مَضَتْ سُنَّةُ الله في التمكين لعباده أول ما مضت في صحابة رسول الله؛ إذ إنهم حقَّقوا ما اشترط اللهُ عزَّ وجلَّ من صفات لخلفائه في الأرض؛ وهي العبادة الحَقَّة له والإذعان والتسليم لأوامره. وعرف الصحابةُ منذ سُوَيْعَات إسلامهم الأولى ما اشترط اللهُ، فجدُّوا واجتهدوا له، فنالهم ما نالهم من تهجيرٍ وتعذيبٍ ومشاق جمَّة. ووَعْدُ الله الحقُّ لا يَغِيبُ عن أعينهم عبيدًا كانوا أو أحرارًا، حُكَّامًا أو محكومين، حتى منَّ اللهُ عليهم بما وَعَدَهُمْ، ومكَّنَ لهم في الأرض، فمضوا ثابتين على طريقهم الذي رسمه لهم مُعَلِّمُهم الأول رسولُ الله، حتى لقوا ربَّهم وقد وضعوا تمثيلاً عمليًّا لما استنَّهُ اللهُ … إنه «الوعد الحق».
طه حسين عميد الأدب العربي هو أديب ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه، بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم.
كان لطه حسين أفكار جديدة متميزة فطالما دعا إلى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد، والتحرير، والتغيير، والاطلاع على ثقافات جديدة مما أدخله في معارضات شديدة مع محبي الأفكار التقليدية، وكانت من أفكاره أيضاً دعوته للحفاظ على الثقافة الإسلامية العربية مع الاعتماد على الوسائل الغربية في التفكير.
شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب، ولقد تم فصله من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها.
وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل على العلم دون حصره على الأغنياء فقط " وأن العلم كالماء، والهواء حق لكل إنسان"، وهو ما قد كان بالفعل فلقد تحققت مجانية التعليم بالفعل على يديه وأصبح يستفاد منها أبناء الشعب المصري جميعاً، كما قام بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس ابتدائية، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية، وتحويل عدد من المدارس العليا إلى كليات جامعية مثل المدرسة العليا للطب، والزراعة، وغيرهم.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلى النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح على ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية.
لو سُألت عمن يستحق نوبل قبل أن ينالها محفوظ لكان إسم طه حسين من أول 5 أسماء أذكرهم. لا لحياته الفذة التى عاشها ولا النضال الذى ناضله على مدار معاركه التى كانت أولها مع نفسه لعِلة ��لمت به منذ صغره. لكن لأن طه حسين وبحق هو عميد الأدب العربى الحديث لمَ قدمه من إسهامات جليلة فى معظم فنونه . جعلته يستحق القامة العظيمة التى تضمن لإسمه الخلود.
المهم أننا أمام عمل عظيم .
أى مَلكة أدبية كان يمتلكها طه حسين ؟ أى لغة عظيمة كان يستخدمها ؟ أى تشبيهات بليغة بألفظ جزلة رصينة .؟
حتى وإن أفاض فى الحديث فى نقطة ما (لما قد نعتبره عند البعض مبالغة )إلا أنك تجدها عنده إطالة لذيذة ممتعة تجعلك تندمج معها وتعترف بحسن ذكرها .
أراد طه حسين أن يقدم لك التاريخ المنسي فى حياة المسلمين (تاريخ المجتمع الجاهلى وما طرأ عليه من تغيّرات بسبب دعوة النبى محمد) فقدم لك ذلك التاريخ من خلال مستضعفيه (عمار وصهيب وبلال ) وبمزيد من البحث ستجد أن تلك النماذج يوجد مثلها الكثير, فهؤلاء النفوس الحرّة الأبيّة , التى رأت فى الدعوة أنها ليست مجرد دعوة ما لدين جديد , بل هى دعوة لإعلاء قيمة الإنسانية وتوافق دعوة الحرية الحقة التى تناسب حرية أرواحهم .
ورغم عظمة الشخصيات واردة الذكر إلا أنى أجد نفسى من الضعف إلا أن أُركز مع شخصية (عمار بن ياسر) تلك الشخصية الساحرة التى سطرت فى تاريخ المسلمين أنصع صفحاته على الإطلاق.
ذلك الرجل الذى بلغ الأربعين ليجد دعوة النبى محمد تناديه فلبى النداء وليصبح دعامة قوية فى الحياة الإنسانية.
عمار بن ياسر ليس مجرد شخصية إسلامية رائدة بل هو نموذج للثائر الحق الذى لا يسكت عن الباطل الذى يراه.
وعندما يبلغ هذا الرجل التسعين لا يملك إلا أن يستجيب لنداء الحق ويقف بجانب الإمام علي وينصره فى دعوته , ليس متسلحا فقط بسلاح البشر الفانى ولكن متسلح بقول النبى محمد له : تقتلك الفئة الباغية.
ليرى فى كفاحه انه يكافح فى طريق الجنة وإليها.
هى رواية تاريخية وما أمتعها من رواية وما أجمله من تقديم للتاريخ. اللغة عظيمة بحق , لغة تدل على عظمة بيان امتلكه طه حسين ليكون ممن صدق فيهم قول النبى : إن من البيان لسحر .
يقول الحق تعالى: وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وٙ نُمٙكِنّٙ لٙهُمْ فِي الأٙرْضِ...
