الشيخان الخليفتان الراشدان اللذان أتعبا من جاء بعدهما من الخلفاء؛ إذ لم يبلغ أحدٌ بعد عصر النبوة مبلغهما من العدل والحكمة: «أبو بكر الصديق»، و«عمر بن الخطاب». عنهما يحدِّثنا «طه حسين» في هذا الكتاب. وقد وجد المؤلِّف أن كتب من سبقوه ذهبت في التأريخ لهاتين الشخصيتين وأحداث عصرهما مذهب الإفراط تارة والتفريط أخرى؛ فالبعض بالغ في تبجيلهما حدَّ التقديس، ونقلوا الروايات غير الموثوقة عن زمانهما وأنزلوها منزلة الحقائق الثابتة، فيما بخسهما آخرون قدرهما إلى حد إنكار إنجازاتهما أو التقليل من شأنهما. أمَّا حسين، فيعرض بموضوعية وإنصاف كبيرين لجوانب من شخصيتَي الصديق والفاروق، مستقرئًا من صحيح ما نُقِل عنهما النهجَ الذي انتهجه كلٌّ منهما في: الحكم والسياسة، وإعلاء راية الإسلام، وتوحيد كلمة المسلمين، وصدِّ سهام المعتدين ومريدي الفتنة
طه حسين عميد الأدب العربي هو أديب ومفكر مصري تمكن من النبوغ والتفوق في إثبات ذاته على الرغم من الصعوبات الكثيرة التي واجهها في حياته، والتي يأتي في مقدمتها فقدانه لبصره، وهو ما يزال طفلاً صغيراً ولكنه أثبت بمنتهى الصمود، والقوة أن الإنسان لا يجب أن يوقفه عجزه أمام طموحه، بل على العكس من الممكن أن يكون هذا العجز هو عامل دفع وقوة، وليس عامل إحباط، وهو الأمر الذي حدث مع هذا الأديب العظيم الذي على الرغم من رحيله عن هذه الدنيا إلا أن الأجيال الحديثة مازالت تتذكره ومازالت كتبه واقفة لتشهد على عظمة هذا الأديب العظيم.
كان لطه حسين أفكار جديدة متميزة فطالما دعا إلى وجوب النهضة الفكرية والأدبية وضرورة التجديد، والتحرير، والتغيير، والاطلاع على ثقافات جديدة مما أدخله في معارضات شديدة مع محبي الأفكار التقليدية، وكانت من أفكاره أيضاً دعوته للحفاظ على الثقافة الإسلامية العربية مع الاعتماد على الوسائل الغربية في التفكير.
شغل الدكتور طه حسين العديد من المناصب، والمهام، نذكر منها عمله كأستاذ للتاريخ اليوناني، والروماني، وذلك في عام 1919م بالجامعة المصرية بعد عودته من فرنسا، ثم أستاذاً لتاريخ الأدب العربي بكلية الآداب وتدرج فيها في عدد من المناصب، ولقد تم فصله من الجامعة بعد الانتقادات، والهجوم العنيف الذي تعرض له بعد نشر كتابه "الشعر الجاهلي" عام 1926م، ولكن قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاقد معه للتدريس فيها.
وفي عام 1942 أصبح مستشاراً لوزير المعارف ثم مديراً لجامعة الإسكندرية حتى أحيل للتقاعد في 16 أكتوبر 1944م، وفي عام 1950 أصبح وزيراً للمعارف، وقاد دعوة من أجل مجانية التعليم وأحقية كل فرد أن يحصل على العلم دون حصره على الأغنياء فقط " وأن العلم كالماء، والهواء حق لكل إنسان"، وهو ما قد كان بالفعل فلقد تحققت مجانية التعليم بالفعل على يديه وأصبح يستفاد منها أبناء الشعب المصري جميعاً، كما قام بتحويل العديد من الكتاتيب إلى مدارس ابتدائية، وكان له الفضل في تأسيس عدد من الجامعات المصرية، وتحويل عدد من المدارس العليا إلى كليات جامعية مثل المدرسة العليا للطب، والزراعة، وغيرهم.
أثرى طه حسين المكتبة العربية بالعديد من الأعمال والمؤلفات، وكانت هذه الأعمال الفكرية تحتضن الكثير من الأفكار التي تدعو إلى النهضة الفكرية، والتنوير، والانفتاح على ثقافات جديدة، هذا بالإضافة لتقديمه عدد من الروايات، والقصة القصيرة، والشعر نذكر من أعماله المتميزة " الأيام" عام 1929م والذي يعد من أشهر أعماله الأدبية، كما يعد من أوائل الأعمال الأدبية التي تناولت السيرة الذاتية.
للحق : قراءة التاريخ بقلم عميدنا له طعم آخر , عرض للتاريخ لابد انه سيضيف لك الكثير وسيفتح لك أفق مختلفة تنظر بها إلى الأحداث .
ولكن مهلًا : عن أي تاريخ يعرض في هذا الكت��ب , هو تاريخ أعظم شخصيتين فى تاريخ المسلمين بعد الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) .
فأولهما هو الصدّيق (رضي الله عنه ) خليل النبي وحبيبه , ورفيق دربه , أول المسلمين تسليمًا بالدعوة , وأول من خلف الرسول في حكم المؤمنين فهو خليفة (رسول الله)
وثانيهما : هو( عمر) , الشخصية الأكثر سحرًا وإبهارًا بالنسبة لي بين الصحابة , الفاروق , العدل , من أقام الدولة وأسس للامبراطورية مترامية الأطراف , وأقام نظام العدل الأكمل بين المسلمين , ليسطر بحروف من ذهب الفترة الأكثر نجاحًا لأي حاكم في تاريخ المسلمين.
أبو بكر وعمر : شيخا الإسلام , وأهم أعمدته , ومن كانت لهما الكلمة الأقوى والاعلى في تاريخ المسلمين , صاحبي الفضل الأعظم والذكر الأكرم . مهما كانت درجة تدينك أو حتى لو لم تتبع هذا الدين , فإنك لا تملك إلا الإعتراف بعظمة تلك الشخصيات الإنسانية الفريدة , التي وضعت أعناقها تحت خدمة دعوة إنسانية سماوية عظيمة , رغبة منهما في خير متأصل فيهما .
