ياسر أحمد
Goodreads Author
Born
in Cairo, Egypt
Website
Twitter
Genre
Member Since
June 2010
URL
https://www.goodreads.com/yasserahmad
عكس الاتجاه
—
published
2012
|
|
|
جمهورية القرد الأحمر
—
published
2014
|
|
|
مجنون دبي
2 editions
—
published
2018
—
|
|
|
تحليل وتقييم محتوى كتاب الرياضيات للصف الثاني الثانوي في السودان
|
|
* Note: these are all the books on Goodreads for this author. To add more, click here.
ياسر’s Recent Updates
“شئ واحد يستطيع ان يفعله الأنسان، أن يجد شيئا يخصه، شيئا يملكه أو يسكنه حتى وأن كان حلما أو فكرة. شيئا يحاول أن يصنعه ليصنع به نفسه، يحاول إيجاده ليتواجد به.”
― عكس الاتجاه
― عكس الاتجاه
“ما أجمل الحياة عندما تشعر بأن هناك موسيقى رائقة تعزف فى الخلفية. شيء يجعل فى إيقاع حياتك ريتما موزونا يخفف من ثقل الخطوات ويجعل لمشيتك خفة. ما أجمل الحب عندما يكون هناك فى انتظارك عندما تصحو كل صباح. أمل يتناثر فى لحظات حياتك فيجعل لها وقعا رائعا وسياقا جميلا.”
― عكس الاتجاه
― عكس الاتجاه
“في الليل يتذكر الغريب متجهاً نحو الخطر. قليلون هم أبناء اللحظة، أبناء اليقين والصعب، هؤلاء المارون نحو المجهول.”
― جمهورية القرد الأحمر
― جمهورية القرد الأحمر
“الأيام التى تمضى بك، هى حدث دائمٌ متوالي، وأنت تحاول جاهداً أن لا تقودك بعيداً عن الأشياء التى تريدها. قواعد اللعبة تحتم عليك أن تحتمل ما تفقده، وليس أن تفرح بما تكسبه. توالي الأيام مستمر دون توقف والأشياء تتبدل فيه من غير تفسيرات. فى نهاية المطاف لن يتبقى لك سوى ما أنتهيت عنده، وحتى هذا ربما يكون قد تغير وأنت فى خضم الأحداث. تموت وتحيا فى داخلك أشياء وأنت تمضى فى السياق. هى فصول خريف التساقط وشتاء الحزن وربيع الإنتشاء وصيف القيظ، تطوى الأيام قدماً وتهب الرياح كل يوم من صوب جديد.”
― جمهورية القرد الأحمر
― جمهورية القرد الأحمر
“عندما يعلو الظل فوق الرؤوس وتنام الخطوات في كنف الظلام.. سيأتي قادماً من بيوت الغياب.. سيحن للحلم الذي يناديه من جوف الأحزان.. سيعود للأرض وللوطن وسيقف هنا عندما يذهب الجميع”
― جمهورية القرد الأحمر
― جمهورية القرد الأحمر
“سنفترق؟.. نعم سنفترق فهذا الدرب لابد أن يقود إلى مفترق.. سيمضي كل منا فى اتجاه، وسنصير فرادى كل واحد منا يمضي إلى حال سبيله.. أليست تلك هي الحياة؟.. كل منا يسير نحو وحدته.. نحو ذاته التى ينتهي إليها.. سمنضي مبتعدين حيثما تتشعب الطرقات.. سنتقاتل على كل شيء ولاشيء.. سنتقاتل على كل معنى حتى تصبح كل المعاني خاويةً من كل ما كانت تحمله.. سنفترق هنا ولن نلتقِ سوى فى الذكريات ونواصي المقاهي صدفةً.. ستظل وجوهنا حاملةً نفس الملامح ولكن ستغيب كل الأشياء التى عرفناها عن بعضنا البعض وسنظل مجرد ملامح لأشياء كثيرةٍ ضائعة.. سنفترق بلا عودة.. وحتى لو التقينا في أي زمان أو مكان سنكون غرباء.. غرباء حتى عن انفسنا.. كلنا صار يخاف الآخر.. نخاف تلك الغربة التى خلقناها من باطن هواجسنا.. نخاف طعنات القدر المتمثلة فيَّ وفيك.. نعم كان حلمنا واحد.. انبثق من أرض واحدة وشارع واحد .. نفس الرصيف ونفس القدر المُرّ ولكننا انقسمنا عند مفترق الطرق.. كل منا حمل أحلامه وحده ومضى بها في طريقه.. وفي طريقه صار يلعن الآخر على الملأ.. صارت الطرقات كخناجر تقطعنا وتمزقنا.. كل منا صار وحدياً في وجه العاصفة.”
― جمهورية القرد الأحمر
― جمهورية القرد الأحمر
Comments (showing 28-77)
post a comment »
عند سقف العالم
ما الذي يأخذك للبعيد؟ كل هذه المسافة قطعتها عبر الجبال وحدك وتركتني لأتبعك. أحكم الكمامة على فمي وأنفي وأحاول ألا أواجه الرياح القاسية. أضرب بعصا السير في الطريق الصاعد لأعلى ولا أكاد أستبين شيئًا وسط الضباب. أنا على ارتفاع ثلاثة آلاف متر، أنبأتنى اليافطة التي مررت عليها قبل قليل. كيف قطع العجوز تلك المسافة كلها وحده؟ كيف يملك تلك الإرادة داخله التي يمضي بها في كل جنبات هذا العالم الكبير؟
أتبع إشارة الجي بي إس التي تحدد موقعه. أرسلها لي منذ خمسة أيام عندما حطت قدماي في مدينة كاثماندو. عليَّ أن ألاحق الفيلسوف عبر مسار طويل في الجبال. قدماي تكادان تنهاران وجسدي يحاول أن يتماسك في مواجهة برد الجبال القاسي وصدري يتعبني من آثار التدخين ونقص الأكسجين على المرتفعات. عليَّ أن أجد العجوز وليس أمامي سوى أن أتبع الطريق الطويل أينما مضى بي.
يضيق المسار وأصل إلى حافة الجبل المهيب. وسط الضباب الكثيف يظهر لي شبح يلوح، شبح يقف على حافة العالم كأنه آخر شخص. والعالم من ورائه قد يتهاوى في أي لحظة وبلا رجعة.
يشعل حطبًا ويسخن قهوة في كوب من الصفيح بينما كنت أضرب خيمتي إلى جوار خيمته. يناولني القهوة وأعطيه تبغ غليونه المفضل الذي طلبه مني. تبغ لا يصنع إلا في مدينة نائية بجواتيمالا. يدخن العجوز على مهل ويقول:
“لقد أتيت”.
“كيف قطعت كل تلك المسافة وحدك؟”.
“ما هي المسافة؟ كيف تحدد مسافة ما بين الأشياء؟”.
“بداية ونهاية؟”.
“البداية قد تكون نهاية رحلة سابقة والنهاية قد تكون بداية أخرى.. على هذا الجبل القمة ليست نهاية.. القمة هنا هي بداية المعرفة.. بداية الحكمة”.
يقف أمام الريح بلا ساتر أو غطاء يقيه البرد. يسقط الليل علينا وتنقشع الغيوم وتقترب النجوم أكثر. هنا في أعلى الجبل تبدو النجوم قريبة أكثر من أي وقت مضى، ويبدو مايو بعيدًا وهو على بعد خطوتين مني. يواصل حديثه وهو ينفث دخان الغليون على مهل:
“المسافات تكمن في كيف تقيس الناسُ الأشياء. في القرية الكامنة عند حافة الغابة، قطف الثمرة يحتاج خطوات قليلة ولكن في المدينة الكبرى عصير تلك الثمرة يأخذ رحلة طويلة تحتاج إلى شحن جوي، جمارك، كوب كريستال فاخر، ضريبة خدمة وفندق ذي إطلالة مميزة.. نفس الشيء ونفس المذاق يحسب بحسابات مختلفة ويقطع مسافات مختلفة. في المدينة العظمى تتفاقم المسافات ويضاف كل ما ليس له معنى.. سيضيفون لك في النهاية شعار عصير طبيعي ليقنعوك بأنك تحصل على الأفضل.. الرأسمالية لن تكتفي بهذا فقط ولكن ستحتل الغابة وتحولها إلى مزارع وتهجن الأشجار لتنتج أكثر وتبيعك منتجًا كتبوا عليه شعار أورجانك وطبيعي وديتوكسك. هذا هو المشروب الطبيعي في ثوبه الجديد.. الآن دعنا نحسبها.. لقد تم تحويل المسافة ذات الخطوتين وتحولت إلى فكرة مختلفة ومنظومة من مسافات طويلة ومعقدة.
