هذا الكتاب هو من خير ما كتب الإمام ابن القّيم، وحسبنا به في تهذيب النفوس والأخلاق، والتأدب بآداب المتقين الصادقين، مما يدل أوضح دلالة على أنه كان من أولئك المهتدين الصادقين، الذين طابت نفوسهم بتقوى الله، فجاء الكتاب ليسدّ الحاجة الماسّة إليه في عصر المادة يجمع به إلى هذا النشاط المادي عند الناس، صفاء الأرواح، وتقوى النفوس، وتهذيب الأخلاق، حتى يجعل الله للعرب والمسلمين، فيما آتاهم من الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر في المستقبل، حياة عزيزة كريمة، آمنة في ظل الإسلام. والإمام ابن القيّم في كتابه هذا ينبه إلى أن كمال الإنسان إنما هو بالعلم النافع، والعمل الصالح، وهما الهدى ودين الحق، وبتكميله لغيره في هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه، وما الحق إلا الإيمان والعمل، وليس ذلك إلا بالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره، فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد. فالحقيقة والطريقة، والأذواق والمواجيد الصحيحة، كلها لا تقبس إلا من مشكاته، ولا تستثمر إلا من شجراته، والإمام ابن القيم ينبه على هذا كله بالكلام على فاتحة الكتاب وأم القرآن، وعلى بعض ما تضمنته هذه السورة من هذه المطالب، وما تضمنته من الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، وما تضمنته من منازل السائرين، ومقامات العارفين، والفرق بين وسائلها وغاياتها، ومواهبها وكسبياتها، وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها. ولذلك لم ينزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها. ونظراً لأهمية الكتاب، فقد عمل على تحقيقه، حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه، والتعليق على نصوصه بما يفيد المطالع فيها، إلى جانب هذا أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية، ووقف عند المصطلحات الصوفية والفلسفية، وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ الإسلام ابن القيّم في مستهل الكتاب.
يكفي أن يكون الكاتب هو ابن القيّم ..أحيانًا أوّد لو أني عاصرت عهده و تتلمذتُ على يديه .. أي شيء خطّه أعتبرهُ تُحفة بلاغية عميقة روحانية دينية تغذَي كل أنواع الشغف للقراءة ..
لستُ أبالغ إن قُلت أنك تفوّت على نفسك الكثير إن لم تقرأ لابن القيّم..وأخص هذا الكتاب ..
صعب ممتنع هذه الجملة الوحيدة التي يمكنني أن اصف بها هذا الكتاب ، كان في الرف العلوي أمام سريري حيث رتب أبي كتبه بهذه الطريقة كنت أقرأ العنوان يومياً إلى أن امتدت يدي وفتحت الغلاف فأصبت بصدمة حضارية معه أعتقد أنني كنت في الصف الرابع .
إما أنني لا أستطيع أن أفهم وإما أن الكتاب لا يستطيع أن يُفهمني وكنت أرجح الأولى لذلك أسقط في يديد وبدأت التحدي لأفهمه .
الكتاب يتحدث عن مجموعة من المعاني يفصلها تفصيلاً منها الصدق وهو الذي لا يزال باقياً في ذهني بشكل أكبر من غيره حتى الآن .
أنهيت القسم الأول من الكتاب و ما زالت عازمه على إتمام باقي أجزائه ، ال 600 صفحة أخذت مني شهرين ، و هذه أطول مدة اقرأ فيها كتاب .
الحديث عن الكتاب صعب لأنه مواضيع متفرقة كلها ترمي إلى هذه الآية " إياك نعبد و إياك نستعين " . يا لي سعة علمه و دينه ! يأخذك من سطر إلى فصول إلى ما لا نهاية ، و الحديث يطول ، و لا أنكر بأنه واجهتني صعوبة في فهم الكثير و أحيانا كنت أشعر بالرغبة في التوقف عنه و استبداله بكتاب آخر ، لكن ربط الله على قلبي ، و أتمتته بفضل الله ..
