ثمة بذرةٌ للجنون تطرح في هؤلاء ولا تتوقّف ثمارها أبدًا.. شجرةٌ بالغةُ الخصوبة وعظيمةُ النماء، لا تحتاج إلى الشمس ولا الهواء، إنّها تنمو في تربةِ الروح وتثمرُ في سقفِ العقل.. ولا يمكن أن تكون تلك البذرة خاصةً بهؤلاء المجانين وحدهم، فهُم ليسوا عنصرًا مستقلًّا عنّا، وليسوا بشرًا مخالِفين لجوهرِنا. إنّهم مثلنا تمامًا، والفارقُ الوحيد أنَّ بذرتَهم قد نبتَت، وبذرتنا لازالت لا تجد الماءَ في أرضِ الروح
يبدو أن الكاتب أراد أن يقول أشياء كثيرة في روايته، فخرج العمل بتلك الصورة المربكة أولاً: شخصيات الرواية غريبة حقاً .. ورغم أن الرواية تتكلم عن الجنون ومن المنطقي أن تكون شخصيات الرواية غريبة.. لكنها كانت بعيدة عن الواقع، لا يمكن أن نرى تلك الشخصيات بالصورة التي رسمها الكاتب في حياتنا اليومية .. كما أن الشخصيات كانت سطحية .. لم اتعاطف مع أي شخصية.. ولم أنمي شعور سواء بالسلب أو الإيجاب تجاه أي من الشخصيات الواردة في العمل رغم كثرتها ثانياً: أسلوب السرد المكثف الذي اتبعه الكاتب كان مرهق للغاية .. الرواية تخلو من الحوار إلا قليلاً .. واعتمد الكاتب على السرد بشكل يرهق أي قارئ ودون إضافة أي جديد أحياناً، حتي أني كنت أقفز بعض الصفحات دون أن أفقد أي من خطوط الرواية الرئيسية ثالثاً: تسلسل الأحداث كان بطئ للغاية في البداية، وربما يدفع القارئ العجول إلى ترك الرواية دون اكمالها .. مجرد وصف منفصل لشخصيات عديدة، ولم يربط بينها الكاتب سوى متأخراً بعد أن نسيت أسماء بعض تلك الشخصيات بشكل عام، الفكرة رغم أنها جيدة نوعاً ما، لكن غلب عليها طابع الفانتازيا التي لا تحترم عقل القارئ أحياناً، و"التفلسف" بدون عمق أحياناً أخرى، والنهاية كانت متعجلة وتقليدية
وبعد أن سقانا الجيزاوي الخمر التي ما عادت تُسكر أحدًا والتي تجرعنا مررتها سنوات ومازلنا نتجرعها حتى ثملنا يعود ليسقينا جرعات من الجنون الممزوج بالفلسفة وشخصيات تم رسمها بدقة وفِي هذه النقطة قلمه بارع بلا شك يجيد حياكة وتكوين شخصياته بحنكة واحتراف ذكرتني ببعض شخصيات نجيب محفوظ أسلوب الكتابة هنا مختلف يميل إلى الغموض والرمزية وتعمد العمق المولود من رحم الجنون رغم أن الجنون ما هو إلا خلل في وظائف العقل أي ليس له علاقة بالفلسفة ولم يكن المجانين يومًا فلاسفة تَرَكُوا عالمنا ليعيشوا بسلام أقول عمق متعمد .. نعم هكذا رأيته فكلما حاولت سبر أغوار هذا العمق أخرج بالفراغ شبه البعض اسلوب هذه الرواية بأسلوب ساراماجو وشبهته أنا بأسلوب نجيب محفوظ والاثنين في صالحك بلا نقاش لكن الفرق هنا أن هذا عمق يحمل معنى وذاك خال الوفاض مكتوب بطريقة جميلة وشخصياته رُسمت بدقة رُصت الجمل والكلمات بشكل متناسق مع الكثير من التعبيرات التي تقرأها فتقول يا الله هذا كاتب عميق فعلا ثم تقلبها يمينًا ويسارًا ... ثم ماذا بعد ؟ ليس هناك بعد ولا بُعد ! هذا كل شيء ..
ومن الملفت للنظر في الشخصيات النسائية هنا أن كلهن عاهرات !! كلهن .. عاهرات ؟ كلهن بعن أنفسهن عند اول طلب ومنهن من باعت حتى دون طلب ألا ترى معى أن هناك رجالًا أشد عهرًا من النساء ؟؟
ثم نأتي للتجديف الذي ليس له معنى ولا موقع من الإعراب والذي أصبح سمة لا تخلو منها رواية ! ولا حول ولا قوة إلا بالله
وبالنسبة لقول الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا فهو ليس بحديث شريف أكرمك الله إنما هو قول نسبه بعض أهل العلم لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد أجمع المحدثين ومنهم بن باز والألباني والسبكي وغيرهم أن ليس له سند ولا أصل في الدين ولا وجود في كتب الأحاديث المرفوعة عن النبي صل الله عليه وسلم حتى نسبه لأمير المؤمنين مشكوك فيه .
أما بالنسبة للجزء المسيحي في الرواية ومحاولة نسج فلسفة وإحداث ثورة حول العقيدة المسيحية وعقيدة التناول تحديدًا فما خطه قلم الكاتب هنا ذكرني بما حاول أن يفعله مارتن لوثر عندما ثار على أباطيل الكنيسة الكاثوليكية فأتى بباطل أخر اسماه الكنيسة البروتستانتينية .. أي حاول معالجة الباطل بباطل أخر
قرب النهاية ومع صفحات حوار الطبيب مجهول الاسم مع أستاذه بدأت الفكرة تتضح فتوقفت عندها كثيرًا أولًا : لإعجابي الشديد بأسلوب السرد وفكرة أن الجنون أصبح متروكًا لكل شخص من شاء عقل ومن شاء جُن ولكنها تتعارض مع سير الأحداث ورسم الشخصيات من البداية فسماع لما تختار الجنون ودميان ولا براءة ربما رسول فعلها ولكن ماذا عن بقية الشخصيات فلمَ أُرسِيت قاعدة أختيار الجنون كفكرة للرواية إذ لم يختاره أحدًا من ابطالها ؟؟ فالمفهوم أن الناس ثاروا على تقاليد وعادات المجتمع واختاروا الجنون بديلا .. عظيم ولكن على ماذا ثاروا ؟؟ أين هى المشكلة التي طرحتها ليكون اختيار الجنون حلًا لها ؟؟
وكأن هناك شيء ما ناقص .. حلقة مفقودة إما في عقلي أو في الرواية لا اع��ف لكنه احساس مستفز ! وليس هناك ثانيًا :/
ثم أتوقف عند بعض الجمل المنثورة هنا وهناك أحلام النيام الموتى السائرون مجنون يحلم حلم عاقل محاولة تغير بؤس الأحياء بالجنون ربما كانت محاولة لإرساء قواعد التغير بالحلم أم بالعهر أم الجنون الذي يحقق كليهما ؟؟ فجميع النساء هنا لا يسعون إلا لسد شهواتهن وجميع الرجال لا يجيدوا إلا تصنع الخبل الحكيم أو الدياثة هل هذه هى الأشياء التى تكدست الناس من أجلها في المارستان ؟؟ في النهاية هذه الرواية تشبه ما فعله خياط محترف اجاد القص ولم يجيد التوثيق ! ساراماجو أيها المجنون دربك لا يليق بالكثيرين ..
