أولى قراءاتي لهذا الكاتب العبقري ، أقول عبقري لإنه ليس من السهل على أي كاتب أن ينتزع تعاطف قارئ و أن يوّلد الشفقة في نفسه تجاه إحدى شخصياته فما بالك أولى قراءاتي لهذا الكاتب العبقري ، أقول عبقري لإنه ليس من السهل على أي كاتب أن ينتزع تعاطف قارئ و أن يوّلد الشفقة في نفسه تجاه إحدى شخصياته فما بالك و إن كانت هذه الشخصية هي لص في الأساس ! ، كيف لك أن تتعاضد مع من عانى الخيانة إن كان هو نفسه خائن ! في أبسط الأحوال ستقول العقاب من جنس العمل ، لكن لنجيب محفوظ رأي آخر فها هو يدخلنا غياهب روايته و متاهات صفحاتها ، فنعايش انكسارات سعيد مهران ، بطل الرواية اللص الذي أنكرته ابنته و خانته زوجته و غدر به أعوانه ، نألف خيباته .. صرخاته .. وحدته القاتلة ، اللحظات الأشبه بمقبرة حين يدرك بأن العالم بأكمله ضده ، و تيأس النفس حتى من التوبة ، الانتقام المتقد الذي لا تأتيه نيرانه إلا بهزائم جديدة و غضب لا ينضب ، فيستسلم اللص للكلاب في النهاية لتنهش روحه و يبتلع الظلام كل شيء .
الدنيا بلا أخلاق ، ككون بلا جاذبية . يترك لنا محفوظ هذه الجملة في صفحاته كدليل لمن فقد دربه خلال الرواية ، فالفوضى تجلب الفوضى ، و من لم يتق الله في دنياه و عاقبة أمره سيظل يجر هزائمه و يرتدي خيباته على وجهه إلى غير وجهة .
Merged review:
أولى قراءاتي لهذا الكاتب العبقري ، أقول عبقري لإنه ليس من السهل على أي كاتب أن ينتزع تعاطف قارئ و أن يوّلد الشفقة في نفسه تجاه إحدى شخصياته فما بالك و إن كانت هذه الشخصية هي لص في الأساس ! ، كيف لك أن تتعاضد مع من عانى الخيانة إن كان هو نفسه خائن ! في أبسط الأحوال ستقول العقاب من جنس العمل ، لكن لنجيب محفوظ رأي آخر فها هو يدخلنا غياهب روايته و متاهات صفحاتها ، فنعايش انكسارات سعيد مهران ، بطل الرواية اللص الذي أنكرته ابنته و خانته زوجته و غدر به أعوانه ، نألف خيباته .. صرخاته .. وحدته القاتلة ، اللحظات الأشبه بمقبرة حين يدرك بأن العالم بأكمله ضده ، و تيأس النفس حتى من التوبة ، الانتقام المتقد الذي لا تأتيه نيرانه إلا بهزائم جديدة و غضب لا ينضب ، فيستسلم اللص للكلاب في النهاية لتنهش روحه و يبتلع الظلام كل شيء .
الدنيا بلا أخلاق ، ككون بلا جاذبية . يترك لنا محفوظ هذه الجملة في صفحاته كدليل لمن فقد دربه خلال الرواية ، فالفوضى تجلب الفوضى ، و من لم يتق الله في دنياه و عاقبة أمره سيظل يجر هزائمه و يرتدي خيباته على وجهه إلى غير وجهة ....more
يا لها من مصادفة ثقيلة أن أقرأ هذه الرواية بالتزامن مع الجريمة الشيطانية التي تشغل مصر هذه الأيام، وهي مقتل الفتاة "نيّرة" وبدء محاكمة الجاني .
فعل القيا لها من مصادفة ثقيلة أن أقرأ هذه الرواية بالتزامن مع الجريمة الشيطانية التي تشغل مصر هذه الأيام، وهي مقتل الفتاة "نيّرة" وبدء محاكمة الجاني .
فعل القتل، أي قتل، يُعد خرقاً للطبيعة البشرية وجُرماً أخلاقياً لا يُغتفر، أياً كان الدافع من انتقام أو تحريض، فما بالكم بالتنكيل! والاستسلام الكامل لغرائز شيطانية، حتى الحيوانات منها براء؟!