كل ما يحتاجه الإنسان يصير في العصر الحديث أبعد من متناول يديه. لقد تم خلق مسافات طويلة لتحصل عليه عبر سلاسل من الوسطاء. هؤلاء الوسطاء هم الرأسمالية الجديدة.
الآن دعني أسألك مجددًا، ما هي المسافة التي تريد أن تقيسها؟ انظر حولك وفكر.. ما خلقه العالم من حولك من مسافات.. كله مزيف”.
يعيد ملء غليونه ويصمت طويلًا متأملًا النار قبل أن يعاود:
“المسافة الحقيقية الوحيدة هي المسافة بينك وبين نفسك… كلما دنوت من نفسك تقدمت”.
يقول لي مايو الأشياء التي تؤرجحني على حافة الهاوية. على أطراف سقف العالم وعلى جبال التبت يقول مايو لي مجددًا إني تائه.
عدت إلى كاثماندو وتركت مايو في الجبال، تركت مايو خلفي ولكنه لم يتركني أبدًا، كلماته ظلت تترد في رأسي.
“المسافة الحقيقية الوحيدة هي المسافة بينك وبين نفسك”. ولكني كلما كنت أقترب كان جنوني يزيد.
ما الذي يأخذك للبعيد؟ كل هذه المسافة قطعتها عبر الجبال وحدك وتركتني لأتبعك. أحكم الكمامة على فمي وأنفي وأحاول ألا أواجه الرياح القاسية. أضرب بعصا السير في الطريق الصاعد لأعلى ولا أكاد أستبين شيئًا وسط الضباب. أنا على ارتفاع ثلاثة آلاف متر، أنبأتنى اليافطة التي مررت عليها قبل قليل. كيف قطع العجوز تلك المسافة كلها وحده؟ كيف يملك تلك الإرادة داخله التي يمضي بها في كل جنبات هذا العالم الكبير؟
أتبع إشارة الجي بي إس التي تحدد موقعه. أرسلها لي منذ خمسة أيام عندما حطت قدماي في مدينة كاثماندو. عليَّ أن ألاحق الفيلسوف عبر مسار طويل في الجبال. قدماي تكادان تنهاران وجسدي يحاول أن يتماسك في مواجهة برد الجبال القاسي وصدري يتعبني من آثار التدخين ونقص الأكسجين على المرتفعات. عليَّ أن أجد العجوز وليس أمامي سوى أن أتبع الطريق الطويل أينما مضى بي.
يضيق المسار وأصل إلى حافة الجبل المهيب. وسط الضباب الكثيف يظهر لي شبح يلوح، شبح يقف على حافة العالم كأنه آخر شخص. والعالم من ورائه قد يتهاوى في أي لحظة وبلا رجعة.
يشعل حطبًا ويسخن قهوة في كوب من الصفيح بينما كنت أضرب خيمتي إلى جوار خيمته. يناولني القهوة وأعطيه تبغ غليونه المفضل الذي طلبه مني. تبغ لا يصنع إلا في مدينة نائية بجواتيمالا. يدخن العجوز على مهل ويقول:
“لقد أتيت”.
“كيف قطعت كل تلك المسافة وحدك؟”.
“ما هي المسافة؟ كيف تحدد مسافة ما بين الأشياء؟”.
“بداية ونهاية؟”.
“البداية قد تكون نهاية رحلة سابقة والنهاية قد تكون بداية أخرى.. على هذا الجبل القمة ليست نهاية.. القمة هنا هي بداية المعرفة.. بداية الحكمة”.
يقف أمام الريح بلا ساتر أو غطاء يقيه البرد. يسقط الليل علينا وتنقشع الغيوم وتقترب النجوم أكثر. هنا في أعلى الجبل تبدو النجوم قريبة أكثر من أي وقت مضى، ويبدو مايو بعيدًا وهو على بعد خطوتين مني. يواصل حديثه وهو ينفث دخان الغليون على مهل:
“المسافات تكمن في كيف تقيس الناسُ الأشياء. في القرية الكامنة عند حافة الغابة، قطف الثمرة يحتاج خطوات قليلة ولكن في المدينة الكبرى عصير تلك الثمرة يأخذ رحلة طويلة تحتاج إلى شحن جوي، جمارك، كوب كريستال فاخر، ضريبة خدمة وفندق ذي إطلالة مميزة.. نفس الشيء ونفس المذاق يحسب بحسابات مختلفة ويقطع مسافات مختلفة. في المدينة العظمى تتفاقم المسافات ويضاف كل ما ليس له معنى.. سيضيفون لك في النهاية شعار عصير طبيعي ليقنعوك بأنك تحصل على الأفضل.. الرأسمالية لن تكتفي بهذا فقط ولكن ستحتل الغابة وتحولها إلى مزارع وتهجن الأشجار لتنتج أكثر وتبيعك منتجًا كتبوا عليه شعار أورجانك وطبيعي وديتوكسك. هذا هو المشروب الطبيعي في ثوبه الجديد.. الآن دعنا نحسبها.. لقد تم تحويل المسافة ذات الخطوتين وتحولت إلى فكرة مختلفة ومنظومة من مسافات طويلة ومعقدة.
كل ما يحتاجه الإنسان يصير في العصر الحديث أبعد من متناول يديه. لقد تم خلق مسافات طويلة لتحصل عليه عبر سلاسل من الوسطاء. هؤلاء الوسطاء هم الرأسمالية الجديدة.
الآن دعني أسألك مجددًا، ما هي المسافة التي تريد أن تقيسها؟ انظر حولك وفكر.. ما خلقه العالم من حولك من مسافات.. كله مزيف”.
يعيد ملء غليونه ويصمت طويلًا متأملًا النار قبل أن يعاود:
“المسافة الحقيقية الوحيدة هي المسافة بينك وبين نفسك… كلما دنوت من نفسك تقدمت”.
يقول لي مايو الأشياء التي تؤرجحني على حافة الهاوية. على أطراف سقف العالم وعلى جبال التبت يقول مايو لي مجددًا إني تائه.
عدت إلى كاثماندو وتركت مايو في الجبال، تركت مايو خلفي ولكنه لم يتركني أبدًا، كلماته ظلت تترد في رأسي.
“المسافة الحقيقية الوحيدة هي المسافة بينك وبين نفسك”. ولكني كلما كنت أقترب كان جنوني يزيد.
في روايته الأحدث "مجنون دبي" والصادرة عن دار العين يتحرى مؤلفها الشاب ياسر أحمد عالم الأوف شور والملاذات الضريبية عبر أربعة مدن هي: دبي٬ بانكوك٬ سنغافورة٬ القاهرة.
الرواية التي نقلت عالم الأوف شور القذر القبيح وآلية عمله ودهاليزه المظلمة٬ ترصد كيف تحتال الكائنات المالية العالمية في تحقيق أرباحها٬ من خلال إنشاء شركات وهمية في دول أخري بعيدا عن مقراتها الرئيسية التي تأسست فيها، فبطل الرواية "يحيى" دخل عالم المال من خلال مصادفة بحتة٬ وتحول من مجرد مبرمج في إحدى الشركات المالية العابرة للجنسية في دبي٬ إلى متورط مباشر في عمليات غسيل أموال وإخفائها عبر شركة وهمية أسسها في جزر الكيمان٬ باسم مكتب محاماة يملكه يونانيين.
بعد أن اكتشف يحيى اللعبة القذرة التي نسجها مديراه الخليجي واللبناني٬ يدخل عالم الأوف شور ويصبح من أهم لاعبيه٬ إلا أنه سرعان ما يفيق بعد لقائه بـ"كاميليا" ويقرر أن يقلب الطاولة على الجميع، تتلبسه روح "إدوارد سنودن" فيسعي مع صديقه وزميله الأسكتلندي في نفس الشركة٬ لفضح الاحتيال والنصب الذي تمارسه الشركات المالية العالمية٬ بمساعدة الدكتور "مايو" تلك الشخصية الأسطورية التي خلقها المؤلف بحرفية عالية٬ حتى أن قارئ العمل سيرى قبعته القش ويلمسها٬ ويحسده على تلك الأريحية والسلام الذي وصل إليه في التعامل مع العالم وكائناته.
