يحتوي هذا الكتاب على 180 حكاية ممتعة ومذهلة من تاريخ مصر ، تتناول الفترة الواقعة بين العصور الوسطى وثورة 1919 ، يسلط فيها المؤرخ الكبير والصحفي القدير صلاح عيسى الصوء على مواقف وأحداث أغلبها غير معروف ، تزود عقل من يقرأها بكل دلالات عصرها حكايات كالشعب: حنونة وقاسية، رقيقة وعتيفة. مواقف تتغنى بذكريات ماض عظيم، وتستخلص منه قانون التطور الذي لا مفر منه: الشعب لا يهزم ولا يفنى في خاتمة الكتاب المطولة، يكشف كاتبنا الكبير بعض ما جرى في كواليس الصحافة عندما نشرت هذه الحكايات فأثارت صخبا وضجيجا، وسببت لرئيس تحرير جريدة الجمهورية وقتها مشكلات وإزعاجات، بل اعتبرها البعض أحد أسباب قليلة أفقدته منصبه.
كاتب وصحفى ومؤرخ ولد فى 4 اكتوبر عام 1939 فى قرية " بشلا " بمحافظة الدقهلية حصل على بكالوريوس فى الخدمة الاجتماعية عام 1961 ورأس لمدة خمس سنوات عددا من الوحدات الاجتماعية بالريف المصرى بدأ حياته كاتبا للقصة القصيرة ثم اتجه عام 1962 للكتابة فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى تفرغ للعمل بالصحافة منذ عام 1972 فى جريدة الجمهورية أسس وشارك فى تأسيس وإدارة تحرير عدد من الصحف والمجلات منها الكتاب والثقافة الوطنية والهالى واليسار والصحفيون ويرأس الان تحرير جريدة القاهرة واعتقل لأول مرة بسبب آرائه السياسىة عام 1966 وتكرر اعتقاله او القبض عليه أو التحقيق معه أو محاكمته فى سنوات 1968 و 1972 و 1975 و1977و1979و1981 وفصل من عمله الصحفى المصرية والعربية أصدر أول كتبة الثورة العرابية عام 1979 وصدر له 20 كتابا فى التاريخ والفكر السياسى والاجتماعى والأدب منها تباريج جريج ومثقفون وعسكر ودستور فى صندوق القمامة ورجال ريا وسكينة
مقتطفات من التاريخ المصري بداية من عصر المماليك وحتى نهاية ثورة 1919 المقدمة لم تعجبني، المقتطفات تم كتابتها على فترات متباعدة بغرض النشر الصحفي وبالتالي كانت سلسة لكنها تفتقد أحيانا للعمق والترابط واستخدم الكاتب لغة خطابية في بعض المقتطفات تفتقد للحيادية وبخاصة عند دفاعه عن أحمد عرابي
مجموعة من الحكايات التاريخية عن مصر بداية من عصر المماليك والاحتلال العثماني لمصر، مرورا بحكم محمد علي وأسرته، ونهاية بثورة 1919 الحكايات قصيرة لا تتجاوز معظمها الصفحة الواحدة لكنها عميقة الأثر، وركز فيها الكاتب على كفاح الشعب المصري ضد الاستعمار بأنواعه، ومعاناته الشديدة من ظلم حكامه اللغة انفعالية بعض الشئ، لم تعجبني المقدمة الطويلة وشعرت أن بها نوع من "تصفية الحسابات" مع بعض الأشخاص، ولم يعجبني دفاع الكاتب عن أحمد عرابي والسخرية من كل من يهاجمه، رغم أن كثير من المصادر التاريخية تناولت أخطائه التي كانت أحد أسباب الاحتلال البريطاني لمصر، كما أن الكاتب لم يذكر المراجع والمصادر التي اعتمد عليها بوجه عام كتاب مميز يستحق القراءة
اذكر اغنية جميلة لعلي الحجار وكلمات جمال بخيت اسمها عم بطاطا ، ببساطة وعبقرية ابدعت وصف الانسان المصري على مر العصور عم بطاطا يقول الراوي خبا الحكمة في توب الحاوي ينفخ ناره عشان افطاره وبنكتته بيداري بلاوي عم بطاطا بيمشي في حاله علشان رزقه ورزق عياله غصبن عنه يقف مكتف بس بيكفه يفك احباله
كتاب ممتع جدا ، مائة وثمانين حدوتة من تاريخ مصر ،من زمان المماليك مرورا بالحملة الفرنسية والأسرة العلوية والثورة العرابية نهاية بثورة ١٩١٩ ، ما بين أهل الحكم واهل الدين واهل القهر ، ما بين النكتة والثورة ، الحقيقة ان تحت كل حجر في مصر حدوتة و خلف كل نكتة دمعة
كتاب جميل يحكي من فترة المماليك والدولة الاموية للعثماينة وحتى ثورة 1919 قصص جميلة اسلوبها ظريف تعرض تاريخ مصر في تلك الفترات بإسلوب جميل وخفيف كتاب ممتع جدا
منذ أول تجربة لي مع "صلاح عيسى" والتي كانت بكتابه "حكايات من دفتر الوطن" علمت أنه كاتب مميز وذكرت أنه أصبح من كُتابي المفضلين وأنني سأُكمل باقي أعماله من شدة حماستي له.
