يروي طه حسين قصص الرهبان النصارى واليهود الذين هربوا من استبداد الامبراطور الرومي واتخذوا لهم أديرة وصوامع ليتعبدوا بها وكانوا عارفين بقرب زمان مجيء خاتم الانبياء ومتتبعين لاخباره ............كما انه ذكر أحداث زواج الرسول(ص) من السيدة خديجة...... كما روى عن حادثة اعادة بناء الكعبة المكرمة والحجر الاسود الذي تنازعت عليه العشائر الاربعة، وحلّ النزاع الرسول (ص) ................... وغيرها من الاحداث...........
يقول في مقدمة الكتاب:
هذه صحف لم تُكتب للعلماء ولا للمؤرخين لأني لم أرد بها إلي العلم، ولم أقصد بها إلي التاريخ وإنما هي صورة عرضت لي أثناء قرائي للسيرة فأثبتها مسرعاً ثم لم أر بنشرها بأساً
ولعلي رأيت في نشرها شيئاً من الخير
وأحب أن يعلم الناس أيضاً أني وسعت على نفسي في القصص، ومنحتها من الحرية في رواية الأخبار واختراع الحديث ما لم أجد به بأساً، إلا حين تتصل الأحاديث والأخبار بشخص النبي، أو بنحو من أنحاء الدين، فإني لم أبح لنفسي في ذلك حرية ولاسعة، وإنما التزمت ما ألتزمه المتقدمون من أصحاب السيرة والحديث، ورجال الرواية، وعلماء الدين.
ولن يتعب الذين يريدون أن يردوا في أصول هذا الكتاب القديم في جوهره وأصله، الجديد في صورته وشكله، إلى مصادره القديمة التي أخذ منها.
فهذه المصادر قليلة جداً، لا تكاد تتجاوز سيرة ابن هشام، وطبقات ابن سعد، وتاريخ الطبري، وليس في هذا الكتاب فصل أو نبأ أو حديث إلا وهو يدور حول خبر من الأخبار ورد في كتاب من هذه الكتب.
طه حسين عميد الأدب العربي هو أديب ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه، بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم.
كان لطه حسين أفكار جديدة متميزة فطالما دعا إلى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد، والتحرير، والتغيير، والاطلاع على ثقافات جديدة مما أدخله في معارضات شديدة مع محبي الأفكار التقليدية، وكانت من أفكاره أيضاً دعوته للحفاظ على الثقافة الإسلامية العربية مع الاعتماد على الوسائل الغربية في التفكير.
شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب، ولقد تم فصله من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها.
وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل على العلم دون حصره على الأغنياء فقط " وأن العلم كالماء، والهواء حق لكل إنسان"، وهو ما قد كان بالفعل فلقد تحققت مجانية التعليم بالفعل على يديه وأصبح يستفاد منها أبناء الشعب المصري جميعاً، كما قام بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس ابتدائية، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية، وتحويل عدد من المدارس العليا إلى كليات جامعية مثل المدرسة العليا للطب، والزراعة، وغيرهم.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلى النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح على ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية.
يواصل العميد سرد هوامشه على السيرة ، ووجهة نظره في زواياه المختلفة ، وهنا يعرض بيئة العالم قبل نزول الرسالة على النبي محمد ، ويعرض وجهتين للعالم : وجهة منها تخص العالم المتحضر (المسيحي دينًا الوثني دنيا ) مع سيطرة قيصر على مقادير البلاد والعباد فاضطر الشعب إلى النفاق ومجاراة ظروف عالمهم ، اختار طه حسين نموذج لشاب رومي آثر البحث عن الحقيقة المطلقة ، فلا هو ارتاح في دينه المسيحي ولا في دنياه الوثنية ، فاختار الحل والترحال ، لينتهي به المطاق إلى بلاد الشام ويقرر السفر إلى الراهب نسطور (رجل دين مسيحي مشهور وله تفسيراته المختلفة عن باقى تفاسير المسيحين حينها والآن ) وفي طريقه يقابل راهب اسمه (بحيرى)فينبأه بأنه رأى مخلص البشرية من ضلالها وأنه مازال طفل صغير ، فيحول الشاب الرومي وجهته إلى بلاد العرب ليقع عبدًا في بني كلب ، ويشاء حظه أن يقابل زيد بن عمرو وكان يبحث هو الآخر عن هوية صادقة يتبعها ، فأخبره الرومي ليحرره العربي من قبضة العبودية ، ويقررا العودة سويًا غلى مكة ولكن يشاء القدر أن يهلكا معًا.