•• أفضل جمل الكتاب عبرت عن فحواه " على قدر العلم و المعرفة يكون الخوف و الخشية " ، و الخوف و الخشية ما هي إلا أسمى منازل العبودية و ��لخ��وع .
لا أعلم كتابا في تبيان أعمال القلوب، و تهذيب النفوس، و أحوال السلوك، و طريق السير إلى الله أعظم من هذا الكتاب!
و كلام الإمام ابن القيم فيه هو كلامُ من قد خالطت هذه المعاني الإيمانية سويداء قلبه ،فقام بترجمتها في هذا المؤلَّف الجليل!
و كتاب المدارج لابن القيم هو في الأصل شرحٌ لكتاب "منازل السائرين" لشيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري الهروي، الذي ألفه بعد أن سأله جماعة من أهل " هراة " عن رغبتهم في الوقوف على منازل السائرين إلى الله ، فأجابهم بكتاب "المنازل"
و المنازل و المدارج كلاهما يوجد عليه ملاحظات من العلماء، مبسوطة على الشبكة العنكبوتية لمن أراد، يجب التنبه إليها عند قراءتهما، و هي مغمورة في بحار ما في كتاب المدارج من علم جم .. و البعض ينصح بقراءة تهذيب لكتاب المدارج قبل قراءة المدارج ذاته و ما أكثرها .. إلا أن الأصل يظل أصلاً!
و الكتاب و لا شك من الكتب التي يعود إليها المرء مرة بعد مرة حتى و إن لم يقرأه بالكلية؛ ففيه من المواضع التي تداوي القلب ما لن تجده في كتاب آخر .
تقف في جلل أمام واجهة الكتاب وأنت تقرأ خواطره حول آية "إياك نعبد وإياك نستعين". وفي عجز تشاهد بديع نظره وغزارة معانيه وهو ينقش في تواضع حول الآيه يفسرها ويطلق تجلياتها. تمتد المقرنصات والشرافات عشرات الصفحات وقد نسيت كلياً أنك تقف أمام مدخل الكتاب لم تخلع نعليك بعد. شيئاً فشيئاُ يتطاير الكون من حولك يتبخر الزمن ويتسامى المكان وتطير إلى دركاة الكتاب مع أولى منازله "اليقظة". ينطفئ كل شيء وتحيطك الوحدة تسمع صوته كأنه صدا لروحك ولا ترى نهايةً لجداريات إمتدت في إتجاه السماء. الرحلة بدأت، وأنت مسافر، والطريق طويل والفهم صعب. والعلم إيمان ومنزلة وغاية وإهتداء. ترتفع المنازل مئة درجة أولها الأرض وآخرها النور، أولها ما يمكن فهمه وإدراكه وآخرها ما حجبته عنا ذنوبنا.