أما أبو بكر : فهو من امتحن فى فترة خلافته (القصيرة ) ونجح في الامتحان ببراعة منقطعة النظير , فحارب المرتدين وانتصر , ووضع نواة الغزو الإسلامي الأكبر للفرس والروم.
وعمر : وآه من عمر , من كان تجسيدًا لذكاء الإدارة وتأسيس الدولة ونشر الرخاء والمساواة بين البشر.
كتاب مذهل بعرض بديع لأحداث التاريخ التي قد تغفل عنها أو تنظر لها من زاوية ضيقة ولكن يأتي لك طه حسين ليفتح لك آفاق مختلفة أملًا فى نظرة أكثر علمًا.
عرض أكاديمي متميز قليلًا ما ستجد ما يشبهه بلغة أكثر أكاديمية وحيادية . حاول خلاله أن يقدم لك العمل بكل شفافية ممكنة ليترك لك الحكم والإفادة مما ذكر.
"وقد أجمع الرواة أن علياً -رحمه الله- لما سمع الصيحة بموت عُمَرْ دخل عليه فوجده سُجِّي بثوب، فرفع الثوب عن وجهه، وقال: صلى الله عليك، والله ما على الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بمثل صحيفته من هذا المُسجى."
بكلمات رجل ملك زمام اللغة مثل العميد طه حسين نقرأ سيرة عطرة لأبي بكر الصديق وعمر ابن الخطاب، فهنيئاً لمن قرأ.
في هذا الكتاب يغوص عميد الأدب العربي في ملامح شخصية كلاً من أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ويبرز نقاط القوة التي خلدت سيرتهما عبر العصور.
شخصياً تأثرت كثيراً بسيرة سيدنا عمر، قمة في الزهد لا أتصور وصل إليها أحد، قمة في التواضع والحكمة والعدل والحزم.
كتاب ديني لطيف يستحق القراءة في مثل هذه الأجواء الرمضانية.
استفزني أسلوب طه حسين بكتابة التاريخ للغاية، لا مراجع ولا مصادر، إنه ببساطة يقوم بالوقوف عند كل قضية تتعلق بالشيخين أبا بكر وعمر ويستعرض أهم الروايات التي تتناول أكثر القضايا حساسية وإثارة للجدل، وعندها يقوم حسين بانتقاء الرواية التي يراها مناسبة من وجهة نظره وتحليلاته الخاصة التي يحاول من خلالها استشفاف الدوافع والأسباب.
حسناً لم يرق لي الكتاب، فليبقى طه حسين في ظلال الأدب ويدع التاريخ لأهله.
الشيخان هما السيدان: أبا بكر الصديق، وعمر بن الخطاب.
حديث هادئ رزين من شيخ من شيوخ اللغة العربية وهو طه حسين، عن سيرة الثنائي، مع تحليل للتاريخ ونقده.
لم يكن سيرة ذاتية للشخصيتان، ولكن كتابة لتلك الشخصيتان من تفكير طه حسين، مع ذكره لأبرز الأحداث التي وقعت في عهد الشيخان، مع رده لبعض ما كتب في الكتب عنهم ولكن بصورة دفاعية غير قوية، ومستندة فقط على بعض المنطق.
- بيعة سيدنا أبو بكر - خلاف سيدنا علي مع الخليفة الأول - خلاف السيدة فاطمة مع سيدنا أبو بكر - حروب الردة وكان الحديث عنها ماتع ورائع للغاية - كيف كانت حروب الردة هي البداية الغير مقصودة للفتوحات - خالد بن الوليد ودوره في حروب الردة وحروب العراق والشام وأسلوبه وكيف تعامل معه أبو بكر وعمر - عام الرمادة - أسلوب عمر في الإدارة والمراقبة والمحاسبة - سيدنا عمر وديوان العطايا - فتوحات العراق "القادسية" والشام "اليرموك - تمصير الكوفة والبصرة
يتحدث طه حسين في كتاب الشيخان عن كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب حياتهما وكيف كانت فترة خلافتهما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم - واللذان كانا أقرب في حكمهما إلى حُكم الرسول عليه الصلاة والسلام. فيقول طه حسين إنه بعد استفاضته عن حياة عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب في كتاب الفتنة الكبرى رأى أنه يجب أن يُفرد كتابًا خاصًا لحياة الشيخان أبي بكر وعمر. الكتاب يحوي على قصص ومواقف عديدة للصحابين الجليلين معظمها معروف وسمعت عنه من قبل، فالكتاب يعد ملخصًا لسيرة الصحابين. يعجبني كثيرًا عمل طه حسين كباحث جاد واتخاذه موقف المحايد من المواقف والأحداث التاريخية كما فعل في كتابه الفتنة الكبرى.
شخصية عمر بن الخطاب الساحرة والمذهلة لن تشفع لطه حسين على الإطلاق !
لا أفهم كيف يمكن كتابة التاريخ بهذه الطريقة ؟ لا مصادر .. لا توثيق .. لا أدلة مجرد آراء وأهواء .. ينسف على أساسها طه حسين ما شاء ويثبت ما شاء أعتقد أن طه حسين بعيدٌ تماماً عن الموضوعية والمنهجية العلمية في كتابة التاريخ وهكذا أستغرب كيف يعتمد بعض الكتّاب (طه حسين) نفسه وكتبه مصدراً تاريخياً
كنت اقرأ .. ولكني لا أثق بما اقرأ بالاضافة إلى أنه لم يأتِ بجديد تقريباً
لي افتتان بشخصية و تاريخ عمر. الا ان هذا الكتاب كان له عظيم الأثر باعادة ترتيب أفكاري حول أبو بكر.