والوجه الآخر الذي يعرضه طه حسين : هو وجه مكة قبل الرسالة ، وكيف كانت قبل نزول الوحي ، مع عرض قصة الحب التي قامت بين السيدة خديجة وزوجها محمد ، وكيف ارتبطا ، وكيف كانت حياةا لرسول في مكة قبل نزول الرسالة عليه.
المهم : عرض طه حسين عظيم ، بلغة رشيقة متمكنة وحس أدبي يقدم لنا التاريخ في صبغة جديدة ممتعة.
أسلوب طه حسين جميل، أحببته بشده، الرجل مطلع ومتمكن وذكي جدًا، لم يتوغل أو يتعمق في السيرة، ولكنه يصيغ لك قصصًا لأشخاص في الفترة التي تسبق البعثة بقليل؛ أشخاص من ثقافات وديانات مختلفة لتتعرف على طبيعة العالم وقتها، ولكي تكون مهيئًا تمامًا للقراءة في السيرة.
بالرغم من أطالة بعض المواضع في هذا الجزء الا أن طريقة سماع السيرة من أشخاص غير الذين أعتدنا أن نعرف السيرة من خلالهم مثل بحيرى الراهب وميسرة مولى خديجة بنت خويلد وباخوم البناء كان له أثر وجميل كأنك ترى السيرة النبوية من زاوية جديدة .
بالرغم من أطالة بعض المواضع في هذا الجزء الا أن طريقة سماع السيرة من أشخاص غير الذين أعتدنا أن نعرف السيرة من خلالهم مثل بحيرى الراهب وميسرة مولى خديجة بنت خويلد وباخوم البناء كان له أثر وجميل كأنك ترى السيرة النبوية من زاوية جديدة .
في الجزء الثاني من( على هامش السيرة ) يطلعنا عميد الأدب العربي على الأحداث السابقة على ظهور الدعوة المحمدية ومبعث النبي الخاتم عليه افضل الصلاه والسلام.. ومحاولة بعض الرهبان والاحبار النصارى واليهود العالمين من خلال الكتب التي بين أيديهم بقرب مبعث محمد صلى الله عليه وسلم ومكان بعثته ، محاولتهم الاقتراب من مكه قدر الإمكان ليكونوا مطلعين على مصدر الضوء الإلهي الذي سينير المشرق والمغرب، ورحلة النبي في شبابه إلى الشام أمينا على تجارة السيدة خديجة رضي الله عنها وزواجه منها بعد ذلك ، لما اتضح لها ما رأته بنفسها ورواية ميسرة خادمها ما حدث للنبي خلال الرحلة من معجزات. وايضا هدم البيت الحرام وإعادة بناءة ، مع رواية حل النبي صلى الله عليه وسلم لاختلاف زعماء مكه على من يضع الحجر الأسود في موضعه .. واخيرا بدء الرساله المحمديه خاتم الديانات السماوية ..
رائعة أدبية، تصوّر حياة النبي الأمين ومَن حوله تصويرا أدبيا غاية في البهاء، وتُضفي على حياة المحيطين بالرسول حركة ونشطا يُحسها القارئ وتسري في عروقه ودمه، وتُقلي عنه جفاف الجرد التاريخي للحوادث والوقائع التي تُلقيها إليه كتب السير والتاريخ ميتة لا تُحس فيها روحا، فالقارئ للكتاب لا ينتظر تحقيقا لما وقع في سيرة النبي الأمين من أحداث، ولا تمييزا لصحيحها من سقيمها، فالكتاب أبعد ما يكون عن ذلك، ولكنه يجد سيرة رجل ومَن حوله من الرجال والنساء كأنه يراها رأي العين، أو هو واحد من شخوصها الذين عاينوا وقائعها وعاشوا تفاصيلها المطوية في بطون التاريخ، والتي لم تحفظ الكتب منها إلا قليلا.
