لن أقول شعرًا بعد الآن، لن أهدئ طفلًا في داخلي، لأنه مات. ولن أحتمي بالحلم، لأني لم أعد أريد شيئًا.، ولن أهرب للخيال، خيالي، لأني قد وصلت إلى حدوده. إنها دائرة، الأيام تدور، الأفكار تكرر نفسها، أنا كنت آخر ومتُّ ثم صحوت. ما أعيشه الآن قد عشته، الأشياء ذاتها تؤلمني، الخوف ذاته، الترقب ذاته، عودة الإله، رحيل الإله، الاكتظاظ بالحلم، تجاوز الطفولة والاعتماد على خيبة الأمل الطفيفة التي تمتزج بالأشياء. أن تحب مرة واحدة ووحيدة، مثلما قالوا. بطزاجة وندرة. ثم لا يكون حب جديد. محض استعادة وتذكر محض تكرار.
هذا عمل حي، حتى لو امتلأ بالجثث والذئاب والليل والدم. تنبتُ الاستعاراتُ خضراء مورقة بين كلمةٍ وأخرى، كل استعارة تضيء لنا وجهًا آخر من وجوه العالم الأبدية. هذا نصٌ يجعلك ترى؛ تراك، تراني. إنه مكتوب بطفولة إلهية، براءة تتعفف عن الصنعة، وفيه صدق لا يليق إلا بالشعر.
وأتجنب الكلام ، فالمرء قد يمتنع عن الكلام أحيانًا حين يضجره أن يشرح للآخرين سر عذاباته ، والناس تعتاد حين يشرح كثيرًا ، ويقولون لا بأس ، هو هكذا معذب دائمًا ، فيتركونه في عذاباته . / وكنا بعيدين، أنا عنك وأنت عني، وكنا بادئ الأمر واحدًا، ولهذا يعذبني انفصالي. / رائع ، أحببته بشدة بداية مشجعة لأول كتاب بعام ٢٠٢٠
حاولت كثيرًا أن أفهمها، شككتُ في نفسي لأن كثيرين يعجبهم هذا النوع من الاستعارات، لكنني لم أفهم ما يمكن أن يرمز إليه القول بأن الإله متعب وحزين ويحتاج بنتًا وحنانا، أو وضع الرب مع عباده في جبهة واحدة ضد النساء اللواتي كتب عليهن أن يصبحن أمهات رغم إرادتهن، وغيرها كثير من الاستعارات المُقبضة على طول الكتاب والتي لم أفهمها ولا فهمت لماذا.
الكتاب عبارة عن صياح وجودي ولطمية من من النوع الفاخر، هذا النوع من النصوص تقدر ان تكتبه لنفسك وتقول لنفسك وتشد شعرك وتكون من جماعة (الوعي لعنة، الوعي قتلني، آخ من كمية الوعي) لكن لا تنتظر ان يعجب احد ما بصياحك، والله لا احد يهتم بصياحك وهرطقاتك وجرأتك الزائفة، اذا كان والدك وعائلتك مرضى نفسيين والحكومة داعسة عليك وعلى عيشتك وانت انسان فاشل، فلا تلقي مصائبك على رب العالمين، وكمل صياحك محد مهتم ..
القراءة لآلاء حسانين، هي الموافقة ضمنياً على أن تصابَ بلعنةٍ حقيقية، لن تُشفى منها أبداً. العهد الجديد تجربة أخرى، طعنة ولكمة في الوقت نفسه. إنه الحالة الجديدة من الشعر، الحالة التي لم تمر عليك من قبل.
"لكنت عرفتني ولم تعرف. لأنك تعرف شخصًا من شخوصي، تعرف واحدًا مني، والذي ليس أنا الآن، تعرف واحدًا قد يجيء وأنا أعرفك كلك". "كيف يمكن أن يموت الإنسان منتحبًا على قارعة الليل، وتُشرق بعد ذلك شمس؟" "الزمن الذي يترسب فوق الجلد يترك عذاباته فوق الكراسي أيضًا، في اهتراء حوافها وفي الأسماء المحفورة في الخشب، الأسماء التي ما عادت تخص أحدًا". "حتى يموت المرء دون ألم، عليه أن يموت أولًا في حياته". "الأصدقاء الذين يهذرون لأجل البقاء يغادرون أولًا".
"لم أعرف أننا قد نمر على الوجوه وعلى الأمكنة، ونتساءل بعد زمن: كيف ألفناها؟ وأن الأصحاب، الذين باتت قلوبنا عارية في دفء أكفهم، مرَّ الزمن عليهم أيضًا، وصارت قلوبنا تخجل من ذكرى تكشفها أمامهم".
"الإنسان وحيد، ويمتد أمامه الضياع شاسعًا، ولا حدود لضياعه، فالداخل والخارج شكلان متماثلان للضياع ذاته، ففي الغرفة الدافئة، قد يشعر المرء بذات الضياع الذي يشعر به في ليل البراري. والذئاب التي تعوي في السهول هناك، تعوي في قلبه أيضًا".
شعرٌ فيزيائي بنكهة قصص، قصص مخيفة وليلها لا ينتهي.