استقر في رأسي ان فترة خلافة عمر الطويلة نسبيا بالاضافة الى عبقريته في فنون السياسة و الحكم كانت السبب في تأسيسه تلك القيم الرائعة في ادراة شئون الدولة و توسيع رقعة الاسلام شرقا و غربا
الا ان كل ذلك لم يكن ليحصل لولا شجاعة رجل تحلى بايمان عظيم يعدل أمة
لاحظ معي الآتي
في الوقت الذي ينتحب فيه الرجال كالنساء فور وفاة النبي، يقف رجل بثبات ليعلن للناس: انه من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت
تواجه الدولة الوليدة ردة في كل الانحاء التي أذعنت من قبل للنبي. كل الأنحاء بما فيها مكة أعلنت ردتها بشكل أو آخر -- الخطر الداخلي
جيوش الامبراطورية الرومانية تتحلق بالحدود الشمالية للدولة الوليدة، المنهارد داخليا بالاساس و تحاول تثبيت أركانها -- الخطر الخارجي
كل ماذكرته في الأعلى لست أظن أ��دا يمتلك القدرة تحمله و النجاح في اصلاحه .... أبو بكر استطاع
اضافة أخيرة 1: حصل نقاش في آواخر خلافة أبو بكر بينه و بين عمر حول ضرورة حفظ القرآن كتابة، لان كثير من الصدور التي حوته تم حصدها في حروب الردة المتتابعة، يرد أبو بكر ان النبي لم يفعلها و انه لا يجرأ بان يبتدع في الدين أمر كهذا، الا ان عمر يقنعه ان هذا أمر أصبح ملحا لحفظ الدين، فيتخذ أبو بكر قراراٌ جريئا بمقاييس وقتها بالبدء في تدوين القرآن
اضافة أخيرة 2: كان خالد بن الوليد و اداراته للحروب مثار جدال واسع بين أبو بكر و عمر. عند وفاة أبو بكر، في وقت يتحضر جيش المسلمين في حرب فاصلة بقيادة خالد ضد الروم، تسلم عمر أمر الخلافة و كانت أول رسالته الى الجيش يخبرهم بوفاة أبو بكر، و توليه الأمور الآن، و أول القرارات، هي عزل خالد من قيادة الجيش و تولي أبو عبيدة امارة الجيش أجل أبو عبيدة باعلام الجيش بكل محتويات الرسالة عن رفاقه في الجيش لعظيم اثارها في تثبيط الهمم في ليلة الاستعداد للحرب العظيمة في اليوم التالي مباشرة. لاحظ: كيف تصرف أبو عبيدة و أخفى الأنباء السيئة و القرار المفاجأة و يتم تأجيل كل ذلك لما بعد الحرب. مع العلم انه مخالفة صريحة لأوامر مباشرة من القيادة الأعلى. هكذا تصرف هو محض شجاعة صافية
بعد قراءة كتاب كهذا، لازلت لا أفهمم ذلك الهجوم الذي يقوم بعد ممن يدعون التوجهات ال��سلامية ضد طه حسين. رحمه الله
Merged review:
لي افتتان بشخصية و تاريخ عمر. الا ان هذا الكتاب كان له عظيم الأثر باعادة ترتيب أفكاري حول أبو بكر.
استقر في رأسي ان فترة خلافة عمر الطويلة نسبيا بالاضافة الى عبقريته في فنون السياسة و الحكم كانت السبب في تأسيسه تلك القيم الرائعة في ادراة شئون الدولة و توسيع رقعة الاسلام شرقا و غربا
الا ان كل ذلك لم يكن ليحصل لولا شجاعة رجل تحلى بايمان عظيم يعدل أمة
لاحظ معي الآتي
في الوقت الذي ينتحب فيه الرجال كالنساء فور وفاة النبي، يقف رجل بثبات ليعلن للناس: انه من كان يعبد محمد فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فان الله حى لا يموت
تواجه الدولة الوليدة ردة في كل الانحاء التي أذعنت من قبل للنبي. كل الأنحاء بما فيها مكة أعلنت ردتها بشكل أو آخر -- الخطر الداخلي
جيوش الامبراطورية الرومانية تتحلق بالحدود الشمالية للدولة الوليدة، المنهارة داخليا بالاساس و تحاول تثبيت أركانها -- الخطر الخارجي
كل ماذكرته في الأعلى لست أظن أحدا يمتلك القدرة تحمله و النجاح في اصلاحه .... أبو بكر استطاع
اضافة أخيرة 1: حصل نقاش في آواخر خلافة أبو بكر بينه و بين عمر حول ضرورة حفظ القرآن كتابة، لان كثير من الصدور التي حوته تم حصدها في حروب الردة المتتابعة، يرد أبو بكر ان النبي لم يفعلها و انه لا يجرأ بان يبتدع في الدين أمر كهذا، الا ان عمر يقنعه ان هذا أمر أصبح ملحا لحفظ الدين، فيتخذ أبو بكر قراراٌ جريئا بمقاييس وقتها بالبدء في تدوين القرآن
اضافة أخيرة 2: كان خالد بن الوليد و اداراته للحروب مثار جدال واسع بين أبو بكر و عمر. عند وفاة أبو بكر، في وقت يتحضر جيش المسلمين في حرب فاصلة بقيادة خالد ضد الروم، تسلم عمر أمر الخلافة و كانت أول رسالته الى الجيش يخبرهم بوفاة أبو بكر، و توليه الأمور الآن، و أول القرارات، هي عزل خالد من قيادة الجيش و تولي أبو عبيدة امارة الجيش أجل أبو عبيدة باعلام الجيش بكل محتويات الرسالة عن رفاقه في الجيش لعظيم اثارها في تثبيط الهمم في ليلة الاستعداد للحرب العظيمة في اليوم التالي مباشرة. لاحظ: كيف تصرف أبو عبيدة و أخفى الأنباء السيئة و القرار المفاجأة و يتم تأجيل كل ذلك لما بعد الحرب. مع العلم انه مخالفة صريحة لأوامر مباشرة من القيادة الأعلى. هكذا تصرف هو محض شجاعة صافية
بعد قراءة كتاب كهذا، لازلت لا أفهمم ذلك الهجوم الذي يقوم بعض ممن يدعون التوجهات الاسلامية ضد طه حسين. رحمه الله
يملك طه حسين ناصية اللغة، فلا غرابة أن يكتب في أمور قد استوفت حقها من الكتابة والدراسة فيخلقها خلقًا جديدًا، لم تكن كتابته مجرد سرد للأحداث ولا نقل للمواقف وإنما دراسة نقدية تحليلية في سيرة الشيخان ومراجعة لأحداث مفصلية في تاريخ الأمة، نفذ فيها لجوهر الشخصيتان وطباعهم فكانت مرآته التي نظر من خلالها لـ مواقفهم وقرارتهم
**** "الشيخان" لعميد الأدب العربي "طه حسين" كتاب هو آخر ما تبقى لي فى سلسلة العميد التاريخية الأدبية الخالدة عن التاريخ العربي مُنذ قَبل و حتى حديث عهدٍ بالإسلام بدءاً من "من الأدب الجاهلي "؛ثم "على هامش السيرة" ؛و مروراً بكتابنا هذا؛ و انتهاءًا بجوهرته "الفتنة الكبرى"بجزئيها.