هذه الرواية مصنفه تحت قائمة التراجم و السير، فإعتقدت أنها تروي وقائع، و لكنها لم تكن كذلك فهي مزيج من "الإسرائيليات" و الخيال و بعض الوقائع فقط، يتحدث المؤلف عن أمم السابقين تاره و يربطها بعلامات النبوه تارة أخرى.. عمومًا لا أخفي إعجابي فهو عمل فلسفي سردي إبداعي شدني لستكمال القراءه رغم إنزعاجي و تشتتي بين حقيقة الأحداث و خيالها.
قرأت الجزء الأول منذ أكثر من عام وبلغ انبهارى به مبلغا عظيما حتى علمت أن طه حسين وأفكاره عليهم بعض الملحوظات فيما يخص دقة السرد فى السيرة فقرأت هذا الكتاب وأنا متخوفة كثيرا ومتحفزة قليلا ولكنى لم أجد بعد قراءته أى داع لذلك، فالكتاب اسمه على هامش السيرة وهو فعلا على الهامش جدا؛ يحكى عن أوضاع الناس قبل البعثة وحال بعض الناس فى البحث عن دين يطمئنون إليه والجزء الذى تناول جانبا من حياة السيدة خديجة لم أجد فيه شيئا غير مقبول .. وعن دقة المعلومات فهو قال أنه لم يأت بشىء من خارج كتب السيرة القديمة ولا أظنه يقول هذا دون أن يكون قد فعل .. يجوز أنه استند إلى روايات ضعيفة أو ما شابه وسأبحث ثانية فى أسباب هذه الاتهامات ولكنى لا يسعنى إلا أن أقول أن الكاتب أسلوبه بديع ومنطقه عبقرى وهذا الكتاب تحديدا سرد أدبى رفيع المستوى للتاريخ بشكل قيم جدا .. ايستوقفنى كثيرا الحوار الفلسفى بين كلكراتيس والراهب الشيخ خاصة فى هذا الجزء : وكان الراهب الشيخ يقول لصديقه الشاب فى هدوء ودعة، وفى ابتسام يوشك أن يكون ساخرا -لولا أن الشيخ كان أشد وقارا وأعظم إيمانا من السخرية- كان الراهب الشيخ يقول لصديقه الشاب وادعا باسما: إنك يا بنى تسرف فى أمر العقل، وتحمله أكثر مما يطيق أن يحتمل، وتدفعه حيث لا ينبغى أن يدفع، فإنك لا تصدر عن العقل حين تحب وتبغض، ولا تصدر عن العقل حين تجوع وتظمأ، وإنما تصدر فى ذلك كله عن غرائز قد ركبت فى طبعك، وسيطرت على مزاجك. وقد يستطيع عقلك أن يفهم هذه الغرائز، وقد يستطيع أن يمسها ببعض التنظيم، وقد يعجز فى كثير من الأحيان عن فهمها وتنظيمها. وما أدرى يا بنى لم تؤمن بسلطان الغرائز على جسمك، ولا تؤمن بسلطانها على نفسك؟ بل ما أدرى لم تؤمن بأن للغرائز على نفسك سلطانا فى بعض الأمر، وتجحد أن يكون لها سلطانا فى بعضها الآخر؟ قال كلكراتيس: فإنى لا أفهم عنك ما تقول منذ اليوم. قال الراهب الشيخ: فقد فهمت عنى كل ما قلته منذ التقينا، أفتراك قد نال منك الجهد وأدركك التعب؟ قال كلكراتيس: كلا! ما رأيتنى قط كما أرانى الآن نشيطا إلى الحديث راغبا فيه، مستزيدا منه، مشغوفا به. ولكن أوضح مقالتك فإن فيه بعض الغموض. قال الراهب: فإن جسمك يا بنى يألم إذا مسه الجوع أو الظمأ دون أن يكون لعقلك فى ذلك تأثير قليل أو كثير، وإن جسمك يا بنى يبرأ من الألم حين ترد عنه الجوع بالطعام، وحين ترد عنه الظمأ بالشراب. ولو أوتيت عقل الناس جميعا لما استطعت أن ترد عن جسمك ألم الجوع والظمأ حين يحناج إلى الطعام والشراب، ولما استطعت أن ترد على جسمك ألم الجوع والظمأ حين يدركه الشبع والرى. فإنى أرى يا بنى أن لنفسك غرائزها كما أن لجسمك غرائزه، وأن غرائز النفس كغرائز الجسم لا تصدر عن العقل ولا تنشأ عنه، وإنما تصدر عن الطبع وتنشأ عن المزاج، وحاجة النفس يا بنى إلى الإيمان كحاجة الجسم إلى الطعام والشراب، تألم إن فقدت الإيمان، وتستريح إن ظفرت به، ليس للعقل فى ذلك أثر. فكن أعقل الناس، وكن أحزمهم وأصرمهم وأمضاهم عزما، فلن يغير ذلك من نفسك شيئا إن كانت طبيعتها طبيعة النفس الإنسانية التى فطرت كما فطرت نفوس الناس على الإيمان.