خلال يوم واحد لجلستين رافقتني آلاء شعرت بها حاضرة ، لم تكن مجرد نصوص نثرية كانت خطابات ومشاعر حَقيقية واقعية . أقرأ واقول لنفسي " يا اللهي كم هذا صحيح " كأنما كانت تصرح بالقول " حزن النساء حزني ! " أعترف بكونها نصوص حزينة ومؤلمة لكنها عَظيمة بتشبيهات "السهل الممتنع" رَهيبة وسلسة الفهم تستطيع بسهولة ان تدرك ما تريد ايصاله. مَحبة 🤎
تملك آلاء حسانين القدرة على اخراج كل عذابات الانسان من مكان اختبائها. ان تعرض كل مشاعرك المظلمة على الملأ، و ان تغوص في بحر من الخيالات و الذكريات البعيدة، و أن تصوغ كل هذا شعراً..
هناك شيء واحد مؤكد: آلاء حسانين هي الاتجاه الشعري الجديد!
نص بديع رائع مليء بالشجن و الألم و الواقعيه.. أحببته جداً و لمس مشاعري و كان له وقعٌ على قلبي..
"لم نبكِ على الأصحاب الذين ماتوا، و لم نغضب من أولئك الذين خمد الحب في قلوبهم، و راحوا..و قد كنَّا صغارًا نقول بأننا قد نموت، في حال أشرقت الحياة على يوم ليسوا فيه. لكننا لم نبكِ، و لم نحزن، و رأيناهم يغادرون إلى البعيد و لم نقل لهم وداعًا.."
منذ الآن، أعلن، عن نفسي، أن آلاء حسانين هي أفضل شاعرة عربية شابة. هذا هو الشعر. هكذا تكون اللغة. ومع الأسف أن مثل هذه الكتب لا تنت��ر كما تنتشر كتب الخواطر التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
استعارات موضوعة في غير مكانها ومتكلفة جدا يمكننا القول أنها خواطر تناجي الإله والنفس ولكن أحياناً يترك الموضوع وتحاول فهم ما تقصده بسبب التكلف المبالغ فيه
حينما وجدت هذا الكتاب، وكان على قائمتي منذ صدوره، قلت أخيراااا وجدته! وهذا بسبب تجربتي الأولى مع آلاء في ديوانها "يخرج مرتجفاً من أعماقه" ولا زلت أتذكر انبهاري به وأن به العديد من القصائد التي لمستني خاصة وأني كنت لا زلت أحث الخطى في قراءة الشعر.
نأتي لهذا الديوان. مبدئياً لا زالت الكاتبة تتمتع باللغة العذبة والأسلوب المبهر في الكتابة. لكن، مشكلتي هنا كانت مع بعض أفكار القصائد 🙄 بالطبع لها أنا تفكر كما أرادت وتعبر عن ذلك أيضاً لكن لي أن أنتقد ذلك وأقول بأني لم أحبه بل على العكس أفسد علىّ قراءة باقي الديوان!
حينما أجد فاتحة الكتاب تتحدث عن الله والمحاولة للتماهي معه وتشبيهه بالبشر ثم إنكاره في النهاية فبماذا سأعبر عنه!!
لدينا العهد الجديد كليا هنا الاء تنستنكر التستر على الاحزان فهي تريد ان تخزن بصوت عالي تقول انها حزينة وتموت من الحزن و تعوي بل و تريد شخص ليحزن معها ! تفضح هنا الاء تبرأ القبيلة من الصبي الحزين اغماض عينهم عن حزنه وتمثيل كونه ملبوس ! بالعادة هناك حاجز بين مشاعري و مشاعر الكاتب فلا تصلني واحد ذلك جيد الا ان الاء هنا جعلت مني _انا بصفتي القارئ_ شخصا يحزن معها هذا الكتاب ليس سهلًا كما يبدو والحزن ليس موضوعًا فردي فعي تعرض لنا حزنها بصفته بحثًا طويلا عن الله الكتاب يستحق القراءة والتفكير الاحساس به التجربة الثانية مع الاء وليست الاخيرة اكيد الاء الكاتبة الشابة تمثل قصائدها الصوت المعاصر لمشاعرنا الحالية
في كل نص من هذا الكتاب ينهال عليك السرد في صوت واحد، صوت أخّاذ وساحر، صوت ُيمكنك من الحديث مع نفسك لفترة طويلة، وقد يصبح بإمكانك أن تكافح برفقته الليالي الطوال. في هذا العهد يمكن للحسّ الشعريّ أن يأخذ بك إلى ما وراء المدى، إلى قِبلة الانصياع للصوت الذي يداهمك في خلفية الحياة.ومن النص الأول الذي كان بعنوان" وأقول لجسدي بأن يسيل مع النهر، وأنتهي" يلمس المرء النهاية التي لن تكون سوى بدايةٍ أخرى، لأنه منطقياً لكل نهاية بداية ولكل بداية نهاية. دوائر لا تنتهي، أو ربما تنتهي بالفعل. أما بالنسبة لباقي مواضيع النصوص فقد تناولت آلاء الإنسان في بداية حلمه وفي نهايته، وما يحدث حقيقة داخل الحلم باعتباره طريقة للفصل بين الواقع والخيال، وبين الخيا�� والواقع. يمكن للمرء حينها أن يتساءل، ما هو الصحوّ؟ وما هو الحلم؟ لأنهم قد يقولون" توقف عن الحلم، أنت تخون واقعنا الحزين" وأحياناً يقولون" خذنا معك". وأحياناً أخرى، حين أكون مجنوناً جداً وأقتل نفسي في الداخل، أبكي عليّ. فيتسلل من عينيّ دمع، ويراه الآخرون، ويسألونني: ما الذي تفعله، فأجيب أحياناً: أدفن نفسي. أما في الباب الثاني، تأخذ آلاء بساطة الأمكنة وتعقيداتها إلى بعدها الخاص، وحالتها الخاصة، حيث يبدأ التحول الصوتي في حوارٍ طويل بين الأمنكة والإنسان، ويبدأ النص بافتتاحية مذهلة، وتقول:" لم أعرف بأن الأمكنة تفقد وهجها مثل البشر". في ما يلي من النص يلاحظ الزمن وهو يمر بعبئه على المكان، ليتساءل المرء بعد مدة عن المكان: " كيف ألفناها؟" بعد ذلك يخرج المرء بناتج الوحدة، حيث أن الزمن لن يكون إلا سيولة ثقيلة ومالحة .. أقتبس" الإنسان وحيد، ويمتد أمامه الضياع شاسعاً، ولا حدود لضياعه، فالداخل والخارج شكلان متماثلان للضياع ذاته، ففي الغرفة الدافئة، قد يشعر المرء بذات الضياع الذي يشعر به في ليل البراري". ولا يمكن أن يُغفل عن السؤال الذي يتكرر طوال الوقت،" ماذا سيحل بنا؟" أما في نص " العبور نحو خيام الأمهات المضيئة" ونص " رأيتك تناديك الغزالات التي يقتلها شرودها" يمكن للمرء أن يلمس عاطفته الشجية تجاه الأمومة وما يندرج تحتها من وطءٍ قاتل في بعض الأحيان، حيث مثلت العائلة أكبر من فكرة شعرية، مثلت العائلة نقطة تحول في قلب الإنسان ومخرجاته العاطفية. وفي الباب الثالث: في نص " عرائس الدمى الصغيرة" تعود العائلة باعتبارها منجاة من السقوط وفخاً كذلك، لا يمكن اعتبارها حالة مثالية، بل حالةً بين الحياة والموت، حيث يمكن اعتبار الانسان امتداد للأب والأم، للطموحات التي يجد نفسه عبداً مثالياً لها. وأقتبس" حبلنا بأبناء آبائنا ووضعناً حزناً مشوهاً.. لفظنا قلوبنا، وخنوع أمهاتنا مع الولادة وقلنا، هذي الحياة التي لا نريد، فكيف تبدو الحياة التي نريد؟ ويكمل المرء مسيرة الوطء في النصين الأخيرين والتي حملت عنوان" لسنا سوى خطأ إذن؟" و " الأمهات يبسن في الظل". وفي الباب الرابع تأتي الخاتمة، خاتمة النصوص بفرادة منقطعة النظير،حتى ليظن المرء أنه لا يمكن أن تكون أفضل من ذلك! مشينا وحدنا دروباً طويلة، وهذا العهد دربٌ طويل، كُتب من أجل أن يكون رفيق هذه المسافة.
شعرٌ بديعٌ، تكتبُ آلاء الدمعَ بكثافة لغوية.. وتصف الوجعَ برقة شعرية جارحة، أقول لها ما يقوله أستاذي كلما أدهشتهُ بمعلومة صادمة: من أين لكِ هذا؟ حقاً! من أين لكِ هذا يا آلاء؟ تقول: "لكن الوحش الذي في قلبي يصحو، والذين أحبهم يدركونه في الصحو، ويدركون عواءه، ويرون تحت جلدي فراء ذئبٍ وفي عينيَّ نحيبُ الإنسانِ الأوَّل وفي قلبي خشونته"
"مرت أحزان كثيرة، من تلك التي تعلق في العينين، مر انزعاج طفيف إثر التصاق الصوت بالجلد، والرغبة في كشطه، الرغبة في الإختباء في حفر الطريق، من رنين الباعة، من ركض الأطفال، ونباح الكلاب، والأمهات اللواتي يلقين بالسلال من النوافذ، الرغبة في الإختباء من الإنتباه المُفرط للأشياء. من البكاء وسط الطريق وأنت تُشير إلى السماء تسقط على الأبنية القديمة".
آلاء تلمس شيئًا عميقًا فينا، شيء كالجروح والندبات التي تملئ عقلنا اللاواعي، تلك التي من فرط ما امتهنّا إخفائها نسينا وجودها. وحدها آلاء تصرخ بها، فتشعر للحظة أنك مفضوح أمام الملأ، وذلك لأن للحقيقة أوجُهٌ عدة، ولن تستطيع أن تحتفظ بوجهها الأخرس للأبد.