كما ترصد الرواية بوادر ومقدمات الأزمة المالية العالمية٬ والتي شهدها العالم عام 2008، متتبعا الفقاعة العقارية والتي كانت من أهم أسباب تلك الأزمة، كما لم يغفل الكاتب عن تناوله للفساد المالي والسياسي والذي وصل للمقامرة بمصائر دول وشعوب بأكملها: "عزيزي العالم٬ كم تملك من درجات الفساد اللانهائية؟ لقد كنت أشعر عند كل مرة بأني رأيت قاع الفساد ولكنك كنت دائما تدهشني بالمزيد، أسطورة لا نهائية لا تكف عن إنتاج نفسها، من المافيا المنظمة إلي رجال البيزنيس والنفط والإعلام فقلت٬ هذا كل شيء، لكن المفاجأت كانت تتوالي بظهور الساسة ورجال الدولة ثم رأيت أقارب الساسة وحواشيهم وشياطينهم، ساعتها قلت هذا هو الفساد الكبير ولكن الفساد لم ينته عند هؤلاء، لقد قابلت سماسرة الحروب ثم تجار مصائر شعوب وتجار اللاجئين، شعوب بأثرها تباع بسعر٬ نعم تباع كسلعة فقط لا غير والحدود تفتح كالبوابات ودول تباع لدول".
"مجنون دبي" رواية معلوماتية معرفية بإمتياز٬ ترصد منطقة جديدة لم تصل إليها الرواية العربية من قبل٬ وربما يكون موضوع "الأوف شور" الذي تناولته الرواية لأول مرة ترصده رواية أدبية نجح مؤلفها في نسج هذا العالم٬ والتنقيب في كواليسه المجهولة٬ من خلال سرد روائي مشوق ومحكم٬ فرغم تشابك الأحداث وتعدد شخصيات الرواية٬ إلا أن الحبكة السردية لم تفلت من الكاتب٬ بل كانت من الإحكام بأن تدفع قارئها لاستكمالها في قراءة واحدة متصلة بلا توقف. ينتصر بطلها في النهاية للمدن القديمة وسكانها٬ كما عرفها وألف تفاصيلها الحميمية البسيطة٬ بعيدا عن المدن المعولمة٬ بكل ما فيها من ناطحات سحاب وبهرجة وأضواء زائفة.
الرواية التي نقلت عالم الأوف شور القذر القبيح وآلية عمله ودهاليزه المظلمة٬ ترصد كيف تحتال الكائنات المالية العالمية في تحقيق أرباحها٬ من خلال إنشاء شركات وهمية في دول أخري بعيدا عن مقراتها الرئيسية التي تأسست فيها، فبطل الرواية "يحيى" دخل عالم المال من خلال مصادفة بحتة٬ وتحول من مجرد مبرمج في إحدى الشركات المالية العابرة للجنسية في دبي٬ إلى متورط مباشر في عمليات غسيل أموال وإخفائها عبر شركة وهمية أسسها في جزر الكيمان٬ باسم مكتب محاماة يملكه يونانيين.
بعد أن اكتشف يحيى اللعبة القذرة التي نسجها مديراه الخليجي واللبناني٬ يدخل عالم الأوف شور ويصبح من أهم لاعبيه٬ إلا أنه سرعان ما يفيق بعد لقائه بـ"كاميليا" ويقرر أن يقلب الطاولة على الجميع، تتلبسه روح "إدوارد سنودن" فيسعي مع صديقه وزميله الأسكتلندي في نفس الشركة٬ لفضح الاحتيال والنصب الذي تمارسه الشركات المالية العالمية٬ بمساعدة الدكتور "مايو" تلك الشخصية الأسطورية التي خلقها المؤلف بحرفية عالية٬ حتى أن قارئ العمل سيرى قبعته القش ويلمسها٬ ويحسده على تلك الأريحية والسلام الذي وصل إليه في التعامل مع العالم وكائناته.
كما ترصد الرواية بوادر ومقدمات الأزمة المالية العالمية٬ والتي شهدها العالم عام 2008، متتبعا الفقاعة العقارية والتي كانت من أهم أسباب تلك الأزمة، كما لم يغفل الكاتب عن تناوله للفساد المالي والسياسي والذي وصل للمقامرة بمصائر دول وشعوب بأكملها: "عزيزي العالم٬ كم تملك من درجات الفساد اللانهائية؟ لقد كنت أشعر عند كل مرة بأني رأيت قاع الفساد ولكنك كنت دائما تدهشني بالمزيد، أسطورة لا نهائية لا تكف عن إنتاج نفسها، من المافيا المنظمة إلي رجال البيزنيس والنفط والإعلام فقلت٬ هذا كل شيء، لكن المفاجأت كانت تتوالي بظهور الساسة ورجال الدولة ثم رأيت أقارب الساسة وحواشيهم وشياطينهم، ساعتها قلت هذا هو الفساد الكبير ولكن الفساد لم ينته عند هؤلاء، لقد قابلت سماسرة الحروب ثم تجار مصائر شعوب وتجار اللاجئين، شعوب بأثرها تباع بسعر٬ نعم تباع كسلعة فقط لا غير والحدود تفتح كالبوابات ودول تباع لدول".
"مجنون دبي" رواية معلوماتية معرفية بإمتياز٬ ترصد منطقة جديدة لم تصل إليها الرواية العربية من قبل٬ وربما يكون موضوع "الأوف شور" الذي تناولته الرواية لأول مرة ترصده رواية أدبية نجح مؤلفها في نسج هذا العالم٬ والتنقيب في كواليسه المجهولة٬ من خلال سرد روائي مشوق ومحكم٬ فرغم تشابك الأحداث وتعدد شخصيات الرواية٬ إلا أن الحبكة السردية لم تفلت من الكاتب٬ بل كانت من الإحكام بأن تدفع قارئها لاستكمالها في قراءة واحدة متصلة بلا توقف. ينتصر بطلها في النهاية للمدن القديمة وسكانها٬ كما عرفها وألف تفاصيلها الحميمية البسيطة٬ بعيدا عن المدن المعولمة٬ بكل ما فيها من ناطحات سحاب وبهرجة وأضواء زائفة.
ترشيحات الروايات العربية في مصر لعام 2017
- "صوت الغراب" عادل عصمت
- "فى غرفة العنكبوت" محمد عبد النبى
- "القاهرة الحمراء" علاء عمر
- "المارستان" محمد الجيزاوي
- "سورة الأفعى" مصطفى الشيمي
- "أمطار صيفية" أحمد القرملاوي
"قائمة تضم أعمال أدبية أثارت أنتباهي ودون ترتيب"
#كتب #روايات #أدب #كتب_2017
- "صوت الغراب" عادل عصمت
- "فى غرفة العنكبوت" محمد عبد النبى
- "القاهرة الحمراء" علاء عمر
- "المارستان" محمد الجيزاوي
- "سورة الأفعى" مصطفى الشيمي
- "أمطار صيفية" أحمد القرملاوي
"قائمة تضم أعمال أدبية أثارت أنتباهي ودون ترتيب"
#كتب #روايات #أدب #كتب_2017
حروب العالم المتداعي
أنا الجشع
أنا التحول البشع
أنا المستقبل القريب أكثر من ما ينبغي
أنسف عقلك وأتبعني! أنت لم تعد بحاجة إليه بعد الأن. أنظر حولك! هل تري كل هذا الجنون؟ أحترس لخطواتك فهذا الزحام قد يكون قاتلا. فجاءة، سوف يتصادمون وسيفتك بعضهم ببعض وقد تسقط صريعا تحت أقدامهم. أعلم أن لا ذنب لك في كل ما يحدث. أعلم أنك أتيت غريب إلى هنا رغم أن كل أوراقك تثبت أنك ولودت هنا يوما ما. لا عليك، أنسف عقلك وأتبعني!
الزمن هو الذي يصّعد الأشياء نحو ذروتها، وهو أيضا الذي ينسيك تلك الأشياء. لولا الزمن لحدث كل شئ في نفس الوقت ولصار من المستحيل أن تفهم كل هذا. ربما هذه الأيام التي تعيشها كانت بلا زمن، كل شئ كان يحدث في نفس اللحظة.