تعديل الريفيو بتاريخ 31/1/2019 سكان كوكب #سطور الكرام حان الان موعدنا اليومى وكتاب جديد فى #كل_يوم_كتاب_مع_زهرة والنهاردة ليلة الجمعة ف صلو بينا ع الى هيشفع فينا ومعايا النهاردة كتاب على هامش السيرة-الجزء الثانى ل العملاق طه حسين ملحوظة:دة رابط ترشيح الجزء الاول https://bit.ly/2MH8DNS فى الجزء الثانى من الكتاب بيكمل معانا طه حسين فى حياة الصادق الامين قبل البعثة وعلى مدار حوالى 230 صفحة مقيمة الى اربع فصول هى الفيلسوف الحائر راعى الغنم صاحب الحان نادى الشياطين يخطو بنا الكاتب ويستكمل معنا صورة احياة فى مكة والجزيرة العربية قبيل البعثة فنعرف قصة الراهب الرومانى الذى يبحث عن الحقيقة ويعرف عن الراهب تسطور فى بلاد الشام ويقرر الذهاب اليه وفى الطريق يتعرف على الراهب بحيرى فيخبره بقرب بعتثة نبى اخر الزمان ويشد الرحال الى مكة لانتظار النبى ويقابل فى الطريق عمرو بن زيد(حائر آخر) ويشاء القدر ان يهلكا سويا فى رحلة البحث عن الحقيقة كما نعرف عن تاريخ بناء الكعبة والبناء المصرى باخوم الذى شارك فى التصميم والبناء ونتعرف عن قرب على السيدة خديجة بنت خويلد عن حسبها ونسبها وجمالها وبداية معرفتها بالرسول الامين وتمنيها له زوجا وكيف كانت الخطبة والزواج كما نتعرف عن جوانب من حياة الرسول فى شبابه وقبل البعثة الكتاب مكتوب باسلوب ادبى جميل ولغة سهلة ومعلومات سلسلة جدا الكتاب متوفر الكترونيا https://bit.ly/2UwjSvc ومتوفر ك كتاب صوتى (ولكنه للثلاث اجزاء ف 7 ساعات كاملة) https://bit.ly/2TsUN4w بكدة انتهى كلامى عن كتاب النهاردة استنونى بكرة وكتاب جديد فى #كل_يوم_كتاب_مع_زهرة دمتم بود دمتم قراء
الريفيو الاصلى كتاب جميل واحلى معلوم انى اكتشتفت ان المصريين ليهم دور ف بناء الكعبة عن طريق البناء باخوم كنت تايهة بصراحة شوية ف الاول لحد م ربطت بين الراهب الرومى و الراهب بحيرى اول مرة اعرف ان ابليس تمثل لسادة قريش وان الرسول كان عليه مؤامرة للذبح كتاب جميل فعلاص ويستحق الانتظار وتعب المشوار رحم الله عميد الادب العربى
خصص الدكتور طه حسين هذا الجزء من هوامشه على السيرة النبوية المطهرة للحديث عن الحائرين ، الباحثين عن اليقين، الفارين بعقولهم من غياهب الوثنية حتى وإن تقنعت بشيء من كتب سماوية .فتحدث عن كلكراتيس؛الفتى الرومي الذي فر من طرسوس رباحثا عن راحة لقلبه وعقله بعيدا عن احتكار قيصر للمسيح والمسيحية وفرارا من ظلمات الوثنية ، ليستقر به المقام في الصحراء ليقع في أسر قبيلة كلب بن وبرة في الشام ويلتقيه الباحث عن دين ابراهيم "زيد بن عمرو بن نفيل" وتتلاقى أفكارهم و بحثهم المضني عن الدين الحق ، ليشتريه زيد بن عمرو من ساداته ويعتقه ويقرر الفتى الذي أصبح اسمه صبيح أن يلحق بزيد ابن عمرو والذهاب معا إلى مكة انتظارا لنزول الوحى على فتى قريش محمد بن عبد الله لكن القدر لم ينظرهم فقتلا في الطريق. وتحدث أيضا عن حيارى قريش ورقة بن نوفل وعبيد الله بن جحش وعثمان بن الحويرث وسعيهم للحنفية كل حسب ما تيسر له.وحكى عن باخوم المعماري والبناء المصري الذي شارك في اعادة بناء الكعبة المشرفة وما صاحب ذلك من أحداث ليوضح لنا الدكتور طه حالة التخبط العقائدي التي عاشها العالم من يهود ونصارى ووثنيين قبيل البعثة المحمدية .