بطل الرواية مدرّس برازيلي يعاني من إزعاج متكرر وعنيد من جاره، تتوالى الأحداث لتقع جريمة القتل والتنكيل وإخفاء الجثة.
إلى هنا كانت رواية جيدة، لكن لا تسترعي كامل اهتمامي، إلى حين بدء المحاكمة، وقلب الموازين من خلال مرافعة محامي البطل، صحيح أنها لم تكن ذات وزن في وقائع الجلسة، لكنها بلبلت أفكاري لساعات وساعات ..
المأزق الأخلاقي كان: هل بإمكاننا غفران الجُرم لمجرد أنّ المجرم مُعتل نفسياً وعقلياً؟ كيف لنا أن نتهاون في إهدار حياة بشرية كان لها رؤى وأحلام وتطلعات وذكريات وماضي؟؟
واذا كان الجواب لا، كيف لنا أن نعاقب شخصاً بفعلٍ أُدينَ به هو نفسه؟ كيف لنا ألّا نكون مجرمين حين نحكم بالموت على ضحية موّرثات وبيئة ومجتمع معينين؟؟
وقد لا يكون مأزقاً للكثير، بالأخص ما ذُكِر في الرواية عن اختلاف الحُكم بين البلدان باختلاف المجتمعات، فما يُحكم عليه بالمؤبد في البرازيل، قد يُحكم له بالبراءة بالسويد مثلاً! باعتبارها بلداً يُعطي الطب النفسي أهمية كبيرة .
بالنهاية، فعل القتل، هو إجرام أياً كانت دوافعه، وليس لأحد، أي أحد، الحق في إزهاق روح أياً كانت سُلطته.
ليست حياة، كنا موجودين على سطح الأرض، هذا كل ما في الأمر …
الجزائر، البلاد التي سُلبت، وعانت، خُذلت، ودُمرت، لكنها صمدتْ، وعلى مدى عقود رفضت أن تنكس ليست حياة، كنا موجودين على سطح الأرض، هذا كل ما في الأمر …
الجزائر، البلاد التي سُلبت، وعانت، خُذلت، ودُمرت، لكنها صمدتْ، وعلى مدى عقود رفضت أن تنكسر، قاومت حتى ظَفرت، لكن خلال جميع تلك السنوات شهدت على شتى العلاقات التي يُمكن أن تُنسج يوماً بين البلاد والمُستعمِر، صداقات وحب وكره وأُلفة وقتل ومصالح …، شعوب تفاعلت ما بينها متناسية أن في هذه الحياة التي نحياها يستحيل امتزاج الزيت بالماء، وأن هناك جدراناً نفتعلها مُجبَرين حتى لا تحول بيننا الجدران التي ليس لنا بها يد.
قد تُوهَم أنها رواية عن الحرب، و توثيق للتاريخ المليء بالندبات، لكنها في العمق، رواية عن الاختلاف، عن الحدود التي نعجز عن عبورها، فيقف كلٌ منا على جهة، مبتسماً وهو يلوّح بمدامعه للآخر، صديقاً كان أم غريباً، عدواً أو حبيباً، ومهما تشابهنا في إنسانيتنا، ومهما تقاربت أرواحنا، سنقف قاب خطوة أو أدنى، من أن تكون لنا حياة طبيعية، كما هو متوقع من جنس البشر.
جوناس، أو يونس، جزائري نشأ وعاش -بحكم الاستعمار- في أوساط فرنسية، كل صداقاته، علاقاته، نزواته، وأحلامه، كانت مرهونة بشكل موقفه من هذا الاستعمار، أصبح في نظر الطرفين خائناً، اضطُر أن يحاذي الحب ويهرع مبتعداً لأجل أصلٍ لم يختره، تخلى عن صداقات شكّلت أغلب ماضيه، وهُجِر من أناس كانوا له حاضره، صراع الهوية في أشرس أشكاله، فهل يُحسن الاختيار في ظل هذا التعقيد؟
الإنسان السوي مهما تتالت عليه المحن، وتكالبت عليه نوائب الزمان، يستحيل ألا يرى الصواب ضمن الأباطيل، لذا مهمته ليست في التفريق بينهما، إنما في الاختيار بين الفعل والسكون، أيهما أعقل في أوانه، أن تحارب لأجل شيء أم تُرخي اللجام؟؟ هذه هي القضية.
