كتاب تأريخ قيّم جدا على صعيد المعلومات التاريخية وتحديد المفاهيم. أعترف بأن الكثير مما طرحه من معلومات كان جديدا التطهير العرقي في فلسطين
٢٧ مايو ٢٠٢١
كتاب تأريخ قيّم جدا على صعيد المعلومات التاريخية وتحديد المفاهيم. أعترف بأن الكثير مما طرحه من معلومات كان جديدا بالنسبة لي.
في هذا الكتاب، يطرح إيلان بابيه مفهوم التطهير العرقي، وكيف ينطبق هذا المفهوم على ما فعله الصهاينة في فلسطين (ولا يزالون يفعلونه). ثم يذهب بطيئا في التاريخ منذ أيام الانتداب البريطاني وبدايات الهجرة الصهيونية ليذكر بالتفصيل الخطوات التي قام بها الصهيانة لتنفيذ خطتهم، بتهجير الفلسطينيين من أرضهم عبر منهاج من جرائم وحشية تضمنت القتل والتدمير ومحو القرى من أساس وجودها، من أجل إنشاء دولة يهودية. يستند الكاتب إلى وثائق رسمية ومراسلات ومذكرات من أطراف متفرقة، البريطانيين، الصهاينة والمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، بالإضافة إلى ما تم توثيقه من شهادات شفهية للضحايا. هناك الكثير من الفصول الموجعة لجرائم مرعبة تعرض لها الشعب الفلسطيني.
ويتحدث الكاتب أيضا، وبصورة مباشرة، عن كيف حدثت كل تلك الجرائم بحضور مراقبين وشهود دوليين (الانتداب البريطاني أولا، ثم مراقبين الامم المتحدة، وحتى القيادات العربية) وكيف سمحوا بمرور تلك الجرائم وتراوحت ردات فعلهم بين إشاحة الوجه عنها، أو القيام بمظاهر شكلية وغير جادة لإيقافها. وأيضا، يتحدث عن الخيانة العربية، مسميا الأسماء، والتواريخ والتفاصيل، في مقاطع مثيرة للغضب، عن ”الحرب المزيفة“ التي لم يكن هدفها تحرير فلسطين بقدر ما هدفت لإقتطاع حصة من الكيكة.
الكتاب حافل ولا يمكن تلخيصه، ولكن هذه بعض النقاط المهمة التي أكتفي بتدوينها هنا.
التطهير العرقي والنكبة لم تبدأ فعليا منذ مايو ١٩٤٨، بل سبقت ذلك التاريخ، منذ نهاية العام ١٩٤٧ (فترة انتداب بريطاني) حين تعرضت أول قرى الفلسطينيين لإغارات التطهير، وامتدت إلى أواخر ١٩٤٩. إنها سنوات طويلة من الجرائم الصهيونية والصمت الدولي.
أن يكون هناك الكثير من الوثائق والشهود الدوليين لهذه الجرائم، ولا يُنصف ضحاياها، بل وأشد من ذلك، يمضي العالم بإتجاه نسيان وإنكار النكبة، أو تجاوزها كما لو كانت جرحا في إصبع من أجل ”عملية السلام“ الخ، هذا تعامي وتواطؤ دولي في الجريمة. إنه إشارة صارخة لعدم عدالة هذا العالم.
التطهير الذي يصفه الكاتب لا يزال مستمرا، وإن كان يأخذ شكلا أكثر ”تحضّرا“ في عالم اليوم، كما يحدث في القدس هذه الأيام. يترافق ذلك مع العمل المستمر لمحو ذاكرة النكبة وصناعة ذاكرة جديدة. الفصول التي تحدث فيها الكاتب عن تغيير هوية الأرض جغرافيا وثقافيا، والغابات الشاسعة التي زرعوها فوق القرى الممسوحة لطمس كل أثر وتاريخ لها، كانت مذهلة.
