Jump to ratings and reviews
Rate this book

صفوة التفاسير

Rate this book
صفوة التفاسير
تفسير للقرآن الكريم
محمد علي الصابوني
ثلاث مجلدات

1717 pages

About the author

محمد علي الصابوني

75 books180 followers
تلقى الشيخ الصابوني الدراسة النظامية في المدارس الحكومية، ولما حصل على الشهادة الابتدائية انتسب إلى إعدادية وثانوية التجارة فدرس فيها سنة واحدة، ولما لم توافق ميوله العلمية ـ لأنهم كانوا يعلمون فيها الطلاب أصول المعاملات الربويّة التي تجري في البنوك ـ هجر الإعدادية التجارية مع أن ترتيبه فيها كان الأول على زملائه، وانتقل إلى الثانوية الشرعية التي كانت تسمى (الخسروية) في مدينة حلب وفيها نال الإعدادية والثانوية، وكانت دراسته فيها مزدوجة تجمع بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية التي كانت تدرس في وزارة المعارف، فقد كانت المواد الشرعية كلها من التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والفرائض، وسائر العلوم الشرعية إلى جانب الكيمياء والفيزياء والجبر والهندسة والتاريخ والجغرافيا واللغة الإنجليزية، فكانت دراسته جامعة بين الدراسة الشرعية والدراسة العصرية، وقد تخرج من الثانوية الشرعية عام 1949.

ولما أنهى دراسته الثانوية بتفوق ابتعثته وزارة الأوقاف السورية إلى الأزهر الشريف بالقاهرة على نفقتها للدراسة الجامعية، فحصل على شهادة كلية الشريعة منها بتفوق عام 1952، ثم أتمّ دراسة التخصص فتخرج عام 1954 من الأزهر الشريف حاصلاً على شهادة العالمية في تخصص القضاء الشرعي، وهي تعادل شهادة الدكتوراه حالياً، وكانت هذه الشهادة أعلى الشهادات في ذلك العصر، وقد نالها بتفوق وامتياز.

رجع بعد دراسته في مصر إلى بلده فعيّن أستاذاً لمادة الثقافة الإسلامية في ثانويات حلب ودور المعلمين، وبقي في التدريس ثماني سنوات منذ عام 1955 إلى عام 1962.