أنت في العالم الذي يشبه نفسه إلى حد كبير، منتفخ وقابل للإنفجار في أي وقت. لقد كان يتلكأ وحده في إنتظار أن يبدأ في التداعي الحر. ذات يوم عادي من تلك الأيام التي أحيانا لا نشعر بها، ودون أي مقدمات سقطت البورصات العالمية. بدأ الأمر كله فجاءة وتدحرجت كرة الثلج من أعلى نحو الأخدود السحيق. هوت الأسهم في صباح اليوم الأول وأنطلقت حمى البيع، الكل يبيع بجنون. رفعت وول ستريت والبورصات العالمية شعار التجميد لإيقاف الإعصار، لقد سطع عصر جليدي جديد في الأفق. عندما حل الصباح التالي بدأت العملة الأولى في العالم التداعي وأرتفع سعر الذهب نحو عنان السماء. التنين الأحمر قرر الإحتماء وسحب البساط من تحت أقدام العالم القديم. هوت أسعار العقارات في كل مكان بحدة وتأرجح العالم في الهواء. أصاب الهلع المواطنين في كل مكان وبدأ الجميع سحب أموالهم من ماكينات الصراف الألي خوفا من القادم. هوجمت المتاجر في كل مكان ونهبت الأغذية والمنتجات. السطو على كل شئ صار شعار القادمون من أسفل. المتاجر تنهب، السيارات تسرق من الطرقات، المطحونين تحت رحمة الإقساط يسطون على البنوك، دافعي الضرائب يهجمون على مقرات الحكومات، الواقعين أسفل ظلمات السلم الوظيفي يحطمون مكاتب شركاتهم وفروعها، الكل يثور ضد الرأسمالية الغير العادلة.
يضرب العالم نفسه في المجهول بعنف، يتطوح بالثقل الغير متوازن على حافة الهذيان. تنقض حروب التكنولوجيا على ساحات العالم، تنفك الشفرات المحصنة وتتوالى التسريبات من داخل تخوم الإمبراطوريات العجوزة. مجموعات الأنيمونس تطلق ألعاب مشابهة للقرد الأحمر في كل مكان، الحرب تقف على الأبواب وتدق بعنف. يرتدون القناع، يعلقون الشعار على الصدور، يلطخون الجدران: "فلتسقط الحكومات"، "كل الساسة محتالون"، "فلتسقط الميديا"، "لا تنصاع"، "الحرية للشعوب"، "نحن قادمون". الأناركيين يتقافزون كالشياطين ويعبرون الحواجز، يديرون المعارك ضد الشرطة في الطرقات وضد النظم في الفضاء الإلكتروني. القرد الأحمر صار النموذج المجرب، صار النموذج الأكثر شهرة وإلهاما. تُرفع أعلام القرد في ثلاث عواصم عربية وبعض المدن الأوروبية والإسيوية. الأنيمونس يغزون الفضاء الإلكتروني محاولين إستنساخ اللعبة ويطالبون بالمدد من القاهرة. يريدون الإصدار مع تغيير الخرائط، يخلقون نماذج مشابهة ويطلقون المسميات المختلفة عليها. الكل يطور المنصة، والدولة الجديدة هي التكنولوجيا، الدولة الجديدة هي المنصة الإفتراضية أما الأنظمة التى على الأرض فيجب أن تسقط. هذا الفضاء هو عالمهم وهو أدواتهم الفتاكة، التكنولوجيا لم تعد تحشد فقط مثلما كانت تفعل منذ سنوات بل صارت قادرة على السيطرة أيضا، التكنولوجيا صارت تسقط الشبكات وتشل الإتصالات وتوحد الهجمات. التكنولوجيا التي في جيوب الملايين قادرة على تحريك الألوف في لحظة، قادرة على أفعال لا تصدق عندما تتوحد. ملايين من الهواتف في لحظة واحدة تستطيع أن توجه ضربتها تجاه شبكة فتسقطها، ملايين من الإشارات تومض حول الأرض وترسل إشارتها. يرسمون حدود عالمهم ويضربون بأفكارهم قشرة المجتمع البالية فينفجر البركان الرابض تحتها.
لم يكن أحد يتوقع هذا المستقبل من قبل، الكل كان مشغول بالتجسس على الأخرين وصراع الموارد والسيطرة، الدول كانت تشيخ خلف جدران من الحماية الوهمية، الدول كانت تتحصن خلاف قلاع عمياء لا تعرف أن العدو سيأتي من الداخل. لم يكونوا يعرفون أن المسربين سيفتحون الأبواب على مصراعيها. في العامين السابقين خرجت التسريبات المتوالية على غرار ما قام به العميل سنودن قبل سنوات. لقد دارت عجلة العصر المجنون نحوم تخوم حرب الأبواب الخلفية وأشباح المتسليين.
ليست مدينتك هي وحدها المقصودة، كل المدن صارت تتشابه. كم في العالم من جائعين؟ كم في العالم من ناقمين؟ المدن التي أستفحلت صارت عبء على العالم. الغلاء يجتاح وطوابير البطالة والسكن تزداد في كل مكان. الأناركيين يزدادون في الساحات ويرفعون شعارات اللاحوكمة. المدن المكدسة بالسكان صارت أعتى من قوات الشرطة، والجائعين توحدوا خلف موجات الإناركيين في كل مكان. الحكومات خدعت الشعوب والأجيال التى خرجت إلى الأرض لم تعد تعرف إنتماء، الكل ينتمي للتكنولوجيا، ذلك هو منصتهم التي يعترفون بها ويريدون تحقيق كل شئ عبرها.
القرد الذي نبت في خلاء المستقبل الذي لا يجئ، صار هو المستقبل عينه. الفكرة التي خرجت من رحم الإحباط، عنيفة ومحصنة ضد السقطات، تحولت إلى منصة للأحلام. الأناركيين يسطون على حاضر الدول التي ركدت تحت ركام السياسة لدهور، طبقات من القيود والتراكمات الثقيلة. الأن يهجم اللامنتمون بخفة ويطبقون على الحاضر المتبلد. الأناركيين يهبطون إلى الأرض وشعارتهم تكسوا طرقات المدن. ألوف تدافعت من ضيق البحث عن الفرصة إلى ضجيج الثورة على النظم المهيمنة. الأناركيين ينتشرون كالطوفان وينظرون لعالم جديد بلا سلطة. الأقنعة تقود المظاهرات في المدن التجارية الكبرى. لا أحد بمأمن من غضب اللامنتمون. الرأسماليين يتشبثون بأخر فرصة للحفاظ على ما يملكون ويحركون الحكومات لتبطش بخطر الأناركيين الجدد.
العالم يخرج عن السيطرة والثورات تتوالى في العواصم الكبري. العالم يأكل بعضه بنهم. الكل الأن يتذوق طعم الفوضى. تنتقل الأفكار كالعدوى من بلد إلى أخرى. الرأسمالية تترنح بينما يعتلي الأناركيين المشهد. الحكومات تقدم أستقالتها والسياسات تتغير ولكن العالم لم يعد ينتظر الغد، الكل يعدو الأن بجنون. الأفكار القديمة تتساقط وتنشأ محلها أفكار أخرى في لمح البصر، العالم يتبدل وتترنح موازينه المعهوده. يخوض حربه الكبري ضد نفسه، هذه المرة كانت الحروب كلها داخليه.
مرحبا بك في تخوم العالم المتعولم حتى النخاع، هنا ليست البضائع وحدها هى التي تنتشر بل، أيضا الأفكار. القرية الواحدة، أحيائها متلاصقة. أهلا بك في العالم العنكبوتي الشره للتغيير. لم تعد تصلح معه المسكنات، لم تعد توقفه الحواجز، يتجمهر خلف الأفكار الطائحة. الفكرة ما أن تتشكل حتى تجتذب المحبطين ثم تخرج وتصير حقيقة على الأرض حتى تجتذب الطامحين. العالم يسقط في زمن الأفكار المضادة التي ترسبت وأستفحلت طيلة سنوات في دهاليز الفضاء الإلكتروني. الأفكار المستعصية ترسخت وصارت مارد لم يعلم أحد بقدومه.
أنك لا تتغير إلا عندما تصبح غير قادر على تحمل البقاء كما أنت، عندما تصير حملا ثقيلا على نفسك. الأن تصطدم بذاتك التي تحاول الهروب منها. يعصف الثقل بكل من ضجروا من الحياة. تخرج أفكار القرد لتنتشر في كل مكان. الأن الأشياء تتغير، في طرفة عين، وللأبد.