**** الكتاب هو بمَثَابة حلَقة الوصل لسلسلة كِتاباته عن التاريخ الإسلامي العربي فهو يصل "على هامش السيرة "ب "الفتنة الكبرى " لينتهي عند أبواب الدولة الأموية.
**** حقيقةً أن تقرأ التاريخ من منظور أدبي من خلال عميد اللغة العربية لَهِيَ متعة لا يعدلها شئ!! فأنت تقرأ من خلال: ١- عين فاحصة مُنتقية مُتتبعة منهجَيْ : أ- إعمال العقل على النقل... وهذا فى رأيي مطلوباً لكثرة الرواة و اختلاف رواياتهم و طغيان الهوى عليهم. ب- المنهج الديكارتي "الشك " على شاكلة "الفتنة الكبرى" بجزئيها و بما لا ينال من الثوابت الدينية و من التوقير المطلوب للصحابة. ٢- من خلال قلَم مَلَكَ زِمام اللغة و ناصيتها ساعده فى سلاسة العرض بحيث لا تدري هل الكتاب تاريخ إسلامي بصِبغة أدبية أم استعراض أدبي بلاغي بصبغة تاريخية دينية. ٣- عقل راجح لا يهاب النقد و يريد أقرب الروايات للحقائق و استبعاد الضعيف من الروايات متناً أو سنداً و بما يتوافق مع ثوابت الدين.
**** يكمُن سِحر الكتاب فى أنك تقرأ موضوع اسْتُوفِيَ بحثاً فى مئات الكتب القديم منها و الحديث.. و تعلم أنه لن يأتىَ بجديد.. كما قال العميد فى مقدمته "هذا حديث موجز عن الشيخين: أبي بكر وعمر رحمهما الله، وما أرى أن سيكون فيه جديد لم أسبق إليه".... و لكنه يأسرك بأسلوبِه دون مبالغة و جرأته دون تهور و توقيره دون تقديس.
**** السرد : - اعتمد العميد فى سرده على : ١- الغوص فى أغوار شخصية و توضيح سياسة كُلاً من الخليفتين الصِّديق و الفاروق ولا بأس من عقد مقارنة بينهما و كيف أنهما اجتهدا فى الوصول إلى ما فيه خير للإسلام و دولته. ٢- تفصيل الأحداث _كل حدثٍ بعَيْنه _ تفصيلاً دقيقاً و ناظراً لكل الروايات و لاسيما الشائعة و المثيرة للجدل منها؛ مثل واقعة عزل خالد بن الوليد فى عهد "عمر" و رفض عزله فى عهد "أبي بكر" و مُطَابقِة الموقف بسياسة الخليفة الراشدي مع الاستدلال بالأدلة سواء من القرآن الكريم أو سنة رسولنا الكريم. ٣- عمل مُلَخص شامل بعد هذا التفصيل و الإسهاب لتلك القضية و هو ما يضع الكتاب عند النظر فيه من النظرة الأولى فى خانة تكرار سطوره و لكنه تكرار أبعد ما يكون عن الملل.
**** نظرة عامة على الكتاب :
أولاً:المقدمة :
- توضيح للأسباب التى دَفَعته للكتابة عن الشيخين بعد كتابيه "الفتنة الكبرى" و ذِكْر لمنهجه فى بحْثه بالكتاب وانتقائه للروايات التى تتماشى مع العقل لا النقل. - توقع صحيح لما سيجلبه عليه هذا الكتاب أو بالأحرى أسلوب بحثه عامةً من مشاكل بالرغم من أن الكتاب فيه من التوقير _المستحق بالطبع _ للشيخين خاصةً و الصحابة عامةً.... اللهم عدا نقده لبعض مواقف خالد بن الوليد.
ثانياً :أبو بكر الصديق :
- يقف العميد فى مُفْتَرق الطرق بكل حيادية و موضوعية ليُفنِّد و يُمَحص روايات غُلاة أبي بكر الصديق و هو ما أسماهم "البكريون" و روايات خصومهم لا سيما "الشيعة" مناصرو علي بن أبى طالب _ كرم الله وجهه_ ليستبعد كل ما ينال منهما. - لَخَّصَ الكاتب المواقف المُلتَبَسَة فى عهد الصديق التى تحتاج إلى التفنيد فى الآتي :
١- بيعة علي لأبي بكر : - كَثرَت الأقاويل فيما يخص رِضا "على بن أبى طالب" و بنو هاشم عامة عن بيعة "أبي بكر" و خَلُصَ الكاتب إلى استبعاد كل ما ينال من علي و العباس و أبي سُفيان و غيره حتى أن سعد بن عبادة قد انضم للبيعة فيما بعد و أوعز تأخر بيعته لظروف حتمية من مرض أو غيره.
٢- مُغاضبة فاطمة ابنة الرسول لأبي بكر فى ميراث النبي صلى الله عليه وسلم... و هو ما فَصَلَه الكاتب عن قضية البيعة ببراعة.
٣-موقفه من إنفاذ جيش أسامة بن زيد للشام : - لَخَّصَ الصِّديق قراره فى أنه لن يعطل أمراً جاء من الرسول سواء كانت المُعْضِلة فى التوقيت أو صِغر سِن أسامة بن زيد.
٤- حروب الرِدَّة : - استبعاد رواية معارضة عمر بن الخطاب لهذه الحرب لأنه لن يتهاون محاربة المفسدين و المرتدين. - استشهاد عدد كبير من حفظة القرآن دَفعَ أبو بكر لاتخاذ أول قرار لم يكن على عهد الرسول و هو جمع القرآن الكريم.
٥- خالد بن الوليد : - و هو أكثر ما أثار الجدل فى كتابنا هذا نظراً لذكر مواقفه التى احتاجت لوقفة من قِبَل الفاروق و رفض أبي بكر عزله "ما كنت لأشيم سيفاً سَلَّه الله على الكافرين " ؛ و لست متأكداً من صِدق تلك الروايات و مُلخصها ما يلي : أ- قتل "مالك" من جماعة "بني يربوع" أثناء المفاوضات و الزواج من امرأته و غضب أبي قتادة الأنصاري و عودته للمدينة. ب- زواجه من بنت "مجاعة بن مرارة" أسيره عقب حروب الرِدَّة مباشرةً. ج-إسرافه فى القتل و قَسَمه أن يخلط ماء النهر بدماء العدو.