بعد ذلك انتدب إلى المملكة العربية السعودية أستاذاً مُعاراً من وزارة التربية في سورية للتدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وكلية التربية بالجامعة بمكة المكرمة، وكان على رأس البعثة السورية إلى المملكة آنذاك، فدرّس فيها ما يقارب ثمان وعشرين عاماً، وتخرج على يديه الكثير من أساتذة الجامعة في هذه الفترة الطويلة. ونظراً لنشاطه العلمي في البحث والتأليف فقد رأت جامعة أم القرى أن تسند إليه تحقيق بعض كتب التراث الإسلامي فعيّن باحثاً علمياً في مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي، فاشتغل في تحقيق كتاب مهم في التفسير يسمى (معاني القرآن) للإمام أبي جعفر النحاس المتوفى سنة 338هـ، والمخطوطة نسخة وحيدة في العالم لا يوجد لها ثان، فقام بتحقيقها على الوجه الأكمل، بالاستعانة بالمراجع الكثيرة بين يديه من كتب التفسير واللغة والحديث وغيرها من الكتب التي اعتمد عليها، وقد خرج الكتاب في ستة أجزاء، وطبع باسم جامعة أم القرى بمكة المكرمة بمركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
250 (59%)
4 stars
82 (19%)
3 stars
45 (10%)
2 stars
21 (4%)
1 star
24 (5%)
Displaying 1 - 27 of 27 reviews
Profile Image for يسرا صلاح الدين.
74 reviews21 followers
Want to read
June 13, 2021
أجمل ما وجدته التقسيم و حسن التنظيم، البداية تكون مع المحاور الأساسية للسورة ثم ينتقل إلى عرض الحادثة التي نزلت فيها الآية (أو سبب النزول) ثم معاني الكلمات أصلها و استخدمها عند العرب و الاستشهاد بأبيات من الشعر ثم يعرض معناها المقصود في الآية القرآنية ثم شرح كل آية أو بعض آية على حده نقلا عن أئمة التفسير و اللغة كالطبري و ابن كثير و البيضاوي و غيرهم، يذكر المصنف بعض الأشارات اللطيفةحول الآيات الكريمة، و يشير إلى المحسنات البديعية و البلاغة القرآنية، لكنني في بعض الأحيان أفقد الرابط بين الآيات فاضطر لإعادة القراءة سريعا حفاظاً على التسلسل. جزى الله المصنف عنا خير الجزاء و نفعنا بعلومه و علوم أئمة التفسير في الدارين آمين.
اتوقف الآن عند سورة الأنعام في الجزء الأول و سورةالفرقان في الجزء الثاني
Profile Image for Tigergirl.
23 reviews4 followers
March 1, 2013
أيسر كتاب تفسير تعلمت عليه وعمري 10 سنوات وإلى الان هو المفضل لدي
Profile Image for Fatma Alotaibi.
34 reviews5 followers
Read
July 21, 2010
من التفاسير الجميلة الموجزة،، وسهلة القراءة،، للجميع
Profile Image for To Da.
317 reviews33 followers
April 26, 2020
أول عهدي بقراءة التفسير كانت على يدي هذا الكتاب. أول كتاب حببني بقراءة تفسير القرآن العظيم لدقة تنظيمة وحسن ترتيبه وسهولة عباراته. ولو أنه كان على ثلاثة مجلدات ولكن حجمه لم يخيفني وقد كنت الفتاة التي لم تعتد قراءة كتب عالم الكبار إلا قصص الأطفال.

اذكر أني كنت أقوم بتسطير بعض التفسيرات التي أحسست بأهميتها لخفاء معاناها علي، وأني كنت أقوم بنقل معاني بعض المفردات والأسماء وربما ملخص صغير لأسباب النزول إلى مصحفي حتى تكون تحت ناظري كلما قرأت الآية.. وللصراحة قد نفعني ذلك كثيراً حيث أنه مع تكرار القراءة صار كل ذلك مألوفاً لدي وصارت علاقتي بمصحفي مختلفة.

جمع الكتاب مختلف التفاسير (ابن كثير-الطبري- القرطبي- الظلال- الكشاف -الألوسي - البحر المحيط) وانتقى منها أقربها معنى وأصحها تفسيراً لكل آية على حدى. وكانت هذه ميزة الكتاب حيث أنه يوفر عناء البحث في كل هذه التفاسير عن المعنى الأقرب للآية.

في بداية كل سورة يقوم الشيخ الصابوني بطرح مواضيعها التي تناولتها باختصار مقسماً إياها إلى أقسام حسب تلك المواضيع . ثم في بداية كل موضوع يقوم بالبدء بمناسبة المقطع لما قبله أو للسورة ككل ثم يشرح بعض المفردات بشكل مبسط. ثم يورد أسباب النزول لآيات ذلك المقطع إن وجدت. بعدها يبدأ بالتفسير بشكل ميسر غير ممل ولا مخل. وما يجعل هذا الكتاب متفرداً هو أنه يذكر في نهاية تفسير المقطع بعض اللطائف والتنبيهات والبلاغة التي احتواها.
Profile Image for مصعب محمد.
43 reviews4 followers
May 1, 2023
من طبيعتنا أننا نضجر عند سماع موضوع نحن على اهتمام به ولكنه غير مكتمل الأركان، كمشكلة لصديق أوأخ أو حبيب يخبرنا بطرف منها في الهاتف فتقول: دعنا نتقابل أولا، وكذلك كل موضوع مهم سواء لذات الموضوع أو للشخص المتعلق به الموضوع أو لكليهما. نبحث عن التفاصيل، الصورة الكاملة، الأرض الصلبة لنفهم بعمق، نفهم الآخر صاحب المنزلة من القلب أو الموضوع الذي يشغل العقل، والأهم أننا نضجر عند فقد التفاصيل ورؤية الصورة ناقصه، فنطلب -تحت سطوة ذلك الضجر- التفاصيل المفقودة أوالصورة الكاملة - أو أقرب لشيء لكمال الصورة-.