وجاء في السير في الحديث الذي يرويه جرير بن حازم، عن الحسن، قال: حضر الناس باب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وفيهم سهيل بن عمرو، وأبو سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وأولئك الشيوخ من مسلمي الفتح، فخرج آذنه، فجعل يأذن لأهل بدر كصهيب، وبلال، وعمار، وأهل بدر، وكان يحبهم، فقال أبو سفيان: ما رأيت كاليوم قط، إنه ليؤذن لهؤلاء العبيد ونحن جلوس لا يلتفت إلينا، فقال سهيل بن عمرو: قال الحسن: ويا له من رجل، ما كان أعقله! فقال: أيها القوم، إني والله قد أرى ما في وجوهكم، فإن كنتم غضاباً فاغضبوا على أنفسكم، دعي القوم ودعيتم، فأسرعوا وأبطأتم، أما والله لما سبقوكم به من الفضل أشد عليكم فوتاً من بابكم هذا الذي تنافسون عليه. ثم قال: أيها الناس إن هؤلاء سبقوكم بما ترون فلا سبيل والله، إلى ما سبقوكم إليه، فانظروا هذا الجهاد فالزموه، عسى الله أن يرزقكم الشهادة، ثم نفض ثوبه فقام فلحق بالشام.
بلال ابن رباح صهيب ابن سنان عبد الله ابن مسعود خباب بن الأرت سالم مولى ابو حذيفة عمار ابن ياسر
ستة من خيرة صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين !
في هذا الكتاب يُطربنا عميد الأدب العربي طه حسين، بسيرة هؤلاء النفر الذين كانوا من سابقة الناس إلى هذا الدين، فإن فرقتهم الأنساب والأحساب، فبينهم الحبشي والرومي والعبد و المستضعف والفقير المعدم.. فقد جمعتهم شعاب مكة يوم كان زبانية الكفر عبدة الأوثان بقيادة كبيرهم لعنة الله عليه أبو جهل عمرو بن هشام يتفننون في ابتكار أساليب شتى في سوم هؤلاء المستضعفين أصناف شتى من العذاب، حتى يفتنوهم عن دينهم ولكن هيهات هيهات، إنه سلاح العقيدة! لم تهتز منهم شعرة واحدة!
ويواصل بنا الكاتب المشوار بأسلوب ماتع ولغة أقل ما يقال عنها أنك تستطيبها وأنت تقرأ، ثم يخترق بنا حجب الزمان واصفا حال هؤلاء النفر في المدينة ثم مع خلفاء رسول الله الراشدين عليهم الرضوان، ففيهم سيد القراء وفيهم الوالي وفيهم سيد بيت المال وفيهم الشهيد وفيهم الذي يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله كما أخبرنا القرآن بذلك! سيرة ستة أشخاص دفعة واحدة يتنقل بينها الكاتب بطريقة عبقرية لا تُحس معهت أنه ينتقل من حديث لآخر، فقد تشابهت سيرتهم في المبدأ وان اختلفت في الأحداث والتفاصيل !
صدق الله وعده لقد أورث هؤلاء المستضعفين ارضه، وأدال لهم من قيصر وكسرى، وجعلهم أئمة للناس ما عاشوا، حتى إذا اختارهم لجواره وآثرهم بنعيمه جعل ذكرهم خالداً، وسيرتهم رضاً، وحياتهم قدوة صالحة وأسوة حسنة، فهم أئمة المسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
رضوان الله عليكم يا خير من وطأتم الثرى هنيئا لكم صحبة محمد-صلى الله عليه وسلم- في الدنيا و جواره في الآخرة ان شاء الله.
بهذه الأيه الكريمة استعرض دكتور طه في سرد تاريخي رائع ولغة لا يعلى عليها ستة من عظماء الصحابة :- عمار ابن ياسر بلال ابن رباح صهيب ابن سنان عبد الله ابن مسعود خباب بن الأرت سالم مولى ابو حذيفة كانوا من المستضفين في الأرض لم يكن لهم عشيرة تحميهم أذى مشركي قريش وقد لاقوا من العذاب ما لا يطيقه بشر لكن الله تعالى ثبتهم وألهمهم الإيمان وقد كان وعد الله حقا لهم فمكنهم الله في الأرض بعدما استضعفوا فيها كثيرا فمنهم من عظمت ثروته وصار من أغنى العرب فمنهم من تولى الإمارة ومنهم من تولى بيت المال
كعادة التاريخ دائما يبخل على الفقراء فى الذكر ,يمجد الملوك والأقوياء دائما,كم هو بائس هذا التاريخ الذى يغفل ذكر المستضعفين وهل تبنى الحضارات الا على أكتافهم.
كعادته التاريخ سأذجا دائما يسير بلعاب سائل خلف المتجبرين وأنصارهم المنافقين "فالتاريخ يكتبه المنتصر"كما قال بن خلدون ,يغفلونه يسخرون منه يلوطون به يعبثون به كيفما شاؤوا
ترى ما الذى يجبر التاريخ على ذكر المقهورين.
ما الذى يغريه فى سيرهم مع ما يلزمهم من أمراض العبودية والذل.
أنها تعاليم رجل واحد أرسله الله ليخرج الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد,ليعلم الناس أنهم بشر متساون كأسنان المشط ليعلمهم الأنفة والعزة من بعد ذل وأستعباد,يعلهم أن الحرية أغلى مايملكون.يتعلمو نفى مدرسة الأسلام على يد سيدنا محمد.فيتحرروا من أغلال الكفر و يطلقوا الصرخة المدوية فى البرية لتحرير العالم بيدهم.ينطلقوا ليحرروا الأمم بعد أن كانوا يرعو الغنم بل يتم استعبادهم واستغلالهم من بشر أمثالهم.
