ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ليس قصة تتلى في يوم ميلاده كما يفعل الناس الآن، ولا التنويه به يكون في الصلوات... المخترعة التي قد تُضم إلى ألفاظ الأذان، ولا إكنان حبه يكون بتأليف مدائح له أو صياغة نعوت مستغربة يتلوها العاشقون، ويتأوهون أو لا يتأوهون! فرباط المسلم برسوله الكريم أقوى وأعمق من هذه الروابط الملفقة المكذوبة على الدين، وما جنح المسلمون إلى هذه التعابير في الإبانة عن تعلقهم بنبيهم - إلا يوم أن تركوا الباب الملئ وأعياهم حمله، فاكتفوا بالمظاهر والأشكال. ولما كانت هذه المظاهر والأشكال محدودة في الإسلام، فقد افتنُّوا في اختلاق صور أخرى، ولا عليهم فهي لن تكلفهم جهدًا ينكصون عنه، إن الجهد الذي يتطلب العزمات هو الاستمساك باللباب المهجور، والعودة إلى جوهر الدين ذاته، فبدلًا من الاستماع إلى قصة المولد يتلوها صوت رخيم، ينهض المرء إلى تقويم نفسه وإصلاح شأنه حتى يكون قريبًا من سنن محمد صلى الله عليه وسلم في معاشه ومعاده، وحربه وسلمه، وعلمه وعمله، وعاداته وعباداته...
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Sheikh Muhammad Al-Ghazali lived from 1917 to 1996 in Egypt. Born Ahmad Al-Saqqa, his father nicknamed him Muhammad Al-Ghazali after the famous ninth century scholar, Abu Hamid al-Ghazali. In 1941, Muhammad Al-Ghazali graduated from al-Azhar University in Egypt, and became a leading figure in the Egyptian Muslim Brotherhood before his dismissal from its constituent body. His subsequent rise in the Egyptian Muslim jurisprudence system was accompanied by the publication of more than fifty of his works, ensuring popularity for his approaches to tafsir and his responses to modernity across the Muslim world. In the 1980s, he spent time as the head of the Islamic University academies in Mecca, Qatar, and Algeria.
قلتها لنفسي قبل البدء في قراءة هذا الكتاب عندما يكتب صاحب قذائف الحق كتابا عن سيرة خير الأنام وسيد ولد آدم محمد بن عبد الله عليه افضل الصلاة وأذكى السلام فحتما ولابد سيكون كتاب غير عادي وغير تقليدي وقد كان .. كتاب كُتب بقلم مداده عشق النبي واصحابه وعشق الإسلام وأمته لم يكتب الشيخ الغزالي تدوين عادي لسيرة المصطفى صل الله عليه وسلم على غرار ما قرأناه في الرحيق المختوم على سبيل المثال حيث كان اشبه بتأريخ لتلك السيرة العطرة وتأريخ لكل ما مر به النبي الكريم من حوادث وأحداث ولكن كتاب فقه السيرة هنا اشبه برسالة طويلة لهذه الأمة رسالة تفكر وتفقه في شخص النبي صل الله عليه وسلم رسالة غرضها تهذيب وتأديب الأمة بأدب النبي وربط هذه السيرة العطرة بكل ما فيها بالدنيا وبحياة كل فرد منا فكان السرد هنا عنوانه البساطة .. بساطة الكلمة .. اللغة .. عمق المعنى وكيف له أن يلمس شغاف قلبك ويصب فيه حب النبي صبا عليه أفضل الصلاة والسلام فيعرفك من هو محمد ؟؟ وما خلقه ؟ كيف كان يحمل عقيدة ارسخ من الجبال وكيف حمل من الحزن ما تنوء به الجبال كيف تحمل اذى الأهل والعشيرة الجار والعم كيف تحملت نفسه الكريمة هوانها على الناس من تكذيب وإيذاء ورفض وإعراض عن الحق فنزلت عليه كلمات ربه الرحمن الرحيم فكانت خير مواساة وعزاء له
ثم مرارة الفراق والفقدان بدءا باليتم وانتهاءا بفقد الأبناء وكل هذا وهو يخطو نحو الله بخطوات ملؤها الإيمان واليقين بنصر كلمة الله وعليها ربى جيل من خير البشر صحابته الكرام رضى الله عنهم أجمعين وكيف زلزلوا عروش الطغاة فقط بعقيدة لا إله إلا الله قولا وعملا
( هذا الإيمان المرتكز على العواطف المتقدة، هو الذي أشعل المعارك الطاحنة، وقاد إلى النصر المظفر، وهو الذي هدم ما تركز قرونا طويلة من سلطان الظلم والبغي، بعد ما ظن أنه لن يطاح به أبدا. وأساسه ما علمت، من تغلغل الإيمان في العقل والعاطفة معا، يغذو شجرته الباسقة مزيد من معرفة الله والشعور بعظمته ونعمته.) ص ١٥٠
وكيف حفظوا كتاب الله في صدورهم من قبل أن تنطلق به ألسنتهم
( ذلكم أسلوب القران في تعريف الناس بالله؛ إنه أسلوب يقيمهم على عبودية الحب والتفاني، لا على عبودية التحقير والهوان، عبودية الإعجاب بالعظمة، والإقرار بالإحسان، لا العبودية المبهمة التي تصادر الإرادة، وتزري بالإنسان.) ص ١٥٠
فكان هو نور طريقهم إيمانهم به يشق ظلام الكفر ويجعل من المستحيل أمرا يسير فحكموا واستحكموا به وأعلوا كلمة الله وكان محمدا بالنسبة لهم قدوة وقائد فخير القائد والقدوة كان ومازال طبت حيا وميتا يا رسول الله هكذا وبكل الحب والإيمان بالله ورسوله كتب الشيخ الغزالي هذا الكتاب مستخدما أسلوب أدبي وقصصي بديع فكان بين كل حدث وأخر يستخدم اسلوب التحليل مستخرجا منه حكمة ما أو نصيحة مسترشدا بآيات من كتاب الله أو بشخص النبى أو أحد أصحابه ومن افضل ما خط الشيخ الغزالي في هذا الكتاب الأجزاء الخاصة بمعركتى بدر وأُحد فكان تحليله لهما من أروع ما قرأت فالحكمة والموعظة فيهما كفيلة بإخراج أجيال تتعلم كيف تخطو بخطى النبى والرعيل الأول من المسلمين لربما أخرجتنا من هذا النفق المظلم الذي نحبو بداخله منذ عقود !
