اللغة لم تكن جيدة، وأدهشني أن تفوز هذه الرواية بجائزة للرواية العربية وفيها هذا الكم من الأخطاء اللغوية والنحوية. وهناك استخدام غير مبرر لألفاظ عامية في السرد - مصرية أو شامية أحيانا، وهو شىء غريب في رواية على لسان سعودي - في حين ان الفصحى يمكن أن تعبر بسلاسة عن هذه المعاني.
طوال قراءتي للرواية كن�� أتصور انها نوع من ال"أليجوري" أو الحكاية الرمزية ولكن النهاية الميلودرامية التى تشبه نهايات الأفلام المبتذلة أطاحت بهذه الفكرة تماما، ولم تعجبنى هذه النهاية المباشرة أبدا. وكأنه يريد أن يقول للقارىء بطريقة مباشرة "الجريمة لا تفيد" وهو شىء لا يحتاج بالمرة أن يقال. أما الجزء الأخير بعد نهاية الرواية فلا أجد له أ�� تفسير. ربما فقط الموقف الذى يصف فيه مقابلته لبطل الرواية المفترض، فقط كان هذا الموقف معقولا من ناحية أنه يريد أن يقول لنا أن مثل هؤلاء الأشخاص ومثل هذه الأحداث يمكن أن تكون موجودة بالفعل وأنها ليست بالضرورة خيالية تماما. أما بعد ذلك فما أورده من "تقارير" عن فتيات وسيدات إنزلقن لطريق الإنحراف فربما كان الأفضل أن يدمجه داخل الرواية. رغم كل ذلك فهي رواية جديرة بالقراءة
This entire review has been hidden because of spoilers.
اول ما خلصت من الرواية اخذت نفس عميييق ! هذي ثاني رواية اقراها لعبده خال و اعتقد بأن هذا الشعور حسيته لما انهيت روايته الطين ..
هل الرواية حقيقية فعلا ؟؟ مو مهم .. المهم بأنها واقعية وتصف واقع المجتمع السعودي وحياة القصور في المملكة .. الرواية بشعه ؟ قذرة ؟ طيب ما الواقع قذر !! مو من الكاتب ولا الرواية القذارة هذي ! تلومون الكاتب لانه ذكر الواقع ؟ لانه وصفه ؟
الرواية كانت جدا ممتعه انهيتها بثلاثة ايام فقط واسلوب عبده خال جميل جدا وطريقة سرده محببة .. رواية تتسم بالجرأه .. رغم ان الرواية كانت مليانه مقاطع شذوذ الا ان الكاتب وصف كل شي بدون قذارة " على الاقل حسب رايي " و بدون ما يؤذي القارئ .. سبق وقريت لروائيين تناولوا موضوع الشذوذ وعبده خال مقارنة فيهم بغاية التهذيب ولهذا استغربت من الهجوم الشرس على الكاتب !
الرواية جميلة ولما افكر بكون البطل شخصية حقيقية امممم يمكن الموضوع ما يكون مستبعد لكن لما افكر بهذا الشخص الي ارتكب كل المصايب " اغتصاب و زنى و كل شي ممكن يخطر ببالك " اعتقد انه يستحق كل التعاطف .. شخص وصل لهالمرحلة من السقوط والانحلال .. هو شخص مثير للشفقه اكثر منه مثير للقرف والاشمئزاز :(
عموما هذي كانت ثاني رواية اقراها لعبده خال واكيد ما راح تكون الاخيرة ابدا