٦- ما امتاز به الصِّديق عن الفاروق : - بضع نقاط قام بها أبو بكر و غَيَّرَهَا الفاروق : أ-توزيع خُمْس الفئ على المسلمين كافة بالتساوي. ب-عدم الاستعانة إلا بمن ثبُتَ على دينه فى الجهاد. ج-و بالطبع الموقف مع خالد بن الوليد.
٧- وفاة الصديق : - استبعاد بالعقل للروايات التى تقول بتسميمه من قِبَل اليهود و هى بالفعل رواية غير منطقية بالمرة.
ثالثاً :الفاروق :
- استخدم الكاتب أسلوب سردي مُختلف فلم يتتبع الخط الزمني للخلافة العُمرية؛ و أيضاً لم يقف على كل أعمال الفاروق و يُفَند ما جاء بها من روايات و ذلك لكثرة ما قام به الخليفة الفاروق و الذى يحتاج لمجلدات عدة؛ و لذا اكتفى العميد بعمل وَمْضات على أعمال الفاروق.
- أتوقف عند بعض النقاط التى أثارها الكاتب كعادته :
١- عزل خالد بن الوليد بمجرد ما تولى الفاروق الخلافة و هو ما كان أول اختلاف مع الصِّديق و هو ما يؤكد أن الفاروق ل�� يكن لينصح أحد بشئ لا يقوم به. ٢-الاستعانة بمن عادوا للإسلام و ثَبُتَ إسلامهم بعد الردة مثل "طليحة الأسدي " فى جهاد الفرس و الروم. ٣-عمل نظام دقيق لتوزيع الفئ على المسلمين على ألّا يكون بالتساوي بل باعتبارات كثيرة و دقيقة جداً لا يتسع المجال ذكرها. ٤-استحداث حد الجَلد لشاربي الخمر و تطبيقها على ابنه "عبد الرحمن" حتى مات و هو يُجلد أو بسبب الجَلد و هى نقطة جدلية لست متأكداً منها و لكنها لا تستقيم مع فكرة العميد بإعمال العقل على النقل. ٥- قصة استشهاد الفاروق على يد "أبي لؤلؤة المجوسي" و ظهور شخصية "كعب الأحبار" كشخصية غامضة تُذَكِّرني بعبد الله بن س��أ "ابن السوداء " و دوره المزعوم فى الفتنة الكبرى و هو ما نفاه العميد فى كتابه "الفتنة الكبرى"؛ و هنا كعب الأحبار يتوقع وفاة الفاروق بعد ثلاث ليال و يقول أنها مذكورة فى التوراة (أي توراة !! ) و هذا أحسبه من المغالاة من الرواة و ربما لا يكون لكعب الأحبار وجود أصلاً و ليس كما ذكَر الكاتب أنها دليل على تورطه فى قتل عمر و إلا لما تركه ابنه "عبيد الله" إذ أخذ بثأره من بنت أبي لؤلؤة فكيف يترك كعب الأحبار!! ٦-است��عاد رواية أمر عمر بن الخطاب بقتل أهل الشورى الستة إذا لم يتفقوا على من يتولى أمر المسلمين بعده فهى غير منطقية بالطبع.
**** إجمالاً تحفة أدبية و جوهرة تاريخية و دراسة نقدية لقصة اثنين هما الأعظم من صحابة رسولنا الكريم أحدهما قام حكمه على أنه مُتَّبِع و ليس بمُبتَدِع (يقصد تعاليم رسولنا الكريم ) و الآخر قام حُكمُه على ما كان فى كتاب الله فإن لم يكن ففى سُنة رسوله _ صلى الله عليه وسلم_ فإن لم يكن فليقم بما فيه الخير للاسلام و دولته بعد الشورى.
** الكتاب بسبب كاتبه أفضل قلماً و أعمق بحراً من أن أقيمه أو أنقده و لكن مروري هنا كان فقط لتسجيل بعض النقاط و الملاحظات و تسجيل انطباع شخصي لتجربة ممتعة مع قلم عملاق من عمالقة الأدب العربي عشت معه رحلة شيقة بالمرور على تاريخ العرب قبل الإسلام "فى الأدب الجاهلي "؛ثم ومضات نبوية "على هامش السيرة "؛مروراً بكتابنا هذا و هو عَهْد ما قبل الفتن؛ ثم عصر الفتن "الفتنة الكبرى بجزئيها " و لا يعيبها إلا النزول من سفينته فى النهاية .