( إن معركة "أحد" تركت آثاراً غائرة في نفس النبي عليه الصلاة والسلام ظلت تلازمه إلى آخر عهده بالدنيا. في هذا الجبل الداكن الجاثم حول "يثرب" أودع (محمد) أعزّ الناس عليه وأقربهم إلى قلبه.فالصفوة النقية التي حملت أعباء الدعوة، وعادت في سبيل الله الأقربين والأبعدين، واغتربت بعقائدها قبل الهجرة وبعدها، وأنفقت وقاتلت، وصبرت وصابرت، هذه الصفوة اختط لها القدر مثواها الأخير في هذا الجبل الأشم، فتوسدت ثراه راضية مرضية. وكان رسول الله يتذكر سِيَر أولئك الأبطال ومصائرهم فيقول: "أُحُدٌ جبل يحبنا ونحبه) ص ٢٠٧
فلم يقتصر الكتاب فقط على سيرة النبى صل الله عليه وسلم وإنما كان محاولة رائعة لصياغة المفهوم والكيان الإسلامى فالبداية كان التوحيد والعلاقة مع الخالق ثم النبى والاقتداء به ومعرفته حق المعرفة ..ثم القرآن كمنهج حياة .. الصحابة ودورهم في حياة النبى وشأنهم في الأمة الاسلامية وهى الأفكار التى كان يدندن حولها الكاتب من اول الصفحات وحتى النهاية أي قواعد صناعة المجتمع الإسلامي كما يجب أن يكون .. ومن الأشياء التى أثرت الكتاب وزادت من تميزه تحقيق الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله فلولاه ما أكتملت فائدة الكتاب حيث احتوى على بعض الآثار والأحاديث الضعيفة وبعض وجهات النظر التى ردها الشيخ الألباني وقام بالرد عليها على أكمل وجه
وختاما .. الكتاب حقا رائع عظيم في فائدته وأثره سيرة النبى الخاتم فيه تثري العقل والقلب معا بأبي وأمي أنت يا خير الورى وصلاةُ ربي والسلامُ معطرا ...
معنى الفقه في اللغة هو الفهم, فهم وإدراك حقيقة الأشياء الشيخ محمد الغزالي بأسلوبه الرائع اختار هذا العنوان ليكتب عن سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام سرد لأحداث السيرة وتفسيرها وفهمها الفهم الصحيح لبيان الحكمة والمقصود منها تركيز على بعض الأحداث والمواقف ومرور سريع على البعض الآخر والرد على بعض القضايا التي تُثار من وقت لآخر مثل الجهاد وتعدد زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام أسلوب الشيخ الغزالي جميل وبسيط وتحس معه بالعاطفة والتعلق بالرسول الكريم وفي نفس الوقت الحزن على حال الأمة الاسلامية وما آلت إليه من ضعف يقول" إذا كان مما يعين على الأمل أن الإسلام ظل من الناحية العلمية محفوظا في مصدريه الكتاب والسنة, فإن هذا العلم المصون لا يُغني أبدا عن العمل"
الكتاب ليس سردا لأحداث السيرة النبوية فقط ولكنه دروس وعبر يتم استخلاصها من أقوال وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم .. وحكم ومثل عليا يتم استنباطها من هديه الشريف ليقتدي بها صحابته وتابعيه والمسلمون جميعا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .. .
بعد أن ختمته، لم أدر أأفرح أم أحزن، فآخر ما ستقرأه هو وفاة الرسول!! وكأنه تركك لتكمل أنت الطريق، وتسير على نهجه
أما آخر ما ختم به الغزالي كتابه: "قد تظن أنك درست حياة محمد -صلى الله عليه وسلم- إذا تابعت تاريخه من المولد إلى الوفاة، وهذا خطأ بالغ. إنك لن تفقه السيرة حقاً إلا إذا درست القرآن الكريم والسنة المطهرة. وبقدر ما تنال من ذلك تكون صلتك بنبي الإسلام عليه السلام"
فهي بداية الطريق إذا,,
لا أستطيع أن أقول أنه أفضل كتاب قرأته، فلم أقرأ غيره في السيرة. لكن سأعرض قليلا مما أعجبني.
عندما تقرأ للغزالي حتماً ستستمتع، فبلاغته على أروع ما يكون، يأسرك بصوره وتشبيهاته، وكان عرضه للسيرة عرضا قصصيا مشوقا، تجنب التفاصيل مما لا لزوم له؛ وكأنه يعطيك مستخلص. مما يميز الكتاب أن من خرج أحاديثه هو الشيخ الألباني، والتعليق على كل حديث في الهامش، فتستطيع الحكم على كل رواية وحديث فيه، وتتجنب أي ضعيف ورد.
كما أنه لم يعرض الأحداث مجردة، وإنما كان يسقطها على الواقع حينا، ويحلل أحيانا أخرى. كما أنه غاص في المعاني وراء الأحداث، وعرض لأسس الإسلام في سياق العرض. فتجد فيه صفحات قليلة تتحدث عن "حقيقة العبادة" هي من أروع ما فيه. وكتب فصلا عن تعدد زوجات النبي، وحكم ذلك والرد على شبهاته. فتستفيد مع عرض الأحداث معرفة أوسع للشريعة.
بدأت قراءة هذا الكتاب قبل سنة، وتركته. ثم في رمضان عدت لأبده، فندمت أني تركته. وصلت في إحداى مراحل القراءة إلى درجة لا تقدر معها ترك الكتاب. وكأنك تنتظر ماذا سيحصل بعد؟ وكأنه رواية مشوقة!!
الكتاب رائع ويستحق أن نقرأه. إن لم تشأ أن تقرأه ككتاب دين، فاقرأه كرواية تاريخية، لشخصية عظيمة. والكاتب عظيم، يستحق كل تقدير واحترام
وإننا يا حبيبي يا رسول الله الآن كما كنت في قريش مطرودون مهزمون تآكلت علينا الأمم وإن أشد مصابنا هينا بعد فقدك.. اللهم أعثنا بحبنا لحبيبك بعدما قبضته إليك.. "اللهم صل على سيدنا محمد الذي تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم" ..
★إن حياة محمد ﷺ بالنسبة للمسلم ليست مسلاة شخص فارغ ، أو دراسة ناقد محايد ، كلا كلا إنها مصدر الأسوة الحسنة التي يتلقاها ، ومنبع الشريعة العظيمة التي يدين بها.
★ومحمد ﷺ ليست قصة تتلي في يوم ميلاده كما يفعل الناس الآن ، ولا التنويه به يكون في الصلوات المخترعة التي قد تضم إلي ألفاظ الآذان ، ولا إكنان حبه يكون بتأليف المدائح له ، او صياغة نعوت مستغربة يتلوها العاشقون و يتأوهون أو لا يتأوهون! فرباط المسلم بنبيه أقوي وأعمق من هذه الروابط الملفقة علي الدين.*
★إن المسلم الذي لا يعيش الرسول في ضميره ، ولا تتبع ب��يرته في عمله وتفكيره ، لا يغني عنه أبدا أن يحرك لسانه بألف صلاة في اليوم والليلة.
★قد تظن أنك درست حياة محمد ﷺ إذا تابعت تاريخه من المولد إلي الوفاة ، وهذا خطأ بالغ ، إنك لن تفقه السيرة حقا إلا إذا درست القرآن والسنة المطهرة. وبقدر ما تنال من ذلك تكون صلتك بنبي الإسلام.
كتاب جميل من أديب العصر د. محمد الغزالي رحمه الله ، يحمل كلمات سديدة ، مليئة بالعاطفة والمشاعر الجياشة الممزوجة بالعقلانية التامة ، ويشرح السيرة وكل موقف فيها بفقه الواقع الحالي ، بتفسير سهل ، يبين لك مقاصد الأمور ، و بلغة عصرية يفهمها الجميع برغم تفاوتهم في الحصيلة الثقافية ، فهو ي��لح إلي عامة الناس ، والأجمل ذكره لبعض القضايا والشبهات و رده عليها بشكل سلس ، مثل قضية تعدد الزوجات ، تشعر معه بعاطفة وروح فريدة ، وحزن علي عالمنا الإسلامي وما وصل إليه.