وهذا على الحقيقة أهم ما دفعني لقراءة التفسير أو قل هو العنوان العريض الذي يصيغ دوافعي لقراءة التفسير، ألا وهو الضجر من فقد التفاصيل المهمة لتكامل الصورة التي أخذتني تفاصيلها رغم معرفتي بأن وراء التفاصيل تفاصيل لم أعرفها بعد، ولكن عندما يفتنك تفاصيل لوحة ما من كل وجه فلا تنتظر إلا مزيدا من الإفتتان بظهور تفاصيل أخرى لتلك اللوحة، تفاصيل قد كانت مطموسة أو بالعموم غير مرئية لعينيك.
فالقرآن في فترة بداية الشباب كان الكتاب الأو��د الذي أمكنني الوثوق فيه. فما من شيء في ذلك الوقت إلا وقد اهتزت مكانته عندي بالتأمل والتفكر والنظر إلا القرآن فقد كان مع القراءة والتأمل يزداد يقيني بأنه هو نسق متسق صادق من أوله إلى آخره يحدثك حديث الحكيم العليم فالعالم قد يضل بوضع الشيء الصحيح في غير موضعه -وهو الغالب على علماء زماننا إن تحلّو بالعلم وجاز وصفهم بالعلماء وما أندر العلم فضلا عن اجتماع العلم والحكمة-، هذا شأن الإنسان فما بالك بالحكيم العليم اللطيف الخبير -سبحانه وتعالى-، ففي وقت شاع فيه الكذب وتساقطت الأقنعة لم أجد إلا القرآن كتاباً يمكنني التمسك به والوثوق في معارفه التي أذكر أني كنت اقرأه ثم اقرأ لأناس يتحدثون باسم الدين ثم أقول لنفسي: من أين جاء هؤلاء بهذا الكلام؟ هل لهم قرآناً آخر غير ما يعرفه الناس؟! حدث هذا الحديث في نفسي كثيراً!

ولا شك في هذا الصراع لم يكن كافياً أبداً القراءة المجردة للقرآن حتى مع التأمل والتفكر والنظر، وإن كانت كافية في البداية للتحقق من أن هذا هو الكتاب الوحيد الذي يستحق التمسك به، ولكن لم تكن تكفي القراءة للغور في معارف هذا الكتاب التي حين تتمسك بها ستكتشف أمراً آخر، ألا وهو تفسير كل صاحب هوى في عصرنا لمعاني الكتاب وفق ما يهوى ويرغب ويطمح فهؤلاء أعداء الله لآية كذا وآية كذا وهؤلاء أولياء الله لآية كذا وآية كذا، فإن قلت لأحدهم: أعداء قد يتوبون ويتوب الله عليهم لآية كذا، فتراه يقول كلاماً لا تعرف من أين هو ويضع المسلم الذي ما زال حياً أي باب التوبة مفتوحاً أمامه في منزلة أبو لهب الذي في القرآن بالاسم أنه في النار، فكيف يكون هذا!!! وعلى الناحية الأخرى الذين هم من أوياء الله إن قلت عنهم بأنهم أناس سرقوا الأموال مثلا وتعلم منزلة السرقة في القرآن خصوصاً إن كانت في أموال الزكوات والصدقات وأموال اليتامى والأرامل، وفي ذلك آيات شديدة فتقول له: أقل ما هنالك ألا تقدس أحداً وأعلم أن الحي لا يأمن الفتنة، فإن قلت هذا رأيت التأويلات سواء للآيات أو لأفعال هؤلاء الناس، تأويلات ما أنزل الله بها من سلطان فتسكت إما لعدم القدرة على الرد أو لعدم جدوى الرد أصلاً -وهو الغالب-. هذه إشكالات بسيطة ولكنها تثير الضجر وتثير الرغبة في المعرفة، والرغبة في زيادة التفاصيل لإظهار بهاء اللوحة التي أصابها الغبار في خضم تلك الصراعات، أصابها الغبار ولكن ما زال الذهب هو الذهب.

