صبا's Reviews > هوليود

مراجعة رواية هوليود
أحياناً يكون للظروف المحيطة بالقاريء دور في رأيه بكتابٍ ما ، هذا كان حدسي حين اخترت فترة توقف خدمة النت في العراق لاقرأ فيها رواية بوكوفسكي (هوليود) .
تتناول الرواية جزءاً من السيرة الذاتية للكاتب حينما كلّفه صديقه (مخرج سينمائي ) ان يكتب له سيناريو لفيلم رغبةً منه بالتعاون المشترك .
تغطي الرواية مشروع الفيلم منذ بواكير الفكرة ، حتى قبل أن يختار الكاتب موضوعاً ليكتب عنه .
اختار بوكوفسكي فترةً من شبابه لتكون المادة الخام للسيناريو أي انه سيرة ذاتية أيضاً ، وهو أمر لابد ان يستوقف القاريء ، ربما لأن الكاتب متمحور حول ذاته تماماً او ربما لان قدرته على التعبير تفوق خياله .
ولنعود للكتاب ، فقد كان رحلة مسلية ومثيرة للاهتمام عن عالم هوليود الذي يعشقه الكثير منا وسبيل أنتاج الأفلام التي نهتم لها لكن عبر تتبع مسيرتها خلف الكواليس وكل ما يرافق الإنتاج من عراقيل ومعضلات بدايةً من التعاقد مع شركة الإنتاج وضغوطها التي قد تهتم بالكسب السريع والوفير على حساب العمل ثم الانتقال لفريق التمثيل وما يرافق أمزجة العاملين في هذا المجال من أهتمامات غريبة وطلباتٍ دائمة .
الرواية تقدم مشاعر فتى عاش سنين شبابه الأولى مشرداً ومتسكعاً في الحانات ثم انتهى به الأمر من مشاهير الأدب الأمريكي في القرن العشرين �� يتخذ من كتابة سيناريو فيلمه الوحيد نافذةً ينظر من خلالها الى ماضيه وسنين معاناته الأولى فيكتب بامتنان وإخلاص لموهبته فيشهد كيف تتحول كتابته إلى مادة حية متحركة فتنطق شخصياته بكلماته على الشاشة الكبيرة عبر نجوم سينمائيين.
يسلط سيناريو فيلمه الضوء أيضاً على علاقته بحبيبته وزوجته الأولى ، فيما تُظهر الرواية مدى تعلقه واحترامه لزوجته الثانية .
في الحقيقة أحببت هذه الرواية كثيراً لأنها تقدم من خلال شخصيات متعددة المعاناة الإنسانية مع الحاجة للمادة ، كيفية توظيف الموهبة دون فقدان شغف العمل ، مساحات التعاطف الإنساني والزوايا المظلمة للإدمان .
ملاحظة : من يشعر بالانزعاج من ذكر المشروبات الروحية عليه أن لا يقرأ هذه الرواية . فالمشروبات على اختلافها تتسرب من بين السطور .