ولد الهدى فالكائنات ضياء *** وفم الزمان تبسم وثناء على بعد ثلاثة أيام من الآن , يقبل علينا يوم ; فيه ذكرى عظيمة , ذكرى ميلاد خير خلق الله . من 14 قرن , أضاءت قصور الشام من نور بعيد , من نور من أرض الجنوب ; أرض قيدار وتيما , تلك أرض اليبس والتكفف , أرض القسوة والخشونة , تمر بها الريح خاوية النداوة والنضارة . ما وطئها جند فارس أو جند الروم , وكيف يدخلوها ؟ والريح العاصفة تخسف بأطراف الأرض . من هذي الأرض , ما وجد أمل بأن يشع نور الحضارة , أفتضيء الأرض من القحول الهالكة ؟ ولكن , جاء ذاك اليوم حين ولد ذاك الطفل . يتيم الأب ومرهف القلب , فكان اسمه محمد وبدأت حياة صبي آخر في أرض الجفاء . زانتك في الخلق العظيم شمائل *** يغرى بهن ويولع الكرماء فشب الولد , وأصبح ضعفه قوى , وبدأت حياته : راع على قراريط أهل مكة وتاجر في أراض الجوار والتجارة , يعيش على قوت يومه , تمر به ضوضاء الحياة وجلبتها , وتمر به السنون والأيام , يفر منفردا متأملا مبتعدا عن أحاديث الناس وخرافاتها الى امان الوحدة وتأملات النفس وتدبراتها . وفي أحد الليالي سالمة الوصال , لطيفة الجو . ترن في آذانه كلمات اقرأ ! فتبدأ العيشة الجديدة التي ستغير وجه الجزيرة بل العالم بأسره . ولطالما أدهشني هذا الامر , أنى لراع غنم ورجل ما قرأ شيئا أو كتب أن ياتي بهذا الأمر فيمطر تعاليم دينه كغثاء السيل على أمم المعمورة , ولكن تلك حكمة الله وذلك أمر الله , الذي اذا قضى أمرا فهو كائن , وذلك رسول الله , ذلك من كتب فيه النبوءات , ووجد اسمه تقريبا في كتاب كل دين ومذهب , فان لم تصدقوا ففتشوا الكتب ! ففيها ضالتكم وهنالك تجدوها ! فبدأ الأمر وانتشرت الرسالة . فالقوم كذبوا وعذبوا , وتركوا الوئام وسلوا الحسام ! فاستقام المنسم عند البعض واهتدوا صراطا مستقيما , وذهَب القَومُ شَذَرَ مَذَر والحق واضح كوضوح شمس منجلية أو أشد وضوحا . واستمرت القصة , والقلام لا تكتب بل الصدور تحفظ , الصدور تحفظ وتتعلم وتبني أجيالا نورت بفكرها ظلمة الزمن . انتهت المعارك وعادت ربوع الصحراء الى ارجاء بساتين والصحراء ليست بصحراء الارض بل صحراء النفوس وجفاوتها فأصبحت كالبساتين خصبة في جوفها , كوثر في عطائها . وبعد السنين الطوال حان الأجل , وشاء القدر وقبض الحبيب عليه صلوات ربي وسلامه عليه ! وأصحابه بين باكٍ ومنكر. صل الله عليك يا علم الهدى , يا ايها السراج المنير , أبلغت فأوفيت , تكلمت فصدقت ! يا ما وصف بأوصاف الخير وأكثر الناس المدح له واما هو فاستكان وودع وقال :"لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم" , أما الطف ما قيل فيه فهو قول زوجته وحبيبته عائشة رضي الله عنها : كان قرآنا يمشي على الارض , وأجمِل به من تشبيه ّ!. وأما معجزته فهي شيء آخر , هي ليست كمعجزة اخوته الانبياء . هو لم يحيي الموتى ولم يشق البحر باذن ربه , بل جاء بمعجزة أخرى أمكن وأقوى من ما سبقها من معجزات ! ان احياء الموتى وشق البحر سيكونان مصدر الهام للذين رأوا المعجزة , وهذا لا ينقض من عظمتهما -حاشا لله- ولكن القرآن معجزة تحطم قيود المكان والزمان , الى يومنا هذا ما زال القرآن يبهر قارئيه ويؤثر بهم . هذا رسول الله , والكلام عنه أقل من أن يختصر في بضع سطور . الا ان المرء يكتب ما يطيق , ويبقى في جوف الانسان المؤمن به كلاما كثيرا وحبا بليغا حتى لو لم يستطع الحديث بكثرة . أما الغزالي , فرحمه الله , ما زلت أذكر الشريط المسجل له وهو يذرف الدمع شوقا لرسول الله وأنا اقلب صفحات الكتاب , كلامه المؤثر نابع من جوف قلبه ; فلا بد أن يقع في قلبك ان كنت قارئا لهذا الكتاب . حسنا , ان كنت اريد أن اميز بين هذا الكتاب والرحيق المختوم فسترجح كفتي لهذا الكتاب فهو على الرغم من كثرة الاحاديث الضعيفة الا انه ذو فائدة عظيمة واعظم من الرحيق المختوم , لماذا ؟ لان هذا الكتاب هو عمل للايه الكريمة : "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو الل��ّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا " فتجد حديثين عن حدث معين وبعدها سطور عديدة من المواعظ البناءة والفوائد الكبيرة . أما الرحيق المختوم ففيه أحاديث كثيرة لأحداث كثيرة وقليل من الموعظة في حواشي الكتاب . فان كان الامر لي , فأنصح القارئ المسلم بهذا الكتاب ومن أراد التوغل بالامر فليجنح الى الرحيق المختوم . اضافات الالباني رحمه الله كانت مفيدة جدا , وهناك نظر في كثرة ايراد الغزالي للاحاديث الضعيفة ويعود ذلك الى عقيدة الغزالي بالاحاديث الذي سأقرا عنها قريبا باذن الله . واخيرا , اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم . والحمد لله رب العالمين .
و يقشعر جسدي و ترتعد أناملي الضعيفة حين الكتابة عن هذا الكتاب بالذات، فالكتاب كان شيخاً لي، علمني عن أحب البشر إلى قلبي...لم يعلمني فقط لمَ أحبه، بل و كيف يكون حبي حقيقيا، كيف تكون الرسالات و كيف يكون حملتها، و حامل الرسالة الأثقل على وجه الأرض ليس منا ببعيد بل هو حيٌ فينا، أسوة حسنة و ليس كصاحب السيرة الهلالية مثلا نقرأ حكاياه و نتعجب، بل هو منهج حياة !
يقول الغزالي " إنه من الظلم للحقيقة الكبيرة أن تتحول إلى أسطورة خارقة. و من الظلم لفترة نابضة بالقوة و الحياة أن تعرض في أكفان الموتى"
يتلخص الكتاب في البحث في جوانب الطاقة عند رسول الله، و عند الرجال الذين معه الذي بقي النور فيهم حتى بوفاته...
"إن الاصطفاء للرسالات العظيمة ليس بالأمل فيها و لكن بالطاقة عليها، و كم في الحياة من طامحين لا يملكون إلا الجرأة على الأمل، و كم من راسخين يطويهم الصمت حتى إذا كُلِّفوا أتوا بالعجب العجاب. و لا يعلم أقدار النفوس إلا بارئها. و الذي يريد هداية العالم أجمع يختار للغاية العظيمة نفسا عظيمة"
القراءة في سيرة سيدي رسول الله ﷺ تبقى رحلةً لها تفاصيلها مع كلّ كتابٍ..
وكان هذا الكتاب شبيهًا جدًا بأسلوب سيد قطب في الظّلال: تأملاتٌ ثاقبة ولهجةٌ شديدة في إنكار مظاهر الباطل المعاصرة التي تحاول التعلّق بالسيرة وهي أبعد ما يكون هنا..