تصلح كتب صلاح عيسى لكل القراء سواء المبتدئين منهم وحتى من لديهم معرفة واسعة بالتاريخ فهو يقدم كتبه على هيئة قصص تسرد لنا وقائع تاريخية تجعلك تذهب لهذا الزمن وتشاهد بنفسك ماذا يحدث فهو لا يعتمد على ذكر معلومات تاريخية بالشكل المتعارف عليه في كتب التاريخ وإنما يسرد لنا التاريخ بشكل أدبي.
يحتوى هذا الكتاب على مجموعة كبيرة من الحكايات تقع في الفترة ما بين العصور الوسطى وثورة 1919 والتي أثارت جدلاً وضجيجاً في الصحافة في وقت نشر الكاتب لها في جريدة الجمهورية.
حكاء التاريخ الأعظم، يحكي قصص على هامش التاريخ المصري، ورغم ذلك كانت تلعب دوراً فيه، هي الأجزاء التي من دونها لا يكتمل الكلي، صلاح عيسى يسبح بنا في حب مصر من القرون الوسطى وحتى نهايات ثورة 19 الأم، ويذيل هذا الكتاب الذاخر باستعراض لآراءه في الحقبة التي كتبه فيها وهي الحقبة الساداتية، ويتكلم عن فلسفة الكثير من الأمور، كالمقاومة والوطن والكلمة والسيف، كتاب أكثر من رائع، بأسلوب بسيط، وسلس ولا مجال للملل مع حكاء التاريخ الأعظم.
ومضات تاريخية ممتدة من العصر الفاطمي وحتى الأسرة العلوية، يبدو أن التاريخ يكرر نفسه، أشتممت رائحة غاليانو مع كل سطر من الكتاب ولكن يبقى غاليانو حالة متفردة، عظيم جدااا وانصح به وأول لقاء مع صلاح عيسى رحمة الله عليه.
فى كتاب اقل ما يقال عنه انه كشف النقاب عن مواقف التاريخ واعادة اكتشاف هوامشه يسرد علينا الكاتب والصجفي المؤرخ المصري صلاح عيسى هوامش تاريخيه فى كتابه هوامش المقريزي وهى تجميعة من 180 حكاية قصيرة كانت عبارة عن مقالات و هوامش كان ينشرها يوميا فى زاوية فى جريدة الجمهورية فى فترة السبعينيات المقالات او الهوامش عبارة عن مواقف من التاريخ المصرى و حكاياته تتناول حكايات من الفترة من العصر المملوكى وحتى ثورة 1919 رغم ان الهوامش كتبت من 50 عاما تقريبا ثم نقحها الكاتب بنفسه ثم جمعها فى كتاب صدر لتصلنا الطبعة الحديثة منه من دار الكرمة التى احييها على نشر هذا الكتاب الرائع يغوص بنا الكاتب صلاح عيسى فى دهاليز التاريخ ليقدم مواقف من التاريخ لتكشف خبايا ما حدث لهذا الوطن بين السلطة الحاكمة والسياسين والصحفيين والاستعمار و نماذج من الشعب فى سرد ممتع ذو جو يشع وطنية ويعرى الخونة و العملاء والافاقين حقا يصلح الكتاب كدرس يوقظ الشعب لكل زمن تسود فيه روح الخنوع والمذلة ويتحكم فيه فى مصائر الشعب الافاقين و العملاء فالكتاب صيحة يسمعها ويعيها كل باحث عن الحرية كتاب رائع سعدت جدا بقرائته ولم يخيب ظنى فيه ولا فى كاتبه رحمه الله ارشحه بشدة للقراءة
• "وكم ذا بمصر من المضحكات كما قــال فيها أبــــو الطيــب أمور تمــــر وعيــــش يمــــــر ونحن مــــــن اللهو في ملعب وشعب يفر مـــــن الصالحات فرار السليم مـــــــن الأجرب."
• هوامش المقريزي، هي عبارة عن قصص وحكايات قصيرة يتناول فيها الكاتب صلاح عيسى الحقبة منذ بداية الدولة الأموية حتى ثورة ١٩١٩، مواقف اجتماعية وسياسية يمكن فهمها في سياقها التاريخي أو إسقاطها على الواقع المعاصر لأن الوضع لم يتغير كثيرًا.
• ملاحظاتي:
١- الدولة العثمانية لا يمكن أن تعتبر خلافة إسلامية على نهج الرسول والخلفاء الراشدين، واللي يزعل يزعل.
٢- محمد علي كان راجل مجرم ومستبد ولا رائد نهضة مصر الحديثة ولا هباب.
٣- الثورة الفنية والثقافية اللي كانت في عهد عبد الناصر لم تكن نتيجة للمناخ الديموقراطي العظيم الذي كان يوفره ولا انعكاس لانقلاب يوليو المجيد، وإنما كانت انعكاس للحراك السياسي والاجتماعي والثقافي في مصر من عام ١٩٠٠ حتى عام ١٩٥١، والدليل على دا أنه سرعان ما بدأ يخفت نجم السينما المصرية والحالة الأدبية بمرور السنين مع حكم السادات ومبارك حتى وصلنا إلى الانحدار التام الآن.