- لماذا هذه الابتسامة الساخرة؟ - كي لا أبكي.
بعض الروايات كُتبَت كي نقول بها "مرحباً" و أخرى كي نلوّح عبرها "موّدِعين"، وهذا الرواية كانت لي الاثنين معاً ..
على الهامش: "قاتل الله الترجمة، فقد أفقدتها الكثير"...more
أحياناً أفكر أن الحرب هي أصدق ما قد يمر به الإنسان، الحالة الوحيدة التي يُجبر فيها على الوقوف عارياً أمام نفسه دون اختلاق أو تزييف، لا يمكنه إخفاء مخاأحياناً أفكر أن الحرب هي أصدق ما قد يمر به الإنسان، الحالة الوحيدة التي يُجبر فيها على الوقوف عارياً أمام نفسه دون اختلاق أو تزييف، لا يمكنه إخفاء مخاوفه أو شكوكه ولا جشعه ولا غرائزه، ولا يستطيع الالتفاف على واقعة فقد أو خسارة دون أن يختبرها ويعايشها بكل ما فيه، الحرب لا تعترف بأوهام الحب والنجاح والمستقبل، الحرب لا تأبه بالأمس أو الغد، الحرب تلغي كل سخافات الحياة لتترك لنا جوهرها مهما كان صلفاً وبشعاً وقاسياً …
كدتُ أن أنسى ما تعنيه لذة الانتهاء من كتاب جميل، لكن أجوتا أعادت إليّ هذا الشعور الممتع ...more
ليس هناك سوى وسيلة وحيدة لكي لا نجازف أبداً بخسارة الذين قد نحبهم، وهي وألا ندعهم يدخلون حياتنا ..
أحب الروايات التي تجيد مباغتتي، ولا يتعلق الأمر هن ليس هناك سوى وسيلة وحيدة لكي لا نجازف أبداً بخسارة الذين قد نحبهم، وهي وألا ندعهم يدخلون حياتنا ..
أحب الروايات التي تجيد مباغتتي، ولا يتعلق الأمر هنا بالأحداث الغريبة والتطورات الاستثنائية في مسار الرواية، إنما بقدرة الفكرة على أسر لُبّي وتمكنّها مني في نهاية المطاف، فطوال القراءة كانت النجمتين ملائمة لتقييمها وكافية بالنسبة لي، لكن أتت لحظة في القسم الأخير من الرواية جعلتني أقف متأملة بعمق ما أراد الكاتب إيصاله …
بطل الرواية شاب تائه ولا مبالي، يعيش الأيام ببرود من لم يعد يأبه لشيء، حياة هادئة بلا تطلعات أو أهداف بعيدة، يتفاجئ يوماً برسالة انفصال صوتية من امرأة لا يذكر عنها أي تفصيل، فتصبح هذه المرأة هاجساً يملأ كيانه بالفضول والترقب، يبحث عنها ليتوقف قبل اللحظات الأخيرة الحاسمة، مكتفياً بما بعثته هذه المرأة من حياة في دواخله الباردة والموحشة .
أهم ما طرحته الرواية من وجهة نظري هو، هل بمقدور الإنسان أن يكتفي من الحب فقط بما يقدمه له من قدرة على ولوج عالم الخيال والتأملات دون الحاجة إلى العالم المادي!! هل يقتنع بما يحييه الحب بداخله من فضول و رغبة واكتشاف لذاته ولا يتلهف إلى المزيد!! هل يستطيع تأمل الحب من بعيد دون المجازفة بالاقتراب وتدميره ؟؟؟
فكم من الأوهام خدعنا بها أنفسنا قائلين أننا سننجح هذه المرة وسنجعل الحب يدوم والحلم يستمر وفي النهاية نكتشف أن الشغف زال والخيبة هي كل ما تبقت !.. ، لذا، حتى يقدر الإنسان على كبح جماح نفسه والاكتفاء فقط بما أثاره الحب داخله دون الرغبة بالاستمرار وإخماد الدفء داخله، حتى يقدر على ذلك ينبغي أن يكون له ماضي مترع بالخيبات والانكسارات وإرادة صلبة لا تلين أمام إغراءات البدايات الجديدة واللحظات الحالمة.
