Jump to ratings and reviews
Rate this book

آزاتسي

Rate this book
بدأ هذا الأسبوع المجنون قبل أيام في مدينة " راس لانوف " حين كان أعضاء مؤتمر الشعب العام منهمكين بمناقشة جدول الأعمال مباشرة على التلفزيون، فجأة تدخل أمين المؤتمر العام ليسكت المتكلم طالبا عودة الأعضاء إلى أماكنهم والتزام الصمت التام، مبلغا إياهم بصوته المتحجرج أن الاخ القائد معهم على الخط ويريد أن يوجه كلمة للمؤتمر، ووسط صمت مطبق عميق جاء بعد لحظات صوت العقيد الأبوي بنبرته البدوية هادئا في البدء ثم واضحا مرتفعا بالتدريج يطلب من أهالي السجناء السياسيين التوجه إلى سجن "بوسليم" بعد الغد كي يستقبلوا ذويهم المسجونين الذين سيطلق سراحهم في احتفال جماهيري مهيب. رفع المؤتمرون جلستهم إلى أجل غير مسمى وركبوا سياراتهم في مواكب مرتجلة نحو العاصمة المنسية للحاق بالحدث، وتوجه أهالي السجناء ومن ساقه الجو المحموم الذي ساد بعد المداخلة مباشرة إلى الركن الجنوبي من طرابلس مقر السجن السياسي الرهيب على مشارف مشاريع الإسكان الشعبي المكتظة التي أقيم عليها مخيم مرتجل . وفي اليوم الموعود ظهر القائد وهو يقود بلدوز تعربش عليه الحرس من كل جانب متوجها إلى بوابة السجن ليطيح بها وسط الهتافات المجنونة من الجماهير التي أخاطت المكان كالسيل.وما إن أنقشع الغبار حتى انكشف المشهد عن العقيد من جديد يعتلي منبرا أقيم على عجل بكامل قيافته العسكرية يخطب في الجماهير والسجناء المبهوتين

223 pages, Paperback

First published January 1, 2013

About the author

مجاهد البوسيفي

2 books13 followers

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
14 (27%)
4 stars
16 (31%)
3 stars
15 (29%)
2 stars
4 (7%)
1 star
2 (3%)
Displaying 1 - 17 of 17 reviews
Profile Image for Tariq Alferis.
893 reviews708 followers
May 7, 2024
.تعتير ازاتسي بالنسبة ليا من أفضل الكتب لكاتب ليبي فى فترة ثلاثة السنوات الأخيرة . اختار البوسيفي اسم ازاتسي وهيا مشتقة من الحروف الثلاثة لي كلمة هولندية تعني المركز المخصص للهجرة ، يصف الكاتب رحلة صحفي شاب في ليبيا ،في مرحلة السبعنيات والثمانيات وتركيز على حقبة معينة وتصوير لحالة المجتمع في ذاك الوقت ، والحلم بالهجرة ,يصف أيضا كل احداث البلد بطريقة سردية اكثر من رائعة خالية من تزيف وافتراء الكاذب الموجود ي عند الكتاب ليبين ، تجربة رائعة ...:)..
Profile Image for Mohamed ندا).
Author 4 books265 followers
August 19, 2023
رواية مهمة، ممتعة رغم ألم الذكرى، أسقطتني بجدارة في دوامة شجون... طرابلس الغرب، التسعينيّات، سنوات المرحلتين الإعداديّة والثانويّة، المسيرات الثورية، التجمعات في الساحة الخضراء، القذافي بصوته الذي اعتدت كتم ضحكاتي كلما أخذه انفعال فجعل يقاوم الإمبرياليّة، رفاق الصف، وأعضاء اللطان الثوريّة منهم، مادة الوعي السياسي، خيمة الأخ القائد، الكتاب الأخضر المقدس، أصبح الصبح فلا السجن ولا السجان باقٍ، محمد الفيتوري، البيت لساكنه، الحكم للشعب، الزي العسكري الذي ارتديته لثلاث سنوات تعلمت خلالها فك وتركيب "الكلاشينكوف"، سيرة الخوف، توزيع الثروات على المواطنين، لاعبو الكرة الذين نعرف أرقامهم عوضًا عن أسمائهم، المعارك المجانيّة، الميل الفطريّ إلى الشجار كتفريغٍ لشحنات القهر والعجز والمنع، كل هذه الكلمات وغيرها، كانت مفردات واحدة من أهم عمليات اختطاف العقول في العصر الحديث...