يصف الكتاب في العديد من منعطفات خطة التطهير العرقي كيف استثمر الصهاينة ذكرى الهولوكوست لصالح تمرير جرائمهم، في عالم دولي جبان ومجلل بخزي جريمته السابقة، حتى أنه يتواطأ بغض نظره عن جرائم الصهاينة، والحذر في توجيه النقد لهم بسبب ما مروا به. ومن الجهة الأخرى يصف الكتاب أيضا كيف تجنب الصهاينة في سنوات النكبة تلك كل ما يمكن أن يربط بين ما جرى لليهود على يد النازية وما يقومون به تجاه الفلسطينيين (وهو متشابه جدا!)، حتى أنهم دفعوا بإتجاه انشاء وكالة مستقلة للاجئين الفلسطينيين لكي لا تكون منظمة اللاجئين الدولية ذاتها التي دافعت عن اليهود سابقا، هي المدافعة عن نفس الحق للفلسطينيين.
أعتقد أن الكاتب رغم كونه اسرائيلا بدا منصفا ومتحيزا فقط لموضوعه وأطروحته، وسعيه لإثبات حدوث جريمة التطهير العرقي في فلسطين، متشبثا بفكرة أن الوصول إلى حل للمشكلة القائمة، يبدأ بالاعتراف بوقوع الجريمة، تسميتها التسمية الصحيحة، والبدء بإنصاف الضحايا.
أنهيت هذه الرواية المملة بشق الأنفس. لقد كانت أقل من توقعاتي، مقارنة بتجربتي السابقة لرضوى، وبالنظر الى الموضوع الثري (الشت**spoiler alert** الطنطورية
أنهيت هذه الرواية المملة بشق الأنفس. لقد كانت أقل من توقعاتي، مقارنة بتجربتي السابقة لرضوى، وبالنظر الى الموضوع الثري (الشتات الفلسطيني).
أظن مشكلة هذه الرواية تبدأ مع شتات هدفها ومحورها:
ا- هل هي رواية شخصية تتابع حياة رقية المرأة الطنطورية التي واجهت الشتات؟ فلماذا لم يتم تكثيف الجانب الشخصي منها اذن؟ لماذا بقيت فقيرة في هذا الجانب دون الغوص في أفكار ومشاعر الشخصية في مشاهد مهمة مكتفية بتأمل المشهد من الخارج رغم استخدام ضمير المتكلم في السرد. الجانب الأمومي والزوجي ضعيف وسطحي. لماذا طغى الجانب التقريري المهتم بتوثيق الحدث على بناء الشخصية. كثيرا ما تم تقليص دور رقية إلى راوية للحدث عوضا عن معايشة له، حتى أنها لم تتحدث بالمرة من جانب شخصي عن حدث غياب/موت زوجها مكتفية بسرد ما قاله ابنها عن هذا الأمر، ومن الغريب أنها لم تتناول شتات أبنائها في بلدان بعيدة عنها من جانب عاطفي ونفسي.
ب- هل الرواية توثيق للواقع السياسي من شتات وحرب أهلية ومجازر؟ لماذا اذن الخلط بسرد أتفه جوانب الحياة اليومية. في القسم الأول من الرواية نجد الواقع السياسي يظهر كخلفية للأحداث الاجتماعية التي تعيشها العائلة القروية في الطنطورة، تصف لنا الحياة والناس. لكن هذا التقرير عن الحدث السياسي يتضخم في مرحلة بيروت. وتبقى الفصول تخلط بين مشاهد غير ذات أهمية (تفاوض الابناء على توزيع الغرف وأسرة النوم، العلاقة بين رقية وعبد الكبير). وإذا كان الهدف هو توثيق التاريخ فلماذا اختيار هذه الساردة ”ست بيت“ التي كثيرا ما يحدها دورها في السرد فتستعين بإعادة سرد ما أخبرها الآخرون. إنها حتى ليست بشاهدة، بل ناقلة لشهادات الاخرين.