فما إن أخذت اقرأ وأبحث وأتعلم حتى علمت أشياء كثيرة، مثل أن هناك آيات تخاطب الكفار وغير المسلمين لا يمكن حملها على مخاطبة المسلمين بالتأكيد، وغالب هذه الآيات تكون شديدة كما الآية في آخر سورة الكهف:

أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلا
قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا
الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا
ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا
خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا

فقوله تعالى : الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا.
شائع جدا بين الناس استخدامه وبين الخطباء والوعاظ، ولا يمكن أبداً لمؤمن أن يكون من الأخسرين أعمالا، بل الحديث لغير المؤمن، كما يظهر في الآيات الفصل في نوع الخطاب و جوّه -إن جاز التعبير-، فخطاب غير المسلم مخيف جدا (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) خطاب في غاية الرعب بخلاف خطاب المؤمن (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلا، خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا) فخطاب المؤمن هو خطاب في غاية المؤانسة واللطف والمكافأة على الصبر على كلمة التوحيد التي لا يعادلها شيء أبدأ أبداً أبداُ بالإضافة للصبر على اجتناب المحارم والصبر على فعل الطاعات والفروض بالإضافة للصبر مع كل هذا على الدنيا الشاقة المتعبة التي طابع الإنسان فيها هو "الكبد" بالمصطلح القرآني فهو يكابد الدنيا ويكابد ألأ يتلهى عن مشقتها بالحرام ويكابد أن يفرغ نفسه لفعل واجباته من صلاة وصوم وزكاة وحج وووو. كل هذا ويخرج الداعية/العالم/الواعظ/الخطيب بكل سخف فيسقط هذه الآية على المسلم، ما هذا؟ كيف تقلب موازين القرآن بهذا الشكل الفج الذي هو في رتبة التحريف للقرآن؟ ألا ترى أين وضع القرآن المؤمن وكيف خاطبه بالحب واللطف واللين والمؤانسة والمكافأة؟
هذا مثال صغير عميق التأثير في نفس المؤمن، مشوه لنفسيته، تأثير مؤذ لأبعد مدى لنفسية المؤمن الذي "يكابد" في الدنيا ليحيا، ليحيا بدينه. فضلاً عن تأثير ذلك على صورة الرب سبحانه في عين هذا المؤمن، عافانا الله، فهو سبحانه اللطيف الخبير بعباده. كما قلت هذا مجرد مثال وكثير من الناس قد تعلق بأزمات وإشكاليات من نوعية أخرى وفي جهات مختلفة فالقرآن نص حي بكل معنى الكلمة، في الزمان والمكان، التاريخ واللغة، التشريع والأخلاق، العرب والعجم. فالقرآن خطاب له متعلقات بكل هذا سواء في صلب النص أو ما يدور حوله. فالضجر من كثرة المشوشين والضجر من كثر العوائق والضجر من الكذب الشائع باسم الدين والدعوة والشريعة والعلم وووو. كل هذا دفعني دفعا لطلب التفاصيل، لطلب المزيد من المعرفة، لطلب نزع الستار ومسح الغبار عن تلك اللوحة البهية الجميلة الصادقة من أولها لآخرها، ألا ��هي القرآن.