عبر صفحات هذه الرواية، وعلى لسان راويها الأساسي، المتنقل بين دوريّ بطل الحدث والراوي العليم المطلع على حقائق الأحداث، نعرف كيف يمكن لحاكم دكتاتور، بمعونة حاشية تسجد في حضرته وتحقق استفادة قصوى ببقائه فوق عرش هذيانه، أن يختطف شعبًا بأكمله!

لقد اختطفَ نظام القذافي الشعب الليبي لأربعة عقود ونيف، وما يسرده ويوثّقه مجاهد البوسيفي هنا، يُثبت أن جورج أوروبل لم يبالغ في "١٩٨٤"، بل ربما يبدو خيال أورويل محدودًا مقارنة بالعالم الفانتازي الذي خلقه القذافي وفرضه على الشعب الليبي، ولا أنكر أن السنوات الست التي عشتها في طرابلس قد رسّخت لديّ مصداقيّة هذا النص، فلربما يعتقد قارئ آخر، لم يعايش الواقع الليبي، إنه يقرأ في هذا النص حكاية فانتازيّة، أو أنه أمام رواية تنتمي إلى أدب الديستوبيا أو الواقعيّة السحريّة، لكن أمتع ما في هذا النص، وأقساه، هو إنه مكتوب بقلم شاهد عيان، شاهد صامت كأغلب حال أبناء هذه المرحلة الكابوسيّة.

ولعل أفضل ما فعله البوسيفي في روايته هذه، هو إظهاره لبطله في رداء العاديّة، إذ لم يجعل منه مناضلاً سياسيًّا أو بطلاً حقوقيًّا هبّ بكلمة الحق في وجه حاكم جائر، بل جعل من بطل حكايته (سالم ناجي سالم) شخصًا عاديًّا، مهزوم بالفطرة، مستسلم منبطح كما يليق بأي عربي، لا تحرّكه ثمّة أيدولوجيّة أو قناعة أو فكرة، أو حتى رغبة في التحرر من الطغيان، مجرّد صحافي ينشد الهروب إلى فضاء تُقرأ فيه كلمة حريّة من دون خوف، فيشدّ الرحال إلى هولندا، خيث يستقر في مركز إغاثة اللاجئين، الذي يسمّيه العرب هناك "آزاتسي".

ربما كان احتشاد النص بشخوص ثانويّة، عابرة أو مؤثرة أو ضلّت طريقها إلى أوراق النص، كفيلاً بإرباكي وتوقفي عن استكمال الحكاية، لكن الحمولة الشخصيّة التي تختزنها ذاكرتي فرضت عليّ المواصلة، فهذا التفاصيل، وهذه الشوارع والوجوه، أعرفها كلها، بل إنني أكاد أدعي أنني مستعد للشهادة أمام محكمة القراء دفاعًا عن مصداقيّة الحكاية.
كان سالم ناجي، كأي مواطن عربي أصيل، هارب من الواقع، يرفض الواقع لكنه يتسلّح بالصمت والصبر، يواري آماله في دخان حشيش أماسيه، وآماله كلها شخصيّة بحتة، فلا وطن يشغله، ولا أسرة يؤرقه مصيرها "وهذا خلل في بناء الشخصيّة الرئيسة بالمناسبة"، هكذا استجاب المقموع لرغبة القامع، وارتضى بدور المفعول به، العاجز والقانع، فاختزل معنى الحريّة الغائبة في حريّته الشخصيّة، ليهرب وقتما سنحت أولى الفرص، لكنه لم يدرك آنذاك، أننا قد نقدر على اتخاذ قرارٍ بمغادرة الأوطان، لكننا لا نقو على طرد الأوطان منا...