٤- نكسة ١٩٦٧ هزيمة أكبر من التخيل، الحقيقة هي أكبر هزيمة عسكرية في تاريخ مصر كله، كسرت المصريين وأفقدتهم الثقة بنفسهم، وهزت النظام السياسي المصري، وكان من الضروري بعدها أن يتحول لنظام ديموقراطي ولكنه أصبح أشرس وأغبى في مواجهة الشعب، الآثار المادية والنفسية للهزيمة ما زالت ممتدة حتى الآن.
٥- جميع حكام مصر منذ سنة ١٨٠٥ (تولي محمد علي) حتى الآن، لم يسلم فيهم أحد السلطة أو يتنازل عنها طواعية، إما ماتوا أو قُتلوا أو تم الانقلاب عليهم أو تم خلعهم بثورة شعبية، وأنا اخترت الحقبة دي لأن دا ما يسمى بتاريخ مصر الحديث، لكن في العموم لم يتنازل أي حاكم مصري عن السلطة في التاريخ، شيء عظيم بصراحة ويدعو للفخر، وبيثبت أننا شعب عظيم وعنده كرامة.
٦- لم أكن أريد التطرق للاقتباسات نهائيًا لأن الكتاب دا يجب قراءته، بيقدم درس تاريخي يصلح للحاضر والمستقبل، وبيساعد على فهم الشخصية المصرية، ويؤكد على حقيقة لا جدال فيها، دوام الحال من المحال، مهما كانت قوة الطاغية سيسقط سيسقط.
• "في أحد مسا��د القاهرة وقف خطيب الجمعة، وبعد أن بسمل وحمد اللّٰه وصلى على الرسول الذي قال: المؤمن القوي خير وأحب إلى اللّٰه من المؤمن الضعيف، استطرد مفسرًا الحديث قائلًا أنه على المؤمنين أن يكونوا أقوياء وواصل الخطيب كلامه قائلًا: والطعام مصدر من مصادر القوة، والبصارة يا عباد اللّٰه من أفضل ال��طعمة لتقوية المؤمن، وهي تصنع من فول مجروش تشرّب ماء، ثم دُق في ماجور أو سُحق في رحى. واستمر الخطيب يتحدث عن طرق صنع البصارة، والفرق بين الطريقة المصرية والطريقة الشامية في طهيها، وبين طبائع أهل دمياط وأهل الصعيد في تناولها، ودهش المصلون وظنوا خطيب مسجدهم أصيب بلوثة، لكنهم بعد دقائق أدركوا أن الخطيب المشاغب قد أُمر بالكف عن الكلام، وأنه لم يجد وسيلة ليقول لهم ذلك إلا أن يتحدث في موضوع ليس موضوعه، موضوع يجعله يبدو هازلًا. وفي الجمعة التالية كان الأمر قد صدر للخطيب بعدم الكلام عن البصارة أو العجة أو أي طعام آخر."
•"وضاق المصريون به، وكرهوا حكمه، واستعانوا عليه بالسحرة والمشعوذين ليذهب عنهم، وفي أحد الأيام وجد منشورًا مكتوبًا في رقعة ورق بغرفة نومه، قال فيه كاتبه أن الناس يدعون عليه، وأن دعاءهم سيجاب، لأنه خرج كما قال المنشور: من قلوب قرحتموها وأكباد أحرقتموها وأجساد عذبتموها، ولو تأملتم لعلمتم أن الدنيا لو بقيت للعاقل لما وصل إليها الجاهل. وأضاف صاحب المنشور يقول: إن الناس تتمنى وتنتظر زوال ملككم، ومن المحال أن يموت المنتظرون كلهم ويبقى المنتظر به فافعلوا ما شئتم، فإنا صابرون، وجوروا فإنا باللّٰه مستجيرون."
• "حاول كافور أن يجمع قلوب الناس بالعطايا والمنح والرشاوى، فتجمع حوله المنافقون والمسترزقون، وتقاطر الشعراء على مصر يمدحونه ويقبضون وهو سعيد، لكن حظه العاثر كان ينتظره يوم العيد، فقد انتهى كل هذا المهرجان، عندما هجاه المتنبي يوم عيد، فمضى تاركًا أقسى قصائد الهجاء في تاريخ الشعر العربي، قال فيها: عيد بأية حال عدت يــــا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد وقال أيضًا: لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيــــد."
• "وكان الأمير خير بك مستشار سوء، أشار على بلباي بالتوسع في نفقة العسكر، فأعطاهم كل ما في الخزائن، فاضطربت الأحوال نتيجة لإفلاس الخزانة بعد أن تسلط العسكر عليها يطلبون كل شهر زيادة نفقتهم وأحوال الناس تسوء، ولما كثرت الفتن اجتمع الأمراء والقضاة فخلعوا بلباي ونفوه مسجونًا إلى الإسكندرية، ولم يستمر في السلطنة سوى ٥٦ يومًا فقط. يصفه ابن إياس بأنه كان: أرشل قليل المعرفة، وكان عمره كله في غلاسة هو ومماليكه، وشكله كتدبيره سيء، فجمع بين قبح الفعل والشكل."