اول مرة اقرأ لطه حسين طبعا مش هافترض ان دراستي لكتاب الأيام دة قراءة يعنى
كذا نقطة بقى اولا الكاتب عاكك عك السنين كلها خصوصا في جزء ابو بكر مبدئيا بيرفض الروايات و يثبتها على مزاجه كدة بشكل عجيب
تحليل ساذج جداً الجزء اللى أتكلم فيه مثلا عن انه مش مصدق ان الصحابة و على رأسهم عمر كانوا بيقنعوا أبو بكر يهاود مانعي الزكاة الفكرة ان الرسول عليه الصلاة و السلام كان أوصى بجيش أسامة قبل موته لما مات ، كثيرا ممن كانوا دخلوا في الاسلام ارتدوا عرضوا على ابي بكر انه ميبعتش جيش اسامة الشام و يوجهه لحرب المرتدين رفض تماما و أصر على تنفيذ وصية الرسول عليه الصلاة و السلام في جيش اسامة ساعتها فكروا في انه مادام هيبعت الجيش الشام يهاود مانعي الزكاة لحد ما الجيش يرجع بدل ما يبقى جيش المسلمين بيحارب الروم في الشام و المدينة بلا جيش في مواجهة المرتدين فين المشكلة في كدة ؟ سياسة حرب محدش فيهم قال انه مش شايف مشكلة فى منعهم للزكاة و لكن قالوا بتأجيل الحرب معاهم لحد بس ما جيش أسامة يرجع الرواية معجبتهوش قالك مش مصدق
طبعا في اول الكتاب اتكلم كتير اوى على فكرة المغالاة و كل حاجة يقولك دى الرواة قالوا كدة عشان يمدحوا أبو بكر و دي عشان يمدحوا العباس و دي عشان يمدحوا معرفش مين و يحسسك انه هو بقى هيتكلم بحيادية منقطعة النظير ثم يبان الفرق الشاسع في كلامه عن أبي بكر و كلامه عن ابن الخطاب و رغم تحيزه لابن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه إلا ان حتى عمر لم يسلم من عكه معرفش منين جاب معلومة ان عمر كان بيدخل بيتهم و يخرج منه عابسا مع ما يخالف الهدي النبوي تماما
المهم ان كل العك دة مش هو السبب الرئيسي فى انى أقيم الكتاب بنقطة او الحقيقة يعنى الكتاب محتاج يتقيم بالسالب أساسا اكتر ما يغيظ في الكتاب اللهجة القومية الحديثة اللى الكاتب بيتكلم بيها قال ايه ابو بكر كان مصر على محاربة الروم في الشام عشان يكمل اللى كان الرسول عليه الصلاة و السلام عاوزه بأنه " يأمن حدود الجزيرة العربية و يحرر العرب من حكم الأجنبي " عرب .. و حكم اجنبي .. و حدود كمان بيتكلم كأن الاسلام للعرب فقط و معرفش مين فهمه ان علاقة المسلمين بالروم و حروب الشام كان حكم أجنبي و تحرير بلاد و الكلام العجيب دة و كان على أيامهم في حدود و دولة و اجنبي بنتحرر من حكمه و لا عزاء لحرقة الدم اللى هتصيب أى حد درس تأسيس وعي مسلم
كتاب يغيظ الحقيقة و لولا أنه عن الشيخان مظنش كنت هاستحمل أكمله
أعجبني كتاب رائع ، طريقة الكاتب مميزة لم يكن هناك تسلسل زمني واضح في الأحداث ، لكن تم تقسيم الكتاب لجزئين خلافة أبو بكر ثم خلافة عمر بن الخطاب الحزن و الأسى على الوضع الحالي غلب مشاعري و أفكاري لم يكن الأمر سهلا بعد وفاة النبي (ص) ، أحس أصحابه بالحيرة و الضياع و بالخوف من مسؤولية الخلافة لكن ذلك لم ينمعهم من التحلي بالإيمان و القوة والأخذ بمشورة أصحابهم و القيام بمهام الخلافة على أكمل وجه سوف تجدون فرق في طريقة الحكم ما بين خلافة عمر و ابي بكر ، لكن كلاهما خدم الهدف الأساسي من الخلافة و بدون تقصير دروس و عبر كثيرة لا يستهان بها يجب المرور بها و التفكر نحن أمة أعزها الله بالإسلام (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب؛ لدخلتموه) صدق رسول الله
الشيخان ليس كتاب سيرة تقليدي، هو بالأحرى مقتطفات من سيرة شخصيتين بارزتين في التاريخ الإسلامي كتبت بأسلوب عذب بهدف التأمل والتدبر في فترة محددة من حياة رجلين من خيرة البشر، رضي الله عنهم وأرضاهم.
لم يتطرق الكتاب إلى كل حياتهم ولم يؤرخ نشأتهم وحياتهم منذ بدايتها، بل ركز على سيرتهم من بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم كخلفاء له، مركزا على اضطلاعهم بأعباء الحكم وتبعات ترسيخ أركان الدولة الناشئة.
ورغم إن د.طه قال في مقدمة الكتاب إنه لا يهدف أن يأتي بجديد، إلا إنه قدم سيرة الرجلين بنكهة مختلفة، فأعطى الخليفة الأول أبو بكر الصديق منزلته التي قد تتوارى خطأ بسبب قصر فترة حكمه وطول فترة حكم خليفته، موضحا بجلاء قيمته وعظيم أثره وحجم التحديات المهولة التي واجها بإيمان وصلابة. كما أفاض في بيان شخصية عمر بن الخطاب والتحديات التي شغلته وشكلت إلى حد بعيد ردود أفعاله وسياسته في الحكم وأبانت سبب تشدده في بعض الأمور.
ويرصد الكتاب كذلك تلك التحولات التي طرأت على الخليفتين بعد الحكم استجابة لخطوب ألمت بهم، فأبو بكر الصديق ذلك الرقيق يغدو صلبا شديدا مقداما يحارب المرتدين من الإعراب وأكبر قوتين عالمتين الفرس والروم في أنٍ واحد. وينتقل عمر بن الخطاب من الشدة إلى اللين بفقراء الأمة والحرص أشد الحرص على الرعية وأهل الذمة في الولايات التي فٌتحت، ويضرب أروع الأمثال في الزهد والتجرد وأخذ النفس بالشدة وحمل أهل بيته والاقربين والصحابة كذلك عليها ليكونوا مثلا وقدوة لا مثيل لها.
وهذا الكتاب رغم إنه كُتب بعد الفتنة الكبرى إلا إنه تمهيد حسن له ولعل ما دفع المؤلف أن يكتب عن الشيخين بشىء من التفصيل هو هذا التمهيد عنهما الذي بدأ به كتابه الفتنة الكبرى ليكون نقطة أنطلاق للحديث عن عثمان وعلى وأحداث الفتنة.
ما يميز هذ الكتاب أيضاً إنه كتب بحس نقدي، فنرى المؤلف يضعف ويرفض بعض الروايات بدون إسهاب في الشرح قد يأخذه البعض عليه. ولكن لعل عذره إنه لا يقدم تحقيق علمي موثق في الأحداث بقدر ما يحكيها بسلاسة. وقد كان بالتأكيد قادرا أن يتغاضى عما لم يرضى من المرويات ولكنه ذكرها واعترض عليها وكأنما أراد أن يؤكد توجه النقدي وهو يقرأ ويحلل الأحداث ويرفع عنها هذه القدسية التي عادة ما تصاحبها ليدفعنا لقراءة التاريخ بوعي.
لقد قرأت عن الشيخين وسمعت عنهما كثيرا ولكن هذا الكتاب وقع من نفسي موقعا حسنا وراق لي أسلوبه وفتح ذهني وقلبي لسيرة الرجلين فزدت لهما حبا وتقديرا وفهما.