ولا يعدل شيئاً في المتعة أن تحيط بأخبار ما تحب فتفهم التلميح كما تفهم التصريح، تفهم المجاز كما تفهم الحقائق، تفهم التشبيهات، تفهم الأمثلة ومرجع الأمثلة وبيت القصيد من المثل، الأمر على الحقيقة كما بدأت في أول الكلام هو كحالك مع كلام صديقك الذي لا تكاد تعرف عنه إلا القليل فتدور في رأسك الأسئلة دوما عما يريد وماذا يقصد! وصديقك الذي تعمقت في معرفته فصرت تفهم كلمته بل وتستنبط ما وراء كلمته لفهمك للغة صديقك وملابسات حياته وأشخاص حياته وغاياته وأهدافه وما يحب وما يكره وما فعله وما رجع عنه، ما كان منه في أول حياته وما كان في آخره، مواضع سكوته ومواضع كلامه، متى يحب الإسترسال ومتى يحب الإيجاز، وهكذا، فكما قلت أنت حينذلك لا تفهم كلام صديقك وحسب بل وتستنبط -عن بينة وعلم- ما وراء الكلام. وهذا على التحقيق أثر قراءة التفسير ومدارسته على فهم القرآن فكما قلت: القرآن كائن حي بكل معنى الكلمة، وإن كان له ضوابط للفهم لطابع كونه نص، كما للإنسان ضوابط للفهم لطابع كونه إنسان.

من صغري وأنا أمر على آيات ولا أفهم لها معنى كالتي نقضت غزلها من بعد قوة! أو مفردات لا أفهم لها معنى كالوتين فما الوتين! وهذان مثلان وغيرهما الكثير والكثير. فالحقيقة أن لغتنا العربية ليست بالقوية، والقرآن لغته في أعلى القوة والمتانة والإعجاز لذلك هناك فجوة بلا أدنى شك. كان الصحابة العرب أهل اللغة يسألون فيما بينهم عن بعض الكلمات الغريبة، ومثال ذلك أن " فطر " معناه عند قريش : ابتدأ فجاءت في القرآن فغاب المعنى عن ابن عباس حتى اختصم إليه أعرابيان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها، قال ابن عباس: ففهمت حينئذ موضع قوله تعالى : فاطر السماوات والأرض. فضلا عن سؤال النبي عن معنى بعض الآيات التي فهموا مبناها ولم يفهموا معناها فما الخيط الأبيض من الأسود من الفجر! هذا كان حال الصحابة أهل اللغة ومرجعها فما بالك بنا! لذلك مهما كان مستوى الإنسان من اللغة في زماننا فهو بلا شك مفتقر للتفسير لأنه مفتقر لما كانت الصحابة مفتقرة له من غريب القرآن أو المعني المراد من بعض الآيات التي تفتقر لبيان، والذي يقوم بتلك الوظيفة النبي صلى الله عليه وسلم فهو المحدث عن الله سبحانه (إن أتبع إلا يوحى إلي)(وما آتاكم الرسول فخذوه ومن ناهكم عنه فانتهوا)(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)(فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما) فضلا عن ملابسات نزول الآيات التي كان يفهم بها الصحابة المراد من الآيات فلم تحوجهم إلى السؤال وغابت عنا تلك الملابسات فنحن مفتقرون لمعرفتها أيضاً. هذا ولغتنا قطعاً لا تقرب من لغة الصحابة أهل اللغة فهناك بون شاسع يزداد اتساعا مع ازدياد الإنسان في عصرنا بعداً عن اللغة العربية وممارستها.

أمام كل هذا العقبات عن تمام الفهم للقرآن سعيت منذ كنت في السابعة عشر من عمري إلى قراءة تفسير يتناول موضوعات السور؛ لكي أعي قبل الدخول للسورة وبعد الانتهاء منها الموضوعات التي تتناولها فتعينني على الفهم أثناء قراءتي للسورة -لا سيما السور الطوال- وتعينني على تذكر موضوعات السورة عند الانتهاء من قراءتها، فهذا أول ما بحثت عنه وهو موضوعات السورة. ثم كان الأمر الثاني الذي بحثت عنه هو أسباب النزول أو ملابسات النزول التي لا غنى عنها لفهم معاني لم يسأل عنها الصحابة فلم يجب عنها النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الذي أجاب عن تلك الأسئلة التي لما يسأل أحد عنها، أجابت الأحداث نفسها بالبيان لما خفى وحل ما استشكل فهمه. ثم كان الأمر الأخير ألا يكون التفسير مختصرا فلا يشبعني، ولا طويلا مليئا بنقاشات خارج إطار التفسير لخصوص الآية من التعرض للخلافات الفقهية أو العقدية أو حتى اللغوية بإسهاب، طبعا مع تفضيلي لذكر الفائدة بإيجاز إن كان في عدم التعرض لها إبهام لمعنى الآية أو مقصد صريح من الآية، كما في تفسير قوله تعالى (ثلاثة قروء) فاختلف الفقهاء في المراد من القرء هل هو الحيص أم الطهر فهذه إشارة مهمة لإيضاح معنى الآية التي هي حكم فقهي بالأساس فلا بد من الإشارة دون إسهاب -أو هكذا أردت أن يفعل المفسر-. أخيراً كنت أبحث عن ربط الآيات ببعضها، وهذا تبعا لربط موضوعات السور.