• "ومن فرط صلاحه تقررت الرشوة في عهده، وأصبحت تقليدًا رسميًا فأنشأ لها ديوانًا خاصًا، يُعرف بديوان البذل أو البِرطيل، ومهمة هذا الديوان أن يأخذ من الناس الرشاوى ثمنًا للوظائف أو لقضاء الحاجات، وأصبح من العادي في عهده أن يتوجه الناس إلى ديوان البرطيل ليدفعوا المعلوم فتُقضى حاجاتهم، أو تصدر أوامر بتعيينهم في الوظائف الكبيرة."
• "في تلك السنوات القاسية كان فتى برنبال (علي مبارك) يعيش حزينًا، كان قد اكتشف قسوة لعبة الحكم في مصر ولا أخلاقية الطغاة مهما كانوا مستنيرين، فلا يكفي أن تكون عالمًا أو مفكرًا أو صاحب رأي لكي يستفيد منك الوطن، ولكن يجب أن يرضى عنك السلطان أو يستظرفك."
• "ويومًا استدعاه عباس باشا الجهول وكلفه بمهمة، وهدده بأنه إذا لم يقم بها فسوف يسلب نعمته ويلبسه لبس الفلاحين، وفي عهد سعيد أُبعد عن العمل، فاستأجر بيتًا صغيرًا، وقاسى من شظف العيش ومرارة الضيق، ساعتها اعتزم كما يقول في مذكراته أن يعود إلى أهله في برنبال ويعيش معيشتهم، وعلى اللّٰه العوض في نتائج الفكر وثمرات المعارف، ولنفرض أننا ما فارقنا البلد ولا خرجنا منها. كان علي مبارك يعيش وقتها مأساة رجل يفكر في بلد لا يحترم إلا الجهلاء، وعلى اللّٰه العوض."
• "على الرغم من هذا التدهور، فقد كان إسماعيل يحكم مصر بالحديد والنار، جمع حوله حاشية من الحمقى والعملاء وصفهم عبد اللّٰه النديم في مقال له فقال أن إسماعيل: كان لا يرفع إلا الأراذل، ولا يقرب إلا الأسافل، وأنه أرسل إلى الأنحاء: كل صخري الفؤاد، وحشي الأخلاق وفي الأصل رديء المنبت، سيء التربية، خبيث الطبع، لا يرعى حرمة للإنسانية، ولا حقا للدين، ولا ذمة للأخلاق."
• "وكان هؤلاء هم الذين يحرسون شعب مصر السجين، ذلك أن البلاد، كما يقول النديم: كانت على سعة أطرافها كليمان أعد للمذنبين، ومجلس جزاء هُيئ لأرباب الجرائم والخاطئين، ولو أن سائحًا جويًا صعد في درجات الهواء إلى حد يسمع ويرى من تحته من أهالي الديار المصرية إذ ذاك، لرأى أمة تتقلب على جمر العذاب، على غاية من الاختلاط والاختباط، تتحرك كالدود على غير نظام، وتسمع ضجة عامة وصيحة صاخبة، وتزعج السمع، وتستفز الهاجع، وتفتت قلب من أودع ذرة من الإحساس الإنساني."
• "وثار رجال الدين المستنيرون، وثار الأطباء وقالوا أن في ذلك خطرًا شديدًا على الأطفال الذين يتزوجون من دون أن ينموا من الناحية الفسيولوچية، وإن العبث الجنسي في هذه السن خطر على صحتهم وعلى نفسيتهم، وانتهت تلك الثورة بصدور قانون يجعل الحد الأدنى لسن زواج البنت ستة عشر عامًا والفتي ثمانية عشر عامًا. وثار المتزمتون من رجال الدين، وانتشرت الاتهامات بالخروج عن الشريعة والإلحاد في الد��ن. ورد المستنيرون والأطباء، فقالوا أن عدم تحديد سن الزواج يسبب تعاسة وخطرًا على الصحة الجسمية والنفسية، وأن الإسلام لا يمكن أن يكون سببًا في تعاسة للذين يؤمنون به. واستطاع المتزمتون أن يجذبوا إليهم بعض جماهير الشعب بإثارة مخاوفهم على الإسلام، وأيامها انتشر موال يعكس السخرية من القانون يقول: البنــــــت قمــــــــــــــــــر ١٤ والســـــــن لســـــــــــــــه ١٣ والصــــدر ما شاء اللّٰه راخر ما يفوتش من بيت القاضي أبوها راضي وأنـــــــا راضي ومالك أنت بقى يـــا قاضي."
• "إذا أصيب مصري بلوثة "وعي"، إن أدوات الغيبوبة منتشرة ومتوفرة: انتشرت الخمارات كالوباء، ونبتت بيوت البغاء وبؤر الكوكايين، كل المغريات التي تُفقد الناس الرغبة في أن يخاطروا بحياتهم، وتجعلهم أكسل من أن يفكروا في شيء خارج حواسهم."
• "ذلك أن الحكومة المصرية أيامها كانت تفرض ضريبة اسمها ضريبة الكباري، وبمقتضاها كان يُحصَّل من كل مار على كوبري إمبابة رسم مرور قدره مليمان."