يتكلم الكتاب عن ضعفاء الأسلام وعن تضحياتهم فى بداية الدعوه هذه الدماء الذكية التى سألت لتعلم الناس دين رب البرية .هذه الأقاصيص التى لن تسمعها كثيرا بجانب قصص الأبطال والمغاور لانها قصص المستضعفين والتضحيات لا قصص الفتوح والغزوات.
سلام سلام عليكم أيها الأحبة.الملتقى الجنة مع ال والأصحاب غدا نلقى الأحبة محمد وصحبه
"وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ" ___________________________________________________________________ كتاب بطريقة رواية عظيمة يحكى سيرة .بلال بن رباح .ال ياسر (عمار_سميه_ياسر) .صهيب بن سنان .خباب بن الأرت .عبدالله بن مسعود .سهيلة بنت سهيل .أبوحذيفه بن الربيعه .سالم مولى أبو حذيفه .عبدالله بن سهيل
كتاب يجب أن يقرر فى المناهج الحكومية للمدارس الثانوية أو الأعداديه أعتقد أنه أفضل كثير من قصة مثل الأيام لنفس الكاتب أو أبو الفوارس عنترة_المليئة بقصص الحب والبطولات الخيالية التى تداعب عقل المراهقين_. بعد مراجعة لوقائع التاريخ . لغة راقية جدا واسلوب روائى عظيم.
عمار ابن ياسر وأبواه صهيب ابن سنان الرومي بلال ابن رباح عبد الله ابن مسعود خباب بن الأرت سالم مولى ابو حذيفة
ستة من خيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كانوا من السباقين للإسلام، عانوا ويلات اضطهاد قريش والتنكيل لكنهم صبروا؛ أنهم وجدوه
ماذا وجدوا ؟؟؟؟؟؟
وجدوا حلاوة الإيمان في القلوب، والكرامة التي حرموا منها في عشاب مكة ...فقط لأنهم ليسوا عربا ولا أغنياء ... فجزاهم الله صبرهم أن جعل اسمهم يكتب بماء الذهب في تاريخ الأمة الإسلامية .. وجعلهم سادتنا رضي الله عنهم وحشرنا معهم ..
_____________________________ عظيم أنت يا طه رحمك الله وأسكنك جنته وعفا عن ذنوبك وهفواتك وزلاتك.
الاسلوب جميل وسلس ومترابط رغم تناوله للشخصيات كفرد (تناول شخصيته) وربطه بالشخصيات الاخرى داخل المجتمع وطريقة البدء بتناول الشخصية خاصة قصة رباح وزواجه من الاميره
جميل ان يبحث الانسان في شخصية المستضعفين والعبيد وحياتهم اعتبرها اجمل القصص والدروس والعبر لاي انسان تحدث عن بعض الشخصيات من المستضعفين واللمعذبين من العبيد في مكه ومن ابرزهم ياسر وامرأته وابنه وبلال وخباب وصهيب وابن مسعود وعن رحلتهم الشاقه كيف وصلوا لكة كعبيد وكيف امنوا وصدقوا برسالة محمد عليه الصلاة والسلام وكيف تحملوا عذاب قريش لهم ليرجعوا عن اسلامهم وتطرق الكاتب جانباً من الدعوة الاسلامية والصعوبات التي واجهت التمسكين بها خاصة بعهد سيدنا عثمان عليه السلام
وركز الكاتب باثناء سرده على الاية القرآنيه
{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )
وأطرق القاص حين بلغ هذا الموضع من حديثه إطراقة طويلة ، حتى ظن سامعوه أنه لن يقول شيئاً فهموا أن يتفرقوا ، ولكنه رفع إليهم رأسه وتلا عليهم قول الله عز وجل : (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، وونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون) ثم قال بعد أن سكت سكتة قصيرة : صدق الله وعده ! لقد أورث هؤلاء المتسضعفين أرضه ، وأدال لهم قيصر وكسرى وجعلهم أئمة الناس ما عاشوا ، حتى إذا اختارهم لجواره وآثرهم بنعيمه جعل ذكرهم خالداً ، وسيرتهم رضا ، وحياتهم قدوة صالحة وأسوة حسنة ، فهم أئمة للمسلمين حتى يرث الله الأرض ومن عليها
لا يحتوي الكتاب على مقدمة إنما كتبت في بدايته هذه الآية القرانية: ( وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليكمنن لهم دينهم الذين ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون) .
لطه حسين أسلوبا سلسا ومترابطا في كتابة الأحداث التاريخية بصورة مباشرة بحيث تركز في ذهن القارىء. كما أن الكتاب احتوى على العديد من المبادىء والمفاهيم التي دعانا الاسلام اليها ونبذ أهل مكة منها حينما بعث اليهم وقد رآها منتشرة بينهم،كما انه هذه المبادىء ليست موجهة لأهل مكة في زمان الرسول فحسب بل انها موجه الى مكة بشكل خاص وعلى الناس من المناطق المختلفة أن يتخذوا العبرة والعظة من توجيهات الرسول.
و المضمون العام للكتاب هو ارادة الله عزوجل التي ذل بها السادة من المشركين والكفار وعز بها ورفع المستضعفين من الذين وحدوه واسلموا به واتبعوا رسوله(ص) وجلعهم الوارثين في الأرض وجعل ذكرهم وسيرتهم الحسنة خالدة مدى الحياة.