إنسانية هذه الفكرة هي ما يمنح الرواية النجمة الثالثة، أما أسلوب الترجمة فقد أفقدها الكثير من الجاذبية ....more
قراءة هذا الكتاب كانت وداعاً جيداً لهذا العام، خاصةً أنني لم أستطع إتمام تحديّ القراءة على الجودريدز، فصحيح أنه لم يكن عاماً قرائياً عظيماً بالنسبة ليقراءة هذا الكتاب كانت وداعاً جيداً لهذا العام، خاصةً أنني لم أستطع إتمام تحديّ القراءة على الجودريدز، فصحيح أنه لم يكن عاماً قرائياً عظيماً بالنسبة لي، إلا أنه كان عاماً لا يخلو من القراءات العظيمة، وقد ساعدني الأساس الذي قام عليه هذا الكتاب في الوصول إلى الرضا الداخلي عن قراءاتي، حيث أن المهم في النهاية ليس كمية الكتب التي تقرأها، إنما ما يتبقى لك منها عند الانتهاء من القراءة ..
الضبع قارئ مميز وهذا واضح من انتقائه لكل ما هو فريد من كلمات وسطور مقتبسة من حيوات كُتّاب عظام تركوا بصمتهم في الأدب العالمي، وهو باحث جيد برغم أن كتابه يفتقر إلى التنظيم والغاية، فأنت لا تقرأ كتابه للخروج بهدف ما، إنما فقط تستمتع بالتقليب في مُفكرة قارئ قام بنقل كل كلمة جميلة قرأها إليها، بعبارة متداولة أكثر هذا الكتاب هو "البوكمارك" في مكتبة كل منا .
وعندما يهزني كتاب ما ، أتمنى لو أستطيع وضعه في جيب كل من أعرف … ...more
أحببتُ أن تكون القراءة الأولى في هذا العام لكتابٍ كان بمثابة الذكرى الأخيرة لي في سوريا، حيث تلقيتهُ كهدية من أحد الأصدقاء المُلهمين، وكم كانت مناسبة أحببتُ أن تكون القراءة الأولى في هذا العام لكتابٍ كان بمثابة الذكرى الأخيرة لي في سوريا، حيث تلقيتهُ كهدية من أحد الأصدقاء المُلهمين، وكم كانت مناسبة للوداع الأخير والحياة الجديدة التي تنتظرني ! فالكتاب يتركز موضوعه حول عيش حياة مديدة من خلال اكتشاف دافع وسبب للبقاء على قيد الحياة والذي يُطلق عليه اليابانيين "إيكيجاي"، وبالحقيقة، البحث عن معنى، هو أفضل ما تفعله لبدء صفحة جديدة من كتاب حياتك .
واقتداءً بالتجربة اليابانية لعيش حياة مديدة، يمدك الكاتب بنصائح عشر، مستقاة من نمط حياة سُكان بلدة أوجيمي في جزيرة أوكيناو اليابانية والتي تُلقب بـ(قرية العمر الطويل) نسبةً لارتفاع متوسط عمر ساكنيها :
١ - لا تتوقف عن ممارسة النشاطات التي تجد فيها نفسك، لأنك بفقدانها تفقد الهدف والرغبة بالاستمرار.
٢ - ابتعد من التوتر والقلق والسعي المحموم خلف الحياة، واعمل بمقولة "سر ببطء وستذهب بعيداً"
٣ - لصحة أفضل، اكتفِ بالقليل من الطعام ولا تملأ معدتك بأكثر من ٨٠٪ من حجمها .
٤ - الأصدقاء خير دواء، فأبقهم في متناول قلبك .
٥ - تكون المياه في أفضل حالاتها عندما تتدفق، لا حين تكون راكدة، كذلك جسدك فحافظ على لياقته البدنية .
٧ - حافظ على صِلة قوية مع الطبيعة، فالتفاعل معها هو وسيلة لإعادة شحن النفس بالطاقة الإيجابية .