جمهورية القرد الأحمر
أنا الجشع
أنا التحول البشع
أنا المستقبل القريب أكثر من ما ينبغي
أنسف عقلك وأتبعني! أنت لم تعد بحاجة إليه بعد الأن. أنظر حولك! هل تري كل هذا الجنون؟ أحترس لخطواتك فهذا الزحام قد يكون قاتلا. فجاءة، سوف يتصادمون وسيفتك بعضهم ببعض وقد تسقط صريعا تحت أقدامهم. أعلم أن لا ذنب لك في كل ما يحدث. أعلم أنك أتيت غريب إلى هنا رغم أن كل أوراقك تثبت أنك ولودت هنا يوما ما. لا عليك، أنسف عقلك وأتبعني!
الزمن هو الذي يصّعد الأشياء نحو ذروتها، وهو أيضا الذي ينسيك تلك الأشياء. لولا الزمن لحدث كل شئ في نفس الوقت ولصار من المستحيل أن تفهم كل هذا. ربما هذه الأيام التي تعيشها كانت بلا زمن، كل شئ كان يحدث في نفس اللحظة.
أنت في العالم الذي يشبه نفسه إلى حد كبير، منتفخ وقابل للإنفجار في أي وقت. لقد كان يتلكأ وحده في إنتظار أن يبدأ في التداعي الحر. ذات يوم عادي من تلك الأيام التي أحيانا لا نشعر بها، ودون أي مقدمات سقطت البورصات العالمية. بدأ الأمر كله فجاءة وتدحرجت كرة الثلج من أعلى نحو الأخدود السحيق. هوت الأسهم في صباح اليوم الأول وأنطلقت حمى البيع، الكل يبيع بجنون. رفعت وول ستريت والبورصات العالمية شعار التجميد لإيقاف الإعصار، لقد سطع عصر جليدي جديد في الأفق. عندما حل الصباح التالي بدأت العملة الأولى في العالم التداعي وأرتفع سعر الذهب نحو عنان السماء. التنين الأحمر قرر الإحتماء وسحب البساط من تحت أقدام العالم القديم. هوت أسعار العقارات في كل مكان بحدة وتأرجح العالم في الهواء. أصاب الهلع المواطنين في كل مكان وبدأ الجميع سحب أموالهم من ماكينات الصراف الألي خوفا من القادم. هوجمت المتاجر في كل مكان ونهبت الأغذية والمنتجات. السطو على كل شئ صار شعار القادمون من أسفل. المتاجر تنهب، السيارات تسرق من الطرقات، المطحونين تحت رحمة الإقساط يسطون على البنوك، دافعي الضرائب يهجمون على مقرات الحكومات، الواقعين أسفل ظلمات السلم الوظيفي يحطمون مكاتب شركاتهم وفروعها، الكل يثور ضد الرأسمالية الغير العادلة.
يضرب العالم نفسه في المجهول بعنف، يتطوح بالثقل الغير متوازن على حافة الهذيان. تنقض حروب التكنولوجيا على ساحات العالم، تنفك الشفرات المحصنة وتتوالى التسريبات من داخل تخوم الإمبراطوريات العجوزة. مجموعات الأنيمونس تطلق ألعاب مشابهة للقرد الأحمر في كل مكان، الحرب تقف على الأبواب وتدق بعنف. يرتدون القناع، يعلقون الشعار على الصدور، يلطخون الجدران: "فلتسقط الحكومات"، "كل الساسة محتالون"، "فلتسقط الميديا"، "لا تنصاع"، "الحرية للشعوب"، "نحن قادمون". الأناركيين يتقافزون كالشياطين ويعبرون الحواجز، يديرون المعارك ضد الشرطة في الطرقات وضد النظم في الفضاء الإلكتروني. القرد الأحمر صار النموذج المجرب، صار النموذج الأكثر شهرة وإلهاما. تُرفع أعلام القرد في ثلاث عواصم عربية وبعض المدن الأوروبية والإسيوية. الأنيمونس يغزون الفضاء الإلكتروني محاولين إستنساخ اللعبة ويطالبون بالمدد من القاهرة. يريدون الإصدار مع تغيير الخرائط، يخلقون نماذج مشابهة ويطلقون المسميات المختلفة عليها. الكل يطور المنصة، والدولة الجديدة هي التكنولوجيا، الدولة الجديدة هي المنصة الإفتراضية أما الأنظمة التى على الأرض فيجب أن تسقط. هذا الفضاء هو عالمهم وهو أدواتهم الفتاكة، التكنولوجيا لم تعد تحشد فقط مثلما كانت تفعل منذ سنوات بل صارت قادرة على السيطرة أيضا، التكنولوجيا صارت تسقط الشبكات وتشل الإتصالات وتوحد الهجمات. التكنولوجيا التي في جيوب الملايين قادرة على تحريك الألوف في لحظة، قادرة على أفعال لا تصدق عندما تتوحد. ملايين من الهواتف في لحظة واحدة تستطيع أن توجه ضربتها تجاه شبكة فتسقطها، ملايين من الإشارات تومض حول الأرض وترسل إشارتها. يرسمون حدود عالمهم ويضربون بأفكارهم قشرة المجتمع البالية فينفجر البركان الرابض تحتها.
لم يكن أحد يتوقع هذا المستقبل من قبل، الكل كان مشغول بالتجسس على الأخرين وصراع الموارد والسيطرة، الدول كانت تشيخ خلف جدران من الحماية الوهمية، الدول كانت تتحصن خلاف قلاع عمياء لا تعرف أن العدو سيأتي من الداخل. لم يكونوا يعرفون أن المسربين سيفتحون الأبواب على مصراعيها. في العامين السابقين خرجت التسريبات المتوالية على غرار ما قام به العميل سنودن قبل سنوات. لقد دارت عجلة العصر المجنون نحوم تخوم حرب الأبواب الخلفية وأشباح المتسليين.
ليست مدينتك هي وحدها المقصودة، كل المدن صارت تتشابه. كم في العالم من جائعين؟ كم في العالم من ناقمين؟ المدن التي أستفحلت صارت عبء على العالم. الغلاء يجتاح وطوابير البطالة والسكن تزداد في كل مكان. الأناركيين يزدادون في الساحات ويرفعون شعارات اللاحوكمة. المدن المكدسة بالسكان صارت أعتى من قوات الشرطة، والجائعين توحدوا خلف موجات الإناركيين في كل مكان. الحكومات خدعت الشعوب والأجيال التى خرجت إلى الأرض لم تعد تعرف إنتماء، الكل ينتمي للتكنولوجيا، ذلك هو منصتهم التي يعترفون بها ويريدون تحقيق كل شئ عبرها.
القرد الذي نبت في خلاء المستقبل الذي لا يجئ، صار هو المستقبل عينه. الفكرة التي خرجت من رحم الإحباط، عنيفة ومحصنة ضد السقطات، تحولت إلى منصة للأحلام. الأناركيين يسطون على حاضر الدول التي ركدت تحت ركام السياسة لدهور، طبقات من القيود والتراكمات الثقيلة. الأن يهجم اللامنتمون بخفة ويطبقون على الحاضر المتبلد. الأناركيين يهبطون إلى الأرض وشعارتهم تكسوا طرقات المدن. ألوف تدافعت من ضيق البحث عن الفرصة إلى ضجيج الثورة على النظم المهيمنة. الأناركيين ينتشرون كالطوفان وينظرون لعالم جديد بلا سلطة. الأقنعة تقود المظاهرات في المدن التجارية الكبرى. لا أحد بمأمن من غضب اللامنتمون. الرأسماليين يتشبثون بأخر فرصة للحفاظ على ما يملكون ويحركون الحكومات لتبطش بخطر الأناركيين الجدد.
العالم يخرج عن السيطرة والثورات تتوالى في العواصم الكبري. العالم يأكل بعضه بنهم. الكل الأن يتذوق طعم الفوضى. تنتقل الأفكار كالعدوى من بلد إلى أخرى. الرأسمالية تترنح بينما يعتلي الأناركيين المشهد. الحكومات تقدم أستقالتها والسياسات تتغير ولكن العالم لم يعد ينتظر الغد، الكل يعدو الأن بجنون. الأفكار القديمة تتساقط وتنشأ محلها أفكار أخرى في لمح البصر، العالم يتبدل وتترنح موازينه المعهوده. يخوض حربه الكبري ضد نفسه، هذه المرة كانت الحروب كلها داخليه.