هذا ما كنت أبحث عنه في التفسير، ولأكون صادقا عندما كنت أريد تفسيراً في ذلك الوقت -في السابعة عشر من عمري- نظرت في مكتبة البيت، فكان بها تفسير الطبري وتفسير القرطبي وتفسير الصابوني، وكان تفسير القرطبي والطبري يزيد عدد مجلدات كل واحد منهم عن الخمس مجلدات، وكان تفسير الصابوني ثلاث مجلدات فكان هو الأوقع للقراءة، فلم يكن يعنيني متطلباتي في ذلك السن بقدر ما كنت أريد قراءة تفسير للقرآن. وبالفعل بدأت في قراءة تفسير الصابوني، وأذكر أني كنت مسرورا بتلك القراءة رغم كوني شخصاً لم يعتد القراءة ولم تكن له بها تجربة، ولسبب أني كنت مبتدأ في القراءة انقطعت عن التفسير من بعد قراءة تفسير سورة البقرة والتي شغلت ثلث المجلد الأول. ومن حينها وأنا يشغلني قراءة تفسير للقرآن، فلما شرعت في حفظ القرآن -بجدية- في الواحدة والعشرين زاد هاجس التفسير في خاطري، حتى لما وصلت في حفظ القرآن للجزء العشرين على ما أذكر وكنت في سن الثالثة والعشرين أو يزيد، عزمت على قراءة تفسير ما أحفظ حتى لو كلفني ذلك أن أنقص من قدر حفظي، وقد كان، فعدت لتفسير الصابوني وصرت اقرأ تفسير ما سأشرع في حفظه، وبذلك أكون قد عدت لقراءة تفسير الصابوني بعد ست سنين تقريبا، وما ذلك إلا لأن ما كنت أبحث عنه من متطلبات في كتاب التفسير الذي أريد قراءته قد تبلور في ذهني مع مرور السنين، وتلك المتطلبات هي النقاط التي أوضحت سابقا أني كنت أبحث عنها في كتاب التفسير الذي سأقرأه وقد كانت كل هذه المتطلبات موجودة في تفسير الصابوني، فسرت بالتفسير والحفظ في آخر عشر أجزاء من القرآن جنباً إلى جنب. ثم رزقني الله بختم حفظ القرآن وبذلك أكون قد أنهيت من التفسير ثلثه تقريبا، ثم قرأت تفسير سورة البقرة وآل عمران في قراءة مشتركة مع صديق، ثم أكملت باقي التفسير في فترة التجنيد.

قد كانت من أجمل القراءات التي مررت عليها، فقد كانت من نمط القراءات المتأنية، التي قد أعيد فيها قراءة الفقرة من التفسير مرة أو اثنين وثالثاً حتى أهضم ما اقرأ، أدون الفوائد التي تأخذ بعقلي في طرة الكتاب -الصفحة البيضاء التي تكون في أول الكتاب-، قد أعلق على الهامش إما بتلخيص لفقرة ما أو بأمر ما انقدح في ذهني من المعاني أو باستشكال سواء تعلق بتفسير غير مشبع أو بسؤال مباشر لم يجب عنه التفسير، ولذلك كنت قد جعلت لقراءتي في تفسير الصابوني مرجعاً خاريجاً لتلك الحالات، وكان هو تفسير التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور، وما لجأت لتفسير الطاهر بن عاشور إلا وكفاني والحمدلله، وإن لم يتكرر ذلك أكثر من سبع أو ثمان مرات على ما أذكر، وهذا لا يقلل من تفسير الصابوني بل يعلي من مكانته لأن سبع مواضع ليست بشيء في تفسير تجاوزت صفحاته ألف وخسمائة ورقة مقسمة على ثلاث مجلدات بمعدل ستمائة ورقة لكل مجلد.