هكذا، وبينما يُمرّر سالم ناجي أيّامه في آزاتسي، منتظرًا قبوله كلاجئ، يسقط في دوامات الاستدعاء، كأنما أراد أن يبدد الوحدة الراهنة بونس المقيمين في حجرات ذاكرته، وهمذا، نقرأ رواية كاملة تظور في دماغ شخصٍ قبل بالعيش على الهامش، ولك يحقق في حياته نصرًا وحيدًا سوى تدخين الحشيش، والفتوحات السريريّة مع كل من ارتضت به عشيقًا...

تتداخل الوجوه والمطارح، ويعلو موج الحنين إلى مكان غادره صاحبنا بمحض إرادته، نشاهد ليبيا في حقبة الثمانينيّات والتسعينيّات، وقتما كانت جماهيرية الأخ القائد تضع اللبنة الأخيرة في السياج المسوّر لعقل الشعب المخطوف، هذيانات ثوريّة، إشاعات مضحكة تقابل بالقبول والتصديق، محو ومسخ للهويّة، مجزرة في سجن بوسليم، حاشية تكدس الملايين، وبسطاء يراقبون بعضهم البعض، وعالم يغض البصر عما يجري، طالما المصالح متآلفة، والغنائم مقتسمة.

رواية ذات سرد متشظٍّ، مقسوم بين زمنين بترتيب غير محكم، كبندول ساعة يراوده العطب من آنٍ لآخر، لغة جميلة لا تخلو من التجريب والبلاغة، تزاوج بإحكام واقتدار بين رشاقة قلم الصحافي، وريشة الأديب ومحبرته، لا يؤخذ على عنصر اللغة هنا سوى عدم تدقيقها أو تحريرها من قِبل الناشر...

ناجي سالم ناجي، مواطن عربي مهزوم يحب الحشيش والنساء كسائر بني قومه، نجح في الحصول على وشاح اللاجئ السياسي، فهل نال بصك لجوئه السلامة والأمان، (وهما أقصى غايات المواطن العربي ) فبات له من اسمه نصيبًا؟ شخصيًّا؛ أشك!

ختامًا، دأب العرب على تشبيه الوطن بالأم منذ الأزل، لكن أوطان العرب -في واقع الأمر- لم تستحق يومًا قداسة الأم، الأم لا تطرد أبناءها، ولا تتنكر لهم، ولا تنبذهم، ولا تشجعهم على الرحيل، إلا لو كانوا "أبناء حرام". فإذا استدعينا من أعرافنا البدويّة والقبليّة تلك الحقيقة، وفنّدنا مزاعمنا تجاه أمومة الأوطان، أفلا يحق لنا أن نسأل: أي أم تلك التي لا تلد إلا سِفاحًا؟
الإجابة عن هذا السؤال، تجدونها في آزاتسي، وفي مئات النصوص العربيّة الأخرى.

قرأت الرواية في إطار جدول قراءات نادي صُنّاع الحرف، وكنت أتمنى حضور الكاتب كم وعد مسبقًا...

#محمد_سمير_ندا
Profile Image for Mohammed.
111 reviews5 followers
October 30, 2013
أزاتسي رواية رائعة بل عمل إبداعي راقي مشوقة أعجبتني الرواية جدا ..!!
Profile Image for Mohamed Abouzaenin.
24 reviews16 followers
December 2, 2015
هيا أول رواية لكاتب ليبي أقرأها , يكفي الإطلاع على صفحتين , حتى تجد نفسك منسجم معها إلى أبعد الحدود