مرحبا بك في تخوم العالم المتعولم حتى النخاع، هنا ليست البضائع وحدها هى التي تنتشر بل، أيضا الأفكار. القرية الواحدة، أحيائها متلاصقة. أهلا بك في العالم العنكبوتي الشره للتغيير. لم تعد تصلح معه المسكنات، لم تعد توقفه الحواجز، يتجمهر خلف الأفكار الطائحة. الفكرة ما أن تتشكل حتى تجتذب المحبطين ثم تخرج وتصير حقيقة على الأرض حتى تجتذب الطامحين. العالم يسقط في زمن الأفكار المضادة التي ترسبت وأستفحلت طيلة سنوات في دهاليز الفضاء الإلكتروني. الأفكار المستعصية ترسخت وصارت مارد لم يعلم أحد بقدومه.
أنك لا تتغير إلا عندما تصبح غير قادر على تحمل البقاء كما أنت، عندما تصير حملا ثقيلا على نفسك. الأن تصطدم بذاتك التي تحاول الهروب منها. يعصف الثقل بكل من ضجروا من الحياة. تخرج أفكار القرد لتنتشر في كل مكان. الأن الأشياء تتغير، في طرفة عين، وللأبد.
جمهورية القرد الأحمر
"أحذر خيانة الحلم"
هكذا قال الصندوق الذي أنفتح فوجد فيه قلب مطعون ينزف المذكرات الفاضحة التي عرت الأشياء أمامه، كل شئ كان قد تبدل أمامه في لحظة وللأبد. هو في القصة أحيانا فكرة أو حلم يمشي على قدمين. القصة كانت هو، وكانت هم، وكانت نفسها. تفرقوا في دروبها وتلاقوا وحكت عنهم جميعا. كانوا كلهم ملء الحضور عندما تلاقوا فيه وتلاقوا مع أنفسهم.
ذات مساء روت القصة نفسها عندما أطلت فى المرآة، كاشفت نفسها بنفسها وأخرجت ما أختزنته. الغائبون يطلون عليه من قلب الأحزان. الغياب يصفع الحاضر بمواجهة مؤجلة، يعريه أمام نفسه ليرى إين يقف، يحفر له ذاكرته ويعيد القصة إلى البدايات.
تنتهى القصص عندما لا تجد من يصدقها، ولا تنتهي القصص التى تظل تُحكى وتعبر عبر الأخيلة والأزمان، تلك القصة كانت تروى كثيرا هنا وهناك. كانت تخلق منها قصص صغيرة وقصص كبيرة وهوامش، وفى كل مرة كانت تُحرف وتنقص وتزيد حتى صارت أحيانا قصة أخرى لأحداث أخرى لأشخاص أخرون. القصة كانت كثيرا ما تمشي بعيدا حتى أنها تنصلت من أصحابها ولم يعودوا موجودين فيها. ربما عندما كان هم أنفسهم يحكونها كانوا يخشون منها، وفى أحيان أخرى خافوا أن تتطأهم وتقتلهم فى غمار أحداثها، أو أن تنتهى بهم فى زمن لم يروه فى أحلامهم. خافوا أن يتوهوا فى غياهب اليأس فيخرجون فى النهاية بلا قصة. كثيرون شوهوا القصة وكثيرون لم يقروا حتى بحدوثها. ولكن رغم كل ذلك القصة لم تنتهي فقد بقيت لأنها حكت الكثيرون فحكوها وظل يحكونها حتى لأنفسهم عندما لم يكن هناك أحد ليستمع.
- جمهورية القرد الأحمر
هكذا قال الصندوق الذي أنفتح فوجد فيه قلب مطعون ينزف المذكرات الفاضحة التي عرت الأشياء أمامه، كل شئ كان قد تبدل أمامه في لحظة وللأبد. هو في القصة أحيانا فكرة أو حلم يمشي على قدمين. القصة كانت هو، وكانت هم، وكانت نفسها. تفرقوا في دروبها وتلاقوا وحكت عنهم جميعا. كانوا كلهم ملء الحضور عندما تلاقوا فيه وتلاقوا مع أنفسهم.
ذات مساء روت القصة نفسها عندما أطلت فى المرآة، كاشفت نفسها بنفسها وأخرجت ما أختزنته. الغائبون يطلون عليه من قلب الأحزان. الغياب يصفع الحاضر بمواجهة مؤجلة، يعريه أمام نفسه ليرى إين يقف، يحفر له ذاكرته ويعيد القصة إلى البدايات.
تنتهى القصص عندما لا تجد من يصدقها، ولا تنتهي القصص التى تظل تُحكى وتعبر عبر الأخيلة والأزمان، تلك القصة كانت تروى كثيرا هنا وهناك. كانت تخلق منها قصص صغيرة وقصص كبيرة وهوامش، وفى كل مرة كانت تُحرف وتنقص وتزيد حتى صارت أحيانا قصة أخرى لأحداث أخرى لأشخاص أخرون. القصة كانت كثيرا ما تمشي بعيدا حتى أنها تنصلت من أصحابها ولم يعودوا موجودين فيها. ربما عندما كان هم أنفسهم يحكونها كانوا يخشون منها، وفى أحيان أخرى خافوا أن تتطأهم وتقتلهم فى غمار أحداثها، أو أن تنتهى بهم فى زمن لم يروه فى أحلامهم. خافوا أن يتوهوا فى غياهب اليأس فيخرجون فى النهاية بلا قصة. كثيرون شوهوا القصة وكثيرون لم يقروا حتى بحدوثها. ولكن رغم كل ذلك القصة لم تنتهي فقد بقيت لأنها حكت الكثيرون فحكوها وظل يحكونها حتى لأنفسهم عندما لم يكن هناك أحد ليستمع.
- جمهورية القرد الأحمر
من منا الذي لا يخطئ؟ عمرك مرّ من هنا بينما كنت تقف مكانك بلا حراك. عمرك كان يضيع بلا هدف وأنت تائهٌ تحت رحمة الأحلام المتساقطة. محاطٌ بكل الأشياء التي لا تفهمها. تعيش حياة الحلم الذي يأكله الواقع.
المطر ينهمر من سماءٍ رماديةٍ بينما تتجمد اللحظات في انتظار قدوم القدر. الطرقات تربض انتظاراً للمجهول. يطالعونه أينما مرّ وكأنّه شئٌ عجيب. لا أحد يقترب منه وكأنه محصن وغير قابل للمساس. من هذا القادم إلى هنا؟ يتقدم بين الأطلال التي خلفتها المعركة الكبرى بينما يطلون عليه من فوق الأسوار. يتجمعون في مجموعات تحتل النواصي وتستتر خلف المتاريس. يقيمون على رؤوس المباني المتداعية التي أكلتها الحرائق. ينتشرون في أنحاء مملكتهم التي سيطروا عليها. كلما مضى في طريقه تراجعوا أمامه، أزالوا الأفخاخ المنصوبة وفتحوا له الكمائن التى أقاموها وكأنهم يدلونه على الطريق. لم يعلم إلى أين سينتهي؟ ولكنه كان يمر ويمر.
المطر ينهمر من سماءٍ رماديةٍ بينما تتجمد اللحظات في انتظار قدوم القدر. الطرقات تربض انتظاراً للمجهول. يطالعونه أينما مرّ وكأنّه شئٌ عجيب. لا أحد يقترب منه وكأنه محصن وغير قابل للمساس. من هذا القادم إلى هنا؟ يتقدم بين الأطلال التي خلفتها المعركة الكبرى بينما يطلون عليه من فوق الأسوار. يتجمعون في مجموعات تحتل النواصي وتستتر خلف المتاريس. يقيمون على رؤوس المباني المتداعية التي أكلتها الحرائق. ينتشرون في أنحاء مملكتهم التي سيطروا عليها. كلما مضى في طريقه تراجعوا أمامه، أزالوا الأفخاخ المنصوبة وفتحوا له الكمائن التى أقاموها وكأنهم يدلونه على الطريق. لم يعلم إلى أين سينتهي؟ ولكنه كان يمر ويمر.