• "عندما تكون السلطة شخصية، فلا قيمة للإنسان، ولا معايير للصعود وللهبوط، أو الارتفاع والانخفاض."
• "وما أكثر ما يعاني شعب يغفل عن حقه في الرقابة على القوانين."
• "ففي مواجهة الاحتلال والمتعاونين معه لا بد من السلاطة، وقليل من التشرد وقلة الأدب أحيانًا."
• "ما الذي يعنيه أدب القتلة وتهذيب السفاحين إلا أنهم يستهينون بالضحية؟"
• "ذلك أن الذين يعيشون على إرهاب الآخرين، يموتون بما يعيشون عليه."
• "وهو يعلم جيدًا أن الإصلاح في بلد محتل لا معنى له، لأنه مجرد تزيين لواجهة البيت المخرب من الداخل."
• "مصطفى لطفي المنفلوطي للخديوي عباس حلمي الثاني: قدوم ولكن لا أقـــــــــول سعيد وملك وإن طــــال المدى سيبيد بعدت وثغر الناس بالبشر باسـم وعدت وحزن في الفؤاد شديد."
مجموعة حكايات لطيفة من تاريخ مصر كتبت على شكل مقالات بأسلوب لطيف ما يميز هذه المقالات عن غيرها هى وحدة الموضوع فاغلبها عن ثورة 19 ولعل هذا السبب فى إعادة نشرها هذا العام فهو يصادف مئوية ثورة 19 تجربة أولى موفقة مع صلاح عيسى
هوامش المقريزي، أو كيف أراد صلاح عيسى مخاطبة المواطن "لاصمر"
لفتني هذا الكتاب بسبب غلافه، فطبعة دار الكرمة تتميز بغلاف جميل عليه صورة أعتقد أنها لرسام مستشرق داخل أحد مساجد القاهرة المملوكية، مع بعض الزخارف الملونة.
عرفت من البداية أنه مجموعة قصص تاريخية عن الفترة ما بين العصر المملوكي -الحملة الفرنسية- إلى ثورة 1919، وهي الفترة التي أعتقد أن الشخصية القومية المصرية تشكلت فيها، فتشجعت لاقتنائه، وما جذبني أنه كتاب يحكي عن تاريخ العامة لا تاريخ الملوك والأمراء،وهو ما لم نتعرض له في دراستنا المدرسية أو معلوماتنا العامة بشكل كبير.
لا تتجاوز القصة الواحدة الصفحتين، وهذا منطقي، فهذه القصص نشرت أول مرة ما بين عامي 72 و 74 في جريدة الجمه��رية كقصاصات صغيرة تحت عنوان "الهوامش" ، بتوقيع " المقريزي". هدفها الرئيسي -على حد وصف الكاتب- أن تقرب التاريخ "لرجل الشارع العادي"، الذي لا يقرأ التاريخ في الكتب المعقدة، فيحتاج -على حد وصفي هذه المرة- من يسقيه التاريخ سقاية. وهنا تكمن مشكلتي الكبرى مع هذا الكتاب
"هذا التبسيط المبالغ فيه لمست فيه افتراض سذاجة هذا المواطن العادي، بشكل يقترب من التمثيل الهزلي لأنديل مخاطبًا المواطن "لاصمر فكل قصة لابد وأن يلوى ذراعها وتنتهي بحكمة وعبرة من استنتاج الكاتب تتغزل بقوة هذا الشعب ومعدنة الأصيل وذكائه واتساع حيلته، بشكل مقحم لا يتناسب إطلاقّا مع هذا الذكاء المفترض، شكل أقرب لمخاطبة الأطفال ووصفهم بالأقوياء والعباقرة. وإن كانت القصص ذاتها قد أثارت اهتمامي لدلالاتها الاجتماعية والسياسية، فإن هذا الاقحام كان يتسبب دائمًا في "فصلاني" لدرجة أنني في لحظات تشككت في صحة هذه القصص والروايات. مشكلتني الثانية، كانت انعدام السياق الذي يجمع القصص، باستثناء الحقبة الزمنية، فكنت أشعر بالتشتت، وإن كانت تلك النقطة يمكن أن تعتبر نقطة قوة بالنسبة لقراء آخرين، يحبون هذا النوع من القراءات،لهذا أعتبرها مجرد تفضيل شخصي.