لا يمكنني القول أن هذا الخلط كان مُحكما ولا موفقا. لا نكاد نرى انعكاس الواقع السياسي على فكر الشخصية أو خصوصية شخصية في القصة. فإذا نزعنا الخلفية السياسية لها فلن تكون أكثر من قصة امرأة ولدت في مكان وعاشت في مكان آخر، وعاش أولادها في مدن أخرى. وهي قصة يمكن أن تحدث حتى لغير أهل الشتات الفلسطيني (وبدرجة أعلى من التشويق). تختار رضوى أن تكون العائلة في قصتها مرفهة، لم يعيشوا في مخيمات، لم يذوقوا الفقر والحرمان، سارت أمورهم بسلاسة من بداية الشتات بالحصول على مسكن، درس أبنائهم في الجامعات وتأمنت لهم وظائف ممتازة ورواتب كفتهم مؤونة العيش وسهولة في السفر والترحال. فيما عدا الأب، لم يتعرض أي من الأولاد للمعاناة، حتى اعتقال أحد الأولاد كان بسيطا ومرّ بسهولة دفع المال. بالطبع ارتبطوا جميعا عبر علاقات فرعية بمعاناة فلسطينيي المخيمات القريبة منهم والاضطهاد على الهوية في فترة الحرب الأهلية في بيروت.
وبذكر الشخصيات، تمتلأ الرواية بها. لكنها لا تحتفظ بهم جميعا ”أحياء“ وحاضرين في السرد. يظهر بعضهم بقوة وتبنى معه علاقة تتوسع في وصفها (مثلا عزّ شقيق الزوج) وقد يستمر حضوره عددا من الفصول. ثم: لاشيء. يرد ذكره في حادثة قصف المخيم، وسرعان ما يتم نسيانه باعتباره مات، ثم يظهر بعد فصول عديدة كشبح أو شخصية كومبارس تزيد عدد الحضور في حفلة عرس.
الرواية ينقصها التشويق بشدة. الحدث فيها رتيب ويتراوح بين مشاهد عائلية غير مشوقة، وتقرير عن الواقع السياسي. هناك قلة من المشاهد المؤثرة لكنها تضيع في بحر الرواية الضخمة....more
ينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول يعنى بحوارات ادوارد سعيد الثقافية حول كتبه وآراءه النقدية، والثاني يعني بحواراته السياسية حول القضية الفلسطينية. وان كانينقسم الكتاب إلى قسمين، الأول يعنى بحوارات ادوارد سعيد الثقافية حول كتبه وآراءه النقدية، والثاني يعني بحواراته السياسية حول القضية الفلسطينية. وان كان هناك تداخل طفيف في بعض الحوارات بين الموضوعين لكنها مقسمة حسب الموضوع الطاغي في كل حوار. وهي مرتبة زمنيا بين ١٩٧٦ حتى عام ٢٠٠٠ بما يسمح لك بمتابعة التطور في الحدث والمواقف والأفكار.
القسم الأول بدا صعبا وعصيّا عليّ، بالنظر إلى عدم قراءتي لكتب سعيد النقدية، ويبدو لي هذا خطأ مني أن أقرأ الحوار والتعليق قبل أن أفهم الفكرة المتن كما جاءت في كتبه. يحسب له أن حفزني وأثار اهتمامي لقراءة تلك الكتب.