يقف المؤلف على رأسه أو هكذ بدا له الأمر في البداية. لقد فقد فجاءة الرؤية المعتادة وصار كل ما يراه مقلوب. لم يفهم السبب وراء ما حدث له ولكنه تابع الموقف من موقعه وبعد حينا بدأ يمعن النظر وهو يرسم على وجهه إبتسامة خبيثة، لقد أعجبه الأمر.
عندما حضر الناشر في المساء وسأله عن أعماله الجديدة قام بتفحصه قليلا ثم ضحك. دار حول الناشر دورة كاملة وهو يتهكم من ملابسه المهندمة وقصة شعره ثم مالبس أن أشار إلى الباب. لم يفهم الرجل ما يحدث ولكنه شعر بالإهانة فخرج وهو يتمتم. ما أن غادر حتى فكر المؤلف قليلا، لقد فرغ بالفعل من كتابة الرواية الجديدة وهو بالفعل يحتاج لناشر ولكنه كان يكره الناشرين، كلهم مغرور,ن وهم لا ينتجون شيئا، يقفزون فوق العمل كأنه غنيمة جاهزة ثم يسا,منه حول الحقوق، هذا بالإضافة لفريق المحررين المزعجين من مدعي الفصاحة اللغوية والحنكة الأدبية، يبدون آرائهم المتشعبة في كل تعبير ولفظ، هؤلاء من أنصاف المواهب اللذين فشلوا في الكتابة فتحولوا لمهنة فارغة بلا قيمة. تخيل روايته وهي مصفوفة في متجر الكتب بين عشرات من الكتب الساذجة المنتشرة في تلك الأيام عن الرعب والمصاصي الدماء والتعويذات السحرية وضحك. تخيل القراء وهم يتجاوزون روايته وضحك بعدم إكتراث.
تطلع نحو أوراق الرواية التي فرغ منها منذ عدة أيام ثم انتقى ورقة وشرع يقرأ ما كتب وبعد أن انتهى لم يفهم لماذا كتب هذا؟ لم يبدو الأمر واضحا إليه ربما لأنه كان قد قرر أن يكتب تلك الرواية دون أن يتدخل فيها. لقد ظل يكتب فقط دون تنميق ودون تدخل يذكر من عقله. تسائل إن كان الكلام الذي ورد على لسان بطل الرواية حقيقي أم لا؟ لكنه سرعان ما رد على نفسه بحزم “على كل شخص أن يقول ما يريد، ولماذا أريد أن أعرف؟ فليقول ما يريده”. وضع الصفحة بحرص في مكانها بين الصفحات.
خرج للشرفة يدخن وطالع السيارات وهي تمضي فوقه والعصافير وهي تهبط للسماء بأسفل، تعجب قليلا ثم ضحك. فكر في كل الأشياء التي لا نسيها من سنين، تذكر صوت عجلات القطار عندما سافر لأول مرة وطعم لآيس كريم على شاطئ البحر والفتاة التي إلتقاها عند المفرق منذ خمسة عشر عاما وأطلت نحو دفتره ثم سألته عما يكتب؟ تذكر أول مرة جلس أمام الورق ليكتب، تذكر خفقان قلبه مع كل كلمة تخرج، أحلام تتطاير وأحاسيس تندمج وتنسال. تذكر كل التفاصيل الصغيرة في حجرته الوحيدة الكامنة بطرف البيت، صفين من الكتب مازل عبق رائحتهم يعربد في ذاكرته، مصباح صغير على المكتب كان ينير له مساحات من خياله تبتلع مدن وطرقات وشطآن، جدران يسكنها أشخاص وهميون يتحدثون معه ليل نهار. الآن يتذكر ويتذكر وتبحر مراكبه في زمن بدأ فيه كل ما كان. لم يكن هناك شئ مقلوب في ذلك الزمن، كل شئ كان موجودا في موضوعه. كانت أحلامه تشبهه تماما.
عاد إلى الغرفة وطالع كل كتبه السابقة المقلوبة على الرف وسئل نفسه، هل كل ما قاله كان يعنيه؟ لم تجاوبه الكتب الصامتة بشئ.
http://www.yasserahmad.com/thewriter/
عندما حضر الناشر في المساء وسأله عن أعماله الجديدة قام بتفحصه قليلا ثم ضحك. دار حول الناشر دورة كاملة وهو يتهكم من ملابسه المهندمة وقصة شعره ثم مالبس أن أشار إلى الباب. لم يفهم الرجل ما يحدث ولكنه شعر بالإهانة فخرج وهو يتمتم. ما أن غادر حتى فكر المؤلف قليلا، لقد فرغ بالفعل من كتابة الرواية الجديدة وهو بالفعل يحتاج لناشر ولكنه كان يكره الناشرين، كلهم مغرور,ن وهم لا ينتجون شيئا، يقفزون فوق العمل كأنه غنيمة جاهزة ثم يسا,منه حول الحقوق، هذا بالإضافة لفريق المحررين المزعجين من مدعي الفصاحة اللغوية والحنكة الأدبية، يبدون آرائهم المتشعبة في كل تعبير ولفظ، هؤلاء من أنصاف المواهب اللذين فشلوا في الكتابة فتحولوا لمهنة فارغة بلا قيمة. تخيل روايته وهي مصفوفة في متجر الكتب بين عشرات من الكتب الساذجة المنتشرة في تلك الأيام عن الرعب والمصاصي الدماء والتعويذات السحرية وضحك. تخيل القراء وهم يتجاوزون روايته وضحك بعدم إكتراث.
تطلع نحو أوراق الرواية التي فرغ منها منذ عدة أيام ثم انتقى ورقة وشرع يقرأ ما كتب وبعد أن انتهى لم يفهم لماذا كتب هذا؟ لم يبدو الأمر واضحا إليه ربما لأنه كان قد قرر أن يكتب تلك الرواية دون أن يتدخل فيها. لقد ظل يكتب فقط دون تنميق ودون تدخل يذكر من عقله. تسائل إن كان الكلام الذي ورد على لسان بطل الرواية حقيقي أم لا؟ لكنه سرعان ما رد على نفسه بحزم “على كل شخص أن يقول ما يريد، ولماذا أريد أن أعرف؟ فليقول ما يريده”. وضع الصفحة بحرص في مكانها بين الصفحات.
خرج للشرفة يدخن وطالع السيارات وهي تمضي فوقه والعصافير وهي تهبط للسماء بأسفل، تعجب قليلا ثم ضحك. فكر في كل الأشياء التي لا نسيها من سنين، تذكر صوت عجلات القطار عندما سافر لأول مرة وطعم لآيس كريم على شاطئ البحر والفتاة التي إلتقاها عند المفرق منذ خمسة عشر عاما وأطلت نحو دفتره ثم سألته عما يكتب؟ تذكر أول مرة جلس أمام الورق ليكتب، تذكر خفقان قلبه مع كل كلمة تخرج، أحلام تتطاير وأحاسيس تندمج وتنسال. تذكر كل التفاصيل الصغيرة في حجرته الوحيدة الكامنة بطرف البيت، صفين من الكتب مازل عبق رائحتهم يعربد في ذاكرته، مصباح صغير على المكتب كان ينير له مساحات من خياله تبتلع مدن وطرقات وشطآن، جدران يسكنها أشخاص وهميون يتحدثون معه ليل نهار. الآن يتذكر ويتذكر وتبحر مراكبه في زمن بدأ فيه كل ما كان. لم يكن هناك شئ مقلوب في ذلك الزمن، كل شئ كان موجودا في موضوعه. كانت أحلامه تشبهه تماما.
عاد إلى الغرفة وطالع كل كتبه السابقة المقلوبة على الرف وسئل نفسه، هل كل ما قاله كان يعنيه؟ لم تجاوبه الكتب الصامتة بشئ.
http://www.yasserahmad.com/thewriter/
Writing in cafes while listening to classical or Jazz music and drinking coffee are writer Yasser Ahmed’s special rituals that help him find inspiration to add one or two new chapters to the novel he’s writing. Unlike most ordinary people, he can’t concentrate in quiet places, as he usually enjoys writing on the road, on his way to work or home.
Ahmed is a fiction writer, born in 1980. He holds a degree in Computer Science and he’s currently working as a digital marketing head. However, he was always obsessed with writing novels considering it the biggest passion in his life.
In 2012, his first novel “Reverse Course” was released to the Egyptian book market, shedding light on the current situations and problems in Egypt. It tells the story of a man who decided to leave the luxury and welfare of Dubai and return to his homeland, showing the struggles and obstacles that face every young Egyptian man nowadays.
