What do you think?
Rate this book
96 pages
First published January 1, 1969
هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين، هي تخلف وفلسطين تأخذ
"هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين، هي تخلف وفلسطين تأخذ"
❞ هذه المرأة تلد الأولاد فيصيروا فدائيين، هي تخلّف وفلسطين تأخذ. ❝تحيرت كثيرا في أمر المرأة الفلسطينية التي تلد للموت و تربي للفناء و تطعم الأمل بالذرية و تطارد اليأس بقوة الإيمان و تقسو على الأيام القاسية و تضحك في وجه الزمان الغاشم اللامبالي و تنتظر ما لا يأتي و هي ف�� أبهى زينتها رغم كل ما حولها من دمار. يبقى داخلها مزهر و ما في يدها مثمر و تبقى احزانها الداخلية و خوفها من الأيام و لوعتها على فراق الأحباب شئون داخلية متوارية خلف غيام الأمل الملئ بأمطار الغيث المنتظر. فلا وقت للدموع و لا مجال للشكوى و الأنين.
❞ أتحسب أننا لا نعيش في الحبس؟ ماذا نفعل نحن في المخيم غير التمشي داخل ذلك الحبس العجيب؟ الحبوس أنواع يا ابن العم! أنواع! المخيم حبس، وبيتك حبس، والجريدة حبس، والراديو حبس، والباص والشارع وعيون الناس.. أعمارنا حبس، والعشرون سنة الماضية حبس، والمختار حبس.. تتكلم أنت عن الحبوس؟ طول عمرك محبوس.. أنت توهم نفسك يا ابن العم بأن قضبان الحبس الذي تعيش فيه مزهريات؟ حبس، حبس، حبس. أنت نفسك حبس .. فلماذا تعتقدون أن سعد هو المحبوس؟ محبوس لأنه لم يوقع ورقة تقول إنه آدمي؟ من منكم آدمي؟ كلكم وقّعتم هذه الأوراق بطريقة أو بأخرى ومع ذلك فأنتم محبوسون… ❝و قد نكون يا أم سعد كما يقول أمل دنقل: معلق أنا على مشانق الصباح .. و جبهتي بالموت محنية .. لأنني لم أحنها حية. قد نكون يا أم سعد كالموتى الأحياء. لم نرتاح بموتنا و لم نهنأ بالحياة.
❞ أنت تكتب رأيك، أنا لا أعرف الكتابة، ولكنني أرسلت ابني إلى هناك.. قلت بذلك ما تقوله أنت. اليس كذلك؟ ❝انتي فعلتي و نحن قلنا و شتان الفرق يا أم سعد.