تبدو حكايات "البوسيفي" البسيطة عن رحلة بطله ومعه أصدقائه مشبعة بذلك الأمل الضعيف في ابتسامة لا تحمل هم واقع قاس ومجنون وفاسد، وأيضاً تحلم بهروب من تلك المساحة التي باتت عشقاً منذ وُلد فيها البطل و"باتت سجناً كبيراً يمارس فيه القائد جنونه"
Profile Image for Nadia.
1,138 reviews397 followers
August 20, 2023
عندما يلفظ الوطن أبناءه و يجعلهم يبحثون عن حضن بديل .
رحلة لجوء مع سالم الصحفي الليبي في انتظاره لقبول طلبه في اللجوء السياسي على الأراضي الهولندية.
نبدأ الحكاية مع مركز استقبال اللاجئين و نرجع للماضي إلى سنوات الثمانينات في طرابلس الليبية زمن القذافي و الدولة الشمولية القاهرة للفردانية و للحرية.
العمل و ان كان يحيل على مركز استقبال هولندي كمجال مكاني الا انه يستند و يحكي بشكل أوسع و أكبر عن ليبيا كمكان سردي لذكريات أليمة و لشخصيات شاركت بطلنا حياته و أحلامه و التي يسترجعها بطلنا أثناء سرده ليومياته في المركز الهولندي.
العمل شهادة عن ألم مواطن مقهور و عن بشاعة الأنظمة الشمولية.
Profile Image for noha Abo 3ud.
60 reviews8 followers
June 28, 2019
رواية بأسلوب ولغة بسيطة ،لا تشعرك بالملل ، الروابط والتفاصيل التاريخيّة المهمّة التي ذكرها الكاتب كانت موفقة وحقيقية وأليمة ، التنقل بين زمانين أعجبني أيضاً ، مجزرة أبوسليم التي ختم بها روايته كانت قاسية جداً ، في ذاك العهد الديكتاتوري الظالم ،وغيرها من أحداث ،مهم جداً أن نوثق كل ذلك للعالم أجمع وليس لأنفسنا فقط ، أتمنّى أن يزخر الأدب الليبي بالروايات التي توثق العهد القديم وأيضاً الجديد أن تكون بهذه الواقعيّة ولو كانت قاسية ومؤلمة .تستحق أربع نجمات .
July 12, 2016
و من أين أبدأ يا مجاهد ؟ ..

روايتك رائعة ليبية بامتياز .. احببتها .. و لكن لا اخفي عنك انصدامي بواقع الحشيش و الشرب و البوخا و العلاقات و ما إلى ذلك بالنسبة لشاب ليبي ..

و لكنك حركت فيها مشاعري .. و عواطفي .. جعلتني ارى ان ثمة شيء أغلى من أن تكون ملك وطن .. أن تكون ملك نفسك تبحث عن العيش بعيدا عن ما يدعى وطن ..

انت لم تتكلم عن الدين .. اوجعلت من سالم ملحد ؟ .. لا يؤمن بالوجود .. لا ادري و لست امتلك اجابة ..

المهم اني احببتها و لربما سأنصدم بها في السنين اللاحقة ﻷقرأها من جديد .. أما اﻵن فإني قد وضعتها في المكتبة .. و كلما القيت عيناي عليها .. اتلمسها .. اتأملها لحظات .. شكرا لك .. لقد حركت ما هو جامد في ..