٨ - لا تُبقي مشاعرك في صندوق مغلق، أظهر امتنانك وشكرك لمن يستحق .
٩ - لا تشغل نفسك بالماضي والمستقبل، اليوم هو كل ما تملك فاجعله يستحق التذكر .
١٠ - اذا لم تجد الإيكيجاي الخاص بك حتى الآن، فاجعل هدفك الحالي هو اكتشافه .
وبغض النظر عن الاستفاضة والتكرار، وبعيداً عن الشتات العام الذي يعانيه الكتاب في فصوله، أجد في النصائح بعض الواقعية التي تفتقر لها كتب التنمية وتطوير الذات عادةً، فبعضها سهل التطبيق والممارسة، لا سيما ما يُصرّ منها على بشريّتك و احتمالية فشلك وانهيارك مراراً، ثم فرصك في النهوض والبدء من جديد …...more
ما هي القوانين التي تنظم لعبة الأدب؟ هل هي الموهبة أم العمل؟ أم ضرورة انتظام الاثنين معاً!؟ هل لظروف بعينها القدرة على تكوين أديب عظيم! أم أن للإرادة ما هي القوانين التي تنظم لعبة الأدب؟ هل هي الموهبة أم العمل؟ أم ضرورة انتظام الاثنين معاً!؟ هل لظروف بعينها القدرة على تكوين أديب عظيم! أم أن للإرادة دور البطولة في أي مسار فني؟ وما الذي يجعل من عملية خلق الأدب ممتعة ويسيرة وما الذي يجعل منها خطرة وذات مخاض عسير!!؟
حسناً، لعبة الأدب متغيرة، وليس لها قوانين ثابتة، هي حالة فردية أحياناً، وقد تكون عامة حيناً لكنها تتبدل بتبدل العصور والأزمنة، فلكل فنان رؤيته، ولكل أديب معطيات طورها وعمل على نقائصها حتى وصل أدبه في النهاية إلى الشكل الذي يرتضيه ويرضي حاجات المحيط حوله.
بالنسبة لسارويان كان الصدق والعفوية هما قوانين لعبة الأدب عنده، أما فورستر فكانت الحكاية هي جوهر كل شيء، ولتولستوي كانت غاية الفن هي الوصول لحقيقة الحياة، ولسومرست موم الأسلوب السهل والمباشر هو مفتاح اللغز، أما لكالدويل فكان الطريق إلى الفن هو إدخال الفقر للوحة العامة للأدب، وعند تشيخوف فكانت الإجابة هي التغذية الصحيحة للموهبة والاصرار على صقلها، ولا ننسى فلسفة جوركي في الفن وهي تجميل الحياة بالخيال، وفيشر الذي وجد في الأدب متعة أن يكون للفرد أكثر من ذات وأكثر من حياة ….
سنونوة واحدة لا تصنع الربيع، ووعد واحد لا يصنع السعادة …
أحب الروايات النفسية والحكايات التي يملؤها الهذيان والجنون، ولا بأس عندي إن سلكت الدرب المأ سنونوة واحدة لا تصنع الربيع، ووعد واحد لا يصنع السعادة …
أحب الروايات النفسية والحكايات التي يملؤها الهذيان والجنون، ولا بأس عندي إن سلكت الدرب المألوف دوماً واتجهت نحو الجريمة، فلا يُنتظر من النشأة المشحونة بالقلق والتوتر سوى حياة غير متزنة وخاوية من المعنى …
لكن هذه الرواية لا زالت تفتقر إلى أشياء معينة تستأثر بقلب قارئ أدب النفس، كوضوح الأسباب والشخصيات والربط بين الوقائع، هذه الرواية كان يلفها الضباب، ولا تستطيع معها سوى الاستمتاع بتأملات الكاتب وسرده الجميل …
أدركت أن الأعمى ليس من لا يبصر، بل من لا نبصره، ولا عمى أسوأ من ألا يلاحظ أحدهم وجودك … ...more