احتاج لمصادر للتأكد من القصص التي أوردها خاصة عن خديجة بنت خويلد وورقة بن نوفل عن علمهم بشأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل نزول الوحي بسبب الغرائب التي حصلت له اثناء رحلته للتجارة في الشام وذكرها ميسرة خادم خديجة
و قد انعكس ما كنت افكر به تماماً, فتحولت من مشكك بفكرة الكتاب -بأجزائه الثلاثة- الى شديد الاعجاب به, هل حقاً كان هناك أشخاص مثل "نسطور", "كلكراتس", "صاحب الحان" و غيرهم كثير؟ أم هي الشخصيات التي صنعها باقتدار طه حسين رحمه الله؟ هل كانت سيدتنا خديجة رضي الله عنها تحب الرسول محمد صلى الله عليه و سلم منذ صغره؟ أم هي تفاصيل ألفها طه حسين باقتدار؟
في الحقيقة لا أعلم, لكني أعلم انه لم يغير من تفاصيل حياة الرسول صلى الله عليه و سلم شيئاً صغيراً كان أم كبيراً -و هو ما وعد به في مقدمة كتابه.
كأن طه حسين رحمه الله جمع كل قصة أو قول غير مهم ورد لنا في سيرة الرسول عليه الصلاة و السلام و حاك به و حوله أجمل القصص و الحكايات التي تبين و توضح لنا تلك الفترة التي عاش فيها النبي صلى الله عليه و سلم, و التي تهدف في النهاية لبيان عظمة و روعة هذا النبي عليه الصلاة و السلام.
كلما اعتقدت أنني قرأت أفضل ما كتب عن الرسول محمد صلى الله عليه و سلم, وجدت ما هو أفضل.
قول طه حسين في مقدمة الجزء الأول :- " وفرق عظيم بين من يتحدث بهذه الأخبار إلى العقل على أنها حقائق يقرها العلم وتستقيم لها مناهج البحث ، ومن يقدمها إلى القلب والشعور على أنها مثيرة لعواطف الخير وصارفة عن بواعث الشر "
- الفيلسوف الحائر - راعي الغنم - باخوم - صاحب الحان - نادي الشياطين
يأخذنا عميد الأدب في رحلة عبر الزمان والمكان ليهيئنا للحدث الجلل الذي سوف يهز الأرض: رسالة السماء وآخر الأنبياء. كيف كان الناس وقتها... هل كان هناك من يبحث عن الحقيقة، أم أن جميعهم، شأنهم شأن قريش، قد اتخذوا إلهاً من حجارة صنعوها بأيديهم؟
ما أجمل ما حكاه حسين، وما أجمل الأجواء التي وضعنا فيها. حين يأخذك بعيداً، ثم يعيدك للأصل. جميع القصص تدور حول ما قبل الرسالة، ولكنه يذهب بك هنا وهناك. مثلاً، في *الفيلسوف الحائر* يبدأ القصة برجل روماني يسمع غناء سيدة تُداري وثنيتها بعيداً عن القيصر الذي أقر المسيحية ويعاقب كل كافر بها، ثم يترك هذا الروماني عزّه وجاهه بحثاً عن الحق، حتى يهتدي إلى أن هناك رسالة ستبزغ قريباً على يد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. لكنه لا يقابله أبداً، بل يقابل عمرو بن سعد، الحائر أيضاً والذي يبحث عن الهدى، ويموت الاثنان قبل الوصول إلى مكة.