ومع أن المحصلة النهائية جاءت غير ما تمنيت لكن لا يمكن إنكار أن قلم أستاذ محمد الجيزاوي قلم مميز جدًا وأقدره أدبيًا وأكثر ما يثبت تميز قلمه هذا المقطع الذي يستحق في رأيي جائزة وليس تقيمًا بالنجوم فقط " من بين كل الحزانى الذين رأيتهم ومن بين كل هؤلاء الذين رأيت الجنون يأكل أرواحهم ويذل إنسانيتهم لم أر قط شيئًا أكثر حزنًا وقهرًا من هؤلاء المجانين الذين يسكنون الزوايا ويختبئون من شيء يذبح قلوبهم بقسوٍة مفرطة يرخون رؤوسهم فوق صدورهم كأن أعناقهم صارت حبلًا لينًا لا يقدر على حمل الرأس فسقطت حزنًا فوق الصدور يُحلقون أيديهم فوق رؤوسهم أو يخبئون بها وجوههم لساعات طويلة بلا حركة واحدة أو هزة رأس أو تحريك عضو لقد كانوا تعساء أكثر من التعاسة ذاتها هؤلاء الذين عجزت أمام أحزانهم كل طرق الشفاء ووقفت بلا حول ولا قوة كل طرق العلاج مستسلمون كخرقة بالية ترتفع إذا رفعتها وتسقط إن تركتها كنت أتسأل دومًا أي خيانة تعرضوا أو أي خذلان مرير ذاك الذي نزع آدميتهم وسلبهم أرواحهم ثم ألقى بهم كحجر في بئر الحزن الذي لا ينتهى أبدًا "
"تمتلك الأكاذيب دومًا قوة الإقناع.. الحقائق وحدها الشيء الذي يصعب إثباته!"
بعد أن أسكرنا الجيزاوى بخمره يعود مرة أخرى ليروي بذور الجنون فينا.
يمارس الكاتب مهمته في تعرية الواقع لكن بشكل رمزي هذه المرة. من البداية يراودني شك في أن الرواية من نوع أدب المدينة الفاسدة (ديستوبيا)، لكني أدركت أنها إسقاط على الواقع الحالي برمزية مميزة. نوبة الجنون هنا تشبه نوعًا ما البحر الحليبي الذي غشى العيون في رائعة ساراماجو مع اختلاف المغزى في الروايتين.
شخصيات الرواية رسمت بدقة متناهية، وبالذات شخصية "لبيب" الحكيم الذي لا يحبه أحد والدكتور ناصف الذي يؤمن بأن الطب النفسي محض هراء وماري بنت ديميان والطبيب الشاب. أسماء الشخصيات ممتازة في اختيارها لأنها جزء منهم ودلت عليهم، فكل شخصية تتضح معالمها من اسمها مثل: رسول وهو الذي نشر الجنون. اسم ديميان فقط هو الذي لم أفهم علام يدل، حتى عند البحث عن الاسم لم أجد سوى قصة عن القديس/الشهيد دميان، ورواية للكاتب هيرمان هسه، وأن معنى الاسم: المروض. ومن الملاحظ أنه لم يذكر اسم للطبيب الشاب، وهي نقطة عبقرية في نظري تحمل الكثير من الدلالات.
عند أول نظرة لي على الغلاف انطبع في ذهني أنه ثور، عندما دق��ت فيه لَمْ أفهم لِمَ الثور رغم أنه لا يشبهه؟! ومع هذا لم استطع أن أتخيلها رجلًا عجوزًا كما وصف البعض.
كان الجنون في البداية واضح المعالم. المجانين الرئيسيين الذين ترك الكاتب لمحات سريعة عنهم في البداية، وهم: رسول الذي سمع السرير يخبره بخيانة زوجته وهو السبب الأول في نشر الجنون. ديميان الذي قلب القربان المقدس في الكنيسة ليمنعهم من أكل لحمه وشرب دمه وادعى بأنه المسيح. سماع البنت الصموتة التي قتلت أمها ووالدها وجارهم. براءة التي خذلها أبوها في صغرها عندما اشتكت له من تحرش جارهم وصمت، ومن يومها أصبحت تعطي مؤخرتها بلامبالاة ودون شهوة إلى من يطلبها، تفعل هذا كنوع من التعود دون استمتاع. ثم أصبح هناك جنون الأحلام المتمثل في الشيخ الذي يرى أن الحياة مجرد حلم وعندما يموتوا سينتبهوا ويستيقظوا، والمجانين الموتى الذين استسلموا لفكرة أنهم موتى في انتظار أن يرتقوا لدرجة أكبر في الموت حين يصبحوا تحت التراب. المقطع الذي اقنع فيه اليساري من المجانين الموتى الشيخ الحالم بمنطِقِهِ وجعله يستسلم لفكرة دفنه حيًا مقطع رائع للغاية. مع الوقت تساوى الجميع في الجنون ولم يعد هناك تفرقة بين المجانين، جميعهم نبذوا وتم حبسهم في المارستان والمصحات العقلية الأخرى، وأصبحوا خطرًا داهمًا تحذر منه الحكومة.
"لا تحلم أثناء النوم، لا تفكر أثناء اليقظة"
وأذاعت الحكومة هذا الشعار وردده الإعلام في محاولتهم للسيطرة على الجنون الذي اجتاح المجتمع كالعدوى. احكمت الدولة سلطتها على عقول الناس من خلال الحبوب المثبطة للجهاز العصبي، وسادت اللامبالاة في الناس وتم تخديرهم بإرادتهم وسار كل شيء كما أرادت الحكومة وظنوا أن الجنون توقف.
لكن ثمرة الجنون لا تتوقف ثمارها أبدًا. فقد شاركتهم الطبيعة "إذ طرحت شجرة المانجو، عناقيد العنب".
وعلى هذا انتهت هذه الرواية الرائعة، لم اتوقع نهاية سوداوية بل توقعت أنه سيترك لنا دلو ممتلئ بالأمل لنسقى به بذور الجنون بداخلنا، هذه هي عادة الجيزاوي.
عندما تقرأ لأي كاتب شاب في تلك الفترة العصيبة من تاريخ الرواية المصرية ستجد نفسك أمام تساؤل مهم،وهو: هل الكاتب بذرة جيدة لك كقارئ؟هل ستقرأ له مرة ثانية حتى لو لم يعجبك عمل سابق له؟ وبناء على إجابتك لذلك التساؤل ستحدد صفة ا��كاتب،هل هو جيد أم ردئ. قرأت من قبل للكاتب روايته الشهيرة(الخمر ما عادت تسكر أحدًا) ولم تعجبنينولكن بين ثناياها وجدت كاتب يستحق أن تقرأ له مرّة أخر�� لو سنحت لك الفرصة،وقد جاءت الفرصة ولم يخب ظني في الكاتب ولا فيما كتبه.
بداية من عنوان الرواية: أعجبني لفظ المارستان،أعجبني أن الكاتب استوحى عنوان روايته من مصطلح عربي أصيل له بريقه،وفي نفس الوقت لم يتبع موضة جيله في اختراع عنواين معقدة لافتة للانتباه،فأتى اختياره للعنوان موفق منه، وأما عن الغلاف فهو مستفز ملفت (فاقع)،ولكن مجرد نهايتك من الرواية ستجد أن حتى تفصيلة تصميم الغلاف لم تغب عن ذهن الكاتب ولا المصمم فمحتوى الرواية تضامن مع تصميم الغلاف لتجد تناسق جيد بينهما.
أما عن الرواية: فلا نقول أن فكرتها مبتكرة،ولا أن الكاتب قد اخترع مذهب روائي جديد،بل هو استعان بمن سبقه وأبدع فيه،فلا هو يبني روايته على أساس غيره ولا هو يسرق أفكار كتاب عظام سبقوه،بل هو يسير في اتجاه أن يكمل ما سبقه فيه آخرون،فشكل لبنة جيدة في هذا الاتجاه وما يشبه،فلا هو متسلق لغيره ولا منقص له.