في نهاية الكتاب أورد الكاتب فصلًا بعنوان " هوامش على هذه الهوامش"، وفيه سرد ظ��وف الصراعات السياسية والصحفية التي ظهرت فيها هذه الهوامش، وكيف كان هدفه الوصول لقارئ الجريدة اليومي، وإعادة الثقة للناس في أنفسهم وفي تاريخهم الممتد، في فترة فقدوا فيها إيمانهم بكل شيء بعد النكسة. وأعتبر هذا الجزء مكافأة لي بعد تكبد عناء القراءة حيث كان مليئًا بالشهادات على هذه الفترة وبتحليل جميل لصلاح عيسى عن شخصية المصري والمستعمر على مدار التاريخ
استكمالا لحكايات من دفتر الوطن يستكمل صلاح عيسى ومضات من تاريخ مصر بداية من العصر المملوكى حتى نهاية حكم الاسرة العلوية ...دائما صلاح عيسى متالق فى كتابة التاريخ لغير المتخصصين
- هوامش المقريزي عبارة عن حكايات متفرِّقة عن مصر في الفترة بين حكم المماليك إلى ثورة ١٩١٩. في كلامه عن تاريخ المماليك يبدو أنَّ صلاح عيسى لا يستحضِر إلا الجانب السوداوي فقط، فهو يركّز على بعض أفعال السلاطين والمماليك بوصفها دالة على عصر بأكمله اتسم بالظلم والقهر، وكأنّه يريد نقد الحاضر باستلهام الماضي، لكن حصر عصر بأكمله في تلك الزاوية دون النظر مثلًا لأفعال السلاطين الأخرى و الحالة العلمية والاجتماعية= لا يُعطي بالنهاية تصورًا دقيقًا، حتى السلاطين الكبار الذين كانت لهم جهود في الدفاع عن الإسلام مثل الظاهر بيبرس لا يسلموا من تلك النظرة الضيقة التي ينظر بها صلاح عيسى إلى جملة التاريخ المملوكي .
- هنا مجموعة من الحكايات عن مصر، يُمكن أن نستشِف في أثناء غياب التوثيق لتلك الحكايات، أنَّ صلاح عيسى يستمِد كلامه عن دولة المماليك من تاريخ ابن إياس، أما في الفترة المعاصرة للجبرتي كفترة محمد علي والمماليك فهو ينقل من تاريخ الجبرتي، وبطبيعة الحال هو يتبنى نفس رأيه - أي ابن إياس- حول همجية ووحشية العثمانيين، دون النظر إلى السياق والدوافع التي حكمت كتابة ابن إياس، وهو بشكل عام في حكاياته عن المماليك مشغول بقضية " الظلم" ودوره في انهيار الأنظمة، فتنوّعت الحكايات وامتدّ الخيط الذي يربط حكاياته عن ظلم السلاطين ليَسقط على الحاضر ، فكأن بدايته ونهايته واحدة، شعب مغلوب على أمره، وحاكم يملك سلطة قاهرة باطشة.
- من الأمور الجيدة أنَّ صلاح عيسى لا يقبل خرافات التصوف التي انتشرت بشكل كبير في عصر المماليك بل وحتى في عهد العثمانيين، فمثلًا في حكاية "الواعظ المجهول" يُبدى ميله نحو ما دعا إليه من انكار علم الأولياء بما في اللوح المحفوظ وغير ذلك من بدع التصوف، بل عندما تقف السلطة ضد هذا الواعظ يقول عيسى " وعاد الدجالون ينشرون خرافاتهم في حماية الوالي"، كذلك يتكلم بإعجاب عن الجبرتي لموقفه الرافض للخرافة والجهل من أدعياء التصوف، ويحكي من تاريخ الجبرتي حكاية " صادومة الدجال" الذي فتك به الأمير يوسف بك الكبير.
- رغم رؤية صلاح عيسى لمحمد علي بوصفه " صانع مصر الحديثة"، إلا أنّه لم يحاول تبرير استبداد الباشا كما فعل بعض المؤرخين، ويرى أنّ القوانين في عهد الباشا كانت تعكس استبداده. وهو بشكل عام لا ينظر لحكم أسرة محمد علي نظرة إيجابية، يُمكن أن نستشِف ذلك من طبيعة الحكايات التي انتقاها عن تلك الفترة الزمنية الطويلة التي تجاوزت قرنًا من الزمان، وتأخذ الحكايات في زمن الخديو إسماعيل مكانًا لا بأس به نظرًا لحجم الخراب الذي تركه الخديوى فهو في نظر المؤلف أكثر حكام مصر تبذيرًا وإسرافًا وسفهًا، كما يتكلم كثيرًا عن الخديوي عباس حلمي الثاني وسفهه وتبذير زوجته .
كما يظهر نزوع صلاح عيسى الماركسي في هجومة على الطبقة البرجوازية من ملاك الأراضي في تلك الفترة، ويظهر هذا النزوع في تعقيباته على بعض الحكايات مثل تعقيبه على الأخوين صيدناوي، وقد نهبت هذه الطبقة مصر فعليًا طوال عصر أسرة محمد علي.
- ينقل حكايات- بلا شك في سياق الإعجاب- عن علماء تصدَّوا للسلاطين مثل الشيخ أمين الأقصرائي عندما رفض ضرائب الأشرف قايتباي أو الشيخ حسن العدوي [ أحد علماء الأزهر] الذي رفض بروتوكول السجود للسلطان العثماني عبد العزيز، كأنّه أراد أن يُدين واقعة الذي أصبح فيه رجل الدين ألعوبة في يد السلطة.