وفي *راعي الغنم*، يتحدث عن رحلة الرسول صلى الله عليه وسلم بتجارته إلى السيدة خديجة رضي الله عنها، وما شاهده ميسرة.
أما *باخوم*، فقد عرفت أن للمصريين يداً في إعادة بناء الكعبة حين وضع الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود بيديه. ولشدّ ما أعجبتُ بكيفية بدء طه حسين لروايته، إذ تحدث عن رجل صالح اسمه يوحنا اعتاد فعل الخير، واستضاف بعض الشباب للأكل والسمر، وأخذ كل شاب يصف الشيطان بأن له أرجل كثيرة وذنب وقرون، ويتضاحكون فيما بينهم. حتى تحدث *باخوم*، وهو رجل قليل الكلام، كثير الترحال، إذا تحدث صدق، وله هيبة تجبرك على الاستماع، فقال: "لقد رأيت الشيطان." باخوم هذا رجل صعيدي قبطي يعمل بناءً، سافر إلى مكة، وطلبوا منه، نظراً لصنعته، أن يعيد بناء الكعبة، وشهد وضع الحجر الأسود. وعندما جاء وقت وضعه، حضر رجل نجدي حسن المظهر، بهي الطلعة، وحاول إحداث فتنة بينهم بحيث يضع حجراً معهم في بناء الكعبة، وحاول أن يوقع بين أشراف مكة والأمين... وكان هذا هو الشيطان. فلم يكن قبيحاً وله قرون، ولكنه يستطيع أن يتمثل في أحسن شكل... والجميل هنا أن طه حسين ذهب بنا وعاد بأسلوب باهر، سلس، وجذاب... صراحةً، عبقري! وفي نادي الشياطين، تخيّل طه حسين أن لهم نادياً يجتمعون فيه ويقدّمون تقارير لإبليس اللعين، كبير الأبالسة. ولكن واجهتهم مشكلة كبيرة جعلتهم يعودون إليه طلباً للمشورة، فقد امتلأت الأرض بحرس شديد وشهب، واستعدّت لشيء عظيم
لم يتحدث الكتاب – البعض يصنفه كرواية – عن سيرة الرسول فقط ، و لم يتحدث عنها كذلك بصورة كاملة ، فلا أجيز تصنيفه ضمن كتب السيرة .. الكتاب بأجزائه الثلاثة يتناول سيرة الرسول – صلى الله عليه و سلم – منذ مولده و حتى وفاته فيما يعادل نصف المحتوى ، و يتناول فى النصف الأخر الحياة قبل ميلاده ، منذ حياة الجد – بشئ من التفصيل – ، و يصور الحياة فى الجزيرة العربية و أكنافها من قبل مولد الرسول – صلى الله عليه و سلم – و ما صارت إليه بعد مولده و بعد ظهور الإسلام .. يتناول الكتاب كذلك سير بعض ممن بحثوا عن الدين من قبل ظهوره – بشئ من التفصيل - ، فمنهم من عاش و أدركه و منهم من هلك دون بحثه .. أورد الكتاب مواقف المحيطين بالرسول – صلى الله عليه و سلم – ممن وقف ضده و ممن وقف دونه ضد من ضده .. لم يعط الكاتب نفس درجة الإهتمام لكل حدث ، فأبرز أحداث و اكتفى بذكر ثانية و أهمل ثالثة .. الكتاب من روائع طه حسين تظهر فيه سمته الأساسية الحاضرة دائما ( الإطناب ) ، و يتميز بحوارات تخيلية مناسبة فى غير مغالاة .. ( رأى شخصى ) يمكن الإستعانة بالكتاب كمصدر مؤرخ لحياة العرب فى تلك الحقبة ، و كمصدر لزيادة الحصيلة اللغوية و للإمتاع اللغوى أيضا ، و لكن لا يفضل الإستعانة به كمصدر للسيرة – رغم قوة مصا��ره و كتابتها واضحة على الهامش – لأنه لا يمكن للسيرة أن تُدرس أو تُفهم جزءا دون الأخر ..