يبدو لي أن الكاتب عاشق كبير لسارامجو(وهو من هو)،ونجد هنا تشابه خفي بين هذه الرواية وبين رواية ساراماجو (انقطاعات الموتى)،ولكن الكاتب نجح باقتدار في أن يصبغ صبغته الشخصية على العمل،ويخرج من معاناة مجتمعه وما يراه للوجود على صفحات كتاب سيُقدر له النجاح والاستمرارية.
هل لنا أن نصف العمل بالفانتازيا لأنه يتوقع انتشار الجنون بين الناس وأنه سيُعتبر تهمة يحاكم على أساسها،ثم سيتطور لأن تكون المصحات حديقة حيوان للمقيمين فيها،فتُفتَح في المناسبات ويدفع الناس رسوم للفرجة على المجانين،ثم يتطور الامر لان تكون المصحات أسواق نخاسة،تدخلها لتشتري مجنون بدعوى كفالته؟ هل هذا أبعد من الخيال وفانتازيا وشطحة من الكاتب؟ أم أن مثل هذا الأمر قريب إلينا أكثر مما نتوقع؟
يعيب العمل صغره،وقد أكون أنا من حزنت لأنه انتهى فرأيته صغير الحجم؟وقد يكون العمل يستحق عدد أكثر من الصفحات والشخصيات لكي يكون عمل خالد.
شخصيات العمل: واقعية غريبة مريبة،ولكنها تشاركت في أنها شخصيات مطحونة مغلوبة على أمرها ولم يكن الجنون إلا حريتها المطلقة،فاختاروا الحرية حتى لو رآها الجميع جنون،اختاروا أن يعيشوا مثلما أرادوا طوال عمرهم،انتقموا من كل إساءة،ووجهوا الطعنات لكل خسة تعرضوا لها،وفجأة رأينا الجميع مجنون لأن الجميع مقيد في قيد متين يجرّه من رقبته.
لغة العمل بديعة،ومتقنة،ليست مبتذلة كعادة الكتاب الشباب،ولا معقدة كعادة الكتاب المتباهيين بقلمهم فأتت سلسة وجزلة. الرواية جيدة جدا،جمعت بين كمال الشخصيات وجمال اللغة ودقة التوصيف وتطور في قلم الكاتب نفسه لنجد أننا أمام عمل يستحق الاحتفاء به.
نجمتان حتى وقت كتابة ريفيو جيد عن الرواية ، الرواية هى رواية قص و لصق لا أكثر
--------------------------------------------------- 3/27/2017 أول قراءتى للأستاذ محمد الجيزاوى كانت رواية المارستان خط سير الرواية عن مجموعة من الشخصيات تدور حولهم الاحداث و تتفاعل حتى نهاية مبهمة أو مشتتة لتفكير و التامل بدأ بأن الكاتب أحضر كل ما يستطيع فعلا لكتابة الرواية من مراجع و كتب عن الجنون ، ما رأيته هو تصميم للشخصيات بناء على معلومات محددة و أضفاء عنصر الحياة عليها الرواية كبداية هى قماشة ممتازة من الأحداث و تفاعل الشخصيات لكن الكاتب - تسرع كثيراً فى أرساء شخصياته و كتبها على عجالة معظم الشخصيات تم تحديدها طبقاً لحالات معروفة نفسيا لأصحاب المعرفة بعلم النفس و الطب النفسى ، و ليس هناك أسهل من بناء شخصيات للرواية الأصعب هو جعل كل شخصية تتحرك بما تريد و كيفما تريد فالكاتب هنا - و قد مارس أسلوب الراوى العليم - أختلط صوته الروائي بأصوات شخصياته و أقتحم مجال كل شخصية بأرساء فكرة أو فلسفة على لسانها لم يرق لى ذلك ، أذكر أننى قرات لنجيب محفوظ و السباعى و أدريس ... ما علق بذهنى هو شخصياتهم و ليس نصائحهم او حكمتهم فى الحياة و منيت نفسى بنهاية قوية تعالج الأسترسال الغير موجه بالرواية فإذا هى تتحول - بقدرة قادر - لـ 1984 ، و البعض الأخر يقول انها مقتبسة أو متأثرة بالعمى لجوزيه ساراماغو بعدما كنا نناقش رواية تتحدث عن الجنون صارت الرواية أجتماعية فلسفية دينية ، كل هذا الخليط فى رواية واحدة !! لم يفعلها حتى جورج أورويل فى 1984 لم أعيش فى الرواية الإ كلمات الكاتب - الأسلوب الجميل فى الكتابة ما جذبنى فعلاً ------------------------------------------------ ملاحظات و أسئلة 1- لماذا رسول ، براءة ، سماع أنحصرت مشاكلهم فى الجنس ؟ 2- لماذا تمت محاصرة كل أنواع الجنون مرة واحدة فى الرواية ؟ 3- تمت أدانة التجمع البشرى فى الرواية بأكملها بالجنون ، أليست معضلة يقع بها الكثير من الكتاب - التفريق بين الواقع المعاش و بين الفلسفة التى تسير هذا الواقع ؟؟ لم يتم مناقشتها داخل الرواية الإ من وجهة نظر سياسية ! 4- ديميان لم أرى له بوادر مادية لجنونه غير أحلامه ، فى حين كل الشخصيات كانت لها بوادر مادية لجنونها غير انه مستهلك نفسيا و ماليا و شخصية مسالمة و السلام ! 5- الشيخ صاحب الهوسة العقلية بأن الواقع هو حلم ... شخصية و حكاية لا محل لها من الأعراب داخل الرواية بما أنا قد أصل بمعنى أو بفكرة غير أنها كانت نافذة لأراء الكاتب فى الرواية !!؟ 6- أحترمت شخصية الدكتور ناصف ، لبيب ، الدكتور ، و حتى شخصية رسول ---- أشفقت على باقى الشخصيات ، لكنى لم أتأثر أطلاقاً بأى منهم 7- الرواية بها مشاهد عظيمة و شخصيات قوية موجهة للاشيء و بلا فائدة 8- الأقتباسات فى بداية كل فصل لا تعتبر دليل أو بداية لما يحتويه كل فصل ---------------------------------------------- الصبر كل ما أطلبه من الكاتب ، و معايشة شخصياته و جعلها تتحدث بما تريد و تفعل ما تريد فعوالم الكتابة و الرواية لا تصنع على عجل
بالتغاضي عن كمية التجديف غير المبررة على لسان أحد الشخصيات والاستناد لنص ليس حديث ولا يمت للسنة بصلة ولا أصل له وبالتغاضي عن برودة وتيرة الأحداث والرتابة بالتغاضي عن كل ده فيه سؤال: إيه المطلوب حضرتك؟
شخص واحد جنن شعب كامل و قولنا ماشي رواية متأثرة -لن أقول مقتبسة- بخليط من روايات: العمى - ساراماغو ، ١٩٨٤ - أورويل ، يوتوبيا - العراب وفوتناها. عبارات مزينة لفظياً لكن مجوفة وخالية من المعنى وقولنا بتحصل .. بس فين الرواية؟!!!!
إيه زحمة الشخصيات دي؟ ومع ذلك مفيش شخصية واحدة ممكن تسيب أثر مع القارئ!!
طب ايه كمية الإيحاءات والمشاهد الجنسية المقرفة وغير المبررة دي والمهينة والمنتقصة من قدر المرأة؟ بالرغم من إن مسألة الجنس الفج تحديداً كانت محط الاعتراض الأبرز على روايته السابقة(الخمر ما عادت تسكر أحد).
طب فين أبجديات الرواية ط��ب؟ فين العقدة والحل وإيه الرسالة اللي عاوز يوصلها الكاتب؟ مش معقول عاوز يتكلم عن تعامل الدولة مع الأزمات بطريقة الإنكار أولاً ثم العنف ثانياً لأن التيمة دي اتهرست ١٠٠ مرة قبل كده !!