تمنيتُ لو كان أكثر تواضعًا وحذرًا في نقل أحكام المحدّثين على الروايات التي أوردها، وأنه استعان بجهود شرّاح الأحاديث وكشف التعارض الظّاهر بينها، ولا يُضطر لتأويل المعنى والإتيان بأشياء غريبة..
كلما قرأت في سيرة خير وأكمل البشر لكأنني أقرأها لأول مرة، دائما نفس الأثر إن لم يكن يكبر كل مرة. اللهم صل وسلم على سيدنا محمد واهد أمته إلى سواء السبيل.
من أجمل ما قرأت في السيرة النبوية الكتاب ليس عرض تاريخي لليسرة النبوية ولكنه عرض للمحات من حياة أعظم إنسان والجميل هذه الروح التي يجدها القارئ لهذا الكتاب بين صفحات الكتاب والشيخ الغزالي كتب هذا الكتاب في المدينة المنورة وهو بجوار النبي ويقول معلقا عن كتابة هذا الكتاب مرات عديدة وأنا اكتب تختلط الدموع مع الحبر على ورق الكتابه رحمك الله ياإمام وحشرك مع النبي محمد وأصحابة الكرام
الحمد لله ، لقد كانت رحلة روحية ممتعة مليئة بالدروس والعبر مع سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إنني الآن بصدد كتابة مراجعة عن الكتاب وسأنشرها هنا حالما أنتهي من كتابتها بإذن الله ...............................................................................................
يكفي أن يكون الكتاب عن أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم حتى يكون كتاب جدير بالقراءة والدراسة وكي يكون كتاب قيم نتعلم منه الدروس والعبر ونسترشد منه الأخلاق مجسدة في شخصية رسول الله، في تعامله مع آل بيته وزوجاته وأصحابه حتى مع أعدائه، صلى الله عليه وسلم، فكيف إن كان الكاتب مثل الشيخ محمد الغزالي رحمه الله صاحب الذوق الرفيع والروح التواقة لرفعة المسلمين وعودتهم لدينهم واقتدائهم برسولهم الكريم وصاحب القلب المليء بالحسرة والألم لحال المسلمين مع طموح وتطلع لتحسين الواقع وتحقيق الأفضل في فهم ديننا الإسلامي الفهم الصحيح.. كتابات الغزالي تتميز بـ : الوضوح، الجدية، الصراحة والدخول مباشرة في الفكرة المراد إيصالها دون مقدمات طويلة والتي يمكن أن تنقص الفكرة شيء من رونقها وأهميتها وتأثيرها، البعد عن التمييز والتعصب والسعي للوصول للحقيقة وكشف الزيف ومحاربة الجهل..رحمه الله يكتب بلغة رقيقة تخاطب العقل والروح، وتستشعر الإخلاص بين كلماته..
يوضح الغزالي في مقدمة الكتاب أنه كتب في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه وجد أن المسلمين عموماً لا يعرفون عن السيرة إلا قشوراً خفيفة وأنهم يعظمون النبي صلى الله عليخ وسلم عن تقليد موروث ومعرفة قليلة.. ويقول أن معرفة السيرة على هذا النحو التافه تساوي الجهل بها...وأردف قائلاً : إنه من الظلم للحقيقة الكبيرة أن تتحول إلى أسطورة خارقة. ومما قاله ويحزن القلب: (إن البون بعيد بين المسلمين ورسولهم). وبالفعل لو أمعنا النظر قليلاً في واقعنا الإسلامي سنجد أن القلة من يعرف تماماً أحداث السيرة وعبرها والقلة من يتخذ رسول الله قدوة له في حياته، نحتفل كل سنة بعيد المولد النبوي ولا نطبق ما سعى رسول الله جاهداً ليوصله لنا ويعلمنا إياه وما ولا نتمثل ولا نطب�� ما بعث لأجله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) أين هي مكارم الأخلاق اليوم؟!! للأسف الشديد ابتعدنا كثيراً عن ديننا وعن أخلاق رسولنا ولم نعد نهتم إلا بالقشور، الله سبحانه وتعالى لن أن يسألنا عن الإحتفال بعيد مولد النبي صلى الله عليه وسلم ولكن سيسألنا عن ما طبقنا وامتثلنا من أخلاق النبي ووصاياه..صلى الله عليه وسلم رسول البشرية ومعلمها..
بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويعرض الإسلام بلطف ويوضح فساد الوثنية ويسمع ويجيب ويهاجم ويدافع و يمضي قدماً في مهمته وكان يحمل همين: هم نشر الدعوة وأداء الأمانة المكلف بها وهم أنه يريد الخير لأهله ويكره لهم أن يقعوا في سخط الله..ولنا أن نتخيل حجم المعاناة والمكابدة التي والألم الذي كان يشعر به في سبيل دعوته وفي سبيل إعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى، لقد أوذي رسول واتهم بالسحر والجنون وتعرض أصحابه وخاصة المستضعفين منهم لأشد أنواع التعذيب والتنكيل وقد كان هذا يثير حزن رسول الله ، كان يحزن ويشق على نفسه هذا الإعراض المقرون بالتحدي والتكذيب. ولكن رسول الله لم يستكين ولم يضعف ولم يتراجع ولم يتوانى خلال 22 سنة من الدعوة عن التذكير والتبليغ وتحمل الأذى وكفاح العدوان حتى أتم الله نوره وأشرقت الجزيرة بالتوحيد وعبادة الله الواحد الأحد وانزاح ظلام الجاهلية أمام إشراقة شمس الإسلام وشموخ راية الإسلام مرفرفة في الآفاق..
وأنت تقرأ السيرة ستتعلم الكثير والكثير، ستتعلم أن الباطل مهما صال وجال لابد له يوماً من أن يزهق ويندثر أمام قوة الحق وصموده في وجهه ، ستتعلم أن المؤمن الصادق عندما ينصر الحق ويتوكل على الله سيؤيده الله بنصرٍ من عنده وفوزٍ عظيم، ستتعلم أن الجهالة والضلال والخرافة تسقط الإنسان في وحل من الفساد والشرك وأنه عندما يطبق الظلام على العقول والقلوب ستفتقد الحياة عندها للأمان والسكينة والرحمة، ستتعلم أن الإسلام وهو دين العلم والرحمة والعدل أضاء زوايا القلب القاسي والروح المظلمة بنور التوحيد الذي يحرر الإنسان من العبودية لأي مخلوق ولأي متاع فهو عبد لله وحده.. ستتعلم أن الإسلام منهج حياة لأنه دين شامل لكل مناحي حياة الإنسان.. إن كنا فعلاً نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وننتمي له فلندافع عن الحق وعن دين الله وكتابه الكريم قولاً وعملاً ولنكون أمة ذات منهاج وجهد ونتاج ولنتمثل رسول الله في أخلاقنا وتعاملاتنا وحياتنا.. اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
لا أعلم عدد المرات التي قرأت فيها القرآن ولكن الآن والآن فقط أدركت مرامي العديد من الآيات . عليك السلام يارسول الله ، ثلاثة وعشرون عاماً صبرت من أجل تبليغ الرسالة حتى سطعت شمسها مبددة كل الظلام ! أتممت تبليغها ثم رحلت من هذه الدنيا قائلاً إلى الرفيق الأعلى من الجنة ! الآن أقول بأبي أنت وأمي يارسول الله وأنا أشعر بها وأعنيها بحق !