The novel won the 2012 Sawiris Prize in the young authors’ category and was the subject of first book programme at the French council in Cairo. Four chapters of the novel will also be translated into French language and published in Al-Ahram Hebdo newspaper.
After two years of exhausting research and analysis, Ahmed published his second novel “The Red Monkey Republic” that provided a documentation of the Arab spring revolutions and people’s high expectations that turned into depression and frustration. Although he can be classified as a political novelist, Ahmed is also obsessed with writing about technology, Internet and travel. He also has several technical articles in English posted online focusing on Arabic content.
In his interview with Daily News Egypt, writer Yasser Ahmed revealed some secrets about the preparation of his first two novels, his favorite writers as well as his upcoming novels and literary works.
Full interview at: http://www.dailynewsegypt.com/2015/03...
Ahmed is a fiction writer, born in 1980. He holds a degree in Computer Science and he’s currently working as a digital marketing head. However, he was always obsessed with writing novels considering it the biggest passion in his life.
In 2012, his first novel “Reverse Course” was released to the Egyptian book market, shedding light on the current situations and problems in Egypt. It tells the story of a man who decided to leave the luxury and welfare of Dubai and return to his homeland, showing the struggles and obstacles that face every young Egyptian man nowadays.
The novel won the 2012 Sawiris Prize in the young authors’ category and was the subject of first book programme at the French council in Cairo. Four chapters of the novel will also be translated into French language and published in Al-Ahram Hebdo newspaper.
After two years of exhausting research and analysis, Ahmed published his second novel “The Red Monkey Republic” that provided a documentation of the Arab spring revolutions and people’s high expectations that turned into depression and frustration. Although he can be classified as a political novelist, Ahmed is also obsessed with writing about technology, Internet and travel. He also has several technical articles in English posted online focusing on Arabic content.
In his interview with Daily News Egypt, writer Yasser Ahmed revealed some secrets about the preparation of his first two novels, his favorite writers as well as his upcoming novels and literary works.
Full interview at: http://www.dailynewsegypt.com/2015/03...
العالم الأن لم يعد سوى مكينة تسويق ضخمة وصاخبة تحاول أن تجعلك تشتري أكثر. أشتري حذاء نيكي الجديد فتصبح شخص رياضي خارق. أشتري أيفون الحديث لتصبح من الصفوة. أنت مميز لأنك تجلس مع قدح ضخم الفرابتشينو مع الكريمة والكراميل. أنت خارق لأنك مشترك في خدماتنا المميزة. أنت مبهر حسب تصنيف ملحقاتك التي تحملها. العالم يسوق لك نفسك. أشتري الإصدار الجديدة من شخصيتك لتصبح أكثر سعادة.
Essi wrote: "رااق لي كل حرف رسمته
دمت ودام لنا إبداعك
أمنياتي لك بالتوفيق
وشكرا لصداقتك هنا
...تحیاتي وتقدیري :)"
عاجز عن التعبير والشكر .. أنتظر قريبا روايتي الثانية
دمت ودام لنا إبداعك
أمنياتي لك بالتوفيق
وشكرا لصداقتك هنا
...تحیاتي وتقدیري :)"
عاجز عن التعبير والشكر .. أنتظر قريبا روايتي الثانية
ياسر wrote: "روايتي "عكس الاتجاه" فازت بالجائزة الأولى لمؤسسة ساويرس كأحسن عمل روائي"
That's great!.....congratulations... :)
That's great!.....congratulations... :)
Ena'am wrote: "ياسر wrote: "روايتي "عكس الاتجاه" فازت بالجائزة الأولى لمؤسسة ساويرس كأحسن عمل روائي"
مبروووك :) ومن تقدم إلى أكبر إن شاء الله ^__^"
شكرا صديقتي :)
مبروووك :) ومن تقدم إلى أكبر إن شاء الله ^__^"
شكرا صديقتي :)
ياسر wrote: "روايتي "عكس الاتجاه" فازت بالجائزة الأولى لمؤسسة ساويرس كأحسن عمل روائي"
مبروووك :) ومن تقدم إلى أكبر إن شاء الله ^__^
مبروووك :) ومن تقدم إلى أكبر إن شاء الله ^__^
قائمتي لعام 2012
أفضل رواية عربية قرأتها: "دروز بلجراد" لربيع جابر
أفضل مجموعة قصصية: "قبل أن يعرف البحر أسمه" لمحمد الفخراني
أفضل رواية عالمية: "كافكا على الشاطئ" لهاروكي موركامي
أفضل عمل لكاتب شاب: "أوقات قلقة" لجهاد الطونباري - منشورة في طبعة إلكترونية
أفضل قصائد: أعمال عبدالرحمن الأبنودي الأخيرة
أفضل كتاب سياسي: "سر المعبد" لثروت الخرباوي
أفضل كتاب فكري: "ثم صار المخ عقلا" لعمرو شريف
أفضل كتاب فكر ديني: "الكتاب والقرآن" لمحمد شحرور
أفضل مذكرات: "أسرار صغيرة" لريتا خوري
أفضل غلاف: غالبية أعمال كريم أدم
أفضل وصف أدبي: مقطع المأمون من رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد
قائمة الأسوأ
أسوأ رواية: "السنجة" أحمد خالد توفيق
أسوأ جريدة أدبية: "أخبار الأدب" بلا منازع
أسوأ كتاب: بلال فضل، علاء الأسواني وإبراهيم عيسي
أسوأ شاعر: تميم البرغوثي وعبدالرحمن يوسف
أسوأ الكتب: كل الكتب التي صدرت عن الثورة المصرية وأحداثها
أسوأ ظاهرة: كل دور النشر المصرية وإستغلالهم المادي البشع للكتاب
أفضل رواية عربية قرأتها: "دروز بلجراد" لربيع جابر
أفضل مجموعة قصصية: "قبل أن يعرف البحر أسمه" لمحمد الفخراني
أفضل رواية عالمية: "كافكا على الشاطئ" لهاروكي موركامي
أفضل عمل لكاتب شاب: "أوقات قلقة" لجهاد الطونباري - منشورة في طبعة إلكترونية
أفضل قصائد: أعمال عبدالرحمن الأبنودي الأخيرة
أفضل كتاب سياسي: "سر المعبد" لثروت الخرباوي
أفضل كتاب فكري: "ثم صار المخ عقلا" لعمرو شريف
أفضل كتاب فكر ديني: "الكتاب والقرآن" لمحمد شحرور
أفضل مذكرات: "أسرار صغيرة" لريتا خوري
أفضل غلاف: غالبية أعمال كريم أدم
أفضل وصف أدبي: مقطع المأمون من رواية الفيل الأزرق لأحمد مراد
قائمة الأسوأ
أسوأ رواية: "السنجة" أحمد خالد توفيق
أسوأ جريدة أدبية: "أخبار الأدب" بلا منازع
أسوأ كتاب: بلال فضل، علاء الأسواني وإبراهيم عيسي
أسوأ شاعر: تميم البرغوثي وعبدالرحمن يوسف
أسوأ الكتب: كل الكتب التي صدرت عن الثورة المصرية وأحداثها
أسوأ ظاهرة: كل دور النشر المصرية وإستغلالهم المادي البشع للكتاب
My story is sometimes considered as fiction madness literaryish.. you don't need to believe it because I don't believe it myself!
و أخيرا جبت الرواية :)
و صيت عليها صديق من مصر بعد لفيت عليها كل عمان و جابلي اياها امبارح, متحمسة كتير اقرأها
و صيت عليها صديق من مصر بعد لفيت عليها كل عمان و جابلي اياها امبارح, متحمسة كتير اقرأها
هكذا كان في الحلم.. كل شئ يبدأ فيه ولا يتم.. بيكاسو كان هناك تعبث في وجهه الألوان.. كان هناك لحنا يمشي في نهر وشارع على أرصفته بحر.
أقلب في مدونات قديمة في صفحات دفتر غامض وجدته بين الكتب.. قصائد بخط يدي، تبدو لي كأنما كتبها شخص أخر أرق مني كثيرا.. كم يغيرنا الزمان
“شئ واحد يستطيع ان يفعله الأنسان، أن يجد شيئا يخصه، شيئا يملكه أو يسكنه حتى وأن كان حلما أو فكرة. شيئا يحاول أن يصنعه ليصنع به نفسه”