كل التحايا لك مجاهد .. احبک ♥
Profile Image for Mohamed Mesrati.
4 reviews7 followers
April 24, 2013
ضمن افضل ما قرآت في العام ٢٠١٣..رواية رائعة ومميزة.. سآكتب عنها بمتعة قراءتي لها
Profile Image for Fatoma Ashrief.
12 reviews
March 5, 2018
آزاتسي .. قبل قرائته أحببت الاسم وقتلتي الفضول كثيراً لمعرفة مايحتويه ولماذا آزاتسي مامعناه ياترى.. خصوصا أن الكاتب ليبي ..
في بداية صفحاته لم أحبب الكتاب وشعرت بالمل كثيراً حتى إني انقطعت عنه وعدتُ لتكملته،، بعد عده صفحات أحببته وانسجمت بأحداثه ..انتقادي فقط كان ف بعض الصفحات ممل وتفاصيل دقيقه وانتقادي الأكبر كان جريء جداً في وصفه لبعض المواقف تمنيت لو استعمل التلميح فقط وليس الوصف الدقيق ..انزعجت لأَنِّي أحببت الشخصيه والكاتب حتى إني تعاطفت معه كثيراً وتمنيت أن أنصحه تارةً وأن أساعده ف تخطي بعض الأخطاء.....
سر اسم الكتاب مشتق من اللغة الهولنديه بأخذ الحروف الأولى من مركز طلب اللجوء ..
أطلت وصفه لأَنِّي أحببته وعشت وتأثرت بأحداثه....
Profile Image for Busta Mohammed.
16 reviews2 followers
October 2, 2017
اجزاء الرواية مشتتة بعض الشيئ
به العديد من احداث ما بعد انقلاب سبتمبر و ما آلت اليه الاوضاع من فوضى و تيه
بالاضافة لرحلة و طلب لجوء في هولندا .. بها المثير من الاحداث و التفصيل و مايصاحب هذه الرحلة من تحديات
اعجبتني كثيرا سأقيمها بنجمتنين لما فيها من وصف فاحش لبعض العلاقات الغير شرعية بالاضافة لبعض الالفاظ النابية
Profile Image for Freedom Breath.
773 reviews64 followers
March 18, 2024
أعجبتني واستمتعت برفقتها لدرجة جلعتني أشعر ان الكاتب استعجل بالنهاية، هذا هو الكتاب الثاني الذي اقرأه للكاتب مجاهد البوسيفي واعجبني اكثر هذا الكتاب على عكس المتوقع.
Profile Image for Selim Batti.
Author 3 books367 followers
December 2, 2023
رواية "آزاتسي" لمجاهد البوسيفي: قِصص منطفئة وهُويّات مقيّدة في دروب الهجرة المتعثّرة