استمتعت واستمتعت بقدر ماستفدت وأقتبس ما كتبه الغزالي في خاتمة الكتاب : " قد تظن أنك درست حياة محمد صلى الله عليه وسلم إذا تابعت تاريخه من المولد إلى الوفاة . وهذا خطأ بالغ ، إنك لن تفقه السيرة إلا إذا درست القرآن والسنة المطهرة . وبقدر ماتنال من ذلك ، تكون صلتك بنبي الإسلام. "
الكتاب حلو إلى حد كبير، مش هكتب تعليق عليه أحسن من التعليقات الموجودة بالفعل على الكتاب هنا فى الموقع إنما هقول ملاحظاتى بسرعة واكتب مقتطفات من ضمن اللى عجبنى منه - الكتاب فيه أبواب كتير ممتعة وجميلة، من أجملها على سبيل المثال " منزلة السنة من القرآن الكريم" - الكتاب مش بيسرد السيره، بل بيعلمنا "فقه السيرة" - ممكن تختلف مع حاجات فى الكتاب، إنما اختلاف مش هيضايقك ولا يقلل من قيمته، اختلاف تحبه - رحابة صدر الكاتب تضح في تعليقات الشيخ الألبانى وانتقاده ليه، وتقبله للنقد ده بل ونشره كذلك.. شئ رائع
مقتطفات من الكتاب: - الخرافة لا تأخذ مجراها في الحياة وهي تعلن عن باطلها أو تكشف عن هرائها. كلا، إنها تداري مجونها بثوب الجد، وتستعير من الحق لبوسه المقبول، وقد تأخذ بعض مقدماته وبعض نتائجه، ثم تتزين بعد ذلك للمخدوعين.
- ليس عمل محمد (ص) أن يجرك بحبل إلى الجنة، وإنما عمله أن يقذف في ضميرك البصر الذي ترى به الحق، ووسيلته إلى ذلك كتاب لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ميسر الذكر، محفوظ من الزيغ.. وذلك سر الخلود في رسالته.
- إن الإصطفاء للرسالات العظيمة ليس بالأمل فيها ولكن بالطاقة عليها. وكم في الحياة من طامحين لا يملكون إلا الجرأة على الأمل، وكم من راسخين يطويهم الصمت، حتى إذا كلفوا أتوا بالعجب العجاب.
- " إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره"..ابن سيرين
- ويجئ - بعد رسوخ القدم في فهم القرآن - فهم ما يروى من السنن على وجهه الحق، فخير لمن يقصر عن فيهم السنن أن يحبس لسانه في فمه فلا يقول: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام.. ثم يسوق حديثاً لا يعرف ما المقصود منه؟ وإن كان يفهم عبارته الظاهرة وحدها.
- المسلمون لما استوعروا سبل التربية المهذبة للذكور والإناث - بسبب انحرافهم عن القرآن - لجأوا إلى السجن والقصر فكان ما كان. .... هجر المسلمون القرآن إلى الأحاديث. .... ثم هجروا الأحاديث إلى أقوال الأئمة. .... ثم هجروا أقوال الأئمة إلى أسلوب المقلدين. .... ثم هحروا المقلدين وتزمتهم إلى الجهال وتخبطهم.
الحقيقة فيه كلام كتير جميل، بس كفاية إطالة لحد كده :)
ماذا أقول وما عسانِيَ أذكُرُ وبأيِّ لفظٍ عن سناكَ أعبِّرُ أثنى عليك الله جل جلاله ماذا عسى مدحي يضيفُ ويذكرُ
احداث السيرة النبوية ليست جديدة.. ولكن ومع ذلك فكل مرة تقرأها وتمر على الأحداث التي تحفظها غيبا تكون مستمتعا بها وكأنك تقرأها لأول مرة فكيف إذا كانت بصياغة الإمام محمد الغزالي رحمه الله.. الذي تميز أسلوب�� بالسلاسة والجمال والتعليقات المقتضبة والمثرية في آن على الأحداث كانت رحلة جميلة جدا.. يستذكر الانسان فيها حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويستذكر مدى الجهد الذي بذله عليه الصلاة والسلام في نشر الدعوة هو وأصحابه رضي الله عنهم وما واجهوه من أذى حتى يصل إلينا هذا الدين
رسول من الرحمن أومض نجمه بغرته طيف العَلاء تجسَّدا
به بيرق الإسلام رفرف شامخاً ولولاه ما صلَّى امرؤ وتشهدا
تقريباً اقل ما قرأت فى السيرة كما أوضح الغزالى فى مقدمة الكتاب انه شرح وتفقه لمفهوم السيرة وليس تاريخ السيرة ، لكنه كى يقوم بهذا اضطر لسرد السيرة مختصرة جدا درجة ان اضاع من جوهرها وروحها الكثير كنت مقدمة على قراءة الكتاب بروح عالية من تقييمه وترشيح عدد من الاصقاء له انما ماو��دتش ضالتى فيه وهذا لا يمنع انه يحمل جزء معلوماتى افادنى جدا .. الشئ اللى يشفع للكتاب
لو كان تفسير سيّد قطب يدعي بــــــ ظلال القرآن , فالأحرى أن يسمى هذا الكتاب بــــ ظلال السيرة . يتناول السيرة بشكل روحاني جميل جدا , يعبّر الكاتب بحروفه الجميلة عن أحداث السيرة المحمدية بشكل راااائع جدا , فهو يسرد الآثار و الأحاديث بأسلوب جميل مضيفاً للأحداث تأملات ليت كل المصلحين و المفكرين ينقلون لنا تأملاتهم بهذه العذوبة و الجمال و الفتح الرباني . دائما ما كان يستطرد في كل باب بمقدمة رائعة يوطّئ فيها للقادم من السيرة النبوية و يهيئ عقلك و لُبّك لأن تنهل من النبع الطاهر ثم تجد تحليلات وتوضيحات الكاتب و لفتاته بين الآثار المسرودة بطريقة استثنائية ليعقّب بعدها بخلاصة وافية عن الموضوع السابق يحاول التقريب بين عهدنا الحاضر و عهدهم المنصرم على الرغم من مرور 1400 سنة الا أن الكاتب استطاع وبكل براعة جعلها تبدو و كأنها الأمس <3 لغة الكاتب قوية و رصينة و سردُه متماسك و مرتّب بشكل رائع , رابطاً الأحداث و الأفكار بآي من كتاب الله , فإنك لا تجد تقريبا صفحة واحدة من الكتاب بلا آية أو فكرة يصدّق عليها بكلام الله عزوجل هو كتاب إصلاحي بامتياز و روعة شديدين , فهو يطرح الأفكار و المسائل ��لإصلاحية مستخدما السيرة , فكأني بالكاتب رحمه الله و هو عند قبر النبي _ صلى الله عليه _ يكتب صفحات الكتاب , جالساً في الروضة الشريفة يناجي الرسول و يقول : بسيرتك يا أطهر خلق