- هناك حضور دائم لشبح السلطة في أغلب الحكايات، ونقد مبطّن لها وللمنافقين و المتملّقين و بائعي ضمائرهم بثمن بخس، ومن هنا يتكلم عن ماذا فعلت الخيانة بعرابي وحكايات عن أبطال الثورة العرابية الهاربين مثل عبد الله النديم أو المسجونين مثل الشيخ محمد عبده وحكاية خطابه من السجن إلى أسرته، ويتعاطف المؤلف بشكل كبير مع الثورة العرابية [ تقريبًا لا يُقدِّم لها أي نقد]، وينقد كلام الشيخ محمد عبده عن الثورة العرابية كنموذج للثائر الذي ندم على ثورته. ويُظهِر من خلال حكاياته حبّه للزعيم الكبير مصطفى كامل، ويتكلم عن جنازته الأسطورية التي خرجت فيها مصر كلها، ويتكلم عن المنفلوطي الذي أثّر في وجدان شباب العشرينيات من القرن السابق.
- لا أدري ما وجه وصف صلاح عيسى الأميرة " نازلي فاضل" بالأميرة المشاغبة !! وتجنُّب وصفها بالوصف اللائق بها وهو الأميرة الخائنة لقضايا وطنها القومية، فصالونها هو صالون التطبيع مع الإنجليز، وفيه طعنت في الزعيم مصطفى كامل وتمنّت موته، وقالت عن الشباب الوطني إنّ الواحد منهم لا يساوي ثمن الحبل الذي يُشنق به. هل هذه مشاغبة أم خيانة!! .
- يرى عيسى أن ثورة ١٩١٩ هي " الفجر" المصري"، ويتكلم عن أحداث صاحبتها أو تلتها، من ذلك محاولة الوفدي عريان سعد قتل رئيس الوزراء يوسف وهبة باشا لمجرد أنّه أراد كسر مقاطعة الوفد للجنة ملنر، ولا ينُكر عيسى هذا التطرف، بل ولا ينكر استحلال الدم باسم الوطنية التي أراد الوفد احتكارها، أم لا يكون الدم حرامًا إلا فقط عند القتل باسم الدين أو بيد جماعة منتسبة للدين!! فدم وهبة حرام كما هو دم النقراشي..لا فرق.
- طعن عيسى في الشيخ محمد بخيت المطيعي وذكره أشعار بيرم التونسي فيه وزعمه أنّه يرتبط بالسلطات الحاكمة ويعارض ثورة ١٩١٩، شيء غير مقبول، بل هو لا يصح تاريخيًا، كيف وهو كان عضوًا في لجنة الثلاثين التي وضعت دستور ١٩٢٣ الذي يُعد من مكتسبات الثورة؟! وفيه أكد الشيخ على أن الإسلام دين الدولة [ يبدو هذه مقلقة لعيسى إذن]، بل سعد زغلول نفسه وهو في باريس يرسل إلى الشيخ معجبًا بردوده على لجنة ملنر، فهل هذا رجل يرتبط بالسلطات كما يقول عيسى!! .
- يُنهي صلاح عيسى حكاياته بهامش على الهوامش يبثّ فيه وجعه وإيمانه بالشعب وحقه في الحكم والحياة، وانبهاره بثورة ١٩١٩ التي غيّرت شكل مصر، وينقد واقعه الذي كتب فيه حكاياته [ أوائل السبعينيات] بما فيه من فساد السياسة وتدجين المثقف وتوحّش الرأسمالية، بل حتى السلفية لم تسلم من نقده، لكن بالنهاية هي هوامش مُوجِعة، ليس لمرارتها فقط، ولكن لأنها أشعرتنا أن صلاح عيسى السبعينيات ليس هو صلاح عيسى الذي توفاه الله تعالى في الألفينيات.
الكتاب هو مجموعة قصص وحكايات تاريخية، بعضها لا يخلو من ترافة، وأسلوب عيسى نفسه شيق وهو يصلح بطبيعة الحال أن يكون روائيًا جيدًا، الكتاب ممتع بلاشك، غير ممل، يُناسب أصحاب النفس القصير في القراءة التاريخية
حكايات متنوعة أشبه بالمقالات عن فترات مختلفة من تاريخ مصر، قصص تدعو للعجب في أغلب الأوقات، تتأمل حال المصريين على مصر العصور، وتتعجب من حال حكامهم الظالمين دائمًا، وتضحك في كثير من الأحيان على المواقف التاريخية الغريبة، كتاب مسلي ومتنوع
" هي صلاة صوفية في معبد الأم الشجاعة التي تعلمنا على يديها الحب و الصبر و الكبرياء "
مجموعة طريفة من القصص و الأقصوصات التاريخية الهزيلة مسلية تجري بين يديك بسرعة ولكن في بعض الأحيايين تشعر بالملل منها و من الخطاب الموجه بها ، تشعر أحيانا أنه كان يقصد وقتها أن يعكس واقع موجود من خلال أحداث تاريخية ، و تشعر تارة أخرى أن بعض القصص مبتورة و هو ما قاله الكاتب في المقال الأخير الذي يحكي به قصة هذه المقالات و كيف كان يحارب لأجلها ، و أنه كان يجمعها من الجرائد بعد أن يتم العبث بها و نشرها على غير أصلها .
القصص تبدأ عند الملك الأخير لبني أميه ( عبيد الله بن مروان الحمار ) و مقتله ثم تمر بنا خلال عصور الفاطميين و الأخشيديين و المماليك ثم الأسرة العلوية و أبناء محمد على مارة بالطبع بأكثر حدثين أثرا بالكاتب - واضح جدا خلال الكتاب - و هما الثورة العرابية و ثورة مارس1919 و بالطبع مر خلالها بالإستعمار العثمانلي و الفرنسي و الأنجليزي و كيف كانت كل هذه القوى تتفاعل مع بعضها و ما ينعكس من ذلك على المجتمع .