تمنيت ان الكتاب لاينتهي فهو يتحدث عن رجال عظام مرو على التاريخ بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم....تناول بداية عهدهم قبل الاسلام وموقفهم منه وتحملهم مشاقه منذ انطلاق الاسلام حتى عهد علي رضي الله عنه. ..فمنهم آل ياسر و صهيب وخباب بن الارب وبلال بن رباح وشخصيات تاخذ منه العبرة في طاعة الله ورسولة ودعوة الاسلام فمنهم العربي والسبي والفارسي والحبشي واجتمعو على دين الله الحق
ابدع الدكتور طه حسين بالتسلسل القصصي وكان حديث رائع ذو بهجة لايمل. ....
أنى لي بتلك القدم الراسخة في اللغة العربية لأعلق على مثل هذا الكتاب؟! وأنى لي بذلك العقل الجبار المفكر كي أستطيع التعليق بحرف يوفي الكتاب حقه؟ ولكني سأستعمل ما أوتيته من حروف عرجاء وفكر كسيح لعلي أستطيع أن أعلق على الكتاب وإن لم أوف له حظه من المديح أو الكلام
يبدأ كتاب "الوعد الحق" بآل ياسر وأبدأ أنا في القراءة مستفهما أين هذا الوقت رجل اسمه ياسر يتزوج من امرآة تسمى سمية بعد أن حالف أبو حذيفة لكن أين آل ياسر الذين أعرفهم بين كل هذا وأكمل القراءة لأكتشف أني لم أعرفهم أصلا وأن الكتاب يعرفني عليهم بطريقته الجديدة ولكن أين عنوان الكتاب مما يحدث أمامي ويتمثل أثناء قرائته .. "الوعد الحق" أي وعد هو الوعد الحق هل هي رؤيا ياسر؟ .. أم هو وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أم أنه لا هذا ولا ذاك هو وعد الله للمؤمنين
وتتكرر الحكاية مع الصحابة .. لكنه لا يتكلم عن أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي رضي الله عنهم أو أرضاهم أو معاذ بن جبل أو سعد بن أبي وقاص وكيف له أن يغفل حمزة عم الرسول أو ما وقع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم من عذاب لم يسلم منه شخصه الكريم
ثم وأنت تمر بين حكايات آل ياسر تجده يتكلم عن الدهماء وعامة الناس قبل الدعوة وكيف أصبحوا من ليس لهم عائلة أو قبيلة تدافع عنهم وتصد عنهم بأس العادين من الحمقى والجهال والعابثين من بني قريش الذين استهواهم الكبر والغرور وبغى على عقولهم الضلال وأقامت الشياطين من صدورهم أفراحا ومواخير ترتادها كلما بغى الزمان عليها في هذا العهد الطاهر
وتأتي الأسماء والشخوص بالتتابع بلال بن رباح .. خباب بن الأرت .. سالم بن أبي حذيفة الذي صار اسمه بعد أن حرم الله التبني سالم بن سالم مولى أبي حذيفة ... وأبو حذيفة وثبيتة..وعبد الله بن مسعود .. وعبد الله بن سهيل بن عمرو .. وصهيب العربي الرومي أو الرومي العربي أو أيا يكن .. والذي لم أكن أعرف عنه سوى جملة او هكذا علمونا عنه فقط "ربح البيع أبا يحيى"
ويسير بنا ليرينا كيف ينتهي اضطهاد ليبدأ اضطهاد ويعود السؤال من جديد أي "وعد حق" يقصده الكتاب أوعد الله في قوله "يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه" -سورة الإنشقاق- أم وعده في قوله "لقد خلقنا الإنسان في كبد" -سورة البلد-
وتسير وتسير تذهب من هنا لهناك لتبدأ الفتنة الكبرى في أواخر عهد عثمان بن عفان وعهد علي بن أبي طالب رضي الله عنهما وأرضاهما لترى في الفتنة كيف أن كل فريق من الفرق المختلفة من الصحابة يتحرى الحق ويجتهد في رؤيته وقرائته ولا يقف موقفا حتى يغمس قلبه في الحق كله ويقف بجانبه حتى وإن كلفه حياته .. لكن يشتعل غضبا إذا كلفه ثلاث صلوات مثل ما فُعل مع عمار بن ياسر عندما أمر عثمان فضُرب حتى أغشى عليه فضاع منه الظهر والعصر والمغرب ليفيق غاضبا قد عرف أين هو من الحق وتوضأ وصلى ووقف مع ما رآه أنه الحق وكذلك عبد الله بن مسعود حين عاش في الكوفة أمينا على خزائن المسلمين فأتى واليا من الولاة لم يعهد فعله وهو الذي عهد عمار بن ياسر واليا على الكوفة في عهد عمر بن الخطاب وغيره حتى آتى هذاالوالي وهو الوليد بن عقبة عندما أنفق من بيت مال المسلمين في شيء لخاصته فاعتمل في صدره شيء تجاهه كما اعتمل في صدر كل من عمار بن ياسر وعلي بن أبي طالب شيئا تجاه عثمان بن عفان رضي الله عنهم اجمعين حين أشيع في المدينة أن عثمان قد اخذ شيئا من حلي بيت مال المسلمين وخص به أحد من أهله فوقف عثمان بن عفان على المنبر يخطب بجملته "لنأخذن حاجتنا من هذا المال وإن