قصّة لجوء ليبيّة. هكذا قرّر البوسيفي أن يقولها هامشًا تحت العنوان الرئيس في طبعته الثانية من رواية "آزاتسي". هذه بالنسبة إليّ لم تكن مُباشَرة كما شعر البعض، فهذه الجملة اختزلت الوجع... قصّة... ولجوء... وليبيا. نعم، نحن في منظّمات اللجوء نتحوّل إلى قِصص، مجرّد قِصص قد تُعجب المتلقّي أو لا. لكنّ المتلقّي هنا ليس مجرّد قارئ جلّ ما سيفعل إن لم تعجبه قِصّتك أن يكتب عنك مقالًا سلبيًّا وأن لا يقرأ لك مجدّدًا... المتلقّي هنا إن لم تعجبه قِصّتك سيرفض طلبك في اللجوء وسينفي وجودك وسيعود بك من حيث ما أتيت... هناك في بلاد "الطاخ طاخ" على رأي كجة جي.
اللجوء... سيرة الوطن البديل، حيث تُخاط حياتك الدبقة عن جديد. تعمّر ذاكرة متلطّية، تمزّق ماضيّك، تفتّت جذورك التي تيبّست لتذرّها في نهرٍ أجنبي لم تشرب يومًا من مائه.
من لم يعرف السجن يومًا، لن يعرف الحرّيّة. تعجّب سالم عند وصوله إلى هولندا من قدرته على شراء الحشيش علنًا لا وبل تدخينه علنًا. شعر بالحبور، نال حرّيّته في تدخين الحشيشّ! وهنا يُسقط البوسيفي بذكاء إسقاطًا ليس فقط سياسيًّا، بل وحتّى إنسانيًّا. كم هو بائس الإنسان العربي.
خليطٌ عجيب من الشخوص في هذا "الكامب" المخصّص لهؤلاء اللاجئين. فثمّة العراقي البعثي، والعراقي الشيوعي، والعراقي البارازاني، ثمّة حلّاق، سياسي، مثقّف، أمّي، ثمّة ليبي وأفغاني وباكستاني وبنغالي... وثمّة إنسان، مجرّد إنسان يريد أن يعيش. في غفلة الحياة ننسى أحيانًا أنّ ثمّة بشر هناك... في ذلك الجانب المرير من الحياة، حيث البطش لغة، والقتل وظيفة، والحرّيّة معضلة، والوطنيّة مزحة... هناك حيث أمثلة عفنة مثل القذّافي وصدّام يجرفون الأرواح كأنّهم يشوطون كرة في ملعبٍ ليس لسواهم... هم الفريق والجمهور والحكم...
في الكامب الكلّ ينتظر أن يشيّعون لهم خبر قبول الملفّ. نعم، أنت تنتظر هناك أن يعترف أحدهم بأنّك تنتمي لفصيلة البشر ويحقّ لك أن تعيش. فاكذب يا عزيزي في قِصّتك قدر ما تستطيع. أطلق العنان لمخيّلتك، قل لهم إنّك خُطفت، اغتُصبت، قل لهم إنّهم أجبروك على أكل الخراء... حقّر نفسك، حقّر كينونتك... لتنال الرضى ويُدمغ جبينك "يستحقّ المرور إلى العالم الآخر".
فضح البوسيفي قذارة معمّر القذّاقي ودناءة حكمه. نعم كنّا نعرف أنّ القذّافي مقذوف العقل وكان أضحوكة العالم لسنوات في حياته كما كان أضحوكة في مقتله الذي لا يليق إلّا بكائنٍ أحمق مثله، لكنّ ما جاء في هذه الرواية أذهلني. حاكم معتوه أراد إخفاء مدينة طرابلس! حاكم غبيّ جوّع شعبه وأجبرهم على تربية الخراف والدجاج على سطوح المنازل! أبكاني مشهد سجن بوسليم وكرهت اسمي لأنّه ارتبط بذلك المكان. أضحكتني الروح الهزليّة للكاتب، فسالم يكره التظاهر لأنّه في أوّل مظاهرة له في حياته علقت رجله في بالوعة! وعندما كانوا في الكامب كانوا يرتدون أكياس قمامة كملاحف للحلاقة! وتلك المسكينة الأفغانيّة التي هبطت في مطار أمستردام معتقدة أنّها وصلت تورنتو عند زوجها، وجمجم الذي كان يصبغ شعره بالميكروكروم!
حكايات كثيرة تضحكك وتبكيك وتحثّك على التفكير: كم ظُلمت الشعوب العربيّة فقط لأنّها كانت تحت نير حكام معتوهين.
كان سير الرواية في خطّين: الخطّ الاوّل في ليبيا والجنون الذي كان يطيح بالشعب قتلة ومساجين وهاربين، والخطّ الثاني الضياع والتفتّت الإديولوجي والقومي في المهجر الهولندي. تتقاطع الحيوات والقِصص، تتخالط اللهجات كأّنك في برج بابل، تلك المدينة العاهرة كما وصفها الإنجيل.
الرواية تطرح الكثير من القضايا. لفتني موضوع آليّة الحكومات في تحويل البشر إلى قتلة ومرضى نفسيين كيحي الذي انتقل من كونه طالبًا إلى جماعة متأسلمة يريد القتل! لن أنسى طيلة حياتي مشهد مقتله في سجن بوسليم وهو يشرب الماء. كم أدماني هذا المشهد.
كما تقول مي منسّى "الكتابة في الجرائد تُخبر ولا تعالج"، والبوسيفي الصحافي يعلم ذلك، فقرّر البوسيفي الروائي التمرّد وكتب "أزاتسي"... قصّة اللجوء العربيّة.
رواية رائعة. قرأناها وناقشناها في نادي صنّاع الحرف وكانت جلسة استنائيّة.
Profile Image for Nada  Amer.
112 reviews10 followers
November 14, 2015

كنت اظن وكنت اظن وخاااب ظني
..
لا اعلم ان كانت الرواية مبنية عن تجربة شخصية للكاتب, فالفكرة في حد ذاتها قيّمة.
تتكلم الرواية عن قصة صحفي ليبي اراد ان يطلب اللجوء بهولندا بعد ان ضاق درعا بحال البلاد وماكانت تعانيه في فترة حكم العقيد القذافي .

الرواية تسير في خطين متوازيين, الاول عن حياته ومسيرته المهنية في ليبيا, والتاني عن الظروف التي مر بها اثناء طلبه للجوء بهولندا.