طب بالنسبة لشخصية الداعية الإسلامي يا ترى ليه دور حقيقي في الرواية ولا موضوع تنفيذاً لوصية الشيف شربيني بوضع بعض السكر على الأكل المسبك لمنع حرقة المعدة .. موضوع لمنع اتهام الكاتب بالعنصرية أو بإزدراء المسيحية. عشان يبقى هاجم ممثلي الديانتين ومحدش أحسن من حد؟
الرواية تحس إنها تايهة مش عارفه الطريق ومواضع كتير فيها مكتوبة بأسلوب تقريري زي نشرة الأخبار ويمكن أفضل توصيف لها إنها فعلاً شجرة مانجو طرحت عنباً.
رواية المارستان رواية فلسفية من العيار التقيل الي بعد ما تقرها تلاقي نفسك خايف، ومخضوض ويائس في نفس ذات الوقت عندك بارقة امل ضعيفة كشمعة بترقص في وسط زعابيب الريح، خلونا نتكلم بالتفصيل:
اولا: القصة:- قصة الرواية عن ازاي الجنون بانواعه ابتدي ينتشر ما بين الناس بطريقة فوق الوصف وبشكل غير طبيعي وهنا انا حابة اتكلم علي اول حاجة عجبتني في الكتاب وهي إلاسقاطات.. كنت اتكلمت قبل كده عن مدي حرفنة الكاتب في الوصف وانه بيلعب باللغة بشكل قمة في الجمال من غير ما يأفور لكن تحسة زي ما تقعد تتفرج علي بارمان محترف وهو بيلعب بالازايز بمنتهي السهولة والجمال بطريقة متحسسكش هو قد ايه شاطر بس متقلليش من استمتاعك.. مع اخد هذا في الاعتبار قام الكاتب بأستخدام الجنون كوصف للأسقاط علي العديد والعديد من الحالات المختلفة من اليأس الي موجود في مجتمعنا مع اختلاف الحالات المطروحة.. الظروف المشاكل موصوفة بطريقة جميلة ومختلفة..
ثانيا: الشخصيات:- من اسميهم لحكاياتهم كلهم كانوا مختلفين.. براءة، سماع، دميان، رسول الي اخره.. شخصيات قمة في الاختلاف وقصصهم قمة في البؤس ولكن بالرغم من بؤسهم الا ان الكاتب كتبهم بطريقه تخليك بالرغم من ظروفهم ميصعبوش عليك.. بالعكس تحس بالحسد نوعاً ما تجاهم كونهم تحرروا من القيود الي لسه مقيداك انت شخصياً.. انا بقيت حيرانه ازاي بقرا عن شخصيات تعرضوا لقصص قمة في البشاعة والظلم ومع ذلك مش صعبانين عليا حباهم، مصدقاهم معجبة بيهم.. لكني مش مشفقة عليهم عايزة ابقي زيهم ولو 10 في الميه.. بالذات شخصية الرجل الحكيم الذي لم يحبه احدا يا دين النبي شخصية مكتوبة بطريقة قمة في العبقرية.. حقيقي شابو للمؤلف..
ثالثاً: القفلة:- واسمحولي هنا اقول أحيـــــــــــــــــــــة انا كسارة جالي ذعر مريع من القفلة من احتمالية ولو نص في المية انه يكون ده ممكن يحصلي في يوم من ذات الايام.. والمأساة انها حاجة انا محستهاش بعيدة ولا خيال علمي وده الي سرعني اكتر وخلاني اهرش في دماغي واحمد ربناعلي نعمة الاختلاف، علي نعمة التفكير، حتي علي نعمة المعاناة لما تحس انك مختلف.. ربنا يديم نعمة التفكير وتشغيل المخ دائما وابدا يا رب..
من الاخر رواية المارستان،رواية مختلفة، متعبة هتخليك تفكر وتتساءل وتقف وتعيد قراية لكنها رواية ممتعة من كاتب تقيل واتوقعله مستقبل باهر ان شاء الله.. اقروها.. هتعجبكم..
الكتاب فعلا حلو، عادة مبقراش روايات و خصوصا عربي و مش بشوفها مثيرة لأي شكل من أشكال الإهتمام في حوالي 80% من الحالات، بس الكتاب فشيخ.. القصة و الشخصيات و تجمع الخيوط مع بعض، و الحاجات اللي مكملتش حتى لدرجة إشباع الفضول في الكتاب.. بقالي فترة مبطلة قرايا و الكتاب من ناحية فكرني قد ايه بحب القرايا و من ناحية تانية على سقف الحاجات اللي لازم تقري السنة دي.. أكيد هقرا حاجات تانية للجيزاوي و يا ريت تكون بحلاوة ده..
#المارستان لــ محمد الجيزاوي ================ الجنون يجتاح البلاد، (رسول) يستنطق الأسرّة فتخبرها عن أسرار نائميها. (دميان) يرى المسيح فيخبره بأنه هو عاد بصورته البشرية ويطلب من الناس ألا يأكلوا لحمه ويشربوا دمه. (شيخ الجامع) يؤمن بأننا في نومةٍ وكل ما نراه مجرد حلمٍ، فلا شيء يقيدنا ولا شيء يجعلنا نعمل. الموتى الأحياء يسيرون في الشوارع، يجاورهم المجانين من كل صنف ونوع. المارستان تحوي الجميع، صارت البل��د مستشفى كبير، يعج بالجنون. صراع بين الدولة والذهان، من ينتصر يا ترى.. ربما حينما نلمح شجرة المانجو وقد أثمرت عنبًا نعرف الأجابة. اللغة: كانت موفقة في مواضع كثيرة، لكنها لم تكن موفقة في مواضع أخرى، خاصة استخدام بعض المصطلحات التراثية مع تحديد الزمن ( زمن الرواية هو الزمن الحاضر أو المستقبل القريب) السرد: شاب السرد المقالية المتكررة على مدار الرواية، خاصة الحورات بين الطبيب الشاب والدكتور ناصف. أو حوار الحكيم الذي لا يحبه أحد ولن نعرف لماذا لا يحبه أحد ولماذا أيضًا حكيم!. الكاتب من منتصف الرواية نسي شخصياته وانجرف في الوصف العام ووصف أحوال الجنون وكأننا في قناة ناشيونال جيوجرافيك وحلقتها عن الجنون. حقيقي كان من الممكن ضغط العمل ليصل لنصف حجمه. الحبكة: بدت الحبكة جيدة مترابطة، لكن الكاتب لم يوضح لماذا تخاف الحكومة من الجنون وهو لم يألب المجانين عليها، المجانين كانوا يعيشون في عالمهم الخاص، لا يهشوا ولا ينشوا. أعتقد الكاتب قصد بالجنون هو الخروج عن المألوف والأطر المجتمعية، لكن حتى الخروج عن المألوف إن لم يهاجم الدولة فلن تنتفض للقضاء عليه. الحوار: رغم اختلاف ثقافات الشخصيات وبيئاتهم إلا أن حوارهم جميعًا جاء على وتيرة واحدة، لا خصوصية للحوار من شخصية لأخرى.
إنه ليس مقياس سليم لصحتك أن تكون متأقلماً بشكل جيد مع مجتمع مريض للغاية. - جِدّو كريشنامورتي
الرواية جيدة بالعموم ولغتها متينة .. التأثر برواية "العمى" واضح مع فارق الوباء الذي حل بالمدينة ومدى انتشاره .. حتى النهاية تتشابه مع الجزء الثاني لرواية ساراماغو "البصيرة" من خلال سعي الحكومة لطمس ما يؤرقها وإعادة الأمور لما تراه طبيعياً ما يميز المارستان هو محاولة فهم الآلام التي لا خلاص منها إلا بالجنون، والدفاع عن ضحايا المحيط المريض الذي يدفع الأغلبية نحو القبول والإنخراط فيه ، ويدفع بالبعض نحو هاوية الجنون ..