منهج التفسير شرحه الشيخ الصابوني في المقدمة بأنه ينظر في أمهات كتب التفسير كالطبري والقرطبي وابن عطية والزمخشري فيستخلص المعنى ويعيد صياغته بلغة سهلة ليسهل فهم القارئ المعاصر لها، وإن كان هناك أقوال متعددة فيرجح أحد الأقوال ويشير إلى ذلك الخلاف في هامش الكتاب، هذا ملخص المنهج. فيبدأ بالكلام عن سبب التسمية للسورة، ثم التعرض لموضوعات السورة وما يتعلق بها من أسباب النزول أو أجر مخصوص أو تعليق معين من النبي صلى الله عليه وسلم أو تعليق من أحد الصحابة، ثم التعرض لغريب كلمات السورة، ثم يبدأ في تفسير السورة، ثم يتعرض لمظاهر بلاغة السورة، وفي السور الطوال يتعامل مع ربع الحزب أي يجري عملية التفسير تلك على صفحتين تقريبا من السورة ثم ينتقل للصفحتين التاليتين، وهكذا. وحقيقة كنت اقرأ مظاهر البلاغة في البداية ثم بدأت في تجاوزها لأن الشيخ وإن أراد ربط القارئ ببلاغة القرآن وجمال لغته وتراكيبه ومفرداته -وهذا ما أظنه سيحدث مع من لم يتعرض لبلاغة القرآن وشرحها من قبل- ولكن سبب عدم قراءتي لها أني دخلت التفسير باحث عن معنى القرآن بعيدا عن التفصيل الفقهي أو العقدي أو اللغوي ومنه البلاغي إلا بقدر ضرورة كشف المعني من الآية/المراد من الآية/تفسير الآية. هذا أمر، وهناك أمر آخر وهو أني كنت قد أطلعت على كثير مما يتعلق ببلاغة القرآن فلو أني سأقرأ في شيء مما يتعلق ببلاغة القرآن فسأقرأ تفسير كتفسير الطاهر بن عاشور أو الزمخشري ممن يتعمقون في تناول بلاغة القرآن بشكل يبرز تأثير البلاغة في صياغة المعني أو المعاني المتعددة بخلاف مجرد التعرض لها الذي يفيد المعرفة ببلاغة القرآن وجماله بلا شك ولكن لا يغوص بالقارئ في عمق تأثير ذلك على المعنى، ولكل كتاب غرضه وكل كتاب وقته ولكل كتاب قارئه، ولذلك يقولون: لا يغني كتاب عن كتاب.