الله , أُصلِحُ ما أحدثوا بعدك بإمكان القارئ أن يعتبر الكتاب فصلاً من فصول العقيدة , فهو قد تكلم منزلة القرآن و السنة و المعجزات و الخوارق و الفطرة و معنى العبادة في الإسلام أيضا يستطيع القارئ أن يلحظ السياسة الشرعية التي يحاول الكاتب إبرازها في كتابه , ليرينا أن الإسلام دين و دولة قرأت الكتاب طبعة دار القلم بتحقيق الشيخ الألباني , وبصراحة لي هنا وقفة على التخريج و التحقيق , بغض النظر عن أسلوب المحقق المتعالي في نقده و دوافعه الحقيقية لتخريج الكتاب , فإنك إن نظرت إلى فيديوهات الألباني على اليوتيوب ستجد تحامله الواضح على الغزالي و انتقاده الشديد لكتابه و هذا بعد تخريجه و تحقيقه للكتاب !! سأكتفي عوضاً عن تعليقي بهذا الفيديو : منهج أهل السنة بالأخذ في الأحاديث الضعيفة
وقفات مع الكتاب المبارك : هذا واقع مرير و مؤلم لأمتنا اليوم , والمشكلة أن من يتحدث عنهم الشيخ هنا ليسوا عوام الناس و إنما هم قامات علمية و دينية في عصرنا الحالي ! فلا يسعني التعبير أكثر مما عبّر الشيخ بكلماته , اللهم ردنا إلى كتابك ردا جميلا . هذا هو أسلوب الشيخ في كل الكتاب , فلن يخلوا موضوع الا ويدخل معك في حوار ونقاش حول جزئية معينة قد ثارت في دماغك أو ربما يسلط لك الضوء عليها فتراها على حقيقتها قارئ هذا الإقتباس آخر ما سيخطر في باله أنه كتاب سيرة XD وهذه لفتة رائعة من الشيخ , لم أنتبه لها في قراءاتي السابقة في السيرة , كنت أطرح على نفسي سؤال كيف كانوا يحاربون بلا استعداد عسكري و لا تدريبات و كنت أظن أن الموضوع هو تأييد من عند الله لأتفاجئ أن للموضوع أفُق أخرى , فعلا الجاهل عدو نفسه *اللهم صلي على سيدنا محمد* *تمت*
شَتّان بين سردٍ قصصيّ لا يبحث وراء الأفعال ومدلولاتها و بين آخر يقف عند كل حادثة يفهمها و يفسّرها لبيانِ الحكمة منها؛ في " فقه ال��ّيرة " استطاع الغزاليّ إسقاط سيرة أشرف الخلق - صلى الله عليه وسلّم - على حياتنا وأفعالنا، ليختم كتابه بهذه الكلمات:
" قد تظنّ أنّك درست حياة محمّد - صلى الله عليه وسلم - إذا تابعت تاريخه من المولد إلى الوفاة، وهذا خطأ بالغ. إنّك لن تفقّه السّيرة حقاً إلاّ إذا درست القرآن و السُنّة المطهّرة وبقدر ما تنال من ذلك تكون صلّتك بنبيّ الإسلام - عليه السّلام -."
ليست كأيّ سيرة نتتبع مسيرها إلى النّهاية فحسب، فهذه منهج حياتنا؛ نبدأ من حيث أتمّ رسالته، و ارتقى إلى الرفيق الأعلى... بعد القراءة والفهم سندرك أننا بحاجة لتقييم أنفسنا وليس الكتاب، سبحان من هيّأَ هذه النّفس العظيمة لحمل رسالته.
الكتاب لرقم 16 لعام 2023 فقه السيرة الفقيه محمد الغزالي المحقق: ناصر الدين الألباني
ومحمد - صلى الله عليه وسلم - ليس قصة تتلى في يوم ميلاده كما يفعل الناس الآن، ولا التنويه به يكون في الصلوات... المخترعة التي قد تُضم إلى ألفاظ الأذان، ولا إكنان حبه يكون بتأليف مدائح له أو صياغة نعوت مستغربة يتلوها العاشقون، ويتأوهون أو لا يتأوهون! فرباط المسلم برسوله الكريم أقوى وأعمق من هذه الروابط الملفقة المكذوبة على الدين، وما جنح المسلمون إلى هذه التعابير في الإبانة عن تعلقهم بنبيهم - إلا يوم أن تركوا الباب المليء وأعياهم حمله، فاكتفوا بالمظاهر والأشكال. ولما كانت هذه المظاهر والأشكال محدودة في الإسلام، فقد افتنُّوا في اختلاق صور أخرى، ولا عليهم فهي لن تكلفهم جهدًا ينكصون عنه، إن الجهد الذي يتطلب العزمات هو الاستمساك باللباب المهجور، والعودة إلى جوهر الدين ذاته، فبدلًا من الاستماع إلى قصة المولد يتلوها صوت رخيم، ينهض المرء إلى تقويم نفسه وإصلاح شأنه حتى يكون قريبًا من سنن محمد صلى الله عليه وسلم في معاشه ومعاده، وحربه وسلمه، وعلمه وعمله، وعاداته وعبادات. محمد الغزالي: العالم المصري والاديب المفكر العالمي كانت وفاته حدثا تاريخيا في المدينة المنورة الامام الجدلي صاحب الردود الحاسمة والقاطعة في الدين كتبه كتب فقهية علمية ولا مجال للحديث يث أثرى الغزالي المكتبة الإسلامية بعشرات الكتب القيمة حتى لُقب بأديب الدعوة، لتميز كتاباته بأسلوبها الأدبي الرفيع. اشتهر بشدة انتقاده للأفكار البالية ولتوافه الأمور، فهو من زعماء التجديد في العصر الحديث. وفي هذا المقال سنقدم مراجعة لهذا العمل الرائع.. الكتاب: • الحياة في الجزيرة العربية تحتاج الى نبي هناك قريش حاضنة الكعبة انها كعبة إبراهيم لكن يوجد بها شركاء الله سبحانه وتعالى عما يقولون يوجد هبل ومناة وقبائل العرب وقريش حيث الطغيان طغت الوثنية على العالم، ونسي الناس ما أخبر به الأنبياء عن وجود نبي في اخر الزمان فلم يكن محمد صلى الله عليه وسلم إمامًا لقبيل من الناس صلحوا بصلاحه، فلما انتهى ذهبوا معه في خبر كان، بل كان قوة من الخير، لها في عالم المعاني في الدنيا ما لها. • هذا هو السر في أن الوثنية التي لا تعرف الله تزعم أنها بأصنامها تتقرب إليه وتبغي مرضاته جزء من الحق، في أجزاء من الباطل، في سياق يصرف الناس آخر الأمر عن الله، ويبعدهم عن ساحته وأعظم نكبة أصابت الأديان إثر عدوان الوثنيات عليها، ما أصاب شريعة عيسى بن مريم عليه السلام من تبدل مروِّع، رد نهارها ليلا، وسلامها وَيْلاً، وجعل الوحدة شرآة، وانتكس بالإِنسان، فعلق همته بالقرابين، وفكره بالألغاز المعمَّاة.