وإذا عيرك أبوك أو عمك أو خالك بأنه من جيل نجيب وإحسان والحكيم أجبه وأنا من جيل الجيزاوي وأيمن العتوم وسعود السنعوسي سارماغو المصري يسأل ماذا لو أصبح الجنون وباء يجتاح البلاد ؟ ثم يطرح السؤال المخيف ومن يدريك وما الذي يجعلك بهذه الثقة أن الوباء لم يجتح بلادنا بالفعل ؟ الجيزاوي المستاء مما آلت إليه الأمور في مصر لم يستطع أن يكتم إحباطه وهو يخط تلك الرائعة الأدبية فتفجر الصدق على صفحات المارستان شكرا يا سيدي ... في انتظار رائعة جديدة
المارستان..حين يكون الجنون تأويلا حتميا..للعقل المؤلف محمد الجيزاوي الناشر عصير الكتب للنشر والتوزيع بداية فإن مصمم الغلاف "علاء فريد" كان موفقا جدا في اختيار التيمة الأساسية للغلاف وهي إحدى لوحات الاختبار الاسقاطي المستند علي اختبار الطبيب النفساني "رورشاخ" وأيضا كان موفقا في اختيار اللون الأصفر لما له من تعلق بحالة الجنون حتى أن أشهر مستشفى في مصر متخصصة في علاج حالات الجنون تسمى -مجازا-بالسرايا الصفراء..وهنا فإن الغلاف كان يمثل عملية تكاملية للمتن وليس اختيارا عشوائيا. صدرت الرواية في 287 صفحة من القطع المتوسط، ويمكن تصنيفها بالرواية الفلسفية، عتبتها النصية الأولى وهي العنوان وتحمل اسم المارستان، وهو اسم له دلالة متعلقة بالجنون خصيصا. "البيمارستان كلمة تعني مستشفى أصله�� فارسي ومعناها "محل المریض" وهو أول مشفي وكان في العصر العباسي وتم انشائه في عهد الخليفة الوليد بن عبد الملك." الحقيقة أن اختيار الأسماء كان موفقا أيضا مثل رسول ودميان وبراءة وسماع والشيخ، وغيرهم، كل شخصية من هؤلاء كان لها دافعا للجنون وكأن الدافع هو عين الرؤية الحقيقية والممر الذي يسري بك باتجاه الحقائق، جاء بعد ذلك نشر الجنون عن طريق رسول وهو الذي كان يعلم تمامًا ما تخفيه الأسِرَّة، ودميان المحمل بأدوات العصيان والانقلاب على الكنيسة، وبراءة التي تخللى عنها أبوها فباتت تقدم مؤخرتها للناس طواعية وكأنها تنتقم في ذاتها منه، والشيخ الذي أدرك أن الحياة مجرد حلم كبير نستيقظ منه بالموت وذكر الجيزاوي أن هذا حديث شريف ولكن هو قول لعلي بن أبي طالب" المصدر إسلام ويب".
يؤكد الجيزاوي في روايته أن المارستان عالم من المجانين يقف بينهم وبين العقلاء متراس هو سور المارستان، لكن الرواية تؤكد عكس ذلك وأن من بالداخل هم العقلاء، عقلاء لأنهم تصالحوا مع أنفسهم تماما وباتت لهم تلك النظرة المغايرة لرؤية الأشياء، إذا فهمت فأنت مجنون، إذا وعيت فأنت مجنون، وإذا حلمت فأنت مجنون، والمجنون له القدرة على التفوه بما لا يمكن للعاقل التفوه به، إنه مجنون، إذا هو يملك صك الكلام والحرية والرؤية، بماذا يمكن أن ينعتك الآخرون بأكثر من الجنون، لا شيء، هنا أنت مجنون، هنا يمكنك قول كل شيء وأي شيء دون أن يحاسبك أحد، لا الشرطة ولا الحكومات، هنا يمكنك أن تتفوه بما قد يلقي في غياهب السجون وخلف شموس الرؤية، هنا يمكنك أن تتكلم بدون أن يكون هناك مقص يعيد لسانك ناقصا. "قرر أن يكون مجنونا ونجح" إذا كان القرار بالجنون اختياريا، بمحض إرادة أي عبر رؤية وملكات ذاتية، إذا الجنون ليس جنونا بالمعنى المفهوم، انما الجنون هو أعلى مراحل العقل، إذا كيف يمكننا أن نصنف أن هذا الشخص مجنون؟، هل هناك دلالات محددة للجنون؟، الحقيقة أنه لا شيء، نحن نرمي بالأحكام جزافا لما لا يتفق مع وجهات نظرنا ورؤيتنا القاصرة، الحرية عند من تعود الأسر جنون، الكلام عند من تعود الصمت جنون، الرؤية الحقيقية وسط عالم من العمي جنون، كل ما لا يمكن أن يتفق معنا هو محض جنون. "الطب النفسي، تلك هي الجملة المقيتة التي لأجلها اعتزلت كل شيء، إنها الخديعة الكبرى" الجيزاوي كان موفقا جدا في هذا الفصل، يثبت الدكتور ناصف من خلاله أن الطب النفسي ما هو إلا محض هراء، ولأنه أدرك عرف، عرف كيفية التعامل مع المجانين، ولأن معرفته كانت نابعة من رؤية حقيقية وواضحة بناء على التغلغل في الذات فقد عرف تماما كيف يغوص ويدرك احتياج الذات، وجاءت الكلمات مقنعة وتحمل دلالات للطب النفسي وعلاقته بالمرضى وهل هناك فعلا جدوى من الطب النفسي؟، أسئلة كثيرة يمور بها هذا الفصل ويطرح قضية مهمة جدا. "تشكلت بعد ذلك عدة لجان تعمل في وزارات الدفاع" "الصحة""الداخلية" "الإعلام""البيئة" لإقامة سد صلب لرد أسباب الجنون." كل هذه الأمور كانت تعني وقوف الدولة كمتراس أمام المعرفة والحلم والرؤية الحقيقية، كانت تعني فرض سياج من رؤية أحادية لسجن الرؤى، وللقناعة التامة أن الرؤية المغايرة ضربا من الجنون الحقيقي ينبغي التعامل معه بتعسف. كل شيئ كان طبيعيا، عدا أمر واحد لم يكن فوق الأغصان ثمرة مانجو واحدة فقد شاركتهم الطبيعة الأمر إذ طرحت شجرة المانجو، عناقيد عنب. مشهد النهاية كان جيدا جدا وبرمزية معينة ليؤكد تماما أن العبث يقود إلى العبث وأن الجنون حين يحكم الأرض فسيؤدي إلى جنون الطبيعة، ذلك الجنون الخام، والذي لن تقدر على معالجته أبدا. الشخوص الدافع والتحول هما الثيمتان المسيطرتان على الجنون، إذا الدافع هو الصدمة الحقيقية التي وضعتهم على الحياد منهم وصنعت لهم تفكيرا مغايرا، تحولت بعده الشخوص تدريجيا، تحاول شد الآخر إلى نفس الرؤية والقناعة، وكل دافع لكل شخصية كان معقولا والتحول من بعده كان مفروضا، حتى في سياق حوار رسول مع الطبيب الشاب كان يؤكد تماما أن الأدوار مغايرة وليس بما يسوقه الراوي، وذلك سيجعلك تتسائل، من المجنون فيهما، الطبيب أم رسول؟. كما يشهد للجيزاوي بأنه سار بالشخوص بقدرة، يراقبهم من خلال عين الكاميرا ويرصد تحركاتهم بدقة. الراوي