وبعد أن تباشر مدخله وترتقى منازل البصيرة والقصد والعزم ينفتح عليك صحنه. بلغة غير اللغة، يصيبك الحرف العربى تكاد لا تعرفه. توقن أن ما احتوته تلك اللغة مئات القرون من أفكار لا حمل لنا بفقدانها قد مسخها لساننا المبتذل. تتوقف المعاجم عن العمل، فاللفظ حسى، والقلب لا يجد سبيلاً إلا أن يعجب كيف لمشكاة الحروف أن تشعل في أفكاره نوراً يتجاوز العقل ويصيب المعنى. تطوف أروقته وتتكئ على بعض أعمدته، فتعتصم وتحزن وتشتاق وتخاف وتخشع وترجو وترغب وتخلص وتزهد وترضا وتصبر وتشكر وتمتن وتوقن وتغنى وتحسن وتسكن وتطمئن وتحب وتصفو وتظل في إعتكاف حتى تصل إلى منازل لا تفقهها ولا تفهمها ولا تدركها ولا تجد مسلكاً لبلوغ معانيها فتظل تجاورها أملاً في الوصول. تسألنى هل نصل؟ لم تكن منتبهاً إذاً. لا يهم أن نصل.. المهم أن نموت على الطريق ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
" شيخ الإسلام حبيبنا ولكن الحق أحب إلينا منه ، وكل منا عدا المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك ، ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله ، ثم نبين ما فيه " هكذا كان يعارض ابن القيم الشيخ الهروي -صاحب المنازل -.. يا له من حسن خلق ويا له من أدب جم ..طيب الله ثراك مولانا ابن القيم ................. تخيل أن الكتاب يدور حول آية واحدة فقط وهي (( إياك نعبد وإياك نستعين )) يتحدث عن 100 منزلة ينزلها العبد حينها يمكنه قول ( إياك نعبد وإياك نستعين) بصدق عندما يقف بين يدي ربه ويكون أهلاً لهذه الآية نعم فالدين منقسم بين عبادة لله واستعانة به . هذا الكتاب فيه من الصدق والمتعة والتهذيب للنفس ما يجعل روحك تسمو إلى أعلى درجاتها .أذكر أنني لما أنهيت هذا الكتاب لم أستطع قراءة أي كتاب بعده لفترة ؛ لأن هذه المتعة وهذا الفتح الرباني كان من الصعب إيجادهما في غيره . رضي الله عن ابن القيم أخيرا هذا الكتاب : 1- لا يقرأ مرة واحدة ولا يكرر وإنما يحفظ 2-لا يُقرأ في طريق ولا وسط ضوضاء أو ملهيات، وإنما يقرأ بذهن صاف وقلب حاضرٍ 3- لا يُقرأ سريعاً وإنما بتأنٍ وتؤدة وتُعاد قراءة فصوله في القراءة الواحدة مرتين أو أكثر 4- لا يُكتب عنه مراجعة لأنه لم ولن تفي مراجعة بحقه ، وإنما حقه أن ينهل من نبعه ويقتبس من نوره 5- لا يخضع للتقييمات المعهودة من النجوم والدرجات ، فإنه لا تكفيه لا خمس نجوم ولا عشر ولا مئة
كتاب لا يقرأ مرة واحدة. غير حياتي، حرفيًا. كان -لفترة ليست بالقصيرة- بمثابة الملجأ والسند،، كنت أحمله في كل مكان على كبر حجمه وثقل وزنه.. في بعض الأحيان، كنت أجد صعوبة في الربط بين معنيين فيه حسبتهما متناقضين لقصر فهمي وعمق الكتاب. من لم يقرأه فاته الكثير والله. هذا ما يفترض أن يدرس كمادة التوحيد في المدارس!
ما بين يدي هنا مصباح وليس مجرد اي كتاب، ينير درب السالك إلى الله يزور المنازل العظيمة و المقامات الشريفة و يطرق الابواب عل و عسى ان يمن الله الله عليه بالفتح الرباني توقفت عند منازل واسترسلت بالمتصفح في أماكن أخرى
إنه واحد من تلك الكتب التي يمكن أن تشكل بشكل حاسم مسيرة الإنسان المسلم نحو الله تعالى يختلف هذا الكتاب عن بقية كتب ابن القيم بروحه الصوفية ، وتدقيقه في طهارة النفس
مدارج السالكين .. بين منازل إيّاك نعبد وإيّاك نستعين .. ابن قيّم الجوزية ..