• ان عاد بنا الزمن الى الخلف الى مكة ويثرب والعرب لوجدنا إمبراطوريتين لا تغيب الشمس ينعمون بحياة مدنية وقوانين وعرب التهوا برغم غناهم ومدنيتهم بالحروب والجعل والخمر وقتل النساء وغير ذلك وان رجعنا الى الزمن الحالي 2023 لوجدنا الوضع لم يتغير الا في الدين فلم يعد العرب يعبدون الاوثان. • ان ولادة محمد بن عبد الله لم تكن ولادة رجل عادي بل كانت فتحا مبينا لشخص اختاره الله لأداء رسالة نحن الان بخير بفضلها {قُلْ إِنْ آُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ ويغفر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}. فهو الإسلام لم ينصب نفسه "بابا" يهب المغفرة للبشر ويمنح البركات، إنه لم يفعل ذلك يوماً ما، لأنه لم يشتغل بالدجل بل يطبق قول الله" اهدنا الصراط المستقيم " فإذا رضي عنك هذا النبي -دعا الله لك.. وإذا رضيت أنت عنه ووقر في نفسك جلال عمله فادع الله! فإنك تشارك الملائكة بالصلاة عليه فحمد القى لنا البصر الذي يساعدنا في الطريق الى الجنة من خلال اعمالنا روى ابن عبد البر عن الضحاك بن مزاحم "يأتي على الناس زمان يعلق فيه المصحف حتى يعشش عليه العنكبوت، لا ينتفع بما فيه، وتكون أعمال الناس بالروايات والأحاديث" • ان المسلمين الآن يعرفون عن السيرة قشوراً خفيفة، لا تحرك القلوب ولا تستثير الهمم، / وهذا ينطبق على العرب في عدم معرفتهم للدين معرفة جيدة وهم يعظمون النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته عن تقليد موروث ومعرفة قليلة، ويكتفون من هذا التعظيم بإجلال اللسان، أو بما قلّت مؤنته من عمل كما عظمت قريش للأسف معتقداتها. • يمكن تقسيم حياة الرسول في عهد الإسلام الى مراحل 1. ما قبل البعثة: حيث عناية الله في التربية وكفالة جده وعمه وتجارة الشام الى زواجه من السيدة خديجة الذي استمر حتى وفاتها وانجابه منها للبنون لقد كانت السيدة خديجة هي وأبو بكر أحد اركان الدعوة وثباتها ولا ننسى صفاته الصادق الأمين ويوجد فصل بالكتاب أبدع الغزالي فيه ابداع مهما بالرد على تعدد الزوجات واختيار النبي لزوجاته فقد أجاد وأبدع محمد الغزالي في الرد على هذه النقطة وقد ذكرها قبل عودة الرسول الى مكة ومرضه وثم وفاته 2. المرحلة المكية: وهي المرحلة الممتدة من غار حراء وقول جبريل للنبي أقرأ باسم ربك الى خروج النبي الى يثرب حيث عمد الغزالي الى تحليل الاحداث بدلا من روايتها ويمكن تلخيصها “رأت قريش أنّ أمر الإسلام ينمو ويعلوا، وأنّ وسائلها الأولى في محاربته لم تمنع انتشاره أو تنفِّر أنصاره، فأعادت النظر في موقفها كلِّه لترسم خطة جديدة أقسى وأدقّ وأحكم وأشمل" 3. المرحلة المدنية: هي مرحلة البناء بناء الدولة وتنظيم امورها بناء المسجد تنظيم أمور المسلمين لقد خرج المسلمون من جهاد عظيم واضطهاد تركوا كل شيء ورائهم 4. مرحلة الجهاد: هنا بدر فاتحة الجهاد ونصر عظيم واحد وتعلم الدروس والخندق حيث التخطيط المهم وطرد اليهود لأنهم لم يكونوا جيرانا يحفظون الود لقد كانت مرحلة مهمة لتثبيت الدعوة لان المسلمون فهموا الرسالة ولذلك نجحوا نجاحا ملحوظا، فدخلت قبائل كثيرة في عهدهم، على حين انصرفت جموع الأعراب قريش فلم يدخل في عهدهم أحد. وسير الأمور في هذا الاتجاه كان التمهيد الفعال لغلبة الإسلام، ثم لفتح مكة نفسها. 5. ما بعد الحديبية وحجة الوداع وانتشار الإسلام بين العرب ورسائل الملوك لقد كانت مرحلة مهمة جدا في تثبيت ركائز الدين واطلاع المسلمين على العوالم الأخرى والدعوة إلى الإسلام داخل الجزيرة لم تشغل النبي عن حق آخر من حقوق الله عليه، وهو إعلام الناس كافة، بما آتاه الله من بينات. فليرفع السراج إلى أعلى لتصل أشعته الهادية إلى مواطن أبعد، مواطن غرقت في الظلام دهرا. " قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ۚ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هذا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ ۚ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أخرى ۚ قُل لَّا أَشْهَدُ ۚ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إله وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ". 6. حجة الوداع والوفاة حيث تعاليم الحج وخطبة الوداع فاليوم تم اكمال الدين واتمام النعمة لنذهب الى الحقيقة ان محمد لم يكن الا رسول علمنا وفقهنا في أمور الدين قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره بذلك: وما محمد إلا رسول كبعض رسل الله الذين أرسلهم إلى خلقه، داعيًا إلى الله وإلى طاعته، الذين حين انقضت آجالهم ماتوا وقبضهم الله إليه. ليأتي أبو بكر ويذكر الصحابة بها ويخبرهم " من كان يعبد محمد فان محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حي لا يموت"
أول قراءة في السيرة النبوية الشريفة، كان ترشيحا جيدا لبداية الطريق في التعرف على سيد الخلق و المرسلين... أول قراءة لمحمد الغزالي رغم كتبه العديدة في مكتبة الوالد.... أسلوب يجمع بين العاطفة و العقل، ليس تأريخا بالمعنى الحرفي للسير و لكن يعطيك اللحظات التاريخية، يسلط الضوء عليها و لحظات أخرى يمر عليها فقط... بداية جيدة ��شخص يقرأ اول مرة في السيرة العطرة.... اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين...
" من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ، و من كان يعبد اللّه فإن اللّه حيٌّ لا يموت . " هذه آخر جمل الكتاب من خطاب أبو بكر في الناس بعد موت محمد صلى اللّه عليه و سلم. و عند هذه الجملة سقطت دموعي رغما عني .. و تأثرت جدا رغم قراءتي لهذه الجملة آلاف المرات . 23 عاما هي مدة نشر الدعوة الإسلامية و عانى و قاسى فيها نبينا الكريم من أجل الشعوب و الأمم القادمة .. و ما أشد إيمان أصحاب الرعيل الأول من الذين آمنوا معه، بكيت من فرط تقصيري في ديني .. حتى صلاتي لا أخشع فيها .. و لكن رق قلبي لهذه الجملة حزناً على موته و حزنا على ما آل إليه الإسلام اليوم ..
و في آخر أيامه كان همه هو الإخلاص في توحيد اللّه و حتى و هو يعالج سكرات الموت ، و قد تسائلت ما همه ؟ ما همه إن عبد الناس حجر أو شمس أو إله أو قمر .. و لكن لم يصطفه اللّه عبثا .. أراد خيرا للناس .. خشي آخر أيامه على الناس من أن يتبعوا شهوات الغي و ينسون الصلاة .. أن يتبعوا شهوات الكِبر .. فالأمة التي تستبد بها هذه الشهوات لا تصلح للحياة، و لا تصلح بها حياة .. و هذا ما نحن به اليوم . و هو يلفظ أنفاسه نبه المسلمين إلى معاقد الخير ليتمسكوا بها ، " الصلاة و ما ملكت أيمانكم " .