غازي القصيبي مجدداً بأسلوبه الرشيق وثقافته العالية ومنطقه المميز الذي ينفذ إلى قلبك مباشرة حتى إن خالفته الرأي، ومرة أخرى يكتب من المصحة لكنها ليست الغازي القصيبي مجدداً بأسلوبه الرشيق وثقافته العالية ومنطقه المميز الذي ينفذ إلى قلبك مباشرة حتى إن خالفته الرأي، ومرة أخرى يكتب من المصحة لكنها ليست العصفورية على أية حال، إنها المصحة المعنيّة بمرضى ألزهايمر، هذا المرض اللص، سارق الذكريات والأحبة والأشياء العزيزة …
لم تكن هذه أولى قراءاتي للكتب المستوحاة من هذا المرض، فحروب المرضى الخاسرة معه، والجحيم الذي يتلبس حياة من حولهم، والأسرار التي ما زالت تكتنف ظروف المرض وبيئته، جميعها تجعل الحديث عن ألزهايمر ملئ بالشجن والحزن والخوف الكثيف والبارد، وقد زاده غازي القصيبي شجوناً باختياره أسلوب الرسائل الذي دوماً ما يحمل حميمية مضاعفة ودفئاً مرغوباً …
وجدتُ أسلوبه في بعض الرسائل يشبه كثيراً أسلوبه في رواية العصفورية، هذه السخرية الممزوجة بالثقافة والمعارف فتنتج لك تلميحات وإسقاطات خفية لا يلتقطها سوى قارئ ذكي .
الرسالة الأخيرة كانت الأشد وخزاً وإيلاماً للقلب، ركز فيها كل مخاوف المرضى وغير المرضى، حتى وإن لم يراودك الخوف سابقاً من هذا المرض، ستجد في نفسك الرهبة لمجرد الخيالات والخواطر التي ستتوارد إلى ذهنك عنه .
الكرامة البشرية مرتبطة ارتباطاً عضوياً بالعقل البشري، اذا ذهب العقل ذهبت معه الكرامة … ...more
هذه الرواية كانت خادعة بالنسبة لي، فحين كنت أنتقل بين صفحاتها لازمني الإحساس بأن الأحداث عادية، وبأن الرواية واقعية إلى درجة لا أفضل فيها القراءة كثيرهذه الرواية كانت خادعة بالنسبة لي، فحين كنت أنتقل بين صفحاتها لازمني الإحساس بأن الأحداث عادية، وبأن الرواية واقعية إلى درجة لا أفضل فيها القراءة كثيراً، لكن مع الانتهاء منها وجدت في هذه "الواقعية" ذاتها مأزقاً فكرياً لا فكاك منه، وعجزاً في إيجاد منطق لكل ما يحدث، فوجدت أن الواقع أصعب بكثير من أن نفهمه أو أن نحلل أحداثه، وهنا بالذات لمستُ أهمية الرواية ..
باعتقادي أن روح الرواية تركزت في شيء واحد وهو أن لا شيء ثابت أو عصيّ على التغيير، طالما أن التغيير جزء من طبيعة الإنسان وكل شيء معه في هذا العالم الكبير، فلا حب يدوم، ولا علاقات تبقى، ولا أحلام تقاوم عوامل الزمن، هناك دائماً تلك اللحظة التي يبهت فيها شيء ما ليلمع في المقابل شيء آخر ..
هذا الاستسلام الهادئ للتغيير، قد يهون على الإنسان هزائمه، فحين يعرف أن الحب مصيره الزوال مهما فعل لأجله، وبأن الأحلام تنطفئ بالقرب منها، وبأن لا خيار عنده سوى الاستمرار، سيجد في كل تيه نوراً يُرشده إلى الهدوء النفسي والراحة المشتهاة …
الصحراء كثيراً ما تلقي في القلب الوحشة وشعوراً ثقيلاً بالانعزال وكأن العالم قد تخلّى عنك وخلّفك وراءه تائهاً ومنسياً، فكيف اذا كان الحديث عن الصحراء جالصحراء كثيراً ما تلقي في القلب الوحشة وشعوراً ثقيلاً بالانعزال وكأن العالم قد تخلّى عنك وخلّفك وراءه تائهاً ومنسياً، فكيف اذا كان الحديث عن الصحراء جاء بقلم منيف الذي يستدعي أدبه إلى النفس وقع الأحزان القديمة والماضي المليء بالانكسارات والهزائم، فمن يقرأ لمنيف يتولد لديه شعوراً عميقاً بالظلم أياً كانت الأقدار التي هيأها لأبطال رواياته ..