أخيرا، فقد علمت بوفاة الشيخ الصابوني أثناء قراءتي لتفسيره. فاللهم أجعل هذا التفسير لكتابك رفعة له وتكفيراً لذنبه وشفاعة له بين يديك، اللهم آمين. ربنا يجازي الشيخ الصابوني خيرا على هذا العمل العظيم الجميل.
January 3, 2016
يمتاز بحسن الترتيب فهو يذكر اللغة ثم اسباب النزول ثم المعنى واخيرا البلاغة، التفسير جيز واحرص على قراءة النسخ المتأخرة منه فان الكاتب قد اضاف وغير كثير من المواضع للافضل والاحسن
Profile Image for Nouru-éddine.
1,268 reviews232 followers
September 16, 2018
عايشت هذا التفسير بأجزائه الثلاثة سنة ونصف السنة، أتقدم فيه يوميًا حتى ختمت القرآن تباعًا بقراءته. تعلمتُ منه الكثير وخصوصًا المفردات ومعانيها والمحسنات البلاغية في نهاية مجموع�� آيات. علاوة على أنه يتميز بجمع الآيات التي تناقش قضية أو فكرة واحدة بما يريح العقل على فهم الآيات ومعانيها.
Profile Image for Hanan Mohammed.
20 reviews4 followers
September 10, 2014
تفسير مختصر على الصحيح من الاحاديث والمثبوت عند اهل السنة والجماعة. الاسلوب بسيط وينصح به كأول تفسير يقرأه المسلم. يحتوي على ملخص للسورة في بدابتها، بالاضافه إلى سبب النزول لكل ماورد في السيره.
Profile Image for Islam.
212 reviews
November 1, 2016
كتاب اكثر من رائع جداً وشرح مفصل الآيات بصورة رائعة
September 21, 2023
"وإذا كان المسلم قد اضطرته الدنيا ليشغل وقته في تحصيل معاشه وضاقت أيامه عن الرجوع إلى التفاسير الكبيرة التي خدم بها أسلافنا -رضوان الله عليهم- كتاب الله تعالى تبيانا وتفصيلا لآياته وإظهارا لبلاغته وإيضاحا لبلاغته وإبرازا لما حواه الكتاب المجيد من تشريع وتهذيب وأحكام وأخلاق وتربية وتوجيه.. فإن من واجب العلماء اليوم أن يبذلوا جهدهم لتيسير فهمه على الناس بأسلوب واضح وبيان ناصع لا حشو فيه ولا تطويل ولا تعقيد ولا تكلف وأن، يبرزوا ما في القرءان من روعة الإعجاز والبيان بما يتفق وروح العصر الحديث ويلبي حاجة الشباب المثقف المتعطش إلى التزود من علوم ومعارف القرءان الكريم"

لله در الشيخ فقد سد ثغرا عظيما..
Profile Image for ضُحَىٰ.
50 reviews23 followers
Read
August 26, 2024
وكان العربي الذي لا يعرفه صلى الله عليه وسلم إذا رآه يقول: "والله ما هذا وجه كذاب"، وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل (أسرع) الناس إليه، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب" رواه أحمد.
الحمدلله الذي بنعمه تتم الصالحات
2020 - 2024
تم بفضل لله وتوفيقه
Profile Image for Galla.
2 reviews2 followers
May 15, 2019
مشتاق لحصول عليها سمعت عليها كثيرة....
This entire review has been hidden because of spoilers.
Profile Image for Ahmed Abdelkhalik.
70 reviews12 followers
May 25, 2020
تفسير بسيط وسهل لغير المتخصصين أو المبتدئين جامع لأكثر من تفسير ومختصر غير مخل بالمعنى كما يأتي بما تحتوي السورة ككل من معاني و يحتوي على أسباب النزول والبلاغة اللغوية
Profile Image for د. العنزي.
Author 8 books3 followers
Read
November 20, 2022
كتاب تفسيري قيم يمكن الاستفادة منه في أكثر من مستوى، يمكن اعتماده ككتاب تدريسي أولي في علم التفسير ويمكن لغير الطلاب مطالعته لأنه وجيز وسهل المنهج والعبارة
Profile Image for Kara Adam.
1 review
Want to read
November 9, 2015
انا اريد ان أحمل على هاتف صفوة التفاسير playstore؟
17 reviews2 followers
January 28, 2021
يعتبر مرجع دائما لي في تفسير القرآن الكريم
1 review
Read
March 1, 2014
من افضل الكتب في التفسير و افضل الكتب في حسن التنظيم
Profile Image for Mahmoud.
1 review73 followers
Read
June 30, 2017
كانت بدايتي مع التفاسير اللي يتتخطى فقط شرح الكلمه او الاية الى النظرة العامة في السورة ومحاولة فهم المعنى العام ... كتاب سهل وجميل
Displaying 1 - 27 of 27 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.