رغمت أنوف أقوام فقال علي " إذن تُمنع عن ذلك" وقام عمار فقال "أشهد الله أن أنفى أو�� راغم" وسكت عثمان لقول علي وغضب لمقالة عمار فشتمه وكره عبد الله بن مسعود حادثة جمع القرآن في قرآن واحد .. وذلك من المبدأ الذي أرساه الرسول في حديثه الشهير "كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" .. ويبدأ من على منبر الكوفة يذيع قولته تلك .. فيقع في نفس الوليد بن عقبة إنه لا يقصد بغير ذلك إلا هو والذي ولاه -يُقصد عثمان رضي الله عنه- فيرسل إلى عثمان فيبعث عثمان لعبد الله بن مسعود أن اسكت عن مقالتك تلك .. فلا يسكت عبد الله بن مسعود عن مقالته فيأمر عثمان بعبد الله بن مسعود أن يأتي إلى المدينة المنورة فحضر عبد الله بن مسعود يوم جمعة إلى المدينة فذهب إلى المس��د فلما رآه عثمان قال له قولا غليظا وعابه من أعلى المنبر فرد عليه ابن مسعود قائلا: لست كما تقول ولكني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ويوم أحد ويوم الخندق ويوم بيعة الرضوان .. ونادت عائشة رضي الله عنها من وراء الستر : ويحك يا عثمان .. أتقول هذا لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها عثمان : اسكتى ثم أمر بعض غلماته بإخراجه من المسجد فأقبل غلام أسود طوال فاحتمل اين مسعود وأخرجه من المسجد إخراجا عنيفا .. وابن مسعود يحاول أن يفلت منه رجلاه تختلفان على كتفيه وهو يصيح بعثمان : أنشدك الله لا تخرجني من مسجد خليلي صلى الله عليه وسلم ونحن إذ نذكر هذه الأحداث لا نلم بالطبع بالفتنة الكبرى ولا بأحداثها الجلال ولا ماسبقها من حدث ولا تبعها من حدث ولكننا نلقي الضوء على أحداث حدثت في حياة نجمين باهرين من نجوم صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أثناء هذه الفتنة وما أصابهما وكي�� كان ردهما وكبف فُعل بهما وكيف فعلوا هم .. ونحن أحوج إلى ذلك في هذه الفترة المليئة بالأحداث الجلال
ثم يأتي لينجل وعد الله الحق قي آخر الكتاب وهو التمكين في الأرض وإن كان القاص يقول ذلك فما اعتمل في صدورنا مازال يعتمل من حيرة في موضوع ما هو "الوعد الحق" ونسير من هذا لأسلوب الكتاب ورقي اللغة المستخدمة حتى إنه لينقلك إلى هذا الزمن بأحداثه ولغته الجيدة السهلة التي لا تخفى عليك حتى أنه -رغم سهولة اللغة- يأتي على بعض الكلمات التي قد نغمض عليك وبفسرها لك في هامش من الصفحة
وتأتي أهمية الكتاب في رأي في أنه أيضا يدفع الكثير من التهم عن عميد أدبنا العربي التي يلقي بها الجهلة في قبره بعد مماته وإن كانوا لا يقدرون أن يلقوها في وجهه أثماء حياته
وللإجمال اقرأ الكتاب فقد تخرج أنت بفائدة أعظم من فائدتنا تلك
"وأطرق القاصُّ حين بلغ هذا الموضع من حديثه إطراقة طويلة، حتى ظن سامعوه أنه لن يقول شيئًا فهموا أن يتفرقوا، ولكنه رفع إليهم رأسه وتلا عليهم قول الله عز وجل: "وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ". ثم قال بعد أن سكت سكتة قصيرة: صَدَق اللهُ وَعْدَه! لقد أورث هؤلاء المستضعفين أرضَهُ، وأدال لهم من قيصر وكسرى، وجعلهم أئمة للناس ما عاشوا، حتى إذا اختارهم لجواره وآثرهم بنعيمه جعل ذكرهم خالدًا، وسيرتهم رضًا، وحياتهم قدوة صالحة وأسوة حسنة، فهم أئمة للمسلمين حتى يَرِثَ الله الأرض ومَنْ عليها"
الكتاب رائع ... سيرة بعض صحابة الرسول صلي الله عليه وسلم عرضها بصوره شيقه وبطريقه سلسله
سيرة سيدنا عمار بن ياسر سيدنا بلال سيدنا صهيب وسيدنا عبد الله بن مسعود وغيرهم حبيت شخصية سيدنا عبدالله بن مسعود جدااااااا حبيته جدا وحبيت كلام الرسول صلي الله عليه وسلم عنه بالاضافه الكتاب بيتضمن معلومات عن عصر الخلافه بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وسلم وخصوصا خلافة سيدنا عثمان بن عفان ودي حواليها علامة استفهام كبيره أوي لأن معلوماتي عنها مش كانت كدا خالص
العملاق الكبير طه حسين غني عن التعريف لكن لا أدري لماذا وجدت الرواية مملة ممكن كانت موجهة لحديثي العلم بالإسلام أو طلبة الابتدائي/ إعدادي؟ أو ممكن كنت أبحث عن الابتكار؟ لا أدري علماً أن تم ترشيحها لي من قِبَل بائع المكتبة عموماً لي قراءة أخرى مع طه حسين بإذن الله ….