الرواية بها ثلاث رواه، راو خارجي يسرد ويستبطن الشخوص ويظهرهم عبر مرايا الرؤية الداخلية " الراوي الإله" وراو آخر وهو الطبيب الشاب والذي يحكي ما خطه بيده عن المارستان بضمير المتكلم عبر المذكرات التي منحها للبيب والتي كانت مخبوءة تحت شجرة المانجو، ولبيب الحكيم الذي لم يكن يحبه أحد. قلت في البداية ربما كان لبيب هو الراوي الأساسي، لاشتراك الراوي وتدخله في بعض مناحي الرواية، ولكن كيف يستبطن الشخوص ويعرف كل تلك الدائرة، يعرف ماذا حدث ليعقوب وكسره لأفواه وعيون التماثيل، والكثير من الأمور التي حدثت في الخفاء، ثم وجدت أن الراوي ليس لبيب بدليل مجيء لبيب كمحكي عنه.. "جاوز لبيب الأربعين من عمره ولم يتزوج، يعيش مع أمه العجوز بالشقة وحدهما" يتدخل الراوي في الرواية حين يلصق نفسه بالضمير الجمعي كمتكلم .. "لكن حين ننظر فيما حدث مع هذا الرجل" "استقبل ضيفه ببسمة محايدة، وقدم له مشروبا ثلجيا، فالمشروبات الساخنة تكون للضيفان الذين نحب أن تطول زيارتهم" " الا اذا اعتبرنا أن حرق رفات لإنسان ميت يعد قتلا"، إذا كان الراوي هنا هو الراوي العليم والقادر على الغوص في الشخوص واستبطانهم وتقليب دواخلهم فلماذا يتدخل في الرواية وكأنه أحد الشخوص المشاركين، لماذا يضع نفسه تحت الضمير الجمعي؟ اللغة الحقيقة أن اللغة كانت هي الإشكالية الثانية، فبرغم اختلاف الشخوص ووعيهم ودرجة جنونهم، كلهم كانت لهم لغة واحدة، حتى في لغة الحوار، ذكر أو أنثى، مجنون أو عاقل، الدكتور والطبيب الشاب في مذكراته وكل الشخوص كانت لهم تلك اللغة الموحدة، كان لهم إطار واحد من لغة يتحركون من خلاله، وتعدد الشخوص مع تغير الوعي وثبات المنسوب اللغوي كان يمثل شوكة كبيرة، حقيقي أن حالة من الهذيان كانت تنتاب بعضهم مثل سماع، لكن حتى اللغة لم تتغير.. جاءت المفردات في مجملها تحمل بعض الكلمات التراثية ولا أعرف ما الداعي لاستخدامها في نص ينتمي إلى الحقبة الحالية كما أكد الكاتب وكما نعلم فإن الفكرة واللغة ضفيرتان في عقد واحد فلم الفصل بينهما؟.. "تعرفت إليه بأحد مواقع الشبكة العنكبوتية" "لم تعد بحاجة إلى دخول عالم��ا الافتراضي على الش��كة العنكبوتية" إذا الزمن تحدد بالآنية لاستخدام الجيزاوي المستحدثات التكنولوجية في الرواية، أي أنه زمن حالي إذا ما الداعي لاستخدام المفردات التراثية والتناص القرآني أحيانا؟.. " ما هم إلا دجاجلة جهلاء"، "فيرتدي ثلاث أثواب في حرور الصيف"، "وهي التي لا تنطق إلا لماما"، "فضحك لبيب حتى بدت نواجذه" ، " وما تحدث إليه أحد قط إلا وتركه كارها له متمنيا هلاكه"، "وأسس أسرته التي كانت تعاني شح يده"، " جميعكم تقهرون المسكين ثم تقذفون به في العراء وأنتم تضحكون"، "بجوار الزمر التي يوحدها نمط الجنون"، "وقد زالت ضلالاتهما تماما"، "غارقات في ضلالاتهن العذبة". هذه الجمل كانت تصنع نقاطا بيضاوية في النص، تشد النظر بقوة نظرا لاختلافها عن السياق ككل، وتصنع حالة من التفكير غير المطلوب تواجدها في النص.
أن أحدهم قرر أن يكون مجنونآ ونجح. الجنون إرادة. هذه الروايه كفيلة بأن تزلزل النفس الداخلية وأنا على يقين أن لا أحدا سوف يمر منها بسلام...
بالنسبه للشخصيات لبيب رغما على غرابته وقساوته إلا اننى مقتنعه بأن هذا النوع من البشر هو النوع الوحيد القادر على الحياة فى وسط هذا المارستان الذى نحيا بداخله..
سماع ضحية أم شهوانيه وأب لا يبالى...
براءة ضحية الفقد الاحتوائى... ضحية صراع إقدام الاحجام...مابين الرفض للخطأ الذى فرضه عليها أبيها وبين إهماله واحتواءه لها و عدم اكتراثة بمتطلباتها الذاتيه والشعوريه أكثر منها الخارجيه...
يعقوب.. ضحية الحب العاجز الغير متكافئ...
رسول هو ضحية للتربية المنغلقة التى جعلته لا يعرف قدراته كرجل ومتطلبات النساء... التى جعلته يصب قلة خبرتة فى الاقتناع بأن كل من حوله خائنون...
ديميان.. شبيه لكثير من من يعيشون تلك الأيام حولنا... الرجل الضعيف الذى تنهره زوجته ويرفضه أبناءه لقلة ذاته ... وعدم قدرته على احتواءهم لعدم قدرته على إشعارهم بالأمان..
فلوثة العقول لا تنتقل من فرد إلى فرد، بطرق بيولوجية أبدا.لكن الإيحاء والايهام، لهما أثر أشد من كل أنواع العدوى البيولوجية..
نحن لا نتعامل مع مرضى، بل مع مرض.ولم يعد علينا فهم المجانين،بل الجنون ذاته.
النهايه كنت أعلم انها سوف تنتهى بشكل يربك نفسيتنا... شكل يحسرنا على حياتنا تلك فكلنا حقا نعانى من تلك البلاهه والجنون والحكومه تشاهدنا فى الأقفاص وتضحك علينا... المارستان هو حياتنا التى نحياها ليس إلا...
الرائع...«محمد الجيزاوى» أبدع فى الوصف والتشبية لحالة البلاد المزريه التى أصبحت شبيهه بالمارستان الكبير...
أنا على يقين أن تلك الرواية ستكون السبيل لأن يلصق إسم الجيزاوى بجانب من اعتقدت أنهم لم يأتي مثلهم يوما(إحسان عبد القدوس/انيس منصور/نجيب محفوظ). أنت يا صاحب الخمر لقد عتقت خمرك تلك وشبعت بها كلمات تلك الروايه لتكون هى سببا لسكرنا... تنوع الفئات والديانات والمبادئ لا يعنى أننا مختلفون فنحن خلقنا نفس الخلق وسوف ننتهى بنفس الطريقة أروع وصف تناولته لكى يقتنع أولو البشر أننا لنا نفس المصير مهما تربعنا على عرش الحياه...
فكره الروايه ودخولها فى النواحى الدينيه هذا يعنى أنك بذلت الكثير لتحرى الدقه فيما رويت... طريقة الوصف ودقته حقا اشعرتنى اننى أرى الأحداث أمامى وكأنها جسدت فى أشخاص عاشرتهم وعاصرت تلك الأحداث معهم.... إختيار الكلمات المناسبة المعبره تعبر حقا عن مدى عشق اللغه لك وليس عشقك أنت فقط لها... سلم يمينك...