هو كتاب في أعمال القلوب وتهذيب النفوس والسلوك والطريق إلى الله تعالى ومحبته الخالصة والخاصة دوناً عن أي شيء آخر .. كتاب روحاني عميق .. وجدت فيه صعوبة .. ولا يكتفي المرء من قراءته مرة واحدة حتى يهضم ما فيه .. بل عليه أن يعود إليه مرة أخرى .. لذلك سوف أستعين بكتاب ملخص وشارح لكتاب مدارج السالكين .. وكتاب ابن القيم هو شرح لكتاب ( منازل السائرين ) للهروي .. أراد منها أن ينظف الكتاب من بدع الصوفية ومتعلقاتها .. وهي تعتبر من كتب الرقائق التي تدلنا على الطريق المؤدي لمحبة الله تعالى والإخلاص له وحده ومن ثم اتباع سنة نبيه ﷺ .. كتاب قيّم وأنصح به ..
الكتاب المساند له .. ( تأملات في كتاب مدارج السالكين .. لكاتبه صلاح شادي ..
كتاب روحاني عجيب.. مايصعبه هو لغته التي أرى فيها بعض الصعوبة وذلك بسبب اختلاف الزمان واللغة السائدة في ذلك الوقت.. كتاب ألجأ له بين حين وآخر متى ماتنكرت لي نفسي وأردت القرب من الله أكثر ..
الكتاب عظيم و مفيد جدا ، هذا الكتاب هو شرح لكتاب منازل السائرين للإمام الهروى ، الكتاب يأخذ فى رحلة بديعة فى رحاب الكتاب و السنة و السلف الصالح، فالإمام يشرح كتاب منازل السائرين ، فيمتعك بمنازل الخوف و العلم و الأدب و التوبة و الرجاء ، و الكتاب ملى بكنوز الإمامةبن القيم ، و هو أيضا يرد فى الكتاب على ضلالات الصوفية و شطحاتهم ، هذا الكتاب من أعظم الكتب التى قرأتها ، و لكن كنت أحيانا لا أفهم بعض الأشياء ، لكن الكتاب مفيد جدا ، الكتاب فى النسخة التى قرأتها يزيد عن ١٢٠٠ صفحة .
من أروع ما كتب إبن القيم في التوحيد. مدار الكتاب حول ما أشتملت علية سورة الفاتحة من توحيد "ألوهية و ربوبية و التوحيد العلمي" و أنواع الخلق من بين أصحاب النعيم و الضالين و المغضوب علية. و تعمد إبن القيم توضيح الفرق الضالة و ضلالاتهم و أفكارهم الشيطانية و ما الرد عليها من واقع الكتاب و السنة. جزاه عنا خيراً و عن كل من أنتفع بعلمة إلى أن يرث الله الأرض و من عليها
بين واحة العلم وواحة الايمان.... يصول ويجول الامام ابن القيم قدس الله سره و في اغوار القلب ويفتش عن مفاتيحه..... ويدلك علي كنوز قلبك التي ان استعنت بها واستخدمتها لما خُلِقت لأجله لعرفت معاني إياك نعبد وإياك نستعين وعرفت سر كل حرف فيها....ولعرفت صراط الله المستقيم......