هل يمكن أن يكون الإنسان بهذه الوحشية، ويكون الطير أو الحيوان أحسن منه؟
ومن بلدة الطيبة ينطلق منيف في الحديث عن الصيد وما يحركه داخل الإنسان من غرائز مريضة ووحشية، وإذ بشيء يتحول من وسيلة للحفاظ على حياة البشر إلى طريقة لتحطيم إنسانيتهم …
أنتم مرضى بالأسئلة التي لا جواب لها …
ومن اعتاد القراءة لمنيف، اعتاد على الأسئلة العقيمة التي تُثار داخله، تلك التي هربت أجوبتها وتركت مكانها للح��ق والغضب والاحتجاج اليائس .
في الطيبة، كما في أي مكان آخر من هذا العالم، ما يحتاج إلى تغيير هو الإنسان ..
ولأن الكاتب هو منيف، فمن الطبيعي أن يكتب ثائراً على كل شيء، ورافضاً للحياة التي تأتي لمعظمنا شاحبة ومغطاة بكفَن، فحتى اذا شعرت في منتصف الكتاب أن منيف قد أضاع وجهته وفقد البوصلة، تأكد أن كاتباً مثله سيعيد ضبط الدفة كي تتلائم مع أدبه وتوجهاته ....more
فالإنسان كلما كان فراغ رأسه أكبر، كان شعوره بالحاجة إلى ملئه أقل ..
الكوميديا السوداء بقلم دوستويفسكي لها سحرها الخاص، وإن كانت مكرسة لنقد الواقع الس فالإنسان كلما كان فراغ رأسه أكبر، كان شعوره بالحاجة إلى ملئه أقل ..
الكوميديا السوداء بقلم دوستويفسكي لها سحرها الخاص، وإن كانت مكرسة لنقد الواقع السياسي والاجتماعي لبلد مختلف في زمن مختلف، إلا أنك ستستمتع بإجراء بعض الاسقاطات وجمع ملامح اليوم مع الأمس، دوستويفسكي الذي رفض في وقتها فكرة ربط التمساح بالسجن في مقال نشره في "يوميات كاتب"، إلا أنك لا تستطيع خلع هذا التشابه اللعين من رأسك، فليس في ابتلاع التمساح لمواطن بائس سوى رمزية للتغييب القسري الذي صار كابوساً يؤرق ليالينا …
إن هذا الميل إلى الجنون، وهو جوهر خلقنا الروسي، قد تجلى في هذه الواقعة على نحو أوضح … ...more
لهذه المملكة قانوناً واحداً : هل في يديك قروح؟ اجلس إلى المائدة، ليس في يديك قروح؟ كل الفضلات ..
من الواضح أنها واحدة من القصص الشعبية الروسية التي أ لهذه المملكة قانوناً واحداً : هل في يديك قروح؟ اجلس إلى المائدة، ليس في يديك قروح؟ كل الفضلات ..
من الواضح أنها واحدة من القصص الشعبية الروسية التي أخذها تولستوي وجمَلها على طريقته، فمغزى الحكاية يتوافق مع نظرة تولستوي في العمل وجزائه، خاصة مع تضامنه الأخير مع جماعة الفلاحين، القصة تمضي في مدح العمل والجهد و ذم الجشع والاتكالية، تشبه كثيراً ما نشأنا عليه في مقولة "من يزرع يحصد"، قصة قد ترفع من همم البعض أو تُحبطها، الأمر معتمد على نظرة المرء الخاصة في الحياة ....more
هذه الرواية هي فيمن قال فيهم الروميّ : سلامٌ على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه، ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجراً … ، وقد كان ساشا أهذه الرواية هي فيمن قال فيهم الروميّ : سلامٌ على أولئك الذين رأوا جدار روحك يريد أن ينقض فأقاموه، ولم يفكروا أن يتخذوا عليه أجراً … ، وقد كان ساشا أحد هؤلاء الرائعين الذي يظهرون مرة واحدة في حياة المرء فيُغيّرونها إلى الأبد، ساشا الذي كان مثل شمعة ذاوية تنطفئ في صمت، استطاع أن ينير حياة ناديا العروس التي تتجه نحو قبرها الاجتماعي الذي حفرته لها العادات والتقاليد والعائلة ..