الكتاب رائع بكل المقاييس أحببته كثيرا و أحببت طه حسين و أسلوبه السلس الرائع في هذا الكتاب حتى الاطناب و التكرار الذي كرهته في أسلوبه عندما قرأت الأيام أحببته في هذا الكتاب كتاب رائع و ما أجمل أن نعيش مع الصحابة و مع جهاد هؤلاء المستضعفين المطمئنة قلوبهم بذكر الله لأنها موقنة أن الوعد حق بإذن الله
انصح بيه كل من يدعى انه ينتمى للجماعات اللتى تسمى نفسه اسلاميه ليتعلموا كيف كان المسلمين فى بداياتاهم كيف تحملوا لون من الوان العذاب وهو ال��ذاب الجسدى فقط ناهيك عن انواع اخرى من العذاب قد لا تجدها فى هذا الكتاب عجبنى جدا طريقه الدكتور فى عرض البدايات وربطها بالختام لكل شخصيه عمار بن ياسر : انظر اوله واخرته وتأمل وتعرف علي رجال كانوا رجالا
كتاب رائع يتعرض لبعض صحابة رسول الله من المستضعفين الذين عانوا ابان نشر الرسالة المحمدية حيث تعرضوا لاشد انواع العذاب ليتركوا الاسلام ولكنهم كانوا اقوى من الفولاذ ومن امثال هؤلاء الصحابة عمار بن ياسر وابيه ياسر بن عامر وامه سمية وخباب بن الارت وصهيب الرومى وبلال بن رباح وسالم بن ابى حذيفة وعبد الله بن مسعود
رائع بحق ! يحكي قصص الصحابة قبل إسلامهم وعند موتهم ، أسلوب جميل وسلس للغاية ، تحس بكلّ لحظة كأنك معهم قصص : سيدنا بلال، سيدنا خبّاب ، سيدنا صهيب ، سيدنا عبدالله بن مسعود ، سيدنا عمار بن ياسر ووالداه ، اعتقد أني نسيت واحداً أو اثنين :/ رضوان الله عليهم ومغفرته ورحمته .
لا اعتقد ان كاتبا عربيا ىسبق طه حسبن الى هذا النوع من الكتابة, قصص قرأتها عشرات المرات من قبل ولكن لم تكن بهذه الروعة والوضوح الا الان, الشخصيات التي اختارها وطريقة تتبعها وربط حيواتها بالاحداث الكبيرة, هذا عمل عظيم
ربما كنت أتوقع رواية ولكن بعد بضعة فصول بدأت أغير توقعاتي لمجموعة قصصية يجمعها مفهوم "الوعد الحق".
ظننت في البداية أني سأقرأ قصة عمار بن ياسر وبدأت أتطلع لقصة والده من بداية مقدمه إلى مكة. فجأة تنتقل القصة إلى صهيب الرومي وأجد الصلة بينه بين عمار، ثم أجد آخرين ينضموا من الأسماء التي طالما سمعنا عنها من أبطال الإسلام. إذا فالقصة عن العذاب الذي لاقاه المسلمون الأوائل وتثبّـــتهم بالوعد الحق الذي نصرهم جمعيا.
لكن بدأت الأحداث تجري مرورا بالهجرة الأولى إلى الحبشة ثم الهجرة الثانية ثم الهجرة إلى يثرب ثم الغزوات وفتح مكة وفجأة تأتي حياة هذه الشخصيات بعد موت الرسول (صلى الله عليه وسلم) حتى وافتهم المنية. أرى أن هذا السرد السريع لكثير من الأحداث خاصة في عهد عثمان بن عفان وعليّ بن أبي طالب قد يجعلنا نحكم على أمور بطريقة غير موضوعية لأننا تنقصنا الصورة الكاملة.
أعتقد أن "الوعد الحق" دراسة قصصية لحياة شخصيات آمنت بالوعد الحق.
إنه عميد الأدب العربي.. إنه أعظم من كتب العربية في العصر الحديث.. إنه الطالب الأزهري.. الأستاذ الجامعي. عميد الآداب.. وزير التعليم..المفكر الإسل��مي.. الباحث التاريخي.. الأديب البليغ.. المثقف الأوروبي.. المتأدب التراثي.. الناقد الأدبي.. و أكثر! إنه طه حسين..
لا اعرف ماذا أقول عن العميد... كيف يمكن لشخص مثلي لا يجيد كتابة أو قراءة جملة عربية واحدة بشكل صحيح أن يتحدث عن تلك البلاغة الأدبية الأسطورية! كيف يمكن لأي شخص أن ينتقد شخصا آخر أصلا دون أن يكون أكثر منه دراية بنفس العلم الذي ينتقده!!
طه حسين هنا لا يحتاج إلى حديثي.. لا يحتاج لنقدي أو مراجعتي.. طه حسين يكفيه تماما أن يقرأ الشخص هذا الكتاب ليعرف كيف يكون الأدب!
أي لغة تلك يستخدمها العميد؟! إنه يستخدم تلك اللغة "التراثية" فلا تشعر أنها غريبة أو عجيبة أو شاذة على القارئ المعاصر! إنه يستخدم تلك التركيبات اللغوية المهجورة فيجعل القارئ يشعر أنه يسمعها طوال حياته! إنه يستخدم تلك العبارات المتناقضة ليعبر عن شتى الانفعالات بأقل عدد ممكن من الكلمات! العميد ببساطة لديه تلك اللغة التي ينطبق عليها القول العربي القديم "البلاغة هى التي يسمعها الجاهل فيظن أنه يحسن مثلها فلا يقدر!"
