Essam Anany's Reviews > مزرعة الحيوان
مزرعة الحيوان
by
by
"جميع الحيوانات متساوية، ولكن بعضها أكثر مساواة عن الآخرين"
بداية أود أن أعرب عن إعجابي بالكاتب چورچ أورويل حيث أنه ألّف هذه الرواية سنة ١٩٤٤م وأحداثها تحدث الآن، و الحقيقة لا أدري أمن عبقريته أم من غباء الحكومات لتكرار هذه الأحداث بحذافيرها؟ ، فاسم الرواية "مزرعة الحيوان" أو إن شئت قل "قصة ثورة ٢٣ يوليو" أو "قصة ٢٥ يناير وما بعدها".
الرواية تزيل الغطاء عن كيفية إدارة الدولِ بواسطة حكوماتها، وكيف تستمر في كراسيها لمُدد طويلة، وكيف يتأثر الشعب بالإعلام المداهن للسلطة، وكيف يجعل الإعلامُ الشعبَ لا يطالب بشئ إلا مأكلٍ ومشربٍ فقط.
بدأت أعتقد بعد قرائتي للرواية أن حكومات الدول تقتبس أفعالها وجرائمها من هذه الرواية ورواية (١٩٨٤) لنفس الكاتب وهذا بالتأكيد ضعيف، ولكن كمَّ التشابه بين الرواية والواقع جعلني أفكر في ذلك، فحتى أساليب القتل نفسها، فمثلًا عندما تريد قتل أحد المعارضين اتبع هذه الخطوات: أولاً اتهمه بالخيانة، ثم أجبره على الاعتراف تحت التعذيب، ثم اقتله وبمباركة الشعب المُغيَّب.
واختار الكاتب الشخصيات بعناية فمثلًا: صوّر الحكومة والإعلام بالخنازير، فخنازير الإعلام تلّوح للحيوانات بعودة النظام القديم وتسهب في حصر مساوئه عندما يتبرم الشعب من ضائقة أو شئ من ذلك النوع، والشرطة بالكلاب، وشبّه الشعب بالأحصنة والبقر وباقي حيوانات المزرعة، فالأحصنة تظن أن جميع المشاكل حلها بذل جهد أكبر في العمل ولا تنظر إلى رأس الأفعى، والبقر الذي غاب وعيه تمامًا فمرةً قالت بقرة:"ما أحلى طعم هذا الماء! شكرا لقيادة الرفيق نابليون"!! ، ومثّل أيضًا مجلس الشعب بالخِراف التي في ظاهر الأمر أنها من الشعب ولكنها في با��نه تساق من الراعي الكبير(الخنزير نابليون) لتصدِّق على قراراته وتباركها.
الحرية دائمًا سلاح ذو حدين، وأخطر المراحل التي تمر بها الدول هي تلك التي تكون بعد الثورات أو الحروب، فتبدأ الثورة بالأهداف السامية والمصالح المشتركة والإيمان بالمساواة وغيرها من القيم النبيلة، ثم تنجرف إلى هاوية الدناسة والخيانة، والتكالب على السلطة، والمصالح الشخصية، والضرب بمبادئ الثورة عرض الحائط عن طريق التعديلات الدستورية الدورية، ثم التحالف مع أعداء الثورة من أجل مصالح شخصية فتعود البلاد إلى ما قبل الثورة كأنها لم تكن أصلاً.
أعجبني جدًا مشهد النهاية الملحمي، وانتهت الرواية على عبارة بليغة جدًا هي "والآن من المستحيل أن نعرف من هو الخنزير ومن هو الإنسان".
بداية أود أن أعرب عن إعجابي بالكاتب چورچ أورويل حيث أنه ألّف هذه الرواية سنة ١٩٤٤م وأحداثها تحدث الآن، و الحقيقة لا أدري أمن عبقريته أم من غباء الحكومات لتكرار هذه الأحداث بحذافيرها؟ ، فاسم الرواية "مزرعة الحيوان" أو إن شئت قل "قصة ثورة ٢٣ يوليو" أو "قصة ٢٥ يناير وما بعدها".
الرواية تزيل الغطاء عن كيفية إدارة الدولِ بواسطة حكوماتها، وكيف تستمر في كراسيها لمُدد طويلة، وكيف يتأثر الشعب بالإعلام المداهن للسلطة، وكيف يجعل الإعلامُ الشعبَ لا يطالب بشئ إلا مأكلٍ ومشربٍ فقط.
بدأت أعتقد بعد قرائتي للرواية أن حكومات الدول تقتبس أفعالها وجرائمها من هذه الرواية ورواية (١٩٨٤) لنفس الكاتب وهذا بالتأكيد ضعيف، ولكن كمَّ التشابه بين الرواية والواقع جعلني أفكر في ذلك، فحتى أساليب القتل نفسها، فمثلًا عندما تريد قتل أحد المعارضين اتبع هذه الخطوات: أولاً اتهمه بالخيانة، ثم أجبره على الاعتراف تحت التعذيب، ثم اقتله وبمباركة الشعب المُغيَّب.
واختار الكاتب الشخصيات بعناية فمثلًا: صوّر الحكومة والإعلام بالخنازير، فخنازير الإعلام تلّوح للحيوانات بعودة النظام القديم وتسهب في حصر مساوئه عندما يتبرم الشعب من ضائقة أو شئ من ذلك النوع، والشرطة بالكلاب، وشبّه الشعب بالأحصنة والبقر وباقي حيوانات المزرعة، فالأحصنة تظن أن جميع المشاكل حلها بذل جهد أكبر في العمل ولا تنظر إلى رأس الأفعى، والبقر الذي غاب وعيه تمامًا فمرةً قالت بقرة:"ما أحلى طعم هذا الماء! شكرا لقيادة الرفيق نابليون"!! ، ومثّل أيضًا مجلس الشعب بالخِراف التي في ظاهر الأمر أنها من الشعب ولكنها في با��نه تساق من الراعي الكبير(الخنزير نابليون) لتصدِّق على قراراته وتباركها.
الحرية دائمًا سلاح ذو حدين، وأخطر المراحل التي تمر بها الدول هي تلك التي تكون بعد الثورات أو الحروب، فتبدأ الثورة بالأهداف السامية والمصالح المشتركة والإيمان بالمساواة وغيرها من القيم النبيلة، ثم تنجرف إلى هاوية الدناسة والخيانة، والتكالب على السلطة، والمصالح الشخصية، والضرب بمبادئ الثورة عرض الحائط عن طريق التعديلات الدستورية الدورية، ثم التحالف مع أعداء الثورة من أجل مصالح شخصية فتعود البلاد إلى ما قبل الثورة كأنها لم تكن أصلاً.
أعجبني جدًا مشهد النهاية الملحمي، وانتهت الرواية على عبارة بليغة جدًا هي "والآن من المستحيل أن نعرف من هو الخنزير ومن هو الإنسان".
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
مزرعة الحيوان.
Sign In »