علي هامش السيرة لطه حسين من أجل الكتب وأمتعها وأروعها وأظن أن قارئ السيرة مهما قرأ سيبقي في درايته شيء ناقص لا يسده إلا عمل أدبي مثل هذا الكتاب، علي هامش السيرة لا يتحدث عن السيرة نفسها، بل هو كما وصف المؤلف عنوان كتابه، هو يكتب علي هامش السيرة وليس في السيرة نفسها، يبدأ الكاتب بالحديث عن شخصيات وأح��اث لا علاقة لها أبدا بالموضوع ثم يفاجئك قرب النهاية بأن الموضوع قريب الصلة بالسيرة النبوية !! فعل ذلك في سيرة أبرهة الحبشي التقي الذي ناضل لأجل المسيح��ة ونصرتها ثم أنقلب حاله، وفعل ذلك في سيرة المصري الذي يهاجر للتجارة من بلد لبلد حتي تحطمت سفينته في البحر الأحمر ولجأ إلي قبيلة صحراوية كان أهلها قد هدموا الكعبة وتجهزوا لإعادة بنائها فبناها هو لهم لأن البناء كانت حرفته، وذلك المحارب الذي ظل يقاتل كمرتزق ثم ينتهي قراره جوار الكعبة منتظرا خبر السماء، وغيره وغيره من القصص الرائعة التي تناولها قلم طه حسين شديد الروعة والرقي. طه حسين فعلا لا تشبع ولا تمل مهما قرات له.
هذا الجزء يهتم بحال المسيحيين و الأحبار و فلاسفة الرومان عندما بدا بعض يكفر بالانجيل و يلتجأ إلى الوثنية القديمه و اساطيرهم ثم يعودوا إلى العلامات التى تدل على خروج النبى المتمم سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام فينتذروا بعثه حتى يؤمنوا به و إعادة بناء الكعبة عندما تهدم أجزاء منها و فصل سيدنا محمد في خصومه من يضع الحجر الأسود
لا أدري السبب الذي دفعني لقراءة الجزء الثاني من الكتاب رغم عدم اعجابي بالجزء الاول ...... ربما هي صدفه اعتمدها احيانا في اختياراتي للقراءة فلقد تكرر ظهور الكتاب امامي اكثر من مرة وكأنه يدعوني لقرائته . عموما هذا الجزء افضل من سابقه .
هذا الكتاب يجب ان تتم قرائته كالقصص والروايات لا ككتب التاريخ .