كنت نائمًا فوجدت السرير يقص علي حكايةٍ عجيبة عن شخصٍ يستمع إلى الأسرة، تخبره بكل أسرار ومصائب أخر من نام عليها، ثم أدركت أن الصوت قادمًا من سماعات الهيدفون لا من السرير فحمدت الله أني لم أجن بعد وأكملت سماع القصة حتى نهايتها . المارستان من قبل قرأت رواية العمى لجوزيه سارماجو وكنت أراها أفضل ما قرأت، والآن صار لدينا العمى والجنون أحسن الجيزاوي اختيار فكرة الرواية واستطاع ان يكون من الجنون عالمًا كاملًا، رسم فيه شخصياتٍ مثيرة للأهتمام أخذت تنثر فلسفاتها وأفكاره في كل جنبات العالم لتبني الأعمدة التي تستوي عليها السماء، وجعل المارستان مشفى وكعبة وحديقة حيوان وسجنًا ومجزرًا، ستكون معجزةً لو خرجت من كل هذا دون أن تصاب بالجنون بدورك . النهاية كانت قاسية ومؤلمة وممتعة وعبقرية أتمنى أن يحمل مارستاننا الكبير نهاية مختلفة
نحن نقاتل شبحاً في الظلام ونتخبط بقوة، بينما المجانين يجلسون بثقة وطمائنينة في أبراج جنونهم الحصينة، ولا يستطيع أي أحد أن ينفذ إلي عالمهم أو يستخرجهم منه.. فهل يجب أن نصبح مجانين لنفهم حقاً ماذا يحدث داخل عقول هؤلاء؟ لا شئ في يدي، وليس أمامي سوى الانتظار، ومزيدٍ من القتال، الذي لا أعرف إلي أي فريق سينحاز النصر فيه. رواية ممتعة الكاتب قدم فكرة مميزة وغير مكررة او متداولة من الكُتاب بشكل كبير قدم نموذج للجنون في قالب فلسفي وبأستخدام لغة فصحى ذكرتني بأسلوب توفيق الحكيم في الكتابة هذه المرة من المرات القليلة النادرة التي انسجم مع قلب كاتب مصري من الاقلام الحديثة فاجأني الكاتب وقدم فكرة جديدة ورواية احداثها غير قابلة للتخمين او التوقع.
بعد قراءتي الأولي للكاتب (الخمر ماعادت تسكر أحدا )حرصت علي إقتناء هذة الرواية وصدق ظني بأن الكاتب ليس بعادي فهو مميز حدثا ولغة وطرحا غير تقليدي ..أحسنت وبالتوفيق وفي إنتظار جديدك الذي أرجو ألا يتأخر سنتين كسابقته
إعجابي بالرواية ليس نابعاً من محتواها القصصي بقدر ما هو تكوينها الفكري و رمزيتها، التصادم ما بين ما هو مقرر بالمجتمع و الواقع و ما بين الإرادة و التمرد
المارستان وعبقرية الجيزاوي . ★★★★★ إنتهيت للتو من قراءة رواية المارستان للمبدع الرائع أستاذ محمد الجيزاوي وإن جاز لى القول " ساراماجو المصري " فارس القلم وصاحب الخمر المتألق على الدوام . البداية . حرصت على إقتناء نسختى من الطبعة الأولى وأنا على يقين من أننى سأحصل على رحلة أدبية غاية فى الروعة البراعة إلا أننى كنت مخطئ تماماً !!! لم تكن المارستان مجرد رواية أو رحلة أدبية وحسب وإنما كانت وستظل لفترة طويلة من وجهة نظرى " ملحمة أدبية " على شاكلة فرائد عقد الأدب البديعة . على غرار العمى والبصيرة و١٩٨٤ وأولاد حارتنا وغيرها من الروائع والملاحم الخالدة صاغ لنا الجيزاوي ملحمته الخاصة ، بعد أن أهدانا الخمر تحديناه وتحداه الجميع أن يأتي بمثلها فأقسم أن لا يرمينا إلا بأفضل ما لديه وكأنما يسخر منا قائلاً " ها أنا ذا يا أبناء الأفاعى أرميكم بسهم واحد من أسهمى لأشعل نيران الفكر والأدب من حولكم فأخبرونى ما أنتم فاعلون " . رواية فلسفية سياسية إجتماعية نفسية واقعية سحرية صنفوها كما شئتم ، كتبت بمداد القلم ام كتبت بحبات العرق ودماء صاحبها لا أدرى ، رجل إقتطع جزء من روحه فأشعل به النيران حتى تنير للسائرين دروبهم وليعلم الجميع إلى أين المسير . الجنون وحرية الإختيار !!؟؟؟ من منا لا يرغب فى كسر القيود لتحلق روحه خارج أسوار القهر والخضوع ؟ من منا لا يريد أن يصرخ حتى تتقطع أحباله الصوتية ، يرقص حتى يسقط دون حراك ، يتعري حتى يتخلص من عيوبه التى يخفيها عن أعين الجميع ، يبكى حتى تتوقف عيناه عن البكاء ، يضحك حتى لا يقوى على الحركة ، يحلم حتى يتحول الحلم إلى حقيقة ؟؟؟؟ فى المارستان هناك من إتخذ القرار وفعل دون تردد أو خوف كما نفعل ، هم تخلصوا من خوفهم وتسلقوا أسوار الجنون ففازوا بحريتهم أما نحن فكالعادة يكبلنا الجبن وتحيا أرواحنا أسيرة تتوق للحرية وتخشاها . من هو المتسبب فى كل ما حدث ؟ ولما ؟ وهل سيحدث لنا ما نخشاه إن تحررت أرواحنا كما حدث مع نزلاء المارستان؟ فلسفة المارستان نزعت اوراق التوت التى تخفى عورات مجتمع " عاقل " مطيع ومستسلم ، داخل المارستان ستجد كل ما تخشاه وستعلم من العاقل ومن هو المجنون بالفعل وستدرك الحقيقة التى تعمدنا أن نخفيها . " الطبيب الشاب ، سماع ، لبيب ، رسول ، ديميان ، وغيرهم " أحببت شخوص المارستان تعايشت وتوحدت معهم لكننى لم أشفق عليهم فما حصلوا عليه أتمنى أن أحصل على نصفه إلا أننى لا أملك الجرأة على إتخاذ القرار لأفعل كما فعلوا ، لغة الرواية غاية فى الروعة والبراعة فلا تصلح إلا أن تكتب بتلك الكيفية " هكذا تكتب الروائع " أحداث الرواية تُدخلك إلى عالم السجن القديم " المارستان" وتأخذك إلى عالمهم فى رحلة لسبر أغوار هذا العالم الذى يخشاه الجميع. النهاية أصابتنى بالرعب الشديد وأعتقد أننى أميل إلى صحة تلك النقطة وأتفق مع الكاتب بها ، فى تلك الجزئية أشعر أن روح " أورويل " قد حلت بقلم الجيزاوي فأبدع فى وصف وإثبات وتوصيل ما أراد لقارئ المارستان أن يصله فى نهاية روايته . الغلاف واختيار الصورة دى تحديدا له دلالة وحاجة فى نفس يعقوب ؟؟ الغلاف فى الواقع بشوفه على حالتين الأولى وجه رجل له لحية وإنعكاس صورته على الماء والحالة الثانية أراه صورة لرجل فى مقابله ذئب ؟؟؟ ياريت يكون فيه تحليل لرؤيتى دى للغلاف خاصة إنها صورة إختبار نفسى . وفى النهاية أعلم أن كلماتى لن تصف مدى روعة المارستان وبراعة من خطها بيمينه ، كلماتى تلك ليست تقييم لعمل أدبي وإنما هى وصف لحالة أو وصف لرحلة أدبية غاية فى الروعة البراعة والجمال. شكراً جزيلاً أستاذ محمد الجيزاوي على تلك الساعات التى قضيتها مع المارستان والتى أعلم علم اليقين من أننا سأبحر معها مرة أخرى فى القريب العاجل لأستمع إلى حكايات نزلاء المارستان وحكايات الطبيب الشاب وقصص الرجل الحكيم الذى لم يكن يحبه أحد . .