ولكن طريقة الكاتب في طرح الفكرة مشتتة جدا,
وتقاطعت الخطوط مع كثرة الاحداث الغير مترابطة والشخصيات العديدة اللي ماليهاش ستين الف لزمةو ذكره مابين كل صفحة وصفحة عن تعاطيه الحشيش والبوخة ومغامراته العاطفية المليئة بالتفاصيل المقرفة, في حين انه تم سرد كل ذلك مع عدم وجود غاية او هدف او اسقاط ما لذكره او الفرط في ذكره من الأساس.

تمنيت لو انه افرد صفحات عديدة لحياته في ليبيا من جانب اخر, فكل ماذكره كان ممل بالنسبة لي و لم استطع تتبع خط الاحداث المتكررة مع كثرة وتداخل الشخصيات .. اما عن اقامته في مركز اللجوء بهولندا فقد قام الكاتب بسرد يومياته وتفاصيل حياة اصدقائه وسقط سهوا عنه ذكر تفاصيل المقابلة التي تقوم بها السلطات لطالبين اللجوء انما مر عليها مرور الكرام !
وفي اعتقادى ان هذا كان اهم جزء .

حتي شخصية صديقه يحي كان ممكن التنبؤ بيها ان حيحولها الكاتب لـ أداة حتي يذكر بيها احداث سجن بوسليم
..

ازاتسي.. وحدة من الروايات اللي توجعك وتقول خسارة كان ممكن تطلع احلي من هكي :((


Profile Image for Mohamed.
2 reviews5 followers
November 16, 2013
بدأ هذا الأسبوع المجنون قبل أيام في مدينة " راس لانوف " حين كان أعضاء مؤتمر الشعب العام منهمكين بمناقشة جدول الأعمال مباشرة على التلفزيون، فجأة تدخل أمين المؤتمر العام ليسكت المتكلم طالبا عودة الأعضاء إلى أماكنهم والتزام الصمت التام، مبلغا إياهم بصوته المتحجرج أن الاخ القائد معهم على الخط ويريد أن يوجه كلمة للمؤتمر، ووسط صمت مطبق عميق جاء بعد لحظات صوت العقيد الأبوي بنبرته البدوية هادئا في البدء ثم واضحا مرتفعا بالتدريج يطلب من أهالي السجناء السياسيين التوجه إلى سجن "بوسليم" بعد الغد كي يستقبلوا ذويهم المسجونين الذين سيطلق سراحهم في احتفال جماهيري مهيب. رفع المؤتمرون جلستهم إلى أجل غير مسمى وركبوا سياراتهم في مواكب مرتجلة نحو العاصمة المنسية للحاق بالحدث، وتوجه أهالي السجناء ومن ساقه الجو المحموم الذي ساد بعد المداخلة مباشرة إلى الركن الجنوبي من طرابلس مقر السجن السياسي الرهيب على مشارف مشاريع الإسكان الشعبي المكتظة التي أقيم عليها مخيم مرتجل . وفي اليوم الموعود ظهر القائد وهو يقود بلدوز تعربش عليه الحرس من كل جانب متوجها إلى بوابة السجن ليطيح بها وسط الهتافات المجنونة من الجماهير التي أخاطت المكان كالسيل.وما إن أنقشع الغبار حتى انكشف المشهد عن العقيد من جديد يعتلي منبرا أقيم على عجل بكامل قيافته العسكرية يخطب في الجماهير والسجناء المبهوتين
Profile Image for Raneem.
17 reviews7 followers
Read
June 24, 2014
رواية لطيفة , رفيق مثالي للمسافات الطويلة حيث يتنقل بك من اروقة " الازاتسي" الى زقاق ليبيا بسلاسة . اعطتني لمحة بسيطة عن احوال ذلك الوقت و معاناة طالبي اللجوء و ما يتركوه خلفهم من بقايا وطن !
و اخر شي شهتني "المبكبكة" :)

Displaying 1 - 17 of 17 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.