ماذا عن الأحداث؟ فالعميد يختار لقطات من التاريخ الإسلامي لشخصيات حملت هذا الدين فوق أكتافها حتى وقف على قدميه.. شخصيات تعرضت للتعذيب في أقسى صوره لأن الله وعدها بالنصر أو الجنة.. ووعد الله حق! شخصيات كان الإسلام هو نبراسها و طريقها.. لم يسعوا إلى حكم أو سلطة.. لم يرغبوا في مال أو أرض.. لم يبحثوا عن مجد أو سؤدد... بل كل ما أرادوه هو وجه الله.. ولا شيء آخر..
عندما أقرأ تلك الصفحات في التاريخ الإسلامي أجد جسدي يقشعر من عظمة هؤلاء الأشخاص.. أجدني أشعر بالضآلة أمام أولئك الرجال الذين ضحوا بكل شيء من أجل هذا الدين.. اجد نفسي أتساءل ما الذي قدمته في حياتي أمام ما قدموه في حياتهم؟! الكلمات؟ و ما فائدة الكلمات؟! ما أسهل الكلمات! و ما أخفها في الميزان!
عندما قرأت تلك الصفحات عن بلال و عمار و ياسر و سمية و غيرهم -رضى الله عنهم جميعا- سألت نفسي.. أليس أولئك الناس أحق بمكان في قائمة العشرة المبشرين بالجنة من بعض الأسماء الآخرى؟؟ هؤلاء الأشخاص لم يكونوا من ذوي المال ولا القوة و لا العصبية فتعرضوا للإذلال و الإمتهان و التعذيب.. بل إن تعذيبهم أصبح مصدر لترفيه و تسلية قريش!!! .. هؤلاء الناس تعذبوا في حياتهم و ماتوا بسبب الإسلام.. في مقابل أن معظم العشرة المبشرين بالجنة كانوا من كبار قريش و علية القوم.. كانوا من طبقات لا يمكن المساس بها.. كيف نقارن المستضعفين في الأرض الذين جاهدوا و قاوموا و ضحوا من أجل الإسلام بالأثرياء و السادة الذين لم يكن ليستطيع التعرض لهم أي شخص ؟!!
كذلك يلفت النظر أن قريشا لم تكن لتهتم بالدين الإسلامي.. فالإسلام في نظر قريش مثل أي ديانة أخرى .. لكن الأزمة أن الإسلام سيقوم بعمل "ثورة أجتماعية" تجعل طبقة قريش النخبوية تفقد كل مميزاتها... ببساطة قريش كانت تحارب الثورة الاجتماعية التي يقودها الإسلام ولا تحارب الإسلام نفسه.. الدين لم يكن أبدا الدافع لحروب قريش.. بل أن الحرية الدينية كانت أحد العلامات المميزة في شبه الجزيرة العربية عموما ز في مكة خصوصا.. حيث نجد كل قبيلة تتعبد بآلهتها دون أن تفرض تلك الآلهة على أي قبلة أو جماعة أخرى..
كتاب صغير في حجمه.. كبير في قيمته.. رغبت لو لم ينته أبدا!
خمس نجمات تبدو قليلة.. لو استطعت لمنحته نجمة لكل حرف في هذا الكتاب.. و سأكون مقصرا!!!
عمار بن ياسر ، عبد الله بن مسعود ، خباب بن الارت ، بلال بن رباح ، عبد الله بن سهيل ، صهيب الرومي ، ابو حذيفة ، سالم ابن اي حذيفة " قبل تحريم التنبي " ، فاصبح مولاه سلام الله عليكم ورحمته اينما يورايكم الثري ..
سلام الله علي من قال له ولاهله الحبيب ، صبر آل ياسر فان موعدكم الجنة فيتحمل السياط ويبتسم .. علي من ضاق بنفسه حين اضطره شدة العذاب ان يظهرالكفر لينجو فيقول له الحبيب : وان عادوا فعد وتنزل فيه آية " من كفر بالله بعد ايمانه إلا من أُكره وقلبه مطمئن بالايمان .. " قلب عمار ومن شابهه .. سلام الله علي من نزلت فيه آية " أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الاخرة ويرجو رحمة ربه ، قل هو يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون .. سلام الله ورحمته علي عمار ...
سلام الله علي قال الحبيب عن ساقه انهم أثق من جبل أحد يوم القيامة فيمن قال عنه ابو جهل ، ما ضقت بأحد كما ضقت بعبد الله بن مسعود ، اراه في مكان ،، فما درت رأيته في أخر .. ، من فرط نشاطه ..
سلام الله علي من قيل عنه أنه اشبه الناس برسول الله هديا وسمتا حتي ظن بعض اصحابه انه من أهل البيت " من سره ان يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه علي ابن أم عبد " .. سلام الله ورحمته علي عبد الله بن مسعود ..
سلام الله علي من قال له الرسول : ربح البيع أبا يحيي ، وهو من كناه بأبي يحيي رغم ان لا ولد له .. سلام عن من كان كريما في المال وكريما في العلم .. سلام الله علي صهيب الرومي.
سلام الله علي من خدع المشركين بانه ارتد ، حتي جاء يوم بدر لينشق عن صفوف الكفار ويقاتل مع الرسول سلام الله علي عبد الله بن سهيل وعلي أخته سهلة وزوجها حذيفة الذي قاده سيدي عثمان للاسلام ..
سلام الله علي من تواضع بعد ان عرف ان الحبيب قال لقوم يريدون زوجا صالحا لابنتهم فجاءوا طلبا للرسول فقال لهم ثلاث مرات " اين انتم من بلال ؟! فقال بلال : انما انا حبشي وقد كنت بالامس عبدا "
بهذه الآية، ابتدأ د. طه حسين أول سطور كتابه (الوعد الحق) كأنه يريد من القارئ أن يذكر تلك الآيات و يستحضرها في ذهنه طوال فترة القراءة.