#ريفيو #رواية_المارستان تتحدث الرواية عن الجنون ويكاد يحصره الكاتب في النمط الأكثر تداول وهي الخيانة والصدمة عند إكتشافها لذلك تجد بالرواية بعض المشاهد الجنسية وبالأخص ببدايتها كطريقة لأجتذاب القارئ، إلى جانب ذلك يطرح صور أخري للجنون واهم مسبباته " احلام اليقظة" أو الفصام وهو عادة ما يصيب الشعب الذي أراد ان يغادر أرض الواقع هروبآ من سلطة الحاكم المستبد، ثم انتقل لنوع اخر من الجنون وتطرق لنموذج تجسد بالرواية وهو معتنق للديانة المسيحية ومع ذلك لا يؤمن ببعض طقوسها، وجسد أهم مسببات الجنون من خلال تراكمات الذكريات السيئة والمؤلمة في بعض الشخصيات لتخرج لنا رواية المارستان ...
إن أردت أن تصنف الرواية ففي البداية ستشعر انها رواية إجتماعية تطرح عدة قضايا، ثم في المنتصف تغير وجهة نظرك لتعبرها سياسية تعبر عن قمع الحكومات للشعب لمجرد عن إبداء رأيه المخالف وتعد ذلك جنون يستحق علية العقاب بالسجن من خلال اعتبار ذلك نوع من الشرود وجعلهم عبرة لغيرهم، وبالنهاية تصنف الرواية فنتازيا حيث يعامل الإنسان كالحيوان فيكون عرضه علي الناس في أقفاص محكمة تذهب للفرجة عليهم بتذكرة وكأنك تزور حديقة الحيوان ثم تستطيع تبني أي منهم لأغراض عدة ...
" سقط الكاتب بالرواية من وجهة نظري الشخصية"
حينما شبه الجنون بالعدوى الذي تتنقل بين أفراد الشعب، مما جعل الدولة تتدخل فخرجت دوريات الشرطة لتصيد المجانين بالطرقات وتضعهم بالمصحات والحالات الميئوس منها بالمدارس والنوادي نظرا لأمتلاء المصحات، وهنا يتضح تأثر الكاتب برواية العمى لجوزيه ساراماغو حينما اجتاح المدينة العمى فخرجت دوريات الشرطة لجمع الناس بمعزل عن المجتمع واعتباره عدوى، بالمارستان انتشر الجنون بفعل عدم القدرة على تغير المجتمع وفي العمى بفعل فقدان البصيرة ....
تحول الكاتب ايضا في بعض صفحات الرواية وقبل ان يضع النهاية لسرد بحث مطول عن الجنون بلا أدنى داعي من خلال حوار بين طبيب شاب ودكتور جامعي لمجرد شغل حيز بالعمل ....
مميزات العمل : اللغة رشيق وسلسه إلى حد كبير وتتماشي مع الحدث، تنقلات الكاتب لا تجعل القارئ يصيبه أدنى شرود.. اعجبتني الرمزية بالرواية وإسقاطها على الدولة والحكومات وإلقاء الضوء على انحرافات المجتمع.
بالنهاية : عمل متوسط يحمل فكرة لا بأس بها وإن كانت تحتاج للنضوج أكثر وعدم التسرع، وبما أنها لكاتب شاب فهى جديرة بالقراءة ...
من اللحظة الأولى اللى هتبدأ قراءة المارستان هتحط أدام عينيك رواية الخمر و هتكون على أهبة الاستعداد للمقارنة بين الروايتين لكن بعد الاستعدادات دى كلها هتتصدم مع قراءتك للصفحات الأولى للمارستان اللى بتثبتلك بدون أدنى شك انك أدام رائعة جديدة لكاتب قادر أن يثبت بكل ما أوتى من قوة أنه من اعظم كتاب و روائيي جيله المارستان رواية تعصف بالروح و توجع القلب و تضرب كل معتقداتك فى صميمها بنظرة فلسفية رهيبة جبارة رواية تجعلك تنظر للجنون بصورة غير تلك التى عهدناها و تثير بداخلك تساؤلات عدة لعل أبرزها (هل الجنون طريق أجبرنا على السير فيه أم أنه طريق اخترناه بمحض إرادتنا؟) المارستان لوحة فنية متكاملة من حيث قوة اللغة و بساطتها و النظرة الفلسفية اللى بيتميز بيها الجيزاوى و ظهرت فى كل رواياته وإن كانت أكثر ظهورا فى المارستان و من حيث الحبكة و الشخصيات اللى إنت محتار و مش قادر تحدد موقفك منهم هتتعاطف معاهم ولا مش هتقدر تتعاطف معاهم هتلاقى نفسك بتغير كل مفاهيمك عن الجنون و عن تعريف الجنون نفسه اللى لخصه الجيزاوي ف الجملة دى (لقد بلغوا بجنونهم حريتهم تلك الحرية التى تفزعنا و نخشاها على الدوام) فى النهاية الجيزاوي أبدع في المارستان أيما إبداع لتخرج لنا رائعة من أعظم الروائع و هنرجع تانى نفكر يا ترى إيه اللى بعد المارستان
توقعت أنني على موعد مع عبقرية بعدما انبهرت بالخمر ما عادت تسكر أحدا ولمست منها كينونة الجيزاوي ولكنها فاقت حدود العبقرية ....فكرة جديدة وحداثة في تصوير الأبطال بكلمات ﻻأعرف كيف كان ... وكيف ارتبطوا ...امتﻻك فريد لتراكيب اللغة ويظل الأهم روح الجيزاوي وروحنا وتتوقها للحرية ... نعم الحرية إرادة ، وإن قيدونا نظل نملك إرادة الجنون التي ﻻيقدها قيد وﻻيسجنها قضبان فالحرية خﻻص من كل ما هو مادي من أكثر الحوارات التي أجهدتني حوار الشيخ مع اليساري ومن أكثر الذي أبكاني حوار الدكتور الكبير وآلمني قهر النساء وأحب الأسماء رسول وسماع وﻻ يزال قلم الجيزاوي يحيرنا وﻻ يجعلنا ننصرف لقلم غيره مناقضا حبه للحرية
مش قادرة اقول غير انها رواية مؤلمة وصادمة جدااااااااااااااااااااااااااااااااا مع انها اول مرة اقرا للاستاذ محمد الجيزاوى الا انى من متابعيه على الفيس بوك وباذن الله مش اخر مرة اقرا ليه عمل رواية فلسفية واقعية جدااااااااااااااااااااا ذات اسقاط للواقع فى اى زمن ومكان فى اى دولة عاوزة تحجم وتموت شعبها من غير اى حد ماياخد باله عن طريق البله او غياب العقل العمل ملئ بالمعلومات الرائعة عن الجنون والعقاقير المستخدمة والطب النفسي تناول الاحداث بين الاشخاص تم فى سلاسة وسهولة ايضا الاحداث تم ربطها فى سلاسة وسهولة للفهم اتطلع للمزيد من الكاتب
هل الكتاب نفسه يقوم بدور رسول التبشير بالجنون للجنون هل الحوار بين اليسارى الميت والشيخ الحالم يدل على اكتر من اللى اتقال هل صحيح ان الشيخ الحالم لازم يموت علشان يعرف انه مكنش بيحلم وان الحياه حياته بكل ما فيها الجيزاوى لو ان دكتور احمد خالد وصف المجتمع وطبقاته فى يوتوبيا او ممر الفئران فالجيزاوى ناقش حالات الاشخاص فرادى فى مجتمع ما بعد نكسه الامل وخيبه الاحلام متشائمه كئيبه وجميله