طالما رغبت أن اقرأ سيرة محمد من مصدر جيد و لم أجد أي كتاب شدني .. فالجميع يوصي بالرحيق المختوم و لكني لم اقرأه ، أردت شيئا أكثر وقعا على النفس .. و لطالما أحببت أسلوب محمد الغزالي .. فكان هذا الكتاب جيد جدا ، وافي و غير مسهب و متعمق. بدأ من طفولة محمد صلى الله عليه و سلم حتى شبابه و ذكر عن الحروب التي خاضها محمد قبل الجاهلية كحرب الفجار و حلف الفضول الذي نص على ألا يجدوا مظلوما بمكة .. أي استبقى النبي على أمور الخير .. و وضح محمد الغزالي بواعث النبوة و الآثار التي طُبعت على محمد من صغره . و من ثم جاء إسلامه سرا و من ثم علانية و من ثم هجرته من مكة إلى المدينة و أيضا ذكره للإسراء و المعراج و أهميتها للأمة .. و استوضح بشرح كاف الفرائض مع التواريخ مثل فرض النبي للصيام فكان في رمضان في السنة الثانية للهجرة. و عن بيعات النبي صلى الله عليه و سلم كبيعة العقبة الأولى و الثانية .. و الحروب و المعارك و الغزوات التي خاضها المسلمين مع محمد منها الخسارة و منها النصر .. بدئً من غزوة بدر و غزوة دومة الجندل التي وجهت الجيوش فيها لعرب الشمال و غزوة بني المصطلق التي حارب فيها الرسول الإشاعة و بهذه الغزوة حدث حديث الإفك و فسره الكاتب بوضوح ، و من ثم غزوة الأحزاب و حارب فيها الرسول اليهود ، من الجدير بالذكر أن أكثر مشاكل النبي صلى الله عليه و سلم كانت مع اليهود، فأثروا الدسائس و السموم ، بدأ بدحر يهود بني قريظة و من ثم يهود خيبر و قد قام بكسر شوكتهم و تفريقهم .. و من ثم جاء موسم الحج و لم تسمح قريش بدخول النبي و هنا حصلت بيعة الرضوان و التي أثارت ضجة في أوساط المسلمين .. و من ثم معركة مؤته و من ثم جاء فتح مكة و معركة حنين و نهاية جاءت المعارك مع الأقوام الأخرى مع الروم في معركة تبوك . و لم تقف صراعات المسلمين هنا .. فالحديث يطول .. و ديدن المسلمين هو الكفاح من وراء الجدران .. فقد كتب على هذه الأمة الشقاء .. بالمختصر الكتاب وافي و شامل و يحتاج لقراءة متأنية جدا.
كتابي الثاني مع الغزالي. ينقلك مئات السنين بأسلوبه وكأنك تعايش الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام والصحابة. أعتقد أن الغزالي ترك الكثير من التفاصيل وسلط الضوء علي أهم المواقف في حياة الرسول، فهو لم يسرد الوقائع سردا بل له نظرة متأملة تحليلية لما هو أبعد من ذلك. كما أنه حرص بعد كل موقف أن يربطه بواقعنا المعاصر ليبين الدروس المستفادة. وياللعجب فكل كلماته تنطبق علي زمانناوكأنه بين أظهرنا وكأن الله عندما قال"لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" لم يقصد بذلك تعاليم الدين والشرائع فحسب، بل كل موقف وكل حدث صغر أو عظم، وكل أزمة وكل منحة، وكل نصر وكل هزيمة مر بها الرسول والصحابة. إنه ذلك الفهم الشمولي الواسع الذي يوصلك الغزالي إليه، تلك النظرة عن بعد التي تقف بعدها مذهولا من الإعجاب وتتركك بألف إجابة لما كان يدور بذهنك وألف سؤال جديد تذهب لتبحث عن إجاباته مطمئنا
من المؤكد أن هذا الكتاب ليس بأفضل مصدر للقراءة عن السيرة النبوية مع كل الاختصار الذي فيه والمقاربات الساذجة بينها وبين الواقع الحالي ، إلا أني أعترف بكوني قد وفقت في التعرف على هذه السيرة بقرائتي لهذا الكتاب ! .. فهنغ تجد مقتطفات لأهم الأحداث والحروب التي بدأت ببدء الدعوة وحتى وفاة النبي محمد .. وبالنسبة لي -أنا التي أكاد لا أعرف شيئاً البتة عن هذه السيرة - كان ما وجدته كافياً جداً لصقل تصوراتي أكثر عن هذا الموضوع .. سأدع رأيي المفصل لنفسي .. لن أكتبه هاهنا :)
"قد تظن انك درست حياة محمد صلى الله عليه وسلم اذا ت��بعت تاريخه من المولد الى الوفاة وهذا خطأ بالغ، انك لن تفقه السيرة حقا الا اذا درست القرآن الكرثم والسنة المطهرة وبقدر ما تنال ذلك تكن صلتك بنبي الاسلام."
كتابي الحبيب ظللت ما يقارب الشهر وأنا أقرأه بتمعن واستنفرت كامل وقتي وتركيزي له ، أهو بكثير على سيرة الحبيب المصطفى صل الله عليه وسلم وانهيته البارحة على الساعة الثالثة صباحاً وظللت إلى الفجر مفتوحة العينين أراجع ذكريات الرحلة رافقني هذا الكتاب في المترو ، في الجامعة ، في البيت ، حتى أني أنام إلى جانبه ، انهيته وكأني أنهي فصلاً من حياتي لا أريد له النهاية
حسناً ... أما عن المحتوى فالكتاب يتحدث عن سيرة رسول الله بطريقة جديدة ، فهو لا يعطي للأرقام والأسماء حيزاً هاماً بقدر ما يعطي للحكمة وراء كل حدث طيب الرسول محمد صل الله عليه وسلم قال أو فعل كذا ، مالذي يمكنني أن أفهمه ، مالحكمة التي يمكن أن اعتبر بها ، كيف يمكنني أن أسقط ما حدث في السنوات الاولى للهجرة على واقعنا الحالي الذي لا يختلف في ابعاده عن ذلك الوقت ؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يجيب عنها شيخي الحبيب محمد الغزالي باسلوبه الذكي وكلماته المنمقة الجميلة ، يبدو لي إلى الآن أن لا أحد ممن درسوا سيرة النبي الأعظم إستطاع أن يحيط بجوانب العظمة فيها كما فعل شيخي الحبيب ، واجتهاده في تفسير الحكم والحوادث وتأويل النتائج بأسلوب عقلي بعيداً عن كل الخرافات التي درجنا على الإيمان بها فمحمد حبيبنا لم يكن مجرد رسول مؤيد من ربه تعترضه المعجزات في الطريق ، انما كان سياسياً ، وقائداً حربيا وزوجاً وقريباً وأخاً ومجاهداً وزوجاً وأبا قد إستوفى في جميع أشغاله صفات الكمال صلوات ربي وسلامه على حبيبي خير البراء محمد بن عبد الله وصحبه وآله أجمعين
والذي استوقفني أكثر هي تعليقات شيخ المحدثين الألباني على هذا الكتاب والتي ستجدونها في أسفل الصفحات ينقلها بكل صراحة والغزالي يتقبلها بكل صدر رحب وينقلها إلى قرائه بكل أمانة ، هذه العلاقة بين شيخين جليلين يصلح كل منهما للآخر دونما كبر ودونما حساسيات ، ألا تستحق هي أيضاً الوقوف عندها وتأملها ؟؟
ولا أحسن من هذه الكلمات انقلها عنه كما جاءت في الكتاب : "إن المسلم الذى لا يعيش الرسول فى ضميره , ولا تتبعه بصيرته فى عمله و تفكيره , لا يغنى عنه أبداً أن يحرك لسانه بألف صلاة فى اليوم والليلة,,خاصة و أن البون بعيد بين المسلمين و رسولهم مهما أكنوا له من حب و أدمنوا من صلوات"