أجد حيرة في تصنيف الكتاب مابين سيرة ذاتية للصحابة الكرام أو رواية أو ورقة بحثية تتناول حياة ومواقف معينة لبعض من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبدع د. طه حسين و أصاغ كتابه بشكل عبقرى مذهل، فقد جمع سيرة الصحابة السابقين الأولين إلي الإسلام، واصطفى الصحابة المستضعفين الذين لاقوا أشد العذاب من كفار قريش مثل: عمار بن ياسر ووالديه أول شهيدين في الإسلام ، بلال بن رباح، صهيب الرومي، خباب بن الأرت وعبد الله بن مسعود. تناول أيضا دخول بعض الصحابة ذوي المكانة الاجتماعية المرموقة وأصحاب النسب الكريم لدين الإسلام حيث آثروا دين الإسلام على كل مغريات ومتع الدنيا مثل:أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة و مولاه سالم و زوجته سهيلة بنت سهيل بن عمرو و أخوها عبد الله بن سهيل.
الكتاب ثرى جداً بسحر اللغة العربية و مفرادتها الجميلة وكأن د.طه كان ملازماً لأهل مكة وكأنه يكتب ويقرأ مثلهم تماماً، مهما أوتى الروائيين والقصاصين العرب في العصر الحديث من بلاغة وملكة في كتابة النثر والقصص فلن يصلوا لمنزلة د. طه حسين. أي بلاغة هذه و أي بيان هذا يمتلكه؟؟ الحمد لله بأن نسخة الكتاب التى أمتلكها منقحة بالمفردات في الهوامش السفلية للصفحة، لاتكاد تخلو صفحة من شرح مفردة لكلمة أو اثنتين، وبالرغم من ذلك لاتجد صعوبة أو مشقة في فهم النص. أنت تفهم معنى الكلمة من سياق الجملة ولكنك تكتشف أن لتلك الكلمة بالتحديد سحر وبلاغة زادت النص حلاوة.
قالت لى صديقة أقرأى أيا ما قد يصادفك لدكتور طه حسين .. أى شئ وقد صدقت فى ذلك .. فأقل أعماله كفاءة هى أعلى بمراحل كثيرة من مستواى بل من مستوى معلمتى ومعلميها لذا .. أقرأ الوعد الحق .. محال أن تخرج خالى الوفاض نسيج خيوطه من الحكايات المتضافره ينسج على منوال الزمن لبضعة من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم يمضى بك غير متمهل ولكنه أيضا غير متعجل يسمح لك بالرؤية والتصديق والإقتناع وإزالة العجب من صدرك يسمح لك بتتبع التدرج فى المكانة الإجتماعية لنفر من القوم المستضعفين المهانين الذين ما كان يحفل به التاريخ يوما ليرغمه رب الزمان ورب التاريخ ألا يتوقف يوما على أن يقصص حكايتهم من أرازل القوم إلى عرش السلطة والسلطان ليس فقط السياسى وحكم البلاد بل سلطان العلم والتقوى والورع إن العجب ليتملك الإنسان لو قفز التاريخ من مقدمة الحكاية لنهايتها .. وإنه لأمر جلل على المنطق أن يستوعبه بأن ينتقل نفر من القاع للقمة بل يعلوها ولكن هذ لم يكن بين ليلة وضحاها – ولو أراد الله ذلك لكان له ما أراد فلا راد لقضاء الله ولكن الله يناقش العقل الذى خلقه ليرسخ قواعد دينه الحق عميقا – ولكن سنوات من التربية والتهيئة والإعداد .. سنوات من الأختبار وقد صدق الله وعده – ومن أهل لذلك سواه عز وجل – للذين أمنو وعملو الصالحات وصبرو على الأيذاء فى سبيل الله ورسوله فى رواية (الوعد الحق ) لدكتور طه ينحسر الإبتزال الذى فرضه البعض على الحكاية مستحياً .. وتنكشف الأسطورة التى تغشى مثل هذه القصص لتترسخ المعانى أكثر واقعية وأعمق فهما وأقوى وقعا لما لكاتبها من براعة السرد والوصف والتقديم والتأخير والترابط بين الأجزاء المبعثرة التى يضمها زمان واحد ومكان واحد ومعنى واحد وروحا واحدة إقرأ الوعد الحق .. 1:03مساءً 13/12/2016
( عمار بن ياسر .. خباب بن الأرت ...بلال بن رباح ...عبدالله بن مسعود ...سالم مولى أبي حذيفة ... صهيب الرومي ..عبدالله بن سهيل.. ) صدق الله وعده ، لقد أورث هؤلاء المستضعفين أرضه ، وأدال لهم من قيصر وكسرى وجعلهم أئمة للناس ما عاشوا ، حتى اختارهم لجواره وآثرهم بنعيمه جعل ذكرهم خالدا ، وسيرتهم رضا ، وحياتهم قدوة صالحة وأسوة حسنة ، فهم أئمة المسلمين حتى يرث الله الأ��ض ومن عليها . أسرني هذا الكتاب وأسرني أسلوبه أعتقد الكتاب يستحق ال5 نجمات لولا فقط القصص ضعيفة الإسناد التي وردت في آخر الكتاب التي تفتري على سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عن�� جعلتني أنتقص منه نجمة ...عموما هذا الكتاب فوق الرائع