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .. الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله تعالى الذي تتم بنعمته الصالحات، الحمد لله على عظيم منه وفضله وعظيم كرمة وجودة و والله والله قد صدق الإمام الشافعي رحمة الله عندما قال " كلما ازددت علما ازددت علما بجهلي"، وإحقاقاً لما قال اقول بالمثل والله كلما مشيت في درب العلم ازددت يقينا بأني مازلت بعيداً عن العلم وما أنا إلا جاهل .. إن الحمد لله تعالى على عظيم فضلة ومنه وكرمة أنه هداني والهمني الصبر وزادني من مناهل علمه وفضله بأن أنهيت بفضل الله تعالى مطالعتي لكتاب " مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين " للإمام العالم شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر" المعروف بـ "ابن قيم الجوزية" طبعة دار مؤسسة زاد وبهامشة تعليقات فضيلة الشيخ محمد حامد الفقي، والطبعة منمقة ومخرجة الأحاديث تعتمد في تصحيحات وتصنيفات أحاديثها على أحكام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. اقول في مطلع مراجعتي مبتدءا بذكر اواخر ما ذكره فضيلة العلامة ابن قيم الجوزية رحمة الله تعالى في كتابه مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإايك نستعين .. بذكر قوله بعض الصحابة " إقبل الحق ممن قاله وإن كان بغيضاً، ورد الباطل على من قاله وإن كان حبيباً". رحلة كنت اظن من قبلها أنني قد خضت من قبل خوضها أنني خضت الأصعب ولكن هيهات في ما لمسته في هذا الكتاب قد جعلني حقاً أؤمن انني مازلت لم ابدأ بعد طريق العلم وانني كلما ذهبت في بحوره بعيداً فأنظر خلفي فأجد نفسي مازلت لم ابرح البر ومازالت قدماى تتلامس ارض عمق قريب من البر أقف فيه. عرض الشيخ ابن قيم الجوزية رحمة الله في كتابة شرحاً مفصلاً ودقيقاً لما في فاتحة الكتاب "إياك نعبد وإياك نستعين" من مدارج للسالكين في دروب الرحمن من المريدين والقاصدين و��هه الكريم .. وإنني للحق ما كنت أظن يوماً أنني سأقرأ كتاباً من مجلدين يشرح فقط من بين "إياك نعبد وإياك نستعين" من احكام وعلوم وتفصيل لدروب السالكين وتكلم فيها عن العبودية ومنازل العبودية وفصلاها فصولاً وفصولاً إلى أن جعلها منهل كبير لمن يريد السير في بحور العارفين والتقرب الي الله والسعي في مدارج السالكين . لذا سأقف معكم في توضيح أحد المراجعين اراه وافياً شاملاً وأنني إن اجتهد فلن اعطي اوفى مما قد قيل في عرض الكتاب ..
هو شرح كتاب منازل السائرين للهروي هذا الكتاب هو من خير ما كتب الإمام ابن القّيم، وحسبنا به في تهذيب النفوس والأخلاق، والتأدب بآداب المتقين الصادقين، مما يدل أوضح دلالة على أنه كان من أولئك المهتدين الصادقين، الذين طابت نفوسهم بتقوى الله، فجاء الكتاب ليسدّ الحاجة الماسّة إليه في عصر المادة يجمع به إلى هذا النشاط المادي عند الناس، صفاء الأرواح، وتقوى النفوس، وتهذيب الأخلاق، حتى يجعل الله للعرب والمسلمين، فيما آتاهم من الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر في المستقبل، حياة عزيزة كريمة، آمنة في ظل الإسلام. والإمام ابن القيّم في كتابه هذا ينبه إلى أن كمال الإنسان إنما هو بالعلم النافع، والعمل الصالح، وهما الهدى ودين الحق، وبتكميله لغيره في هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه، وما الحق إلا الإيمان والعمل، وليس ذلك إلا بالإقبال على القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره، فإنه الكفيل بمصالح العباد، في المعاش والمعاد، والموصل لهم إلى سبيل الرشاد. فالحقيقة والطريقة، والأذواق والمواجيد الصحيحة، كلها لا تقبس إلا من مشكاته، ولا تستثمر إلا من شجراته، والإمام ابن القيم ينبه على هذا كله بالكلام على فاتحة الكتاب وأم القرآن، وعلى بعض ما تضمنته هذه السورة من هذه المطالب، وما تضمنته من الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، وما تضمنته من منازل السائرين، ومقامات العارفين، والفرق بين وسائلها وغاياتها، ومواهبها وكسبياتها، وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها. ولذلك لم ينزل الله تعالى في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها. ونظراً لأهمية الكتاب، فقد عمل على تحقيقه، حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه، والتعليق على نصوصه بما يفيد المطالع فيها، إلى جانب هذا أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية، ووقف عند المصطلحات الصوفية والفلسفية، وإتماماً للنفع وضعت ترجمة الشيخ الإسلام ابن القيّم في مستهل الكتاب.