كنت ومازلت وسأظل اتسائل لما اختار اسم الشيخان لهذه القصة ؟ لماذا وصفهما في الوصف الاكبر في القصة بانهما شيخان ؟! لماذ يصفهما بوصف كل منهما بخليفة المسلمين ؟ او امير المؤنين ؟ والخليفة الراشد ؟ او امير بلاد المسلمين ؟ أو او او .... فكلمة الشيخ تشعرني انني سأقراء الجانب الانساني في شيخوختهما لكنني عندما قرأت هذا الكتاب وجدت انها تتعمق في الكثير من الامور اكثر من امر انهما رجلان شيخان لكن في العموم هي قصتان مستقلتنان ممتعتان ، تعتمد على الحقائق التاريخية ، بشكل روائي وادبي واشد اسباب اعجابي هو التمكن من كل الادوات ككاتب لذا لم يحدث لبث في اي جزئية من اجزاء القصة ، كانت الكلمة البسيطة والواضحة توضح كل ما يريد ان يقوله وهذا نادرا ما يحدث لدى اغلب المؤلفين لكن هذا امر طبيعي فهو طه حسين ...
ما أجمل أن تقرأ السيرة، على يد أديب كطه حسين، يعمل العقل، قبل أن يتقبّل أي رواية، مهما بلغ تقديسها، أعجبتني للغاية طريقته في نقل قصص، أعلم أغلبها، لكنه التقط جوانب إنسانية، وتفسيرات عملية، لم ألحظها من قبل، في حياة أعظم رجلين جاءا بعد سيدنا محمد. أسهب أكثر في التدقيق في حياة سيدنا عمر، ذلك الرجل الخارق بحق، والذي كما قال طه حسين، لم يأت قبله، ولن يأت بعده، في كل الحضارات، إسلامية كانت أو غير إسلامية.
لا يزال طه حسين على حسن أسلوبه يضع سُمًّا في العسل، فيكثر من انتقاد الروايات عن النبي أو صحابته بغير تحقيق، ولا يُطلعنا على سبل نقد صحة الأخبار من تكذيبها، إنما يخبرنا خبرًا أنه يصدّق خبرًا ما ويكذّب آخر لمجرد اتفاق الخبر أو عدمه مع رأيه هو، فيتبع هواه في صدق الأخبار أو كذبها الكتاب بشكل عام جيد وفيه أخبار طيبة عن حياة الرجلين الأبرزين في تاريخ الخلفاء لكن ينبغي أن يؤخذ من طه حسين دائمًا بحرص وحذر
حينما يُكتب عن أبي بكر وعمر فالمحتوي بالطبع سيكون عامرا ورائعا بسيرتهما الخالدة أما ان يكتب عنهما طه حسين فذاك شئ رائع آخر ،أبو بكر وعمر وخلافتهما مليئتان بالأحداث التي تُستحق أن تُقرأ لنري ماذا فعلا وماذا يُفعل بنا الآن
أسلوب طه حسين كان رائعا قبح الله وجه المدرسة فقد كرهتني في طه حسين وأسلوبه" بتدريهم كتاب الأيام لنا الذي سأقراه ثانية"
محدش يقدر يقول حاجة على الأسلوب و جمال اللغة لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين .. و لكن مش شايف في الكتاب أي جديد إلا اللهم طريقة الأستاذ في تحليل بعض الروايات و معايرتها إلي العقل و المنطق و قبول و رفض و ترجيح الروايات خصوصا في التحدث عن زمن أبو بكر الصديق الجزء الاول في الكتاب .. الكتاب جيد و لكن لا يفرق شئ عن كتب التاريخ السلفية . إلا جمال السرد الذي لا يخلو من بعض التكرار .
غياب المصادر في أغلب الأحداث المروية في الكتاب، واستناد الكاتب لآرائه ووجهة نظره كأدلة وبراهين تقطع الشك باليقين في صحة أو نفي الروايات كانت الأسباب خلف اكتفائي بتقييم الكتاب بنجمتين
كتاب جيد ولكن لي ملحوظتان أولا طريقة كلامه عن خالد بن الوليد ثانيا كان يمكن إثراء الكتاب أكثر بأسلوب أفضل وبإضافة روايات أكثر عن حياة الشيخين الشخصية والإيمانية
قراءة أخرى وان كانت المعلومات ليس بها جديد ولكن هذه الفترة محببة لقلبي في احداثها وتراكماتها , والوليمة الأدبية المنتظرة من قلم العميد تجعل الاعادة أكثر اغراء
الشيخـان - لعميد الأدب العربي الدكتور - طـه حسين ، عن من يتحدث اوعن اي شيخين يتلكم الكاتب، رأى الدكتور طه حسين ان الكثير قد تناولوا من قبل سيرة كل من سيدنا أبو بكر الصديق وسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنهما، لذا سلط الضوء في ذلك الكتـاب على المميزات والجوانب الهامه في حياة كلٍ منهما على حدا وكيف كانت سياسة الحكم في خلافتهما وما كان من شأن تدبير شئون المسلمين واقامة العدل والمساواة في الأرض... لذا اجد من خلال قرأتي انه اسلوب جديد وطريق جديد في سرد سيرة احد أهم الشخصيات والتي حملة راية ومسؤلية الرعية بعد وفاة رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم ... وقد تنبهت لنقطة هامة ولطالما اجد نفسي في كثير من الاحيان أغفل عنها ألا وهي التضليل الذي لاقته تلك السير والتي اعجزت الكثير ممن حاول البحث والتنقيب ونقل التاريخ الصحيح انهم كانوا في كثير من الاحيان يجدون ان في بعض السير نجد سرد لا منطقي اي انه مخالف تماماً للمنطق العقلي المنقول عن احداث من قبلنا ، فعلى سبيل المثـال وصف المعارك والمواقع وصفاً دقيقاً وابطالها وحركاتهم وسكونهم وكأن الجندي المقاتل كان يتنقل بعينية وعقله اثناء المعكرة والسيف في يده ليشهد ما يدور حولة من احداث.. لذا فقد لفت نظري واستوضح الرؤى لجوانب كانت امامنا ونحن ونغفلها او آخرين يتغافلونها.
أسلوب أدبي جميل، وسرد سلس، ومنهج نقدي لبعض الروايات التي لم يجد لها الدكتور طه حسين من مستند عقلي بعد أن ردها إلى الصفات الرئيسية لشخصية الشيخين رضي الله عنهما، وإن شاب الكتاب بعد الأمور البسيطة التي يمكن الاستدراك عليه فيها.