أحببت هذه الحكاية للغاية، وجدت فيها جانباً من حياتي لا زلت أقدّسه إلى اليوم ...more
إننا نفترق إلى الأبد، لأنه ما كان ينبغي أن نلتقي …
الحب الممنوع والغير قابل للامتلاك هو دائماً ما يتشبث بحنايا القلب أكثر من غيره، قد يصبح تأثيره أخف إننا نفترق إلى الأبد، لأنه ما كان ينبغي أن نلتقي …
الحب الممنوع والغير قابل للامتلاك هو دائماً ما يتشبث بحنايا القلب أكثر من غيره، قد يصبح تأثيره أخف وطأة بعد خوض غماره، لكان طالما بقي بعيداً ونائياً وعصياً على التعويض مكث في حياة المرء أكثر و زادها فوضى ولوعة وعبثية .
لقد غفرا لبعضهما البعض كل ما كانا يخجلان منه في ماضيهما، وغفرا كل ما في حاضرهما، وأحسا أن حبهما هذا قد غيرهما كليهما .. ...more
قصص الخيانة هي أكثر المواضيع التي أغنت الأدب العالمي برأيي، مهما اختلف شكل الحكاية ولونها يبقى داخلها ثابت، الاندفاعة ذاتها والتهور ذاته، ثم المهانة وقصص الخيانة هي أكثر المواضيع التي أغنت الأدب العالمي برأيي، مهما اختلف شكل الحكاية ولونها يبقى داخلها ثابت، الاندفاعة ذاتها والتهور ذاته، ثم المهانة والندامة ذاتها، وفي الآخر الخسارة خسارة مهما كان حجمها… واللعوب هنا، سيدة اتبعت الخطا نفسها، لم تبالي كثيراً بما لديها، ولم يخطر في بالها أصلاً احتمالية فقدانه، كانت تشعر أن جمالها خالد، وأن سعادتها أبدية، وأن الحياة لن تتعثر بها مطلقاً، حتى أتى سقوطها الأخير مدوياً، وطامتها كُبرى ..
حكاية حبوبة هي عن الأشخاص الذين لا يستطيعون العيش دون الآخرين، دون انتماء أو مؤثِّر، هم في بحث دائم عن غاية يعيشون لأجلها ولون يسبغونه على حياتهم، بدوحكاية حبوبة هي عن الأشخاص الذين لا يستطيعون العيش دون الآخرين، دون انتماء أو مؤثِّر، هم في بحث دائم عن غاية يعيشون لأجلها ولون يسبغونه على حياتهم، بدون الآخرين تغدو دواخلهم فارغة ومهجورة مثل كوخ قديم موحش، لا أفضل هذه النوعية من الشخصيات لأني لا أجد في صحبتهم أي متعة، يذكرونني بمقولة غوغول : إن بعض الناس يعيشون في هذا الوجود لا كشخصيات مستقلة قائمة بذاتها بل كالبقع واللطخ على شخصيات الآخرين .. ...more
لربما كان تشيخوف أحد الأشخاص الذين عانوا من الرتابة والحياة المقيدة لأنه تكلم عن تلك القيود بأكثر من قصة وطريقة، كأنها قيوده هو، وكأن الكتابة لديه كانلربما كان تشيخوف أحد الأشخاص الذين عانوا من الرتابة والحياة المقيدة لأنه تكلم عن تلك القيود بأكثر من قصة وطريقة، كأنها قيوده هو، وكأن الكتابة لديه كانت شكلاً من أشكال التحرر من القيود وتحطيمها …
الخوف أشبه بسلك شائك يلتف حول الروح، ومع الوقت وفي أي محاولة للتحرك ينغرز أكثر في لحم حياتنا، يُصبح كل شيء مهدد بالضياع، كل شيء غير آمن، حتى ليتوقف المرء عن أن يأمن ظلّه …
Loading...