أعجبت أكتر بكتابه الأول (حكايات من دفتر الوطن) حتى أنه كان هنا بعض القصص التي شرحها بإستفاضه في الكتاب الأول و بأسلوب التحقيق الصحفي المشوق أكثر مما هو هنا .
على الرغم من أن فترة المماليك فترة طويلة ومتشابكة وبها آلاف القصص إلا أنه من الواضح بأنها لم تكن سعيدة على عوام المصريين البسطاء ، فالمماليك (كما يراهم المؤلف في هوامشه) لكل منهم عقدة معينة آذت نفسية المصري البسيط بطريقة ما
الكتاب من الناحية التاريخية بتقسيمه البسيط يعطيك فكرة عن تسلسل الحكم في مصر الحبيبة
كتاب سهل، ممتع، ذو كتابة سلسة مغلفة بلمسة أدبية جميلة..لكنه لا يؤخذ أو يندرج ابداً تحت مسمى كتاب تاريخ، بل هو كمقالات يومية تسرد لمحات من تاريخ مصر أثناء حكم المماليك. وتبقى كتابات صلاح عيسى تمدنا بالمتعة والإبداع.
الحقيقة احترت في تقييم الكتاب بين نجمتين وتلاتة. الكتاب من جهة مسلي وسلس وبسيط وبيمشي بسرعة، الواحد بيقدر السلاسة في الكتابة جدًا. ومن جهة تانية فالحكايات مصحوبة في أحيان كثيرة بلغة خطابية سطحية جدًا وساذجة في حكمها على الأمور، لكن في النهاية يخفف من العيب دا إنها كانت معدة في النهاية للكتابة الصحفية الخفيفة اليومية، واللغة الخطابية ربما كانت صالحة لجعل الإسقاطات السياسية أوضح.
حكايات قصيره ممتعه عن المصريين حكام وحكومه وشعب ، في الفتره ما بين عصر المماليك الى عصر الدوله العلويه ..مدهش هو الزمن ومدهش هو الانسان بطباعه وكفاحه وشهواته التى لا تنتهي..
"ولست فى حاجة فى النهاية الي القول أن أقول، إن الهوامش هي صلاة صوفية في معبد الأم الشجاعة التي تعلمنا على يديها الحب والصبر والكبرياء. "
ليس كمثل قلم صلاح عيسي شئ. يغوص فى بحور التاريخ مستحضراً ومضات من تاريخ شعب تكالبت عليه المحن ومصائب الدهر وجيوش الغزاة وخيانات الكثير من الحكام، لكن هذا الشعب الذي يبدو كالنهر حيناً هادئ ومسالم يفور ويثور حيناً أخري مقتلعاً كل ما او من يظن نفسه أقوي منه. يغوص صلاح عيسي فى بحر التاريخ يبحث عن قبس من نور البطولة، ترتيلة من صلاة الثورة، انشوده من ديوان عشق الوطن، عدودة من عديد الثكالي في ربوع هذا البلد الصابر المحتسب الهادئ الهادر. يختص الكتاب بالفترة من تاريخ المماليك وصولاً لثورة 1919 العظيمة وبين ضفتي الكتاب 180 حكاية وقصة وومضة من تاريخ هذا الشعب وبطولاته واحزانه ومسراته. يكتبها عيسي لا لشئ سوي ترسي�� يقين ل�� يتزعزع ان الشعب المصري فريد من نوعه وعظيم في بساطته، عبقري فى التصالح من مصائب الحياة والحكام، لا يستكين ابداً، يحارب تارة بالرصاص وتارة بالنكتة وتاره بالأغنية. المهم انه كالنهر لا يتوقف عن الجريان ... أبداً.
كنت كاتب مراجعة طويلة عريضة على الأكونت القديم عن الكتاب دا، لكن تقريبًا خلال أقل من شهر اتعلمت أن ممكن موقف بس بسيط يكفي للتعبير عن كل الكلام، وعلى ذكر أمير الشعراء أحمد شوقي اللي لذكره نصيب كبير جوا الكتاب دا، فمن سيريالية المواقف أن نظام السيسي يهدم مقبرته الآن، وأتذكر جيدًا أنه خلال قراءتي للكتاب، كتبت تحديث أقول فيه أن شوقي حينما قال: بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليّ كرام كان قاعد في التكييف وبيشرب قهوة استحمل بقى يا عم شوقي، احنا بلد لا اتع��مت ولا هتتعلم حاجة من تاريخها، بلد فاضية من جوا وعايشة ع الشعارات والكذب والتدليس.
استمراراً لحكايات من دفتر الوطن بيستمر صلاح عيسى في انه يسرد لنا لمحات من تاريخ مصر اثناء فترة حكم المماليك و العثمانيين ، علشان نعرف بس اد ايه البلد دي طول عمرها مبتلاة . كتاب جميل و ممتع و مسلي و مكنتش عاوزة اخلصه فعلا .