- الشيء الجيد في هذا الكتاب هو أنه اختصر سيرة الخليفتين أبي بكر وعمر بن الخطاب في ورقاتٍ قليلة... ولكنه لم يُقدم شيئًا جديدًا... إلا ما يُقال بشأن تعرضه لعقوبة شرب الخمر، وأنها ليست حدًا في كتاب الله؛ أي ليست مقدرة ومحددة، بل جُعل أمرها لولي الأمر، ولكنه يُناقض نفسه بعدها في تسمية عقوبتها بالحد؟ - غابت عن عميد الأدب العربي، رغم أن كتابته هنا رائعة وسلسة وبسيطة، لكنه غابت عنها أحداث، ولم يُحللها أو يُحققها كحرب الردة وجمع المصحف، ولا أدري، هل قام بعض المؤرخين الأكاديميين بالاعتماد على كتاب طه حسين، هذا، في دراستهم للتاريخ الإسلامي، بالنقد والتحليل، والخروج بما لم يخرج به طه حسين؟ - كان الكاتب يوضح منهجه بأن الأعداد والأرقام التي تملأ تاريخ الإسلام، في عدد القتلى من الجانبين، مثلاً، أو المبالغة في التفصيلات تجعل ذلك محل شكٍ في صدقها، وهذا جيد في نظري، ولكنه بالغ في مدح عمر بن الخطاب، ولم يسأل نفسه فيما إذا كانت الروايات التي سردها، هنا، كانت عبارة عن مبالغة أو اختلاق قصص له، لتمجيده في مقابل حقد الاثني عشرية عليه؟ وما دفاعه عن استنان جمع الناس في صلاة التراويح ببعيد، فقد بالغ الكاتب وغالى في تبرير صنعة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في ذلك، ولم يكن دفاعه مقنعًا. - كان الكاتب يمر على الأحاديث النبوية، ولم أكن آبه أنه سيقف عليها بالتحقيق، عدا حديث أن الميت يُعذب ببكاء أهله؛ الذي ذكر الكاتب أن أم المؤمنين عائشة بيّنت مناسبته ومعناه، على خلاف فهم المسلمين له (إنهم ليبكون وإن صاحبهم ليعذب). كما أن تبريره في شأن كفن عمر وغسله، وأنه خالف ما عهد به المسلمون بشأن الشهداء، وفرّق الكاتب بين شهيد المعركة والمغدور خارجها، حسب قراءته لرأي عمر بن الخطاب، لكني أعتقد أن السبب لا هذا، ولا هذا. - أي نعم، إن عهد عمر بن الخطاب كان عبارة عن امتداد لسيرة رسول الله في الحكم، زمنيًا ودينيًا، وأن الإمام علي كان يُريد أن يسير بالناس على سيرة رسول الله وعمر، ولكن منهجه كان قاصرًا، ولكن الظروف تختلف، ولو كان عمر بنيننا اليوم، لاختلفت سياسته، وهذا ما عنى به الناقدون بعد طه حسين.
تم بحمد الله كتاب الشيخان وهذا تقييمى للكتاب ، وبالمناسبة هذه أول تجربة لى للدكتور طه حسين، الكتاب ليس سيرة للشيخين ، ولكنه تقرير لفترة خلافة كل منهما ولن تجد فيه أكثر من ذللك الا فى بعض النقاط القليلة وان كانت كثيرة فى الجزء الخاص بعمر مقارنة بالجزء الخاص بأبى بكر ، وأعتقد ذللك لقصر فترة خلافة أبى بكر مقارنة بفترة خلافة عمر ، الكاتب يركز على فترة الخلافة فى حياة الشيخين وعلى ما واجه كل منهما من صعوبات فى بداية الخلافة ، وخاصة التى واجهت الصديق التى كانت فى غاية الشدة والصعوبة ولكن أبى بكر كان أهلا لها واستطاع التغلب عليها ومهد الطريق لمن أتى بعده ، ولى تعليق فى الجزء الخاص بالصديق أن الكاتب ركز على خالد بن الوليد أكثر من أبى بكر نفسه، أما الجزء الخاص بعمر فرأيي أن الكاتب أبدع فيه أو لأن فترة خلافة عمر كانت كبيرة جدا ومليئة بالانجازات ولا أقصد من ذلك أن أقلل مما فعله الصديق ، وعلى العموم الكتاب أضاف لى الكثير من أشياء ومعلومات كنت أجهلها أو كنت لا أنتبه لها ، وفى رأيى المتواضع كنت أتوقع من طه حسين أكثر من ذلك أو أسلوبا أروع من ذلك وأرى أن العقاد تفوق عليه فى العبقريات وفى النهاية جزاه الله خيراً عما كتبه ، وتقبلوا تقييمى المتواضع٠
ليس حديث شامل لحياه كلا الشيخين انما هو حديث مُوجز كما يقول كاتبه فهو يسلط الضوء علي أجزاء معينه من حياتهما((ابو بكر وعمر )) لكن الكاتب لم يتنازل عن منهجه الذي قد درسه في فرنسا في الشك فهو رفض رواياتٍ كثير سواء لأحاديث أو لأحداث قد ينهال عليه النقاد فيما أورده لكن يبقي في النهايه إلي القارئ إعمال عقله فيما أورده سواء أ‘جبه او إنتقده ((فكل إنسان يؤخذ منه ويُرد)) و الكتاب في النهايه اسلوبه شيق جداً وجميل وحسبُك أن كاتبهُ هو ((عميد الأدب العربي)) والذي يجذب القارئ اكثر هو الجزء الخاص بالشيخ الثاني((عمربن الخطاب)) فهو يري أن الإسلام لم ولن يعرف مثله سواء في الازمنه الغابره او في وقتنا الحاضر او فيما سيأتي بعد ذلك فهو معجزه الإسلام وهو من حمي الدين الإسلامي وذب عنه هجمات أعدائه أما الجزء الأول فهو تكلم عن أبي بكر من الممكن أن نقول بطريقه سلفيه إعتياديه لكن بخلاف ما أنكره من روايات أو ما إستعمل فيه دراسته الشكيه فيه لكن ف�� النهايه يظل للقارئ الحكم فيما يقبل وما يدع.