مختلف في اسلوبه كتير عن الجزء الاول من الكتاب .. بيميل في الجزء ده للجانب الخيالي اكتر بشكل كبير .. بيحاول هنا يوضح تفكير الكفار و النصاري و اليهود و الروم في الرب .. حقيقي طه حسين اكتر حد حبيت اسلوبه في الكتابة يمكن بالتساوي مع نجيب محفوظ رحمهما الله الاثنين ❤
رائعة ،،، تامل ف حال النفس التى تسعى الى خلاص نفسها من الظلمات ، وتسعى الى طريق الله ... منها الفيلسوف الحائر ، و حديث باخوم ، وصاحب الحان انصح بالاستمتاع بها
في الجزء الأول تخيل طه حسين كيف كانوا الأشخاص وكانت الأحداث في قريش قبيل مولد الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حتى ميلاده، وارضاعه في ديار بني سعد، واحداث عام ميلاده من هجوم جيش ابرهة على الكعبة، ثم فداء جده عبد المطلب بأبيه عبدالله امام الالهة، ثم زواج ابيه عبد الله بأمه آمنة بنت وهب، كل ذلك في صورة قصص متخيلة، وحوار متخيل، ومستنبط من احداث حقيقية، يسرد من خلالها طه حسين، سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
أما في جزئه الثاني، من هذه السلسة الجميلة، يتصور ويتخيل طه حسين الأحداث التي دارت وحدثت حول الرسول، قبل تبليغ الرسالة، وتلقي أمر النبوة، وكيف كانت قريش تعظم من قدره، وقيمته، وشأنه، وتطلق عليه الصادق الأمين، وترتضي لحكمه، وكيف كانت السيدة خديجة بنت ��ويلد سيدة نساء مكة، الملقبة بالطاهرة، تهيم به وترضاه وتتمناه لها زوجا رغم فقره وكونه راعياً للغنم.. وكيف كانت رحلته للشام، وعلم الاحبار والنصارى، بأخباره الذي ذكرت بكتبهم، دون ان يروه، وان انتظروا قدوموه، وقدوم اخباره. فكان سردا بديعا، جميلا، ممتعا، لما كان يحدث على هامش السيرة
ربما لن يعجب هذا الكتاب ، وهذا الجزء بالتحديد ، من يرونه كتابا في التاريخ لا كتابا في الأدب ، ولكنه تحفة أدبيه على كل قارئ للأدب العربي أن يمر عليها .. هذا الجزء من الكتاب يركز على الفترة التي تسبق بعثة النبي مباشرة ، والعلامات التي نبأت بمقدمه ، وحالة الانتظار التي ملكت على الجميع نفوسهم ، انتظار النبي الجديد _ والأخير .. الفيلسوف الحائر هو أجمل الفصول ل؛ ذلك لأنه فصل فلسفي في المقام الأول صيغ بلغة أدبية غاية في الرقي ، أشار للاستبداد باسم الدين ، وإجكراه الناس على ديانات لا يعترفون بها ولا يطمئنون إليها ، وما يتبع ذلك من نفاق واقتناع ظاهري بالديني المتغلب ، أشار إللى استبداد قيصر بما لله ، أيا كان قيصر وأيا كان هذا الدين ، بقية الفصول تشير إلى مكة قبل قدوم النبي والعلامات التي تعلن اقتراب بعثة النبي الكريم ، عليه السلام ، وأخيرا بعثته .
لا أعرف حجم الذنب الذي قد أتحصَّل عليه إن قلت: هذا الهامش أكثر سحرًا من قلب السيرة نفسه
ربما لأن من رواه كان رقيقًا وإنسانيًا لدرجة لا توصف. لا فظاظة هنا ولا تحجر. فقط حديث عن الإنسان وعن كفاح الإنسان من أجل رسالة آمن بها ورغم أن النبي لم يُرَ تقريبًا في هذا الهامش ولم يكن الحديث مباشرًا عنه، إلا أني آمنت بصدقه هنا ورأيته هنا أكثر مما رأيته في أي مكان آخر
إن أردت أن تُظهر عظمة أحد لا تتحدث عن هذا الأحد، ولكن تحدث عمن يؤمنون بعظمته وكيف كافحوا وقتلوا وقُتلوا من أجل إيمانهم به
من أروع ما قرأته عن تاريخ ماقبل الرساله، شيء أدبي عظيم، أسلوب ينسيك الوقت والناس، ..أعتقد أن طه حسين من اكثر الكتاب موهبه بعد قرائتي لهذا الكتاب. أسلوب مشوق، ومحتوى عميق وقصص تجذبك للتفكر والتعمق في طبيعة النفس البشريه. أنصح به كل قارئ مهتم بالمعرفه وتاريخ واحوال الحكماء والعقلاء قبل الرساله.
نفس حيرة الجزء الاول ياترى نسبة التأليف فيها اد ايه من ناحية الاسلوب فحلو جدا طبعا واكتر الاجزاء تأثير فيا هو الجزء بتاع الامين طبعا ممكن بس نقدى يبقى فى الجزء الاول هو الفكرة حلوة طبعا والتضحية بالمال مقابل راحة القلب والعقل شئ رائع بس هو طول فيها زيادة عن اللزوم كان ممكن تقصر جدا