القسم الثاني كان أكثر سلاسة وفيه يتحدث سعيد عن مواقفه وآراءه حول حركة المقاومة الفلسطينية، التي انخرط في النشاط فيها من مقعد المثقف والمتحدث، وأحيانا أكثر. هذه الحوارات تبدو لي ذات قيمة كبيرة من ناقد ومفكر فلسطيني، وقد أثار الكثير من النقاط المهمة حول تقصيرات أداء حركة المقاومة، حول الحلول المقترحة لمعالجة الوضع الراهن (الوضع كما كان في منتصف التسعينات)، وفكرة سعيد عن دولة تحفظ حق المواطنة للجميع وليس لليهود فقط، وحول الأسباب التي تجعل عملية السلام عملية فاشلة بتفاديها علاج مشاكل جذرية، ضمن أمور أخرى....more
حوارات بين ادوارد سعيد والصحفي ديفيد بارسميان تدور في مجملها حول فلسطين والمقاومة، تتطرق الحوارات إلى العديد من الأفكار بما في ذلك آراء سعيد في أحداث حوارات بين ادوارد سعيد والصحفي ديفيد بارسميان تدور في مجملها حول فلسطين والمقاومة، تتطرق الحوارات إلى العديد من الأفكار بما في ذلك آراء سعيد في أحداث معاصرة كاتفاقية الاستسلام في اوسلو بداية التسعينات، في أهمية الحديث والنقد، ومرورا بدور الاعلام والأدب في تشكيل الفكر حول العرب والاسلام وفلسطين استمتعت بالاستماع للجزء الأول من الكتاب صوتيا على قناة السيدة ميم https://www.youtube.com/watch?v=2v9j4... . ...more
السرد واللغة ممتازة والفكرة مميزة، لكنها للأسف فشلت في ان تستثمرها بشكل جيد في الرواية.
البداية كانت جيدة، يتم السرد عبر اصوات متعددة، بعضها عرب وبعضهاالسرد واللغة ممتازة والفكرة مميزة، لكنها للأسف فشلت في ان تستثمرها بشكل جيد في الرواية.
البداية كانت جيدة، يتم السرد عبر اصوات متعددة، بعضها عرب وبعضها يهود، يروون تفاصيل الحياة المشتركة بينهم في الارض المحتلة في واقع اليوم، ثم، يختفي العرب من يافا ومحيطها ومن كامل الأرض المحتلة. وبعد ذلك؟ لاشيء. يختفون وحسب، طواريء في الاراضي المحتلة. ولا شيء اكثر.
الشيء المشترك بين الكثير من الروايات العربية الحديثة، هو ان الفكرة فيها لا تنمو، والحدث لا يتصاعد. ربما تتشعب الفكرة الى تفاصيل واشخاص وذكريات، لكنك لا تشعر بالتقدم الى الامام بل بالبقاء في نقطة....more
تكتب سوزان بأسلوب سردي جذاب، بقدر كبير من الإثارة والتشويق في الأحداث. رغم تسارع الاحداث على خط زمني طويل لكن المآسي وواقعية كثير من هذه المآسي التي جتكتب سوزان بأسلوب سردي جذاب، بقدر كبير من الإثارة والتشويق في الأحداث. رغم تسارع الاحداث على خط زمني طويل لكن المآسي وواقعية كثير من هذه المآسي التي جرت على الفلسطينيين تبقي القاري متعاطفا متأثرا ومشدودا لمواصلة القراءة. أعجبني تنوع أساليب السرد بين الراوي الخارجي وبين استخدام أصوات بعض الشخصيات في بعض الفصول. سمح هذا لسوزان بتقديم بعض الاحداث من زاويتين مختلفتين. كما أعجبني في أسلوبها الومضات التي تنثرها مقدما لأحداث مستقبلية....more
مشكلة الياس خوري بالنسبة لي أنه يكتب دائما متبعا نفس الأسلوب: تداعي الذكريات الحر / تيار الوعي، القصص الصغيرة المنفصلة التي تترابط مع بعضها وتشكل روايمشكلة الياس خوري بالنسبة لي أنه يكتب دائما متبعا نفس الأسلوب: تداعي الذكريات الحر / تيار الوعي، القصص الصغيرة المنفصلة التي تترابط مع بعضها وتشكل رواية. لقد كان مدهشا في المرات الأولى، ولكني وصلت إلى درجة التشبع. أردت قراءة هذه الرواية فقط لعلاقتها بموضوع فلسطين، ولكن للأسف هذه البعثرة / التجميع لحكايا متفرقة ضمن قصة عامة لم يتمكن من جذبي كفاية للبقاء وتقليب الصفحات. ...more